مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
قال رئيس الحكومة إيهود أولمرت أمس، في حديث أدلى به إلى صحافيين إسرائيليين عقب اجتماعه برئيس الولايات المتحدة جورج بوش: "إن كل يوم يمر يجعلنا أقرب إلى وقف البرنامج النووي الإيراني". فعلى حد قوله، هناك خطوات مهمة يجري القيام بها للتصدي لإيران "بصورة أكثر فاعلية". وذكر أيضاً أن بينه وبين الرئيس بوش "تفهماً عميقاً مشتركاً" لخطورة التهديد الإيراني وضرورة معالجته. وأضاف أنه دخل إلى اللقاء حاملاً عدداً من التساؤلات، لكنه خرج منه بتساؤلات أقل كثيراً فيما يتعلق بالوسائل والضغوط والجدول الزمني والتصميم الأميركي على معالجة المشكلة.
وأكد أولمرت في حديثه إلى الصحافيين أن "المشكلة الإيرانية تتطلب معالجة سريعة، ولا أرى سبباً يدعو إلى تأجيلها لمجرد أنه سيكون هناك في البيت الأبيض رئيس آخر بعد سبعة أشهر ونصف شهر"، مضيفاً أن هناك اتصالات "حميمة" تجري بين إسرائيل والولايات المتحدة بشأن هذه القضية على المستويات كافة.
ووصل إلى إسرائيل أمس، رئيس الاستخبارات القومية الأميركية مايك مكونل الذي كان مسؤولاً عن إعداد التقرير الاستخباري الأميركي في شأن إيران، وسيلتقي مسؤولين كباراً في المؤسسة الأمنية، وأيضاً وزير الدفاع إيهود باراك الذي سيعرض عليه الاختلافات بين التقويمات الاستخبارية الإسرائيلية والأميركية فيما يتعلق بهذه القضية.
إن التحقيق مع ناشطي حزب التجمع الوطني الديمقراطي غير نابع من اعتبارات سياسية، بل من الخشية إزاء تجنيدهم لمصلحة جهات معادية، بمن فيها حزب الله. هذا ما جاء في رد جهاز الأمن العام على الدعوى التي تقدم بها مركز عدالة [المركز القانوني لحقوق الأقلية العربية في إسرائيل[، إلى المستشار القانوني للحكومة ميني مزوز، طالباً منه وقف التحقيقات السياسية مع ناشطي الحزب.
وبحسب المعلومات المتوفرة لدى جهاز الأمن العام، فإن رئيس حزب التجمع الوطني الديمقراطي السابق عزمي بشارة، لا يزال يقيم اتصالات مباشرة بجهات معادية لدولة إسرائيل، وهو مطلوب فيها للتحقيق على خلفية علاقاته بمنظمة حزب الله. ويشير جهاز الأمن العام في رده إلى أن هناك خشية إزاء استغلال بشارة الاتصالات المباشرة التي يجريها بالجهات المرتبطة به في إسرائيل لأهداف معادية، بما في ذلك تجنيدها للعمل لمصلحة حزب الله.
وقال رئيس كتلة حزب التجمع الوطني الديمقراطي، عضو الكنيست جمال زحالقة، إن رد جهاز الأمن العام كاذب من أساسه ويقوم على تزوير الحقائق. وعلى حد قوله فإن التحقيق مع ناشطي الحزب تركز على نشاطهم السياسي، وخصوصاً على معارضتهم خدمة العَلَم، وعلى أنشطة أخرى يقومون بها في البلدات العربية.
أقر الكنيست أمس، بالقراءة التمهيدية، تعديلاً لقانون القدس ينص على أن المدينة ستكون عاصمة للشعب اليهودي، لا عاصمة لإسرائيل فقط. وأُقر مشروع القانون هذا، والذي أيده الائتلاف، بأكثرية 56 عضو كنيست مقابل 12. وكان قدمه رئيس الحزب الديني القومي عضو الكنيست، زفولون أورليف، الذي قال إن الهدف منه هو تعزيز العلاقة مع الشتات اليهودي. وفي أثناء مناقشة مشروع القانون، أبدى عضو الكنيست أفشالوم فيلان (حزب ميرتس) معارضته له، وعقّب على الجهات اليمينية التي ادعت أنه يجب إشراك الشعب اليهودي في أي قرار في شأن تنازلات متعلقة بالقدس، قائلاً إن الغاية من وراء مشروع القانون هي إفشال المفاوضات السياسية.
· لنتخيل هذا السيناريو الطائش: في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، يقوم الرئيس الأميركي المنتهية ولايته، جورج بوش، وبعد انتخاب السيناتور باراك أوباما رئيساً للولايات المتحدة، بتوجيه ضربة إلى إيران. يمكن أن تكون هذه الضربة حصاراً بحرياً، أو عرض عضلات عسكرياً، أو هجوماً جوياً شاملاً على المشروع النووي الإيراني.
