مختارات من الصحف العبرية
مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
قالت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" إن فتاة فلسطينية قُـتلت في إثر إصابتها برصاصة في الرأس خلال قيام قوات الجيش الإسرائيلي الليلة الماضية باقتحام الحي الشرقي في مدينة جنين لاعتقال مطلوبين.
وأضافت الوكالة أن الفتاة القتيلة هي جنى مجدي زكارنة (16 عاماً)، وأنها أصيبت برصاص الجيش الإسرائيلي بينما كانت تتواجد على سطح منزلها، وعُثر عليها عقب انسحاب قوات الجيش من المنطقة.
وذكر بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أن قوات الجيش اقتحمت الحي الشرقي في مدينة جنين واعتقلت 3 مطلوبين، وأشار إلى أن مواجهات اندلعت مع عدد من الشبان الفلسطينيين أدت إلى وقوع إصابات بشرية وإلحاق أضرار مادية.
ذكرت قناة التلفزة الإسرائيلية 13 أمس (الأحد) أن بعثة خاصة لمنظمة الأمم المتحدة ستصل إلى إسرائيل في بحر الأسبوع الحالي، وذلك لفحص ما إذا كان الجيش الإسرائيلي يمسّ بأطفال فلسطينيين خلال نشاطاته العسكرية في المناطق [المحتلة].
ووفقاً للقناة، يأتي ذلك في إطار التقرير السنوي الذي تقوم بإعداده المبعوثة الأممية فيرجينيا غامبا بخصوص المساس بالأطفال دون سن الثامنة عشرة في مناطق النزاع في شتى أرجاء العالم. وستلتقي المبعوثة الأممية خلال هذه الزيارة رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي وكبار قادة الجيش ومسؤولين في وزارتي الخارجية والأمن الداخلي.
وأوضحت القناة أنه يتم في إسرائيل اتخاذ الاستعدادات لقدوم هذه البعثة الأممية وجمع أدلة وأفلام قصيرة توثيقية تبرر النشاطات التي قامت بها قوات الجيش في السنة الأخيرة في المناطق الفلسطينية، وأشارت إلى أنه مع ذلك، هناك مخاوف تنتاب المسؤولين في القدس من احتمال إدراج إسرائيل ضمن القائمة السوداء للدول التي تمس بالأطفال، وذلك على خلفية النشاطات العسكرية في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] ومقتل الكثيرين من الفلسطينيين جرّاء تلك النشاطات، وقد يؤدي ذلك إلى توجيه انتقادات شديدة للغاية لإسرائيل ضمن التقرير المذكور.
وتعقيباً على ذلك، قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إن مسؤوليها يُجرون حواراً مع مكتب السكرتير العام للأمم المتحدة بهذا الخصوص.
استجاب رئيس الدولة الإسرائيلية يتسحاق هرتسوغ بعد ظهر أول أمس (الجمعة) لطلب رئيس الحكومة المكلف بنيامين نتنياهو ومنحه 10 أيام إضافية لإتمام مهمة تأليف الحكومة الجديدة.
وأوضح هرتسوغ في بيان صادر عنه أن أياماً معقدة تمرّ على المجتمع الإسرائيلي، وأن خلافات على مسائل أساسية تهدّد بإحداث انشقاق وتأجيج العنف والكراهية التي لا مبرر لها.
وكان نتنياهو قدّم مساء يوم الخميس الماضي طلباً إلى رئيس الدولة بتمديد فترة تفويضه بإقامة الحكومة بـ14 يوماً إضافياً.
وورد في رسالة بعث بها نتنياهو إلى رئيس الدولة أنه لا يزال هناك مسائل عالقة بشأن توزيع الحقائب الوزارية والمناصب.
في المقابل، وصف رئيس الحكومة المنتهية ولايته يائير لبيد الحكومة التي سيتم تأليفها بأنها مجنونة.
وأضاف لبيد في بيان نشره في صفحته الخاصة على موقع "فايسبوك" أول أمس، أن مصطلح مجنونة صعب جداً، لكن لا طريقة أُخرى لنعت ما يحدث في إسرائيل في الفترة الأخيرة.
