مختارات من الصحف العبرية
مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
علمت صحيفة "يسرائيل هيوم" بأن قلقاً يسود في أروقة قيادة الجيش الإسرائيلي من احتمال تعزُّز نفوذ وقوة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في ظل الأزمة السياسية والاقتصادية التي يعيشها لبنان هذه الأيام.
وأعرب عن هذا القلق العميد شلومي بيندر المسؤول عن حماية الحدود الإسرائيلية- اللبنانية وقائد "الفرقة 91" الذي قال: "هناك احتمال أن يستغل نصر الله الفوضى في لبنان كفرصة له من أجل العمل على زيادة هيمنته وهيمنة إيران على الدولة."
وتُعد الأزمة الحالية في لبنان واحدة من أخطر ثلاث أزمات في العالم خلال آخر 150 سنة، وفقاً للبنك الدولي. وحيال ذلك يدرس الجيش الإسرائيلي سلسلة من السيناريوهات لمستقبل البلد، والتي قد تؤثر أيضاً في إسرائيل، حيث تستعد قيادة المنطقة العسكرية الشمالية لاحتمال أن يحاول آلاف اللبنانيين الوصول إلى الحدود الإسرائيلية في محاولة لإيجاد مستقبل أفضل هنا. وبموجب هذا السيناريو، ستحاول قوارب تحمل لاجئين الوصول إلى شواطئ إسرائيل كما يحدث فعلاً على شواطئ قبرص.
وثمة جانب آخر مقلق هو وضع الجيش اللبناني. فهذا الجيش الذي يُعتبَر عامل استقرار البلد آخذ بالانهيار، وهناك تقارير عن وجود انشقاقات في صفوفه، وعلى الرغم من ذلك إلا إن الكثيرين استمروا في الجيش، لكنهم من الناحية العملية يشاركون في وظائف ثانوية توفر لهم رواتب فقط.
وقدّر ضابط لبناني كبير في حديث لوسائل إعلام لبنانية أن ينهار الجيش في أيلول/سبتمبر المقبل. وفي حال حدوث ذلك فإن الوسائل القتالية المتطورة، مثل الدبابات، ستجد نفسها بلا مالك. ومع ذلك تؤكد مصادر عسكرية إسرائيلية رفيعة المستوى أنه من غير المؤكد أن يحاول حزب الله الاستيلاء على المعدات العسكرية المتروكة لأنه يمكن أن يُنظَر إليها بأنها محاولة للسيطرة على البلد.
دان حزب راعم الإسلامي [القائمة العربية الموحدة] دخول المئات من المستوطنين اليهود إلى الحرم القدسي الشريف خلال إحياء يوم الصوم اليهودي "تيشعا بآف" [التاسع من آب العبري، ذكرى خراب الهيكل] أمس (الأحد).
وقال راعم في بيان مشترك مع المنظمة الأم الحركة الإسلامية - الجناح الجنوبي، إن المسجد الأقصى المبارك بكل مساحته البالغة 144 دونماً هو حق خالص للمسلمين وليس لأحد غيرهم أي حق فيه.
وكان أكثر من 1600 مستوطن، بمن فيهم عضو الكنيست عميحاي شيكلي من "يمينا"، اقتحموا الحرم القدسي أمس لإحياء يوم "تيشعا بآف" وقاموا بإنشاد النشيد الوطني الإسرائيلي "هتيكفا" بينما كانوا واقفين أمام مسجد قبة الصخرة. وأظهرت مقاطع فيديو تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي أن قوات كبيرة من الشرطة الإسرائيلية قامت بتوفير الحماية لهم وحاولت إخلاء السكان الفلسطينيين من المنطقة.
وأعلنت الحكومة بقيادة رئيسها نفتالي بينت في بيان صادر عنها، دعمها لاقتحام الشرطة المكان ودخول المستوطنين إلى الموقع. وشكر بينت الشرطة على إدارة الأحداث في الموقع بمسؤولية واهتمام مع الحفاظ على حرية عبادة اليهود في الحرم.
وأثار هذا البيان تساؤلات عمّا إذا كانت الحكومة تسعى لتغيير الوضع القائم في المكان الذي لا يسمح لليهود بالصلاة فيه.
وقال بيان راعم إن مثل هذه الأعمال يمكن أن يؤدي إلى تصعيد متجدد بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وأن يؤجج الوضع في القدس والمنطقة بأكملها، وهو ما يؤدي إلى حرب دينية شاملة.
