مختارات من الصحف العبرية

مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

مقالات وتحليلات
ضباط في فرع إيران في شعبة الاستخبارات العسكرية [أمان] يتحدثون عن التحدي الإيراني
هل تشير الأحداث الأمنية الأخيرة إلى حرب قريبة؟
مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"معاريف"، 11/4/2023
ضباط في فرع إيران في شعبة الاستخبارات العسكرية [أمان] يتحدثون عن التحدي الإيراني
طال ليف رام - مراسل عسكري

[أجرى المراسل العسكري لصحيفة "معاريف"، مقابلة مع 4 رؤساء أقسام في فرع إيران في الاستخبارات العسكرية أمان، أحدهم برتبة نقيب والآخرون برتبة رائد، بينهم امرأتان. وتجدر الإشارة إلى أن فرع إيران يهتم اليوم بالربط بين ساحتين مركزيتين: الإيرانية والسورية. ويهتم بتحليل ما يجري في الداخل الإيراني، ولا سيما حركات الاحتجاج والأزمة الاقتصادية والبرنامج النووي الإيراني. وبحسب فرع إيران، هناك 5 مكونات تؤثر في عملية اتخاذ القرارات في قيادة الحرس الثوري. المكون الأول، الوضع الداخلي في إيران واستقرار السلطات والهدوء العام والاجتماعي. وبحسب أرقام شعبة الأبحاث في أمان، فإن نحو 80% من الجمهور الإيراني لا يؤيدون نظام الملالي؛ المكون الثاني هو الوضع الاقتصادي؛ والثالث هو الرغبة في خلق هدوء داخلي وخارجي في مواجهة التهديدات العسكرية؛ والرابع القوة الصناعية الإيرانية؛ والخامس والأخير هو السياسة الخارجية. نقتطف من هذه المقابلة الطويلة القسم المتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، والرؤية الإيرانية للأزمة الداخلية في إسرائيل].

الخروج من الاتفاق النووي - خطأ استراتيجي

  • القرار الأحادي الجانب الذي اتخذته الولايات المتحدة بالخروج من الاتفاق النووي هو خطأ استراتيجي، في نظر عدد من كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية. من جهة، بسبب التقدير أن الخروج الأميركي من الاتفاق سيؤدي إلى نتيجة عكسية، وإلى تقدُّم دراماتيكي في السباق الإيراني نحو القنبلة، ومن جهة أُخرى، بسبب عدم وجود استعداد لعملية عسكرية. وفقط في العامين الأخيرين، وبتأخير كبير، بدأت الاستعدادات لعملية عسكرية تأخذ زخماً كبيراً.
  • في رأي ضابط كبير في أمان: " خلال سنوات الاتفاق النووي، تقلصت المهمات التي لها علاقة بإيران. وبدأت إيران بالتدخل في المنطقة والتواجد فيها. والسبب الأساسي لذلك هو الحلف مع حزب الله، ومع الرئيس الأسد في سورية في صراعه ضد تنظيم الدولة الإسلامية وأطراف من المعارضة السورية، حلف انضم إليه الروس لاحقاً."
  • وتابع: "من ناحية إيران، هذه كانت فرصة لتعزيز نفوذها وبناء نظام من القوى في مواجهة الحرب المقبلة ضد إسرائيل. إيران اليوم هي التحدي الأكبر بالنسبة إلى إسرائيل، بسبب برنامجها النووي، وبسبب نقاط الاحتكاك الكثيرة بها."
  • وأكبر دليل على ذلك التوتر الأمني على الجبهة الشمالية: المسيّرة الإيرانية التي أسقطتها إسرائيل بعد تسلُّلها من سورية إلى هضبة الجولان، وقبلها التقارير التي تحدثت عن مقتل ضابط في الحرس الثوري كان، على الأرجح، يعمل مستشاراً لدى حزب الله في مجالات عسكرية مختلفة، بينها الصواريخ الدقيقة، والهجوم الجوي المنسوب إلينا. كل ذلك، بالإضافة إلى ازدياد وتيرة الهجمات على أهداف إيرانية، وأُخرى تابعة لحزب الله في سورية، والمنسوبة إلى إسرائيل، رداً على الهجوم الذي وقع بالقرب من مجدو. يدل تسلسُل هذه الأحداث، بوضوح، على تفاقُم التصعيد في مواجهة إيران. بالنسبة إلى إسرائيل، التهديد يزداد تفاقماً، وسيكون معقداً ومتعدد الأبعاد. وبالإضافة إلى النووي الإيراني، فإن التهديدات على طول الحدود وتوطيد العلاقة بين إيران وحزب الله و"حماس" وأطراف "إرهابية" أُخرى على الساحة الفلسطينية تشغل بال رؤساء المؤسسة العسكرية في الليل والنهار.
  • الرائدة أ، رئيسة القسم الخارجي في فرع إيران، تشرح عملها بالقول: "نهتم بما تريد إيران إظهاره للخارج، وما هي مصالحها، وكيف يتشابك برنامجها النووي مع علاقاتها بالدول الأُخرى." وتشرح الرائدة أ: "إيران اقتربت جداً من الدرجة الأعلى في تخصيب اليورانيوم 90%، والتي بعدها تستطيع البدء بتطوير سلاح. وصولها إلى هذه الدرجة من التخصيب يشكل أداة ضغط كبيرة على العالم. وهي ستستخدم السلاح النووي للردع، لذلك، يحرصون في طهران على إعلان كل تقدُّم في البرنامج النووي، مهما كان ضئيلاً."
  • وتتابع الرائدة أ: "تدرك إيران أن تطوير سلاح نووي هو موضوع خطِر جداً. ولا أحد في طهران يريد القيام بخطوة يندم عليها. نحن الآن نصنّف إيران كدولة على عتبة النووي. والإيرانيون يديرون سياسة التجربة والخطأ خلال عملية التخصيب. وفي كل مرة يتقدمون فيها خطوة، ينتظرون كيف سيردّ العالم على ذلك. والعلاقات مع أوروبا مهمة جداً بالنسبة إلى الإيرانيين."
  • وردّاً على سؤال: ما هي الخطوة المقبلة؟ تقول الرائدة أ: "قريباً جداً، ستصل إيران إلى درجة تخصيب 90%، وهذه هي الدرجة العسكرية المطلوبة للقنبلة. والموضوع ليس مسألة الوقت، بل مسألة المحفّز trigger - أحداث تقع، أو قرارات تُتخذ ضدهم. هذا ما يمكن أن يدفعهم إلى قرار التخصيب على درجة 90%."

