مختارات من الصحف العبرية
مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
يجري العمل في الأيام الأخيرة على مسودة تسوية بشأن الإصلاحات القضائية التي يقوم بها عدد من القضاة بإشراف رئيس الدولة يتسحاق هرتسوغ. ومن أهم المبادىء التي تضمنتها مسودة التسوية: عدم تشريع فقرة التغلب، ويبقى من صلاحية المحكمة العليا إبطال قوانين عادية، وليس قانون أساس، إلا بهيئتها الكاملة، وبأغلبية الثلثين. وبحسب المسودة، لا يستطيع الكنيست سنّ قانون يخالف حُكم المحكمة. أعضاء اللجنة المكلفة تعيين القضاة ستكون مؤلفة من 3 وزراء، عضو من الائتلاف واثنين من المعارضة، ومن ثلاثة قضاة من المحكمة العليا، ومندوبين اثنين من الجمهور يعينهما وزير العدل ورئيسة المحكمة العليا. ولن يكون هناك أغلبية تلقائية للائتلاف. فيما يتعلق بذريعة المعقولية، وبحسب المسودة، "المحكمة لن تفحص رأي الحكومة على أساس حجة المعقولية، في القرارات السياسية أو في التعيينات." وستتدخل فقط إذا "كان القرار لا أساس له من الصحة." أما بشأن المستشارين القانونيين والاستشارة القانونية، سيبقى الوضع على حاله، والتغيير سيكون من خلال السماح للحكومة، في حالات استثنائية، بتبنّي موقف يتعارض مع المستشار القانوني، كجزء من مسؤوليتها حيال الكنيست والجمهور.
علاوةً على ذلك، تضمنت المسودة حقوق أساس لم تكن متضمنة حتى اليوم، مثل مبدأ المساواة (جميع المواطنين متساوون أمام القانون، ولا يمكن انتهاك حقوق الفرد بسبب الدين أو العرق أو الجنس، أو الميول الجنسية، أو الإعاقة الجسدية والنفسية والعقلية)، ومبدأ المحافظة على حرية التعبير وحرية المعتقد والإلحاد.
وتطرّق عضو الكنيست غادي أيزنكوت (من المعسكر الرسمي) إلى المسودة، فاعتبر أنها تشكل أساساً جيداً للبدء بالمفاوضات بين الطرفين. أما عضو الكنيست أورنا باربيباي (يوجد مستقبل) فرأت أن المسودة تعبّر عن "النيات الطيبة لرئيس الدولة الذي يريد إعادة الدولة إلى مسارها، لكن الطرف الذي يقود الإصلاحات يريد تحويل دولة إسرائيل إلى دولة مختلفة." وأضافت: "لو كان الطرف الثاني مهتماً لقام بعمل بسيط للغاية وقال سنوقف التشريعات وتعالوا لنجلس معاً.. لكن ليس هذا ما يريده الطرف الثاني، بل يريد تنفيذ الإصلاحات كاملة كما يراها هو وتغيير أسلوب الحكم."
في هذه الأثناء، عبّر قادة الاحتجاج عن رفضهم المسودة، وكذلك فعلت رئيسة حزب العمل ميراف ميخائيلي.
ذكر مصدر عسكري سوري أن مطار حلب تعرّض في ليل الاثنين – الثلاثاء لهجوم بعدد من الصواريخ أُطلقت عليه من جهة البحر المتوسط، وهو ما أدى إلى توقفه عن العمل بسبب الأضرار الجسيمة التي لحقت به.
وذكرت مصادر في المعارضة السورية أن الهجوم استهدف منشآت عسكرية تابعة للنظام السوري وميليشيات إيرانية. وبحسب التقديرات، نجح صاروخ واحد على الأقل في إصابة مدرج الطائرات في المطار، وقامت الدفاعات الجوية السورية باعتراض صواريخ أُخرى كانت تستهدف منشآت للجيش السوري في حلب.
