مختارات من الصحف العبرية
مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
قال بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إن طائرة مسيّرة تابعة له سقطت أمس (الأربعاء) داخل الأراضي السورية بسبب عطل فني.
وأضاف البيان أنه لا توجد خشية من أي تسرّب للمعلومات.
ولم يورد البيان تفاصيل عن سبب سقوط المسيّرة أو طبيعة المهمة التي كانت تقوم بها، كما أنه لم يصدر أي تعليق من أي جهة في سورية.
وهذه ليست المرة الأولى التي تسقط فيها طائرات إسرائيلية مسيّرة داخل الأراضي السورية، ففي نهاية آذار/مارس الماضي، سقطت مسيّرة أُخرى خلال نشاط اعتيادي كانت تجريه هناك.
كما أن الجيش الإسرائيلي أعلن في مطلع نيسان/أبريل الحالي إسقاط قطعة جوية مجهولة في أجواء الجليل، قال إنها جاءت من سورية.
وذكرت تقارير إعلامية أن الحديث يدور حول مسيّرة يُشتبه في أنها إيرانية الصنع.
قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إن السعودية قد تندم على التقارب مع إيران، وأكد أن هذه الأخيرة هي سبب 95% من مشاكل منطقة الشرق الأوسط، وأن هناك حاجة إلى تدخّل أميركي أكبر في هذه المنطقة.
وأضاف نتنياهو في سياق مقابلة أجرتها معه قناة التلفزة الأميركية CNBC أمس (الأربعاء)، أن السعودية ستعيش بؤساً نتيجة تقارُبها مع إيران مثل البؤس الذي تعيشه دول مثل لبنان وسورية واليمن والعراق. لكنه في الوقت عينه، رأى أن التقارب السعودي - الإيراني، والذي بلغ ذروته في إعلان الدولتين استئناف علاقاتهما الدبلوماسية يوم 10 آذار/مارس الماضي وإعادة فتح السفارتين، له علاقة أكبر بالحرب في اليمن.
وقال نتنياهو: "أعتقد أنه ليس لدى السعودية أوهام تتعلق بمسألة مَن هم أعداؤها ومَن هم أصدقاؤها في الشرق الأوسط. إنهم يفهمون أن إسرائيل شريك ضروري، وإننا نود بشدة التوصل إلى سلام مع السعودية، ومن شأن ذلك أن يؤدي إلى إنهاء الصراع العربي - الإسرائيلي."
وسُئل نتنياهو عن التدخل الصيني في الشرق الأوسط، فقال إن لا عِلم لديه بشأن مقترح صيني لحلّ النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي، وأضاف: "إننا نحترم الصين ونقوم بأعمال تجارية كبيرة معها، لكن لدينا تحالُف ضروري مع صديقتنا الكبيرة الولايات المتحدة".
كما دعا نتنياهو إلى زيادة التدخل الأميركي في الشرق الأوسط، وقال: "لا أعتقد أن إسرائيل وحدها، بل معظم دول الشرق الأوسط سترحّب بتدخل أميركي أكبر في شؤون المنطقة. وأعتقد أنه من المهم للغاية أن تكون الولايات المتحدة واضحة بشأن التزاماتها وتدخُّلها في هذه المنطقة."
عقد وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين أمس (الأربعاء) اجتماعاً مع رئيس أذربيجان إلهام علييف في القصر الرئاسي في باكو لمناقشة سبل تعزيز العلاقات. وانضم إلى الاجتماع مندوبون عن 30 شركة اسرائيلية.
وكان كوهين اجتمع في وقت سابق أمس بكلٍّ من وزير الخارجية ووزير الاقتصاد في أذربيجان. وتناول الاجتماع مع هذا الأخير سبل توطيد العلاقات الثنائية.
وقال الوزير كوهين في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام، إن أذربيجان شريك استراتيجي مهم جداً لإسرائيل بسبب موقعها الجغرافي، ولكونها دولة إسلامية شيعية. وأضاف أن العمل جارٍ لتوسيع رقعة التعاون الثنائي في مجالات إدارة الموارد المائية والسايبر والزراعة والتكنولوجيا والابتكارات.
