مختارات من الصحف العبرية
مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
ذكر بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أن الجيش الإسرائيلي قام أمس (الأربعاء) بقصف مناطق في الجنوب اللبناني، وذلك رداً على إطلاق 3 قذائف صاروخية من هذه المناطق في اتجاه منطقة كريات شمونه في إسرائيل.
وأضاف البيان أن قذيفتين سقطتا داخل الأراضي الإسرائيلية بالقرب من كريات شمونه، وهو ما أدى إلى اندلاع حريق وتسبب بإصابة 4 أشخاص بالهلع، وسقطت القذيفة الثالثة داخل الأراضي اللبنانية.
وأشار البيان إلى أن إسرائيل تحمّل الحكومة اللبنانية مسؤولية إطلاق الصواريخ من أراضيها بغض النظر عن هوية مُطلقيها، وشدّد على أن الحكومة اللبنانية مسؤولة عن السيطرة على نشاطات الجهات الإرهابية الفاعلة في لبنان، وأكد أن إسرائيل لن تسمح باستهداف سيادتها لأي سبب.
ورجحت مصادر أمنية إسرائيلية رفيعة المستوى أن تكون فصائل فلسطينية هي التي تقف وراء إطلاق هذه القذائف الصاروخية.
قال وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس إن إيران ستتمكن بعد 10 أسابيع من جمع كمية من المواد الانشطارية تمكّنها من تطوير أسلحة نووية.
وجاءت أقوال غانتس هذه في سياق إيجاز قدمه إلى مجموعة من السفراء الأجانب المعتمدين في إسرائيل خلال الاجتماع الذي عُقد معهم في مقر وزارة الخارجية الإسرائيلية في القدس أمس (الأربعاء)، وشارك فيه أيضاً وزير الخارجية يائير لبيد.
وأضاف غانتس أنه أوضح للولايات المتحدة أن إيران باتت قريبة أكثر من أي وقت من تطوير هذه الأسلحة، وأن التقديرات تشير إلى فترة تتراوح بين شهرين ونصف عام.
من ناحية أُخرى كشف غانتس أن القيادي في الحرس الثوري الإيراني سعيد أرَجاني هو المسؤول عن الهجوم على السفينة المملوكة لرجل أعمال إسرائيلي في بحر عُمان بصفته قائد عمليات الطائرات المسيّرة المفخخة في الحرس.
وأضاف وزير الدفاع أن أرجاني مسؤول أيضاً عن عشرات الهجمات البحرية والصاروخية في منطقة الشرق الأوسط.
وفي ختام الاجتماع دعا غانتس ولبيد إلى فرض عقوبات اقتصادية على طهران بسبب مسؤوليتها عن هذا الهجوم.
أعلنت وكالة الأمن البحري البريطانية (UKMTO) أمس (الأربعاء) أن الحادث على متن ناقلة النفط "أسفالت فرينسس" التي ترفع علم بنما قبالة شواطئ الإمارات العربية المتحدة، والذي اعتُبر عملية خطف محتملة، انتهى من دون وقوع أي أضرار، وأضافت أن الأشخاص الذين صعدوا على متن السفينة غادروها وباتت في أمان وانتهى الحادث.
وكانت هذه الوكالة أعلنت في وقت سابق أن رجالاً مسلحين صعدوا إلى ناقلة النفط وأمروها بالتوجه إلى إيران. وأشارت إلى أن الحادث وقع عند مدخل مضيق هرمز أحد أكثر الممرات المائية ازدحاماً في العالم، وذلك بعد أيام من هجوم على ناقلة نفط مرتبطة بإسرائيل كانت متجهة إلى الإمارات واتهمت الولايات المتحدة وحلفاؤها إيران بالوقوف وراءه.
في المقابل قال الناطق بلسان وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده إن الحوادث المُبلّغ عنها في الخليج العربي والمنطقة الأوسع تبدو مشبوهة، وأكد أن إيران مستعدة لتقديم أي مساعدة في حال وقوع حوادث بحرية.
