مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
يسيطر على رئيس الحكومة إيهود أولمرت ارتباك في ما يتعلق بمسألة حجم العملية الأرضية التي سينفذها الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان، والتي ستقدم اليوم إلى المجلس الوزاري المقلص لإقرارها. وسيطلب وزير الدفاع عمير بيرتس ورئيس الأركان دان حلوتس من المجلس إقرار الخطة التي قدماها لأولمرت أول أمس، وبموجبها سيعمل الجيش الإسرائيلي لمدة أسبوعين في المنطقة الممتدة حتى نهر الليطاني، وفي أماكن معينة ما وراءه أيضاَ، من أجل كبح إطلاق صواريخ حزب الله القصيرة المدى.
ويخشى أولمرت أن تقترن الخطة العملانية التي قدمتها المؤسسة العسكرية بسقوط مئات القتلى، ويسعى لدراسة الثمن الذي سيترتب عليها مقابل إنجازاتها المتوقعة. ومساء أمس قال مصدر سياسي في القدس أن أولمرت طلب أن تقدم له بدائل مختلفة من العملية الأرضية.
ويتزايد الانتقاد للخطة من قبل ألوية جيش الاحتياط التي ستشترك في العملية في حال إقرارها. وأعرب ضباط كبار عن خشيتهم من اتخاذ مجازفة كبيرة جداً تؤدي إلى خسائر بشرية في صفوف الجنود. وأمس نقل الجيش الإسرائيلي، أول مرة، كتائب من لواء غفعاتي من قطاع غزة إلى قيادة المنطقة الشمالية. ويشترك الآن في القتال أربعة ألوية مشاة من الجيش النظامي.
وأمس قال رئيس الأركان في مشاورات داخلية أن ثمة ضرورة لعملية أرضية "لإنهاء هذه الحرب بطريقة مختلفة". ويعتقد وزير الدفاع عمير بيرتس أنه يجب تنفيذ الخطة كما هي، وفقاً للجدول الزمني الأصلي، وأنه لا يجوز تأجيل تنفيذها على الرغم من أنها ستقترن بخسائر.
وقال بيرتس مساء أمس: "يمكن لهذه الحرب أن تحول الكاتيوشا إلى سلاح استراتيجي. إن السيطرة على مناطق الإطلاق امتحان لا بد منه لتحقيق الحد الأقصى من الانجازات في المجال السياسي- ويمكن لها أن تعيد الكاتيوشا لتحتل مكانة سلاح تكتيكي فقط".
ذكر مراسل صحيفة هآرتس في نيويورك أن الولايات المتحدة وفرنسا قريبتان من الاتفاق على مشروع قرار لإنهاء الحرب في لبنان سيطرح للتصويت في مجلس الأمن ويؤيد اقتراح لبنان بنشر جيشه في الجنوب وانسحاب الجيش الإسرائيلي من لبنان. مع ذلك أوضحت الولايات المتحدة أنها لا ترى أن الجيش اللبناني مؤهل للقيام بالمهمة بمفرده. كما يدرس البلدان مسألة نشر قوة متعددة الجنسية في مزارع شبعا.
وأمس أكد دبلوماسيون في نيويورك أن خلافات في الرأي نشبت خلال اليومين الماضيين بين الولايات المتحدة وفرنسا، اللتان وضعتا صيغة المسودة الأصلية لحل الأزمة في لبنان. وعلى أثر اقتراح لبنان نشر 15 ألف جندي في الجنوب تراجعت فرنسا عن الصيغة الأصلية، التي تجنبت دعوة إسرائيل لسحب قواتها من جنوب لبنان على الفور.
ولخصت هآرتس الموقف على النحو التالي:
- الولايات المتحدة: أوضحت أنها لا تعتبر الجيش اللبناني مؤهلاً للقيام بمفرده بمهمة الفصل ]فصل القوات[ في الجنوب.