كما وقّع وزير الخارجية في باكو أمس اتفاقيات للتعاون في قطاعات الاستثمار والتربية والتعليم وحماية البيئة.
وتوجّه كوهين أمس إلى تركمانستان في زيارة نادرة يدشن خلالها سفارة إسرائيل في عاصمتها عشق آباد.
وهذه هي أول مرة منذ 30 عاماً يقوم فيها وزير خارجية إسرائيلي بزيارة إلى هذا البلد الذي له حدود طويلة مع إيران على بُعد 20 كيلومتراً فقط.
ذكر بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أن قوات الأمن اعتقلت أمس (الأربعاء) مرتكب عملية إطلاق النار في حيّ الشيخ جرّاح في القدس الشرقية أول أمس (الثلاثاء).
وأضاف البيان أن الحديث يدور حول فتى قاصر في الخامسة عشرة من عمره، وتم اعتقاله في مخيم عسكر للاجئين في نابلس، حيث يقطن.
ووقعت العملية في أحد شوارع حيّ الشيخ جرّاح، وأسفرت عن إصابة مستوطنيْن إسرائيلييْن بجروح. والمصابان من المتدينين التابعين للتيار الحسيدي اليهودي، وتعرّضا لإطلاق النار فور خروجهما بمركبتهما من ضريح "شمعون هتسديك" في الحي المذكور.
من ناحية أُخرى، قالت مصادر أمنية إسرائيلية رفيعة المستوى إن مطاردة مرتكبي العملية في غور الأردن الأسبوع الماضي، والتي أسفرت عن مقتل 3 مستوطنات إسرائيليات من مستوطنة إفرات، ما زالت مستمرة.
وأعلنت هذه المصادر نفسها أن قوات الأمن اعتقلت في مخيم جنين أمس 3 شبان فلسطينيين، هم علاء الدين أحمد والشقيقان أحمد ومحمد جرادات، بشبهة ضلوعهم مؤخراً في عمليات إطلاق نار وعبوات ناسفة على الجيش والمستوطنين.
طلبت 23 عائلة إسرائيلية ثكلى في بئر السبع [جنوب إسرائيل] أمس (الأربعاء) من وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير [رئيس "عوتسما يهوديت"] عدم حضور المراسم التي ستقام في المقبرة العسكرية في المدينة بمناسبة ذكرى الجنود القتلى في الحروب الإسرائيلية، والتي تصادف يوم الثلاثاء المقبل.
ووصفت هذه العائلات في شريط فيديو عمّمته على وسائل الإعلام، بن غفير بأنه شخص تنصل من أداء الخدمة العسكرية ومتعصب ومُدان بدعم منظمة إرهابية، وبالتحريض على العنصرية.
وتواصل الأحداث السياسية إلقاء ظلالها على مراسم يوم الذكرى المذكور ومراسم يوم الاستقلال الذي يصادف في يوم الأربعاء المقبل.
وأعلنت حركة الاحتجاج على الخطة الحكومية القضائية أنها ستقيم مراسم إيقاد شعل بديلة في تل أبيب بالتوازي مع المراسم الرسمية المقامة على جبل هرتسل في القدس.
وذكرت قناة التلفزة الإسرائيلية "كان 11" [تابعة لهيئة البث الرسمية الجديدة] أن جهاز الأمن العام ["الشاباك"] يستعد لاحتمال محاولة عائلات ثكلى عرقلة وصول منتخبي الجمهور إلى المقابر العسكرية في أنحاء البلد خلال يوم ذكرى قتلى معارك اسرائيل الأسبوع المقبل.
وقال الوزير أوفير سوفير، من "الصهيونية الدينية"، إنه لا يريد صداماً مع عائلات ثكلى، ولكن لا يحق لأحد التشويش على هذه المراسم.
في المقابل، قال عضو الكنيست والوزير السابق عوديد فورير، من حزب "إسرائيل بيتنا"، إن على الوزراء أن يسألوا أنفسهم كيف وصلنا إلى مثل هذا الشرخ العميق في المجتمع حتى في يوم ذكرى قتلى معارك إسرائيل. وأشار إلى أن الحكومة الحالية تقود البلد إلى وضع يؤدي فيه نصف الشعب فقط الخدمة الإلزامية في الجيش الإسرائيلي.