ولم توجه الولايات المتحدة أصابع الاتهام إلى إيران في الحادث الأخير، لكن المتحدث بلسان وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس قال إن ثمة نمطاً مقلقاً للغاية من العدائية من جانب إيران. وأضاف أن من المبكر أن نصدر أحكاماً فيما يتعلق بهذا الحادث الأخير.
وقالت الناطقة بلسان البيت الأبيض جين ساكي إن الولايات المتحدة على اتصال وثيق ببريطانيا بشأن هذا الحادث.
وجاء هذا الحادث بعد أيام من الهجوم على ناقلة النفط "ميرسر ستريت" التي ترفع علم ليبيريا وتقوم بتشغيلها شركة مملوكة لرجل الأعمال الإسرائيلي إيال عوفر أمام شواطئ عُمان، والذي قُتل خلاله شخصان، روماني وبريطاني. واتهم كل من إسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا طهران بتنفيذ الهجوم بواسطة طائرات مسيّرة.
ونفت إيران أن تكون ضالعة في الهجوم.
وتعهد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بردّ جماعي على إيران، ووصف الهجوم بأنه تهديد مباشر لحرية الملاحة في هذه المنطقة الغنية بالنفط.
وهذه الأحداث كلها جاءت في وقت نصّبت إيران رئيسها الثامن رجل الدين المحافظ إبراهيم رئيسي. وخلف رئيسي الرئيس المعتدل حسن روحاني الذي سعى لإصلاح العلاقات مع الغرب وحاولت إدارته التفاوض على إحياء الاتفاق النووي من دون أن تنجح.
وكرّر رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت أمس تهديداته لإيران.
وقال بينت في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام: "إن الجلوس بهدوء وإشعال الشرق الأوسط من هناك انتهى. نحن نعمل على تجنيد العالم ضد العدوانية الإيرانية، لكننا في المقابل نعرف كيف نعمل وحدنا."
قال بيان صادر عن وزارة الصحة الإسرائيلية أمس (الأربعاء) إن الصورة الوبائية المرتبطة بفيروس كورونا في إسرائيل آخذة بالتفاقم، إذ سُجلت خلال الساعات الـ24 الماضية 3313 إصابة جديدة بالفيروس.
وأضاف البيان أن نحو 450 مريضاً بالفيروس يتلقون العلاج في المستشفيات، بينهم 229 في حالة خطرة تم ربط 46 منهم بأجهزة التنفس الاصطناعي.
وفي سياق متصل قال رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت أمس إن قرار إسرائيل التطعيم بالجرعة الثالثة مهني وضروري للامتناع من اتخاذ خطوات أكثر صرامة. وأضاف أن الهدف هو إبقاء الاقتصاد مفتوحاً مع التأكد من عدم انهيار المستشفيات بسبب معدلات الإصابة العالية بالفيروس.
وكان المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر لشؤون كورونا قرر في ختام الاجتماع الذي عقده الليلة قبل الماضية إعادة فرض ارتداء الكمامات حتى في الأماكن المفتوحة، حيث يتجمهر أكثر من 100 شخص، بدءاً من يوم الاحد المقبل، وأوصى القطاعين الخاص والعام بالعمل من المنازل بنطاق 50%.
وبموازاة القرار بشأن تشديد الإجراءات الوقائية قال وزير الدفاع بني غانتس إن هناك حاجة إلى تهيئة الجمهور العريض في إسرائيل لإغلاق إضافي. وأضاف أن الزمن المناسب هو فترة الأعياد العبرية التي ستبدأ بعد شهر.
وجّه رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت رسالة تهديد إلى النظام الإيراني، وقال إن قادة هذا النظام لن يشعروا بأمان في طهران وهم يحاولون إشعال منطقة الشرق الأوسط.
وأضاف بينت في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام خلال جولة تفقدية قام بها أمس (الثلاثاء) في قيادة المنطقة العسكرية الشمالية، إن إسرائيل لن تتحمل من الآن فصاعداً العدوان الإيراني في المنطقة، مؤكداً أن إيران تعلم ما هو الثمن التي تجبيه إسرائيل مِن كل مَن يهدد أمنها.
