مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
كوخافي يشيد بأداء الجيش الإسرائيلي خلال العملية العسكرية في جنين ويمنح ضوءاً أخضر لتنفيذ عمليات اغتيال في الضفة بواسطة استخدام طائرات مسيّرة
شاكيد تطالب وزير الأمن الداخلي بطرد أبناء عائلة منفّذ عملية دهس أدت إلى مقتل 4 جنود سنة 2017
السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة تدين العمليات الفلسطينية والإجراءات الإسرائيلية الأحادية الجانب
أخبار انتخابية: استطلاع قناة التلفزة 12 يُظهر فشل كلٍّ من معسكر نتنياهو ومعسكر الائتلاف الحالي في الحصول على أغلبية تمكّنه من تأليف حكومة
مقالات وتحليلات
اعتراف متأخر
مبادرة السلام العربية إشكالية، لكنها تنطوي على إمكانات
تجاهل إسرائيل لمواقف اليمين الأوروبي المعادية للسامية مقابل سكوته على الاحتلال الإسرائيلي
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
موقع N12، 29/9/2022
كوخافي يشيد بأداء الجيش الإسرائيلي خلال العملية العسكرية في جنين ويمنح ضوءاً أخضر لتنفيذ عمليات اغتيال في الضفة بواسطة استخدام طائرات مسيّرة

ذكرت قناة التلفزة الإسرائيلية 12 مساء أمس (الأربعاء) أن رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي أعطى الضوء الأخضر لتنفيذ عمليات اغتيال ضد قيادات في حركة الجهاد الإسلامي وكتائب شهداء الأقصى [تابعة لحركة "فتح"] وحركة "حماس" في الضفة الغربية، بواسطة ضربات ينفّذها سلاح الجو الإسرائيلي، من خلال استخدام طائرات مسيّرة هجومية، كما هدّد بتكثيف حملات المداهمة الليلية في شمال الضفة، ولا سيما في منطقتيْ جنين ونابلس، من أجل إلقاء القبض على مطلوبين فلسطينيين.

وأضافت قناة التلفزة أن كوخافي سمح باتخاذ مثل هذا الإجراء، الذي لم يتم اللجوء إليه منذ أعوام طويلة، فقط إذا لم يكن هناك طريقة أُخرى للتعامل مع الفلسطينيين المسلحين.

وكشفت القناة النقاب عن أن الجيش الإسرائيلي خطّط لاستخدام مسيّرة هجومية لتنفيذ عمليات اغتيال خلال عمليته العسكرية التي نفّذها في مخيم جنين للاجئين صباح أمس، والتي أدت إلى مقتل 4 شبان فلسطينيين وإصابة عدد آخر بجروح. وأشارت إلى أن الجيش امتنع من استخدام المسيّرة لقصف مواقع في جنين في آخر لحظة، نظراً إلى انتفاء الحاجة إلى ذلك.

وأكدت القناة أن التقديرات السائدة في أروقة المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تشير إلى أن الاضطرابات في الضفة الغربية قد تستمر أياماً. كما نقلت عن مصادر عسكرية إسرائيلية رفيعة المستوى قولها إن العملية العسكرية في جنين نجحت في إحباط عملية كبيرة ضد قوات الجيش الإسرائيلي.

وأجرى كوخافي مساء أمس جلسة مداولات لتقييم آخر مستجدات الوضع الأمني في الضفة، وذلك في إثر العملية في مخيم جنين، وفي ظل حالة التأهب التي كان الجيش رفعها إلى الحدّ الأقصى، بالتزامن مع فترة الأعياد اليهودية.

وقال كوخافي إن العملية في مخيم جنين كانت معقدة ونُفِّذت بمهنية عالية، وكان هدفها إحباط تهديد ملموس، وأشاد بأداء الجيش. وأضاف: "سنواصل الاستعداد لمواجهة جميع السيناريوهات الممكنة، وسنعمل بحسب الضرورة، في أي وقت وفي أي مكان، من أجل ضمان سلامة أمن دولة إسرائيل وسكانها."