وأكد لبيد أن نتنياهو ضعيف، وأن شركاءه يبتزونه.
انضم رئيس الحكومة الإسرائيلية المنتهية ولايته يائير لبيد أول أمس (الجمعة) إلى التظاهرة التي شهدتها مدينة تل أبيب ضد رئيس الحكومة المكلف بنيامين نتنياهو للتنديد بحكومته الجديدة حتى قبل إقامتها.
وانتقد لبيد في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام، الائتلاف الحكومي المقبل، واصفاً إياه بأنه الأكثر تطرفاً في تاريخ إسرائيل، كما وجّه انتقادات لاذعة إلى حلفاء الليكود من أحزاب الصهيونية الدينية وأحزاب اليهود الحريديم [المتشددون دينياً].
وقال لبيد: "نحن هنا لكي نخبر الحكومة الجديدة التي يتم تأليفها أننا لسنا مغفلين، ولسنا هنا فقط لدفع الضرائب وإرسال أولادنا إلى الجيش من أجل حكومة لا ترسل أولادها إلى الجيش."
كما اتهم لبيد رئيس حزب "نوعام" عضو الكنيست آفي ماعوز برهاب المثلية وكراهية النساء، وأشار إلى السجل الإجرامي لعضو الكنيست إيتمار بن غفير من "عوتسما يهوديت" ["قوة يهودية"].
وقال لبيد: "إن آفي ماعوز الذي يحتقر المثليين ويكره النساء لن يعلّم أطفالنا. وإيتمار بن غفير المجرم العنيف الذي تمت إدانته بتهمة دعم الإرهاب ولم يخدم في الجيش يوماً في حياته، لن يرسل أولادنا إلى القتال"، مؤكداً أن "ما يتم تشكيله الآن ليس حكومة ليكود أو حكومة يمينية، إنما الحكومة الأكثر تطرفاً وجنوناً في تاريخ البلد."
وأضاف لبيد: "إن نتنياهو ضعيف وشركاؤه الأصغر منه أكثر إصراراً وتطرفاً منه، وقد أجبروه على الاستسلام من دون شروط. لكننا لن نستسلم. نحن نقاتل من أجل البلد الذي نحبه، ونناضل من أجل ديمقراطيتنا. ونقاتل من أجل جنودنا، ونناضل من أجل مستقبل أطفالنا. ولن نستسلم أبداً."
وكان لبيد هاجم في بيان نشره في حسابه على موقع "فايسبوك"، قبل التظاهرة، حكومة نتنياهو التي يتم تأليفها هذه الأيام، ووصفها بأنها حكومة مجنونة، لن تكون قادرة على الحكم.
أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس (الأحد) أن حزب الله يخشى من شنّ هجوم إسرائيلي في منطقة دمشق وحمص، وفي ضوء ذلك، يقوم بتغيير استعداداته ونقل مخازن ذخيرته.
وقال المرصد إنه لوحظ في الساعات الأخيرة أن هناك جهوداً لحزب الله تهدف إلى نقل معدات وأسلحة من جنوبي دمشق، وأن هذه الوسائل القتالية وُزعت بين عدد من المواقع بموجب تعليمات من قادة الحزب، وتبين أن جزءاً من المواقع التي نُقل السلاح إليها محصن بصورة أعلى من المعتاد.
في سياق متصل، ذكرت تقارير سورية أن الجيش الإسرائيلي قام صباح أمس بإلقاء منشورات في منطقة القنيطرة.
وبحسب التقارير التي نُشرت في مواقع تواصُل سورية في منطقة هضبة الجولان من الجانب السوري، كُتب في هذه المنشورات: "إلى قادة وجنود الجيش السوري؛ المرة تلو الأُخرى، أنتم تتحملون مسؤولية الأضرار التي تسببتم بها جرّاء قراراتكم. إن مواصلة تموضُع حزب الله في موقع تل قليب والتعاون معه لن يجلب لكم الهدوء، ووجود حزب الله في المنطقة يسبب لكم الأذى والإذلال، وأنتم الذين تدفعون الثمن."