وجهة النظر الرائدة: هجمات مرتفعة الثمن

  • الرائد ي هو رئيس قسم الردع في فرع إيران في أمان، وهو القسم الذي يهتم بسياسات استخدام القوة الإيرانية، وكيف تنظر طهران إلى إسرائيل، وكيف تفهمها. يقول الرائد ي: "يدركون في إيران أن إسرائيل لاعب مهم بحد ذاته، يقف ضدهم. لكنها ليست تهديداً في مستوى الولايات المتحدة. ومع ذلك، تشكل تهديداً كبيراً." وفي رأيه، "إيران لا تملك حلاً حالياً. ووجهة النظر الإيرانية هي أنه سيأتي يوم ستختفي فيه إسرائيل عن الخريطة." ويتابع الرائد أنه حتى الآن، فشلت إيران في تنفيذ عمليات "إرهابية" ضد إسرائيليين في دول العالم. لكنها تتحسن شيئاً فشيئاً، تكنولوجياً واستخباراتياً.
  • ويضيف: "هجمات تحصد ثمناً غالياً هي وجهة النظر المركزية التي تركز عليها إيران حالياً. هم يريدون القيام بعملية دقيقة في دولة أجنبية. وربما إيران تراقب إسرائيل اليوم، وترى أن لديها فرصة لاستخدام التحديات الداخلية ضدنا."
  • وردّاً على سؤال: كيف يقرأ الإيرانيون خريطة ما يجري عندنا الآن؟ أجاب الرائد ي: "الإيراني العادي يعتبر أن إسرائيل في أزمة، وهو يصفق لذلك. بالطبع، هناك حالة من الرضا عن الوضع، لكن الإيرانيين حذرون جداً. وهم يريدون حقاً أن تضعف علاقة إسرائيل بالولايات المتحدة. لكن الأزمة تجعل إسرائيل، في نظر الإيرانيين، أكثر خطورةً وأقل توقعاً."
  • بحسب توقعات الأجهزة الأمنية، فإن احتمالات دخول إيران في معركة مع إسرائيل في حال اندلاع مواجهة مع حزب الله قائمة. في المقابل، فإن احتمال دخول حزب الله في دائرة القتال في حال حدوث تصعيد دراماتيكي بين إيران وإسرائيل هو أكثر معقولية. ويخلص الضباط في نهاية الحديث معهم إلى القول إن إيران تتعامل بجدية كبيرة مع احتمال هجوم إسرائيلي عليها - ليس فقط ضمن إطار البرنامج النووي.
  • في ظل واقع يبدو فيه الاتفاق النووي الإيراني بعيداً، فإن معقولية تصاعُد التوترات بين إسرائيل وإيران ستزداد، وستكون هي المسيطرة، كما لاحظنا في الفترة الأخيرة. لكن في الخلاصة، يمكن الاستنتاج أن الطرفين ليسا معنييْن بحرب وتصعيد كبير في هذا الوقت.