- فرنسا ـ الولايات المتحدة: تدرس الدولتان مشروع قرار جديد ونشر قوة متعددة الجنسية في مزارع شبعا.
- روسيا: أوضحت أنها لن تؤيد مسودة الولايات المتحدة- فرنسا إذا لم تعدّل بحسب طلب لبنان.
لأول مرة منذ بداية المعركة في لبنان يتم التوصل إلى استنتاجات ضد قائد كبير جراء عدم نجاح الجيش الإسرائيلي في القتال. وأمس أقال رئيس الأركان، عملياً، قائد المنطقة الشمالية أودي أدام من منصبه - على الرغم من أنه لم يصف الأمر على هذا النحو رسمياً. وأعلن دان حلوتس تعيين نائب رئيس الأركان، اللواء موشيه كابلينسكي، مندوباً له في قيادة المنطقة الشمالية.
ولم تحدّد صلاحيات ومسؤوليات كابلينسكي رسمياً، غير أن الدلالة العملية لهذه الخطوة هي"إنزال" كابلينسكي من فوق رأس أدام لمنصب قائد الجبهة. وقال قائد المنطقة الشمالية مساء أمس أنه لن يغضّ الطرف عن هذا القرار وأنه سيدرس ما إذا كان سيستمر في عمله إذا تبيّن أن صلاحياته قد قلصت....
أكد رئيس الحكومة إيهود أولمرت في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الدولة موشيه كتساف عقد على أثر لقاء بينهما أن ثمة نقاطاً تستدعي الاهتمام في اقتراح الحكومة اللبنانية لوقف إطلاق النار، وأنه يعلم أن حزب الله معني بوقف القتال....
وأضاف: ".... سمعت بقرار الحكومة اللبنانية أمس المتعلق بنشر 15 ألف جندي من الجيش اللبناني. موقفنا هو، كما قلت دائماً، أنه يجب تطبيق القرار 1559. العنصر الأساسي ]في القرار[ هو نشر الجيش اللبناني وإخراج حزب الله من هناك. هذا القرار خطوة تستدعي الاهتمام وعلينا دراسته وفحص كل دلالاته".
· وزير الدفاع ورئيس هيئة أركان الجيش سيعرضان صباح اليوم أمام المجلس الوزاري المقلّص للشؤون الأمنية والسياسية توصية وحيدة وحاسمة: العملية البرية الواسعة يجب أن تنطلق بحسب الخطة والجدول الزمني الأصلي.
· لا توجد في هرمية القيادة العسكرية وظيفة اسمها "مندوب هيئة الأركان العامة في القيادة الشمالية".... وعندما يتم إرسال نائب رئيس هيئة الأركان، الجنرال موشيه كابلينسكي، إلى القيادة الشمالية كـ "مندوب هيئة الأركان العامة" فإنه بلا شك القائد الأعلى في سلم القيادة الشمالية....صحيح أنه يوجد هناك ضابطان برتبة لواء قائد المنطقة أودي آدم والقائد الميداني إيال بن رؤوفين – لكن الجنرال كابلينسكي أعلى مسؤولية منهما وكلاهما خاضع لقراراته.
· تعيين كابلينسكي – الأقدم والأكثر كاريزمية في قيادة سلاح البر ـ قائداً للجبهة الشمالية هو شهادة على أن المعركة في الشمال على وشك أن تشهد انعطافة. سلاح البرّ ينبغي أن يبدأ بإظهار إنجازات ملموسة، ومن أجل ذلك فإن الجيش الإسرائيلي يدفع إلى المعركة البرية بالقائد الأفضل والأكثر تجربة بين قياداته.
· إسرائيل لا تستطيع أن تتغاضى عما يحصل على حدودها الشمالية – الشرقية حيث تجري استعدادات غير مألوفة للجيش السوري. الجيش الإسرائيلي يجد نفسه يتهيأ لإمكانية خروج الحدود مع سورية أيضاً عن السيطرة.