وفي الوقت نفسه، أفادت تقارير سورية محلية بوقوع غارة منسوبة إلى إسرائيل الليلة قبل الماضية في منطقة تل قليب التي تم فيها إسقاط المنشورات، حيث توجد أنظمة دفاعية سورية، وسُمع دويّ عدة انفجارات.
وقالت مصادر في المعارضة السورية إن إسرائيل شنت غارات جوية في ريف السويداء استهدفت مُجمّعاً يخدم الايرانيين وحزب الله داخل قاعدة للجيش السوري، بينما ذكرت مواقع إخبارية محلية أن الغارات استهدفت قاعدة الدفاع الجوي في منطقة تل قليب في ريف السويداء، موضحةً أن الطيران الإسرائيلي استهدفها بثلاث ضربات متتالية. وأشارت إلى سماع دويّ انفجارات قوية في المنطقة، مؤكدةً أن الغارات أحدثت دماراً كبيراً في الموقع من دون معرفة حجم الخسائر. وأضافت أن طائرة مسيّرة تابعة للجيش الإسرائيلي ألقت منشورات توضح أن سبب القصف هو وجود موقع لحزب الله في المنطقة.
من ناحية أُخرى، نقلت صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية يوم السبت الماضي عن مصادر سياسية إسرائيلية قولها إن إسرائيل بعثت برسالة تهديد إلى الحكومة اللبنانية بخصوص احتمال مهاجمة مطار بيروت الدولي، وذلك في حال استخدامه لتهريب أسلحة إيرانية إلى حزب الله.
ووفقاً لهذه المصادر نفسها، علمت إسرائيل بأن هناك محاولات إيرانية تهدف إلى استخدام مطار بيروت كطريق تهريب جديد، ولا سيما بعد فشل محاولات التهريب عبر مطار دمشق الدولي، وتقوم إسرائيل بالتحقيق في محاولة إيرانية لتهريب أسلحة عبر رحلات مدنية لطائرات إيرانية إلى العراق من مطار بيروت. وأشارت المصادر إلى أن الضربات الجوية في سورية أثبتت فعاليتها، وأن معظم محاولات تهريب الأسلحة الإيرانية إلى حزب الله قد أُحبطت.
وأوضحت المصادر أن إسرائيل لن تستخف بمحاولات إيران الرامية إلى نقل الأسلحة عبر مطار بيروت، وبعثت برسالة فحواها أنها لن تتردد في مهاجمة المطار في حال نقل أسلحة إليه.
وكانت قناة التلفزة السعودية "العربية" ذكرت في نهاية الأسبوع الماضي أن شركة الطيران الإيرانية "معراج" المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني، باشرت بتشغيل خط جوي مباشر متجه إلى مطار بيروت الدولي. وبحسب القناة، فإن الرحلة الأولى إلى بيروت تمت يوم 14 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.
- تبحث الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم (الاثنين) في اقتراح السلطة الفلسطينية الذي طلبت فيه من محكمة العدل الدولية في لاهاي إبداء رأيها المهني في قانونية الاحتلال الإسرائيلي للمناطق. ووافقت اللجنة الرابعة للجمعية العامة على الاقتراح بأغلبية 98 عضواً في مقابل 17 (وامتناع 52 دولة من التصويت)، وسيدخل القرار حيز التنفيذ بعد تصويت الجمعية العامة التي ستُعقد في 22 أو 23 كانون الأول/ديسمبر.
- قبيل هذا التصويت، بدأت وزارة الخارجية الإسرائيلية بمحاولات لإقناع الدول بمعارضة الاقتراح، أو الامتناع من التصويت. ومن الواضح لإسرائيل أن الاقتراح سيمرَّر في ضوء الأغلبية التلقائية التي يحظى بها الفلسطينيون في الأمم المتحدة، لكن الافتراض هو أنه إذا كان عدد الدول الممتنعة من التصويت والمعارضة كبيراً، فإن هذا سيشكل رسالة إلى القضاة الـ15 في محكمة العدل العليا في لاهاي.