وكان بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي ذكر أنه اندلعت اشتباكات مع مسلحين فلسطينيين في مخيم جنين، وذلك في أثناء قيام قوات من الجيش بمحاصرة منزل عائلة منفّذ العملية في شارع ديزنغوف في تل أبيب، في نيسان/أبريل المنصرم، والتي أسفرت عن مقتل 3 إسرائيليين، في حين أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية مقتل 4 فلسطينيين، بينهم شقيق رعد حازم منفّذ عملية ديزنغوف.

وكان منزل رعد حازم، الذي قُتل بعد تنفيذ العملية، قد هُدم في وقت سابق من الشهر الحالي، وهو ما أدى إلى اشتباكات عنيفة بين متظاهرين فلسطينيين وقوات الجيش الإسرائيلي التي ردت بإطلاق النار، الأمر الذي أسفر عن مقتل فلسطيني وإصابة 16 آخرين. وذكرت مصادر عسكرية إسرائيلية أن عملية هدم المنزل كانت معقدة بسبب وجود عدد كبير من المسلحين في المنطقة.

"معاريف"، 29/9/2022
شاكيد تطالب وزير الأمن الداخلي بطرد أبناء عائلة منفّذ عملية دهس أدت إلى مقتل 4 جنود سنة 2017

أعلنت وزيرة الداخلية الإسرائيلية أييلت شاكيد أمس (الأربعاء) أنها تنوي العمل على طرد عائلات منفّذي عمليات ضد إسرائيل.

وجاء إعلان شاكيد هذا في سياق رسالة وجهتها إلى وزير الأمن الداخلي عومر بار ليف، وطلبت فيها طرد 7 من أقرباء عائلة الشاب الفلسطيني فادي قنبر، منفّذ عملية الدهس في "أرمون هنتسيف" في مدينة القدس سنة 2017، والتي أسفرت عن مقتل 4 جنود إسرائيليين.

وأشارت وزيرة الداخلية في الرسالة إلى أنها أصدرت أوامر بسحب المكانة القانونية لإقامة هؤلاء الأقارب بالقدس الشرقية فوراً، بعد موافقة المحكمة الإسرائيلية على هذه الخطوة.

وكان قنبر نفّذ عملية الدهس في كانون الثاني/يناير 2017، وقُتل برصاص جنود إسرائيليين، وقامت إسرائيل باحتجاز جثمانه. وبعد العملية بأيام، أعلن وزير الداخلية الإسرائيلي حينها أرييه درعي سحب مكانة الإقامة بالقدس الشرقية من 10 أفراد من عائلة قنبر، وهم من بلدة جبل المكبر التي أقيمت مستوطنة "أرمون هنتسيف" في أراضيها. وأصدرت محكمة الاستئنافات في القدس الأسبوع الماضي قراراً بسحب الإقامة بالقدس من 7 أفراد منهم، واستغلت شاكيد قرار المحكمة هذا كي تدّعي أنهم أصبحوا مقيمين غير شرعيين بإسرائيل، ولا توجد أي ذريعة قانونية لهؤلاء الأشخاص في كل ما يتعلق بوجودهم في إسرائيل، ويجب إبعادهم بموجب قانون الدخول إلى إسرائيل.

وأكدت شاكيد أن إبعاد أفراد عائلة قنبر مُلح ويكتسب أهمية أكبر الآن، وأنه يتعين على دولة إسرائيل العمل بكافة الأدوات المتوفرة بحيازتها من أجل حماية الجمهور من "الإرهاب" القاتل الذي يهدد برفع رأسه.

"يديعوت أحرونوت"، 29/9/2022
السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة تدين العمليات الفلسطينية والإجراءات الإسرائيلية الأحادية الجانب

دانت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد العمليات الفلسطينية والإجراءات الإسرائيلية الأحادية الجانب في المناطق [المحتلة].

وقالت غرينفيلد في سياق كلمة ألقتها أمام الجلسة الشهرية التي عقدها مجلس الأمن الدولي بشأن النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني الليلة قبل الماضية: "إننا ندعو السلطة الفلسطينية إلى ضمان احترام حقوق الإنسان والامتناع من دفع أموال لمن يؤذون الإسرائيليين. إن وجود سلطة فلسطينية قوية وشرعية هو في مصلحة المنطقة بأسرها."

