مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
مقتل فلسطينيين في مواجهات مع حرس الحدود في مخيم اللاجئين في جنين
المستشار الألماني أولاف شولتس يزور إسرائيل يوم الأربعاء المقبل
تقرير: [الحرب الأوكرانية أثبتت خطأ عقيدة جيش إسرائيلي صغير وذكي في حرب مستقبلية]
مقالات وتحليلات
الرابح الأكبر حتى الآن هو إيران
بوتين لم يسكت على استفزازات الولايات المتحدة
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"هآرتس"، 1/3/2022
مقتل فلسطينيين في مواجهات مع حرس الحدود في مخيم اللاجئين في جنين

تحدثت تقارير فلسطينية عن مقتل فلسطينيين اثنين هذه الليلة في أثناء عملية تبادل لإطلاق النار مع قوة من حرس الحدود في مخيم اللاجئين في جنين. أحد القتلى هو عبد الله الحصري (22 عاماً)، ينتمي إلى حركة الجهاد الإسلامي وكان معتقلاً في إسرائيل. أمّا القتيل الثاني فهو شادي نجم (16 عاماً) الذي توفي متأثراً بجراحه في المستشفى. وبحسب شهود عيان، لم يكن نجم مسلحاً وأصيب خلال توجهه إلى منزله. وبعد الحادثة، أُعلن الإضراب العام في جنين.

وذكرت تقارير فلسطينية أن القوة الإسرائيلية دخلت إلى مخيم اللاجئين لاعتقال عماد أبو الهيجا، نجل المسؤول الرفيع المستوى في الذراع العسكرية لـ"حماس" الأسير جمال أبو الهيجا. وبحسب شهود عيان، حاصرت قوة من حرس الحدود المنزل، حيث سلّم أبو الهيجا نفسه. وذكرت الشرطة أن القوة الإسرائيلية تعرضت لإطلاق النار خلال عملية الاعتقال، وقامت بالرد عليه.

وذكر فلسطينيون أنه بالإضافة إلى ذلك، حاصرت القوات مستشفى ابن سيناء في جنين، حيث حدث تبادُل لإطلاق النار بين القوات ومسلحين فلسطينيين. وذكرت الشرطة أنه لدى خروج قوة حرس الحدود من المخيم وقعت حوادث شغب، إذ قام نحو 150 شخصاً برمي الزجاجات المشتعلة والحجارة وقنابل محلية الصنع على القوات الإسرائيلية التي ردت بإطلاق النار واستخدمت أساليب تفريق التظاهرات.

"هآرتس"، 28/2/2022
المستشار الألماني أولاف شولتس يزور إسرائيل يوم الأربعاء المقبل

يصل المستشار الألماني أولاف شولتس يوم الأربعاء إلى إسرائيل في زيارة خاطفة هي الأولى له منذ تعيينه في منصبه في كانون الأول/ديسمبر الماضي. تأتي هذه الزيارة في ضوء التقدم الكبير في مفاوضات فيينا بين إيران والدول الكبرى قبيل توقيع الاتفاق النووي من جديد، وبعد شهر على توقيع وزارة الدفاع اتفاقاً مع شركة تيسنكروب الألمانية لصنع 3 غواصات متطورة لسلاح البحر الإسرائيلي، تبلغ قيمته 3 مليارات يورو، وبتمويل جزئي من الحكومة الألمانية.

وكانت المستشارة السابقة أنغيلا ميركل قامت بزيارة وداعية للقدس في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، بدعوة من رئيس الحكومة نفتالي بينت، وكان الهدف من الزيارة تحضير صفقة الغواصات بعد نهاية ولايتها.

في الأيام الأخيرة، كان من الصعب على إسرائيل معرفة ما إذا كانت هذه الزيارة ستحدث، في ضوء التطورات في أوروبا وتدخّل ألمانيا العميق في جهود المساعدة لأوكرانيا وفرض عقوبات على روسيا. ومن المفترض أن يزور شولتس الكنيست ويلتقي رئيس الحكومة بينت الذي سيرافقه في زيارته إلى متحف ياد فيشام [لضحايا المحرقة النازية]، ثم يعقد اجتماعاً مغلقاً معه، ومؤتمراً صحافياً مشتركاً بعده.

