مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
نشر وثائق مهمة لجلسات الحكومة الإسرائيلية في حرب الغفران، غولدا مئير: "العالم لا يحب اليهود إجمالاً ولا اليهود الضعفاء سيرموننا إلى الكلاب"
رئيس الأركان الإسرائيلي: "سنواصل تدمير القدرات الإيرانية، وخططنا ضد المشروع النووي تتطور وتتحسن"
الولايات المتحدة لإسرائيل: ملتزمون باستخدام الدبلوماسية مع إيران، لكن يمكن العمل بصورة مختلفة ضد مشروعها النووي
مقالات وتحليلات
الحديث عن عملية البحث عن معلومات عن رون آراد يمكن أن يؤدي إلى تسخين الأجواء في المنطقة أكثر
زوبعة في فنجان: عن تضخيم اللقاء في المقاطعة
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"يديعوت أحرونوت"، 6/10/2021
نشر وثائق مهمة لجلسات الحكومة الإسرائيلية في حرب الغفران، غولدا مئير: "العالم لا يحب اليهود إجمالاً ولا اليهود الضعفاء سيرموننا إلى الكلاب"

بعد مرور 48 عاماً على نشوب حرب الغفران [حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973]، وبعد كتاب الالتماس الذي قدمه مركز حرب يوم الغفران والمحامي بني بيرتس إلى المحكمة العليا، رُفعت السرية عن محاضر جلسات المجلس الوزاري المصغر والحكومة التي شاركت فيها رئيسة الحكومة آنذاك غولدا مئير، كما جرى الكشف عن أجزاء من يوميات مدير مكتب رئيسة الحكومة. ويُظهر محتوى الوثائق الأجواء التي كانت سائدة خلال أيام الحرب، بدءاً من الفوضى التي كانت سائدة في الأيام الأولى للقتال وحالة النشوة التي سادت بعد انقلاب موازين القتال لاحقاً.

يكشف أحد المحاضر التي كتبها مدير مكتب رئيسة الحكومة صباح السابع من تشرين الأول/أكتوبر، أي بعد يوم من بدء الهجوم المصري السوري المنسَّق على إسرائيل، أن غولدا مئير قالت بعد أن اتضح لها حجم الكارثة: "هم لن يتوقفوا عند خط وسيهاجموننا ويتحركون نحو خط آخر ويهاجموننا"، وتابعت: "العون الضئيل الذي نحصل عليه من العالم سيختفي، وسيرموننا إلى الكلاب. هم لا يحبون اليهود أبداً، وبالتأكيد لا يحبون اليهود الضعفاء". نموذج آخر عن حالة الهلع التي كانت سائدة آنذاك استخدام غولدا مئير كلمة "SOS" في حديث أجرته مع إيهود باراك الذي كان يومها قائد فرقة مدرعات.

في محضر آخر في اليوم التالي كشف رئيس الموساد آنذاك تسفي زامير أنه بلّغ غولدا مئير في 5 تشرين الأول/أكتوبر، أي قبل يوم من اندلاع الحرب، أنه التقى في لندن العميل الرفيع المستوى أشرف مروان الذي كان مقرباً من الرئيس المصري أنور السادات، وأن هذا الأخير حذّره من نشوب حرب وشيكة، لكن تقدير الاستخبارات الإسرائيلية أن هذا لن يحدث. أشرف مروان كان الوحيد الذي حذّر من ذلك، زامير أرسل برقية في هذا الشأن، لكن جرى تجاهلها من المسؤولين الإسرائيليين بصورة كاملة.

وتصف المحاضر كيف صوّر السكرتير العسكري لغولدا مئير العميد يسرائيل ليؤر الهجوم الإسرائيلي في الجنوب كهجوم ناجح، وادعى أن المنظومة العسكرية المصرية على وشك السقوط، وهو ما يشير إلى حالة النشوة التي كانت سائدة في إسرائيل وعدم الانتباه إلى التغير الذي طرأ على موازين القوى مقارنة بحرب الأيام الستة. وفي نهاية الأمر اتضح أن ما قاله العميد ليؤر، ليس صحيحاً وأن الهجوم الإسرائيلي فشل.

