مختارات من الصحف العبرية
مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" أن عدة نقاط في محيط بلدة زاكية في ريف دمشق الجنوبي تعرضت الليلة الماضية لهجوم صاروخي أدى إلى وقوع أضرار مادية.
ونسبت الوكالة هذا الهجوم إلى إسرائيل، وقال مصدر عسكري سوري رسمي للوكالة إن عدة صواريخ أرض-أرض أطلقت من منطقة هضبة الجولان.
وقبل قيام وكالة "سانا" بنشر هذا النبأ، قالت وسائل إعلام سورية محلية إن قصفاً صاروخياً استهدف إحدى الثكنات العسكرية التابعة للنظام السوري والميليشيات الإيرانية في محيط بلدة زاكية، وهو ما قد يشير إلى أن القصف جاء بهدف اغتيال أحد السكان في المباني المستَهدَفة. وأشارت وسائل الإعلام إلى أن القصف نُفِّذ من دون أي تصدٍّ من المضادات الجوية.
قالت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إن إسرائيل هي أعظم إنجاز سياسي في القرن العشرين والولايات المتحدة فخورة بكونها أقدم حليف لها، وأكدت أن دعم الولايات المتحدة لأمن إسرائيل واستقرارها الإقليمي سيظل ثابتاً لا يرقى إليه أي شك.
وأضافت بيلوسي في تصريحات أدلت بها إلى وسائل إعلام في مستهل الزيارة الرسمية التي تقوم بها لإسرائيل أمس (الأربعاء)، أن مجلس النواب الأميركي وافق باعتزاز على تمويل إضافي لمنظومة "القبة الحديدية" المضادة للصواريخ في أيلول/سبتمبر الماضي وأعربت عن أملها في أن يوافق عليه مجلس الشيوخ أيضاً في وقت قريب جداً.
وقالت بيلوسي: "نحن معاً كذلك في الحرب على الإرهاب الذي تنشره إيران، سواء في منطقة الشرق الأوسط أو من خلال تطوير الأسلحة النووية. إن التهديد النووي الإيراني عالمي ولكون إسرائيل قريبة من إيران فنحن نعتبرها مسؤولية مشتركة لنا جميعاً".
وأشارت بيلوسي إلى أن زيارتها جاءت أيضاً لتأكيد التزام الولايات المتحدة تجاه الحل العادل والدائم للنزاع الإسرائيلي-الفلسطيني المتمثل بالدولتين، وشدّدت على أنه حل يزيد من استقرار وأمن إسرائيل والسلطة الفلسطينية والدول المجاورة.
ومن جهته قال رئيس الكنيست ميكي ليفي مخاطباً بيلوسي: "إن دولة إسرائيل تعتز بكفاحك الذي لا هوادة فيه من أجل أمنها. أنت تقفين إلى جانبنا في أكثر الأوقات محنة مثلما جرى خلال عملية ’حارس الأسوار’ العسكرية في غزة. وسيتم تسجيل تمرير قانون تمويل ’القبة الحديدية’ باسمك إلى الأبد، وسيبقى دائماً أحد مشاهد الدعم الكبيرة على الإطلاق التي يقدمها الشعب الأميركي ومجلس النواب الأميركي لدولة إسرائيل. لا توجد لدولة إسرائيل صديقة أفضل من الولايات المتحدة".
وبشأن الملف الإيراني قال رئيس الكنيست إن إيران ليست مشكلة إسرائيل فحسب بل أيضاً مشكلة إقليمية وعالمية وصواريخها تصل إلى أوروبا، ولذا يجب عدم السماح لها بتطوير قدرات نووية.
وكانت بيلوسي وصلت إلى إسرائيل صباح أمس على رأس وفد من أعضاء مجلس النواب الأميركي.
أفادت إذاعة "كان" [تابعة لهيئة البث الرسمية الإسرائيلية الجديدة] أن وفداً أردنياً برئاسة محافظ العقبة محمد الرفايعة وصل إلى إيلات [جنوب إسرائيل] أمس (الأربعاء) للمشاركة في مؤتمر مشترك لمسؤولين إسرائيليين وأردنيين يهدف إلى تجديد التعاون الذي بدأ في الماضي في عدة مجالات مرتبطة بالمدينتين.
وأشارت الإذاعة إلى أنه بعد توقيع اتفاقية السلام بين البلدين وقعت اتفاقيات تعاون محلية في مناطق العقبة وإيلات ووادي عربة وهي التي سيحاول الجانبان استئنافها.
