النكبة مستمرة...والثورة أيضاً
لا يملك المواطن العربي، هذه الأيام، "ترف" الحديث عن "النكبة". فهذا المصطلح كرّسه المفكر والمربي العربي الكبير المرحوم قسطنطين زريق، للنكبة الفلسطينية منذ 1948 وعلى امتداد العقود الستة الماضية، باعتبارها "النكبة" في حياة العرب وفي تاريخهم المعاصر. لكن النكبات العربية اليوم تتكسّر على النكبات: في سورية والعراق وليبيا واليمن، وقبلها في الصومال والجزائر ولبنان.
وإذا كان ما يجري في سورية والعراق، بصورة خاصة، يضاهي في خطورته على شعبي البلدين وعلى مستقبل الوطن العربي بكل مكوّناته، ما جرى ولا يزال يجري في فلسطين،
فإن "النكبة" تظل ـ كما كرسها زريق ـ أم النكبات العربية: اسرائيل ماضية في تهويد الأرض، وتشريد الشعب، واضطهاد مَن بقي صامداً متشبثاً بحقه في وطنه. واليمين العنصري المتطرف يرسخ نظام الأبرتهايد ويحوّل المناطق المحتلة الى سجون معازل.
النكبة مستمرة؟ نعم. لكن الثورة مستمرة أيضاً. والشعب الفلسطيني يقاوم وحده الى أن تنجز الشعوب العربية معركة الكرامة والحرية، وتتعرف من خلالها الى طريق فلسطين.