مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
يائير لبيد سيقوم بزيارة خاطفة لفرنسا حيث سيقدم معلومات جديدة عن عمليات حزب الله
الولايات المتحدة: لا يمكن أن نحدد بدقة من أطلق النار على شيرين أبو عاقلة، لكن الأمر لم يكن مقصوداً
روسيا تدين الهجوم الإسرائيلي بالقرب من المرفأ الذي تستخدمه في سورية وتطالب بوقف الهجمات فوراً
مقالات وتحليلات
الولايات المتحدة أرادت أن تضع قضية شيرين أبو عاقلة وراءها، لكن القضية ستبقى من دون حل
مراسل "إسرائيل اليوم" زار الرياض وعاش التغيير في نظرة السعودية لإسرائيل
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"معاريف"، 5/7/2022
يائير لبيد سيقوم بزيارة خاطفة لفرنسا حيث سيقدم معلومات جديدة عن عمليات حزب الله

يقوم رئيس الحكومة يائير لبيد اليوم بزيارة خاطفة لباريس في أول زيارة رسمية له إلى الخارج كرئيس للحكومة، حيث من المتوقع أن يلتقي الرئيس أمانويل ماكرون.

وسيبحث لبيد خلال اجتماعه مع الرئيس الفرنسي ماكرون عدداً من الموضوعات الاقتصادية والأمنية، مثل المسألة الإيرانية والمعارضة الإسرائيلية للعودة إلى الاتفاق النووي ورفع العقوبات عن إيران.  بالإضافة إلى ذلك من المتوقع أن يعرض رئيس الحكومة معلومات جديدة عن عمليات حزب الله في لبنان. وأشار مصدر حكومي رفيع المستوى إلى أن لبيد سينقل رسالة إلى لبنان من خلال ماكرون مفادها أن إسرائيل معنية بإنهاء المفاوضات البحرية، لكنها لن تجري أي مفاوضات تحت تهديدات حزب الله.

وذكرت "هآرتس" (5/7/2022) أن لبيد سيبحث مع ماكرون الحرب في أوكرانيا وأزمة الطاقة في أوروبا جرّاء اعتمادها على مصادر الطاقة الروسية. كما يبدو أن الفرنسيين مهتمون بالحادثة التي وقعت يوم السبت حين اعترض الجيش الإسرائيلي ثلاث مسيّرات أطلقها حزب الله في اتجاه منصة حقل كاريش للغاز وما أثاره ذلك من توتر بين لبنان وإسرائيل، سواء بسبب الاهتمام الفرنسي بالغاز الذي سيُستخرج من حقل كاريش والذي من المفترض أن يُرسل إلى مصر ومن هناك يُباع للأوروبيين، أو من الناحية الأمنية على خلفية المفاوضات بين إسرائيل ولبنان بشأن ترسيم حدود المياه الاقتصادية بين الدولتين.

وأضافت الصحيفة أن زيارة لبيد إلى فرنسا ترتدي أهمية سياسية كبيرة لأن لبيد قرر أن يركز في الأسابيع الأولى من توليه منصبه على جدول أعمال سياسي وطني اعتقاداً منه أنه سيكون لذلك تأثير كبير في صورته كرئيس للحكومة.

 

"يديعوت أحرونوت"، 5/7/2022
الولايات المتحدة: لا يمكن أن نحدد بدقة من أطلق النار على شيرين أبو عاقلة، لكن الأمر لم يكن مقصوداً

أعلنت الولايات المتحدة عدم التوصل إلى نتائج قاطعة بعد التحقيق الجنائي الأخير الذي أجرته إسرائيل بوجود مراقبين أميركيين.  لكنها تفترض أن الرصاصة التي قتلت الصحافية الفلسطينية انطلقت من الاتجاه الذي كانت فيه القوات الإسرائيلية. وقال مايكل فنزيل المنسق الأمني الأميركي بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية إنه بعد الفحص الجنائي والمهني والموضوعي لم يكن من الممكن التوصل إلى نتائج قاطعة بشأن مصدر الرصاصة التي قتلت مراسلة تلفزيون الجزيرة شيرين أبو عاقلة في جنين قبل شهرين.