ولفتت الإذاعة إلى أن المؤتمر يُعتبر مؤشراً إضافياً إلى تمتين العلاقات بين البلدين اللذين وقعا خلال الأشهر الأخيرة عدة اتفاقيات تعاون في مجالي المياه والزراعة ومن أجل زيادة التجارة بين الأردن ومناطق السلطة الفلسطينية. كما أن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني عقد الشهر الفائت اجتماعاً مع وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس.
قال رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت إن مملكة البحرين تريد رفع مستوى علاقاتها الثنائية مع إسرائيل.
وأضاف بينت للصحافيين الإسرائيليين المسافرين معه لدى انتهاء أول زيارة له للمنامة الليلة قبل الماضية: "من الواضح أن هناك رغبة قوية لدى القيادة في البحرين في أن تكون في علاقة مهمة ومتعددة الأبعاد مع إسرائيل. إن كل ما نحاول القيام به هو تشكيل بنية إقليمية جديدة للدول المعتدلة. وستوفر هذه البنية الاستقرار والازدهار الاقتصادي، وستكون قادرة على الوقوف بقوة ضد الأعداء الذين يثيرون الفوضى والإرهاب، ولذا فهي تُعتبر نوعاً من حلقات الاستقرار".
وعقد بينت خلال الزيارة التي استمرت يوماً واحداً، اجتماعات مع العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وولي العهد الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، وكبار الوزراء البحرينيين.
وأقامت إسرائيل والبحرين علاقات دبلوماسية كاملة في سنة 2020 كجزء من "اتفاقيات أبراهام" التي توسطت فيها الولايات المتحدة، وهي سلسلة من اتفاقيات تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل و4 دول عربية.
وجاءت زيارة بينت بعد أسبوعين من زيارة قام بها وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس للمنامة.
وقال مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى إن محادثات بينت مع الملك وولي العهد ركزت إلى حدّ كبير على قضايا إقليمية وفي مقدمها إيران. وأضاف أن قادة المنطقة معجبون بالموقف الإسرائيلي من إيران وسورية ومن حقيقة أن الردع يعني القدرة والاستعداد لاستخدام القوة.
وفي سياق متصل أكد بيان صادر عن ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية لدى انتهاء زيارة بينت، أن الاجتماعات التي عقدها مع قادة البحرين تناولت توسيع العلاقات الاستراتيجية والأمنية لمواجهة التحديات الإقليمية بما في ذلك التهديدات النووية والنشاط الإرهابي والتطرف الديني والفقر والتحديات الاجتماعية.
وقال وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف بن راشد الزياني للصحافيين الإسرائيليين إن بينت دعا ولي العهد وهو أيضاً رئيس الحكومة إلى زيارة إسرائيل. وأكد الزياني أن الزيارة ستتم في المستقبل القريب. وأضاف أن المنامة وإسرائيل ستتعاونان في مواجهة إيران واتفقتا على تعزيز العلاقات الاقتصادية وكذلك السياحة المتبادلة.
كذلك صدر بيان مشترك في ختام الزيارة يلخص النقاط الرئيسية التي تمت مناقشتها في الاجتماعات جاء فيه أن الدولتين اتفقتا على خطة مدتها 10 أعوام لتوسيع العلاقات في العديد من المجالات أطلق عليها اسم "استراتيجيا السلام الدافئة المشتركة".
وأشار البيان إلى أنه كجزء من هذه الاستراتيجيا ستدعم الحكومتان الإسرائيلية والبحرينية مشاريع مثل برامج التبادل الطلابي التي ستقوي الروابط وتعزز الحوار والتفاهم بين شباب البلدين.
وقبل الاجتماع مع القادة البحرينيين التقى بينت الجالية اليهودية البحرينية المحلية. وكان أفراد هذه الجالية الذين يبلغ عددهم نحو 50 شخصاً يمارسون شعائرهم الدينية خلف أبواب مغلقة منذ سنة 1947 عندما تم تدمير الكنيس اليهودي الوحيد في هذه الدولة الخليجية خلال اضطرابات وقعت في بداية النزاع العربي-الإسرائيلي، لكن عندما قامت البحرين بتطبيع العلاقات مع إسرائيل تغيّرت الأمور جذرياً حيث تم تجديد كنيس صغير في قلب العاصمة.