كما أثارت أحداث أمس احتجاجات من طرف حركة "حماس" والسلطة الفلسطينية. وأصدرت عدة دول إدانات لها، بما في ذلك مصر وتركيا، وكذلك الأردن الذي تقوم وزارة أوقافه الإسلامية بإدارة الموقع بموجب معاهدة السلام الموقّعة بين الدولتين سنة 1994.
وقال الناطق بلسان وزارة الخارجية الأردنية ضيف الله الفايز إن السياسة الإسرائيلية بحق الحرم القدسي مرفوضة ومُدانة، وتمثل انتهاكاً للوضع التاريخي والقانوني القائم، وللقانون الدولي والتزامات إسرائيل كقوة قائمة بالاحتلال في القدس الشرقية.
من المتوقع أن يقوم وزير الخارجية الإسرائيلي ورئيس الحكومة البديل يائير لبيد الشهر المقبل بزيارة إلى المغرب من أجل تدشين الممثلية الدبلوماسية الإسرائيلية الجديدة في العاصمة الرباط، ولمناقشة تطوير العلاقات بين البلدين إلى مستوى سفارات.
وستكون هذه الزيارة هي الأولى لوزير خارجية إسرائيلي منذ سنة 2003.
وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية الإسرائيلية إن لبيد تحادث هاتفياً يوم الجمعة الماضي مع وزير خارجية المغرب ناصر بوريطة بشأن هذه الزيارة المخطَّط لها، وأكد أن العلاقة المباشرة بين الدول والشعوب هي مصلحة إسرائيلية عليا، وأن إسرائيل ستستمر في العمل على تقوية العلاقات بين الدول وبناء التعاون الاقتصادي والتكنولوجي والثقافي والسياحي.
وكان المغرب أعلن في كانون الأول/ديسمبر الفائت تطبيع العلاقات مع إسرائيل واستئناف فتح مكتب الاتصالات بين البلدين الذي أُغلق سنة 2000. وتم التوصل إلى اتفاق تطبيع العلاقات بوساطة إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب كجزء مما بات يُعرف باسم "اتفاقيات أبراهام" التي قامت إسرائيل في إطارها بتطبيع علاقاتها أيضاً مع الإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان. وفي مقابل اتفاق التطبيع مع المغرب اعترفت الولايات المتحدة بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية.
أوعز رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت أمس (الأحد) إلى الجهات المعنية بتشديد إجراءات فرض القيود الصحية لمنع تفشّي فيروس كورونا.
وجاء ذلك في إثر جلسة خاصة عُقدت لمناقشة تشديد القيود على خلفية تصاعُد المنحنى الوبائي. وشارك في الجلسة أيضاً كل من وزير الصحة نيتسان هوروفيتس، ووزير الأمن الداخلي عومر بار ليف، والقائد العام للشرطة كوبي شبتاي، والمستشار القانوني للحكومة أفيحاي مندلبليت، ومسؤولون آخرون.
وفي ظل هذا التصاعُد قامت وزارة الأمن الداخلي بعرض برنامج وطني شامل من أجل مكافحة انتشار الفيروس يشمل استخدام وسائل تكنولوجية رقمية بالإضافة إلى ضمان تطبيق الأنظمة الصحية في الميدان من خلال نشر قوات شرطية ومفتشين في أماكن مختلفة.
وقرر رئيس الحكومة تقديم لوائح اتهام جنائية بحق مَن يخرق الأنظمة وإلزامه بالمثول أمام القضاء في حال خرق الحجر الصحي. كما تقرر أيضاً فرض قيود مشددة في الأعراس والمناسبات.
وذكرت معطيات صادرة عن وزارة الصحة أن عدد حالات كورونا النشطة بلغ يوم أمس 829، بينها 62 حالة وُصفت بأنها خطرة، وتم ربط 14 حالة منها بأجهزة تنفس اصطناعي. ووصل إجمالي حالات الوفاة منذ تفشّي الفيروس إلى 6447.
