مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
قُتل مواطنان إسرائيليان أمس في عملية تسلل قام بها أربعة [مقاومين] من قطاع غزة واستهدفت موقع ناحل عوز الذي يستخدم ممراً لإمدادات الوقود إلى القطاع بالقرب من معبر كرني [المنطار]. وتبنت ثلاث منظمات فلسطينية المسؤولية عن العملية بصورة مشتركة، وهي لجان المقاومة الشعبية والجهاد الإسلامي وكتائب شهداء الأقصى. وقال الناطق باسم الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية إن هدف العملية كان خطف جنود إسرائيليين وكسر الحصار المفروض على القطاع. وقد جاء منفذو العملية الأربعة إلى المنطقة المجاورة لممر الوقود في سيارة، واقتحموا الجدار بينما وفرت نيران قذائف الهاون إسناداً لهم من الجانب الفلسطيني، ودخلوا الجانب الإسرائيلي من الممر وأطلقوا النار في جميع الاتجاهات، الأمر الذي أدى إلى مقتل المواطنين الإسرائيليين.
واستُدعيت قوات الجيش الإسرائيلي إلى المكان ونشب اشتباك بالنيران، وانقسم [المقاومون] إلى مجموعتين. وأطلقت دبابة تابعة للجيش الإسرائيلي قذيفة على اثنين منهم فقتلتهما، بينما تمكن الآخران من الفرار إلى داخل حي الزيتون في غزة بواسطة سيارة كانت تنتظرهما في الجوار. وفي وقت لاحق قُتل سبعة فلسطينيين في عمليات قام بها الجيش الإسرائيلي، بينهم مدنيان أو ثلاثة مدنيين. وأصيب أحد جنود الجيش الإسرائيلي بنيران قناص فلسطيني في أثناء قيام الجيش بتمشيط منطقة العملية. وخلال الهجوم أُطلق ما يزيد على عشر قذائف هاون أصاب بعضها كيبوتس ناحل عوز، وتسبب بوقوع أضرار.
سيشارك قادة عرب فقط في المؤتمر السياسي المزمع عقده في شرم الشيخ خلال الشهر المقبل. أما رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت، الذي ذكر بعض وسائل الإعلام أنه من المفترض أن يشارك أيضاً في اللقاء، فلم توجه إليه الدعوة، وحضوره لم يكن مخططاً له. وسيجتمع الرئيس جورج بوش، الذي سيزور المنطقة في أيار/ مايو في إطار الاحتفالات بالذكرى الستين لقيام إسرائيل، بكل من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، والرئيس المصري حسني مبارك، والعاهل الأردني الملك عبد الله. وأوضحت مصادر أميركية أمس أن المؤتمر سيكرَّس لاجتماع الرئيس بوش مع زعماء عرب.
تطرق رئيس الحكومة إيهود أولمرت أمس في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الحكومة البولندية دونالد توسك إلى مسألة نشر التفصيلات المتعلقة بالهجوم الذي نفذه سلاح الجو في سورية. وعلى حد قوله، فإنه على الرغم من أنه لا يود التطرق إلى أي عملية إسرائيلية، أكانت وقعت أو لم تقع، فإن موقفه "جرت بلورته بأدق التفصيلات بينه وبين وزير الدفاع، و كان هناك تطابق في الرؤية بينهما في عرض الموضوعات المتعلقة بهذا الأمر".
دخلت مناورة الجبهة الداخلية اليوم يومها الخامس والأخير. ومن المتوقع أن تواصل طواقم قيادة الجبهة الداخلية اليوم التدرب على سيناريوهات متنوعة لسقوط الصواريخ على البلد. وجرى في تل أبيب أمس التدرب على سيناريو تسلل "مقاومين" عن طريق البحر. كما جرى في يافا وحيفا وبني براك والقدس التدرب على سقوط صواريخ وإجلاء سكان بين الأنقاض. واليوم سيتم التدرب على سقوط صاروخ كيماوي على العفولة. وأمس قال قائد الجبهة الداخلية يائير غولان إن نحو 90% من السلطات المحلية اشتركت في المناورة.
