مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
هرتسوغ يقوم بأول زيارة رسمية لرئيس إسرائيلي إلى دولة الإمارات في نهاية الشهر الحالي
ارتفاع كبير في أعداد الوفيات والحالات الخطرة جرّاء مضاعفات فيروس كورونا في إسرائيل
نتنياهو يؤكد استمراره في قيادة الليكود وينفي أنه وافق على صفقة ادعاء تتضمن وصمة عار
اعتقال طالبة دكتوراه عربية في معهد التخنيون بشبهة التخابر مع عميل أجنبي
مقالات وتحليلات
إسرائيل قلقة من احتمال غزو روسيا لأوكرانيا وإمكان صرف النظر عن إيران وغاياتها
بمساعدة الحوثيين إيران تنقل رسالة إلى الدول الكبرى التي تناقش الاتفاق النووي
من الأفضل لإسرائيل أن تفشل المحادثات النووية مع إيران
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"معاريف"، 26/1/2022
هرتسوغ يقوم بأول زيارة رسمية لرئيس إسرائيلي إلى دولة الإمارات في نهاية الشهر الحالي

بدعوة من ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، سيقوم رئيس الدولة الإسرائيلية يتسحاق هرتسوغ بأول زيارة رسمية لرئيس إسرائيلي إلى دولة الإمارات، وذلك يومي 30 و31 كانون الثاني/يناير الحالي.

وذكر بيان صادر عن ديوان رئاسة الدولة الإسرائيلية أمس (الثلاثاء) أن هرتسوغ سيزور دبي وأبو ظبي، وسيجتمع خلال الزيارة بوليّ العهد في أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد، وبرئيس الحكومة الإماراتية، وحاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وبمسؤولين إماراتيين وممثلين عن الجالية اليهودية، وسيفتتح "يوم إسرائيل" في معرض إكسبو 2020 في دبي.

وقال هرتسوغ: "يشرفنا أن نصنع تاريخاً بإجراء أول زيارة لرئيس دولة إسرائيل إلى دولة الإمارات. هذه الزيارة المهمة تجري في الوقت الذي يعمل فيه الشعب الإسرائيلي والشعب في الإمارات على وضع أسس لمستقبل جديد مشترك".

وأضاف هرتسوغ: "أنا أؤمن بأن هذه الشراكة الجديدة والشجاعة ستؤدي إلى تغيير إيجابي في منطقة الشرق الأوسط، وستكون بمثابة إلهام في المنطقة كلها. نحن شعب يطلب السلام، وسوياً سنوسع دائرة السلام التاريخي لاتفاقيات أبراهام وتأثيرها، وسنخلق عالماً أفضل، متسامحاً وآمناً أكثر من أجل الأجيال المقبلة. كما أن هذه الزيارة هي فرصة تاريخية لتعميق علاقات الصداقة بين شعبينا".

وقالت مصادر سياسية رفيعة المستوى في القدس إن زيارة رئيس الدولة تأتي في وقت حساس، بعد قيام الحوثيين في اليمن بقصف أهداف في العاصمة الإماراتية أبو ظبي وتلميحهم إلى احتمال قصف إكسبو دبي.

وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت قام بزيارة إلى الإمارات يوم 12 كانون الأول/ديسمبر الماضي، في أول زيارة لرئيس حكومة إسرائيلية منذ توقيع "اتفاقية أبراهام" لتطبيع العلاقات الرسمية بين الدولتين بوساطة أميركية في أيلول/سبتمبر 2020. وبعد توقيع هذه الاتفاقية، وخلال عام ونصف العام تصاعد حجم التجارة الثنائية والتعاون الأمني والعسكري والاستخباراتي بصورة كبيرة بين إسرائيل والإمارات، وقام وزراء إسرائيليون بعدة زيارات رسمية إلى الخليج من بوابة الإمارات.

 

"هآرتس"، 26/1/2022
ارتفاع كبير في أعداد الوفيات والحالات الخطرة جرّاء مضاعفات فيروس كورونا في إسرائيل

شهد الأسبوعان الماضيان ارتفاعاً كبيراً في أعداد الوفيات والحالات الخطرة جرّاء مضاعفات فيروس كورونا في إسرائيل.