· في الأيام العادية، كان الناس سيرفضون هذا السيناريو الطائش بصورة مطلقة، غير أن الأيام الحالية ليست عادية، كما أن الأشخاص ذوي العلاقة بالموضوع ليسوا عاديين. إن المنطق الذي يوجه بوش وريتشارد تشيني غير مفهوم دائماً لدى الرأي العام في الغرب، لكنه منطق يمكن أن يجعلهما يستنتجان أنه إذا لم يفعلا شيئاً فإن أوباما لن يقدم على فعل شيء، وبذا تتحول إيران إلى دولة نووية.
· في حالة انتخاب ماكين لن يكون هناك حاجة إلى هذا السيناريو، مع أنه جيد لإسرائيل على المدى البعيد، مثلما أنه جيد للولايات المتحدة، لأن وجود إيران نووية هو تهديد لوجود إسرائيل، ولاستقرار الشرق الأوسط، ولرفاه الغرب، إلاّ إنه حافل بالمخاطر على المدى القريب، إذ يمكن أن يحدث إخفاق استخباري أو فشل عسكري.
· ربما لن يكون الخريف المقبل خريفاً إيرانياً، لكن على إسرائيل أن تتصرف وكأن هذا الاحتمال قائم. لذا يتعين على إسرائيل أن تتخذ قراراً بإجراء انتخابات فورية، أو تشكيل حكومة بديلة. يجب أن نضمن وجود قيادة إسرائيلية جديدة ومسؤولة يثق بها الجمهور العريض، قبل تشرين الثاني/ نوفمبر.
· من المتوقع أن يعقد رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، بعد عودته من الولايات المتحدة، اجتماعاً للمجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية كي يحل التناقض في المعادلة المتعلقة بالإفراج عن [الجندي المختطف] جلعاد شاليط، وبوقف إطلاق النار، وبمسألة فتح المعابر الحدودية.
· إن "حماس" على استعداد للتهدئة، أي لهدنة قد تضع حداً لإطلاق الصواريخ على سديروت والمستوطنات المحاذية لغزة، لكن من شأن التهدئة أيضاً إنهاء الحصار الإسرائيلي للقطاع، وتمكين الحركة من أن تداوي جروحها وتعاظم قوتها وذخيرتها. وهناك مشكلة أخرى تكمن في رفض "حماس" أن يشمل الاتفاق الإفراج عن جلعاد شاليط، ولذا فإن أصحاب القرار في المؤسستين العسكرية والسياسية لا يزالون يتخبطون.
· لقد سبق أن حسم رئيس الحكومة أمره في مسألة شاليط، بعد أن وقع في الأسر بفترة قصيرة، حين قرر أن تجري إسرائيل مفاوضات مع "حماس". وعلى الرغم من المعارضة الشديدة، التي جوبه بها، نجح في أن يقنع المجلس الوزاري المصغر بأن يدفع "ثمن" إطلاق 450 أسيراً فلسطينياً في مقابل الإفراج عن شاليط. غير أن الجدل في هذا الموضوع احتد خلال الفترة الواقعة بين كانون الأول/ ديسمبر 2007 وشباط/ فبراير 2008، عندما تداول المجلس الوزاري المصغر بشأن قائمة الأسماء التي قدمتها الحركة.
· إن "حماس" أيضاً غير حصينة من الخلافات الداخلية، التي تعرقل المفاوضات. كما أن هناك مشكلات تواجه الوسيط، أي مصر، وتجعل جدول أعماله متركزاً في القضايا الاقتصادية والاجتماعية الداخلية، أكثر من مشكلة جندي إسرائيلي وقع في الأسر.
· يمكن الافتراض أن الإسرائيليين، في معظمهم، لا يزالون يفضلون [مرشح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية] جون ماكين، لأنه ذو ماض عسكري، أي لأنه يدرك، مثلنا، من هم الأخيار والأشرار، ويؤيد الحرب في العراق، وهو متشدد إزاء إيران، وباختصار، إنه شخص يمكن أن نعتمد عليه في الموضوع الإيراني.
· على الرغم من ذلك، فإن مرشح الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأميركية هو باراك أوباما، ويجب أن نأخذ في الحسبان أنه قد يستقطب، في الفترة المقبلة، قطاعات كبيرة من الجمهور الأميركي لم تكن منخرطة في العملية السياسية من قبل.
· إن الانتخابات في الولايات المتحدة هي، على الرغم من كل نواقصها، عملية يتعلم المرشح للرئاسة خلالها كثيراً. وإذا ما أصبح أوباما رئيساً فإن الواقع هو الذي سيقرر مجالات اهتمامه ونفوذه، تماماً كما حدث مع بوش وكلينتون وأي رئيس أميركي آخر. إن الرؤساء الذين حققوا حلمهم الخاص في البيت الأبيض قليلون جداً، وقد عملوا، في معظمهم، بما يتوافق مع الزمن الذي عاشوا فيه، ومن منطلق إدراكهم لما يرغب الشعب فيه.