وأشادت غرينفيلد بالخطابين اللذين ألقاهما رئيس الحكومة الإسرائيلية يائير لبيد، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، أمام الدورة 77 للجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المنصرم، وقالت إن الأول أعرب عن دعمه لحل الدولتين، وإن الأخير فعل الشيء نفسه.

وجددت السفيرة الأميركية معارضة إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للإجراءات الأحادية الجانب التي تصعّد التوتر وتُبعد حل الدولتين، مشيرةً إلى الخطوات التي اتخذتها الإدارة لتعزيز السلام، ودعت الدول التي تدعم الشعب الفلسطيني إلى ترجمة هذا الدعم إلى خطوات ملموسة في الميدان.

"هآرتس"، 29/9/2022
أخبار انتخابية: استطلاع قناة التلفزة 12 يُظهر فشل كلٍّ من معسكر نتنياهو ومعسكر الائتلاف الحالي في الحصول على أغلبية تمكّنه من تأليف حكومة

أظهر استطلاع للرأي العام أجرته قناة التلفزة الإسرائيلية 12 مساء أمس (الأربعاء) أنه في حال إجراء الانتخابات الإسرائيلية العامة الآن، لن ينجح كلٌّ من المعسكر الذي يقوده رئيس حزب الليكود بنيامين نتنياهو، ومعسكر أحزاب الائتلاف الإسرائيلي الحالي، في الحصول على أغلبية تمكّنه من تأليف حكومة.

ووفقاً للاستطلاع، يحصل معسكر الأحزاب في المعارضة بقيادة رئيس الليكود ورئيس الحكومة السابق بنيامين نتنياهو على 59 مقعداً، ولن تتمكن قائمة "البيت اليهودي" برئاسة وزيرة الداخلية أييلت شاكيد، وقائمة بلد [التجمع الوطني الديمقراطي]، من اجتياز نسبة الحسم (3.25%).

وأظهر الاستطلاع أن المقاعد الـ59 التي يحصل عليها "معسكر نتنياهو" موزعة على النحو التالي: حزب الليكود 32 مقعداً، وحزب الصهيونية الدينية برئاسة عضو الكنيست بتسلئيل سموتريتش الذي يضم حزب "قوة يهودية (عوتسما يهوديت)" برئاسة عضو الكنيست إيتمار بن غفير 12 مقعداً، وحزب شاس لليهود الحريديم [المتشددون دينياً] 8 مقاعد، وحزب يهدوت هتوراه الحريدي 7 مقاعد.

 في المقابل، يحصل المعسكر المناوئ لنتنياهو على 57 مقعداً موزعة على النحو التالي: حزب "يوجد مستقبل" برئاسة رئيس الحكومة الإسرائيلية الحالية يائير لبيد 24 مقعداً، وتحالف "المعسكر الرسمي" الذي يضم كلاً من حزبيْ "أزرق أبيض" برئاسة وزير الدفاع بني غانتس، و"أمل جديد" برئاسة وزير العدل جدعون ساعر، والرئيس السابق لهيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال احتياط غادي أيزنكوت 13 مقعداً، وحزب "إسرائيل بيتنا" برئاسة وزير المال أفيغدور ليبرمان 6 مقاعد، وحزب العمل برئاسة وزيرة المواصلات ميراف ميخائيلي 5 مقاعد، وحزب ميرتس 5 مقاعد، وحزب راعام [القائمة العربية الموحدة] برئاسة عضو الكنيست منصور عباس 4 مقاعد.

وتحصل القائمة المشتركة التي باتت مقتصرة على تحالف حزبيْ حداش [الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة] وتعل [الحركة العربية للتغيير] على 4 مقاعد في الكنيست المقبل.