ووفقاً لآخر المعطيات لدى وزارة الصحة الإسرائيلية، هناك 40 حالة وفاة يومياً بسبب الفيروس في الأيام الأخيرة. ولا يتم تحديث هذه المعطيات في موقع بيانات وزارة الصحة يومياً، بل يتم تحديثها بأثر رجعي بعد الحصول على شهادات وفاة وموافقة على أن سبب الوفاة هو كورونا وليس أي مرض آخر.

وذكر تقرير صادر عن "المركز القومي للمعلومات والمعرفة" أمس (الثلاثاء) أن عدد الإصابات الخطرة بالفيروس قفز كثيراً في غضون أسبوعين وبلغ 856 إصابة، بينهم 245 حالتهم حرجة. وفي الأسبوع الأخير سُجّلت 250 إصابة جديدة حالتها حرجة، أكثر من 80% منهم في سن الـ60 عاماً فما فوق، و13% في سن الـ40 إلى 59 عاماً.

وأضاف التقرير: "إننا في ذروة موجة مع احتمال أعلى للإصابة، ولذلك يوصى بأن يتجنب السكان المعرّضون للخطر وكبار السن الاتصال غير الضروري حتى تنحسر الموجة، وهو أمر متوقع قريباً".

وأشار التقرير إلى أنه منذ بداية الموجة الخامسة الحالية تم تشخيص أكثر من مليون إصابة بالفيروس، أي ما نسبته 11% من سكان إسرائيل، وفقط في الأسبوع الأخير تم تسجيل 522.000 إصابة جديدة.

"يسرائيل هيوم"، 25/1/2022
نتنياهو يؤكد استمراره في قيادة الليكود وينفي أنه وافق على صفقة ادعاء تتضمن وصمة عار

أكد رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق بنيامين نتنياهو استمراره في قيادة حزب الليكود على الرغم من التقارير الواردة مؤخراً بشأن نيته توقيع صفقة ادعاء [اتفاق إقرار بالذنب] لتجنُّب دخوله السجن في حال إدانته بالتهم الجنائية الموجهة إليه.

وقال نتنياهو في فيديو مصور نشره في حسابه الخاص على موقع "تويتر" أمس (الاثنين): "كان هناك ادعاءات خاطئة في وسائل الإعلام بشأن أشياء زُعِم أنني وافقت عليها، مثل الادعاء أنني وافقت على أن تلصَق بي وصمة عار ضمن صفقة الادعاء، وببساطة هذا غير صحيح". وأكد نتنياهو أنه سيستمر في الوقوف على رأس الليكود وتزعُّم المعارضة في الكنيست الحالي.

 

"يديعوت أحرونوت"، 25/1/2022
اعتقال طالبة دكتوراه عربية في معهد التخنيون بشبهة التخابر مع عميل أجنبي

سمحت الرقابة العسكرية الإسرائيلية أمس (الاثنين) بنشر نبأ قيام الشرطة الإسرائيلية في يوم 11 كانون الثاني/يناير الحالي باعتقال سُمية فلاح، من سكان قرية عرب الهيب [منطقة الناصرة]، وهي طالبة دكتوراه في معهد العلوم التطبيقية التخنيون في حيفا بشبهة التخابر مع عميل أجنبي خلال مشاركتها في مؤتمر بشأن حق العودة عُقد في العاصمة الإسبانية مدريد سنة 2021. وفرضت محكمة الصلح في حيفا الإقامة الإجبارية عليها وأصدرت أمراً يقضي بمنع دخولها إلى مدينة حيفا لمدة شهر ونصف الشهر، وبحظر استخدامها وسائل التواصل الرقمية.

وقال محامي الدفاع عن فلاح رسلان محاجنة إن هناك محاولة للمس بها وبنشاطها الأكاديمي، وأشار إلى أن الشرطة قامت باستجوابها بشأن علاقة بشخص يدعى خالد بركات يقطن في إحدى الدول العربية. كما أشار إلى أن المؤتمر الذي شاركت فيه لم يُعلَن أنه مؤتمر محظور قانونياً، وقد تعرفت على الشخص المذكور كأحد المشاركين في المؤتمر وتواصلت معه فيما بعد بخصوص قضايا تخصّ الحركات الطلابية فقط.

