مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
بينت: أعارض إقامة دولة فلسطينية نظراً إلى احتمال استيلاء عناصر متطرفة عليها في المستقبل كما حدث في قطاع غزة
سفير البحرين لرئيس الدولة الإسرائيلية: "السلام خيار استراتيجي للمملكة"
غانتس: إسرائيل مستعدة لمواصلة مساعدة السلطة الفلسطينية
حركة "حماس" ترفض خطة لبيد "الاقتصاد في مقابل السلام"
مقالات وتحليلات
من غير المنطقي عقد صفقات واتفاقيات مع القيادة الحالية في إيران
الاستراتيجيا الإسرائيلية في مواجهة التهديد الإيراني الآخذ بالتعاظم باءت بالفشل
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
موقع قناة التلفزة الإسرائيلية "كان"، 15/9/2021 https://www.kan.org.il/
بينت: أعارض إقامة دولة فلسطينية نظراً إلى احتمال استيلاء عناصر متطرفة عليها في المستقبل كما حدث في قطاع غزة

أكد رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت أنه يعارض إقامة دولة فلسطينية نظراً إلى احتمال استيلاء عناصر متطرفة عليها في المستقبل كما حدث في قطاع غزة.

وأضاف بينت في سياق مقابلة أجرتها معه قناة التلفزة الإسرائيلية "كان" [تابعة لهيئة البث الرسمية الجديدة] مساء أمس (الثلاثاء)، أن إسرائيل معنية بتحسين أوضاع حياة الفلسطينيين، وأنها ترى في ذلك مصلحة مشتركة للجانبين.

وأكد بينت أنه من غير المعقول أن يُجري محادثات مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في حين يرفع هذا الأخير دعاوى قضائية ضد قادة الجيش الإسرائيلي في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي. وأشار إلى أنه لم يمنع وزير الدفاع بني غانتس من الاجتماع بعباس لأنه ألحّ عليه واعتبر ذلك ضرورة أمنية.

وتطرّق رئيس الحكومة إلى الملف الايراني، فقال إن إيران باتت قريبة من إنتاج سلاح نووي أكثر من أي وقت مضى، وأكد أنه عرض على الإدارة الأميركية وعلى دول أُخرى في المنطقة خططاً للتعامل مع هذا الخطر.

 

"معاريف"، 15/9/2021
سفير البحرين لرئيس الدولة الإسرائيلية: "السلام خيار استراتيجي للمملكة"

سلّم أول سفير لمملكة البحرين لدى إسرائيل خالد يوسف الجلاهمة أمس (الثلاثاء) أوراق اعتماده لرئيس الدولة الإسرائيلية يتسحاق هيرتسوغ في مقر رؤساء إسرائيل في القدس، وذلك قبل يوم واحد من الذكرى السنوية الأولى لتوقيع "اتفاقيات أبراهام" في البيت الأبيض، والتي أدت إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل وكلٍّ من البحرين والإمارات العربية المتحدة.

وعقد الجلاهمة اجتماعاً مع هيرتسوغ بعد حفل تسليم أوراق الاعتماد تلاه مؤتمر صحافي مشترك أكد فيه رئيس الدولة أن "اتفاقيات أبراهام" كانت ثمرة خطوات شجاعة اتخذتها دول قوية وذات رؤية بعيدة المدى، وأعرب عن أمله بأن تحذو دول أُخرى حذو البحرين.

كما شدد هيرتسوغ على التهديد الذي تشكله إيران على كلا البلدين فقال: "في هذه المرحلة من الزمن، ومع ورود تقارير جديدة موثوق بها عن تقدُّم إيران نحو امتلاك أسلحة نووية، من المهم أن نتحد أكثر من أي وقت مضى في كفاحنا ضد القوى المتطرفة التي تعمل على تقويض الاستقرار والسلام في منطقتنا".

ووصف الجلاهمة كونه أول سفير بحريني لدى إسرائيل بأنه شرف كبير، وأضاف: "إن السلام هو خيار استراتيجي لمملكة البحرين. إن جلالة الملك يؤمن بأن الحوار والتفاهم وبناء الثقة هي مبادئ سامية وأسس رئيسية من أجل تحقيق التعاون بين الأمم والشعوب. إنني على ثقة بأن هذه الخطوة التاريخية سترسي أساساً متيناً للعلاقات بين بلدينا على أساس قيم التسامح والتعايش بين الشعوب والمعتقدات والأديان".

وأكد الجلاهمة أن التطبيع هو خطوة عملاقة نحو مستقبل يسوده السلام والأمن والازدهار للجميع.