وأشار بينت إلى أن إسرائيل تعمل على حشد دعم دول العالم للمساهمة في مواجهة طهران وهي قادرة أيضاً على العمل وحدها. وقال إنه فور الهجوم الإيراني على السفينة المرتبطة بإسرائيل في بحر عُمان قامت الحكومة بمشاركة المعلومات الاستخباراتية مع أصدقائها في الولايات المتحدة وبريطانيا وفي دول أُخرى، وقدمت أدلة قاطعة على هوية الطرف الذي يقف وراء هذا الهجوم.
ورافق رئيس الحكومة خلال جولته التفقدية هذه رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي.
واستمع الإثنان خلالها إلى عرض للأوضاع الأمنية في منطقة الحدود الشمالية من قائد المنطقة العسكرية الشمالية اللواء أمير برعام ورئيس هيئة العمليات في المنطقة اللواء عوديد باسوك.
أكد وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس أن إسرائيل مستعدة لأي سيناريو تسوية أو تصعيد مع قطاع غزة. وأضاف: "قلت في نهاية العملية العسكرية الأخيرة [عملية "حارس الأسوار"] إن ما كان ليس هو ما سيكون سياسياً وعملياً، وأظهرنا هذا عن طريق ردات فعلنا التي تصاعدت في مواجهة أي انتهاك للسيادة."
وجاءت أقوال غانتس هذه في سياق تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام خلال جولة قام بها في جنوب إسرائيل أمس (الثلاثاء) وأجرى فيها تقييماً أمنياً للوضع في فرقة غزة العسكرية، حيث تم عرض النقاط الرئيسية للتحقيق بشأن عملية "حارس الأسوار".
وأضاف وزير الدفاع: "إننا مستمرون في مساعدة شركائنا المصريين الذين يؤدون دوراً إيجابياً أيضاً مثل جهات دولية إضافية في العمل على إعادة الهدوء لفترة طويلة، عندها سيحصل سكان قطاع غزة على رفاهية اقتصادية وسيعود أبناؤنا إلينا، وإلى جانب ذلك نحن مستعدون أيضاً عملياً لجمع مئات الأهداف الجديدة من أجل الدفاع عن سكان الجنوب وإزالة أي عامل تهديد."
وتابع غانتس: "في الوقت عينه نحاول تحسين وضع تحويل المساعدة القطرية. إن إسرائيل تقدّر جداً دعم قطر للاستقرار، ونحن نعمل لخلق آلية توفر أمناً أكثر لإسرائيل وتقوي السلطة الفلسطينية كعامل معتدل وتمثيلي للفلسطينيين، وكذلك تعزّز رفاهية سكان غزة الذين يعانون جرّاء العمليات العسكرية لحركة ’حماس’. إن كل ما نحتاجه هو أن يستمر الهدوء، وكلما استمر كلما سيكون وضع المواطنين من كلا الجانبين أفضل."
علمت صحيفة "يديعوت أحرونوت" من مصادر رفيعة المستوى في ديوان رئاسة الدولة الإسرائيلية أن رئيس الدولة يتسحاق هيرتسوغ أجرى هذا الأسبوع محادثات هاتفية مع المسؤولين في السودان وهنأهم بحلول عيد الأضحى المبارك.
وأضافت المصادر نفسها أن هيرتسوغ أجرى منذ تسلمه مهمات منصبه، وبالتنسيق مع الحكومة الجديدة، عدداً من المكالمات مع قادة دول عربية وإسلامية، بينهم العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. وهذا الأسبوع تحادث هاتفياً مع القادة السودانيين الذين قاموا من جانبهم بتهنئته على تسلمه منصبه، وأعرب الجانبان عن أملهما بالاستمرار في توثيق العلاقات بين البلدين والتوصل إلى اتفاق سلام في أسرع وقت. وشدّدت المصادر على أن المحادثات كانت إيجابية ومهمة وتم خلالها الإعراب عن الرغبة في إجراء لقاء قريب بين الجانبين يؤدي إلى تسخين في العلاقات.