في المحاضر التي كُشفت عن جلسة المجلس الوزاري المصغر في 12 تشرين الأول/أكتوبر، بعد أن نجحت إسرائيل في دفع السوريين إلى خارج هضبة الجولان شمالاً، وتكبُّدها هزيمة في الجبهة الجنوبية، حيث اجتازت القوات المصرية قناة السويس، اقترح اللواء حاييم بار ليف، الذي كان قائداً للمنطقة الجنوبية، عملية عسكرية خطرة. في ذلك الوقت وصلت معلومات إلى رئيس الموساد عن أن المصريين يريدون البدء بالمرحلة الثانية من الهجوم، والتي تتضمن وصول قواتهم إلى غربي قناة السويس ومهاجمة معبر متلا غربي شبه جزيرة سيناء. تُظهر الوثائق أن إسرائيل أرادت حدوث هذه الخطوة بعد معرفة رؤسائها بأنهم قادرون على ضرب الدبابات المصرية. وكانت هذه المعلومة مهمة للغاية، ومن دونها لكانت إسرائيل خسرت المعركة.

في المحضر الذي حُرِّر بتاريخ 9 تشرين الأول/أكتوبر، أجرى وزير الدفاع موشيه دايان عملية "نقد ذاتي"، وأعرب عن استغرابه من عدم وجود إنذار، وكيف نجح المصريون في عبور قناة السويس. ومما قاله دايان: "لم نقدّر بصورة صحيحة قدرة المصريين القتالية". وقالت غولدا مئير أنه يجب التحقيق في الموضوع وتوضيحه. بعد يوم من ذلك التقى رئيس الموساد مرة أُخرى العميل أشرف مروان الذي أخبره أن السادات لن يوافق على وقف إطلاق النار، لأنه يفترض أن إسرائيل لن تصمد في الحرب لوقت طويل، الأمر الذي سيكون لمصلحته. وحصل زامير على معلومة إضافية من مروان تتعلق بهدف مصر من الحرب، الأمر الذي ساعد كثيراً في تحديد استراتيجية إسرائيل في الحرب.

وفي محاضر جلسة الحكومة التي عُقدت مساء 21 تشرين الأول/أكتوبر، تحدثت رئيسة الحكومة عن الخسائر الكبيرة التي تكبدتها إسرائيل في الحرب، وعن شعب إسرائيل، إذ الكل يعرف الكل، وبحسب كلامها: "هناك أمران يمتاز بهما الشعب اليهودي: البطولة، وعدم القدرة على تحمُّل الخسائر. نحن عائلة واحدة، وعندما يسقط فرد من هذه العائلة أرى التوتر يتصاعد". ولاحقاً، ادعت مئير في كلامها أنها اتخذت عدة قرارات صحيحة منعت سقوط المزيد من القتلى الإسرائيليين، مثل قرار التركيز على القتال في سورية وعلى عبور قناة السويس. وفي رأيها، أن هذه القرارات وفرت خسائر وجعلت إسرائيل في وضع متساوٍ مع العرب.

"يديعوت أحرونوت"، 5/10/2021
رئيس الأركان الإسرائيلي: "سنواصل تدمير القدرات الإيرانية، وخططنا ضد المشروع النووي تتطور وتتحسن"

