مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
بينت: سأناقش مع بايدن خطة لوقف تقدّم إيران في برنامجها النووي
مقتل شاب فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي في مخيم بلاطة
الإدارة الأميركية الجديدة مصرّة على فتح قنصلية لها في القدس الشرقية
تقرير: الجيش الإسرائيلي يعزز قواته في منطقة الحدود مع غزة لمواجهة احتمالات اندلاع مواجهة أكبر
مقالات وتحليلات
بينت، ماذا ستقول لبايدن في موضوع الضفة الغربية؟
استيقظوا، إسرائيل تخسر يهود العالم
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"معاريف"، 25/8/2021
بينت: سأناقش مع بايدن خطة لوقف تقدّم إيران في برنامجها النووي

قال رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت إنه سيناقش خلال الاجتماع الذي سيعقده مع الرئيس الأميركي جو بايدن يوم الخميس المقبل، خطة لوقف تقدّم إيران في برنامجها النووي الذي أحرز قفزة خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة. 

وجاءت أقوال بينت هذه في سياق تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في مطار بن غوريون الدولي بعد ظهر أمس (الثلاثاء) قبيل توجُّهه إلى واشنطن للقيام بزيارة رسمية إلى الولايات المتحدة سيلتقي خلالها الرئيس الأميركي وكبار المسؤولين في الإدارة الأميركية الجديدة.

وأضاف بينت: "توجد إدارة جديدة في الولايات المتحدة وتوجد حكومة جديدة في إسرائيل، وأنا سأجلب معي من القدس روحاً جديدة من التعاون الذي يرتكز على علاقة خاصة وطويلة بين الدولتين." 

وقال بينت إن النقاشات ستتناول أيضاً مسألة مواجهة أزمة فيروس كورونا، وأكد أنه ينوي مشاركة الرئيس بايدن المعرفة والفهم اللذين يتم اكتسابهما من خلال حملة التطعيم الثالثة في إسرائيل، وأعرب عن سعادته بسبب تخطّي حاجز المليون ونصف المليون من المطعَّمين، مشيراً إلى أنه يترك دولة إسرائيل مع بوادر أمل في الاستقرار في المعركة ضد سلالة "دلتا". 

كما تطرّق بينت إلى المساعدات التي تقدمها واشنطن إلى الجيش الإسرائيلي فقال إن اجتماعاته في الولايات المتحدة ستتناول عدداً من الإجراءات لتعزيز التفوق العسكري الإسرائيلي إلى جانب تناول مواضيع في مجالات اقتصادية، وفي مجالات التكنولوجيا المتقدمة والابتكار، وأزمة المناخ التي تزعج الجميع. 

ومن المتوقع أن يعقد بينت اليوم (الأربعاء) اجتماعات مع كلٍّ من وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، ومستشار الأمن القومي جاك ساليفان، بينما سيجتمع بالرئيس الأميركي جو بايدن في البيت الأبيض غداً (الخميس) الساعة السادسة والنصف بتوقيت إسرائيل.

"هآرتس"، 25/8/2021
مقتل شاب فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي في مخيم بلاطة

قال بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إن شاباً فلسطينياً في السادسة عشرة من عمره قُتل برصاص جنود الجيش في مخيم بلاطة بالقرب من مدينة نابلس في ساعة مبكرة من صباح أمس (الثلاثاء)، بعد أن حاول على ما يبدو إسقاط جسم كبير من فوق مبنى كان أحد الجنود واقفاً تحته.

وأشار البيان إلى أنه خلال عملية لقوات الجيش لاعتقال مطلوب فلسطيني في مخيم بلاطة تعرضت القوات لإطلاق نار حيّة من أسطح المباني، فردّ الجنود بإطلاق نيرانهم نحو مصادر النيران. وأضاف أنه اندلعت مواجهات شملت إلقاء حجارة وأجسام مختلفة نحو القوات من أسطح مبانٍ مجاورة، وعندها رصدت القوات مشتبهاً به يمسك بيديْه جسماً كبيراً محاولاً إلقاءه على جندي كان يقف تحت المبنى ورد أحد الجنود بإطلاق النار نحو المشتبه به وتم رصد إصابته.

