مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
ذكر بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أن قوات الجيش أحبطت أمس (الثلاثاء) محاولة شاب فلسطيني الاعتداء بالسكين على حراس في حاجز قلنديا العسكري شمالي القدس الشرقية.
وأضاف البيان أن الفلسطيني اقترب من الحاجز وأشهر سكيناً وحاول طعن أحد الحراس. وأطلق الجنود في الحاجز النار عليه فأردوه قتيلاً، ولم يصب أي من الجنود أو الحراس بأذى.
وقالت مصادر فلسطينية إن القتيل هو جهاد خليل القدومي (40 عاماً) من سكان بلدة بيت وزن غربي القدس الشرقية.
وحكمت المحكمة المركزية في القدس أمس على الشاب صبحي أبو خليفة من القدس الشرقية بالسجن الفعلي لمدة 18 عاماً بعد أن أدانته بارتكاب اعتداء طعن في إحدى محطات القطار الخفيف في القدس في تشرين الأول/ أكتوبر تشرين 2015. كما فرضت المحكمة عليه تعويض الشخص المعتدى عليه بمبلغ 150،000 شيكل.
وأدانت هذه المحكمة أمس الشاب عبد دويات من سكان صور باهر بقتل مستوطن في حي [مستوطنة] "أرمون هنتسيف" في القدس الشرقية خلال إلقاء حجارة على سيارته في تشرين الأول/ أكتوبر 2015. وطلبت النيابة الإسرائيلية العامة فرض عقوبة السجن لمدة 18 عاماً عليه.
من ناحية أخرى أكد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام خلال الاجتماع الذي عقدته كتلة الليكود في الكنيست أول من أمس (الاثنين)، أن قراره عدم السماح في الوقت الراهن للوزراء ولأعضاء الكنيست بزيارة جبل الهيكل [الحرم القدسي الشريف] ما يزال ساري المفعول وأنه لن يتغير في المستقبل القريب.
قال سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون إن إيران تنتهك قرارات الشرعية الدولية وتقوم بنقل أسلحة وذخيرة ووسائل تكنولوجية إلى منظمة حزب الله إلى لبنان بواسطة رحلات تجارية.
وأشار دانون في رسالة عاجلة وجهها إلى أعضاء مجلس الأمن الدولي الليلة الماضية، أن هذا ما يستشف من معلومات استخباراتية حصلت عليها إسرائيل، وأكد أن هذه الأسلحة والذخيرة والوسائل التكنولوجية تستخدم لتوسيع مخزون حزب الله من الصواريخ.
وشدّد دانون على أن إيران تواصل انتهاك قرارات مجلس الأمن الدولي من خلال استمرارها في تزويد المنظمات "الإرهابية" في منطقة الشرق الأوسط بالأسلحة والعمل على زعزعة الاستقرار في هذه المنطقة كلها.
أوعز رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أمس (الثلاثاء) إلى الوزراء ونوابهم بعدم إجراء أي اتصال مباشر مع جهات في إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب الآخذة بالتبلور.
وقالت مصادر مسؤولة في ديوان رئاسة الحكومة إن هذا الإيعاز جاء بعد أن أكد ديوان وزير التربية والتعليم الإسرائيلي نفتالي بينت [رئيس "البيت اليهودي"] صحة الأنباء التي ذكرت أنه عقد في نيويورك قبل يومين اجتماعاً مع ثلاثة من أفراد طاقم الرئيس الأميركي وطلب منهم عدم تبني مبدأ حل الدولتين لشعبين كسياسة رسمية للولايات المتحدة ودرس بدائل أخرى.
وقالت مصادر مقربة من بينت إنه اقترح أن تبحث الإدارة الجديدة خطته القاضية بإقامة حكم ذاتي للفلسطينيين على أجزاء من يهودا والسامرة [الضفة الغربية] إلى جانب اتخاذ إجراءات لضم مناطق أخرى إلى السيادة الإسرائيلية بصورة تدريجية.
نددت فرنسا بخطة بلدية القدس القاضية بإقامة 500 وحدة سكنية جديدة بالقرب من حي [مستوطنة] "رامات شلومو" في القدس الشرقية.
وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية الفرنسية في باريس أمس (الثلاثاء)، إن جزءاً من أعمال البناء هذه سيتم في أراض تعود ملكيتها إلى فلسطينيين، وأكد أن أعمال البناء هذه غير مشروعة ومن شأنها أن تؤدي إلى عزل القدس الشرقية عن الضفة الغربية وأن تؤثر على الوضع الدائم للمناطق [المحتلة].