كما أظهر الفحص الذي أجراه خبراء أنه بعد التحليل الجنائي المعمق يمكن القول إن إطلاق النار في اتجاه الصحافية لم يكن متعمداً، ومع ذلك يبدو أن الرصاصة التي أصابت أبو عاقلة أُطلقت من سلاح إسرائيلي. وأشار الجنرال الأميركي إلى أن إطلاق النار على الصحافية لم يكن مقصوداً.

وبالإضافة إلى التحليل الجنائي، اطلع الجنرال الأميركي على كامل التحقيق الذي أجراه الجيش الإسرائيلي والتحقيق الذي قامت به السلطة الفلسطينية، وتوصل المنسق الأمني الأميركي إلى خلاصة مفادها أن إطلاق النار من المواقع الإسرائيلية هو الذي أدى إلى مقتل الصحافية. لكنه لم يجد سبباً يدل على أن الأمر كان مقصوداً، بل هو في رأيه حدث نتيجة ظروف مأساوية لعملية عسكرية كان يقوم بها الجيش الإسرائيلي ضد فصائل تابعه للجهاد الإسلامي.

وعلّق رئيس الحكومة على ذلك بالقول: "يوضح تحقيق الجيش الإسرائيلي أنه لا يمكن تحديد المسؤول عن الموت المؤسف للصحافية شيرين أبو عاقلة، لكن يمكن الجزم أنه لم يكن هناك نية المس بها، وإسرائيل تعبّر عن أسفها لموتها". وأضاف: "في السنوات الأخيرة قُتل مئات الصحافيين في مناطق القتال في شتى أنحاء العالم. ومن الطبيعي أن تكون إسرائيل معنية بالدفاع عن الصحافيين في أي مكان وفي أي ظروف. وكرئيس للحكومة أقدم دعمي الكامل والقاطع لمقاتلي الجيش الإسرائيلي الذين يخاطرون بحياتهم للدفاع عن المواطنين الإسرائيليين في مواجهة الإرهاب، ويعملون ليلاً ونهاراً دفاعاً عن أمن إسرائيل".

 من جهة أُخرى قال وزير الدفاع بني غانتس رداً على نشر نتائج التحقيق: "أريد أن أعبّر مرة أُخرى عن أسفي لموت شيرين أبو عاقلة. وتعتبر المؤسسة الأمنية أن التحقيق من أجل الحقيقة له قيمة عليا. في القضية التي أمامنا وعلى الرغم من التحقيق الجنائي للرصاصة والسلاح المتعلق بها لم يكن من الممكن ربط الرصاصة بسلاح محدد. لذلك مع الأسف لا يمكن أن نحدد من أطلق النار - والتحقيق في الموضوع سيستمر".

وأضاف: "من المهم أن نتذكر أنه خلال الحادث المذكور أُطلقت مئات الرصاصات في اتجاه الجنود الإسرائيليين الذين ردوا على مصدر إطلاق النار فقط. من يتحمل المسؤولية عن الحادث هم في المقام الأول الإرهابيون الذين يتحركون وسط السكان المدنيين. من واجب الجنود الإسرائيليين وقادتهم الدفاع عن المواطنين الإسرائيليين ولديهم الدعم الكامل على المستوى السياسي للقيام بمهمتهم. لكننا مع ذلك نحافظ على طهارة السلاح ونقوم بكل ما يقوم به أي جيش لمنع المس بالأبرياء وللمحافظة على حرية الصحافة".

وقال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي في أول رد له على نتائج التحقيق: "التحقيق لا يحدد بصورة قاطعة إن كانت أبو عاقلة قتلت بنيران مسلحين فلسطينيين أطلقوا النار بصورة عشوائية، أو أنها أُصيبت من طريق الخطأ على يد جندي من الجيش الإسرائيلي. ونشدد على أن التحقيق حدد بصورة قاطعة أن الجيش الإسرائيلي لم يطلق النار عن قصد في اتجاه أبو عاقلة". وأضاف الناطق: "منذ الحادثة المؤسفة يحقق الجيش ويعمل على توضيح ظروف مقتل أبو عاقلة. ولهذه الغاية عيّن رئيس الأركان طاقماً خاصاً من الخبراء في موضوعات مختلفة يجري في إطاره إعادة تمثيل ما جرى على الأرض ومحاكاة الظروف التي كانت موجودة حين وقوع الحادثة". وتابع: "كما أوعز رئيس الأركان بالاستمرار في العمل والتوضيح والتحقيق بالحادثة واستخدام كل الوسائل المتاحة من خلال الالتزام بالشفافية وكشف الحقيقة".