"يديعوت أحرونوت"، 28/2/2022
تقرير: [الحرب الأوكرانية أثبتت خطأ عقيدة جيش إسرائيلي صغير وذكي في حرب مستقبلية]

على الرغم من المعلومات الكثيرة المغلوط فيها والغموض بشأن نتائج المعارك الدائرة في أوكرانيا، فإن ما هو واضح في هذه المرحلة أن العقيدة السائدة في إسرائيل وفي دول عديدة في الناتو، والتي تقول إن الحروب القديمة صارت وراءنا، وفي الإمكان تقليص حجم الجيوش، هي عقيدة خاطئة.

في العقدين الأخيرين، قلص الجيش الإسرائيلي حجم سلاح البر، بموافقة المستوى السياسي، وخصوصاً الدبابات والمدرعات وألوية سلاح المشاة، في الأساس لدى الاحتياطيين، انطلاقاً من عقيدة مفادها أنه في الحرب المقبلة يمكن استخدام جيش صغير وذكي ينجح في مواجهة تهديدات بقوة مضاعفة. لا يمكن نشر أخبار بشأن التقليصات في الجيش، لكن كل مَن يقوم بخدمته في سلاح الاحتياطيين يعرف ذلك.

لقد أقرّ المجلس الوزاري المصغر خطط الجيش للحرب، مرة تلو الأخرى، بصورة تتلاءم مع قدرة الحرب في ساحة مهمة واحدة: لبنان. عملية "حارس الأسوار" شكلت نوعاً من جرس إنذار لاحتمال نشوب حرب متعددة الجبهات بقوة منخفضة من دون استخدام القوات البرية. الآن، تخيلوا نشوب حرب في لبنان تفرض استخدام عدد من الفرق النظامية والاحتياطيين، وجبهة أُخرى في غزة، وتصاعُد العمليات الإرهابية في الضفة الغربية، وجبهة صغيرة في سورية تابعة لحزب الله، وفي الختام، انتفاضة العرب في إسرائيل في المدن المختلطة، أو إغلاق طرقات ومنع عبور الشاحنات والدبابات والذخيرة إلى ساحات القتال. من أجل مواجهة هذا التحدي، نحن بحاجة إلى جيش مدرب ولديه خبرة، وفي الأساس جيش كبير. ليس سراً أن لدى الجيش الإسرائيلي 3 ألوية دبابات نظامية مزودة بأفضل المنظومات الهجومية والدفاعية في العالم. لكن قُلِّص حجمها، بالإضافة إلى تقليص ألوية من الاحتياطيين من الحجم العام للجيش النظامي.

نائب رئيس الأركان السابق اللواء إيل زامير وجّه تحذيراً استراتيجياً في هذا الشأن في حفل وداعه، فقال: "يمكن أن نواجه معركة كبيرة وطويلة ومتعددة الجبهات، مصحوبة بتحديات داخلية ومخططات تتعلق بالجبهة الداخلية وجبهة عميقة، ولذلك نحن بحاجة إلى القدرة على اتخاذ القرارات الحاسمة، وإلى طول النفس، واحتياطي قوي". وأضاف أن الجيش الإسرائيلي يصل اليوم إلى حجمه الأدنى في مواجهة تحديات أكثر تعقيداً من تلك التي شهدناها في الأعوام الأخيرة. وتابع: "يجب على دولة إسرائيل في هذه الظروف الاستثنائية المحافظة على هامش واسع من الأمن والقوة، بالإضافة إلى الحاجة الجوهرية إلى تحويل وتكييف قدرات الجيش الإسرائيلي وفق عصر الحروب المستقبلية. إسرائيل بحاجة إلى قدرات تكنولوجية متطورة، إلى جانب كتلة كبيرة من جيش نظامي، نوعاً وكمّاً."