قال رئيس الأركان اللواء أفيف كوخافي في حفل وداع رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية إن الجيش ملزم بتقديم رد عسكري فعال ضد المشروع النووي الإيراني. وأضاف: "العمليات لتدمير القدرات الإيرانية ستستمر في كل ساحة وفي كل وقت. والخطط العملانية ضد المشروع النووي الإيراني ستتواصل وتتطور وتتحسن. مهما كانت التطورات، من واجبنا أن نقدم رداً عسكرياً ناجعاً، وفي الوقت الملائم". وأضاف: "كل وحدات الاستخبارات العسكرية والأجهزة الاستخباراتية تشارك في هذا الجهد والخطط العملانية ستكون متطورة ومفاجئة." وقال كوخافي إن المطلوب من شعبة الاستخبارات تقديم معلومات في 6 جبهات على رأسها إيران. وتابع: "بفضل استخبارات نوعية، يعرف الجيش والأجهزة الاستخباراتية الكثير عمّا يجري في إيران. وبفضل هذه الاستخبارات نحن نعمل ضد التمركز الإيراني في شتى أنحاء الشرق الأوسط".

يأتي كلام رئيس الأركان عن إيران على خلفية إعلان الناطق بلسان رئيس الحكومة أمس عن محاولة إيران اغتيال أحد رجال الأعمال الإسرائيليين في قبرص.  وكانت سفارة إيران في قبرص رفضت التهمة والتلميحات الإسرائيلية بشأن تورطها في محاولة اغتيال رجال أعمال إسرائيليين في قبرص، بينهم تيدي سغاي. وقالت السفارة الإيرانية: "إسرائيل توجه دائماً تهماً لا أساس لها ضد الجمهورية الإسلامية".

"يديعوت أحرونوت"، 5/10/2021
الولايات المتحدة لإسرائيل: ملتزمون باستخدام الدبلوماسية مع إيران، لكن يمكن العمل بصورة مختلفة ضد مشروعها النووي

قال مسؤول رفيع المستوى في واشنطن هذا الصباح (الأربعاء)، قبيل اجتماعه برئيس الطاقم الأمني أيال حولتا ونظيره الأميركي جيك ساليفان في البيت الأبيض، إن كبار المسؤولين الأميركيين سيبلّغون نظراءهم الإسرائيليين أن إدارة جو بايدن ستبقى ملتزمة بالدبلوماسية مع إيران، لكن عند الحاجة ستكون مستعدة لاستخدام "وسائل أُخرى" كي تضمن عدم حصول إيران على سلاح نووي.

وفي رأي المسؤول الأميركي الكبير، ستسمح زيارة حولتا إلى واشنطن للدولتين الحليفتين بالتشارك في المعلومات الاستخباراتية، وفي تقدير مدى تقدُّم المشروع النووي الإيراني. وقال المسؤول الكبير: "إذا لم تنفع الدبلوماسية هناك وسائل أُخرى يجب أن نستخدمها، ونحن ملزمون بألّا تطور إيران قط سلاحاً نووياً". وعندما سُئل المسؤول: هل بين الخطوات المطروحة إمكانية عملية عسكرية أجاب: "سنكون مستعدين لاتخاذ الإجراءات المطلوبة".