وعلّق مركز بتسيلم: "وفقاً لكل النتائج والتحقيقات التي نُشرت حتى الآن يتبين أن إسرائيل هي المسؤولة عن مقتل الصحافية شيرين أبو عاقلة. ليس واضحاً إلى ماذا تستند الخارجية الأميركية في اعتبارها عملية القتل 'مأساة' وليس جريمة يجب أن يحاكم المسؤول عنها." وأضاف: "في كل ما له علاقة بإسرائيل، من الواضح أن سياستها المتعلقة بالتحقيق في مقتل فلسطينيين لم تكن سوى عرض منظم هدفه السماح باستمرار القتل من دون عوائق، ولا يغير شيئاً إذا كان المقصود مواطنة أميركية كما هي الحال اليوم. إن احتمال إحالة المسؤولين عن مقتل أبو عاقلة إلى المحاكمة هو صفر، والحصانة الدولية التي تحظى بها إسرائيل ستبقى على حالها".

وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية الأميركية: "تقدر الولايات المتحدة وتواصل تشجيع التعاون بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية في هذه الحادثة المهمة. وسنواصل مشاركتنا مع إسرائيل والسلطة الفلسطينية إزاء الخطوات المقبلة ونضغط من أجل المساءلة. كما نقدّم تعازينا إلى عائلة أبو عاقلة".  

"يديعوت أحرونوت"، 5/7/2022
روسيا تدين الهجوم الإسرائيلي بالقرب من المرفأ الذي تستخدمه في سورية وتطالب بوقف الهجمات فوراً

دانت وزارة الخارجية الروسية في الأمس الهجوم المنسوب إلى إسرائيل والذي وقع يوم السبت الماضي بالقرب من مدينة طرطوس في سورية، وهو الهجوم الإسرائيلي الأول الذي على ما يبدو وافق عليه رئيس الحكومة الجديد يائير لبيد. ومما جاء في البيان: "ندين بشدة هذه العمليات غير المسؤولة التي تنتهك السيادة السورية والمعايير الأساسية للقانون الدولي، ونطالب بوقفها من دون شروط".

وتُعتبر طرطوس، التي وقع الهجوم بالقرب منها، المدينة الساحلية الثانية من حيث الحجم في سورية بعد اللاذقية، وهي عاصمة محافظة طرطوس. وتقع على مسافة 25 كيلومتراً من الحدود اللبنانية، ويوجد في مرفئها قاعدة للأسطول الروسي. ويشكل موقع المنشأة البحرية في طرطوس عنصراً مركزياً في دعم روسيا لاستقرار نظام الأسد، وهي القاعدة البحرية الوحيدة لموسكو في منطقة البحر المتوسط.

للتنديد الروسي أهمية كبيرة، إذ إن روسيا تتخوف من محاولة إسرائيل وضع "قواعد لعبة "جديدة في سورية تعتاد من خلالها على القيام بهجمات متكررة بالقرب من المرفأ البحري المهم. ومن المحتمل بالإضافة إلى التنديد أن تستدعي موسكو السفير الإسرائيلي من أجل الاستيضاح أو التوبيخ.

ووفقاً للجيش الروسي وقع الهجوم قرابة الساعة 6:30 صباحاً، وأصابت الصواريخ مزارع للدواجن جنوبي طرطوس، كما أُصيبت امرأة. في المقابل ذكر مركز حقوق الإنسان السوري القريب من المعارضة السورية أن الهجوم استهدف موقعاً لمخازن سلاح تابعة لحزب الله كان من المفترض أن تنقل إلى لبنان.