 

مجلة "Israel Defense"، 10/4/2023
هل تشير الأحداث الأمنية الأخيرة إلى حرب قريبة؟
د. إيال بينكو - مسؤول كبير سابقاً في وزارة الدفاع، لديه شركة استخبارات تجارية، ومحاضر في جامعة بار إيلان
  • بعد عدة أيام على إطلاق قذائف من ثلاث جبهات، سورية وغزة ولبنان - هل نحن على أعتاب حرب ستُفتح ضد إسرائيل؟ هل كان الهدف من وراء القصف هو فحص ردّ إسرائيل كتحضير للمعركة ضدها؟ الإشارات من الأيام الأخيرة تشير إلى أن الأمور من الممكن أن تكون كذلك فعلاً.
  • يوم الجمعة المقبل، 14/4، يوم الجمعة الأخير في شهر رمضان، يتزامن مع "يوم القدس" الإيراني. وهو يوم يهدف إلى التعبير عن المقاومة الشاملة ضد الصهيونية وسيطرة إسرائيل على القدس. ويتضمن هذا اليوم تظاهرات ووقفات في الشارع الإيراني، وفي الدول العربية والإسلامية، وأيضاً في أوساط عرب إسرائيل.

إيران تهدد

  • تتراكم في الأيام الأخيرة إشارات تدل على جاهزية الطرف الإيراني للحرب. قبل عدة أيام (8/4)، أعلنت القوات المسلحة الإيرانية أنها على مستوى الجاهزية الأعلى. وأكثر من ذلك، فإن سلاح البحرية التابع للحرس الثوري الإيراني أجرى تدريبات استثنائية يوم 9/4 في مضيق هرمز، وسبب ذلك، بحسب الإعلام الإيراني، هو التعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني.
  • أما صحيفة "نيويورك تايمز" فنشرت يوم 10/4 أن الحرس الثوري جاهز لإلحاق الضرر بكل سفينة ترفع العلم الإسرائيلي، أو حليفة لإسرائيل، في الخليج الفارسي.
  • ومؤخراً، أصدرت وزارة الخارجية الإيرانية بياناً جاء فيه التالي: "تتحمل الدول الإسلامية مسؤولية القضية الفلسطينية. وجود النظام الصهيوني يشكل خطراً على استقرار وأمن المنطقة. الشعب الفلسطيني يقف على رأس النضال ضد النظام الذي صدّر الإرهاب إلى كل دول المنطقة."
  • مضيفاً أن "مساعدة الشعب الفلسطيني هي مساعدة المضطهدين، وهي أيضاً حدث يجب التخطيط له والاستبصار ومنع العمليات الإرهابية التي يقوم بها النظام الصهيوني، ومنعه من تصدير الإرهاب المنظّم إلى المنطقة، بالاعتداء على الأماكن المقدسة للإسلام، وبصورة خاصة المسجد الأقصى؛ أثبت النظام الصهيوني أنه لن يوفر أي فرصة، وسيستمر في عمله الإجرامي ضد الشعب الفلسطيني والدول المجاورة."
  • وتابع: "حظنا جيد أننا نشهد نهوض الأمة الإسلامية. نحن متأكدون من أننا سنرى في يوم القدس مشهد الدول الإسلامية وكل دول العالم الحرة وهي تعبّر عن دعمها للشعب الفلسطيني المقموع وحقوق الفلسطينيين."