وشدّد البيان على أن الوضع الدائم لهذه المناطق يجب أن يتحدد فقط عبر المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين.
عقدت الحكومتان الإسرائيلية والبولندية اجتماعاً مشتركاً في القدس أمس (الثلاثاء) أكدتا في ختامه تصميمهما على تعزيز الشراكة الاستراتيجية بينهما في عدة مجالات أمنية وسياسية واقتصادية.
وصدر في ختام الاجتماع بيان مشترك جاء فيه "أن بولندا وإسرائيل تشتركان في القيم التي تشكل مداميك العلاقات المتميَّزة بين الشعبين استناداً إلى تاريخ مشترك ممتدّ لقرون. وتؤكد الحكومتان تصميمهما على تعزيز الشراكة الاستراتيجية بينهما على أساس الصداقة طويلة الأمد والقيم المشتركة والثقة المتبادلة، وتطلعهما المشترك إلى تعزيز العلاقات الثنائية وترحبان بتوثيق وتمتين الروابط على المستويات العليا بما تشمل من زيارات الخبراء وزيارات العمل مع التأكيد على توثيق التعاون في مجالات الاقتصاد والعلوم والتقنيات والفضاء الإلكتروني والدفاع والأمن والثقافة. كما تؤكد الحكومتان اهتمامهما باستمرار المشاورات بينهما سعياً لدفع التعاون وتحديد الأهداف الجديدة في جميع المجالات الرئيسية، ورغبتهما في مواصلة تطوير العلاقات الوثيقة بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي ومواصلة التعاون الاستراتيجي [الإسرائيلي- الأوروبي] في مجالات الاقتصاد والعلوم والأبحاث والتطوير والقضايا الإقليمية والأمنية".
وأضاف البيان أن الحكومتين تعتقدان بضرورة وإمكان التوصل إلى حل عادل ودائم للنزاع الإسرائيلي- الفلسطيني استناداً إلى مبدأ الدولتين للشعبين. وتؤكد الحكومتان مجدداً، وبشكل أكثر رسوخاً، أن أي اعتراض على حق وجود دولة إسرائيل أو أي دعوة لنزع الشرعية عنها ومقاطعتها هو أمر غير مقبول. وتتمنى الحكومتان أن تحظى إسرائيل بفرصة التعايش والسلام مع جميع جيرانها.
وأشار البيان إلى أن وزيري الدفاع الإسرائيلي والبولندي يواصلان السعي لتحسين الروابط الأمنية وتنمية التعاون الوثيق بين البلدين. وأكد أن هذه الروابط تعود بالفائدة على الجانبين وتقوم على الشراكة الحقيقية والخبرة التنفيذية. كما أكد أن المؤسسات الأمنية في البلدين ستواصل الحوار والتعاون بينها إزاء التهديدات والهموم المشتركة سواء أكانت إقليمية أو عالمية، وذلك في مسعى لدفع الأمن بصورة تصب في المصالح الثنائية طويلة الأمد لبولندا وإسرائيل.
وأعرب البيان عن ارتياح الحكومتين لنجاح اللقاءات الجارية بين قادة الجيش الإسرائيلي وضباط من القوات المسلحة البولندية. وأشار إلى أن الحكومتين تتطلعان إلى تعزيز التعاون الثنائي في مجال حماية الفضاء الإلكتروني ومكافحة الجرائم الإلكترونية وتعميق المعلومات والفهم والخبرة في مجال حماية الفضاء الإلكتروني بمختلف جوانبه التقنية والاستراتيجية والاجتماعية والدولية والقانونية.
وقال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في مستهل الاجتماع، إن هناك تغيرات كبيرة تحدث في كل أنحاء العالم ويتم احتضان إسرائيل في جميع القارات. وأعرب عن تقديره للموقف البولندي الحازم في كل ما يتعلق بدعم إسرائيل.
وتم خلال الاجتماع توقيع اتفاقية حول التعاون في مجال التأمين الاجتماعي والتوصل إلى تسوية إدارية لتطبيق الاتفاق بشأن الأمن الاجتماعي.
وهذا هو ثالث اجتماع تعقده الحكومتان.
أصدرت المحكمة الإسرائيلية العليا أمس (الثلاثاء) أمراً موقتاً يحظر تعيين الحاخام العقيد إيال كريم في منصب الحاخام الأكبر للجيش الإسرائيلي وذلك بسبب تفوهات وفتاوى عنصرية كان أدلى بها.
وطلبت المحكمة من الدولة تبيان أسباب عدم إلغاء هذا التعيين. وأوعزت إلى الحاخام كريم بتقديم إفادة يتنصل فيها من هذه التفوهات ويوضح موقفه الحالي منها.
