مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
رفض مراقب الدولة ميخا ليندنشتراوس الاتهامات التي وجهها إليه رئيس الحكومة إيهود أولمرت في الرسالة التي بعث بها إلى رئيسة الكنيست ورئيس لجنة مراقبة الدولة، وهاجم فيها ليندنشتراوس بسبب تسريبات إلى وسائل الإعلام عن التقرير الذي يعده مراقب الدولة في شأن جهوزية الجبهة الداخلية عشية حرب لبنان خلال الصيف الماضي. وقال المراقب في بيان أصدره أمس: "للأسف الشديد يواصل رئيس الحكومة محاولاته صرف أنظار الجمهور عن واجبه في تقديم إجابات دقيقة عن الأسئلة الكثيرة التي وجهت إليه منذ أشهر طويلة حول أدائه في الحرب وما أسفرت عنه من نتائج مريرة".
وعلى حد قول مراقب الدولة، فإن رئيس الحكومة يعرض ادعاءات لا أساس لها، ويحاول ذر الرماد في عيون الجمهور. وجاء في بيان المراقب: "ليست هذه أول مرة ينتهج فيها أولمرت المماطلة والاستخفاف حيال مؤسسة مراقب الدولة، ويحرف الموضوع إلى مسارات شخصية بدلاً من الرد في صُلب الموضوع".
وكان أولمرت هاجم مراقب الدولة في رسالته، وادعى أنه صبر طوال أشهر على تسريبات منهجية ضده كانت تجري في مكتب المراقب. ووصف ما نشر عن مكتب المراقب بأنه "أكاذيب عديمة المعنى". وادعى أولمرت أن التقرير الأخير لمراقب الدولة في شأن جهوزية الجبهة الداخلية كُشف للصحافيين قبل عرضه على الأشخاص الذين ينتقدهم التقرير. ووصف سلوك المراقب بأنه "قمة جديدة من الاستهتار ومخالفة الإجراءات المرعية".
وقد تجددت المواجهة بين أولمرت وليندنشتراوس خلال الأيام المنصرمة بعد أن قرر المراقب، في إجراء استثنائي، تقديم استنتاجات مرحلية إلى لجنة مراقبة الدولة في الكنيست صباح غد الثلاثاء. غير أن الاستنتاجات ستنشر من دون رواية أولمرت الذي لم يرد حتى الآن على الأسئلة التي وجهها إليه مراقب الدولة.
قرر وزير البنى التحتية بنيامين بن أليعيزر تأجيل زيارته إلى القاهرة، بالتنسيق مع السلطات المصرية. وقد اتخذ هذا القرار نتيجة التوتر الذي نشأ جراء فيلم "روح شاكيد" الذي أعده الصحافي ران أدليست وبثته القناة الأولى في الأسبوع الماضي، والذي ادعى أن وحدة "شاكيد" العسكرية تحت إمرة بن أليعيزر كانت مسؤولة عن قتل 250 أسيراً مصرياً أعزل في سيناء في نهاية حرب الأيام الستة (حرب حزيران / يونيو 1967).
وقال بيان صدر عن مكتب وزير البنى التحتية: "في ضوء ما نشر في الصحافة المصرية مؤخراً - وهو غير صحيح - وفي ضوء الجو غير الملائم للزيارة، اتفق الجانبان على تأجيلها إلى موعد آخر خلال الفترة المقبلة".
ستبحث إسرائيل والولايات المتحدة خلال الأسبوع الجاري في سبل تضييق الحصار الاقتصادي على إيران. وستتناول المباحثات فرض الحظر على الشركات والبنوك الدولية التي تدير أعمالاً مع شركات وبنوك إيرانية لها صلة بالبرنامج النووي أو بالمساعدات المقدمة للمنظمات الإرهابية. كما سيبحث الطرفان في وسائل إيقاع الضرر بالمصادر المالية للمنظمات الفلسطينية وحزب الله.