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 29/9/2022
اعتراف متأخر
افتتاحية
  • البيان الصادر عن وزارة الخارجية الإسرائيلية الذي تعترف فيه إسرائيل "بسيادة أوكرانيا على كامل أراضيها، ولا تعترف بنتائج الاستفتاء في الأقاليم الشرقية في أوكرانيا" هو اعتراف مرحَّب به وأمرٌ بديهي. محاولة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قضْم مساحات إضافية من الأراضي الأوكرانية في أقاليم دونتيسك ولوهانسك وزابوروجيا وخاراسون، بواسطة الاحتلال العسكري، ومن خلال إجراء استفتاء عام، أمر يستحق الإدانة.
  • الاعتراف الإسرائيلي يبدو لافتاً، على خلفية ندرة الإدانات الرسمية الإسرائيلية منذ الغزو الروسي لأوكرانيا قبل 8 أشهر، وهو بمثابة تصحيح لرفض إسرائيل الانضمام إلى إدانات الدول الغربية لضم روسيا شبه جزيرة القرم في سنة 2014. لكن لا يزال المقصود خطوة صغيرة جداً ومتأخرة للغاية. كما أن البيان المقتضب لم يأتِ على ذكر روسيا بالاسم.
  • تخوُّف إسرائيل المستمر من الإدانة العلنية للأفعال الروسية، ومن الوقوف، بوضوح، إلى جانب أوكرانيا مثير للاستغراب، ولا سيما في ضوء ضعف روسيا المستمر، سواء في الحرب التي تراجعت فيها في الأسابيع الأخيرة في معظم الجبهات، أم على المستوى الدبلوماسي. فقد فشلت محاولة بوتين الحصول على الدعم، حتى من حلفاء روسيا، مثل الصين في القمة الأخيرة التي عُقدت في سمرقند.
  • كما أن ردات الفعل الباردة لكلٍّ من الصين والهند وتركيا على نتائج الاستفتاء العام، تدل على تغيُّر توجّه هذه الدول في التعامل مع سلوك بوتين. فقد أعلنت تركيا أن: "المجتمع الدولي لن يعترف بهذه الحقيقة غير القانونية على الأرض... نكرر تأييدنا لوحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها."
  • الذرائع الدائمة التي كان يتحجج بها الزعماء الإسرائيليون بشأن الوجود الروسي في سورية، والحاجة إلى حماية الجالية اليهودية في روسيا، لم تعد قوية. فوضْع روسيا الضعيف في أوكرانيا أجبرها على خفض قواتها في سورية، وتمرُّد الأقليات الإثنية في روسيا على قرار التجنيد الذي أصدره الكرملين يستقطب كل اهتمام النظام.
  • استمرار رفض إسرائيل مساعدة أوكرانيا، التي تحارب دفاعاً عن نفسها، هو وصمة عار أخلاقية؛ والموافقة على استقبال 20 جندياً أوكرانياً للمعالجة في مستشفيات إسرائيلية لن تمحو ذلك.

 