يُذكر أن الإمارات والبحرين وقّعتا في الولايات المتحدة يوم 15 أيلول/سبتمبر 2020 اتفاقيتي تطبيع مع إسرائيل، وفي وقت لاحق قام السودان والمغرب أيضاً بتطبيع العلاقات مع إسرائيل.

"يديعوت أحرونوت"، 15/9/2021
غانتس: إسرائيل مستعدة لمواصلة مساعدة السلطة الفلسطينية

أكد وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس أن إسرائيل لا ترغب في المساس بمجرى الحياة الاعتيادية للفلسطينيين، وأنها مستعدة لمنحهم تسهيلات اقتصادية ومدنية، ولمواصلة تعزيز التنسيق مع السلطة الفلسطينية.

وأضاف غانتس في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام خلال جولة تفقدية قام بها إلى قيادة المنطقة العسكرية الوسطى أمس (الثلاثاء)، أن قوات الجيش الإسرائيلي مستعدة لمحاربة المنظمات الإرهابية، سواء في الضفة الغربية أو في قطاع غزة، ولإحباط أي مخطط لها دفاعاً عن أمن الدولة وسكانها. كما أثنى وزير الدفاع على تعامل جنود الجيش وأفراد الشرطة وحرس الحدود مع الحوادث الأمنية التي وقعت في الأيام الأخيرة.

ورافق غانتس في الجولة رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الجنرال أفيف كوخافي، ومنسق شؤون الحكومة الإسرائيلية في المناطق اللواء غسان عليان، وضباط كبار آخرون.

 

"يديعوت أحرونوت"، 15/9/2021
حركة "حماس" ترفض خطة لبيد "الاقتصاد في مقابل السلام"

رفضت حركة "حماس" الخطة التي عرضها وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد لإعادة إعمار قطاع غزة وتحسين وضعها المعيشي، والمعروفة إعلامياً بخطة "الاقتصاد في مقابل السلام".

وقال الناطق بلسان "حماس" حازم قاسم في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام أول أمس (الاثنين)، إن إسرائيل لا يمكنها كسر المقاومة، لذا تلجأ إلى طروحات مختلفة. وأضاف أن الموضوع ليس اقتصادياً أو مادياً، وأكد أن المواطنين في غزة يريدون حريتهم واسترداد أرضهم.

من جانبه أكد رئيس الحكومة الفلسطينية محمد اشتية أن مشكلة غزة هي مشكلة سياسية، وهي ذات المشكلة التي تواجه جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس.

وكان لبيد أشار خلال كلمة ألقاها في مؤتمر عُقد في جامعة رايخمان في هيرتسليا [مركز هيرتسليا المتعدد المجالات سابقاً] يوم الأحد الفائت، إلى أن الخطة تشمل ترميم شبكة الكهرباء، وإقامة منشآت لتحلية المياه، وتحسين الخدمات الصحية والبنى التحتية للسكن والمواصلات. كما تضم الخطة في مرحلة لاحقة مشاريع مختلفة، بينها بناء جزيرة اصطناعية قبالة شواطئ القطاع.

 