وبحسب مصدر عسكري إسرائيلي، فإن الهجوم المنسوب إلى إسرائيل سبقته تحذيرات إسرائيلية من أن الإيرانيين يستخدمون مطار حلب، وأن إيران تحاول استغلال وصول المساعدات الإنسانية المقدمة إلى ضحايا الزلزال في سورية من أجل تهريب السلاح إلى حزب الله. وأضاف المصدر أن إسرائيل لن تتردد في مهاجمة أي سلاح إيراني يرسَل إلى سورية تحت غطاء المساعدات الإنسانية.
من المنتظر أن يلتقي اليوم وزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس الأركان هرتسي هليفي عدداً من قادة وحدات الاحتياطيين من مختلف أذرع الجيش الإسرائيلي، بهدف نقل رسالة واضحة لهم، وهي أن رفض الخدمة خط أحمر.
حتى الآن، يتعامل الجيش الإسرائيلي مع الدعوات إلى رفض الخدمة بكثير من الحذر، وهو لا يريد اتخاذ خطوات صارمة ضد رافضي الخدمة في وحدات الاحتياطيين، كي لا يؤدي ذلك إلى زيادة الاحتجاج واحتمال خروجه عن السيطرة. وحذّر عدد من الألوية في قيادة الأركان العامة في منتديات مغلقة من أنه إذا جرت الموافقة على هذه التشريعات بالقراءة الثانية والثالثة، فإن التخوف هو من تصاعُد وازدياد رفض الخدمة في الجيش.
وأثارت الدعوات إلى رفض الخدمة مخاوف حقيقية لدى رئيس الحكومة بسبب عواقب مثل هذه الخطوة على الردع الإسرائيلي. ودان نتنياهو الدعوات إلى رفض الخدمة في سلاح الاحتياطيين، قائلاً: "رفض الخدمة يهدد أساس وجودنا." ورأت مصادر في الليكود أن رئيس الحكومة بات قريباً من كبح تشريعات الانقلاب القضائي، وأن موجة رفض الخدمة كان لها تأثير في ذلك، وهو معنيّ بالتوصل إلى اتفاق، لكنه يتخوف من ردة فعل وزير العدل ياريف ليفين.
وكان موقع "N12" نشر في مطلع الأسبوع الحديث الذي أجراه رئيس الأركان مع رئيس الحكومة، والذي حذّر فيه من رفض جنود الاحتياط الالتحاق بالخدمة، وعبّر عن قلقه إزاء تمدُّد ظاهرة رفض الخدمة في داخل الجيش.
علمت صحيفة "يسرائيل هَيوم" بأن وزير الخارجية إيلي كوهين وطاقم وزارته يُجرون اتصالات بموريتانيا والصومال والنيجر وأندونيسيا، من أجل إحداث اختراق في اتجاه إقامة علاقات دبلوماسية مع هذه الدول.
ومن وراء الكواليس، يلعب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ومسؤولون رفيعو المستوى في الخارجية الأميركية، بينهم الوزير أنتوني بلينكن وجيك سوليفان وعاموس هوكشتاين، دوراً مهماً في الدفع قدماً بهذه الاتصالات. ويبدو أن الاتصالات مع موريتانيا هي الأكثر تقدماً، بحسب ما لمّح إليه الأسبوع الماضي وزير الخارجية كوهين في أثناء لقائه وزيرة الخارجية الألمانية التي طلب منها رسمياً استخدام علاقاتها مع هذه الدول من أجل مساعدة إسرائيل على شق طريقها نحو موريتانيا والنيجر.
وتجدر الإشارة إلى أن النيجر كانت له علاقات دبلوماسية رسمية مع إسرائيل في سنة 1999، لكنها انقطعت بعد مرور عشرة أعوام، في أعقاب عملية الرصاص المصبوب على غزة في سنة 2010. وفي الوقت عينه، تعمل إسرائيل على إقامة علاقات مع الصومال والنيجر على مستوى متوسط في المرحلة الأولى. والمعروف أنه لم يكن هناك علاقات قط مع الصومال، لكن في السنة الأخيرة وصلت تقارير تشير إلى رغبة الرئيس الصومالي في إقامة علاقات مع إسرائيل التي لها مصلحة في إقامة علاقات مع هذه الدولة بسبب موقع الصومال الاستراتيجي بين الخليج وبين المحيط الهندي وعلى مدخل البحر الأحمر.