وتعقيباً على ذلك قال عضو الكنيست موتي يوغيف من "البيت اليهودي" إن المحكمة العليا تمس بالديمقراطية وبصلاحيات الحكومة وتتدخل بصورة سافرة في تعيينات الضباط في الجيش الإسرائيلي.
وأضاف يوغيف في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام أمس، أن المحكمة بقرارها تأجيل تعيين كريم في منصب كبير الحاخامين العسكريين تطعن في السلطتين التشريعية والتنفيذية وفي اعتبارات رئيس هيئة الأركان العامة. وقال إنه يجب إيجاد سبل كفيلة بمنع المحكمة العليا من التدخل في قضايا تخص الشريعة الدينية اليهودية.
في المقابل قال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي العميد موطي ألموز إن من حق المحكمة العليا أن تطلب إيضاحات حول تعيين كريم.
سحب وزير الصحة الإسرائيلي يعقوب ليتسمان [رئيس حزب يهدوت هتوراة الحريدي المتشدّد دينياً] الليلة الماضية طلب الالتماس الذي كان قدمه إلى اللجنة الوزارية لشؤون سنّ القوانين ضد مشروع القانون الخاص بحظر استخدام مكبرات الصوت لرفع الآذان في المساجد.
وجاء ذلك بعد أن اتفق ليتسمان مع رئيس الائتلاف الحكومي عضو الكنيست دافيد بيتان [الليكود] على تعديل مشروع القانون بحيث يحظر استخدام المكبرات ما بين الساعة الحادية عشرة ليلاً والسابعة صباحاً فقط.
وقالت مصادر مقربّة من ليتسمان إن الهدف من هذا التعديل هو الاستمرار في استخدام الصفارات إيذاناً ببدء حرمة يوم السبت في عدة مدن إسرائيلية.
من ناحية أخرى قال رئيس الكنيست يولي إدلشتاين [الليكود] إنه يعارض طرح مشروع القانون على الكنيست للتصويت عليه بالقراءة التمهيدية اليوم (الأربعاء) بسبب سفره إلى خارج إسرائيل.
وأضاف إدلشتاين أنه يرغب في إدارة الجلسة بنفسه بسبب حساسية مشروع القانون هذا.
دعا رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أعضاء المعارضة إلى التحلّي بالصبر.
وجاءت دعوة نتنياهو هذه في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام خلال الاجتماع الذي عقدته كتلة الليكود في الكنيست أمس (الاثنين)، وأشار فيها أيضاً إلى أنه ينوي البقاء في منصبه مدة طويلة.
وكان نتنياهو يعقّب بهذا على قيام قناة التلفزة الإسرائيلية العاشرة بكشف النقاب الأسبوع الفائت عن أن المحامي دافيد شمرون الذي يعمل أيضاً محامياً لرئيس الحكومة كان ضالعاً في صفقة شراء 3 غواصات جديدة من ألمانيا، حيث مثل الشركة الألمانية في صفقة شراء هذه الغواصات بمبلغ يفوق مليار ونصف المليار يورو.
في المقابل دعا زعيم المعارضة عضو الكنيست يتسحاق هيرتسوغ خلال اجتماع كتلة "المعسكر الصهيوني" في الكنيست أمس، إلى إقامة لجنة تحقيق برلمانية في قضية شراء هذه الغواصات. وأضاف أن هذه القضية تثير تساؤلات خطرة لكن رئيس الحكومة يخشى من ضوء الشمس والشفافية ويمتنع عن توفير المعلومات للجمهور.
وأكد رئيس حزب "يوجد مستقبل" عضو الكنيست يائير لبيد خلال اجتماع كتلة الحزب في الكنيست أمس، أنه يجب فتح ملف تحقيق في قضية شراء الغواصات حتى تتبين الحقيقة كاملة في هذه القضية.
وأضاف لبيد أنه يلاحظ محاولات لتمويه نتائج التحقيقات الجارية في الموضوع بالرغم من أن الحديث لا يدور حول الحصول على مكاسب سياسية بل يتعلق بالجيش الإسرائيلي وجنوده وأمن إسرائيل. وأشار إلى أن شراء الغواصات يأتي على حساب التزود بعتاد عسكري لازم آخر وأكد أن جميع الأسئلة التي تطرح حول هذا الموضوع يجب أن تلقى أجوبة وافية.