 

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 4/7/2022
الولايات المتحدة أرادت أن تضع قضية شيرين أبو عاقلة وراءها، لكن القضية ستبقى من دون حل
عاموس هرئيل - مراسل عسكري
  • لم يؤد التحليل الجنائي للرصاصة التي قتلت الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة في جنين إلى حل نهائي للقضية. فبعد انتهاء التحقيق الذي قام به خبراء جنائيون إسرائيليون تحت رقابة أميركية لم يتم التوصل إلى خلاصة واضحة بشأن من أطلق الرصاصة القاتلة.
  • وقد شدّد الإعلان الصادر عن الدولتين على عدة أمور. الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي قال إنه لا يمكن التحديد بدقة من أي بندقية انطلقت الرصاصة، بسبب وضع الرصاصة ونوعية العلامات التي عليها. وبينما أعرب الجيش الإسرائيلي عن أسفه لموت الصحافية، حمّل وزير الدفاع المسؤولية الأساسية عن الحادثة لـ"الإرهابيين الذين يطلقون النار من بين السكان المدنيين".
  • من ناحيتها، أقرّت وزارة الخارجية الأميركية بعدم التوصل إلى نتيجة حاسمة لكنها أضافت ملاحظتين: الأولى: تقدير المنسق الأمني الأميركي في المنطقة باحتمال كبير في أن تكون المراسلة قُتلت بنيران أُطلقت من المواقع الإسرائيلية. ثانياً: لا يوجد سبب للافتراض بأن إطلاق النار من الجانب الإسرائيلي كان متعمداً. ويقول الأميركيون إن الأمر كان "نتيجة ظروف مأساوية خلال عملية عسكرية للجيش الإسرائيلي ضد فصائل من الجهاد الإسلامي".
  • إذا افترضنا أن الفلسطينيين كانوا ينتظرون إثباتاً قاطعاً بمسؤولية إسرائيل، فإنهم لم يحصلوا عليه نتيجة التحليل الجنائي - وسيكون من الصعب عليهم رفض النتائج رفضاً قاطعاً بسبب التدخل الأميركي القوي في العملية. ستبقى القضية من دون حل، وأبو عاقلة التي تحمل الجنسية الأميركية أيضاً ستضاف إلى اللائحة الطويلة من الضحايا المدنيين الفلسطينيين الذين سيُعتبرون رمزاً للنضال.
  • في الجانب الإسرائيلي من المستبعد جداً أن تفتح الشرطة العسكرية الآن تحقيقاً جنائياً بالحادثة. هذا كان موقف النيابة العامة العسكرية منذ بداية التحقيق بحجة عدم وجود شبهة جنائية. ومن الصعب حدوث تغيير في هذا الموقف أيضاً مع الأخذ في الاعتبار ردة فعل الرأي العام إزاء هذه المسألة. إن آخر ما يحتاج إليه رئيس الحكومة الجديد يائير لبيد ورئيس الأركان الآن هو تحقيق جنائي ضد جنود وحدة الدوفدفان بشبهة قتل صحافية.
  • لقد سعت إدارة بايدن لإنهاء العمل على القضية قبل زيارة الرئيس للمنطقة في الأسبوع المقبل. الضغط الأميركي الكبير هو الذي أجبر الفلسطينيين على تسليم الرصاصة والقبول بفحصها من جانب خبراء إسرائيليين. إن مجرد إجراء تحقيق مشترك سيسمح للولايات المتحدة بالقول إن المسألة باتت وراءها، لكن من المحتمل أن يطرحها الفلسطينيون مجدداً.
  • لقد قامت إسرائيل في النهاية بما هو مطلوب منها – فحص الرصاصة بعد التحقيق العملي. النهج المتزمت الذي انتهجته منذ بداية الحادثة كان غير ضروري. حتى بعد الخلاصة غير القاطعة التي توصل إليها الفحص، فإن الأميركيين يقولون ما هو متوقع منهم منذ اليوم الأول: صحيح حدث تبادل لإطلاق النار، لكن هناك احتمال كبير في أن الرصاصة جاءت من الاتجاه الإسرائيلي - لا الفلسطيني. حتى في هذه الحالة لم يكن مضراً لإسرائيل الاعتراف بالظلم والتعبير المسبق عن الأسف، بدلاً من الإنكار ومحاولات رمي الكرة على الطرف الآخر.