في المقابل، قال مندوب الشرطة الإسرائيلية إن الحديث يدور حول ارتكاب جريمة أمنية خطرة. وأضاف أنه يجب منح جهاز الأمن العام ["الشاباك"] والشرطة الفرصة لاستكمال التحقيق من دون السماح للمشتبه بها بدخول مدينة حيفا.

وقال الناطق بلسان معهد التخنيون إنه لا علم للمعهد بهذه القضية.

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"معاريف"، 26/1/2022
إسرائيل قلقة من احتمال غزو روسيا لأوكرانيا وإمكان صرف النظر عن إيران وغاياتها
طال ليف - رام - محلل عسكري
  • تشعر عناصر في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بالقلق من احتمال أن يؤثر قيام روسيا بغزو أوكرانيا وتفاقُم الأزمة الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وروسيا بصورة سيئة في المصالح الإسرائيلية في مقابل إيران، وذلك في كل ما يتعلق بالاتفاق النووي بين هذه الأخيرة والدول العظمى، وبمواضيع أُخرى.
  • ويعود سبب هذا القلق أساساً إلى الخشية من أن يؤدي الغزو الروسي إلى التأثير فيما يحدث في منطقة الشرق الأوسط، وأن يشكل فرصة مؤاتية لإيران تقوم خلالها باستغلال حالة صرف الأنظار عنها من أجل الدفع قدماً بغاياتها الاستراتيجية.
  • ولا بد من أن نشير إلى أن المسؤولين في إسرائيل كانوا في الأعوام الأخيرة ينظرون بصورة إيجابية إلى السياسة الروسية التي عارضت البرنامج النووي الإيراني بوضوح، والخشية الآن هي من إمكان أن يغيّر الروس سياستهم وتعاونهم مع الدول العظمى الأُخرى في هذا الشأن، بما في ذلك الولايات المتحدة.
  • في حال قيام روسيا في نهاية الأمر بغزو أوكرانيا، فإن الإنصات الأميركي الذي لا يُعتبر منذ الآن جيداً للمصالح الإسرائيلية في كل ما يتعلق بالمعركة ضد إيران، وخصوصاً في المواضيع المرتبطة بتموضعها في الشرق الأوسط، يمكن أن ينخفض أكثر فأكثر.
  • كذلك فإن الأزمة بين الولايات المتحدة وروسيا تنطوي على احتمال كبير بأن تؤثر في منظومة العلاقات بين القدس وموسكو. وفي إسرائيل يأخذون في الاعتبار احتمال أن يكون اختيار الروس إشهار التحليق المشترك مع سلاح الجو السوري، والذي أجروه هذا الأسبوع في سماء هضبة الجولان، مرتبطاً برسالة يرغب الروس في تمريرها إلى الأميركيين من طريق إسرائيل.
"هآرتس"، 26/1/2022
بمساعدة الحوثيين إيران تنقل رسالة إلى الدول الكبرى التي تناقش الاتفاق النووي