اتفق وزيرا الدفاع والعدل الإسرائيليان بني غانتس وجدعون ساعر على الشروع في النقاش والبدء بعمل طواقم من وزارتيهما لفحص اقتراح غانتس بشأن إقامة لجنة تحقيق رسمية لتقصّي وقائع ما يُعرف بقضية الغواصات والقطع البحرية، والتي اتُّهم فيها رئيس الحكومة السابق بنيامين نتنياهو ومقربون منه بالحصول على مبالغ مالية كبيرة في أثناء قيام إسرائيل بشراء غواصات عسكرية وسفن حربية من تصميم الشركة الألمانية "تيسنكروب" بقيمة ملياري دولار، لغاية الدفاع عن حقول الغاز الواقعة قبالة إسرائيل
وأعلن الوزيران في بيان مشترك صادر عنهما، أن المستشار القانوني للحكومة أفيحاي مندلبليت سيشارك في هذا الإجراء مع الأخذ بعين الاعتبار أن هناك قضية جنائية في هذا الملف.
وكان الوزيران أجريا محادثة شخصية في نهاية حزيران/يونيو الفائت وقال وزير الدفاع لوزير العدل إنه معني جداً بأن يدفع قدماً بإقامة لجنة تحقيق في قضية الغواصات، ورد ساعر بأنه يجب بدء العمل على هذه القضية خلف أبواب مغلقة وليس علناً، واقترح أن يتم ذلك بالتعاون مع المستشار القانوني للحكومة. وانتقد مقربون من غانتس وزير العدل وقالوا إنه آن الأوان لأن يقول رؤساء الائتلاف الحكومي بوضوح ما إذا كانوا يرغبون في إقامة لجنة تحقيق أو لا يرغبون.
كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أمس (السبت)، نقلاً عن مسؤولين حكوميين وآخرين مطّلعين على العقود الموقعة بين الشركات الإسرائيلية والسعودية، أن إسرائيل سمحت لمجموعة من شركات المراقبة الإلكترونية بالعمل سراً لمصلحة حكومة المملكة.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الخطوة جاءت على الرغم من المخاوف الدولية المتعلقة بقيام السعودية باستخدام برامج التجسس الإسرائيلية للقضاء على المعارضة في الداخل والخارج، وخصوصاً بعد مقتل الصحافي جمال خاشقجي.
وأضافت الصحيفة أن مجموعة NSO الإسرائيلية ألغت عقودها مع السعودية بعد مقتل خاشقجي سنة 2018 في القنصلية السعودية في إسطنبول، لكن الحكومة الإسرائيلية شجعتها هي وشركتين أخريين على مواصلة العمل مع المملكة. كما منحت الحكومة الإسرائيلية ترخيصاً جديداً لشركة رابعة من أجل العمل مع السعودية، متجاوزةً المخاوف المتعلقة بانتهاكات حقوق الإنسان، بحسب ما أكد مسؤول إسرائيلي كبير وثلاثة أشخاص مرتبطون بتلك الشركات تحدثوا إلى الصحيفة.
وتُعتبر شركة NSO إحدى أشهر الشركات الإسرائيلية، وهي المسؤولة عن تطوير برنامج "بغاسوس" للتجسس الذي استخدمه العديد من الحكومات للتجسس على ناشطي حقوق الإنسان واعتقالهم. وباعت الشركة برنامج "بغاسوس" للسعودية في سنة 2017، وقامت المملكة بدورها باستخدامه في حملة قاسية لسحق المعارضين في الداخل ومطاردة أولئك الذين يعيشون خارج البلد.
ونوهت الصحيفة الأميركية بأنه من غير المعروف ما إذا كانت السعودية استخدمت برنامج "بغاسوس" أو غيره من برامج التجسس الإسرائيلية الصنع في عملية مقتل خاشقجي، مضيفةً أن مجموعة NSO نفت أن تكون برمجياتها استُخدمت في العملية.
وقالت الصحيفة إن وزارة الدفاع الإسرائيلية سمحت لشركة أُخرى تدعى "كانديرو" بالعمل مع السعودية، وكانت شركة "مايكروسوفت" اتهمت "كانديرو" الأسبوع الفائت بتطوير برنامج معلوماتي استخدمته عدة حكومات للتجسس على أكثر من 100 صحافي وسياسي ومعارض ومدافع عن حقوق الإنسان حول العالم.
ومنحت إسرائيل كذلك تفويضاً لكل من شركتي Verint وQuadream للعمل مع السعودية بعد مقتل خاشقجي. ولفتت "نيويورك تايمز" إلى شركة إسرائيلية خامسة تدعى Cellebrite تعمل مع السعودية لبيع برمجيات تجسس على الهواتف المحمولة، لكن من دون موافقة رسمية من الحكومة الإسرائيلية.