بالنسبة إلى النيجر، لا توجد علاقات رسمية مع هذا البلد، وفي الماضي، أقيمت لمدة قصيرة وبصورة غير رسمية، لكنها لم تصمد بعد حرب الغفران [حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973] وخلال الانتفاضة الثانية - ومنذ تلك الفترة، تبذل إسرائيل جهدها لإعادة العلاقات مع هذه الدولة التي تُعتبر دولة ضعيفة، لكن توجد مصلحتان لإسرائيل فيها: الأولى، كون النيجر دولة مصدّرة عالمية لليورانيوم، والعلاقات مع إسرائيل يمكن أن تحبط بيع هذه المادة لدول معادية؛ والمصلحة الثانية: تقليص التصويت ضد إسرائيل في المحافل الدولية.
كما يحاول وزير الخارجية العمل على جبهة أُخرى هي اندونيسيا، أكبر دولة إسلامية في العالم، والتي لا تربطها علاقات رسمية بإسرائيل، لكنها من بين الدول التي لديها علاقات غير رسمية معها في مجالات التجارة والتكنولوجيا والسياحة.
جميع الاتفاقات والاحتفالات يتعين عليها انتظار نهاية شهر رمضان في 20 نيسان/أبريل. تتابع الدول الإسلامية، عن كثب، المواجهة التي تخوضها الحكومة الإسرائيلية الجديدة مع الهجمات الفلسطينية في الضفة الغربية، وبصورة خاصة مسألة الحرم القدسي الشريف والمحافظة على الستاتيكو في هذا المكان.
- بينما نحن مشغولون بخطة الرئيس والاحتجاج والانهيار المحتمل لمنظومة الاحتياطيين، والانهيار الاقتصادي الذي يلوح في الأفق، فإن القصة الحقيقية تجري بين واشنطن والقدس. في يوم الجمعة، كان هنا رئيس الأركان الأميركي ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي، هو لم يطلب اجتماعاً مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووفقاً لمصادر أميركية، لو عرضوا عليه مثل هذا الاجتماع لكان رفضه.
- التقى ميلي وزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس الأركان اللواء هرتسي هليفي، وبحسب مصادر مطلعة على مضمون المحادثات، ما جرى هو تكتيك غير مسبوق في العلاقات الإسرائيلية - الأميركية يتطابق مع البيان الأميركي الحاد والمهين، الذي صدر ضد وزير المال بتسلئيل سموتريتش بعد كلامه عن موضوع قرية حوارة.
- لكن هذا ليس كل شيء: من المفترض أن يصل وزير الدفاع لويد أوستين إلى إسرائيل يوم الأربعاء. وهذه المرة أيضاً، ليس هناك نية لعقد اجتماع بين أوستين ونتنياهو (لكن هذا قد يتغير). بالإضافة إلى ذلك: تضمنت الاتصالات بين إسرائيل والولايات المتحدة مؤخراً التوضيح بأنه لا نية لدعوة نتنياهو إلى الزيارة التقليدية إلى واشنطن، والتي يقوم بها كل رئيس حكومة إسرائيلية بعد تأليف حكومته. الرئيس بايدن لا يريد أن يسمعه.
- مستشار الأمن القومي تساحي هنغبي والوزير رون دريمر المتواجدان حالياً في الولايات المتحدة، استُقبلا ببرودة ظاهرة، ويحظيان بلقاءات من رتب منخفضة. كل هذا مجرد بروفة قبيل سفر وزير المال بتسلئيل سموتريتش لحضور مؤتمر البوندز [الاسم الشائع لشركة التنمية لإسرائيل الضامن الأميركي لسندات الدين الصادرة عن إسرائيل] في واشنطن قريباً. ووفقاً لموظف أميركي: "الموظف الوحيد الذي سيراه سموتريتش في المطار هو موظف الهجرة، ونأمل من هذا الموظف أن يسمح لسموتريتش بالدخول."