عاموس هرئيل - محلل عسكري
  • بينما يحتل خطر الحرب بين روسيا وأوكرانيا أولوية جدول الأعمال العالمي، تتصاعد حدة المواجهة في منطقة أُخرى، والتي من الممكن أيضاً أن تكون لها تداعيات دولية واسعة النطاق. الأمور مرتبطة ببعضها البعض بصورة غير مباشرة ويمكن أن تؤثر أيضاً في قضايا استراتيجية حساسة بالنسبة إلى إسرائيل.
  • في الأيام الأخيرة صعّد الحوثيون في اليمن، المدعومون من إيران، هجماتهم على الإمارات. وشهد الأسبوع الماضي هجوماً منسقاً شمل صواريخ باليستية وصواريخ بحرية وطائرات من دون طيار على منشآت النفط في أبو ظبي، وبحسب التقارير، تضررت من الهجوم شاحنات وقود، وسقط قتلى وجرحى، واشتعلت النيران في مطار الإمارات، وترجّح التقديرات أن الصواريخ أُطلقت من مسافة 1300 كيلومتر، وليلة الثلاثاء- الأربعاء تعرضت الإمارات لهجوم ثانٍ شمل على ما يبدو صواريخ بحرية؛ وبحسب التقارير، جزء من الصواريخ والمسيّرات أُطلق بمساعدة منظومات أميركية.
  • ترافق الهجوم الأخير بدعوة الحوثيين الشركات الأجنبية إلى إغلاق أعمالها في الخليج. وكانت دولة الإمارات أدت دوراً فاعلاً في الحرب الأهلية في اليمن إلى جانب السعودية، وعملت مع الحكومة اليمنية ضد المتمردين.  في سنة 2019، وبعد هجوم إيراني كبير استهدف منشأة النفط في أرامكو في السعودية، قلصت الإمارات تدخُّلها في الحرب وسحبت معظم قواتها من اليمن؛ الهجوم الحوثي الحالي جاء رداً على هجمات السعودية على اليمن.
  • في تقدير الأجهزة الاستخباراتية في الغرب، الحوثيون لا يعملون من دون توجيه من إيران، أو على الأقل إذن منها، وأن عناصر الحرس الثوري متورطون في القتال في اليمن. للحوثيين أسباب خاصة، لكن من المحتمل أن يكون هدف زيادة الضغط على الإمارات، على الرغم من سحب قواتها منذ أكثر من عامين، إرسال رسالة إقليمية واسعة النطاق من إيران، التي يبدو أنها تمارس ضغطاً مباشراً على الإمارات، وتريد إلحاق الأذى بعلاقاتها مع السعودية وإضعاف المعسكر الإقليمي الذي يتحرك ضدها.
  • يجب ألّا ننسى أن في خلفية هذه الأحداث تدور مفاوضات نووية في فيينا، حيث يحاول مندوبو الدول الكبرى التوصل إلى تسوية جديدة مع إيران لكبح برنامجها النووي. إظهار إيران القوة والإصرار في الخليج، حتى لو كان يجري من خلال وكلاء، فإنه ينقل رسالة أيضاً على خلفية استمرار المحادثات.