في سياق متصل، حذّرت الحكومة الإسرائيلية من أنها لن تقبل أي استفزاز في احتفال تأسيس إسرائيل مساء الثلاثاء المقبل في وقت يشهد البلد انقسامات سياسية حادة.
وقالت وزيرة المواصلات ميري ريغف [الليكود]: "إننا نحذّر مسبقاً من أننا لن نقبل، ولن نحتوي أي مظهر احتجاج أو شغب، في مراسم إيقاد الشعل." [الفعالية الرئيسية للاحتفال بذكرى تأسيس إسرائيل التي تعقد في "جبل هرتسل" في القدس].
ودعت ريغف إلى تنحية السجالات جانباً، مشيرةً إلى أنه لا مشكلة مع التعبير عن النقد، لكن ينبغي ألا يكون ذلك في الاحتفالات الرسمية.
وريغف هي الوزيرة التي كلّفتها الحكومة الإشراف على تنظيم مراسم إيقاد الشعل.
وردّ عضو الكنيست يائير لبيد، رئيس حزب "يوجد مستقبل" وزعيم المعارضة، على ريغف، وأعلن مقاطعته حضور الحفل. وزعيم المعارضة في إسرائيل هو منصب رسمي، ويُعتبر واحداً من بين خمس رئاسات رسمية، بالإضافة إلى رئاسات الدولة، والحكومة، والكنيست، والمحكمة العليا. وقال لبيد: "سيبقى مقعدي فارغاً لأن الحكومة لم تترك لي أي خيار."
في غضون ذلك، أعلنت المنظمات الاحتجاجية ضد التعديلات المقترحة من جانب الحكومة على الجهاز القضائي، أنها ستنظّم تظاهرة ضخمة في تل أبيب الثلاثاء المقبل، قبيل طقوس إيقاد الشعل في القدس. وأعلن أنصار الحكومة أنهم ينوون تنظيم تظاهرة مليونية يوم الخميس المقبل.
- الواقع المعقد والإشكالي في هذه الأيام، وقبل الذكرى الـ75 لقيام دولة إسرائيل، يشبه إلى حد بعيد الواقع الذي كان سائداً قبل 56 عاماً، عشية الذكرى الـ19 لقيام الدولة في ربيع 1967.
- كانت دولة إسرائيل الصغيرة والفقيرة في تلك الأيام تعاني جرّاء انكماش اقتصادي عميق، بدأ في شتاء 1966، بعد تقديم ليفي أشكول حكومته. وتجلى ذلك في الموجات الكبيرة من الصرف من الخدمة والإضرابات وتظاهرات آلاف العاطلين من العمل الذين كان عددهم يزداد يوماً بعد يوم، وأجواء الاكتئاب الشديد التي أدت إلى نزوح كبير عن البلد، وأوجدت حينها النكتة التي برزت على يافطة كبيرة عُلقت في مطار اللد (الذي لم يكن أُطلق عليه بعد اسم مطار بن – غوريون): "آخر شخص يغادر يطفىء الأضواء". في المقابل، رأى أعداء إسرائيل، الذين لم يتوقفوا لحظة عن العمل على تدمير الدولة الصهيونية، في وضع إسرائيل الاقتصادي الصعب فرصة جيدة لشنّ هجوم مشترك عليها لتدميرها.
- ومَن وقف على رأس هذا المعسكر كان الرئيس المصري جمال عبد الناصر الذي اعتبر ليفي أشكول رئيساً ضعيفاً وغير قادر على اتخاذ القرارات، وأن حكومته مفككة. وما ساهم في هذا الشعور لدى أعدائنا، أن العلاقات الإسرائيلية مع فرنسا، أهم صديقة لإسرائيل في تلك الفترة، كانت تواجه صعوبات، بالإضافة إلى أن الولايات المتحدة "شرطي العالم" كانت غارقة حتى رقبتها في حرب فيتنام.
- عبد الناصر، الذي تكبّد جيشه خسائر فادحة في الحرب التي خاضتها مصر في اليمن، رأى في الحرب ضد إسرائيل فرصة كي يثبت لشعبه أن مصر لديها جيش قوي وجيد. وعلى الحدود الشمالية لإسرائيل، دارت في أواسط الستينيات معركة يومية مع السوريين على مصادر المياه، بعد أن عمدت سورية، بدعم من الأردن، إلى تحويل ينابيع نهر الأردن، ومسّت بأحد أكثر مصادر المياه أهميةً بالنسبة إلى دولة إسرائيل.