- لقد كان الأميركيون، ومن بينهم رئيس الأركان، واضحين في لقاءاتهم، وعبّروا عن ذلك بحدة: "إذا أردتم الاستمرار في الكلام والتنسيق معنا في موضوع إيران والتطورات المهمة في هذا المجال، فقد حان الوقت لتهدئة المناطق. لن نوافق على الدخول في لعبة مزدوجة، إذا أردتم الحديث عن إمكانية تزويد روسيا إيران ببطاريات صواريخ أس - 4000 كما ذكرنا. الولايات المتحدة لن توافق على سياسة إشعال الحرائق في الضفة الغربية، وأن تتصرف كأن شيئاً لم يكن. عندما نرسل مندوبين رفيعي المستوى إلى مؤتمر العقبة، أنتم ترسلون رئيس مجلس الأمن القومي ورئيس الشاباك وضباطاً من رتبة لواء، وفي اليوم التالي، تقولون "ما جرى في العقبة يبقى في العقبة،" معنى هذا أنه ليس لدينا نقاش معكم وأنتم تتحدثون مع أنفسكم. إذا كنتم بحاجة إلى الولايات المتحدة، فعليكم التصرف وفق ذلك. لا نقبل أن نتفق معكم على أمور، وفي الليلة ذاتها تحرقون حوارة، وبعدها يقول وزير مالكم أنه يجب محو القرية."
- هذا الكلام أُرسل إلى إسرائيل عبر قنوات كثيرة، وليس فقط في الاجتماع مع رئيس الأركان الأميركي، وعموماً، هو كلام غير مسبوق، ويذكّر كثيراً باللحظات السيئة أيام فترة أوباما، عندما فاجأ نتنياهو الرئيس الأميركي وجاء ليخطب في الكونغرس من وراء ظهره. لكن مع فارق واحد، بحسب مصدر مطّلع على الاتصالات بين الطرفين: "حتى في أصعب اللحظات، حافظت الرتب المهنية، عموماً، في الجيش الإسرائيلي والجيش الأميركي على اتصالات ثابتة وتعاوُن وثيق، على الرغم من كل شيء، ولم تعطل الأزمات السياسية ولا مرة التعاون العسكري والاستخباراتي وقنوات العمل. الآن، الوضع مختلف، نحن نسمع من مسؤولين أميركيين أمنيين اشمئزازاً واضحاً."
- وبحسب بعض الروايات، فإن التعاون الاستخباراتي بين الأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية والأجهزة الاستخباراتية الغربية يتزعزع. لم أجد إقراراً رسمياً بذلك، لكن الضجة موجودة. قال لي مصدر استخباراتي سابق إن "الاستخبارات أمر حساس. تخيلوا البريطانيين والأميركيين والألمان عندما يعلمون بطرح موضوعات أمنية حساسة على المجلس الوزاري المصغر الذي يضم أشخاصاً مثل بن غفير وسموتريتش. هل هذا يشجعهم على التعاون؟"
- مصدر إسرائيلي مطّلع قال لـ"معاريف": "ما يجري يجبرنا على الاهتمام بسلوان، بدلاً من الاهتمام بطهران. لقد أصبحت طهران قريبة من الوصول إلى القدرة على تخصيب يورانيوم عسكري، ويمكن أن يدخلها الروس إلى منطقة الحصانة قريباً، ونحن في المقابل نخسر أميركا. أقل ما يقال عن ذلك أنه جنون."
- يجب أن نضيف إلى هذا كله أزمة أُخرى في العلاقات مع الأردن، بعد التصريحات التي أدلى بها بن غفير وسموتريتش خلال انعقاد قمة العقبة، قال مصدر أردني رفيع المستوى: "إذا أردتم الذهاب إلى العقبة فاذهبوا، وإذا كنتم لا تريدون الذهاب فلا تفعلوا. لكن أن تحضروا القمة من جهة، وتشهّروا بها من جهة أُخرى، فإن هذا غير مقبول." الأردن رصيد استراتيجي قيّم بالنسبة إلى إسرائيل، ولا سيما في وقت يجري الحديث عن هجوم على إيران ويقوم خلاله سلاح الجو بهجمات متواصلة، بحسب التقارير في مناطق جوية مختلفة في المنطقة.