حزب الله وسورية

  • جاء هذا البيان بعد يوم على نشر محادثة بين الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، وبين الرئيس السوري بشار الأسد الذي قال إن "جرائم إسرائيل هي إشارة إلى ضعف النظام ودليل على المستقبل المشرق لجبهة المقاومة."
  • وفي اليوم ذاته، نشر عضو اللجنة المركزية في حزب الله نبيل قاووق أن "إسرائيل تعيش أيامها الأسوأ منذ سنة 1948، وذلك بفضل معادلات المقاومة. النيران تحاصرها من الداخل والخارج." مضيفاً أن حزب الله موجود في الصفوف الأمامية لمساعدة الشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية، وسيستمر من دون تردُّد."
  • الشيخ كمال الخطيب أيضاً، رئيس الحركة الإسلامية - الجناح الشمالي في إسرائيل، غرّد على موقع "تويتر" باقتباس من القرآن يتحدث عن معركة بدر ضد الكفار. بعدها، شرح الخطيب كيف كان المسلمون، حينها، أقلية في مقابل أغلبية؛ ضعفاء في مقابل أقوياء، وعلى الرغم من ذلك، فإنهم انتصروا، لأن رمضان هو شهر النصر، وعلينا أن نكون على قناعة بأن النصر سيكون حليفنا قريباً.
  • حتى أن حركة طالبان في أفغانستان لم تبقَ على الحياد، إذ نشرت قبل أيام بيان دعم للفلسطينيين، وأشارت إلى أنه "إذا سمحت لها دول المنطقة، فسترسل أفضل مقاتليها للقتال على أرض إسرائيل."
  • يمكن ربط العدد الكبير للبيانات والتطرف فيها إلى ما حدث في المسجد الأقصى، وأيضاً كتضامن مع الفصائل الفلسطينية التي تدخلت في المواجهات.

حزب الله و"حماس"

  • يوم 9/4، التقى الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله وفداً من حركة "حماس" في بيروت برئاسة إسماعيل هنية، وبحضور نائبه صالح العاروري، وبحسب ما نُشر في الإعلام، فإن الطرفين بحثا في "التطورات المهمة على الساحة الفلسطينية، وأحداث المسجد الأقصى والمقاومة في الضفة الغربية وقطاع غزة."
  • تصريحات حسن نصر الله أيضاً تشير إلى ارتفاع في درجة التهديدات، حين قال إن "الإسرائيليين يأكلون أنفسهم من الداخل." وأشار إلى أن دولة إسرائيل لن تحتفل بعيد استقلالها الثمانين.
  • وفي مقابل اللقاءات في بيروت، وصل قبل عدة أيام، استثنائياً، قائد "قوة القدس" في الحرس الثوري الإيراني إسماعيل قآني إلى سورية لإجراء بعض اللقاءات، كما يبدو، مع ممثلين للجيش السوري، وممثلين لحزب الله، وحتى لـ"حماس". هذه اللقاءات، في أغلبيتها، جرت في أجواء من التوتر العسكري، ومن خلال منع تسريب ما يجري فيها ومضامينها استخباراتياً.
  • هذا بالإضافة إلى أن الوحدة الرابعة في الجيش السوري، تحت قيادة شقيق الرئيس بشار الأسد، تقوم بنقل تعزيزات عسكرية وأسلحة إلى جنوب سورية- على الحدود مع إسرائيل. يمكن ربط هذا الإجراء بالتطورات التي حدثت في الأسابيع الأخيرة، وما قام به سلاح الجو الإسرائيلي في المنطقة، إلا إن التوقيت هنا أيضاً يطرح أسئلة كثيرة.

تجنيد العالم العربي

  • في محاولة لتجنيد العالم العربي، أجرى الرئيس الإيراني محادثات مع نظيره الجزائري، وقال له: "نحن نشدد على الحاجة إلى خلق جبهة موحدة للدول الإسلامية ضد الكيان الصهيوني، وهناك حاجة ماسة إلى التعاون بين الدول الإسلامية وصوغ جبهة موحدة ضد الكيان الصهيوني المحتل." الحاجة الماسة التي يشير إليها الرئيس الإيراني مقلقة جداً من دون شك. الرئيس الجزائري ردّ بأنه يأمل بأن "نستطيع تحرير الشعب الفلسطيني من قمع الصهاينة."
  • مؤخراً، راكمت إيران الكثير من القوة، وبصورة خاصة بعد تقديمها المساعدة لروسيا، والاتفاقيات الاستراتيجية التي وقّعتها مع الصين وروسيا، حتى أن المواد "المسربة" من إيران أشارت إلى أن الأخيرة راكمت كمية معينة من اليورانيوم المخصّب إلى مستوى عسكري. بما معناه، يمكن أن يكون لدى إيران منذ اليوم قدرات نووية عسكرية كاملة.
  • يبدو أن جميع الخطوات الإيرانية منسَّقة مع شريكتيها الاستراتيجيتين - الصين وروسيا. من جانب روسيا، تم تسجيل تشويش واسع جداً على أنظمة GPS في منطقة الحوض الشرقي للبحر المتوسط.
  • يبدو أن مصدر التشويش هو السفن الحربية الروسية، أو سفن أُخرى يتم تفعيلها على يد روسيا. هذا الحجم من التشويش لم يسجَّل في الأعوام الماضية. سبب هذا التشويش ليس واضحاً بعد.