· السوريون من جهتهم يواصلون اللعب بالنار. وسائل قتالية من سورية ما زالت تتسرّب إلى حزب الله. ومازالت تجهيزات قادمة من إيران تمر عبر دمشق. وإغلاق هذه المعابر لا يزال مهمة مركزية أمام سلاح الجو في هذه المعركة.
· وصف مسؤول في سلاح الجو جنوب لبنان بأنه "قاعدة صواريخ عملاقة".... هذه البنية التحتية في جنوب لبنان هي جزء صغير فقط من إمبراطورية بناها الإيرانيون في لبنان باستثمار يقترب، بحسب تقديرات خبراء في إسرائيل، من عشرة مليارات دولار خلال السنوات العشر الأخيرة. وتشمل هذه الإمبراطورية معسكرات، مباني، مخازن، وسائل قتال وتحصينات تحت أرضية في بيروت والبقاع متصلة مع بعضها البعض بواسطة أنفاق.
· بحسب تقدير حذر فإن 8 آلاف طلعة قام بها سلاح الجو الإسرائيلي حتى الآن أدت إلى تدمير 70 بالمائة من هذه البنية التحتية. جنوب لبنان وحده تعرّض لقصف أكثر من مائة ألف قذيفة مدفعية في الأسابيع الأربعة الأخيرة. وإلى هذا يجب إضافة كمية هائلة من الذخيرة الجوية.
قال موظفون أميركيون أمس إن إعداد صيغة قرار مجلس الأمن سيتطلب عدة أيام. وقد أجابهم المسؤولون الإسرائيليون بأن العملية العسكرية الكبرى لا تتناقض عملياً مع عملية إعداد القرار وإنما على العكس، حيث أن إسرائيل ستهيئ للقوة الدولية منطقة أكبر نظيفة من حزب الله. الأميركيون من جهتهم لم يسقطوا الفكرة. لكن مفتاح العملية العسكرية الواسعة موجود في يدي رئيس الحكومة.
· في قيادة الجيش هناك إجماع على أن العملية في العمق اللبناني حتمية من أجل أن تضع حداً في نهاية المطاف لقسم كبير من صواريخ الكاتيوشا لدى حزب الله، ومن أجل أن تخرج إسرائيل من الحرب بإنجازات واضحة أكثر مما كان حتى الآن. ووزير الدفاع، عمير بيرتس، مقتنع بذلك، فضلاً عن رئيس هيئة أركان الجيش والجنرالات. وكتهيئة للعملية فقد تم تجنيد ألوية أخرى من قوات الاحتياط.
· يجب أن نكون واقعيين ونعترف بأن المرحلة القادمة من هجوم الجيش الإسرائيلي ستكون منوطة بالمزيد من المعارك الصعبة والمزيد من الإصابات. لكن الشعور هو أن المعركة ليست على منطقة إضافية في جنوب لبنان. وإنما على قدرة الردع الإسرائيلية العسكرية مقابل العالم العربي على المدى البعيد. إذ أن الجيش الإسرائيلي لم يفلح إلى الآن في التوصل إلى إنجاز دراماتيكي يقوّض حزب الله ويدفعه للزحف في طريق وقف إطلاق النار. بعد الحرب ثمة مكان للتحقيق فيما إذا كانت العملية البرية قد تأخرت كثيراً.
· العملية ستكون "ليست ذات صلة" بتهديد الصواريخ البعيدة المدى، التي يمكن إطلاقها من أي مكان في جنوب لبنان. والهدف منها هو بالأساس خمسة آلاف إلى عشرة آلاف من صواريخ الكاتيوشا القصيرة المدى، التي هي الحلقة الرئيسية في سلاح حزب الله الموجّه إلى العمق الإسرائيلي.