قال وزير الدفاع إيهود باراك مساء اليوم (الأربعاء) إن "حركة 'حماس' تتحمل المسؤولية عن العملية [في ناحل عوز] وستتحمل أيضاً نتائجها عندما يحين الأوان". وأضاف أن "الحركة هي الجهة المسيطرة في غزة، وبالنسبة إلى إسرائيل فإنها تتحمل المسؤولية عن إطلاق الصواريخ والعمليات التفجيرية التي تنطلق من غزة، بما في ذلك العملية التي وقعت اليوم على معبر كرني".
وأكدت وزيرة الخارجية تسيبي ليفني في ختام لقاء عقدته مع رئيس الحكومة البولندية دونالد توسك أن "سلطة 'حماس' في قطاع غزة هي مشكلة المنطقة بكاملها. إنها تسيطر على غزة وفي وسعها منع كل نشاط إرهابي ينطلق منها. إن إسرائيل لن تعنى بمسألة أي المنظمات نفذت العملية، فـ 'حماس' هي العنوان".
•تثبت عملية قتل السائقين الإسرائيليين في ناحل عوز أمس أن إسرائيل تجد صعوبة في تكريس ميزان ردع فاعل بصورة كافية، في مقابل المنظمات "الإرهابية" التي تعمل انطلاقاً من قطاع غزة. فحتى إذا كانت حركة "حماس" لا تطلق صواريخ على النقب بنفسها، فإنها تواصل التحرش بالجيش الإسرائيلي على طول الجدار الحدودي، ولا تحرك ساكناً لكبح الفصائل الفلسطينية الأصغر منها، التي تطلق صواريخ قسّام وترسل أفرادها للقيام بعمليات تفجيرية في الداخل. وخلافاً للحالة السائدة في منطقة الحدود مع لبنان منذ الحرب [في صيف سنة 2006]، فإن الجبهة الجنوبية لم تشهد يوماً هادئاً واحداً خلال العامين الفائتين.
•من دون ردع كاف فإن الجيش الإسرائيلي لن ينجح في منع عمليات التسلل إلى إسرائيل، ولا عمليات القنص وزرع الألغام على مقربة من الجدار الحدودي. لقد جرت في السابق محاولة للاحتفاظ بمنطقة عازلة على بعد نحو كيلومتر غربي الجدار الحدودي، مُنع الفلسطينيون من دخولها، لكن هذا لا يحدث الآن. في الشهر الفائت، وعلى خلفية التفاهمات غير المباشرة التي توصلت إليها مصر، قلص الجيش الإسرائيلي نشاطه في هذه المنطقة. ومن دون إيجاد "عمق" في الجانب الفلسطيني من الجدار الحدودي سيكون من الصعب إحباط عمليات مسلحة.
•علاوة على ذلك حدث فشل خطر في رصد تسلل المسلحين، فعلى الرغم من منظومة المراقبة الباهظة الثمن والمنصوبة على طول الجدار الحدودي، تم رصد عملية التسلل بصورة متأخرة.
•إن هذه العملية تخدم حركة "حماس"، وربما تم تنسيقها مسبقاً مع جناحها العسكري. فمنذ الاحتفال بـ"طرد" الجيش الإسرائيلي في إثر انتهاء عملية "الشتاء الحار"، لم تحقق "حماس" أي إنجازات تذكر، إذ إن معبر رفح لا يزال مغلقاً، وضائقة السكان تتفاقم، وليس هناك أي تقدم في صفقة الجندي غلعاد شليط.
•في الأيام القليلة الفائتة بدأ الغزيون يشكون من نقص الوقود، كما لوحظ أن هناك نقصاً في المواد الغذائية. ويبدو أنه في ظل أوضاع كهذه يصبح مريحاً لـ "حماس" وفصائل أخرى أن تسخن الجبهة في مقابل إسرائيل أو مصر. وقد عززت مصر قواتها في الجانب الغربي من رفح خشية أن تحاول "حماس" تدمير الجدار الحدودي مرة أخرى، غير أن الحركة اكتفت إلى الآن بالهجوم على ناحل عوز بواسطة وكلاء ثانويين.
•ستمتص إسرائيل العملية المسلحة التي وقعت يوم أمس أيضاً، فليس هذا هو الوقت الملائم لردات الفعل العاصفة. الأعياد قريبة: عيد الفصح [العبري]، عيد الاستقلال، واحتفالات 60 عاماً على قيام إسرائيل، ويجب عدم إفساد الفرحة. والأهم من ذلك كله أن الرئيس الأميركي في طريقه إلى هنا، وهو يتوقع أن تقدم إسرائيل شيئاً له، يكون قريباً من ورقة تفاهم مع الفلسطينيين، ولذا لا يجوز أن ينشب خلاف مع السلطة الفلسطينية الآن.