وذكرت مصادر فلسطينية أن الشاب القتيل هو عماد خالد حشاش. وأشارت إلى أنه لقيَ مصرعه بعد إصابته بعيار ناري في الرأس.

وأضافت هذه المصادر الفلسطينية نفسها أنه منذ شهر أيار/مايو الفائت قُتل أكثر من 40 فلسطينياً برصاص القوات الإسرائيلية، بما في ذلك في عدد كبير من الحالات ذات الظروف المشكوك فيها.

"يديعوت أحرونوت"، 25/8/2021
الإدارة الأميركية الجديدة مصرّة على فتح قنصلية لها في القدس الشرقية

قالت قناة التلفزة الإسرائيلية 13 مساء أمس (الثلاثاء) إن الإدارة الأميركية الجديدة مصرّة على فتح قنصلية لها في القدس الشرقية تقدم خدماتها لسكان المدينة الفلسطينيين قريباً. وأضافت أنه على الرغم من ذلك فإن موقف رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت ما زال رافضاً الفكرة من أساسها، وحتى الآن لم يتم الرد على الموضوع بصورة رسمية إسرائيلياً، وبحسب القناة، إن إسرائيل تحرص على عدم لفت النظر إلى الموضوع لتجنُّب اندلاع مواجهة مع الأميركيين على هذه الخلفية. 

وأضافت قناة التلفزة أن نية فتح ممثلية دبلوماسية أميركية في القدس الشرقية معروفة مسبقاً بالإضافة إلى أن الرئيس جو بايدن أعلن ذلك في بداية ولايته. ويعتقد عدد من المسؤولين في إسرائيل أنه في حال أصر الأميركيون على الدفع بالموضوع قدماً فمن المحبّذ أن يتم افتتاحها بعد المصادقة على الميزانية الإسرائيلية العامة، وذلك في ضوء الصعوبات السياسية في إسرائيل، والمرتبطة بهذا الأمر. وأكدت القناة أنه في حال نجاح بينت خلال زيارته الحالية إلى واشنطن في إرجاء هذا الموضوع المطروح على جدول أعمال الرئيس بايدن، سيُعتبر ذلك بمثابة نجاح بالنسبة إليه، وفي حال فشله، من الممكن أن يؤدي هذا إلى مواجهة بين الجانبين. 

"معاريف"، و"يسرائيل هيوم"، 25/8/2021
تقرير: الجيش الإسرائيلي يعزز قواته في منطقة الحدود مع غزة لمواجهة احتمالات اندلاع مواجهة أكبر

ذكرت مصادر مسؤولة في قيادة الجيش الإسرائيلي أن الجيش قام أمس (الثلاثاء) بإرسال قوات إضافية إلى منطقة الحدود مع قطاع غزة قبل الاحتجاجات التي من المتوقع أن تنظمها حركة "حماس" اليوم (الأربعاء)، وذلك في الوقت الذي يواجه الجيش توترات متصاعدة في هذه المنطقة الحدودية إلى جانب انتقادات متزايدة بعد تظاهرات أُقيمت في نهاية الأسبوع الفائت وأسفرت عن إطلاق نار على جندي إسرائيلي أدى إلى إصابته بجروح بالغة.

وأشارت هذه المصادر إلى أن الفلسطينيين واصلوا أمس إطلاق البالونات الحارقة من غزة في اتجاه الأراضي الإسرائيلية بعد ساعات من شن طائرات سلاح الجو الإسرائيلي غارات على بعض المواقع في القطاع، وهو ما أثار مخاوف من أن القتال على نار هادئة قد يتحول إلى مواجهة أكبر.