"معاريف"، 29/9/2022
مبادرة السلام العربية إشكالية، لكنها تنطوي على إمكانات
يوئيل غوزنسكي - باحث في معهد دراسات الأمن القومي
  • تقدير الكثيرين في إسرائيل أن المطالب التي قُدمت في مبادرة السلام العربية [خلال القمة العربية التي عُقدت في بيروت في سنة 2002] كشرط لتطبيع العلاقات مع إسرائيل لم تعد صالحة، يتضح أنه غير صحيح. فالسعودية، الدولة العربية المسلمة التي لم توقّع اتفاقاً مع إسرائيل، تشدد على التزامها بالمبادرة، تحديداً منذ توقيع اتفاقات أبراهام، وتربط بينها وبين تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
  • السعودية التي كانت وراء المبادرة الأصلية، تطالب الآن بنفض الغبار عن الفكرة، وذلك كصيغة منافِسة لاتفاقات أبراهام من أجل السلام بين إسرائيل والعالم العربي. فما هي دوافع السعوديين؟ من المحتمل أن يكون الدافع انعكاساً لتراجُع التأييد الشعبي في الخليج لاتفاقات أبراهام في السنة الأخيرة، ومحاولة لمواجهة الانتقادات في الشارع العربي حيال المملكة، لأنها دعمت هذه الاتفاقات من الخارج، وبصورة غير مباشرة.
  • محاولات السعودية الدفع قدماً بالمبادرة، لها علاقة أيضاً برغبة المملكة في احتلال موقع الزعامة في العالم العربي، ورغبة ولي العهد والحاكم الفعلي محمد بن سلمان في تحصين مكانته في داخل المملكة، وفي الساحتين الإقليمية والدولية، والتعامل معه كلاعب براغماتي وإيجابي.
  • مبادرة السلام العربية، عملياً، هي صيغة تشمل الخطوط المبدئية للمفاوضات بشأن الحل الدائم. وهي تترك مجالاً للمناورة لمفاهيم مختلفة وحلول عملية. وعلى سبيل المثال، هي ترى أن حل "مشكلة اللاجئين الفلسطينيين" يجب أن يكون "متفقاً عليه". مثال آخر هو عدم وجود المطالبة بإخلاء كل المستوطنات، والهدف من ذلك الإبقاء على هامش من المرونة بشأن الترتيبات التي تتعلق بالكتل الاستيطانية المتاخمة لإسرائيل.
  • موقف إسرائيل من المبادرة العربية للسلام كان ولا يزال متحفظاً. فالمقصود وثيقة إشكالية بالأساس في موضوع اللاجئين (التي تعتمد على قرار الأمم المتحدة 194، وترفض حل تجنيس اللاجئين في الدول المضيفة لهم). لكن إعلان إسرائيل من جديد أنها تعتبر مبادرة السلام العربية أساساً لاستئناف المفاوضات، بالإضافة إلى أنه يُظهر الاستعداد لتعزيز مكانة السلطة الفلسطينية المتدهورة واستئناف العملية السياسية معها، يشكل اختراقاً للحائط المسدود الذي يواجهه النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي.
  • بالنسبة إلى إسرائيل، هناك أهمية لإجراء حوار مع لاعبين براغماتيين مثل السعودية، ومحاولة التوصل معها إلى صيغة متفَّق عليها للمبادرة. وبذلك تحصل إسرائيل على نقاط لدى أهم دولة في العالم العربي، وعلى شرعية لدى الرأي العام، من أجل المزيد من الانفتاح حيال إسرائيل.
  • في ضوء تراجُع التأييد لاتفاقات أبراهام في العالم العربي، يتعين على إسرائيل فحص النموذج العربي للسلام، ما إذا كان لا يزال له دلالة في الظروف الإقليمية والدولية الحالية. ومن أجل تعزيز عملية التطبيع، يجب التفكير في حلول أُخرى.
  • بعد مرور عقدين على إعلان المبادرة العربية، وعامين على توقيع اتفاقات أبراهام، لا تزال مبادرة السلام العربية ذات دلالة. لا تستطيع إسرائيل القبول بها كما هي، لكن السعوديين أوضحوا أن المقصود هو أساس للمفاوضات. لا تزال المبادرة العربية للسلام تنطوي على إمكانية، بالنسبة إلى إسرائيل، التي يتعين عليها فحصها من جديد كمنطلق لنقاش، تُقدم في إطاره تحفظاتها ومطالبها.

 