- خلال تلك الحرب التي جرت على الحدود الشمالية لإسرائيل، تحصّن السوريون جيداً في عشرات المواقع في هضبة الجولان، وقصفوا، من دون توقف، مستوطنات سهل الحولة ومستوطنات الجليل التي كانت موزعة تحت أقدامهم. ويضيف المحللون والخبراء العسكريون في تلك الفترة إلى هذا كله أن الاتحاد السوفياتي، الذي كان يساعد كثيراً في تسليح وتدريب الجيشين المصري والسوري، علِم بأن دولة إسرائيل الصغيرة استكملت في تلك الفترة إقامة مفاعلها النووي في ديمونا، وأصبح لديها قدرة نووية، عمل على تدريب مصر على هذه الحرب لضرب إسرائيل وقدرتها النووية.
- إعلان الحرب في سنة 1967 خلق لدى إسرائيل خوفاً كبيراً من الخسارة وقلقاً من حدوث محرقة ثانية. النتائج التي أسفرت عنها هذه الحرب، الكلّ يعرفها. الجيش الإسرائيلي استعد جيداً لهذه الحرب طوال عشرة أعوام، وأثبت للعالم قوته وقوة دولة إسرائيل الصغيرة التي تحولت بين ليلة وضحاها إلى دولة عظمى.
- كتبت هذه المقدمة الطويلة، انطلاقاً من الشعور بأن دولة إسرائيل في هذه الأيام تمرّ بالواقع عينه، وتشعر بالتهديد الذي شعرت به في سنة 1967. الانقسام والتصدّع في دولة إسرائيل، كما يتم تصويرهما ونشرهما يومياً في شتى أنحاء العالم من خلال التظاهرات، ومن خطابات السياسيين وتصريحاتهم، خلقا شعوراً بأن الدولة تتفكك، الأمر الذي شجّع أعداءنا الكثُر المتعطشين لاستغلال اللحظة للهجوم وتدمير دولة اليهود.
- في هذا الوقت الذي تضاء كل أضواء التحذير بقوة على خريطة إسرائيل، لا مجال للتردد، ويجب على دولة إسرائيل، الآن وفوراً، شنّ حرب وقائية ذكية ومفاجئة لضرب منظومة آلاف الصواريخ لدى حزب الله في لبنان، والموجهة نحو الجبهة الداخلية الإسرائيلية، وتوجيه ضربة قاضية إلى "رأس الأفعى" الإيرانية، وكذلك توجيه ضربة إلى "حماس" والجهاد الإسلامي.
- صحيح أن لا أحد يرغب في الحرب التي يمكن أن يسقط فيها أفضل أبنائنا، ولا أحد يريد أن يرى هنا خراباً ودماراً، لكن من المهم أن نعرف أن الزمن ليس في مصلحتنا، وكل تأخير أو انتظار سيفاقم هذا الصراع على وجود دولة إسرائيل.
- الاتفاق الموقّع في الشهر الماضي بين ممثلين للسعودية وإيران، بوساطة صينية، بشأن استئناف العلاقات الدبلوماسية التي انقطعت في سنة 2016، يشكل إنجازاً سياسياً إضافياً بالنسبة إلى إيران، يضاف إلى سائر إنجازاتها في الفترة الأخيرة.
- عندما نحلل تداعيات الاتفاق السعودي – الإيراني على إسرائيل، يجب أن نأخذ في الاعتبار المتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على اليمن منذ سنة 2015، بعد الانقلاب العسكري الذي قاموا به وسيطرتهم على أجزاء واسعة من اليمن، بمساعدة عسكرية إيرانية. والحوثيون هم من الشيعة الذين يكنّون عداءً شديداً لإسرائيل، وهم حلفاء لإيران وحزب الله، ويرون في أميركا وإسرائيل، وحتى في السّنة، أعداء لهم ويجب القضاء عليهم.