وهذه هي أول محادثات مع مسؤولين سودانيين منذ تنصيب الحكومة الإسرائيلية الجديدة. وأكدت مصادر سياسية إسرائيلية رفيعة المستوى أن إسرائيل ترى أهمية كبيرة في إقامة علاقات كاملة مع السودان وذلك لعدة أسباب، أهمها أمنية مرتبطة بمسارات تهريب الأسلحة من إيران إلى غزة ولبنان.
ويُشار إلى أن البلدين لم يوقّعا حتى الآن اتفاق سلام رسمي منذ إعلان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب تطبيع العلاقات بينهما في تشرين الأول/أكتوبر 2020.
- من المتوقع أن يقوم رئيس الحكومة نفتالي بينت بزيارة إلى الولايات المتحدة، وليس من المبالغة القول إن هذه الزيارة ستكون إحدى أهم الزيارات بالنسبة إلى إسرائيل بسبب المسائل المركزية التي سيجري حسمها. وستشكل الزيارة مناسبة للرئيس بايدن لإظهار صداقته وتقديره العميق لإسرائيل الدولة اليهودية والديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط.
- قبل كل شيء ستُطرح مسألة التهديد الإيراني. يمكن القول إن الحكومة السابقة أخفقت استراتيجياً في لجم إيران في سباقها للحصول على خيار عسكري نووي. يتلخص الإخفاق في أن إسرائيل ساهمت بوسائل متعددة في إقناع الرئيس السابق دونالد ترامب بالانسحاب بصورة أحادية الجانب من الاتفاق النووي بين الولايات المتحدة وإيران. في نظرة إلى الوراء، مهما كان الاتفاق سيئاً فإنه يبقى أفضل من الأوهام التي انتشرت بأن فرض عقوبات اقتصادية وعزلة على إيران سيؤديان إلى كسرها من الداخل وسيوقف عملية تطوير قدرة عسكرية نووية. على الرغم من العمليات الممتازة والعقوبات المشددة فإن إيران تتقدم نحو الهدف، أي جمع معرفة وقدرات كقاعدة لاتخاذ قرار سياسي بشأن توقيت القفزة للحصول على سلاح نووي.
- بحسب سمات سياستها في الشرق الأوسط، تبدو الولايات المتحدة معنية بتجديد الاتفاق النووي. وإذا جرى ذلك فستجد إسرائيل نفسها معزولة ولا تستطيع من ناحية استراتيجية - سياسية شن هجوم عسكري على المشروع النووي الإيراني. إذا لم يوقَّع اتفاق فسيكون مطلوباً من إسرائيل عملية بناء قوة استثنائية في حجمها وتفوقها، الأمر الذي سيتطلب أيضاً تنسيقاً وتعاوناً مع الولايات المتحدة. لذا، الخيار الاستراتيجي أمام إسرائيل هو إنشاء منظومة تنسيق شاملة واسعة ونوعية مع الولايات المتحدة ومع شركاء آخرين في مواجهة إيران. يجب أن نضيف إلى ذلك البعد الإقليمي الذي يتمحور على إصرار إيران على محاصرة إسرائيل بقدرات من القذائف والصواريخ والمسيّرات المسلحة بالذخيرة بالاعتماد على القوى الخاضعة لإرادتها، والتي لا تحترم سيادة الدول التي تنشط داخل أراضيها (لبنان، وسورية، والعراق واليمن وغيرها).
- الموضوع الثاني – مكان إسرائيل من سلوك الولايات المتحدة في مواجهة الصين. من المهم جداً أن تحافظ إسرائيل على علاقات اقتصادية وثيقة بالصين - لكن يبدو أن الولايات المتحدة تعتبر الصين تهديداً مركزياً لأمنها القومي، لذا، على خلفية الأزمة التي كانت في الماضي بين الصين والولايات المتحدة، من الضروري أن يقدم رئيس الحكومة ضمانات بأن إسرائيل ستكون جزءاً من منظومة القوى الدولية بزعامة الولايات المتحدة في مواجهة التحدي الأمني القومي الذي تمثله الصين.
