مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
بينت لمنتدى دافوس: توفير أموال لإيران من شأنه أن يؤدي إلى إرهاب على نطاق أوسع
بينت يدين هجوم الحوثيين على مطار أبو ظبي ويعرض على الإمارات مساعدات استخباراتية وأمنية
المستشار القانوني للحكومة ومراقب الدولة يفحصان استخدام الشرطة الإسرائيلية برنامج التجسس "بيغاسوس" ضد المدنيين
تسجيل أرقام قياسية غير مسبوقة في عدد الإصابات المسجلة بفيروس كورونا خلال اليومين الماضيين
مقالات وتحليلات
العرب في الائتلاف الحكومي ما عادوا يعانون متلازمة ستوكهولم
واقع جديد في الخليج: الإمارات في مواجهة خطر الحرب
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"معاريف"، 19/1/2022
بينت لمنتدى دافوس: توفير أموال لإيران من شأنه أن يؤدي إلى إرهاب على نطاق أوسع

قال رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت إن توفير أموال لإيران من شأنه أن يؤدي إلى إرهاب على نطاق أوسع، في تحذير واضح من احتمال تخفيف الدول العظمى العقوبات المفروضة على طهران بالتزامن مع سعيها للتوصل إلى اتفاق نووي جديد.

وأضاف بينت في كلمة عبر الفيديو ألقاها أمام المنتدى الاقتصادي العالمي المنعقد في دافوس أمس (الثلاثاء): "إن آخر شيء يمكنكم القيام به هو ضخ عشرات المليارات من الدولارات لهذا النظام لأن ما ستحصلون عليه هو إرهاب على نطاق أوسع". وقال إن إيران مصدر تمويل رئيسي للإرهاب ومصدر لزعزعة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وهي ترسل أسلحة إلى الحوثيين في اليمن، وحركة "حماس" في قطاع غزة، وحزب الله في لبنان، وتظهر للعالم على أنها دولة قوية لكنها أضعف مما تبدو.

وتابع بينت: "على الدول العاقلة والعالم الحر الاعتراف بأفعال إيران وبأنها مصدر الإرهاب في الشرق الأوسط ويجب محاربتها. إن آخر ما علينا فعله لأخطبوط كهذا هو ضخ عشرات المليارات من الدولارات لمنظومته فما سوف نحصل عليه من كل ذلك هو إرهاب مضاعف. وعلينا أن نقف بحزم حتى تخضع إيران للاتفاق. كما علينا أن نسعى للتوصل إلى اتفاق واحد ووحيد فقط يجب أن يكون أقوى وأطول، وهو الذي ينص على وجوب أن تتخلى إيران عن برنامجها لامتلاك أسلحة نووية. ما يحدث حالياً هو أن الإيرانيين يحاولون تطوير أسلحة نووية ولا أرى أي فائدة من توقيع العالم الحر اتفاقية معهم تمنحهم المال وفي الوقت نفسه تسمح لهم بمواصلة البرنامج النووي".

وأعرب بينت عن أمله بأن تقوم مزيد من الدول في الشرق الأوسط بالانضمام إلى "اتفاقيات أبراهام" [اتفاقيات تطبيع العلاقات بين عدد من الدول العربية وإسرائيل والتي أُبرمت برعاية الولايات المتحدة]. وأضاف: "التقيت سمو الشيخ محمد بن زايد [ولي العهد في الإمارات العربية المتحدة] وهو شخص مبهر جداً وصاحب رؤية ويريد مستقبلاً أفضل لشعبه. وكان من أولويات الأمور التي قمت بها كرئيس للحكومة اللقاء مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني وتعزيز العلاقات بين إسرائيل والأردن بعد عدة أعوام من العلاقات المتأزمة، وأيضاً التقيت الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وهما قائدان مثيران للإعجاب. ولاحظت أن التجارة مع مصر ضئيلة وما أنوي القيام به هو الدفع قدماً بمزيد من المضمون لهذه العلاقات".

وذكر بينت أن إسرائيل تستثمر بشكل كبير في تقنيات الدفاع السيبراني، مشيراً إلى أن نحو نصف استثمارات الدفاع السيبراني العالمية في السنوات القليلة الماضية كانت في إسرائيل.