- ومن المتوقع ألا تتعاون إسرائيل مع عمل المحكمة العليا، ومن المحتمل أيضاً أن تدّعي أن مناقشة الموضوع ليست من صلاحيات المحكمة. وفي جميع الأحوال، من المتوقع أن يُنشر إبداء الرأي المقترح خلال عام أو عامين. وسبب تأجيل القرار مدة شهر له علاقة بوضع ميزانية لتمويل عمل المحكمة - نحو 300 ألف دولار، نصفها مخصص لترجمة الوثائق.
- ووفقاً لصيغة القرار، ستطلب الجمعية العامة في الأمم المتحدة رأي محكمة العدل العليا في مسألتين تتعلقان بالاحتلال الإسرائيلي. الأولى، ما هي التداعيات القانونية للانتهاكات المستمرة لحقّ تقرير المصير للفلسطينيين نتيجة استمرار الاحتلال وسياسة الاستيطان، وضم القدس الشرقية، والنشاطات الرامية إلى تغيير التركيبة الديموغرافية وتطبيق نظام قانوني يقوم على التمييز. المسألة الثانية هي كيف تؤثر هذه السياسة في الوضع القانوني للاحتلال إزاء الأمم المتحدة والدول الأعضاء فيها.
- المحامي ميخائيل سفراد، المستشار القانوني لحركة "السلام الآن" والخبير في القانون الدولي وحقوق الإنسان، قال في إحاطة للصحافيين: إذا قررت محكمة العدل العليا في لاهاي (وهي المؤسسة القانونية العليا في الأمم المتحدة) أن إسرائيل ترتكب جرائم أبرتهايد في الضفة الغربية، فسيكون لذلك تداعيات مهمة، وستقوم النيابة العامة في محكمة الجنايات الدولية في لاهاي بالتحقيق في الموضوع.
- ووفقاً لكلامه، إذا قررت محكمة العدل العليا أن على إسرائيل إخلاء الضفة الغربية ومنح الفلسطينيين حق تقرير مصيرهم، فإن المقصود سيكون "وثيقة أُخرى" - بالطبع ذات أهمية قانونية أكبر من الوثائق السابقة، لكنها لن تكسر التوازن.
- وبحسب المحامي سفراد، هناك 3 صيغ محتملة لإبداء رأي محكمة العدل العليا في المسألة الأولى (الانتهاكات المستمرة لحق تقرير المصير): 1- الاحتلال بعيد الأمد وقانوني. 2- الاحتلال غير قانوني، لأن إسرائيل تقوم بالضم كأمر واقع، ويجب وضع حد له. 3- إسرائيل تمارس نظام أبرتهايد وهو جريمة ضد الإنسانية.
- فيما يتعلق بالمسألة الثانية التي تتناول التداعيات على دول العالم والأمم المتحدة، هناك 3 أجوبة محتملة: 1- عدم الاعتراف بنتائج عمل غير قانوني (في الواقع أغلبية الدول لا تعترف بضم القدس الشرقية، والدول الأوروبية لا تُجري هناك اجتماعات مع مسؤولي الدولة). 2- منع مساعدة نشاط غير قانوني. 3- يجب على دول العالم استخدام وسائل قانونية (عقوبات) من أجل التوصل إلى وقف أعمال الضم غير القانوني. لكن فرص فرض عقوبات ضئيلة، لأن مثل هذه الخطوة يحتاج إلى موافقة مجلس الأمن، إذ يمكن أن تقوم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا بفرض الفيتو.