وسيزور إسرائيل اليوم نائب وزير المالية لشؤون الإرهاب في الولايات المتحدة ستيوارت ليفي لإجراء مباحثات بشأن تشديد الحظر. وسيلتقي كلاً من رئيس الحكومة إيهود أولمرت ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني ورؤساء أجهزة الاستخبارات وحاكم مصرف إسرائيل. وسيقترح المندوبون الإسرائيليون مساعدته في تحديد الشركات التي سيفرض الحظر عليها، وفي تعقب التمويل الإيراني للبرنامج النووي وللإرهاب.
ويرى ليفي أن فرض الحظر على شبكة البنوك وعلى التجارة الإيرانية أكثر فاعلية من فرض العقوبات، لأن هذا الحظر لا يتطلب إجراءات دبلوماسية طويلة أو تشريعات معقدة في الكونغرس الأميركي. ويكفي فقط أن تعلن الإدارة الأميركية إدراج بنك أو شركة في القائمة السوداء كي يفصلا فوراً عن النظام المالي الأميركي، ويمنعا من تداول الدولارات أو إبرام صفقات مع بنوك موازية في الولايات المتحدة.
وقال ليفي في المحادثات التي عقدها أمس في القدس (هآرتس، 5/3/2007) إن الولايات المتحدة تواجه صعوبات في إلزام بعض الدول الأوروبية الرئيسية والصين فرض حظر اقتصادي طوعي على إيران بما يتعدى العقوبات التي نص عليها قرار مجلس الأمن. والتقى ليفي رئيس الحكومة إيهود أولمرت الذي تحدث عن أهمية الضغط الاقتصادي في مكافحة الإرهاب وإيران. وتحدثت وزيرة الخارجية تسيبي ليفني مع ستيوارت ليفي عن أهمية إقامة جبهة دولية موحدة ضد إيران. وقد شكلت وزارة الخارجية فريقاً وزارياً للبحث عن سبل لتشديد الضغط الاقتصادي على إيران، وقدم الفريق توصياته الأولى إلى الأميركيين.
· شن رئيس الحكومة، إيهود أولمرت، والمقربون منه، أمس، هجوماً حاداً على مراقب الدولة، ميخا ليندنشتراوس، واتهموه بالاستناد إلى اعتبارات غريبة في صوغ التقرير (عن أداء الحكومة ومؤسساتها خلال الحرب على لبنان في كل ما يتعلق بالجبهة الداخلية)، والطريقة التي ينوي نشره بها. وزعموا أن هدفه الوحيد هو إطاحة أولمرت. غير أن مثل هذه الاتهامات لا يمكن توجيهها إلى اللواء احتياط يعقوب أور، رئيس الوحدة الأمنية في مكتب المراقب، وهو موظف رسمي ليس في حيازته أي مِعول سياسي يحفر به. وهذا الموظف يعكف منذ خمس سنوات على كتابة تقارير حادة، وإن كانت مهذبة، عن أداء الجيش والمؤسسة الأمنية، ولا يثير غضب أحد. وقد اختار هذه المرة، بعد الحرب الفاشلة على لبنان، أن يشدّد اللهجة ولم يعترض على نية ليندنشتراوس نشر النقاط الرئيسية الواردة في التقرير في موازاة إرسال نسخ عن المسودات الكاملة إلى الأشخاص الذين يتناولهم بالنقد. وهذا أمر إنما يشهد على خطورة الوضع.
· توافر لأولمرت أمس حليف غير متوقع في شخص قائد الجبهة الداخلية، اللواء يتسحاق غرشون، الذي أرسل محاموه رسالة عاجلة إلى المستشارة القانونية للكنيست طالبين إرجاء مناقشة تقرير مراقب الدولة.
· في خضم هذه الضجة المثارة تم نسيان قضية جوهرية هي: ما الذي يحتوي عليه تقرير مراقب الدولة حقاً؟ وهذه نقطة حرجة، ليس لمستقبل الوارد ذكرهم في التقرير فحسب، بل أيضاً لسلامة المواطنين الذين يحتمل أن تسقط عليهم صواريخ في الحرب المقبلة. هل ينبغي لهؤلاء أن يعرفوا ما الذي يحتويه التقرير قبل أن تندلع الحرب؟ بعد عدة أسابيع من انتهاء الحرب نشرت لجنة تابعة للكنيست، برئاسة عضو الكنيست عامي أيالون، تقريراً خطراً عن الاهتمام بالجبهة الداخلية. وقد وُضع في تصرف أيالون طاقة بشرية صغيرة ووقت محدود. وحتى الآن يمكن تخمين ما تمكّن أور وموظفوه من الكشف عنه، وهم الذين يوجد في تصرفهم موارد أكبر كثيراً.