وقال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي في بيان صادر عنه إن الجيش سيُجري تغييرات متعلقة بانتشاره على طول منطقة الحدود الجنوبية بعد أن كشف تحقيق أولي لتقصّي وقائع التظاهرات الحدودية يوم السبت عن عدد من الإخفاقات في الطريقة التي رد بها الجيش على المتظاهرين. ووفقاً لهذا التحقيق، فإن سلسلة من الأخطاء سمحت للمتظاهرين في غزة بالوصول إلى مجموعة من القناصين المتمركزين خلف جدار خرساني، بينهم رجل بمسدس أطلق النار على رأس الجندي من مسافة قريبة، كما أصيب عشرات الفلسطينيين بنيران إسرائيلية خلال هذه التظاهرات.

وأضاف البيان أنه على الرغم من أن التحقيق ما زال جارياً، إلا إن الجيش خطط لتغيير استراتيجياته على الحدود وإرسال جنود إضافيين إلى المنطقة وتحديث قواعد الاشتباك لضمان عدم تمكّن المتظاهرين من الاقتراب من السياج الأمني ​​الحدودي مرة أُخرى.

وقال البيان: "قامت قوات الجيش الإسرائيلي في الأيام الأخيرة بالاستعداد على نطاق واسع، إذ تمت الموافقة على خطط محددة، وأُجريَت تدريبات في عدة نقاط كما أُجريَت مراجعات في الميدان. إن قوات الجيش الإسرائيلي ستعمل بقوة ضد محاولات العنف على طول الحدود."

وأشار البيان إلى أنه تمت الموافقة على الخطط أمس من طرف قائد المنطقة العسكرية الجنوبية اللواء إليعيزر توليدانو بعد إجراء تقييم للوضع.

وتأتي عمليات انتشار الجيش الإسرائيلي هذه بعد أن قالت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة إنها ستنظم اليوم مسيرة حاشدة في جنوب القطاع بالقرب من الحدود مع إسرائيل تحت شعار "سيف القدس لن يغمد"، في إشارة إلى التسمية التي أطلقتها "حماس" على معركة "حارس الأسوار" العسكرية التي قام الجيش الإسرائيلي بشنها في قطاع غزة في أيار/مايو الفائت.

وأكدت الفصائل الفلسطينية أن الهدف من هذه المسيرة هو تجديد الرفض الشعبي للحصار والتهويد ونصرة القدس والمسجد الأقصى.

وشهدت الأسابيع الأخيرة أعمال عنف متزايدة على طول منطقة الحدود مع قطاع غزة، حيث أطلقت الفصائل الفلسطينية بالونات حارقة في اتجاه إسرائيل وقامت بهجوم صاروخي يوم الإثنين الفائت هو الأول منذ المواجهة العسكرية الأخيرة في أيار/مايو الفائت، والتي استمرت 11 يوماً.

وعلى الرغم من أن إسرائيل تحمّل حركة "حماس" كامل المسؤولية عن هذا التصعيد بصفتها الحاكم الفعلي لقطاع غزة، إلا إن إسرائيل لا تعتقد أن قيادة الحركة تأمر مباشرة بهذه الهجمات، بل يبدو أنها تعمل على الحدّ منها.

كما أن مصر، التي قامت استخباراتها العسكرية بدور رئيسي في التوسط لوقف إطلاق النار الحالي بين إسرائيل و"حماس"، أغلقت معبرها مع قطاع غزة يوم الأحد الفائت رداً على ازدياد أعمال العنف على الحدود، ودعت "حماس" إلى وقف أي تصعيد آخر.

وبدا أن هناك انفراجاً في المفاوضات غير المباشرة المتوقفة بين إسرائيل و"حماس" الأسبوع الماضي عندما أعلنت قطر والأمم المتحدة أنهما أقامتا آلية جديدة لنقل المساعدات القطرية إلى قطاع غزة، والتي قال وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس إنها ستمنع وصول الأموال إلى "حماس". ومع ذلك رفضت إسرائيل زيادة كمية المواد المخصصة لإعادة إعمار قطاع غزة ما لم تفرج "حماس" عن مدنيين إسرائيليين وجثتيْ جنديين محتجزين لديها.

