ملف الإستيطان

26/7/1974

"الإذاعة الإسرائيلية" ذكرت أن 150 مستوطناً و2000 شخص من مؤيديهم توجهوا أمس إلى سبسطية في الشمال الغربي من مدينة نابلس بقصد التمركز هناك وبناء مساكن يقيمون فيها. وذكرت الإذاعة أنه بالرغم من وجود بعض قوات الجيش إلا إنه لم يحدث أي اشتباك لأن لا أحد يرغب بذلك. ولدى مقابلة بعض المستوطنين أبدى الجميع تأكيدهم أن ليس للحكومة الحق في إبعادهم بالقوة من أرض "أجدادهم". من جهة أخرى ذكرت الإذاعة أن غلياناً في مدينة نابلس تسبب به الاستيطان. وأضافت الإذاعة أن معزوز المصري، رئيس بلدية نابلس، قد قابل العقيد يهودا شيرائي، الحاكم لمدينة نابلس، وبحث معه موضوع الاستيطان وأطلعه على وضع المدينة. من جهة أخرى أجرت الإذاعة مقابلة مع مئير باعيل، عضو الكنيست من موكيد، فأبدى معارضته لموضوع الاستيطان وقال إنه من أخطر الأمور التي نفذت منذ تأسيس دولة إسرائيل، ومنذ تأسيس الحركة الصهيونية. وقابل باعيل إن هناك احتمالات أن تجري محاولات استيطان من جانب مواطنين عرب في قرى عربية مهجورة. واعتبر باعيل قضية وصول المستوطنين إلى سبسطية دون أن تستطيع قوات الجيش معهم إخفاقاً أمنياً. وذكرت الإذاعة أن موشيه كرمل، عضو الكنيست من حزب العمل، اعتبر محاولة الاستيطان ظاهرة تلحق الضرر بالوحدة و"بالديمقراطية في الدولة". هذا وذكرت الإذاعة أن البروفسور أمنون روبنشتاين، من قادة حركة شينوى (التغيير)، عارض كذلك فكرة الاستيطان واعتبرها عصيان للحكومة. وقال مئير تلمي، عضو الكنيست وسكرتير مابام، إن الاستيطان هو محاولة لخلق حقائق واقعية غير مشروعة، وأن الحكم الذي يحترم نفسه لا يستطيع أن يمر على مثل هذه المحاولة مرور الكرام. وطالب تلمي بمحاكمة المستوطنين. أما كتلة راكح في الكنيست فقد قدمت اقتراحاً عاجلاً على جدول الأعمال للبحث في الاستيطان. وذكرت الإذاعة أن المكتب السياسي في راكح يقول إن الاستيطان سيؤزم الوضع في المنطقة ويقضي على مساعي التسوية السلمية. وأفادت الإذاعة أن متظاهرين [وصفتهم الإذاعة بأنهم أوساط حمائمية] من حزب العمل تظاهروا ورفعوا شعار وجوب استيطان النقب لا سبسطية. من جهة أخرى ذكرت الإذاعة أن العلم الإسرائيلي قد رفع فوق المستوطنة الحديثة وأن مساعدات قدمت للمستوطنين وأن بائعين عرب يعرضون بضائعهم على المستوطنين. وفي وقت لاحق أشارت الإذاعة إلى أن المستوطنين بدأوا بدراسة اقتراح بالانتقال إلى مكان آخر نظراً للمعارضة الشديدة كما أن مناحيم بيغن نصحهم بذلك خوفاً من الصدام مع الجيش. وبعد اجتماع الحكومة ظهر اليوم اتخذ قرار بالإجماع بمنع أيو محاولة للاستيطان بدون موافقتها وقرارها. وذكرت الإذاعة أن اقتراحاً قدم للمستوطنين بالانتقال إلى مخيم يبعد 10 ملن إلى الشرق من نابلس وبدأ تسجيل أسماء الراغبين في الاستيطان في المكان الجديد. وأوردت الإذاعة تصريحاً لـ رشدي عبد الهادي، مختار سبسطية، جاء فيه أن الأرض التي أقام عليها المستوطنون تخص خمس قرى أخرى وأن رصيف سكة الحديد هو وحده ملك الدولة. واعتبر عبد الهادي العملية معرقلة لمساعي السلام.

المصدر: اليوميات الفلسطينية، المجلد العشرون (بيروت: منظمة التحرير الفلسطينية، مركز الأبحاث، 1979)، 103.