القصة هي هذه الكتلة. وعندما يزداد عدد الجبهات المعقدة التي تقف إيران وراءها، من الواضح أن الجيش سيحتاج إلى القيام بمناورة على الأرض كي يقضي على قدرات إطلاق الصواريخ بصورة كثيفة، وأيضاً لمنع غزو قوات حزب الله للبلدات الواقعة على خط التماس. كما يؤثر حجم الجيش في زمن استمرار الحرب: سنكون بحاجة إلى قوات نظامية ومن الاحتياطيين ماهرة جداً، وقادرة على العمل في آن معاً، وبسبب حجمها، سيضطر الجيش إلى نقلها، مثلاً، من الجنوب إلى الشمال. مثل هذه العملية وحدها يمكن أن يستغرق أسبوعاً، وهذا وقت ثمين بالنسبة إلى الجبهة الإسرائيلية الداخلية التي ستتعرض لكميات غير مسبوقة من الصواريخ. والفجوة ليست فقط في الدبابات والمدرعات، بل أيضاً في المنظومة اللوجستية. وهناك أيضاً مسألة الاستخبارات - ووسائل جمع المعلومات والقدرة الهجومية التي يجب توزيعها على سائر الجبهات.

اتخذ رئيس الحكومة نفتالي بينت قراراً استراتيجياً بمدّ الجيش الإسرائيلي بالذخيرة والصواريخ الدقيقة والمنظومات الدفاعية. هذا مهم، لكنه ليس كافياً. الجيش الإسرائيلي، بحجمه الحالي، هو جيش صغير في مواجهة الحرب على عدة جبهات. العنوان واضح، والمسؤولية يتحملها المستوى السياسي وقادة الجيش. نحن دولة غنية، وإذا كنا نتمسك بالحياة والازدهار، فيجب أن نستعد لهذا السيناريو، فهو في النهاية سيناريو معقول.