وأكدت وزارة الدفاع الإسرائيلية للصحيفة الأميركية أنها ستلغي ترخيص أي شركة يثبت استخدام برامجها في عمليات تنتهك حقوق الإنسان.
هذا ولفتت "نيويورك تايمز" أيضاً إلى أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان التقى عدة مرات رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق بنيامين نتنياهو سراً. كما التقى مسؤولو الاستخبارات من البلدين على نحو منتظم. وأكدت الصحيفة أن صدور التراخيص لهذه الشركات تمّ بفضل هذه العلاقات المباشرة بين السعودية وإسرائيل.
- مؤخراً حلّت الذكرى الـ 15 لنشوب حرب لبنان الثانية. من المهم اليوم أن نبدي انفتاحاً واستعداداً كي ندرس بعمق إخفاقات هذه الحرب واستخلاص الدروس للمستقبل. في نهاية الأمر هذه الحرب كانت فاشلة.
- عندما اجتاز الجيش الحدود في أعقاب خطف الجنديين لم يفكر أي شخص في حرب ولم يخطط أحد للمبادرة إليها، حتى رئيس الحكومة ووزير الدفاع. بدأت إسرائيل العملية العسكرية من دون التخطيط لكيفية انتهائها. هذا الواقع خلق خللاً مستمراً وبعيد الأمد وأدى إلى نشوء شرخ عميق في الثقة بين مختلف الدرجات على الأرض وبين قيادة الأركان العامة، وتسبب لاحقاً باستقالة رئيس الأركان داني حالوتس ورئيس الحكومة بالإضافة إلى لوائح الاتهام المقدمة ضده.
- بداية الحرب بدت مشجعة. إسرائيل ردت بعنف على حادثة الخطف وأرسلت طائرات سلاح الجو الإسرائيلي لتدمير معقل حزب الله في المربع الأمني في الضاحية الجنوبية. الرد فاجأ نصر الله الذي لم يتوقع قط رداً بهذا الحجم وبهذه القوة.
- بعد بضعة أيام على بداية هجمات سلاح الجو على بيروت، وبصفتي طالباً في كلية الأمن القومي التقيت رئيس الحكومة إيهود أولمرت. وعندما سُئل أولمرت هل يجري التخطيط لعملية برية فوجىء وأجاب: "لماذا فجأة؟ لم يقترح علي أحد ذلك." خرجت من هذا اللقاء بشعور قوي بأننا خضنا هذه العملية من دون أن نضع لها أهدافاً واضحة وغاية سياسية - استراتيجية واضحة وأننا نتصرف بحسب تطور الوضع.
- عندما أنهيت الدورة في الكلية وجدت نفسي نائباً للضابط الأول في شعبة الهندسة في الشمال. أذكر جيداً الكتيبة التي قُدتها في الماضي وقامت مع الذي حلّ محلي بمهمة فتح محور. المهمة نُفّذت بصورة نموذجية. العدو كان يتراجع مع تقدُّم الكتيبة. وعندما وصلت الكتيبة إلى هدفها تلقت الأمر بالتراجع إلى أراضينا. بعد مرور أيام تلقت الكتيبة أمراً بالدخول مجدداً مع الكتيبة 9. هذه المرة كان حزب الله مستعداً وكانت النتيجة أننا دفعنا ثمناً دموياً.
- كان أمام إسرائيل خياران حقيقيان لهدف سياسي واضح. الأول، القيام بهجوم كثيف على بيروت يتم بعده التوصل إلى وقف إطلاق النار والانتقال إلى المفاوضات.
- الخيار الثاني، استغلال الفرصة لإحداث تغيير جذري في الجنوب اللبناني وتدمير البنية التحتية لحزب الله في هذه المنطقة، والطلب من المجتمع الدولي خلق واقع جديد. لو اختارت إسرائيل الخيار الثاني كان يجب استخدام ثلاث كتائب وإعطاء الأمر بتخطّي نهر الليطاني وتطهير كل القرى في الجنوب والمناطق المفتوحة من وجود حزب الله، وتدمير بنيته التحتية. وكان في إمكان القوات البرية تنفيذ ذلك بصورة جيدة.