- يضيف سفراد: "لكن إذا كان هناك دعوات للضغط على إسرائيل لإنهاء الاحتلال - فيحق لهذه الدول المبادرة بنفسها إلى فرض عقوبات." حالياً، لا تستطيع أي دولة وقف تجارتها مع إسرائيل، لكن إذا قررت محكمة العدل العليا أن على دول العالم بذل كل ما في وسعها للضغط على إسرائيل من أجل إنهاء الوضع غير القانوني، فإن هذه الدول يمكن أن تختبىء وراء القرار من أجل فرض عقوبات. في الماضي، الحركة الدولية المعارِضة لنظام الأبرتهايد في جنوب أفريقيا حصلت على دعم كبير في أعقاب رأي المستشار في محكمة العدل في لاهاي في شأن ناميبيا التي كانت واقعة تحت انتداب جنوب أفريقيا حتى سنة 1990.
- محكمة العدل العليا تعالج النزاع بين الدول، وبموافقة منها فقط. إسرائيل لم تعطِ موافقتها قط، لذلك، لا يمكن للمحكمة بحث شكوى ضدها وإصدار أوامر تُلزمها، لكن من حقها نشر رأيها الاستشاري - كنوع من أمر توضيحي - بناءً على طلب واحدة من المنظمات الخمس في الأمم المتحدة و16 منظمة دولية. وكما ذكرنا، فإن إبداء الرأي لا يشكل أمراً، بل هو بيان توضيحي فقط، لكنه قد يشجع دول العالم على العمل وفقه.
- محكمة العدل العليا ناقشت 181 ملفاً منذ إنشائها - بينها 155 تتعلق بنزاعات بين الدول، و26 رأياً استشارياً، أغلبيتها تناولت حق تقرير مصير الشعوب. ويبدو أن تركيبة الحكومة الإسرائيلية المقبلة سيكون لها تأثير في إبداء الرأي، ولا سيما إذا شملت كلاماً من جانب كبار المسؤولين فيها، أو بنوداً ائتلافية حيال السيطرة على الفلسطينيين.
- المشاهدات العالية لمباريات المونديال مع مئات الملايين من المشاهدين يومياً أظهرت مرة أُخرى أن المونديال ليس منافسة على لعبة كرة القدم فحسب، بل هو محرك لنمو الهوية الوطنية بصورة كبيرة، على عكس فكرة العولمة الوطنية والثقافية. خلال الأسابيع الأخيرة، جرى نقل 4 مباريات في كل مساء، وعرضت القنوات احتفالات الجماهير المؤيدة لبلادها وأوطانها. وحتى الصمت المدوي تحول إلى تعبير عن موقف وطني. على سبيل المثال، عندما قرر لاعبو المنتخب الإيراني عدم المشاركة في إنشاد النشيد الوطني الإيراني، تعبيراً عن تضامنهم مع المتظاهرين في بلدهم.
- في المونديال، هناك رابحون وخاسرون، لكن هناك هزيمة واحدة موجودة في الخلفية: هزيمة سياسية أيديولوجية للرومانسيين الأيديولوجيين، مناصري اتجاه ما بعد القومية، الذين يريدون خلق نظام عالمي جديد من دون قوميات. كما هُزم معهم المتحمسون للعولمة الذين يرون في صعود القوميات أداة يمينية محافظة يجب محاربتها بصورة لا هوادة فيها.
- الحجة المركزية للرومانسيين هي أن العالم الجديد يجب أن يكون عالم ما بعد القومية، حيث لا توجد هوية جماعية خاصة توحد الشعوب، بل هناك "مواطنون عالميون" يتواصلون مع بعضهم البعض من خلال وسائل تواصل ثقافية وعالمية، وعبر الاقتصاد العالمي. بحسب رؤيتهم، في عالم ما بعد القومية، لا أهمية للجغرافيا كمكوّن في الهوية الوطنية، لذلك، لا وجود للتوترات بين الشعوب، وبين العشائر والجماعات الإثنية - الثقافية على أراضيهم. في مثل هذا العالم، لن يكون هناك حروب، ولا إرهاب، وسيزدهر الاقتصاد، وسيُغلق ثقب الأوزون، وسيملك كل عامل سيارة. باختصار، سيولد عالم جديد بالكامل. لكن جاء المونديال فقلب حياتهم، وبدلاً من العولمة، نحن نشهد مظاهر حب الوطن.
