مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إن إسرائيل هي أكثر دولة مهددة بالصواريخ والقذائف الصاروخية في العالم أجمع.
وجاءت أقواله هذه في مستهل الاجتماع الذي عقدته الحكومة الإسرائيلية أمس (الأحد)، وقد أكد فيها أيضاً أن هذا التهديد يضطر إسرائيل إلى أن تكون مستعدة لأي سيناريو، وإلى أن تستثمر المليارات في حماية جبهتها الداخلية، سواء من خلال منظومات الدفاع المضادة للصواريخ على غرار "القبة الحديدية"، أو من خلال إقامة الملاجئ وتحسين منظومات الإنذار.
في الوقت نفسه أكد رئيس الحكومة أن من الصعب الوصول إلى وضع تتوفر فيه حماية مطلقة للجبهة الداخلية، وشدّد على أن الحماية لا تشكل بديلاً من تعزيز القوة الضاربة للجيش الإسرائيلي، وتعزيز قوة الصمود والمناعة لدى السكان المدنيين في حال تعرّض الدولة للهجوم.
هذا، ومن المتوقع أن تستمر اليوم (الاثنين) مناورات الجبهة الإسرائيلية الداخلية التي بدأت أمس والتي تحاكي تعرّض إسرائيل إلى حرب شاملة، بما في ذلك إطلاق أسلحة غير تقليدية عليها. وتشرف على هذه المناورات وزارة شؤون الجبهة الداخلية وقيادة الجبهة الداخلية، بالتعاون مع خدمات الإسعاف الأولية، وجهاز الإطفاء، والشرطة الإسرائيلية.
علمت صحيفة "هآرتس" أن قيادة المنطقة العسكرية الوسطى في الجيش الإسرائيلي قامت بتوسيع مناطق النفوذ التابعة للمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية خلال سنة 2012 بما لا يقل عن 8,000 دونم.
ومعروف أن صلاحية توسيع مناطق نفوذ المستوطنات في الضفة الغربية موجودة في يد قائد المنطقة العسكرية الوسطى، وهي تتيح له إمكان إصدار أوامر عسكرية في هذا الشأن يجري تنفيذها فوراً. وقد تبين من فحص خرائط مناطق نفوذ المستوطنات الموجودة في حيازة الإدارة المدنية أن مساحة هذه المناطق ازدادت من 530,931 دونماً سنة 2011 إلى 538,303 دونمات سنة 2012.
وتتميّز الأراضي التي تم ضمها إلى مناطق نفوذ المستوطنات بأنها غير آهلة بالسكان الفلسطينيين، الأمر الذي يزيد من احتمال تقديم خطط في المستقبل لتوسيع مستوطنات قائمة من خلال إقامة وحدات سكنية جديدة في هذه الأراضي.
أكد رئيس الدولة الإسرائيلية شمعون بيرس أنه يتعين على إسرائيل والفلسطينيين استئناف المفاوضات بينهما في أسرع وقت ممكن، وذلك من أجل التوصل إلى اتفاق سلام على أساس حل دولتين للشعبين.
وأضاف بيرس، الذي كان يلقي خطاباً أمام مؤتمر المنتدى الاقتصادي العالمي الذي بدأ أعماله في الأردن أمس (الأحد)، أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يعتبر شريكاً للسلام مع إسرائيل، وشدّد على أن مبادرة السلام العربية تشكل فرصة استراتيجية، وتعبر عن حدوث تغيير جوهري في مواقف الدول العربية.
وتعرضت أقوال بيرس هذه إلى هجوم حاد في صفوف قادة أحزاب اليمين.
وقال الوزير عوزي لانداو ["الليكود - بيتنا"] إن على إسرائيل أن تتحلى بالواقعية، وألا تتبنى سياسة مبنية على أضغاث أحلام. كما يتعين عليها أن تدرك أن العودة إلى خطوط 1967 تعني العودة إلى حدود [غيتو] أوشفيتز.