•إن الفصائل المقاتلة في قطاع غزة تعي هذه الحالة جيداً، وتدرك أن إسرائيل ستبقى مكبلة جزئياً حتى الشهر المقبل، ولذا فإنها ستواصل عملياتها المسلحة النوعية. صحيح أن لا مصلحة لـ"حماس"، التي تسيطر على القطاع، في خرق الهدوء النسبي السائد بينه وبين إسرائيل على مدار الأسابيع القليلة الفائتة، لكن ما يتضح هو أن سيطرتها المركزية بدأت تتراجع، وأن جناحها العسكري والفصائل المقاتلة الأخرى أصبحا مستقلين أكثر فأكثر.
•لقد اتضح أمس أن موقع ناحل عوز الذي يستخدم ممراً لإمدادات الوقود هو معبر سياسي تديره شركة خاصة، ولا حضور فيه للجيش الإسرائيلي أو لأي حراسة من نوع آخر. ويعتبر هذا الأمر تقصيراً أمنياً من الدرجة الأولى، وليس في إمكان وزارة الدفاع وقيادة الجيش الإسرائيلي التهرب من المسؤولية عنه.
•إن عملية أمس هي برهان على أن "الإرهاب" الفلسطيني صعد درجة أخرى. وإذا كان هذا "الإرهاب" استعمل السكان المدنيين حتى الآن درعاً بشرياً لإطلاق الصواريخ على إسرائيل، فإنه يحول هؤلاء السكان منذ الآن إلى رهينة، كما أنه على استعداد لأن يلحق الضرر بعملية تزويدهم بالوقود من أجل تحقيق إنجازات سياسية.
•إذا لم يحدث تغيير دراماتيكي في الأوضاع القائمة في قطاع غزة فإن المنظمات "الإرهابية"، وعلى رأسها "حماس"، ستنجح في أسر مواطنين إسرائيليين أو جنود من الجيش الإسرائيلي، وسيجري ضمهم إلى [الجندي] غلعاد شليط، الذي ما زال أسيراً في غزة منذ نحو عامين. إن التحقيق الذي جرى بشأن عملية يوم أمس في ناحل عوز، أكد أن هناك إمكاناً معقولاً أن تكون هدفت إلى تنفيذ عملية اختطاف أخرى، لا إطلاق النار فقط، وعلى ما يبدو فإن ما عرقل ذلك هو ردة الفعل السريعة نسبياً للجيش الإسرائيلي.
•يبدو أن حافز الفصائل الفلسطينية على تنفيذ عملية اختطاف أخرى تضطر إسرائيل في إثرها إلى الإفراج عن أسرى فلسطينيين، قد ازداد منذ أن أصبحت المفاوضات بشأن الإفراج عن شليط عالقة قبل بضعة أسابيع بعد أن كانت قريبة من التوصل إلى اتفاق، وربما لتقديرها أن شليط نفسه غير كاف للحصول على الثمن الذي يطالبون به.
•ليس من السهل الإقرار بذلك، لكن اختطاف مواطنين أو جنود هو بالنسبة إلى أي دولة مشكلة أخطر من عملية مسلحة يقتل فيها بضعة أشخاص. إن الدليل على ذلك هو أن قليلين يذكرون أسماء الجنود الإسرائيليين الذين قتلوا خلال عمليتي اختطاف إلداد ريغف وإيهود غولدفاسر وغلعاد شليط، بينما تُعتبر إعادة المخطوفين معضلة استراتيجية وطنية.
•إذا كان قائد المنطقة العسكرية الجنوبية اعترف علناً، أمس، بإمكان وجود نية تنفيذ عملية اختطاف في ناحل عوز، فإن ما ينبغي لإسرائيل عمله هو أن تدرس الرد عليها كما لو أن عملية الاختطاف نجحت. غير أنه ليس هناك إمكان لرد إسرائيلي عنيف، إذ إن سياسة "الاحتواء" التي سبقت حرب لبنان الثانية، والتي بموجبها تمتص إسرائيل العمليات التي في استطاعتها تحمل ثمنها، ما زالت متبعة في غزة أيضاً.