وكان المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية أفيحاي مندلبليت أعلن مساء أول من أمس (الأحد) أن المعلومات المتوفرة حالياً حول ضلوع نتنياهو ووكيله المحامي شمرون في قضية شراء 3 غواصات من ألمانيا غير كافية لاتخاذ قرار حول فتح تحقيق في هذه القضية، لكنه في الوقت عينه أشار إلى أنه يجب مراجعة جميع التزامات رئيس الحكومة ووكيله للتأكد من عدم وجود تناقض مصالح بينهما.
•في أيار/مايو الفائت جاءت بشرى إنشاء إدارة "علاقات حسن جوار"، وحدة اتصال عسكرية جديدة مهمتها المحافظة على علاقة مع سكان الجولان السوري، وتنسيق نقل مساعدة إنسانية واستيعاب جرحى. بالإضافة إلى الجهاز اللوجستي، أفاد الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي بأن الوحدة ستضم خبراء تخصصوا في استخدام منظومات طبية وإنسانية وإدارة علاقات مع جهات مدنية. إن هذه الإدارة التي أقامتها الهيئة العسكرية المسؤولة عن السكان المدنيين في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] (منسق الأنشطة في يهودا والسامرة) هي بمثابة تطور مهم في بلورة السياسة الإسرائيلية حيال الأزمة في سورية، التي مرت بثلاث مراحل حتى الآن. المرحلة الأولى (2011- 2012) تميزت بالوقوف على الحياد؛ الثانية (2013 وما بعد) امتازت برسم الخطوط الحمراء؛ الثالثة (2014- 2016) بلورة سياسة حسن جوار في الجنوب ووضع إطار لها.
•لدى نشوب الحرب الأهلية، فضلت إسرائيل التعاطي مع الأحداث في سورية بوصفها مواجهة داخلية لا تتعلق بها ومن الأفضل أن تراقبها من بعيد وألاّ تأخذ موقفاً منها. وتطلعت سياسة "الوقوف على الحياد" إلى عدم توريط إسرائيل في النزاع بصورة مباشرة انطلاقاً من نظرة مفادها أن الأحداث في شمال سورية وفي وسطها لن تؤثر بصورة كبيرة على شبكة المصالح الإسرائيلية. لكن استمرار القتال "وتمدّده" إلى جنوب سورية وإلى مناطق مجاورة، أجبرا إسرائيل على إعادة النظر في درس توجّهها. وعلى سبيل المثال أعلن وزير الدفاع في أيلول/سبتمبر 2013 أنه "في نظرتنا إلى الحرب الأهلية في سورية، أعلنا وعملنا منذ البداية كما لو أننا لا نتدخل ولن نتدخل إلاّ إذا جرى المساس بمصالحنا. لذلك وضعنا خطوطاً حمراء - نقل سلاح كيميائي إلى حزب الله أو المس بسيادتنا". وقد حددت إسرائيل ثلاثة خطوط حمراء واضحة تستوجب رداً: الأول؛ نقل سلاح، وخاصة سلاح متطور إلى يد تنظيم حزب الله في لبنان؛ الثاني؛ انزلاق الصراع نحو إسرائيل، والثالث؛ تمركز أطراف راديكالية في منطقة الحدود. وكانت إسرائيل أمام خيارين أساسيين: الأول: تفضيل "الشيطان الذي تعرفه"، أي نظام الأسد، على الفوضى والسيطرة الجهادية المحتملة؛ والثاني: القيام بعملية ضد "المحور الموالي لإيران" الذي يضم نظام الأسد والتنظيمات المدعومة من إيران وعلى رأسها حزب الله، بهدف إضعاف نفوذه في سورية ولبنان ومنع تمركزه في جنوب سورية. وفي ضوء غياب الحسم بين الخيارين، ركزت إسرائيل في الأساس على المحافظة على الأمن الجاري وصدّ التهديدات التي وضعتها الحرب السورية في مواجهتها، وقللت من بحثها عن الفرص الكامنة في الانضمام إلى لاعبين معتدلين نسبياً في المنطقة.
البعد المدني - الإنساني
•في مقابل سياسة حكومة إسرائيل "الوقوف على الحياد"، قاد المجتمع المدني الإسرائيلي من خلال عدد من المنظمات مثل "يد بيد من أجل سورية"، "Israel Flying Aid"، "الجوينت" ولجنة توزيع المساعدات الأميركية - اليهودية المشتركة، جهداً إنسانياً في عدد من الساحات، بما في ذلك في الأردن وتركيا وأوروبا وفي سورية نفسها. وخاض عدد من منظمات المجتمع الأهلي حملات علنية من أجل التأثير في حكومة إسرائيل لاتخاذ موقف واضح من النظام [السوري] وإنشاء قناة إنسانية فاعلة. وتدريجياً أخذت جهود المساعدة المدنية تبذل بصورة أكثر تنسيقاً مع جهود المساعدة الرسمية، وأدّت إلى بلورة سياسة أكثر تماسكاً ولا سيما رداً على الأحداث في خط الحدود الشمالية.