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
موقع "مركز بيغن - السادات للدراسات الاستراتيجية"، جامعة بار إيلان، 14/9/2021
من غير المنطقي عقد صفقات واتفاقيات مع القيادة الحالية في إيران
د. رفائيل أوفيك - باحث ولواء احتياط
  • في بداية سنة 2006، وحيال المعطيات الخطرة التي كشفها مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتجسدت، من بين ما تجسدت فيه، في التقارير الفصلية التي قدموها، قررت إيران استئناف تخصيب اليورانيوم في نتانز، وإن يكن بنسبة تقل عن 5 بالمئة، الملائمة فقط لإنتاج الوقود الذري المستخدَم في أفران إنتاج الكهرباء. خلال السنوات 2005- 2021، تصاعدت حدة التوتر بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، وخصوصاً في إثر الكشف عن منشأة تخصيب اليورانيوم تحت الأرض في فوردو، والتي كانت قد أُعدّت في الأصل لتخصيب اليورانيوم لإنتاج السلاح الذري. وفي سنة 2009، اعترفت إيران بوجود هذه المنشأة، ثم بدأت في أواخر سنة 2011 بتخصيب اليورانيوم حتى نسبة 20 بالمئة، بادعاء أن اليورانيوم بدرجة التخصيب هذه ضروري لإنتاج وقود ذري لتشغيل مفاعل الأبحاث في طهران.
  • أجرت إسرائيل، بالتعاون مع دول الغرب، وخصوصاً الولايات المتحدة، عمليات تجسس واسعة ومتشعبة للكشف عن الأنشطة النووية السرية التي تقوم بها إيران، ونقلت هذه المعلومات إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية. كان الهدف من ذلك ضمان المراقبة الدائمة من جانب مفتشي الوكالة في المنشآت النووية الإيرانية المخصصة، في الظاهر فقط، لأغراض مدنية وإطلاع الوكالة على المعلومات الدقيقة عن المنشآت الإيرانية التي جرى تشغيلها في نطاق المشروع النووي الإيراني العسكري، والتي لم يستطع مفتشو الوكالة الكشف عنها بأنفسهم. وقد ساهم في ذلك مساهمة كبيرة ومهمة في حصول أجهزة الاستخبارات الأميركية على حاسوب إيراني نقال مسروق احتوى على تفاصيل وافرة عن "مشروع آماد"، ومنها نُقلت إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية. أمّا المساهمة الاستخباراتية الأكثر أهمية فتمثلت في تهريب "أرشيف الذرة الإيراني" إلى إسرائيل في سنة 2018 بواسطة جهاز الموساد الإسرائيلي، إذ أشارت محتويات هذا الأرشيف إلى تحقيق إيران تقدماً كبيراً في الطريق نحو إنتاج سلاح نووي.
  • من سوء حظ النظام الإيراني، تكشفت رويداً رويداً جميع مركّبات مشروعه النووي، وهو ما اضطره إلى تقديم الإيضاحات للوكالة الدولية للطاقة الذرية. غير أن أجوبته كانت تقف، في الغالب، عند حدود المعقولية، بينما كان بعضها الآخر يفتقر تماماً إلى الحد الأدنى من المعقولية. هكذا، على سبيل المثال: خلال زيارة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى نتانز في سنة 2003، ادعى الإيرانيون أن أجهزة الطرد المركزي التي كانت موجودة في المكان هي ثمرة تخطيط وتطوير ذاتيين، لكن تبين لاحقاً أن الإيرانيين امتلكوا المعرفة وجزءاً من المركّبات من باكستان. كما ادّعوا أن مفاعل المياه الثقيلة الذي أنشأوه كان مبنياً على تخطيط ذاتي، لكن اتضح فيما بعد أن معهد أبحاث روسياً هو الذي نفّذ التخطيط. وقد تخصصت السلطات الإيرانية بـ"حلْق" المنشآت التي كشفت عنها أجهزة الاستخبارات الغربية وعن كونها جزءاً من المشروع النووي العسكري الإيراني، قبل السماح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالدخول إليها. لكن، لسوء حظ الإيرانيين، حين زار مفتشو الوكالة الدولية ما تبقى من تلك المنشآت، نزعوا عينات من التربة التي بينت نتائج فحوصاتها في مختبرات الوكالة الدولية في النمسا أنها تحتوي على كميات صغيرة من جزيئات اليورانيوم، وهو ما دل على أن تلك المنشآت كانت مواقع لأنشطة نووية.