- القوات البرية ليست طائرة. ويجب التفكير مسبقاً في كيفية استخدامها. منذ اللحظة التي تتحرك فيها هذه الآلة الضخمة إلى الأمام تصبح لها حياتها الخاصة ولا يمكن تحريك لواء من هنا إلى هناك كما لو كان طائرة حربية.
- عملياً لم يكن هناك هدف واضح لذلك، كانت هذه الحرب بمثابة تضييع لفرصة كبيرة. من دون هدف واضح حتى منظومة قيادة الجبهة الداخلية لم تعبأ. العملية تحولت إلى حرب انتهت بمقتل 121 جندياً و44 مدنياً وأحدثت شرخاً كبيراً في داخل الجيش الإسرائيلي.
- لهذه الحرب دروس مركزية أولها الحاجة إلى هدف سياسي - استراتيجي واضح، الثاني من الناحية العسكرية عدم الانجرار إلى أساليب تُستخدم في الأمن الجاري. بالإضافة إلى ذلك تدريب منهجي للجيش النظامي والاحتياطيين على حروب كبيرة. لقد دخل سلاح البر هذه الحرب وهو غير مستعد لها، ومع نواقص كبيرة في سلاح البحرية. الوحدات حاولت سد هذه الفجوات بسرعة، لكن لم يكن في إمكانها سد الفجوات بسبب عدم الوضوح على المستوى العسكري الرفيع وعلى المستوى السياسي.
- اليوم نعطي نتائج الحرب أهمية أكبر مما لها. صحيح أن الهدوء يسود الشمال، لكن ثمة شك فيما إذا كان هذا بفضل الحرب. من المعقول الافتراض أن غرق حزب الله في الوحل السوري منذ نشوب الحرب الأهلية مع الواقع اللبناني كانا من الكوابح الكبيرة في العقد الأخير. لا يمكن أن نتوّج أنفسنا، وبالتأكيد ليس على الطريقة التي خضنا فيها الحرب.
- في 6 تموز/يوليو وصل نائب المدير العام للخارجية ألون أوشباز إلى العاصمة المغربية الرباط بهدف الاجتماع بنظيره المغربي كجزء مما وصفته وزارة الخارجية الإسرائيلية بأنه "حوار سياسي" بين الدولتين. زيارة أوشباز هي أول زيارة لدبلوماسي إسرائيلي رفيع المستوى إلى المغرب منذ إعلان الدولتين استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما في كانون الأول/ ديسمبر 2020. الاتفاق الذي جرى التوصل إليه بوساطة من إدارة ترامب السابقة اقترن بقرار واشنطن موضع الخلاف، الاعتراف رسمياً بسيادة المغرب على الصحراء الغربية. شكّل القرار المتعلق بقضية تشغل الرباط منذ أعوام تغييراً في توجهات سياسة أميركية استمرت عقوداً ودعمت إبقاء المسألة خاضعة للمفاوضات بقيادة الأمم المتحدة بين المغرب وبين البوليساريو (حركة تؤيدها الجزائر تطالب بالاستقلال منذ سنة 1975). ثمن الهدية التي قدمتها واشنطن للرباط كان إقامة "علاقات كاملة" مع إسرائيل بعد عقدين على قطع المملكة علاقاتها الرسمية بإسرائيل على خلفية الانتفاضة الثانية.
- وفي محاولة للتهرب من مصطلح "التطبيع" جرى تقديم الاتفاق من طرف جهات رسمية مغربية كعودة إلى الوضع الذي كانت فيه العلاقات في سنة 2000، حين كان لكل منهما ممثلية رسمية لها لدى الدولة الثانية، ودأب سياح إسرائيليون على زيارة المغرب باستمرار. قرار المغرب الامتناع من إعلان التطبيع الكامل كشف من جهة حاجة المغرب إلى الدفاع عن نفسه إزاء احتمال عدم تنفيذ إدارة بايدن القرار المتعلق بالصحراء الغربية، ومن جهة ثانية رغبة الملك محمد السادس، الذي يترأس الدولة ولديه الصلاحيات الدينية الأولى في المملكة، في المحافظة على صدقيته إزاء القضية الفلسطينية، وفي الأساس في موضوع مكانة القدس. (يترأس محمد السادس لجنة القدس في منظمة التعاون الإسلامي وهي هيئة ذات أهمية رمزية فقط وليس لديها نشاط عملي). خلال شهري آذار/مارس ونيسان/أبريل اعلنت واشنطن أن إدارة بايدن ستحترم القرار المتعلق بالصحراء الغربية، وفي المقابل ستدفع نحو استئناف المحادثات لإيجاد حل سياسي للنزاع.