"يديعوت أحرونوت"، 19/1/2022
بينت يدين هجوم الحوثيين على مطار أبو ظبي ويعرض على الإمارات مساعدات استخباراتية وأمنية

دان رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت في بيان صادر عن ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية أمس (الثلاثاء)، الهجوم الذي شنه الحوثيون بواسطة طائرات مسيّرة متفجرة من دون طيار واستهدف مطار أبو ظبي أول أمس (الاثنين)، وأكد أنه تم بتوجيه من إيران.

وأضاف بينت: "إن إسرائيل تقف إلى جانب الإمارات. وأنا أقف إلى جانب صاحب ولي العهد محمد بن زايد. يجب على العالم أن يقف في وجه الإرهاب".

وأفادت إذاعة "كان" [تابعة لهيئة البث الإسرائيلية الرسمية الجديدة] أن بينت بعث برسالة تعزية إلى بن زايد عرض خلالها مساعدة إسرائيلية للإمارات بقدر ما تحتاج بما في ذلك على الصعيدين الاستخباراتي والأمني لمواجهة أي هجمات شبيهة في المستقبل.

وعلمت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن مسؤولين أمنيين رفيعي المستوى في إسرائيل أعربوا عن قلقهم من احتمال القيام بهجوم مماثل على مواقع إسرائيلية بواسطة طائرات مسيّرة موجهة ومتفجرة يطلقها عملاء بالوكالة عن إيران.

وأفيد أن خبراء عسكريين إسرائيليين أجروا في إثر الهجوم اتصالاً مع قيادات عسكرية في الإمارات وعرضوا المساعدة في إجراء تحقيق لتقصي وقائع الحادث بغية الاستفادة من دروسه على نحو يكفل إحباط هجمات مماثلة في المستقبل.

"يديعوت أحرونوت"، 19/1/2022
المستشار القانوني للحكومة ومراقب الدولة يفحصان استخدام الشرطة الإسرائيلية برنامج التجسس "بيغاسوس" ضد المدنيين

طلب المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية أفيحاي مندلبليت من القائد العام للشرطة يعقوب شبتاي تقديم توضيحات بشأن قيام الشرطة باستخدام برنامج التجسس "بيغاسوس" الذي طورته شركة السايبر الهجومي الإسرائيلية (NSO) ضد المواطنين المدنيين، وفي الوقت نفسه أعلن أن مراقب الدولة الإسرائيلية متنياهو أنغلمان سيقوم بفحص هذه القضية التي كشف النقاب عنها ملحق "كلكاليست" [الملحق الاقتصادي التابع لصحيفة "يديعوت أحرونوت"] في وقت سابق أمس.

ووجه مندلبليت رسالة إلى شبتاي طالبه فيها الرد على ادعاءات وردت في تقرير الملحق المذكور بشأن قيام الشرطة بالتجسس على ناشطي حركة "الرايات السوداء" الذين تظاهروا ضد فساد رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق بنيامين نتنياهو.

وقال مقربون من مندلبليت إن اختراق جهاز كمبيوتر أو هاتف محمول من دون استصدار أمر من المحكمة أو من دون إشراف قضائي كما ورد في التقرير يُعدّ خطوة غير قانونية. وشددت مصادر مسؤولة في النيابة الإسرائيلية العامة على أن النيابة لم تصادق على استخدام برنامج التجسس "بيغاسوس". كما نفت هذه المصادر تلقي النيابة أي طلبات للموافقة على مثل هذا الاستخدام من جانب أجهزة إنفاذ القانون بما في ذلك جهاز الشرطة.

وأعلن مكتب مراقب الدولة الإسرائيلية متنياهو أنغلمان أمس أن هذا الأخير بدأ قبل عدة أسابيع بإجراء فحص يتعلق بقيام أجهزة إنفاذ القانون باستخدام وسائل تكنولوجية لأغراض فرض سيادة القانون، وأكد أن الفحص سيشمل استخدام الشرطة برامج مختلفة لاختراق هواتف خاصة بمدنيين مثل برنامج "بيغاسوس".

كما أعلنت سلطة حماية الخصوصية التابعة لوزارة العدل الإسرائيلية أن رئيس السلطة اتصل بالقائد العام للشرطة وبحث معه عواقب وآثار استخدام برنامج التجسس "بيغاسوس" في كل ما يتعلق بخصوصية المواطنين المدنيين، مؤكداً أن استخدام الأنظمة التكنولوجية لمراقبة المواطنين بما في ذلك التعامل مع مكافحة الجريمة هو آلية تتضمن بالضرورة انتهاكاً خطراً لخصوصية المواطنين ولقدرة الفرد على ممارسة حقوقه الكاملة وتلحق أضراراً فادحة بالطابع الديمقراطي للمجتمع الإسرائيلي ككل.