  • خلال السنوات 2005-2010، بدأت الاتصالات بين الاتحاد الأوروبي والدول العظمى الست (P5+1 - الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، روسيا، الصين وألمانيا)، من جهة، وبين إيران من جهة أُخرى، بغية التوصل إلى اتفاق يحول دون تمكّن إيران من تطوير السلاح النووي. وفي 14 تموز/يوليو 2015، جرى توقيع اتفاقية "خطة العمل الشاملة المشتركة" (JCPOA) بين الطرفين، والتي هدفت إلى تقييد ولجم المشروع النووي الإيراني بكل مركّباته المختلفة، طبقاً لجدول زمني محدد. وقد لعبت إدارة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما دوراً مركزياً في التوصل إلى هذا الاتفاق، بينما نُفّذت في المقابل، وفي موازاة ذلك، عمليات عديدة ضد المشروع النووي الإيراني بغية كبحه: في سنة 2010، عُطلت دودة الحاسوب المسماة Stuxnet أجهزة طرد مركزي عديدة في نتانز؛ اغتيال عدد كبير من علماء الذرة الإيرانيين، كان آخرهم محسن فخري زاده - "رأس البرنامج النووي الإيراني" - الذي قُتل في نهاية سنة 2020؛ ومؤخراً، نُفّذت عمليات تخريب في المنشآت الذرية العسكرية في نتانز وكرج. وقد نُسبت هذه العمليات جميعها إلى إسرائيل والولايات المتحدة، سوياً أو كل منهما على انفراد، لكن الدولتين تعتمدان سياسة الغموض في هذا الشأن.
  • عقب انتخابه رئيساً للولايات المتحدة، وبعد عملية "أرشيف الذرّة الإيراني"، قرر دونالد ترامب فرض عقوبات على إيران شهدت تشديداً وتصعيداً مستمرّين على امتداد فترته الرئاسية كلها. من جانبها، بدأت إيران تخرق اتفاقية JCPOA مرحلة تلو أُخرى، في إطار تحدّيها لترامب وإدارته، حتى أعلنت في بداية سنة 2020 أنها لم تعد ملتزمة بالاتفاقية، وأن قيود هذه الاتفاقية وتقييداتها غير ملزمة لها بعد اليوم. وفي سنة 2021 بدأت إيران بتخصيب اليورانيوم بنسبة 60 بالمئة وبإنتاج اليورانيوم المعدني - وهذه تشكل مؤشرات واضحة تدل على جاهزية إيران لإنتاج سلاح نووي.
  • على الرغم من تطلُّع الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن، وكذلك دول الاتحاد الأوروبي التي تشاركه هذا التطلّع، إلى التوصل إلى اتفاق مع طهران بشأن مشروعها النووي في أقرب وقت ممكن، إلاّ إن صورة الوضع الراهن يلفها الغموض الكثيف وتحمل بوادر أزمة جدية. فالخطوات الخطرة التي اتخذتها إيران مؤخراً هي بمثابة تفتيت تام تقريباً للاتفاق النووي وهي تدفعها أكثر فأكثر نحو مكانة دولة على عتبة امتلاك السلاح النووي، وخصوصاً في أعقاب انتخاب إبراهيم رئيسي، المحافظ المتشدد، رئيساً للجمهورية الإيرانية وعلى خلفية الفلتان الوحشي الذي تمارسه قوات الحرس الثوري الإيراني في الخليج الفارسي فتجعله منطقة خطرة جداً للملاحة البحرية.
  • أما بالنسبة إلى الولايات المتحدة، فإن عجز إدارة بايدن حيال سيطرة حركة طالبان على أفغانستان يضع علامة سؤال كبيرة على أدائها في مقابل إيران الآن. وطبقاً للتقارير التي تُنشر في وسائل الإعلام، تستعد إسرائيل لتنفيذ عملية عسكرية ضد البرنامج النووي الإيراني، لكن ليس من الواضح بعد ما إذا كانت ستعتمد هذا المسار فعلياً، ولا سيما إزاء حقيقة وجود حكومة إسرائيلية جديدة تطمح إلى تعزيز التنسيق مع إدارة بايدن.
  • في كل الأحوال، من المستهجَن جداً أن يتطلع بايدن ودول الاتحاد الأوروبي إلى التوصل إلى اتفاق مع إيران. ذلك أن سلوك النظام الحاكم في إيران هو سلوك يسعى إلى إحكام سيطرته وقبضته على البيئة المحيطة به بالعنف ومن غير الممكن الوثوق بهذا النظام وبكلام قادته، وهو كلام كذب وخداع، تماماً. فهل من المنطقي عقد صفقات واتفاقيات مع نظام كهذا؟