كما التقى رئيس الحكومة الإسرائيلية قائد الأسطول الأميركي الخامس الأميرال برادفورد كوبر وأشاد بالتعاون الوثيق بين الجيشين الأميركي والإسرائيلي مؤكداً أنه يساهم في استقرار أمن البلدين.
وأضاف بينت أن وجود الأسطول الخامس الأميركي عامل مهم في الحفاظ على الاستقرار الإقليمي في مواجهة التهديدات الأمنية المتعددة، وأكد أنه يتطلع إلى زيادة التعاون بين الحلفاء الإقليميين للولايات المتحدة.
- يعتقد مسؤولون رفيعو المستوى في المؤسسة الأمنية أن الطريق مُهدت لتوقيع اتفاق بين إسرائيل ولبنان بوساطة من الولايات المتحدة سيؤدي إلى حل النزاع بشأن ترسيم الحدود البحرية بين الدولتين. ومن المتوقع أن يؤدي الاتفاق إلى تقاسم الأرباح المتوقعة من مخزون الغاز الموجود في المنطقة البحرية المتنازع عليها.
- التطور الكبير الذي أدى إلى تقدير المؤسسة الأمنية هو الرسالة التي نقلها إلى إسرائيل في الأيام الأخيرة الموفد الأميركي الخاص لشؤون الطاقة عاموس هوكشتاين ومفادها أن زعيم حزب الله حسن نصر الله أعطى موافقته للحكومة اللبنانية للمضي قدماً في المفاوضات التي وصلت إلى مراحل متقدمة من خلال فرض بضعة شروط أبدى الطرفان استعدادهما للقبول بها.
- والمنطقة البحرية المتنازع عليها هي مثلث تبلغ مساحته 530 متراً مربعاً في منطقة الحدود الإسرائيلية-اللبنانية تدّعي الدولتان السيادة عليها. وبحسب الاتفاق الذي يجري العمل عليه سيكون في استطاعة شركات النفط الدولية التي حصلت على حقوق التنقيب واستخراج الغاز الطبيعي الموجود في المنطقة المتنازع عليها البدء بالعمل هناك بعد سنوات من التوقف بسبب النزاع. ومن المتوقع، بموجب الاتفاق، تعيين وسيط دولي مقبول من كل الأطراف وهو الذي سيحدد حجم العائدات التي ستحصل عليها كل دولة. وسيكون هذا الوسيط مسؤولاً أيضاَ عن مراقبة تحويل أموال الغاز المستحقة لكل دولة.
- وكان حزب الله قد رفض الموافقة على اتفاق يمنعه من التحرك ضد إسرائيل مستقبلاً بين أمور أُخرى في الساحة البحرية التي بنى فيها الحزب في السنوات الأخيرة قدرات هجومية. لكن على الرغم من ذلك، فإن الحزب مهتم بالاتفاق في تقدير جهات في المؤسسة الأمنية. وفي لبنان الذي يعاني أكبر أزمة اقتصادية عرفها، يعتبرون أن حزب الله هو المسؤول عنها. وتقدر المصادر في المؤسسة الأمنية أن نصر الله يرى في تدفق الغاز والأرباح منه خطوات ستحد من الانتقادات الموجهة له. وفي إسرائيل يسود الاعتقاد أنه حتى من دون التزام رسمي من حزب الله بالاتفاق، فإن الأرباح الكبيرة التي سيحصل عليها لبنان من استخراج الغاز ستدفع نصر الله إلى الامتناع من مهاجمة خزانات الطاقة في إسرائيل في حالة الحرب، أو على الأقل التفكير بخطوته.
- وفي هذا الإطار ذكر مسؤول أمني رفيع المستوى لـ"هآرتس" أنه في الأيام الأخيرة ومع تولي الموفد الأميركي هوكشتاين مهمته واستئناف المفاوضات في أيار/مايو من السنة الماضية أُعطي الموضوع أولوية كبرى بالنسبة إلى الولايات المتحدة التي تصر على التوصل إلى اتفاق يمكنه المساعدة في التخفيف من أزمة الطاقة في لبنان، ويمكن أن يكون له تأثير من وجهة نظر أميركية في الاستقرار الأمني في المنطقة. وكانت العقبة الأساسية التي تعترض طريق الاتفاق بين الدولتين رفض حزب الله تقديم دعمه للحكومة اللبنانية من أجل التوصل إلى اتفاقات يمكن أن تُفسر كأنها محاولة تطبيع مع إسرائيل، أو اعتراف بسيادتها على المنطقة المتنازع عليها.