 

"يسرائيل هَيوم"، 3/7/2022
مراسل "إسرائيل اليوم" زار الرياض وعاش التغيير في نظرة السعودية لإسرائيل
يوآف ليمور - مراسل
  • مساء أول أمس، خلال وجودي في مطعم بالرياض، سألني شاب سعودي كان يجلس إلى جانبنا من أين أنا. أجبته "إسرائيل". ضحك، واستمر بما كان يقوم به. وعندما خرج، نظر إليّ وسألني: صدقاً من إسرائيل؟ أجبت بنعم. فقال "واو، أهلاً وسهلاً. نحن نستقبل الجميع هنا بحفاوة، من جميع الديانات".
  • السعودية تبدو مفاجئة جداً. ودودة، وسموحة الوجه، حتى كلمة "إسرائيل" لا تثير دهشة أحد هنا. حاولت أن أتفحّص الموضوع مع سائقي سيارات الأجرة، والباعة في الحوانيت والأسواق. جزء منهم ابتسموا وهزوا رؤوسهم غير مصدقين أو بخوف، وآخرون فتحوا محادثة مثيرة للاهتمام. أشك في أن يكون أحدهم قد التقى إسرائيلياً من قبل، أو سمع اللغة العبرية، لكن المهم أن أحداً لم يشعرنا هنا بأنه غير مرغوب بنا في المملكة المسؤولة عن الأماكن المقدسة الإسلامية.
  • زيارة الرئيس بايدن الأسبوع المقبل - لإسرائيل والسعودية - لن تؤدي إلى علاقات علنية رسمية بين الدولتين. سيصل بايدن إلى السعودية بعد زيارته لإسرائيل. في جدّة، سيلتقي بجميع زعماء الخليج وبعض الزعماء العرب البارزين، لكن الأهم من هذا كله - أنه سيلتقي ولي العهد السعودي الشاب محمد بن سلمان، وبذلك يكون قد أزال المقاطعة المفروضة عليه في أعقاب فضيحة اغتيال الصحافي جمال خاشقجي. بايدن في الأساس معني بزيادة إنتاج النفط بهدف تخفيض الأسعار، لكنه سيعمل على الدفع قدماً بخطوات تطبيعية مع إسرائيل. وكجزء من هذه الجهود، سيحاول بايدن ضم شخصية إسرائيلية إلى رحلته للسعودية، على الرغم من أن الموضوع لم يتفق عليه نهائياً بعد.
  • يقول المطلعون على الموضوع إن العلاقات بين السعودية وإسرائيل ستزداد حرارة ببطء، خطوة، خطوة، على مدى طويل. لكن من يزور الرياض يلمس حجم التغيّر العميق الذي تمر به المملكة. من نظام محافظ جداً، كان يميز أبناء مؤسس المملكة السعودية عبد العزيز بن سعود، الذين تعاقبوا على الحكم فيما بينهم في العقود الأخيرة (الشاب بينهم، سلمان، هو الملك الحالي)، إلى انفتاح بطيء ومحسوب على الغرب يقوده ابنه محمد.
  • تنتشر صور الملك وابنه في كل مكان في الرياض. ويبدو أن المملكة تمر بحالة تحضير لانتقال السلطة، التي تحمل أيضاً البشارة لإسرائيل: من علاقات حذرة، بعيدة عن الأضواء مع النظام القديم، إلى علاقات تعاون في جميع المجالات. بايدن من جانبه سيعمل خلال الزيارة على خطة دفاعية إقليمية ضد الصواريخ والقذائف، إلاّ إن الشركات الإسرائيلية - تكنولوجية وغيرها - بدأت فعلاً بالعمل هنا، وفي عدة مجالات.