وأكد وزير الاقتصاد نفتالي بينت [رئيس "البيت اليهودي"] أنه يحترم مكانة رئيس الدولة، لكن في الوقت نفسه على هذا الأخير أن يدرك أن أغلبية الجمهور في إسرائيل تعارض الانسحاب إلى خطوط 1967، وتدرك أن الطريق إلى السلام والأمن تمر عبر تعزيز قوة إسرائيل، لا عبر إضعافها وانسحابها من المناطق [المحتلة].
في المقابل، قال عضو الكنيست إيتان كابل [العمل] إن حل الدولتين هو الحل الوحيد للنزاع الإسرائيلي - الفلسطيني، ووصف خطاب بيرس في الأردن بأنه شجاع جداً.
وأشار الوزير عمير بيرتس ["هتنوعا"] إلى أنه يعتقد بأن رئيس الدولة قام بتنسيق أقواله مع كل من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزيرة العدل تسيبي ليفني، المسؤولة عن ملف المفاوضات مع الفلسطينيين في الحكومة الإسرائيلية.
· قبل عام واحد فقط كان من الصعب تخيّل سيناريو يتجرأ فيه عنصر ما عربي أو لبناني على إطلاق صواريخ على حي الضاحية الجنوبية في العاصمة اللبنانية بيروت، الذي يعتبر بمثابة العاصمة الإدارية لحزب الله. لكن يبدو أن ازدياد ضلوع هذا الحزب في الحرب الأهلية الدائرة في سورية يؤدي إلى تراجع مكانته السياسية، وإلى تآكل قوة الردع لديه داخل لبنان وخارجه.
· ولا يهم من الذي قام بإطلاق الصواريخ على هذا الحي أمس (الأحد)، ذلك بأن المهم هو أن إطلاق الصواريخ أوجد سابقة يمكن أن يستفيد منها جميع خصوم حزب الله في لبنان وسورية لتوجيه مزيد من الضربات إليه في المستقبل.
· تجدر الإشارة إلى أن "الجيش السوري الحر" هدّد قبل عدة أشهر بإلحاق أضرار بلبنان إذا لم يوقف حزب الله تدخله في سورية. وقد نفذ هذا الجيش تهديده من خلال قيام أفراده بإطلاق النار على بعض القرى الشيعية في منطقة البقاع. ويمكن الافتراض بأنه هو من يقف أيضاً وراء عملية إطلاق الصواريخ على حي الضاحية الجنوبية، لكن في الوقت نفسه لا بُد من تأكيد أنه لا يمكن إطلاق صواريخ كهذه من دون مساعدة عناصر لبنانية معينة، مثل المنظمة السلفية التي يتزعمها الشيخ أحمد الأسير، والذي يتخذ من صيدا في جنوب لبنان مقرّاً له، ويقوم منذ أكثر من نصف عام باستفزازات ضد حزب الله، كما أنه أسس ميليشيا عسكرية وأرسلها إلى سورية لدعم المتمردين ضد نظام الرئيس بشار الأسد.
· إن ذلك كله يثبت أن لبنان يعيش في الآونة الأخيرة فوق برميل من بارود التوترات الطائفية والمذهبية الآخذة في التفاقم أكثر فأكثر، وذلك في وقت باتت فيه حكومة تصريف الأعمال برئاسة نجيب ميقاتي مشلولة تماماً، وفي ظل محاولات محمومة يقوم بها حزب الله للحؤول دون إجراء انتخابات عامة جديدة في البلد. كما تدور في مدينة طرابلس رحى حرب بين العلويين والسنة أوقعت عشرات القتلى. ويتصاعد التوتر بين الشيعة والسنة في عدة مناطق لبنانية، مثل البقاع، ويمكن أن يتسبب بانفجارات كبيرة أخرى في أي لحظة. ومعروف أيضاً أن ثمة نصف مليون لاجئ سوري في لبنان، ولا شك في أن جزءاً كبيراً منهم على استعداد لأن ينتقم من حزب الله، بينما ينتظر أتباع كل من الزعيم السني سعد الحريري، والزعيم الدرزي وليد جنبلاط، اللحظة التي تنهار فيها سيطرة حزب الله على بيروت للانتقام منه.