- كما هو معروف، جرى توجيه تحذيرات حادة إلى بن غفير وسموتريتش من جانب مسؤولين أمنيين بشأن سلوكهما، وأنهما يعرّضان الحلف الاستراتيجي مع الولايات المتحدة للخطر، ويتسببون بأذية مصالح أمنية عليا، ويسخنون الوضع في المناطق عشية شهر رمضان. فهل استوعبا ذلك؟ وهل سيتغير شيء في وقت قريب؟ لا يمكن معرفة ذلك. في هذه الأثناء، الكل ينتظر خطة الرئيس.
- يسمونهم فوضويين، يدّعون أنهم يحصلون على تمويل خارجي، وأن إيران هي مَن تقف خلفهم. وهناك ولد واحد اسمه نتنياهو، يقول عنهم... إرهابيين.
- عملياً، المتظاهرون هنا ليبقوا. صحيح، يوجد في أوساطهم عدد لا بأس به من الانتهازيين - سياسيون يحاولون ركوب الموجة، بعض نشطاء حركة "إذهب" و"جرائم وزير" الذين انضموا إلى الاحتجاج، وبينهم أيضاً معارضو الاحتلال، لأن الأمور مرتبطة، ورأيت بأم العين بعض المتظاهرين ضد "الرأسمالية الجشعة". ما العلاقة بين هذا كله؟ نتنياهو هو المتهم أيضاً بانهيار حزب "العمل"، بحسب ميراف ميخائيلي. هي إحدى الذين يعرفون كل شيء، وتمثل الجانب المتنور، أو المتنورة، في المجتمع.
- الاحتجاجات الجماعية ضد الانقلاب القضائي تتوسع بسرعة - من حيث حجمها وانتشارها الجغرافي وتصعيدها. الحديث يدور عن إغلاق محاور رئيسية ومواجهات مع أفراد الشرطة ومطالبات بعدم الحضور إلى تدريبات الاحتياط. وفي المقابل، حاول داعمو التغييرات القضائية في البداية التقليل من حجم التظاهرات: مرة حين قالوا إن الأعداد مبالَغ فيها، ومرة عندما قالوا إن الحديث يدور عن بعض المحبطين الذين لم يتصالحوا مع نتائج الانتخابات، ومرة أُخرى اتهموا الإعلام بتضخيم القصة (هذا صحيح أحياناً - كيف يمكن تبرير تغطية أمور لم تحدث بعد؟ تظاهرة ستُقام مستقبلاً، في كركور مثلاً. أين ستُقام التظاهرة، وعلى أي طرقات سيسير المتظاهرون؟ وأين ستكون نقطة الالتقاء. شكراً لهم، وفّروا علينا معرفة مكان كشك توزيع الساندويتشات).
- الواقع يثبت أنه كلما تقدم المسار التشريعي، كلما توسعت الاحتجاجات. الحديث يدور عن حالة غير مسبوقة. في السبعينيات، نهض "الفهود السود" الذين احتجوا على التمييز، لكن الاحتجاجات كانت محدودة. غولدا مئير، بدورها، اعتبرتهم "غير مؤدبين"، وبمرور الوقت، اندمجوا في السياسة، وأيضاً تراجعت التظاهرات واختفوا. هذا ما جرى أيضاً مع ستاف شابير وإيتسيك شمولي حين تظاهرا ضد غلاء المعيشة، احتجاجات "الكوتج" [الاحتجاج ضد ارتفاع أسعار المواد الغذائية] أيضاً انهارت بعد تشكيل لجنة معينة. أما احتجاجات الخيام في روتشيلد، نسخة2022؟ فتفككت بعد أسبوع من لحظة عرض خيمة بديلة في موقع آخر.