الشعب يعيش حياة عادية

  • في الأعوام الأخيرة زار السعودية كثير من الإسرائيليين، أغلبيتهم رجال أمن، بقيادة الموساد، لكن الأمر كان سرياً، وبطائرات خاصة في معظم الأحيان. إلاّ إن السعودية في الآونة الأخيرة فتحت أبوابها بالتدريج للإسرائيليين من حملة جواز السفر الأجنبي، وخصوصاً رجال الأعمال. وأشك في أن نرى تدفقاً للسياح لكن هنا أيضاً - ما يحدد الأمر هو مسار العلاقات. قريباً ستستطيع شركات الطيران الإسرائيلية السفر شرقاً عن طريق المملكة، ومن الممكن أن يُسمح قريباً بطيران مباشر للحج.
  • الدين يبدو واضحاً في الرياض في كل مكان - باللباس أساساً: النساء كلهن يرتدين العباءة السوداء، بالإضافة إلى النقاب الذي لا يظهر منه في معظم الأحيان إلاّ العيون، بينما يرتدي الرجال جلابية بيضاء مع كوفية. أمّا الكحول فلا داعي للحديث عنها: ممنوع تقديمها حتى في الفنادق، وليس في شركة الطيران "السعودية" فقط. المساجد ملأى بالمصلين، والأذان يُسمع في أوقات الصلاة. وقبل لحظات من الإقلاع وبعد الإجراءات الأمنية - يبث دعاء السفر بصيغته الإسلامية.
  • السعودية دولة سياحية بدرجة أقل من شقيقاتها في الخليج، وخصوصاً الإمارات والبحرين، إذ لا نشاهد فيها كثير من الغرباء، باستثناء هؤلاء الذين يعملون بأجور منخفضة - بالأساس من الشرق الأقصى - ويمكن رؤيتهم في كل مكان: عمّال نظافة في الفنادق، يساعدون في المحلات أو عمّال بناء. وفي الرياض، تجد جميع الماركات الغربية، ومن ضمنها الثمينة جداّ، لكنها لا تلفت الأنظار: جميع السيارات عادية تقريباً، والناس تتصرّف ببساطة. وهذا ينبع في الأساس من حقيقة أن توزيع الثروة هنا ليس متساوياً. فعلى عكس الإمارات وقطر، هنا قلّة فقط تستمتع بالرفاه، بينما تعيش الأغلبية حياة عادية. وهذا سيكون التحدي الأساسي أمام ولي العهد محمد بن سلمان: منح الشعب كله، الشعور بالانتماء.

السعودية هدف سياحي؟ أشك

  • في الأيام الأخيرة كان الطقس حاراً في السعودية، درجات الحرارة تفوق 40 درجة، ولهذا تعيش أغلبية السكان في ظل مكيّفات الهواء. ولكن هناك حياة أيضاً في الخارج: الأسواق مكتظة، وخصوصاً في ساعات المساء عندما يصبح الجو أكثر برودة، حيث تجد جميع المنتوجات السعودية - من العباءات والصنادل مروراً بالعطور، والتوابل والذهب، وصولاً إلى السيوف من جميع الأنواع - والأسعار منخفضة نسبياً. وبصوة عامة يتفاجأ المرء من انخفاض الأسعار: الخضروات والفواكه بنصف السعر الموجود في البلاد (يشمل السوبر ماركت)، الملابس بربع السعر (لا يشمل الماركات)، والوقود بـ2 شيكل لليتر (ارتفاع الأسعار والأزمة العالمية لم يصلا إلى هنا).
  • يبدو أن أعداداً أكبر من الإسرائيليين ستصل إلى هنا في المستقبل. بعضهم بهدف الأعمال، وآخرون بدافع حب استطلاع. الجميع سيجد هنا دولة أقل تهديداً مما تبدو من بعيد. والعكس هو الصحيح: السعودية مريحة جداً وتترك شعوراً بالراحة. لكن أشك في أن تتحوّل إلى هدف سياحي إسرائيلي، لكن ما يجري هنا في الأيام الأخيرة بين المملكة وإسرائيل هو حدث تاريخي مؤثر. إن تسلّحت إسرائيل بالصبر، الذي لا يميزها بصورة عامة، وفهمت أن العملية ستحتاج إلى وقت، فإن الاحتمالات الكامنة بين الدولتين واعدة جداً.