 

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"يسرائيل هَيوم"، 24/8/2021
بينت، ماذا ستقول لبايدن في موضوع الضفة الغربية؟
يورام أتينغر - سفير سابق وخبير في العلاقات الإسرائيلية – الأميركية والشرق الأوسطية
  • قبل وقت قصير من اجتماعه بالرئيس الأميركي جو بايدن أريد أن أوجه إلى رئيس الحكومة أسئلة بسيطة: خلال زيارتك إلى واشنطن، هل ستطمس مواقفك الأصلية بشأن مستقبل الضفة الغربية من أجل تحقيق ارتياح سياسي وشعبوية قصيرة الأمد؟ أم ستدفع قدماً بهذه المواقف بحزم وتثير خلافات حادة مع الرئيس بايدن، لكنك ستحظى وإسرائيل بتقدير استراتيجي بعيد المدى؟
  • رئيس الحكومة يتسحاق شامير اختار الطريق الثانية ورفض الضغوط والإغراءات، وعرض على مضيفيه في واشنطن مواقفه من دون تزويق. وعلى الرغم من ذلك، إلا إن مستوى التعاون مع الولايات المتحدة ارتفع بصورة غير مسبوقة خلال فترة ترؤسه الحكومة، لأن الولايات المتحدة تقدّر شريكاً لديه مبادىء يقاوم الضغوط، على الرغم من أنه لا يتبنى مواقفها من المسألة الفلسطينية.
  • إذا قررت يا رئيس الحكومة التمسك بمواقفك الأصلية بشأن مستقبل الضفة الغربية فيجب أن تشدد في اجتماعك ببايدن على النقاط التالية:
  • إن الواقع العربي الذي لم يشهد تعايشاً سلمياً خلال الـ1400 عام الأخيرة، بالإضافة إلى السلوك الفلسطيني الذي سبق سنة 1967 (بما في ذلك التماهي المنهجي مع أعداء الولايات المتحدة) يوضحان أن إقامة دولة فلسطينية سيؤدي إلى قيام أفغانستان مصغرة، أو غزة كبيرة، على مرتفعات الضفة الغربية التي تشرف على 80% من السكان والبنى التحتية الإسرائيلية، وتمتد "في شريط ضيق" على مسافة 14 كيلومتراً بين طولكرم ونتانيا. هذا يعني أن قيام دولة فلسطينية سيشكل خطراً على وجود إسرائيل التي تفتقر إلى عمق استراتيجي، لذا، قيام هذه الدولة ليس موضوعاً للتفاوض.
  • قيام دولة فلسطينية مضر بالمصلحة الأميركية كما يدل على ذلك السلوك الفلسطيني على الصعيد العربي. فبالنسبة إلى هذه الدول، الدولة الفلسطينية ستكون دولة خارجة عن القانون، وستنضم إلى خصومهم (مثل الإخوان المسلمين وإيران وتركيا)، لذلك هم يحصرون تأييدهم للفلسطينيين في اللفظ وليس على الصعيد العملي.
  • لا أساس للادعاء أن انفصال إسرائيل عن مرتفعات الضفة الغربية - مهد التاريخ والديانة والثقافة اليهودية والرصيد الأمني الذي لا بديل منه - هو شرط للمحافظة على أغلبية يهودية في إسرائيل. وعلى عكس الاعتقاد السائد، لا توجد "قنبلة ديموغرافية عربية موقوتة". هناك حركة ديموغرافية يهودية غير مسبوقة، واغتراب دراماتيكي للديموغرافيا العربية. الأغلبية اليهودية في مناطق الضفة الغربية وفي "الخط الأخضر" تمتاز بمعدل عالٍ من الولادات وتوازن في الهجرة.
  • سيطرة إسرائيل على مرتفعات الضفة الغربية وهضبة الجولان تحسّن قوة الردع الإسرائيلية، وتدفع قدماً باستقرار المنطقة، وتشكل رصيداً أمنياً للأنظمة العربية الموالية لأميركا في مواجهة أعداء مشتركين، وهي تساهم في تعزيز مكانة إسرائيل لمضاعفة قوة الولايات المتحدة. الانسحاب من مرتفعات الضفة الغربية سيحول إسرائيل من رصيد إلى عبء استراتيجي.
  • كلما قلصت الولايات المتحدة وجودها العسكري في الشرق الأوسط كلما تصاعدت أهمية إسرائيل التي لا تحتاج إلى وجود عسكري أميركي على أراضيها. إن المحافظة على التفوق العسكري النوعي لإسرائيل هي مصلحة مشتركة للولايات المتحدة وإسرائيل التي تشكل مختبراً فريداً للظروف القتالية للصناعات الأمنية والقوات المسلحة الأميركية. على سبيل المثال، الاستخدام العملاني الإسرائيلي لمئات المنظومات القتالية الأميركية يؤدي إلى آلاف الدروس التي تساهم في تحسين نوعية المنتوجات الأميركية، وزيادة التصدير الأمني الأميركي، وتوفير عشرات الأعوام من البحث والتطوير وتوسيع الصناعة - تقدّر بمليارات الدولارات، وهو يفوق في حجمه المساعدة الخارجية السنوية التي تُمنح إلى إسرائيل. كما يعتمد الجيش الأميركي في جزء كبير من عقيدته الأمنية على تجارب سابقة للجيش الإسرائيلي وعلى إرشاداته (مثلاً محاربة الإرهاب في الأماكن الآهلة).