 

 

"يديعوت أحرونوت"، 15/9/2021
الاستراتيجيا الإسرائيلية في مواجهة التهديد الإيراني الآخذ بالتعاظم باءت بالفشل
عاموس جلعاد - لواء احتياط ورئيس "معهد السياسة والاستراتيجية" في جامعة رايخمان [مركز هيرتسليا المتعدد المجالات سابقاً]
  • عرض وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس في خطابه أمام مؤتمر "معهد السياسة ضد الإرهاب (ICT)" في جامعة رايخمان، صورة محدثة ومقلقة بشأن بُعد آخر للتهديد الاستراتيجي الإيراني ضدإسرائيل والدول العربية في الشرق الأوسط. ولا شك في أن هذا يثير من جهة تقديراً لقدرة الاستخبارات الإسرائيلية على عرض صورة بهذه الدقة، لكن في المقابل ينكشف مرة أُخرى أن الاستراتيجيا الإسرائيلية في مواجهة التهديد الإيراني الآخذ بالتعاظم باءت بالفشل.
  • إن التهديد النووي الإيراني وارتباطه بأيديولوجيا متطرفة للنظام في طهران قد يشكل خطراً وجودياً على دولة إسرائيل. فاستراتيجيا الولايات المتحدة بالانسحاب الأحادي من الاتفاق انطلاقاً من توقعات كسر النظام الإيراني من الداخل عن طريق العقوبات الحادة لم تنجح. أمّا اليوم، وبغياب إحساس التهديد العسكري أو الوجودي للنظام، يقود الزعيم الروحي خامنئي والرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي إيران نحو تحولها إلى دولة عتبة نووية. بمعنى أن إيران تخصب اليورانيوم بمستويات عسكرية، وهو عنصر حرج في السلاح النووي، وقد تستخدمه لأهداف، مثل استعراض القوة، أو تلقّي بطاقة دخول إلى نادي الدول النووية.
  • تركز الولايات المتحدة، بحسب ما صرّح الرئيس جو بايدن، جهودها على منع تطوير سلاح نووي. قد تستنتج إيران من ذلك بأنها كدولة عتبة نووية لا ينتظرها أي رد عسكري. وإذا ما فُرضت عليها عقوبات يمكنها أن تعول على قوى عظمى، مثل الصين وروسيا. وإذا ما وصلت إيران إلى الاستنتاج بأن لا معنى لتطوير سلاح نووي حقيقي لأن الأمر سيؤدي إلى صدام مباشر مع الولايات المتحدة والغرب واكتفت بأن تصبح دولة عتبة نووية، فسيكون التحدي أمام إسرائيل خطِراً على نحو خاص، إذ إن دولاً عربية مختلفة، مثل السعودية التي أعلنت ذلك على الملأ غير مرة، من شأنها أن تنضم إلى السباق النووي. تعتمد إسرائيل على صورة وواقع كونها قوة عظمى استثنائية، وشرق أوسط نووي سوف يقزّم صورة قوتها ويُدخل عدم الاستقرار إلى المنطقة.
  • إلى جانب ذلك، تصعّد إيران من خلال فروعها في لبنان وسورية واليمن، وكذا غزة، التهديد البالستي، وخصوصاً للبنية التحتية المدنية والاستراتيجية لإسرائيل. التهديد متنوع ويتضمن عشرات آلاف الصواريخ، وثمة سعي لإنتاج صواريخ ذات قدرة إصابة دقيقة، وطائرات من دون طيار مسلحة (مثلما كشف وزير الدفاع في المؤتمر) وغيرها. إضافة إلى ذلك، تمارس إيران سياسة عنيفة أساساً تجاه السعودية مركز ثقل الإسلام السني في الشرق الأوسط. ويمكن أن نجمل بأسف أن إسرائيل وإيران أمستا على مسار الصدام، عاجلاً أم آجلاً.
  • ما الذي يمكن عمله؟ بالطبع يجب مواصلة المساعي الاستخباراتية النوعية المستخدمة تجاه إيران، لكن علىإسرائيل إعادة احتساب المسار من جديد، وأن تُعاظم قوتها بسرعة حيال التهديد الآخذ بالتشكل. لهذا الغرض، المطلوب تنسيق استراتيجي وثيق مع الولايات المتحدة. ومن تحليل أقوال الرئيس ووزير الخارجية ومستشار الأمن القومي الأميركيين، نفهم أن الطريق طويل لكي تشمر الولايات المتحدة عن ساعدها بصورة نشطة ضد إيران لكون سلّم أولوياتها الاستراتيجي مختلفاً (فيروس كورونا، الوضع الاقتصادي، الصين).
  • وإلى جانب ما قيل أعلاه مطلوب بالطبع تعزيز التعاون الاستراتيجي مع الدول العربية، مثل لقاء رئيس الحكومة نفتالي بينت والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في مصر، وهو لقاء علني ونادر واستثنائي وذو مغازٍ استراتيجية. صحيح أنه لا يمكن الاعتماد على مصر للتعاون العسكري، لكن العلاقات المتطورة تُعد رصيداً كبيراً جداً لإسرائيل، مثلما هو أيضاً للدول العربية التي تواصل الحفاظ على استقرارها، حتى وإن كان بثمن الامتناع عن الديمقراطية.

ختاماً، إيران تتعاظم كتهديد مركزي للأمن القومي لإسرائيل. وإنّ الرد المطلوب من حكومة إسرائيل الجديدة هو خليط من الأمور: بناء قوة سريعة إلى جانب إيجاد جبهة سياسية استراتيجية مع الولايات المتحدة والدول الأوروبية والدول العربية السنية. والآن تحديداً قبل يوم الغفران، المطلوب منّا القيام بحساب عسير للنفس وطرح السؤال: هل نحن جاهزون على نحو سليم لمواجهة التهديد الإيراني المتعاظم؟