- في الأسابيع الأخيرة اجتمع مندوبون دوليون مع مندوبين من لبنان يتماهون مع حزب الله في محاولة لبلورة تفاهمات بشأن المنطقة المتنازع عليها يمكن أن يوافق عليها الحزب من دون أن تفسر الخطوة كتغيير لموقفه من إسرائيل. وبعد تبادل رسائل بين الطرفين جرى التوضيح فيها أن الولايات المتحدة وإسرائيل مستعدتان للتوصل إلى اتفاق، وصل رد نصر الله. ففي مقابلة أجراها معه التلفزيون الإيراني في الأسبوع الماضي أعلن أن ترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان مسألة اقتصادية المسؤول عنها الحكومة اللبنانية، وحزب الله ليس طرفاَ في الموضوع. كلام نصر الله فهمه هوكشتاين ولبنان وإسرائيل على أنه موافقة على المضي قدماً في الاتفاق.
- ونقلت "هآرتس" في الأسبوع الماضي كلاماً قاله هوكشتاين في مقابلة لقناة تلفزيونية لبنانية مفاده أن إسرائيل ولبنان عملا على تقليص الفجوات بينهما قبيل حل النزاع على الحدود البحرية. وجاء كلام هوكشتاين بعد اجتماعات عقدها مؤخراً مع مسؤولين رفيعي المستوى في الدولتين بينهم وزيرة الطاقة كارين الهرار.
- في المقابلة شدّد هوكشتاين على ضرورة إيجاد حل للنزاع في محاولة لدفع المسؤولين في لبنان إلى حل النزاع مع إسرائيل. وأمل بأن يجري التوصل إلى حل قبل الانتخابات البرلمانية في لبنان، التي كان من المفترض أن تجري في آذار/مارس لكنها أجلت إلى أيار/مايو. واعتبر هوكشتاين أنها "اللحظة الأخيرة"، مضيفاً: أنصح اللبنانيين بالتركيز على ما سيربحونه لا على ما سيخسرونه أو ما يمكن أن يخسروه إذا تنازلوا". وأعرب عن تفاؤله الكبير بقرب التوصل إلى اتفاقات.
- كما أعرب مسؤولون رفيعو المستوى في إسرائيل ولبنان عن استعدادهم لمواصلة المفاوضات من أجل حل النزاع، بعد أربع جولات محادثات غير مثمرة. في الجولات الأولى جرت محادثات مباشرة بين الطرفين-لأول مرة منذ ثلاثة عقود-لكن هوكشتاين فضّل إجراء محادثات غير مباشرة مع كبار مسؤولي الدولتين لصوغ اقتراح حل وسط.
- تزداد التوترات في أوكرانيا حدة بينما تواجه الساحة الدولية أزمة هي الأخطر منذ الحرب الباردة. وتعمل موسكو على زعزعة النظام العالمي المتبلور بقيادة أميركية وصوغ هندسة أمنية تتوافق مع مصالحها الاستراتيجية في أوروبا وتمنع انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو. هذا التحدي الاستراتيجي للولايات المتحدة يجري بالتنسيق مع الصين، ولهذا له تداعيات بعيدة المدى على إسرائيل.
- ولا يزال ميزان القوى غير واضح، فالأوراق في هذه المرحلة هي في يد بوتين الذي يستطيع الاختيار بين حل يستجيب لمطالبه الأمنية في أوكرانيا (عدم انضمامها إلى الناتو) وشرق أوروبا (الرقابة على السلاح)، وبين غزو محدود لشرق أوكرانيا وصولاً إلى احتلال واسع لكل أجزاء الدولة وتغيير النظام. لا تستطيع روسيا التراجع عن مطالبها من دون تحقيق إنجاز كبير يخدم استراتيجيتها ويؤدي إلى انسحاب الغرب من الحدود الاستراتيجية في شرق أوروبا ويحصن مكانتها في الداخل والخارج، فهدف موسكو هو إنهاء النقاش بشأن انضمام أوكرانيا إلى الناتو ومنع تمركز قوات غربية في مناطق تعتبرها تهديداً لأمنها.