- يتسلح الحوثيون اليوم بسلاح إيراني متقدم وتكنولوجيا ذكية للرقابة والتحكم، وهو ما يسمح لهم بمهاجمة أهداف في دول الخليج والسعودية في آن معاً. ويشمل هذا السلاح صواريخ برية وأُخرى بحرية، يتراوح مداها ما بين 50 و200 كلم، بالإضافة إلى صواريخ مضادة للطائرات، وصواريخ مضادة للسفن، ومسيّرات هجومية وحوامات.
- الهجوم على ميناء أبو ظبي بواسطة مسيّرات في كانون الثاني/يناير 2022، من مسافة حوالي 1500 كلم، جسّد الخطر الذي يمكن أن يمثله الحوثيون على ميناء إيلات ومحيطه، والموجود على مسافة 1650 كلم شمال غرب اليمن.
- لقد سبق أن شُنّت هجمات مشتركة بواسطة أسراب من الحوامات والمسيّرات والصواريخ البحرية في آن معاً، ومن اتجاهات مختلفة، في السنوات 2019 و2021 و2022، واستهدفت شركة النفط ومنشآت مدنية في السعودية، وألحقت ضرراً اقتصادياً كبيراً، وأدت إلى وقف العمل في أجزاء كبيرة من قطاع الطاقة الإنتاجية للنفط السعودي.
- النظرة الإسرائيلية إلى الموضوع السعودي - الإيراني والعلاقات مع المتمردين الحوثيين مهمة للغاية. إذ يشكل اليمن قاعدة لإطلاق الصواريخ الباليستية والصواريخ البحرية والمسيّرات وأسراب الحوامات الهجومية على السعودية ودول الخليج، انطلاقاً من قدرة تكنولوجية مدهشة في مجالات السيطرة والتحكم والتوقيت.
- بالنسبة إلى الإيرانيين، الحوثيون ليسوا فقط حلفاء استراتيجيين ورأس حربة في الصراع ضد إسرائيل (مثل حزب الله)، بل هم أيضاً "ذراع استراتيجية" يستخدمونها ضد إسرائيل في ظروف معينة.
- بناءً على ذلك، في ظل عدم وجود حافز لمهاجمة (الدولة الشقيقة السّنية)، ثمة تخوف محتمل من أن يوجه الحوثيون قدراتهم المؤكدة ضد إسرائيل، بتشجيع من إيران. ومن المحتمل حدوث مثل هذا السيناريو كردّ على الهجمات على الميليشيات الموالية لإيران في سورية والعراق، أو كعمل استفزازي، هدفه فحص حدود الرد الإسرائيلي. ويمكن أن يتحقق هذا الأمر من خلال مهاجمة منشآت استراتيجية، مثل ميناء إيلات ومحيطه ومنشآت النفط ومطارات المنطقة، أو مهاجمة سفن في البحر الأحمر يملكها رجال أعمال إسرائيليون، وضرب طريق التجارة البحرية بين إسرائيل والهند ودول الشرق الأدنى.
- في ضوء مثل هذا السيناريو، ستجد إسرائيل نفسها محاطة بحلقة شيعية –سنية مسلحة بكل أنواع السلاح، من السهل تشغيلها، ومن الصعب كشفها واعتراضها، وذات قدرة تدميرية كبيرة. وتشمل هذه الحلقة، بالإضافة إلى المتمردين الحوثيين جنوباً، وكلاء إيران شرقاً في العراق، وحزب الله في الشمال، و"حماس" والجهاد الإسلامي في قطاع غزة من الغرب.
- ومؤخراً، صرّح دبلوماسي يمني بأن التقارب غير المتوقع بين السعودية والحوثيين يشكل خطراً على حرية الملاحة في البحر الأحمر، ويمكن أن يؤدي إلى المسّ بسفن إسرائيلية تعبر طريق التجارة بين إسرائيل ودول شرق آسيا، من الحوثيين وبتوجيهات إيرانية.
- زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي سبق أن هدد إسرائيل، وهو ما يؤكد، أكثر فأكثر، الخطر الذي يمكن أن تتعرض له إسرائيل جرّاء الوضع الجديد. بناءً على ذلك، يتعين على دولة إسرائيل التفكير في مسار استراتيجي جديد لمواجهة التهديد الناجم عن استئناف العلاقات بين السعودية وإيران.