الأزمة في أوكرانيا تُلقي بظلالها على المحادثات النووية

  • تتابع إسرائيل ما يجري في الخليج، وفي المقابل أيضاً التأثيرات غير المباشرة لِما يجري على الحدود الروسية - الأوكرانية. حتى وقت قريب تباهت الإدارة الأميركية بالتنسيق النسبي الذي تحقق مع الروس في المحادثات النووية.  لقد أدت روسيا دور الشرطي الجيد في محادثات فيينا، لكنها ظلت على صلة مباشرة مع المندوبين الأميركيين الذين لا يشاركون مباشرة في المفاوضات مع الإيرانيين.
  • حالياً، التوترات في شرق أوروبا تعكّر العلاقات بين الدولتين كثيراً، وتهدد التعاون بينهما أيضاً في المحادثات مع إيران. عندما يهدد الروس باستخدام القوة العسكرية وينشرون قواتهم البرية والمدرعة، وعندما تتحدث الولايات المتحدة عن إرسال قوات مساعدة إلى شرق أوروبا، أميركية أو تابعة لحلف الناتو، فإن فرصة تنسيق مواقفهما بشأن المحادثات النووية ستصبح ضئيلة.
  • في الأسابيع الأخيرة نفّذت طائرات سلاح الجو الروسي طلعات غير مألوفة في جنوب سورية، وبالقرب من حدود إسرائيل في هضبة الجولان، وفوق البحر الأبيض المتوسط. وجرت هذه الطلعات الجوية بالتعاون مع الطائرات السورية. يبدو أن ما يجري هو استعراضات للقوة مقصودة من طرف موسكو.  في سنة 2015، وعلى خلفية احتلال شبه جزيرة القرم وأجزاء من شرق أوكرانيا، وهو ما عرّض روسيا لعقوبات غربية، قرر الرئيس بوتين مدّ يد المساعدة إلى نظام الأسد الذي كان على وشك أن يُهزَم في الحرب الأهلية السورية.
  • إسرائيل قلقة أيضاً من حجم اهتمام إدارة بايدن بالتهديد الإيراني الذي يأتي، بالنسبة إليها، في المرتبة الأولى من حيث الأهمية. كلما تحول الاهتمام الأميركي نحو ما يحدث في أوكرانيا كلما كان من الصعب على إسرائيل إقناع هذه الإدارة بالاستمرار في الضغط في المحادثات مع إيران.  والتقديرات في القدس أن واشنطن ستخفف اندفاعها في المسألة النووية إذا تفاقمت المواجهات في أوكرانيا. وسلوك من هذا النوع سيسمح لطهران بالمماطلة والاستمرار في التقدم في تخصيب اليورانيوم وتقصير "مسافة القفزة" إلى إنتاج قنبلة مستقبلاً.
  • يمكن القول، بحذر، إنه تجري في هذه الأيام محادثات وعمليات جسّ نبض رباعية، بين الولايات المتحدة والسعودية والإمارات وإسرائيل، بشأن مسألة كيفية الرد على الهجمات الأخيرة من اليمن على أراضي الإمارات. لقد أصدرت إسرائيل عدة بيانات دانت فيها الهجوم الأول على أبو ظبي، وأعربت عن تضامنها مع الإمارات؛ تجري هذه الأحداث في فترة شهدت تعزيزاً للعلاقات بين الدولتين، وبعد مرور أكثر من عام على إبرام اتفاقات التطبيع، وبعد العديد من الزيارات والمناسبات العلنية الدالة على تعاون الطرفين.
  • أمس تم إعلان زيارة مرتقبة لرئيس الدولة حاييم هرتسوغ في الأسبوع المقبل إلى الإمارات، ومع ذلك، عندما تتعرض الإمارات للهجمات، فإن إسرائيل لا تستطيع أن تفعل شيئاً لمساعدتها علناً من أجل المحافظة على أمنها. وتشعر الدول التي على صلة بالإماراتيين بارتفاع منسوب الضغط في دبي وأبو ظبي.
  • تتابع إسرائيل القدرة العملانية التي يُظهرها الحوثيون والتنظيمات الأُخرى المدعومة من الإيرانيين، مثل الميليشيات الشيعية في العراق. ففي العام الماضي أُسقطت مسيّرة إيرانية في الأراضي الإسرائيلية في منطقة بيت شان، والتفسير أنها أُطلقت من الأراضي العراقية.
  • أيضاً جزء من المسيّرات والصواريخ البحرية في اليمن يمكن أن يصل مداه إلى منطقة إيلات، على الرغم من أن المقصود مسافة تتعدى الـ 2000 كيلومتر. في الأيام الأخيرة برزت تهديدات في الصحف الإيرانية والعربية بأن إسرائيل هي الهدف المقبل للحوثيين، ثمة شك في أن هذا قد يحدث في وقت قريب، لكن في المؤسسة الأمنية يأخذون مثل هذه الاحتمالات في حسابهم.

 