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"معاريف"، 6/10/2021
الحديث عن عملية البحث عن معلومات عن رون آراد يمكن أن يؤدي إلى تسخين الأجواء في المنطقة أكثر
طال ليف رام - مراسل عسكري
  • بعد إعلان رئيس الحكومة نفتالي بينت، أول أمس في مستهل جلسة الكنيست، أن الموساد قام بعملية الشهر الماضي، نشرت وسائل الإعلام العربية أن هدف عملية الموساد كان جنرالاً إيرانياً خُطف على ما يبدو في سورية، ونُقل للتحقيق معه في أفريقيا، ثم أُطلق سراحه. وبذلك أزيلَ الغموض مسبقاً عن العملية وبسرعة كبيرة، بعد التقارير التي بدأت بالظهور في وسائل الإعلام العربية، وهو ما يشكل فصلاً في المعركة بين إسرائيل وإيران.
  • من الواضح أن إيران كانت تعلم بأن إسرائيل هي التي خطفت الجنرال الإيراني، لكن الغموض كان هدفه منع الإحراج الإيراني. النشر بحد ذاته هو بمثابة إحراج لطهران، ويمكن أن يؤدي إلى تسخين المنطقة كلها. بينما كان الهدف من العملية جمع معلومات استخباراتية عن الطيار المفقود رون آراد، لا تصعيد المعركة في مواجهة إيران. يجري هذا في الوقت الذي احتج بينت في الماضي على رئيس الحكومة السابق بنيامين نتنياهو لأنه يخرق سياسة الغموض لاعتبارات سياسية.
  • بينت طالب بحماسة بوجوب اتخاذ قرار رفع الغموض بشأن الموضوع النووي، والهجمات في سورية، والمعركة ضد برنامج الصواريخ الدقيقة، خلال نقاش في المجلس الوزاري المصغر، لكن هذا النقاش لم يجرِ قط. وأمس تصرّف بينت تماماً مثل سلفه. من دون أن يستشير أحداً ومن دون نقاش، وهو الذي قرر الكشف عن عملية الموساد.
  • بالإضافة إلى المسؤولية الشخصية لبينت كرئيس للحكومة، فإن سلوك مكتبه والموظفين المحيطين به، والمراوغات وتعدد الروايات، وفي الأساس ظهور مستوى من الاحترافية لا يتناسب مع محيط رئيس حكومة، كل ذلك لا يبشر بالخير.
  • من ناحية عملانية، عناصر الموساد نفّذوا مهمتهم كما يجب ويستحقون كل الثناء. لقد تحدثنا في "معاريف" عن أن العملية كانت موجودة في الأدراج منذ فترة طويلة، والنقاشات بشأنها دارت قبل سنة. في تلك النقاشات كان هناك مَن اعتقدوا أنه نظراً إلى أن الطرف الذي أراد الموساد الوصول إليه موجود في دائرة غير مباشرة، ولم يعالج بصورة شخصية مسائل لها علاقة بآراد، فإنه في مقاييس التكلفة والفائدة، ليس من الصائب القيام بالعملية. لكن هذا الموقف لم يكن الغالب أيضاً في المؤسسة الأمنية، حيث أيدوا العملية.
  • لكن في عمليات من هذا النوع لا يقاس النجاح بالانضباط والتقيد الشديد والنوعي بالمخطط الذي وُضع، بل بالنتيجة التي جرى التوصل إليها في نهاية الأمر. وصور النجاح والفشل معقدة في عمليات لها علاقة بالأسرى والمفقودين. وفي العملية الأخيرة توقعوا أكثر من ذلك، لكن هذا لم يتحقق.
  • من الصعب القول إنه كان فشلاً. لكن بالتأكيد لا يمكن اعتبار العملية ناجحة نجاحاً كبيراً، كونها لم تحقق ما يبررها، باستثناء ما يبدو أنه اعتبارات سياسية فقط.

 