 

"معاريف"، 19/1/2022
تسجيل أرقام قياسية غير مسبوقة في عدد الإصابات المسجلة بفيروس كورونا خلال اليومين الماضيين

أعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية في بيان صادر عنها أمس (الثلاثاء) تسجيل أرقام قياسية غير مسبوقة بعدد الإصابات اليومية المسجلة بفيروس كورونا خلال اليومين الماضيين، وذلك وسط توقعات بأن تبلغ الإصابات في ذروة موجة تفشي الفيروس الحالية 100.000 إصابة يومياً.

وجاء هذا البيان بعد أن امتنعت وزارة الصحة خلال الأيام الثلاثة الماضية من نشر معطيات جديدة متعلقة بالوباء.

وذكر البيان أنه تم تسجيل 62.210 إصابات جديدة يوم الأحد الماضي، في حين بلغ عدد الإصابات المسجلة أول أمس (الاثنين) 65.259 إصابة. وأوضح أن عدد حالات الإصابات الخطرة التي تتلقى العلاج في المستشفيات ارتفع إلى 498 حالة بينها 135 حالة في وضع حرج تم ربط 100 حالة منها بأجهزة تنفس اصطناعي.

كما ارتفعت حالات الوفاة جرّاء الإصابة بفيروس كورونا خلال اليومين الماضيين في إثر تسجيل 22 حالة وفاة منذ مساء يوم الأحد الفائت، لتصل الحصيلة الكلية لحالات الوفاة منذ بدء انتشار الفيروس في إسرائيل في آذار/مارس 2020 إلى 8340 حالة.

في سياق متصل أكدت مصادر رفيعة المستوى في وزارة الصحة أن الإصابات الجديدة بالفيروس تتجاوز 100.000 إصابة يومياً على خلفية ما وصفته بأنه اعتلال خفيّ، وذلك في إشارة إلى حالات كثيرة انتقلت إليها العدوى ولم تخضع للفحص للتأكد من إصابتها وكذلك لم تظهر عليها أي أعراض للوباء.

ووفقاً لهذه المصادر نفسها تشير التقديرات السائدة لدى المختصين في وزارة الصحة إلى أن حجم إصابات الاعتلال الخفيّ غير المسجلة رسمياً يصل إلى حجم الحالات نفسها التي جرى تشخيص إصابتها بالمرض، وهو ما يعني أن الأرقام الحقيقية للإصابات الجديدة بفيروس كورونا أكبر بضعفين من الأرقام الرسمية التي يتم إعلانها.

 