- ومن بين التعابير المثيرة للاهتمام وللمشاعر الوطنية التغطية الإعلامية لأحداث المونديال. من المثير للإعجاب رؤية مذيعين ومعلّقين يخرجون عن القواعد التي يفرضها العمل الصحافي الموضوعي، الذي من المفترض أن يكون واسطة بين المُشاهد والحدث، ويصبحون، حرفياً، مواطنين يرفعون أعلام أوطانهم، ويحملون ميكروفوناً. يُضاف إلى ذلك، الحكومات القومية التي تضخّم الإنجاز الرياضي وتجعله سردية وطنية.
- المونديال في قطر يثبت أن الطريق إلى ما بعد القومية لا تزال طويلة للغاية، هذا إذا كان لا يزال هناك فرصة في ذلك. وهو يشكل تحدياً لأنصار اليوتوبيا التعددية وتعدد الثقافات وعالم من دون قوميات، وهذا مهم جداً بالنسبة إلى منطقتنا: هناك مَن يدّعي أن الثنائية القومية ممكنة في أراضي إسرائيل إذا تنازل فقط اليهود عن قوميتهم من أجل إنشاء دولة مدنية كجزء من مسار ما بعد القومية العالمي. الذي لا يزال يفكر بهذه الطريقة، ننصحه بإلقاء نظرة على مباريات المونديال.
- توفي في نهاية الأسبوع داني شابيرا (97 عاماً). وهو الذي شارك في دورة الطيران الإسرائيلية الأولى التي عُقدت بسرية في تشيكوسلوفاكيا وشارك فيها 4 متدربين فقط. وهو أيضاً مَن أقام أسراب الطيران الأولى وجاء بطائرات "سبيتفاير"، وراكمَ نحو 12 ألف ساعة طيران، وقاد أكثر من 100 نوع من الطائرات.
- يُعَد شابيرا طيار التجارب الأول في سلاح الجو الإسرائيلي والصناعات الجوية. أجيال من الطيارين والطيارات كبرت على إرثه، ويبدو أن سلاح الجو سيحتاج إلى ذلك في العام القريب. عام يُتوقع أن يكون دراماتيكياً بالنسبة إلى إسرائيل - وبصورة خاصة بالنسبة إلى مَن يُعَد الذراع الطويلة لإسرائيل وبوليصة التأمين الخاصة بها.
الأهداف الطموحة، والتهديدات الجديدة - والطائرات التي خرجت من الخدمة
- سنة 2023 تضع أمام إسرائيل والجيش وسلاح الجو تحديات عظيمة لم نشهدها من قبل. ففي العام المقبل، سيبدأ الجيش بالتعامل مع كل ما يخص "الدائرة الثالثة"، بهدف بناء القوة وإمكانية اقامة قدرة حقيقية على ضرب إيران. كذلك بالنسبة إلى خطة التدريبات التي سيكون لها أهمية حاسمة. فبحسب وكالات أجنبية، تنشط إسرائيل في كافة مناطق الشرق الأوسط، فتمنع تمرير السلاح المتطور إلى أعدائها، وتكبح التمركز الإيراني في سورية، وتنجح في منع حرب على أكثر من جبهة، عبر سلسلة طويلة من العمليات العلنية والسرية.
- لا يزال سلاح السلاح يتزود بطائرات F-35 (سيستمر ذلك حتى 24)، وفي المقابل، يتجهز لاستقبال الطائرات الجديدة التي ستحل محل الـ"يسعور". هذا بالإضافة إلى الاتفاق الذي تم توقيعه مع شركة "بوينغ" للحصول على طائرات جديدة للتزود بالوقود. كما يجري تطوير المزيد من الطائرات من دون طيار في سلاح الجو، والهدف أن يكون ثلث الطائرات في سلاح الجو من دون طيار، حتى نهاية العقد الحالي.