- من ناحيته، سيحاول الغرب تكبيد الاقتصاد الروسي ثمناً باهظاً، والمس بمكانة روسيا في الساحة الدولية. وقد أثبتت الولايات المتحدة قدرتها على بلورة ائتلاف أوروبي بقيادتها، لكن فعالية أدوات العقاب والردع لدى بايدن ما زالت موضع شك. وسيؤثر نشوب معركة في أوكرانيا في الهندسة الأمنية الشاملة في أوروبا ويمكن أن يقوّض وحدة الاتحاد الأوروبي الذي يظهر ضعفاً في مواجهة الأزمة، وسيزيد من الخصومات وعدم الثقة بين الغرب وروسيا، وسيكون لأصداء الأزمة تأثيرها في الاقتصاد العالمي وأسعار الطاقة، ويمكن أن تنعكس على واشنطن في الأزمة المقبلة إزاء الصين (تايوان) وكوريا الشمالية.
التداعيات
- إن زعزعة النظام العالمي وصعود روسيا والصين كقوتين عالميتين تتحديان الهيمنة الأميركية سينعكس على موازين القوى في الشرق الأوسط وعلى قدرة إسرائيل على المناورة بين واشنطن وبيجين وموسكو. كذلك فإن صعود النفوذ الروسي والصيني في الشرق الأوسط سيكون له تأثيرات مباشرة في السباق الإقليمي على التسلح وفي التفوق النوعي العسكري لإسرائيل. وفي ظل هذا الواقع يتعين على إسرائيل تعزيز حلفها مع الولايات المتحدة والمحافظة على تفوقها العسكري والأمني.
- أثبتت الأزمة في أوكرانيا أهمية الشرق الوسط بالنسبة إلى واشنطن في المنافسة الاستراتيجية العالمية في مواجهة الصين وروسيا، إذ يُعتبر سوق الطاقة في الشرق الأوسط مصدراً إضافياً لتحدي الاحتكار الروسي في أوروبا. كما تعزز طرق الملاحة البحرية والموقع الجيو-استراتيجي للشرق الأوسط في رقعة الشطرنج العالمية استمرار التوظيف الأميركي في المنطقة على الرغم من حاجة واشنطن إلى التركيز على الصين وروسيا وإعطائهما الأولوية في الساحة الدولية. يزيد هذا الوضع من فرص إسرائيل لاستخدام التحديات الإقليمية كرافعة من خلال استخدام الدعم الأميركي الشامل (العسكري والسياسي) لتعزيز العلاقات الاستراتيجية مع العالم العربي.
- من شأن معركة عسكرية في أوكرانيا أن تؤدي إلى نشوب أزمة اقتصادية وارتفاع أسعار الطاقة في العالم بصورة ستنعكس مباشرة على استقرار الأنظمة في الشرق الأوسط. كما أن الدول التي ترزح تحت دين قومي كبير وتعتمد على تصدير الطاقة والقمح، يمكن أن تواجه أزمة حادة في مواجهة ارتفاع الأسعار وارتفاع نسبة الدين إلى الناتج المحلي وهو ما سينعكس على استقرارها. ويتعين على إسرائيل أن تأخذ في حسابها موجة أُخرى من الاضطرابات الإقليمية.
- على إسرائيل عدم الانجرار إلى الأزمة الأوكرانية كي لا ينعكس هذا على آلية التنسيق مع روسيا وعلى حرية العمل في المعركة بين الحروب في سورية، والمحافظة على عدم تصدع الحلف الاستراتيجي مع واشنطن.
- المحادثات النووية في فيينا وصلت إلى المرحلة النهائية من المفاوضات.. المطالب الإيرانية لم تتبدل: الرفع الكامل للعقوبات، والتزام أميركي بعدم خرق الاتفاق مجدداً. من جهتها ألغت واشنطن العقوبات المفروضة على شركات أوروبية وصينية وروسية الأمر الذي يسمح لها بالتعاون في الموضوع النووي المدني. وقد شكلت هذه الخطوة بادرة حسن نية جسدت جدية نيات واشنطن في الدفع قدماً بالمفاوضات على الرغم من انتقادات حلفائها في الشرق الأوسط...
- وقد وصلت المحادثات النووية إلى مرحلة حاسمة، ومن الواضح أن الولايات المتحدة مستعدة لتقديم تنازلات للتوصل إلى إبرام الاتفاق من جديد. ولا تبدو إيران من جهتها مستعجلة، ويمكن ملاحظة ذلك في تصريحات الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي (11 شباط/فبراير) بأن طهران لا تعلق آمالاً كبيرة على محادثات فيينا وهي تعمل على تطوير سياسة خارجية متوازنة حيال قوى أُخرى في العالم والمنطقة.