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 19/1/2022
العرب في الائتلاف الحكومي ما عادوا يعانون متلازمة ستوكهولم
تسفي برئيل - "هآرتس"، 19/1/2022
  • عضو الكنيست غيداء ريناوي - زعبي (من ميرتس) كانت جسورة؛ فقد تجرأت على التصويت بحسب ضميرها وتسببت بخيبة أمل عميقة داخل حزبها الضعيف وفي الائتلاف الذي تشارك فيه، عندما أسقطت موقتاً قانون التجنيد [الخاص بتجنيد الحريديم] الذي طرحه وزير الدفاع بني غانتس. وبررت ريناوي تصويتها قائلة: "هذه الحكومة تخطت خطوطاً حمراء. تصرف الحكومة ووزارة الأمن الداخلي ووزارة الإسكان والشرطة والصندوق الدائم لإسرائيل في النقب ضد المواطنين البدو هو وصمة عار لدولة متوحشة وظالمة".
  • لم تُتهم ريناوي - زعبي بخيانة الائتلاف فقط، بل اتهمت أيضاَ بالوقاحة. فهي لم تحذر مسبقاً حتى قيادة حزبها، أين المسؤولية؟ وأين التضامن؟ ألا تعرف أن هذه الحكومة التزمت عدم التطرق إلى موضوعات حساسة جداَ يمكن أن تؤدي إلى انهيارها؟ وأنها فرضت على نفسها الصمت والشلل في كل المسائل التي يمكن أن تثير مواجهة إيديولوجية؟ وأنها محت مصطلح الضمير من الاتفاق الائتلافي؟
  • التهديد الذي فرضته ريناوي - زعبي سيقوّض روابط الائتلاف الذي سيجد نفسه فجأة مطالباً بالتعامل باحترام مع المخاوف والضمير ومع الهوية القومية للأقلية العربية ومع ممثليها. وفي الواقع ليس قانون التجنيد ولا دروس التجنيد للحريديم هو الذي يهم عضوة الكنيست، لقد استغلت ريناوي- زعبي ببساطة الخلاف الداخلي اليهودي وهشاشة الائتلاف الحكومي من أجل الدفع قدماً بجدول أعمال عربي، أو على الأقل رفع علم الاحتجاج في مسألة ثانوية ومهملة - زرع أشجار في النقب.
  • ليست ريناوي – زعبي أول عضو كنيست يحتج على هذه المسألة، إذ سبقها منصور عباس الذي هدد بعدم مشاركته في التصويت في الكنيست إذا لم تتوقف عملية التشجير فوراً. وقد نجح التهديد، وحصل عباس على ما يريده، وجرى الدفع بقانون الكهرباء - ولقاء ذلك تعهد عباس بأن يمنح تأييده لقانون التجنيد و"قانون حاريش" الذي يمدد ولاية اللجنة الخاصة لتطوير بلدة حاريش.
  • عباس، ووليد طه وريناوي – زعبي ليسوا لاعبين على مقاعد الاحتياط ولا دمى تزين قاعة الديمقراطية الإسرائيلية، فقد منحتهم الأوضاع السياسية قوة كبيرة على الرغم من عدد المقاعد القليل الذي حصلت عليه أحزابهم. لكن كما في حالة نفتالي بينت، ليس عدد المقاعد هو الذي يحدد بل القدرة على استغلالها بنجاعة. التجديد الجوهري هو أن التركيبة الائتلافية المشدودة حتى أقصى حد هي التي تسمح لأعضاء الكنيست بوضع خطوط الحدود الإيديولوجية - وتجاوز هذه الحدود سيؤدي إلى تفكيك أجزاء الائتلاف في كل اتجاه.
  • في الماضي غير البعيد كان أعضاء الكنيست من الحريديم هم الذين يفرضون حدود المسموح به، أمّا الآن فقد جاء دور أعضاء الكنيست العرب، وهم يدركون جيداً أن الوقت المتبقي أمامهم قصير ولديهم عمل كثير. فإذا جرت صفقة الادعاء وطُرد بنيامين نتنياهو من الساحة السياسية، فإنهم يمكن أن يُطردوا من الملعب. وإذا قررت "حماس" إطلاق صواريخ وردت إسرائيل تلقائياً، فسيكون من الصعب عليهم البقاء في الائتلاف. وإذا جرى الدفع قدماً بقانون المواطنة وكرّست صياغته وضع العرب في زاوية الأقلية المقبولة، فإنهم سيضطرون إلى تفجير الائتلاف. ما لم يتمكنوا من تحقيقه الآن يمكن أن يتبخر.
  • من حسن حظ الديمقراطية الإسرائيلية أن "توازن الرعب" السياسي الذي يبقي الائتلاف في قيد الحياة يحوله إلى أحد الائتلافات الأكثر جودة هنا. فهو يفرض على كل أعضائه التعامل بخشوع لا فقط مع المطالب المالية والتوزيع العادل للميزانيات بين أعضائه، بل أيضاً مع الضمير ومع المشاعر القومية لكل مكوناته. ريناوي – زعبي لم تهدد هذا الائتلاف عندما صوتت ضد قانون التجنيد. فالقانون سيُقر والائتلاف سيصمد، لكن ريناوي – زعبي رفعت بطاقة صفراء في وجه كل من يجرؤ على التعامل مع الأعضاء العرب في الكنيست كأنهم ما زالوا يعانون متلازمة ستوكهولم.

 