- احتجاجات اليوم لن تتراجع، ولن تختفي. حتى لو صادق الكنيست على القوانين في القراءة الثانية والثالثة - اليوم التالي لن يكون كما كان قبلها. يوجد هنا جمهور واسع جداً لا يوافق على التغييرات، ولن يتصالح معها. الاقتصاد سيبدو مختلفاً، وسيكون من الصعب على يهود الشتات التعايش مع التغييرات، والعالم أيضاً.
يجب التدخّل - وسريعاً
- على هذه الوتيرة، نتنياهو سيخسر المعركة. الوضع يحتاج إلى حل، ولم يعد مهماً مَن على حق. هذه ساعة الامتحان الخاصة به، ومن الممكن أن تكون "فرصته الأخيرة".
- أضاع نتنياهو إحدى الفرص في خطاب "حوارة" الأسبوع الماضي. وذلك بعد أن قام بمقارنة لا داعي لها، وغير دقيقة الوقائع عندما حدثنا مثلاً عما قام به خلال "فك الارتباط" [خطة الانسحاب الأحادي الجانب من قطاع غزة في سنة 2005]، ذكّرني هذا بسلوكه قبل عدة أسابيع من "فك الارتباط"، عندما تردد كيف سيصوت على خطة "خريطة الطريق". حينها، اتفقنا على أن الوزير نتنياهو سيمتنع من التصويت في الحكومة، وهو بذلك لا يضرّ بالخطوة التي يدفع بها رئيس الحكومة آنذاك، أريئيل شارون. بعد جلسة الحكومة، خرج نتنياهو وهو مستاء، وقال لي: امتنعت، ولم يكن عليّ القيام بذلك. مَن يريد أن يغدو قائداً، يجب عليه عدم الامتناع." جملة قوية. 20 عاماً مرّت ونتنياهو عالق في محاكم أُخرى. محاكم يعيش بسببها "تضارُب مصالح"، ولذلك، مرة أُخرى... يمتنع نتنياهو من أي تدخّل في حل الأزمة التشريعية والقانونية.
- هناك مَن سيقول: نتنياهو لا يتدخل لأنه يؤمن فعلاً بالتغييرات. أنا لا أصدق ذلك. مواقف نتنياهو كانت مرنة في قضايا كثيرة: استقلالية المحكمة العليا، خطاب "بار إيلان". هل تذكرون؟ البعض سيقول: قام بذلك ليهرب من الملفات الجنائية. كونوا أكثر واقعية. هل سيتم غداً تبديل القضاة في المحكمة العليا بـ"محكومين"؟ هل ترون ماندلبليت، الذي عيّنه نتنياهو، محكوماً؟ هناك مَن سيقول إن تراجع نتنياهو فإن ليفين سيستقيل. آه، لا أعتقد أن أحداً من منافسيه في الكتلة سيذرف دمعة عليه. الحزب أصلاً في حالة صدمة. هناك مَن سيدّعي أن نتنياهو أسير لدى زوجته وابنه، ومع ادّعاء كهذا لا أستطيع التعامل. سأترك هذا للطبيب النفسي، وذلك ببساطة لأنه: لا يهمني مَن على حق، هذا الوقت يجب أن يكون فيه المرء حكيماً.
- على نتنياهو أن يعلن اليوم: "سأكون في بيت الرئيس، وأتحدث مع لبيد وغانتس وأيّ لاعب آخر، وهيا بنا - إلى الحل. لا أخاف من تهديدات المستشارة القضائية للحكومة بشأن تضارُب المصالح، وإن أرادت أن تقوم بخطوة، فلتتفضل. من الصعب عليّ أن أتخيل الرئيس يغلق الباب في وجهه، والمعارضة تهرب من يده الممدودة، أو تدينه المحكمة لأنه تجرأ وتدخّل. نتنياهو، قم بالمخاطرة. هذا يسمى "قيادة". وعندما تكون حكيماً، ستكون على حق أيضاً.