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 1/3/2022
الرابح الأكبر حتى الآن هو إيران
ب. ميخائيل - محلل سياسي
  • في سنة 1991، عندما أعلنت أوكرانيا استقلالها، كان لديها ثالث أكبر مخزون من السلاح النووي في العالم. 1960 رأساً نووياً، و176 صاروخاً عابراً للقارات. كل هذه الترسانة بقيت في أوكرانيا بعد انهيار الكتلة السوفياتية.
  • في سنة 1993، نشر البروفيسور جون ميرشهايمر من جامعة شيكاغو مقالاً حذّر فيه من أنه إذا نزعت أوكرانيا سلاحها النووي، فمن المتوقع أن تتعرض لهجوم روسي، عاجلاً أم آجلاً، قلائل أعاروه انتباههم.
  • في سنة 1994، قررت أوكرانيا التخلص من كل هذا السلاح النووي وانضمت إلى معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية. في المقابل، وقّعت روسيا والولايات المتحدة وبريطانيا "مذكرة بودابست"، التي تعهدت فيها الدول الكبرى الثلاث "احترام استقلال أوكرانيا وحدودها، والامتناع من التهديدات، ومن استخدام قوة عسكرية أو اقتصادية تمسّ بسيادتها وسلامة أراضيها أو استقلالها السياسي".
  • في شباط/فبراير 2014، غزا بوتين شبه جزيرة القرم. وفي شباط/فبراير 2022، غزا أوكرانيا كلها.
  • يمكن الافتراض أنه في صباح غزو أوكرانيا تنكّر بوتين لـ"مذكرة بودابست"، ويمكن الافتراض أيضاً أن هذا ما فعله رئيس الولايات المتحدة وحكومة بريطانيا.
  • لماذا لم يسارعوا فوراً إلى الدخول في حرب؟ لأنه يجب عدم الإسراع في الدخول في حرب ضد مهووس بالأنا، لديه هوس إمبراطوري وعينا سمكة ميتة، ويلوّح بترسانته النووية باستمرار.
  • بناءً على ذلك، الحرب ستستمر. وليس من الواضح إلى أين ستصل، لكن من الواضح تماماً أن مَن نجح في الاستفادة منها: الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
  • كيف؟ لأن بوتين وبايدن وكل الذين يتدخلون في أمور غيرهم خلقوا سيناريو لم يكن الإيرانيون يحلمون به: طاغية نووي يسيء إلى دولة نزعت سلاحها النووي، بعد أن صدّقت، ببراءة، التعهدات الاحتفالية التي باعتها إياها ثلاث دول نووية كبرى. الآن في فيينا، تجلس هذه الدول الكاذبة وتطلب من إيران التخلي عن جهودها في تحويل نفسها إلى دولة نووية كبرى.
  • الوفد الإيراني سيبتسم ويقول: "تريدون منا أن نصبح أوكرانيا. نتخلى عن جهدنا للانضمام إلى ناديكم في مقابل وعود بأن تتصرفوا معنا بصورة حسنة، صحيح؟ أضحكتمونا. لقد تعلمنا هذا الأسبوع مَن تكونون، وأن تعهداتكم لا تساوي شيئاً، وما الذي يحدث لدولة لا تملك قنبلة".
  • الإيرانيون على حق. الدليل على ذلك المصير القاتم الذي واجهته دول غير نووية، مثل سورية والعراق وفيتنام والكويت (وهناك المزيد). في المقابل، روسيا والولايات المتحدة والهند وكوريا الشمالية وباكستان، الدول النووية حتى رأسها، لم تسقط شعرة من رؤوسهم على الرغم من شناعتهم. في عالم خبيث وواهن، يبدو أن أفضل دفاع ضد الأشرار القتلة هو وجود بعض القنابل في الخزانة. لا شك في أن إيران استوعبت هذا الدرس جيداً. ولا شك في أنها ستستخدمه بصورة ناجعة.
  • ذات مرة، قبل أعوام، حلم العالم بـ"توازن رعب" نووي يحفظ السلام في العالم. اتضح الآن أنه هراء ساذج (أو خبيث). ربما حان الوقت للتفكير في رؤيا جديدة. مثلاً حصول الجميع على سلاح نووي. من لوكسمبورغ، وصولاً إلى كندا، ومن سان مارينو حتى الكونغو، ومن فلسطين حتى البرازيل. الكل يملك قنبلة، وليعلم الجميع بأن عليهم ألّا يتعاملوا باستخفاف معهم.

           