الصين وتايوان

  • من جانب آخر - مؤخراً، بدأت الصين بتعزيز الوجود العسكري حول تايوان. أولاً، الصين أعلنت في الأيام الأخيرة أن حرس السواحل الخاص بها وأسطولها يستطيعان تفتيش أي سفينة أو إيقافها، عسكرية كانت أم مدنية، تبحر في المياه التايوانية. هذا الإعلان الذي لا يتماشى مع قوانين الملاحة البحرية، يسمح للصين بفرض حصار بحري على تايوان.
  • يوم 10/4 بدأت الصين بتدريب عسكري واسع ومتعدد الأذرع، ويستمر بين 3 و5 أيام، شاركت فيه مئات الطائرات الحربية التي تدربت على مهاجمة أهداف في تايوان، بالإضافة إلى أكثر من 80 سفينة صينية، مع حاملة طائرات وبطاريات صواريخ نُشرت في المياه الإقليمية لتايوان.
  • هذه الخطوات الصينية تحول التركيز الأميركي وتركيز "الناتو" من منطقة البحر المتوسط، وهو ما يسمح لقوى المحور الإيراني بالعمل في المنطقة، حيث الوجود الأميركي الذي يمكنه مساعدة إسرائيل قليل نسبةً إلى معركة بهذا الحجم.
  • وهنا يجب الإشارة إلى أن الولايات المتحدة أعلنت، مؤخراً، أنها أرسلت غواصة نووية إلى البحر المتوسط، بهدف متابعة خطوات روسيا. في الفترة الأخيرة، هذه الخطوة استثنائية من طرف الولايات المتحدة. هل لدى الولايات المتحدة معلومات خاصة بشأن نيات إيران؟
  • الدعم الصيني والروسي، واحتمال وجود سلاح نووي، بالإضافة إلى كمية أسلحة كبيرة، وحقيقة أن أوروبا والولايات المتحدة قلقتان مما يحدث في أوكرانيا وفي بحر الصين الجنوبي، إلى جانب الأزمة العميقة في إسرائيل - هذه الأمور جميعها، إلى جانب شهر رمضان وقدسيته، يبدو أنها تشجع المحور الإيراني أكثر، ويبدو أن قادة هذا المحور فهموا أن الوقت قد حان لضرب إسرائيل وهي في ذروة ضعفها.
  • إذا جرى هجوم متعدد الأطراف من المحور الإيراني (حزب الله، "حماس"، الجهاد الإسلامي، سورية، الميليشيات الشيعية في العراق، الحوثيون في اليمن)، فيبدو أن هذه المعركة ستبدأ بهجوم سيبراني (خلال الأيام الأخيرة، تم تسجيل عدة هجمات سيبرانية على بريد إسرائيل وشركات السايبر ومواقع حكومية وجامعات ومنظومات زراعية في الجليل الأعلى)، إلى جانب قصف صاروخي كثيف وقذائف من جميع الجهات (اليمن، غزة، سورية، لبنان).
  • الهدف خلق حالة فوضى، وإلحاق الضرر بالجبهة الداخلية الإسرائيلية لاستنفاد مخزون الصواريخ الدفاعية الاعتراضية (القبة الحديدية والعصا السحرية) التابعة لإسرائيل. المرحلة التي تليها ستتضمن هجوماً برياً، إلى جانب منظومة دفاع جوي كثيف تابعة لقوى المحور الإيراني، وسيكون على الجيش التعامل معها، فوق الأرض وتحتها، ومن البحر والجو.
  • في نهاية المطاف، كلّي أمل بأن تكون هذه التقديرات في إطار الكلمات المكتوبة فقط، أو تحليلاً خاطئاً للإشارات التي تتراكم في الأيام الأخيرة، ورؤية متشائمة للأمور في منطقة شرق البحر المتوسط.