التداعيات
- على إسرائيل الاستعداد لسيناريو توقيع الدول الكبرى اتفاقاً نووياً مع إيران لا يخدم مصالحها الأمنية –القومية. ضمن هذا السياق يمكن أن يؤدي الاتفاق إلى إلغاء العقوبات أو جزء منها من دون أن يضع حداً لمشروع الصواريخ البعيدة المدى وقدرات النار المتقدمة (صواريخ باليستية ومسيرات انتحارية)، ومن دون أن يلحق ضرراً بالمعلومات والقدرات التي راكمتها إيران في المجال النووي، ومن دون تدفيع إيران ثمن نشاطاتها في المنطقة ضد إسرائيل وضد حلفاء الولايات المتحدة-وكل ذلك سيزيد التهديد الأمني الشامل لإيران على إسرائيل.
- في المقابل يجب على إسرائيل، بتأييد أميركي، تعزيز علاقاتها الاستراتيجية والأمنية مع المنظومة العربية السنية بهدف لجم التأثير الإيراني، وتطوير عمق استراتيجي وبلورة هندسة أمنية تتولى دوراً مركزياً فيها.
- كما يتعين على إسرائيل مواصلة العمل ضمن المعركة بين الحروب لضرب التمركز الإيراني في سورية، وكي تثبت للمنظومة الإقليمية إصرارها على لجم الخطوات الإيرانية التي تقوّض الاستقرار الإقليمي.
- يشكل التحالف الاستراتيجي مع الولايات المتحدة رصيداً مركزياً يجب المحافظة عليه وتطويره حتى لو وقعت واشنطن اتفاقاً نووياً جديداً. ويجب على إسرائيل استخدام الاتفاق لتعزيز تفوقها النوعي بواسطة بناء متسارع للقوة، والحصول على تأييد أميركي (سياسي وعسكري) لترسيخ تحالفات إسرائيل الإقليمية مع المعسكر العربي السني.
- القضية الفلسطينية أصبحت على هامش الخطاب إزاء الأحداث في الساحة الدولية، ومع ذلك تزداد قابلية الوضع في الضفة الغربية للانفجار مع تصاعد الانتقادات الشعبية...
- من جهة أُخرى تواصل "حماس" التوظيف لتعزيز مكانتها السياسية في الساحة الفلسطينية من خلال تطوير شبكة "إرهاب" في الضفة الغربية وتأجيج التحركات الشعبية ضد إسرائيل. وفي المقابل تستمر مساعي إعادة إعمار غزة بقيادة مصر وقطر وإسرائيل، ولا يزال الهدوء النسبي سائداً. وبينما تعمل إسرائيل لترسيخ تسوية طويلة الأمد مع "حماس" من خلال تقديم حوافز اقتصادية مهمة، لم يُطلب من "حماس" تقديم تنازلات أساسية وهي تواصل التوظيف في قوتها العسكرية وفي توجيه "الإرهاب" في الضفة الغربية وانتهاج سياسة صارمة في موضوع الأسرى والمفقودين، كما تتحضر للصراع على قيادة الساحة الفلسطينية في مرحلة ما بعد أبو مازن، وإزاء المعركة المقبلة مع إسرائيل.
التداعيات
- على إسرائيل الاستمرار في تعزيز السلطة الفلسطينية من خلال التوظيف في الاستقرار الاقتصادي ورفع مستوى الحياة الفلسطينية، إلى جانب الاستمرار في ضرب شبكات "الإرهاب". مع ذلك يتعين على إسرائيل أن تدرك أن تأثير هذا التكتيك موقت ولا يمكن الاستمرار في إدارة النزاع من دون بلورة استراتيجية بعيدة الأمد، واتخاذ قرارات حاسمة والعمل بصورة ناجعة من أجل بلورة الظروف التي تحافظ على وجهة نظر الفصل بين الشعبين وتشكل أساساً لخطة سياسية مستقبلية.
- من دون مبادرة واستراتيجيا شاملة فإن إسرائيل تسمح لـ"حماس" بأن تقوى في الساحة الفلسطينية على حساب السلطة الفلسطينية (التي لم تزدد قوة كما يعتقد كثيرون جراء الاستقرار الاقتصادي في المنظومة الفلسطينية)، كما ترسخ عمليات عميقة في المجتمع الفلسطيني في الأساس في الضفة الغربية تعزز نظرية الدولة الواحدة ويمكن أن تؤدي إلى أزمة لا مفر منها مع المجتمع الدولي في أعقاب تزايد الاتهامات تجاه إسرائيل وتجاه سياساتها التمييزية.