بينت، زيارتك إلى واشنطن ستوضح ما إذا كنت متمسكاً بمواقفك الأصلية (كما أتمنى)، أو أنك ستعمد إلى طمسها (وهذا ما أتخوف منه).

 

"يديعوت أحرونوت"، 25/8/2021
استيقظوا، إسرائيل تخسر يهود العالم
رون لاودر - رئيس الكونغرس اليهودي العالمي
  • دُعيت صبية يهودية مؤخراً إلى تناول العشاء مع أصدقائها من بروكلين في نيويورك. خلال العشاء، ولدى جلوس الشباب حول الطاولة، ونصفهم من اليهود، عبّروا عن مواقف معادية لإسرائيل بصورة واضحة. ونظراً إلى عدم تعاطُف الصبية معهم سألوها هل هي صهيونية. وعندما ردت بالإيجاب ساد الغرفة صمت ثقيل انتهى بالطلب من الصبية المغادرة.
  • هذه القصة الصغيرة هي قصة كبيرة وواحدة من آلاف الحوادث اليومية التي تدل على العدائية حيال إسرائيل في أميركا، والآخذة في الازدياد إلى درجة أنها أصبحت خطِرة. في استطلاع للرأي أُجريَ في الربيع الأخير في الولايات المتحدة قال 34% من الذين شاركوا فيه إن "علاقة إسرائيل بالفلسطينيين شبيهة بالعنصرية في الولايات المتحدة"، و25% قالوا إن "إسرائيل دولة أبرتهايد". معنى ذلك أن ربع إلى ثلث الأميركيين يرون في إسرائيل كياناً غير شرعي. هذه هي الحقيقة المرّة: العديد من الشباب الأميركي اليوم لا يعارض الاحتلال ولا المستوطنات، لكنه يعارض الدولة اليهودية.
  • بيْد أن المشكلة أكثر اتساعاً. فيهود الشتات، في أغلبيتهم الساحقة، ليسوا من اليهود المتدينين. وبعضهم يعتقد أن إسرائيل ضد معتقداته وقيَمه ونمط حياته. وفي الوقت عينه يشعر كثيرون من الشباب اليهود في العالم بأنهم لا يستطيعون التماهي مع إسرائيل بعد الآن بسبب سياستها في الضفة الغربية والطابع الديني الذي تُظهره.
  • إسرائيل من جهتها تهمل هذه الساحة. خلال أعوام حكم بنيامين نتنياهو الطويلة لم تكن وزارة الخارجية تعمل كما يجب، ولم يكن هناك دعاية إسرائيلية خلاقة وناجعة. كما أن خضوع حكومات اليمين الكامل للأحزاب الحريدية أدى إلى تخلي إسرائيل عن العالم الليبرالي وإدارة الظهر ليهود الشتات.
  • رئيس الحكومة نفتالي بينت ووزير الخارجية يائير لبيد، يجب أن تستيقظا. أنتما زعيمان شابان واعدان ومواطنان يهوديان لا ترغبان في خسارة الشعب اليهودي. لذا، أدعوكما إلى أن تَعِيا أن ما يجري اليوم في الجامعات الأميركية، وفي وسائل التواصل الاجتماعي، وفي التجمعات اليهودية في شتى أنحاء الكرة الأرضية، يهدد مستقبل المشروع الصهيوني.