· إن ما يهم إسرائيل من هذه التطورات كلها هو أنها تساهم في إضعاف حزب الله. لكن في المقابل ثمة مأساة تكمن في أنه لا توجد في لبنان حالياً أي قوة يمكن أن تشكل بديلاً منه لتسلم زمام السلطة في هذا البلد المجاور.
· منذ عامين ونصف عام تشتعل النار في سورية، وذلك بعد تحول الاحتجاج المحدود والمحلي الذي بدأ في الريف ومناطق الأطراف - الذي كان في الأساس احتجاجاً طبقياً على الضائقتين الاجتماعية والاقتصادية - إلى ثورة شعبية واسعة النطاق، ومن بعدها إلى حرب أهلية دموية. ومع مرور الوقت اكتسب النزاع في سورية طابعاً طائفياً ودينياً، وتحول إلى صراع جهادي تخوضه المجموعات الإسلامية في سورية، والمتطوعون الذين يتدفقون إليها من جميع أنحاء العالم العربي والإسلامي بهدف محاربة الحكم العلوي" الكافر"، حليف إيران وحزب الله الشيعيين.
· لقد ألحق الثوار أضراراً بليغة بأسس النظام، ونجحوا في شل الحياة العادية في جميع أنحاء الدولة، كما سيطروا على مناطق واسعة. ففي أيار/ مايو 2013، بلغ عدد القتلى في سورية قرابة 100,000 قتيل، ويضاف إلى هؤلاء أربعة ملايين ونصف مليون من النازحين، بينهم مليون ونصف مليون غادروا سورية إلى تركيا والأردن ولبنان. وتقدر الأضرار التي لحقت بالبنية الاقتصادية في الدولة بمئة مليار دولار، أي عشرة أضعاف الناتج المحلي السنوي في سورية. في ضوء هذه الأرقام فإن كل الإنجازات التي حققتها عائلة الأسد في الأربعين عاماً الماضية قد ذهبت هباء. لكن على الرغم من ذلك، فإن النظام في دمشق ما زال صامداً، ولم ينجح الثوار حتى الآن في إسقاطه.
· حتى الآن، نجح بشار الأسد في تجاهل الخسائر الكبيرة التي لحقت به، إلى حد أن عدداً كبيراً من المراقبين لا يستبعدون إمكان خروجه منتصراً من هذا الصراع الدموي. وفي الواقع فما زال النظام السوري صامداً ويواصل قتاله، ونجح في المحافظة على تماسكه وعلى وحدة صفوف الأطراف التي يعتمد عليها. وما زال الجيش والقوات الأمنية وأجهزة الدولة وحزب البعث، يقفون إلى جانبه على الرغم من الخسائر الكبيرة التي لحقت بهم والانشقاقات التي حدثت داخلهم. وثمة ما هو أكثر من ذلك، فالنظام ما زال يتمتع بتأييد أجزاء كبيرة من المجتمع السوري، وخصوصاً وسط ائتلاف الأقليات الذي يشكل قاعدة لحكمه، أي أبناء الطائفة العلوية والدروز والمسيحيين وجزء من الطائفة السنية من أبناء الطبقة الوسطى وأبناء النخبة في المدن الكبيرة. وحتى السّنة في الأرياف ومدن الأطراف الذين اندمجوا مع النظام وتولوا مناصب رفيعة المستوى، ما زالوا في أغلبيتهم الساحقة موالين له. ويمكن أن نضيف إلى ذلك، التأييد الذي يحظى به نظام الأسد من جانب قوى ذات وزن على الساحتين الإقليمية والدولية وفي طليعتها إيران وروسيا.