- نوصي رئيس الحكومة بشدة أن يقدم خلال زيارته سياسة شاملة لترميم العلاقات مع يهود الولايات المتحدة بكل تياراتهم والحصول على التأييد الشامل من الحزبين الكبيرين، والذي كانت إسرائيل تتمتع به أعواماً عديدة.
- بالإضافة إلى كل ما قيل سابقاً، بقدر ما سيسمح الوقت سيكون في محور الزيارة مسائل مهمة أُخرى، وفي مقدمتها المحافظة على التفوق النوعي للجيش الإسرائيلي، وتركيا وسياستها في الشرق الأوسط، وتهديد الإرهاب وقضاياه، واستقرار الأنظمة العربية السنية في الشرق الأوسط.
- يتعين على رئيس الحكومة بناء ثقة حقيقية بالرئيس بايدن كمفتاح لتقديم جواب شامل عن مسائل أمنية وطنية تواجهها إسرائيل، ونجاح رئيس الحكومة سيكون نجاحاً للدولة كلها.
- إطلاق 3 صواريخ اليوم (الأربعاء) من لبنان هو الرابع خلال الأشهر الأربعة الأخيرة لإطلاق منظمات فلسطينية متطرفة صواريخ من الجنوب اللبناني على أراضي إسرائيل. القصف كان متفرقاً واستُخدمت فيه صواريخ كاتيوشا يبلغ قطرها 122 مليمتراً، لكنه لم يكن احترافياً، بل كان يهدف إلى تحقيق أهداف سياسية.
- مطلقو الصواريخ هم أعضاء في منظمات فلسطينية صغيرة يأتون من مخيمات اللاجئين الفلسطينيين القريبة من صور وصيدا في الجنوب اللبناني. يوجد في هذه المخيمات العديد من المسلحين الفلسطينيين من كل التنظيمات، والجيش اللبناني وحزب الله يترددان في الدخول إلى المخيمات لفرض النظام.
- نظرياً، الجيش اللبناني وحزب الله هما اللذان يسيطران على المنطقة. لكن مؤخراً، وبعد الأزمة في لبنان، اعترى الجيش اللبناني الضعف نتيجة عدم دفع الرواتب لجنوده. كما يبرز النقص في توفير الغذاء للجيش جرّاء الأزمة السياسية والاقتصادية المستمرة التي يعانيها لبنان. حتى سيطرة حزب الله في المنطقة ضعفت جرّاء الأزمة، والمتطرفون الفلسطينيون يستغلون ذلك.
- يبدو هذه المرة أن سبب القصف هو مداولات المحكمة العليا بشأن ملكية المنازل في حي الشيخ جرّاح في القدس، المكان الذي له أهمية دينية نظراً إلى قرب الحي من منطقة الحرم القدسي. من المحتمل جداً أن سبب القصف ترافق مع غض نظر من حزب الله، لأن ذلك ترافق مع الذكرى الأولى لتفجير مرفأ بيروت، والذي تسبب بمقتل المئات ودمر أحياء كاملة في العاصمة اللبنانية، وتسبب بانتقادات لحزب الله الذي يُعتبر، في نظر منتقديه، المسؤول بصورة غير مباشرة عن الإهمال الذي أدى إلى الانفجار. التفسير في لبنان هو أن المنظومة السياسية التي يسيطر عليها حزب الله تعرقل التحقيق في الانفجار، وبناء على ذلك، هناك مصلحة للحزب بتحويل انتباه الرأي العام اللبناني في الذكرى الأولى للانفجار.
- لكن فعلياً، سبب قصف الفلسطينيين من لبنان ليس مهماً. في لبنان يوجد ممثلون لـ "حماس" ولـ"فتح"، وكلهم يريدون إثبات وجودهم. ما يجب أن يُقلق إسرائيل هو أن تفكك الحكم في لبنان يسمح لعناصر فلسطينية متطرفة بإطلاق الصواريخ على الأراضي الإسرائيلية من دون أن يزعجهم أحد. وهذا يجري بوتيرة متعاقبة لم نشهدها منذ 10 أعوام.