  • الذي أوصلنا إلى الوضع الحالي هو تضافُر ثلاثة مسارات مدمِّرة مختلفة. في الولايات المتحدة ابتعد التيار التقدمي- الراديكالي الجديد كثيراً عن القيم التي تميز بها الحزب الديمقراطي التقليدي. وهو لم يعد يعتبر اليهود جزءاً من تحالف-الأقليات، بل مجموعة بيضاء ذات امتيازات. ولا يعتبر إسرائيل واحة للحريات، بل دولة عنيفة وعنصرية وكولونيالية.
  • في المقابل، شهدت اليهودية في العالم تغيراً عميقاً. بالنسبة إلى جيل أهلي، كانت إسرائيل مقدسة، وكانوا مستعدين للقيام بأي شيء لضمان وجودها وازدهارها. لكن لدى جيل أبنائي وجيل أحفادي الوضع تغير تغيراً مطلقاً. ضعف التعليم اليهودي، وانكفاء ذكرى المحرقة، وخيبة الأمل بالطريقة التي تتعامل فيها إسرائيل مع اليهود غير المتدينين، كلها أمور أدت إلى شعور عميق بالنفور.
  • من ناحية أُخرى، التيار المحافظ - اليميني في إسرائيل ابتعد كثيراً عن القيم الصهيونية المستنيرة وعن التزاماته حيال ملايين اليهود غير المتدينين في أنحاء العالم. لقد قامت إسرائيل بنفسها بسحق تحالفها الجوهري مع أميركا وتحالف الأخوّة مع يهود الشتات.الإصرار على استمرار السيطرة على الفلسطينيين، والبناء في المستوطنات، وإقصاء اليهود الإصلاحيين والمحافظين خدم أعداء إسرائيل. الحلف غير المقدس بين متطرفين من اليمين في إسرائيل وبين متطرفين من اليمين في أميركا وأوروبا يخلق حالياً حركة مقص ويشكل أخطر هجوم على إسرائيل رأيته في حياتي.
  • حضرة رئيس الحكومة ورئيس الحكومة المناوب، عليكما المبادرة وإصلاح كل ما خُرِّب في مرحلة نتنياهو. وكما أثبتت سابقة شركة البوظة بن أند جيريز، الخطر قريب ومباشر. وكما أثبت عشاء الصبية اليهودية في بروكلين، الجو مسموم. الزيارة الحالية التي يقوم بها رئيس الحكومة إلى واشنطن وتعيين سفير جديد في الولايات المتحدة يجب استغلالهما للبدء فوراً بهجوم يهودي إسرائيلي صهيوني مضاد، ويجب أن يكون موضوع الدعاية الآن في رأس الأولويات الوطنية.
  • قبل كل شيء، يجب على إسرائيل احتضان الشعب اليهودي في الشتات واستئناف عملية السلام. ويتعين عليها أيضاً تعبيد الطريق إلى قلوب أبناء الألفية الثالثة من الأميركيين ومن اليهود. وإذا لم تفعل ذلك، فإن وباء العداء لإسرائيل سيتصاعد وسيخرج عن السيطرة. وإذا واجهت الشراكة الأميركية –الإسرائيلية أزمة فإن إسرائيل أيضاً ستكون في  أزمة. يتعين على بينت ولبيد بذل كل ما في وسعهما لمواجهة هذا التحدي الكبير وعليهما القيام بذلك الآن.