"N12"، 18/1/2022
واقع جديد في الخليج: الإمارات في مواجهة خطر الحرب
إيهود يعاري - خبير في الشؤون العربية
  • لقد كان هذا متوقعاً ولم يحدث فجأة؛ الإمارات تتعرض للنار وقد تجد نفسها متورطة في حرب خلال وقت قريب. فقد هاجمت طائرات من دون طيار أمس (الاثنين)، لأول مرة، عاصمة الإمارات أبو ظبي التي تعتبر من أغنى مدن الخليج الفارسي، وبالطبع يمكن أن تستهدف هذه الهجمات دبي أيضاً. قوات الحوثيين المدعومة من إيران نفذت تهديدها وضربت من على مسافة 1200 كيلومتر، ونجحت في إصابة شاحنات كانت موجودة على مسافة ليست بعيدة من القاعدة الضخمة لسلاح الجو الأميركي في الخليج.
  • عندما بدأ زعماء الإمارات محادثات مباشرة مع إيران من أجل خفض التوتر في منطقة الخليج الفارسي، كان ثمة في إسرائيل من أخطأ التقدير معتقداً أن هذا الأمر سيؤدي إلى برودة في العلاقات مع إسرائيل، إلاّ إن هذا لم يحدث. حتى إن السعودية التي تجري اتصالات مشابهة مع إيران لا تفعل ذلك على حساب العلاقات الصامتة مع إسرائيل. منذ سنوات تعاني السعودية جراء هجمات الحوثيين التي أصبحت روتينية، إذ يطلق الحوثيون الصواريخ حتى على العاصمة الرياض، ويهاجمون مطارات وقواعد عسكرية ـ كما شنوا عملية كبيرة ألحقت ضرراً كبيراً بأكبر منشأة للنفط في العالم في أبقيق، وقد اختار الرئيس ترامب عدم الرد عليها.
  • حتى الآن لم تتعرض الإمارات، التي تشارك منذ سنة 2015 في الهجوم السعودي ضد الحوثيين في اليمن، لضربات مباشرة على أراضيها. لكن حالياً تغير هذا الواقع بصورة مطلقة، فالحوثيون الذين كانوا حتى الآن قد اكتفوا بمضايقة السفن الإماراتية في البحر الأحمر، يعلنون بالفم الملآن أنه ما دام التدخل العسكري الإماراتي في القتال مستمراً فإنهم سيوجهون مسيّرات تحمل الصواريخ نحو الإمارات لزرع الذعر، ولدفع الأجانب إلى مغادرة هذه الدولة، وبالتالي التسبب بتباطؤ حركتها الاقتصادية. لا حاجة إلى التذكير بأن الحوثيين لا يحصلون على العتاد العسكري والاستشارة من إيران فحسب، بل أيضاً على تدريب من ضباط حزب الله.
  • الهجوم على أبو ظبي هو رد مباشر على النجاح الذي حققته "كتيبة العمالقة" التي تمولها الإمارات وتشرف عليها. وبعد أن سحب الإماراتيون القوات المحلية التي يشغلونها على ساحل البحر الأحمر، ركزوا جهدهم على ضربة مضادة مثيرة للإعجاب استهدفت الحوثيين في محافظة شبوه – البوابة إلى جنوب اليمن – وأفشلت العملية المستمرة التي يقوم بها الحوثيون، والتي تهدف إلى احتلال محافظة مأرب مع حقولها النفطية الكبيرة. وقد تكبد الحوثيون أكثر من عشرة آلاف قتيل في معارك الأسابيع الأخيرة هناك، لذا ليس غريباً أن يحاولوا ردع الإماراتيين عن مواصلة عملياتهم.
  • يبدو الآن أن هناك توزيع عمل بين السعودية والإمارات، على الرغم من الخلافات الكثيرة بينهما إزاء إدارة الحرب: سلاح الجو السعودي ضاعف، بل زاد ثلاثة أضعاف، هجماته ضد الحوثيين وبدأ بضرب قواعدهم في العاصمة صنعاء، والإماراتيون، من جهتهم، يتحركون مع قوات على الأرض في اتجاه الجنوب، كما يؤيدون، وهذا ليس سراً، انفصال محافظات الجنوب عن سائر أقسام الدولة، ويقدمون دعماً للانفصاليين المحليين. وقد يكون السعوديون فقدوا الأمل في إخضاع الحوثيين، وهم مستعدون لدعم هذه الفكرة.
  • إن خطر تمدد الحرب في اليمن إلى الإمارات يفرض على الولايات المتحدة الاعتراف بأن محاولاتها إجراء مفاوضات جدية مع الحوثيين قد فشلت فشلاً ذريعاً. لذلك يُطرح السؤال التالي: هل ستعلن إدارة بايدن الحوثيين كتنظيم إرهابي كما فعل ترامب؟
  • قد يسأل حكام الإمارات إسرائيل كيف يمكن أن تساعدهم في وقف المسيرات الهجومية، وعلى إسرائيل أن تدرك ما بات واضحاً: إنها مسألة وقت حتى يصبح لدى الحوثيين القدرة على الوصول أيضاً إلى الأراضي الإسرائيلية.