مكور ريشون، 4/10/2021
زوبعة في فنجان: عن تضخيم اللقاء في المقاطعة
د. دورون ماتسا - خبير في النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني
  • يذكّرنا لقاء وفد حزب "ميرتس" ومحمود عباس (أبو مازن) في "المقاطعة" في رام الله، يوم الأحد الأخير، بالحكاية البالية عن السلحفاة والعقرب التي رووها لنا في السنة الدراسية الأولى في قسم دراسات الشرق الأوسط في جامعة تل أبيب، قبل أن تفقد الأكاديميا الاستشراقية صوابها وتغرق في أعماق سياسات الهوية الما بعد حداثية. تتحدث هذه الحكاية المعروفة عن عقرب يطلب من السلحفاة مساعدته على عبور النهر، وبعد أن تقتنع السلحفاة وتستجيب تتعرض للّسع بوحشية من هذا المتطفل النشط. في النزع الأخير من حياتهما، وقبل أن تغرق السلحفاة في أعماق النهر وتسحب العقرب معها، تسأله عن سر هذا الغباء فيجيبها: العقرب هو العقرب، أو في رواية أُخرى: هذه هي الحال في الشرق الأوسط.
  • تشكل زيارة وفد "ميرتس" إلى رام الله حدثاً يجسد هذه الحكاية، بالتمام والكمال. فقد ركض (نيتسان) هوروفيتس وأفراد حاشيته لمعانقة الفلسطينيين، كونه الخيار الافتراضي الأول لدى أعضاء حزب "ميرتس". بكلمات أُخرى: هذه هي الآلية الأوتوماتيكية التي تفعّلهم. على غرار كلاب بافلوف التي تدفعها رائحة الطعام وصورته إلى إفراز اللعاب بصورة أوتوماتيكية، لكن في حالتهم: بمجرد سماع اسم "أبو مازن" ومشاهدة رام الله يبدؤون بالاهتزاز من شدة التأثر والانفعال بصورة أوتوماتيكية، تماماً مثلما يصيبهم التأثر والانفعال بصورة أوتوماتيكية حين يرون أو يسمعون أموراً أُخرى، مثل التظاهرات، والحديث عن الحقوق، والمحكمة العليا، وغيرها.
  • ذهب رؤساء "ميرتس" إلى رام الله بسبب وجود العضلة الدائمة في حمضهم النووي، ولأن هذا ما تستطيع حركة "ميرتس" القيام به لإراحة أو تنقية ضميرها المعذَّب. فمن الجليّ أنها تجلس في حكومة لن تحرك شيئاً في موضوع السلام وحل الدولتين، ولذا أقدموا على ذلك لتنقية ضميرهم بواسطة هذا اللقاء العديم الأهمية مع قيادة السلطة الفلسطينية في رام الله. وكما قال مئير أريئيل في إحدى أغنياته المعروفة عن ذاك الذي يحضر إلى المطار لتنفيس الانفعال وتطهير العواطف بمجرد مشاهدة إقلاع الطائرات: "إنه شعور جيد حقاً أن ترى الطائرة وهي تقلع، عبر دمعة شفافة".
  • لكن أعاجيبنا لم تنتهِ عند هذا الحد. ذلك بأن الأمر يشبه ما يحدث في حدث شبه زائد عن الحاجة وعديم الأهمية حين ينفعل جميع الواقفين على المسرح أيضاً ويؤدون أدوارهم وفق السيناريو المُعدّ سلفاً، بالضبط: سيقول (نفتالي) بينت إنه لن يلتقي أبا مازن (كي يتقمص دور زعيم مجلس المستوطنات مجدداً)؛ بينما يقول معارضو الحكومة: ها قد سقط القناع عن وجه "حكومة التغيير" (في محاولة لتقويضها)، وتخرج وسائل الإعلام عن طورها وهي تتودد لهوروفيتس (لأنه ينبغي الدفاع عن الابن المحبب)، ويقدّم أبو مازن نفسه ساعياً للسلام من جديد (في الواقع الذي يعيشه ويعمل فيه، يمكنه الاكتفاء بالسلام الاقتصادي فقط).
  • عليه، يتحول اللا شيء والفائض عن الحاجة إلى حدث يتيح للجميع، من الكبير إلى الصغير ومن اليساري إلى اليميني، غسل ضمائرهم، كي يستخدموه في رفع أسهمهم الذاتية وإعادة تعريف هوياتهم السياسية بصورة أساسية. زوبعة في فنجان. فلنضع الأمور في نصابها الصحيح، إذاً. لم يحدث أي شيء حقيقي في هذه الزيارة التي لا تغير شيئاً من الواقع الاستراتيجي في العلاقات بين إسرائيل والفلسطينيين. كذلك، تجسد هذه الزوبعة المصغرة الخفيفة في فنجان الشاي المبدأ الأساس الوارد في حكاية السلحفاة والعقرب: هكذا هي الحال في الشرق الأوسط، أو في حالتنا العينية هذه: هكذا هي الحال في السياسة الإسرائيلية.