- أنظمة الدفاع الجوي تطورت كثيراً أيضاً هذا العام. منظومة الدفاع الجوي تستكمل توزيع بطاريات "القبة الحديدية" و"مقلاع دافيد" لتغطية البلد كله. هذا بالإضافة إلى أن سلاح الجو يقوم حالياً بسلسلة تجارب بالتعاون مع "الصناعات الجوية"، بهدف التعامل مع التحديات الجديدة، كالصواريخ والمسيّرات الانتحارية وصواريخ بحر - بحر الجديدة الموجودة لدى إيران وحزب الله.
"دبلوماسية جوية": التدريبات الدولية التي تعزل إيران
- ساحة إضافية مهمة كجزء من عزل إيران في المنطقة هي التدريبات المشتركة والتعاون الدولي. "دبلوماسية جوية" يبدأ العمل بها مع أسلحة جو لدول أجنبية، كما يستمر توطيد العلاقات ما بين إسرائيل والدول الأوروبية والدول الخليجية ودول عربية قريبة، مثل الأردن ومصر. وبعد شهرين، سيُجرى في إسرائيل تدريب الـ"العلم الأزرق" مع دول أُخرى في المنطقة. وهو تدريب يرافق العمليات العسكرية التي تجري في الدول نفسها.
نقطة الضعف: متعددة الأذرع
- إحدى نقاط الضعف في الجيش لا تزال الدمج ما بين القدرة على بناء تعاوُن متعدد الأذرع بين أسلحة البر والجو والبحر والاستخبارات والسايبر الدفاعي. هذا الأسبوع، شاركتُ في تدريب "الدمج" في الأغوار، حيث شاركت أسراب الطائرات والوحدات الخاصة من الكتيبة 98 والدبابات. جميعها تدربت على عدة سيناريوهات، بهدف أن يتعلم الواحد من الآخر: بدءاً من قصف دقيق في منطقة ذات كثافة سكانية عالية كغزة، وبعدها احتلال وسيطرة على مناطق إطلاق النار في لبنان، وصولاً إلى حملات اقتحام واسعة في الضفة.
- وفي هذا السياق، قال "ع"، قائد السرب 113 المسؤول عن طائرات الأباتشي، "لقد بنينا مخططاً لمسار تدريب مؤلف من عدة تحديات عملياتية للقوات الجوية والبرية." مضيفاً "كان المطلوب منهم أيضاً التعامل مع الكثير من التهديدات وعمليات تحتاج إلى التنسيق والتعاون لتحقيق الهدف."
التحدي الجديد الذي يُقلق الجيش
- تحاول إيران إقامة مسار جديد لنقل السلاح يُقلق الجيش كثيراً - طيران مباشر من طهران إلى لبنان. وهذا يحدث بالأساس لأنها فشلت في محاولة تهريب السلاح إلى سورية، ومن هناك إلى "حزب الله" في لبنان. في إسرائيل اهتموا بتمرير رسالة إلى لبنان، مفادها أنه إذا حدث هذا، فستهاجم مطار بيروت - كما تم الهجوم على مطار دمشق.
- وعلى الرغم من ذلك، فإنهم يعلمون في إسرائيل بأن الهجوم في سورية أسهل من الهجوم في لبنان. وهذا لأن الإيرانيين والسوريين حاولوا الرد على الهجوم الإسرائيلي - واستصعبوا ذلك. في لبنان، الوضع أكثر صعوبةً وتركيباً، وذلك لأن لدى حزب الله أكثر من 100 ألف صاروخ، تشكل أداة ردع بالنسبة إلى إسرائيل.
- صحيح أن تنظيم "حزب الله" لا يرد على تهديدات إسرائيل بشكل رسمي، لكن محللين وصحافيين مقرّبين من التنظيم كتبوا أنه لم يتم إرسال أسلحة من إيران عبر لبنان. وشددوا على أن مطار بيروت لا يُستعمل كمسار تهريب. وفي كل الأحوال، التحديات كبيرة، ومن الممكن أن تتحول سنة 2023 إلى سنة الحسم، إذ على الجيش تطبيق ما تعلمه في التدريبات الميدانية.