· يعود نجاح نظام الأسد قبل كل شيء إلى إخفاقات الثوار على عدد من الصعد: أولاً فشلهم في تشكيل قيادة سياسية وعسكرية موحدة لكل الأطراف ومجموعات المعارضة المسلحة التي تقاتل النظام؛ ثانياً الفشل في توسيع قاعدة المؤيدين لهم لدى الجمهور السوري عامة، ويبرز هذا بصورة خاصة عبر فشل الثوار في تجنيد الدعم وسط الطوائف المختلفة وحتى وسط الأغلبية السنية من سكان المدن الكبرى الذين وقفوا موقف المتفرج عندما وصلت الثورة إلى حلب ودمشق؛ ثالثاً انتقال الثورة السلمية إلى الصراع المسلح العنيف، فقد أدت العمليات الإرهابية التي كانت موجهة أيضاً ضد المدنيين، والتي استغلها النظام، إلى ردع كثيرين من الأغلبية الصامتة في الدولة عن المشاركة في الاحتجاج، ناهيك بأن الطابع الإسلامي الراديكالي لجزء كبير من قوى الثوار أبعد عنها العديد من السوريين. وفي الواقع، فإن عدداً من مجموعات الثوار لا علاقة له بالدولة السورية وله أجندة إسلامية أوسع.
· وعندما ننظر إلى خريطة سورية اليوم تبدو لنا الصورة التالية: أولاً، خسارة النظام لسيطرته على المناطق الحدودية مع تركيا والعراق، وبصورة جزئية على الحدود مع الأردن ولبنان، وسقوطها في قبضة الثوار. وفي المقابل، تبرز سيطرة الحركات الكردية المطالبة بالاستقلال الذاتي على مناطق الحدود الشمالية للدولة؛ ثانياً، إن منطقة الجزيرة الواقعة شرق سورية والتي تحتوي على مخزون المياه وحقول القمح والنفط والغاز، بدأت تخرج عن سيطرة النظام، واستطاع الثوار بناء سلطتهم على أجزاء منها، ولا سيما في الرقة، أول مدينة تقع تحت سيطرة الثوار؛ ثالثاً، بات جزء من مدينة حلب، العاصمة الاقتصادية لسورية وثاني أكبر مدينة فيها، تحت سيطرة الثوار إلى جانب جزء من ريفها والمناطق الريفية في إدلب القريبة منها. وحتى الطريق الأساسية التي تربط شمال سورية بجنويها أصبحت أيضاً تحت السيطرة الجزئية للثوار، كما أن الصراع بشأن دمشق ما زال في ذروته، ولم ينجح النظام في اقتلاع الثوار من المناطق الواقعة في ريف العاصمة، ومن الجولان وحوران اللذين يقع الجزء الأكبر منهما في قبضة الثوار. في المقابل، فإن من حظ النظام أن جبل الدروز في الجنوب، والمنطقة العلوية في الشمال ومعها منطقة الساحل، بقيت خارج مناطق النزاع. وينطبق هذا أيضاً على وسط العاصمة دمشق وعلى وسط مدينة حلب، الأمر الذي يدل على رغبة الطبقة البورجوازية السورية في الاستقرار الذي كان سائداً في ظل حكم عائلة الأسد.
· بناء على هذا كله، فإن الصراع في سورية قد يستمر وقتاً طويلاً ما دام النظام السوري يدافع عن بقائه، وما دام يملك مصادر قوة وتأييد لا يستهان بهما، وما دام الجيش النظامي متماسكاً، وما دامت أجهزة الدولة قادرة على العمل، وما دام النظام يحظى بتأييد أبناء الأقليات ومعهم جزء من أبناء الطائفة السنية.