· في أعقاب عمليات الجيش الإسرائيلي إلى الآن فإن قسماً من البلدات الشمالية مثل طبريا أصبح خارج نطاق هذه الصواريخ (لكن هذه البلدات مهدّدة بواسطة صواريخ أخرى). وإذا ما نجح الجيش في أن يدفع حزب الله مسافة 10 – 15 كم إلى الخلف، إلى ما وراء الليطاني وإلى ما وراء هضاب النبطية، فستبقى في مرمى الصواريخ فقط البلدات في أقصى الشمال، مثل نهاريا وكريات شمونه. لكن في كل حالة لن تؤدي العملية إلى وقف إطلاق الصواريخ نحو إسرائيل.
· للتذكير: الحرب إزاء حزب الله مستمرة في جبهات أكثر بعداً. هكذا مثلاً أصدر رئيس الحكومة أوامره إلى الجيش بتكثيف محاولات اغتيال مسؤولي حزب الله الكبار من الجو، أي أمر بزيادة التصفيات.
· التغيير في قادة منطقة الشمال العسكرية ليس جيداً من ناحية شخصية للجنرال أودي آدم لكنه أيضاً يبث إشارة سلبية إلى الجيش الإسرائيلي وإلى الجمهور عموماً. وثمة من يلاحظ أنه في الأيام الأخيرة لا يظهر رئيس هيئة الأركان، دان حالوتس، في المقابلات ولقاءات الإرشاد.
· جلسة المجلس الوزاري المقلص الأمني اليوم هي واحدة من أكثر الجلسات حرجاً في المعركة ضد حزب الله. ومعروف، من جهة، أن حزب الله موجود في خضم ضغط عسكري وسياسي ثقيل الوطأة. لكن يبدو من جهة أخرى أن الجيش الإسرائيلي يتصرف بتثاقل في تقديم خططه. وهذا الأمر يؤثر في الوزراء ومواقفهم.
· الجيش الإسرائيلي عرض أمام رئيس الحكومة ووزير الدفاع بدائل مختلفة للعملية في جنوب لبنان، لكن الحديث لا يدور عن خطة عملانية مفصلة وإنما عن مفاهيم.
· قرار وزراء الخارجية العرب قبل نصف قرار مجلس الأمن 1559 – نشر الجيش اللبناني في الجنوب – ولكن لم يقبل نصفه الآخر، وهو نزع سلاح حزب الله. ولا يتوجب على إسرائيل قبول اقتراح وزراء الخارجية العرب مثلما أن لبنان لم يقبل الاقتراح الأميركي – الفرنسي. يجب إضافة قسم من القرار العربي إلى الاقتراح الأميركي – الفرنسي وتعديل هذا الاقتراح الأخير أيضاً.
· في الوقت الذي يعدّ فيه الجيش الإسرائيلي العدّة للمرحلة القادمة، مرحلة الاحتلال المحتمل للحزام الممتد إلى الجنوب من الليطاني، فإن معارك دموية تدور في المنطقة التي سبق أن سيطر عليها.
· الوتيرة البطيئة للتقدم تشهد على الصعوبات إذا ما تقرر توسيع العملية بحسب توصيات وزير الدفاع ورئيس هيئة أركان الجيش. لكن الوتيرة هذه تفسّر أيضاً خلفية القرار بإنزال نائب رئيس هيئة الأركان، موشيه كابلينسكي، فوق رأس قائد المنطقة العسكرية الشمالية، أودي آدم.... لقد شعر حالوتس بأن هناك تغييراً مطلوباً وكان واعياً لانزعاج أولمرت وبيرتس، خصوصاً بعد إلماح آدم بأن السياسيين قيّدوا اقتراحاته الهجومية.
· وهكذا فإن كابلينسكي، الذي أصيب بجروح بالغة في قلعة الشقيف عام 1982، وكان قائد فرقة الجليل خلال الانسحاب في العام 2000، يعود إلى لبنان في محاولة أخيرة لضبط الجبهة هناك.