- القصف الفلسطيني على أراضي إسرائيل يضع المؤسسة الأمنية والحكومة في القدس أمام معضلة ليست بسيطة. من جهة، الجيش والمؤسسة الأمنية يريدان الالتزام بكلامهما والتأكيد أن الرد سيكون قوياً لردع مطلقي الصواريخ ومَن يسيطر على الأرض، لكن من جهة أُخرى، إذا ضرب الجيش الإسرائيلي أهدافاً في داخل مخيمات اللاجئين التي يأتي منها مطلقو القذائف فإن هذا سيؤدي إلى نتائج غير مرغوب فيها.
- أولاً، لأن المخيمات مكتظة سكانياً، وحتى لو كان مكان الذين يقفون وراء القصف معروفاً بدقة، فإن ضرب المخيمات يمكن أن يوقع الكثير من الضحايا وسط مدنيين لا علاقة لهم. بالإضافة إلى ذلك، ضرب مخيمات اللاجئين الموجودة في عمق الأراضي اللبنانية سيورطنا أيضاً في تصعيد مع حزب الله الذي يعتبر نفسه درع لبنان، في الأساس في الجنوب اللبناني. كما أن قصف عمق الأراضي اللبنانية يمكن أن يستغله حزب الله كفرصة لتسخين القطاع، وهناك احتمالات كبيرة أن يشجع الإيرانيون حزب الله في الوضع الحالي على الدخول في أيام قتال ومواجهة تصعيدية مع إسرائيل كي يخففوا عنهم الضغط بسبب عملياتهم ضد السفن التجارية في مضيق هرمز وخليج عُمان.
- من مصلحة إسرائيل أن يركز المجتمع الدولي حالياً على الهجمات الإرهابية للحرس الثوري على السفن في بحر العرب ومضيق هرمز، وألّا يتحول اهتمامه نحو لبنان. وتقضي المصلحة الإسرائيلية العمل بصورة مدروسة في مواجهة المناطق التي تُطلَق منها القذائف لدفع الجيش اللبناني وحزب الله إلى اعتقال الفلسطينيين الذين يُشتبه بأنهم يحاولون إطلاق الصواريخ في اتجاه إسرائيل ومنعهم من القيام بذلك.
- في استطاعة الجيش اللبناني إقامة حواجز على الطرقات، بينما لدى حزب الله أساليبه الخاصة لفرض إرادته على الفلسطينيين، في الأساس عندما يخرجون من مخيمات اللاجئين. كذلك تستطيع القرى اللبنانية منع الفلسطينيين من القيام بالقصف. لهذا اختارت الحكومة والجيش الرد بواسطة قصف مدفعي متفرق على الأماكن التي أُطلقت منها القذائف في منطقتيْ الخيام والناقورة للتوضيح أن إسرائيل تعرف من أين أُطلقت الصواريخ، وأن على اللبنانيين الذين لا يريدون حرائق كبيرة في مناطق سكنهم الحرص على ألّا يطلق الفلسطينيون في مخيمات صور وصيدا صواريخ على إسرائيل من المناطق المفتوحة بالقرب من القرى في الجنوب اللبناني.
- الرد الإسرائيلي هذه المرة كان أقوى قليلاً والقصف جرى على دفعات للتلميح إلى الجيش اللبناني وحزب الله وإلى قرى الجنوب بأن الرد الإسرائيلي سيكون أقوى إذا لم يتوقف القصف.
- في هذه الأثناء لا تريد إسرائيل تحويل الاهتمام الدولي، لذلك كان الرد محدوداً. لكن إذا واصل الفلسطينيون قصف الأراضي الفلسطينية فيبدو أنه لن يكون هناك مفر من رد إسرائيلي مركّز وأكثر تدميراً يجبر الجيش اللبناني وحزب الله على التحرك بحزم ضد الفلسطينيين إذا استمر هؤلاء في إطلاق الصواريخ على إسرائيل وتصدير الخلافات الداخلية الفلسطينية إلى أراضينا.