"N 12"، 25/1/2022
من الأفضل لإسرائيل أن تفشل المحادثات النووية مع إيران
يوسي كوفرفاسر - عميد في الاحتياط
  • تتواصل المحادثات في فيينا بشأن إحياء الاتفاق النووي العائد إلى سنة 2015. كل الاحتمالات المطروحة على طاولة المحادثات هي سيئة بالنسبة إلى إسرائيل. التوصل إلى اتفاق "جيد" يغلق فعلاً الطريق أمام إيران للحصول على قدرة لإنتاج سلاح نووي، لم يعد مطروحاً على جدول الأعمال. الموقف الأميركي هو الحاجة إلى العودة إلى الاتفاق القديم من دون تغييرات. وهذا احتمال خطر لأنه يعبّد الطريق أمام إيران للحصول على قدرة لإنتاج كميات كبيرة من القنابل من خلال تخصيب أقل. وذلك من دون رقابة حقيقية على نشاطاتها، ومن دون فرض قيود على مساعيها لتطوير صواريخ تُستخدم في حمل قنابل نووية، ومن دون الحاجة الحالية إلى تخطّي عتبة إشكالية، هي إمكانية أن تقوم إسرائيل والولايات المتحدة بإفشال مساعيها للحصول على قدرة إنتاج قنبلة واحدة.
  • ... علاوة على ذلك، رفع العقوبات عن إيران سيضع في متناولها موارد اقتصادية هائلة تسمح لها بتوسيع نطاق جهودها لترسيخ هيمنتها على أجزاء واسعة من الشرق الأوسط. العودة إلى الاتفاق القديم ستضر بحُرية عمل إسرائيل من أجل عرقلة التقدم الإيراني نحو سلاح نووي. ولقد أوضحت إسرائيل أنها ليست ملزمة بالاتفاق الذي لم تكن طرفاً فيه، لكن شبكة علاقاتها مع الولايات المتحدة ستجبرها على كبح عملياتها.
  • الإمكانات الأُخرى المطروحة على النقاش في فيينا هي العودة إلى الاتفاق وفق الشروط الإيرانية (تعهُّد الولايات المتحدة بعدم الانسحاب من الاتفاق في المستقبل، ورفع كل العقوبات التي فُرضت على إيران عند توقيع الاتفاق)، أو اتفاق موقت تُرفع بواسطته العقوبات في مقابل تجميد وتيرة البرنامج النووي، وتوقُّف إيران عن تكديس كميات جديدة من اليورانيوم المخصب. هذه الاحتمالات هي أكثر خطراً بالنسبة إلى إسرائيل من الاحتمال المفضل للولايات المتحدة الذي يشكل خطراً هو أيضاً بالنسبة إلى إسرائيل والعرب والمعسكر البراغماتي في المنطقة.
  • في ظل هذا الواقع، الخيار المفضل بالنسبة إلى إسرائيل هو فشل المحادثات، ومعناه استمرار العقوبات على إيران... صحيح أن إيران في مثل هذا الوضع ستحاول مواصلة تقدُّمها نحو الحصول على قدرة لإنتاج عدد قليل من القنابل النووية، لكن هذا سيجري تحت التهديد بعملية عسكرية إسرائيلية أو أميركية، وتحت ضغط اقتصادي يمكن أن يفاقم حالة عدم الاستقرار الداخلي في إيران.
  • ... المطلوب اتفاق مختلف تماماً يضمن عدم حصول إيران على قدرة لإنتاج سلاح نووي. من أجل تحقيقه، يتعين على الولايات المتحدة زيادة الضغط على إيران كي تكشف التقدم الذي حققته في برنامجها النووي العسكري وتقديم معلومات تتعلق بمنشآت لم يُكشَف عنها، وبكميات اليورانيوم غير المعروفة. فقط اتفاق يضمن عدم قدرة طهران على إنتاج سلاح نووي هو اتفاق له أهمية. مثل هذا الاتفاق يجب ألّا يتضمن مواعيد لانتهاء القيود على البرنامج النووي الإيراني، وأن يسمح بالرقابة في أي مكان وأي وقت، بما في ذلك مراقبة عمل العلماء الإيرانيين، ويفرض تفكيك منشأة فوردو النووية تحت الأرض، والمخصصة لأغراض عسكرية، وكبح تطوير إيران للصواريخ.
  • تواصل حكومة إيران التهديد بتدمير إسرائيل وتمويل الإرهاب في شتى أنحاء الشرق الأوسط، وهي بذلك تنتهك ميثاق الأمم المتحدة بصورة صارخة. ليس هناك أي مبرر لرفع العقوبات وفتح الطريق أمامها للحصول على قدرات إنتاج ترسانة من السلاح النووي. منع إيران من الحصول على قدرة نووية أمر ممكن وحاسم. للأسف الشديد، ثبت أن الاتفاق النووي الذي جرى التوصل إليه سابقاً يسمح للنظام الإيراني بالمضي قدماً في البرنامج النووي وتوسيع نطاق نفوذها الإقليمي بدلاً من كبحه.
  • في ضوء هذا كله، يتعين على إسرائيل مواصلة جهودها، وأن توضح للولايات المتحدة أنه ليس عليها التمسك باتفاق سيئ مع إيران وقبول مماطلة الأخيرة، بينما تواصل تقدُّمها نحو الحصول على قدرة تمكّنها من إنتاج عدد من القنابل النووية. وفي الواقع، إيران نفسها جعلت العودة إلى الاتفاق الأصلي غير ممكنة. الوقت ينفذ، ومن أجل منع إيران من إنتاج سلاح نووي، يتعين على الولايات المتحدة زيادة الضغط على نظام الملالي المتشدد، بما في ذلك تهديد بعملية عسكرية موثوقاً به. في المقابل، على إسرائيل تسريع استعداداتها لتطوير قدرات تُمكّنها من تحييد البرنامج الإيراني ومواجهة الردود المنتظرة على مثل هذه العملية.