موقع "N12"، 28/9/2022
تجاهل إسرائيل لمواقف اليمين الأوروبي المعادية للسامية مقابل سكوته على الاحتلال الإسرائيلي
عراد نير - محرر الشؤون الخارجية
  • الفوز المذهل لزعيمة اليمين المتطرف في إيطاليا جورجيا ميلوني في الانتخابات يوم الأحد، كان متوقعاً. وعلى الرغم من ذلك، فإنه يقلق الكثيرين الذين يتخوفون من التوجه الذي ستسلكه إيطاليا الآن. ميلوني تعارض اللاجئين بشدة؛ وهي ضد الإسلام؛ وضد المثليين؛ وضد مطالب الاتحاد الأوروبي. الحزب الذي تتزعمه "أخوة إيطاليا" يسير على طريق الحزب الفاشي الإيطالي. مَن سبقها في زعامة الحزب، إيغناسيو لا روسا، صرّح مؤخراً - "كلنا ورثة الدوتشي" (موسوليني).
  • رمزياً، يجيء الفوز الأول لحزب يميني متطرف في إيطاليا منذ الحرب العالمية الثانية، بعد مرور مئة عام على "المسيرة إلى روما"، التي جرت في تشرين الأول/أكتوبر 1922، حين سيطر أعضاء "القمصان السود" - أتباع موسوليني، على العاصمة، وهو ما أدى إلى تعيين بينيتو موسوليني - الدوتشي، الذي كان زعيم الحزب الفاشي حينها، في منصب رئيس الحكومة.
  • مَن سارع إلى تهنئة ميلوني بفوزها كان رئيس حكومة هنغاريا الشعبوي فيكتور أوربان، وزعيمة اليمين المتطرف في فرنسا ماري لوبان (التي سجلت هي الأُخرى إنجازاً مقلقاً في الانتخابات الفرنسية)، ورئيس حكومة بولندا ماتيوش مورافيتسكي، الذي تحاول حكومته إعادة كتابة دور البولنديين في محرقة اليهود خلال الحرب العالمية الثانية.
  • ومع نهاية العيد، انضمت وزيرة الداخلية الإسرائيلية أييلت شاكيد إلى المهنئين. وقفت أمام الكاميرا وسجلت التهنئة وأضافتها إلى حسابها في "تويتر" وكتبت بالعبرية والإنكليزية: تهانيّ الحارة لجورجيا ميلوني على الفوز. اليمين فاز في إيطاليا، وسيفوز أيضاً في إسرائيل. نعم، تستطيع النساء القيام بكل شيء، ومن ضمنه قيادة دولة." وفي هذه التهنئة، لا تمثل أييلت شاكيد الحكومة التي تشغل منصب عضو فيها، إنما تستمر في محاولاتها لاستمالة اليمين الإسرائيلي الذي شكّل تحالفاً إشكالياً جداً مع اليمين المتطرف في أوروبا.
  • فيكتور أوربان الهنغاري الذي يرى في ميلوني حليفة "شركاء في التحديات التي تعصف بأوروبا"، هو أيضاً صديق مقرب من زعيم المعارضة بنيامين نتنياهو. فحين كان رئيساً للحكومة، تحالف نتنياهو معه، في مقابل تجاهُل حكومة إسرائيل للعداء للسامية للرئيس أوربان في هنغاريا، يتجاهل أوربان الاحتلال الإسرائيلي في الضفة، ويمنع الإجماع المطلوب داخل الاتحاد الأوروبي لتمرير قرارات من شأنها أن تضرّ بإسرائيل، بسبب الاحتلال والتمييز ضد الفلسطينيين.
  • نذكر أن أوربان خطب قبل شهر ضد "الاختلاط بين الأعراق الأوروبية وبين أعراق أُخرى." واستقالت مستشارة لديه مباشرةً بعد خطابه، وقالت إن "ما قاله يُخجل جوزيف غوبلز، وزير الدعاية النازية."
  • اليمين الإسرائيلي الذي لا يتردد في استعمال ذكرى المحرقة، بهدف إبعاد أي انتقاد لسياساته، اختار التكاتف مع الذين يكملون درب مَن أدت أقوالهم إلى الأمور الكارثية هذه. المقايضة واضحة: نحن نتجاهل كراهية الأجانب والعداء للسامية الخاصة بكم. وأنتم، في المقابل، تتجاهلون الاحتلال وتسمحون لنا بالاستمرار في السياسة العنصرية تجاه الفلسطينيين، فأغلبيتهم من المسلمين الذين تكرهونهم.
  • جورجيا ميلوني، التي يبدو أنها ستكون المرأة الأولى التي ستتولى رئاسة إيطاليا، تحاول أن تتبرأ من ماضيها الفاشي وماضي الحزب الذي تتزعمه. بحسب قولها، إن الدعم غير المشروط لإسرائيل هو جزء من الخطوات لإبعاد الرائحة الكريهة التاريخية. لكن ليس هناك ما يمكن أن يخفي الحقيقة الصارخة: الفاشيون في أوروبا لم يتحولوا إلى محبين لليهود؛ ببساطة، هم يكرهون المسلمين أكثر.