- في ضوء الاستمرارية المحتملة المتوقعة لسياسة الولايات المتحدة، بدأت العلاقات المغربية - الإسرائيلية بالتطور ولو بطريقة أقل علنية من تطور العلاقات بين إسرائيل والإمارات.
- مع نشوب جولة القتال بين "حماس" وإسرائيل في أيار/مايو، واجه التطبيع بين إسرائيل والمغرب، والذي كان يتقدم بوتيرة بطيئة، أول اختبار حقيقي. اختبار شبيه بالاختبار الذي واجهته اتفاقات التطبيع التي وُقّعت في سنة 2020 بين إسرائيل والإمارات والبحرين والسودان. ومثل الدول العربية الأُخرى دان المغرب في البداية أعمال إسرائيل في القدس، لكن عندما انتقل مركز النزاع إلى غزة اتخذ موقفاً غامضاً – بعكس ردود المنطقة على جولات القتال السابقة في القطاع. مع ذلك تباطأ الزخم الذي شهدته منظومة العلاقات الثنائية خلال عملية حارس الأسوار، وفي الأسابيع التي تلت بعثت المملكة بتلميحات بشأن موقفها من الدفع قدماً بالتطبيع. في أعقاب وقف إطلاق النار أرسل رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني، الذي يترأس أكبر حزب إسلامي في الائتلاف، رسالة إلى الزعيم السياسي لـ"حماس" إسماعيل هنية هنأه فيها على "انتصار" الحركة على إسرائيل في جولة القتال الأخيرة. في حزيران/يونيو وصل هنية إلى المغرب في زيارة رسمية التقى خلالها شخصيات رفيعة المستوى في الحكومة وخارجها، وبحسب التقارير، كان ضيفاً على عشاء ملكي أقامه الملك على شرفه.
- هذه التطورات على الرغم من أنها مقلقة بسبب الشرعية التي تمنحها لـ"حماس"، إلا إنها تكشف عن دينامية سياسية مغربية محلية أكثر مما تكشف عن رغبة المملكة في التنكر لالتزامها ترميم العلاقات مع إسرائيل. السياسة الخارجية في المغرب (بالإضافة إلى الشؤون العسكرية والسيطرة على المجال الديني) هي تحت السيطرة الكاملة للقصر، والتوقع العام من الوزراء المنتخَبين هو تنفيذ سياسة الملك حتى لو كانت تتعارض مع توجهاتهم الأيديولوجية. في المقابل النائب المنتخَب يتوجه في الأساس نحو الاهتمام بمسائل داخلية اقتصادية واجتماعية.
- من المتوقع أن تجري في أيلول/سبتمبر انتخابات برلمانية في المغرب، وحزب العدالة والتنمية الذي يترأسه العثماني (حزب له جذور في حركة الإخوان المسلمين يسيطر على مجلس النواب منذ الربيع العربي الذي شهدته المغرب بصيغته المحلية في سنة 2011) ليس من المتوقع أن يحقق نجاحاً كبيراً. مدُّ يد رئيس الحكومة المغربية إلى هنية هدفه على ما يبدو الإضاءة على الجانب الآخر للحزب بعد أشهر من مواجهة الانتقادات الداخلية لاستئناف العلاقات مع إسرائيل. الملك من جهته لا يستطيع أن يسمح لنفسه داخلياً بترك معالجة المسألة الفلسطينية لحزب العدالة والتنمية، الأمر الذي يفسر الاعتراف الملكي الذي حظيت به زيارة هنية. القصر مهتم أيضاً بأن يؤكد لواشنطن أن الرباط تستطيع أن تؤدي دور الوسيط بين إسرائيل والفلسطينيين عند الحاجة - في إشارة إضافية إلى إدارة بايدن كي تحترم الاعتراف بالصحراء الغربية.