· بحسب استطلاع أجراه أمس معهد داحف برئاسة د. مينا تسيمح على 500 شخص، يؤلفون عينة نموذجية من السجل النهائي للمنتسبين إلى حزب العمل، فإن عامي أيالون أوفر حظاً للفوز برئاسة الحزب (في انتخابات أيار/مايو المقبل) من المرشحين الآخرين إيهود براك وعمير بيرتس وأوفير بينيس وداني ياتوم. وتبلغ نسبة مؤيدي أيالون 28% من إجمالي المنتسبين، يليه براك الذي نال 26%، ثم عمير بيرتس (19%)، وبينيس (17%)، وياتوم (6%).
· الاستطلاعات التي جرت خلال الأشهر الأخيرة أظهرت تفوقاً بسيطاً لبراك على أيالون، وأظهرت ثبات شعبية الرئيس الحالي للحزب، عمير بيرتس. لكن خلال الشهر المنصرم بذل المتنافسون جميعهم جهداً خاصاً لتنسيب أعضاء جدد. وتخيّل البعض أن ينجح بيرتس مرة أخرى في تجنيد العدد الأكبر من المنتسبين بما يضاعف فرصه في التغلب على منافسيه. لكن هذا لم يحدث. ويتضح من ذلك أن مصير الرئيس الحالي للحزب، عمير بيرتس، أصبح محسوماً. وإذا لم يعقد بيرتس على وجه السرعة صفقة مع أحد المتنافسين، براك أو أيالون، فمن شأنه أن يجد نفسه خارج الحلبة السياسية كلياً.
· إيهود براك يعتقد أن التطور الأكثر أهمية المرتقب وقوعه في غضون الفترة القريبة المقبلة ليس الانتخابات في حزب العمل، وإنما تقرير لجنة فينوغراد لتقصي أحداث الحرب على لبنان. وسيكون لهذا التقرير تأثير في ما يحدث داخل حزب العمل أكثر من أي شيء آخر.
· يبدو أن مراقب الدولة، ميخا ليندنشتراوس، سجل بنفسه هدفاً في مرماه. وها هو يرتكب إثماً بحق التقرير المرتقب لمراقب الدولة عن جهوزية الجبهة الداخلية. إن ما يفعله يمسّ الشأن الأساسي. وهذا الشأن هو العمل الكبير الذي أنجزه 60 باحثاً في مكتب مراقب الدولة، برئاسة اللواء احتياط يعقوب أور، طوال أشهر عديدة. وقد كتب هؤلاء مسودة تؤكد ما كتبناه هنا وما كتب في سائر وسائل الإعلام منذ بدء الحرب، وفحواه أن الاهتمام بالجبهة الداخلية كان فضيحة. فقد تم إهمال مواطني إسرائيل وانهارت جميع الأجهزة المعنية بهذا الموضوع. والمقصود تقصير من جميع الهيئات المسؤولة، بما في ذلك ديوان رئيس الحكومة، والواقف على رأس الحكومة ووزارة الدفاع والواقف على رأسها، وقيادة الجبهة الداخلية والواقف على رأسها وكثيرون غيرهم.
· تكشف مسودة التقرير، التي قرأها عدد من الصحافيين بينهم كاتب هذه السطور، عن تقصيرات وتجاوز للصلاحيات، بل حتى مخالفات إدارية وجنائية ترتبط بصورة مباشرة بإهمال شؤون مليون مواطن في الصيف الماضي، وجعلهم هدفاً سهلاً لجمعيات خاصة وأثرياء مثل أركادي غايداماك، الذي تحوّل إلى بطل قومي وسياسي ناجح محتمل.