"يديعوت أحرونوت"، 1/3/2022
بوتين لم يسكت على استفزازات الولايات المتحدة
غيورا أيلند - رئيس سابق لمجلس الأمن القومي
  • تعرفت إلى روسيا فلاديمير بوتين في سنة 2004، عندما كنت رئيساً لمجلس الأمن القومي وزرت موسكو في أوقات متقاربة. كان مضيفي هناك إيغور إيفانوف، الذي كان رئيساً لمجلس الأمن القومي الروسي، وقبلها وزيراً للخارجية. منذ البداية، شدد على أن الولايات المتحدة لا تفهم روسيا. وتساءلت كيف يمكن ذلك وكونداليزا رايس، التي كانت رئيسة مجلس الأمن القومي آنذاك، نالت شهادة الدكتوراه عن الاتحاد السوفياتي. فقال لي إيفانوف: هذه هي المشكلة بالضبط، هي ربما تعرف الاتحاد السوفياتي، وليس روسيا. روسيا لا تؤمن بالأيديولوجيا الشيوعية، بل بالمصالح فقط.
  • حينها، ادّعى إيفانوف ووزير الخارجية سيرغي لافروف أن لروسيا ثلاثة طلبات من الولايات المتحدة. الأول، ألّا تتدخل الولايات المتحدة في الشؤون الداخلية لروسيا، وألاّ تحكم على مستوانا الأخلاقي، مثلما لا نحكم نحن على العلاقات بين السود والبيض في أميركا. الأمر الثاني، ألّا تحاول الولايات المتحدة جرّ دول الاتحاد السوفياتي سابقاً إلى حلف الناتو، المنظمة المعادية للروس علناً. الأمر الثالث، أن تتعامل الولايات المتحدة معنا باحترام، وألّا تضعنا أمام وقائع وخطوات أحادية الجانب.
  • عموماً، اعتقد بوتين آنذاك، كما يعتقد الآن، بأن الولايات المتحدة لم تحترم فقط هذه المصالح الروسية الثلاث، بل عملت الإدارات الأميركية خلال السنوات العشرين الأخيرة على المسّ بهذه المصالح عمداً. وهناك عشرات الأمثلة، نشير إلى اثنين منها.
  • في سنة 2005، زار ديك تشيني، الذي كان نائباً للرئيس الأميركي جورج بوش آنذاك، عاصمة لاتفيا. وهاجم في خطابه بوتين شخصياً لعدم وجود ديمقراطية في روسيا. في سنة 2008، حاولت جورجيا ضم محافظتين مستقلتين، أغلبية سكانهما ليست من الجورجيين. فسارع جو بايدن، الذي كان نائباً للرئيس الأميركي آنذاك، إلى زيارة تبليسي، ووقف إلى جانب الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي، أكثر شخص يكرهه بوتين في العالم، ووعد بتقديم مساعدة سياسية وحتى عسكرية. وتساءل بوتين لماذا جورجيا مهمة إلى هذا الحد بالنسبة إلى الأميركيين.
  • بالعودة إلى سنة 2004، سألت الروس: "ماذا يمكن أن تفعلوا إذا لم تحترم الولايات المتحدة طلباتكم الثلاثة؟" الجواب حصلت عليه في أيلول/سبتمبر من ذلك العام. إذ طلب مني إيفانوف القدوم بسرعة إلى موسكو للبحث في موضوع إيران. فذهبت إلى موسكو على رأس وفد إسرائيلي والتقيت إيفانوف ووزير الدفاع ورئيس اللجنة الروسية للطاقة النووية، الذين قالوا لي إن روسيا تريد أن تقترح صفقة على إيران: إقامة منشأة لتخصيب اليورانيوم بمشاركة اقتصادية روسية - إيرانية، لكن يجب أن تكون المنشأة في روسيا، وأن تبقى السيطرة التكنولوجية للروس فقط. علاوة على ذلك، تقوم المنشأة بتخصيب اليورانيوم على درجة 4% فقط، وتنتج الوقود المطلوب لإنتاج الكهرباء، لكن بعد الاستخدام، لا يمكن زيادة التخصيب لإنتاج قنبلة. قلت لهم عظيم، لكن ماذا تريدون منا في المقابل؟ الجواب الروسي كان بسيطاً. كل ما نريده دعم الولايات المتحدة ودول الغرب للـ"اقتراح الروسي"، رسمياً وعلنياً. لقد كان من المهم جداً لبوتين أن يكون في القيادة، وأن يحصل على اعتراف غربي. وغني عن القول إن الولايات المتحدة رفضت الاقتراح الروسي بازدراء.
  • صحيح أن بوتين ديكتاتور، ومن دون شك هو "الشخص الشرير" فيما يتعلق بالأزمة الأوكرانية، وماذا عن الولايات المتحدة وهي التي كانت ثمِلة بقوتها منذ سنة 1991، واستمتعت بإذلال روسيا، عبر سلسلة من الخطوات الأحادية الجانب، من نصب صواريخ متقدمة في بولندة، إلى دعم عدائية جورجيا، ووصولاً إلى جذب المزيد من دول الاتحاد السوفياتي، سابقاً، إلى الناتو؟
  • لقد ضيعت الولايات المتحدة فرصة جذب روسيا إلى جانبها فيما يتعلق بالموضوع النووي الإيراني، وما ربحته من سياستها الاستفزازية في أوروبا الشرقية ليس واضحاً. لكن من الواضح أن إسرائيل هي التي خسرت.