· على الرغم من هذا كله، فإن السؤال الأساسي الذي يُطرح هو: هل سيستمر التوجه الذي شهدناه خلال العامين ونصف عام الماضية من دون تغيير أو تحول؟ وهل سيواصل الثوار تقدمهم خطوة خطوة نحو إسقاط النظام؟ أم أن ما سيحدث في المستقبل هو العكس، أي أن النظام سيستطيع الانتصار في المعركة بسبب الضعف في بنية الثوار، وفشلهم في توحيد صفوفهم، وتفشي التعب واليأس في صفوفهم في تحقيق هدفهم؟
· يبدو أن الهدفين العسكريين اللذين لم يحققهما المستوطنون خلال العام الماضي سينتقلان اليوم إلى طليعة سلم أولوياتهم وهما: تغيير أوامر البدء بإطلاق النار، بحيث يصبح من السهل أكثر فأكثر على الجنود إطلاق النار؛ طرد قائد المنطقة الوسطى اللواء نيتسان ألون، الذي تمتاز علاقته بشيء من البرودة تجاههم. ويسعى المستوطنون لتحقيق هذين الهدفين فوراً. وإذا أخذنا تجربة الماضي وطابع الحكومة الحالية، فإن هناك احتمالاً كبيراً في أن ينجحوا في تحقيق ذلك.
· تحظى الحملة التي تشجع على تغيير البدء بإطلاق النار بتغطية إعلامية، عبر المقالات والتحقيقات التي تنقل شكوى الجنود من عدم سماح الجيش لهم باستخدام القوة المطلوبة في التعامل مع راشقي الحجارة ومع المتظاهرين. وعلى ما يبدو فإن الأرقام المخيفة التي تتحدث عن مقتل 11 ولداً فلسطينياً تتراوح أعمارهم ما بين 14و18 عاماً في المناطق خلال الـ12 شهراً الأخيرة، لا تكفي المستوطنين أو هؤلاء الجنود، إذ يعتقد هؤلاء أن إراقة مزيد من الدماء الفلسطينية معناه تحقيق هدوء أكثر، في حين أن للجيش الإسرائيلي وقائد المنطقة الوسطى وجهة نظر مختلفة فحواها أن سقوط أي قتيل مدني سيشعل نيران المقاومة وسيؤدي إلى مزيد من المواجهات. وعلى ما يبدو، فإن سبب مطالبة المستوطنين بطرد نيتسين، إلى جانب مواقفه الصارمة من تحديد قواعد إطلاق النار، هو أنه يحمل على جبينه وصمة أكثر خطورة هي أن زوجته ذات آراء يسارية.
· ومن المهم أن نشدد على أن ألون ليس قائداً متساهلاً. وفي الواقع فإن المستوطنين من خلال الشعار الذي رفعوه "مع نيستان لا يوجد أمن"، واتهامهم له باليسارية المتطرفة بسبب القرار الذي أصدره بإلغاء أمر الاستيلاء الذي فرضه على مستوطنة حومش، اتضح أن نيستان لم يستخدم صلاحياته لهدم البؤر الاستيطانية غير القانونية، الأمر الذي فتح المجال أمام الحكومة لشرعنتها. لكن ليس المطروح هنا نقاش تقويم عمل ألون، ويجب ألا يكون المستوطنون هم الذين يقوّمون ذلك، ولا سيما أن جزءاً منهم يتصرف كما لو أنه "بديل من الجيش الإسرائيلي"، ويساهم البعض الآخر منهم بصورة ملموسة في إشعال المناطق.
· إن رشق الحجارة والزجاجات الحارقة والتظاهرات العنيفة ليست وضعاً يمكن القبول به. لكن على الرغم من ذلك، فإن من السذاجة الاعتقاد أن السكان الخاضعين للاحتلال سيتخلون عن محاولاتهم الانتفاض على الذين احتلوا أرضهم ونهبوها. من هنا فمن الحكمة المحافظة على الأمن من خلال استخدام الحد الأدنى من العنف. وحتى الآن نجح قائد المنطقة الوسطى في هذه المهمة. لذا، هنا يمكن القول إن الاستجابة لمطالبة المستوطنين باستبعاد ألون هو بمثابة دعوة إلى البدء بفتح جبهة جديدة.