· حتى الآن فشل إيهود أولمرت في وظيفته كرئيس للحكومة. لكنه ما زال رئيساً للحكومة. وطاولة مكتبه مملوءة بالقرارات المصيرية التي تتعلق بوجودنا، وتنتظر أن يحسم شأنها. والجمهور وحده المخوّل استبداله، إما من خلال الانتخابات وإما من خلال ممثليه في الكنيست. وحملة التشهير التي يشنها المراقب موجهة ضد أولمرت، لكن ربما تؤدي إلى غرق السفينة كلها.
· إن قرار الملك عبد الله، ملك السعودية، عقد القمة العربية في الرياض في نهاية الشهر الجاري والبحث في تجديد إطلاق مبادرة السلام العربية لعام 2002 يتيح فرصة جديدة لإحياء عملية السلام بين إسرائيل وجاراتها وتعزيز المحور المعتدل في الشرق الأوسط أمام التهديد النووي الإيراني المتنامي.
· المبادرة الأصلية لعبد الله كانت تتضمن معادلة بسيطة هي: انسحاب إسرائيلي كامل من المناطق الفلسطينية، بما في ذلك القدس، في مقابل تطبيع كامل بين إسرائيل والعالم العربي. وفي قمة بيروت، التي أقرّت الخطة باعتبارها "مبادرة السلام العربية"، تم إدخال تعديلين مهمين هما أن الانسحاب الإسرائيلي يجب أن يكون إلى حدود 4 حزيران/ يونيو 1967، ثم أضيف "بند اللاجئين" الداعي إلى حلّ "عادل ومتفق عليه" على أساس قرار الأمم المتحدة رقم 194 الذي يفسره الفلسطينيون على أنه اعتراف بحق العودة.
· إسرائيل، بقيادة أريئيل شارون، تحفظت من المبادرة السعودية. لكن في الأشهر القليلة الماضية غيّر رئيس الحكومة، إيهود أولمرت، المقاربة وبدأ يتحدث عن "عناصر إيجابية" فيها. وبهذا المعنى لمّح إلى أن ثمة ما يمكن التحادث بشأنه.
· ظروف عرض المبادرة الآن مختلفة عن الظروف التي عُرضت فيها في المرّة السابقة. فالسعودية تعود إلى الحديث عنها بعد حرب لبنان الثانية وتهديدات الرئيس الإيراني، أحمدي نجاد، بمحو إسرائيل من الخريطة. والرسالة السعودية هي أن إسرائيل ستكون شريكاً مرغوباً فيه في المنطقة إذا انسحبت من المناطق المحتلة. ولذلك وقف عبد الله في مواجهة أحمدي نجاد ودعاه إلى عدم التدخل في الصراع العربي- الإسرائيلي.
· السعودية وإسرائيل شريكتان في الخوف من تعاظم قوة إيران والرغبة في منع حرب إضافية في المنطقة، ولديهما مصلحة مشتركة في تجديد عملية السلام. واستغلال الفرصة يفرض على الطرفين المرونة والانفتاح. ومن واجب حكومة إسرائيل عدم رفض اليد السعودية الممدودة. وعلى أولمرت أن يرى في مبادرة السلام العربية أساساً ملائماً لحوار يؤدي إلى حلول دائمة، وإلى تسوية وضع إسرائيل في المنطقة، ويشكل جواباً قاطعاً على أحمدي نجاد وشركائه في معسكر المتطرفين. كما أن من شأن عملية سلام متجددة أن تنقذ حكم أولمرت من الجمود الذي غرق فيه.
· بتشجيع متواصل من البيت الأبيض يصبح الملك السعودي الوسيط رقم 1 في العالم العربي، وينتزع هذه الوظيفة من الرئيس حسني مبارك. وفي زيارتي كونداليزا رايس الأخيرتين إلى المنطقة حرصت على زيارة الرياض وتخطت مصر.
· بين قائمة المنجزات الجزئية التي حققتها السعودية في الأشهر القليلة الماضية يمكن ذكر ما يلي: منع رفع أسعار النفط، ومواكبة خروج الجيش السوري من لبنان، وتوقيع اتفاق مكة بين فتح وحماس.
· نشاط السعودية يهدف إلى منع قيام "الإمبراطورية الإسلامية الشيعية". إن الخوف من الأخطبوط الإيراني هو ما يحرك السعودية الآن، الأمر الذي يؤدي إلى التقارب الشديد بينها وبين الولايات المتحدة.