- على الرغم من التقارب الدبلوماسي بين المغرب و"حماس" في الأشهر الأخيرة، إلا إن المملكة بلّغت نيتها الاستمرار في تطوير العلاقات مع إسرائيل. في اليوم الذي حط فيه هنية في الرباط هنأ الملك رئيس الحكومة نفتالي بينت بحرارة على تأليف حكومته. وبحسب التقارير، بدأ المغرب بالتحضير لرفع مستوى ممثليته في تل أبيب إلى مستوى سفارة، وفي 4 تموز/يوليو حطت طائرة من سلاح الجو المغربي في قاعدة سلاح الجو في حتسور للمشاركة في تدريب عسكري مع الجيش الإسرائيلي. على خلفية هذه الأمور، زيارة أوشباز مع الحديث الذي أجراه وزير الخارجية يائير لبيد مع نظيره المغربي هما بمثابة اندفاعة إضافية لاستئناف العلاقات الثنائية وفرصة للبدء بترجمة ما جاء على الورق في الاتفاق إلى سياسة عملية في الممارسة الفعلية.
- الاتجاه الذي ستتقدم فيه عملية التطبيع من الآن فصاعداً مرتبط بالطرفين، لكن في استطاعة إسرائيل المبادرة إلى خطوات تستفيد من زيارة أوشباز والبدء بزرع بذور علاقة ثنائية عميقة وقابلة للحياة يمكنها أن تصمد في وجه الاضطرابات الخارجية، مثل التصعيد الأخير في غزة. بالاستناد إلى التقارير، من المقرر أن تبدأ الدولتان برحلات مباشرة وهذه بداية جيدة، لكن بالإضافة إلى تشجيع السياحة المتبادلة والتشديد عموماً على العلاقات الثقافية بين المملكة وبين الإسرائيليين من أصول مغربية، إسرائيل ستتصرف بحكمة إذا نجحت في التركيز على تطوير العلاقات مع مجتمع رجال الأعمال في المغرب، وإذا فعلت ذلك بهدوء ومنهجية.
- بشأن كل ما له علاقة بالتطبيع مع إسرائيل، ينقسم الجمهور في المغرب إلى ثلاث فئات: المعارضون بشدة للاتفاق (الأشد معارضة هم الإسلاميون وأوساط يسارية معينة)، والفئة التي جعلها تأييدها للفلسطينيين تشكك في الاتفاق، لكنها مستعدة لإعطائه فرصة، ومجموعة متحمسة لكن صامتة تريد رؤية ازدهار العلاقات. عملية "حارس الأسوار" كان لها تأثير كبير في المجموعتين الثانية والثالثة لأن المشككين في الاتفاق رأوا في العملية الإسرائيلية (والدعاية المعادية لإسرائيل من حولها) تأكيداً لموقفهم من النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني عموماً، أمّا مؤيدو التطبيع فواجهوا في أعقاب العملية صعوبة كبيرة في الدفاع عن حسنات توثيق العلاقات مع إسرائيل. في ضوء هذا، إن توجهاً صامتاً وغير علني وحازم نحو مجتمع رجال الأعمال في المغرب - الذي يحظى بتمثيل كبير في هاتين الفئتين - يستطيع أن يساعد كثيراً في عودة ثقة الجمهور بالاتفاق.
- بدايةً المغرب مهتم كثيراً بالحصول على تكنولوجيا واستثمارات إسرائيلية، وخصوصاً تلك المتعلقة بالزراعة التي لا تزال القطاع المسيطر على الاقتصاد المغربي. كذلك في المملكة التي يشكل فيها الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15-25 ثلث السكان في الدولة التي يبلغ عدد سكانها 36 مليون نسمة، ويريدون الاندماج في الاقتصاد العالمي، ينمو قطاع التكنولوجيا صغيراً لكنه واعد. لذلك حسناً تفعل القدس إذا طورت مشروعاً يثبت لجيل الشباب في المغرب أن الارتباط بنظام الهاي تك في إسرائيل يمكن أن يقدم له نقطة دخل مطلوبة. تقديم حوافز ضريبية لشركات إسرائيلية تستثمر في المغرب، أو لها علاقة بمشاريع تجارية فيه، ستشكل تلميحاً إلى الرباط بأن القدس تتعامل بجدية مع المشاريع التجارية مع المملكة. في نهاية الأمر، كما في كل اتفاقات التطبيع، المطلوب إثنان لرقصة التانغو، ولدى إسرائيل والمغرب دافع قوي للتشديد على أن التطبيع بينهما سيحقق فوائد اقتصادية واضحة لسكان كل دولة. مثل هذه الخطوة سيعمق العلاقات الثنائية ويخلق تأثيراً إيجابياً إزاء دول عربية أُخرى في المنطقة تفكر في الانفتاح الدبلوماسي على إسرائيل.