•بدأ الجهد الإنساني الإسرائيلي في 2011 بقيادة نشطاء ومنظمات مساعدة إسرائيلية وتركز في البداية على مساعدة اللاجئين الذين تدفقوا إلى الأردن وتركيا. وبموازاة ذلك تواصلت الاتصالات مع مجموعات من المعارضة السورية المنتمية إلى الكتلة المعتدلة في الائتلاف السوري ومجموعات من الجيش السوري الحر من أجل فحص قنوات عمل أخرى يتعدّى المساعدة الإنسانية. وقد شملت المساعدة شحنات من الغذاء الجاف وتوزيعه، وتقديم مواد طبية، وإقامة مستشفيات ومستوصفات (سواء في سورية أو في أوروبا أو الأردن من أجل اللاجئين)، وإنشاء أطر يومية للأولاد كبديل عن المدارس، وتوزيع عدة واقية من الغازات السامة، وماكينات طباعة ثلاثية الأبعاد، وأدوات للحماية من السلاح الكيميائي للطواقم الطبية؛ تأهيل وحدتين لإطفاء الحرائق والإنقاذ وإزالة الأنقاض والعثور على عالقين بين الأنقاض، وحتى نقل الجرحى عن طريق مطار بن - غوريون من أجل الخضوع لعمليات تنقذ حياتهم في وسط البلد بموافقة الوزارات المعنية. ويدل حجم أعمال المساعدة بحد ذاته على عمق شبكة العلاقات التي نشأت من خلال هذه القنوات. وبصفتي أحد الذين شاركوا في إقامة بعض هذه الشراكات أستطيع أن أشهد على أهميتها في عملية تغيير تدريجي للوعي الذي نشأ حيال صورة إسرائيل ودورها المحتمل كلاعب إيجابي في المنطقة. لقد ساهمت سياسة "الدبلوماسية الإنسانية" في تمهيد الطرق إلى جيران ما وراء الحدود.
بلورة السياسة في الجنوب وإنشاء إطار حسن الجوار
•بالإضافة إلى القنوات المدنية بدأ بالعمل أيضاً جهاز المساعدة الإنسانية الرسمي التابع لدولة إسرائيل. وهذا الجهاز بدأ سنة 2013 بمبادرة محلية من ضابط في الجيش أنقذ جريحاً سورياً على الحدود، وتواصل من خلال إقامة مستشفى ميداني في هضبة الجولان. ومع مرور الوقت تمأسست هذه المبادرة، وحتى الآن حصل أكثر من 3000 جريح سوري، بينهم مقاتلون ومدنيون وأولاد على العلاج الطبي في مستشفيات إسرائيل، وجرى نقل شحنات أغذية بينها غذاء للأطفال وأدوية وأغطية إلى القرى في الجولان السوري. وبلور الجيش وحدة مكرسة للعمل في منطقة الحدود السورية تعاونت مع المنظمات الإسرائيلية الأهلية. وتضافر هنا البعد الإنساني مع البعد العسكري، كما ساعد تسارع الأحداث في القطاع الجنوبي وانزلاقها نحو الحدود مع إسرائيل في توثيق الترابط بينهما.
•منذ سنة 2013 بدأ القتال يتقدم جنوباً، وفي نهاية تلك السنة انسحبت أغلبية قوات النظام من منطقة الحدود مع إسرائيل وتركت وراءها فراغاً ملأته بسرعة قوات مختلفة بينها ميليشيات ومجموعات جهادية مثل جبهة النصرة وشهداء اليرموك. واستمر هذا التوجه في سنة 2014، ووقعت أحداث استثنائية أخرى مثل مهاجمة قوة المراقبين الدوليين، واحتلال قوات النصرة معبر القنيطرة واعتراض طائرة سورية تخطت الحدود الجوية [الإسرائيلية]. وفي المقابل ازداد التدخل الإيراني، وفي كانون الثاني/يناير 2015 هاجمت إسرائيل قافلة الجنرال الهادي، وهو قائد كبير في الحرس الثوري الإيراني. ومع بداية 2016 وجد الجيش الإسرائيلي نفسه يواصل المواجهة ويرد على "انزلاق" قذائف تقع في هضبة الجولان، مع استمرار المعارك بين الأطراف المتقاتلة التي واصلت تقدمها - هذه المرة بحماية الروس - نحو الحدود مع إسرائيل. لكن هذه المرة لم يفاجأ الجيش الإسرائيلي كثيراً في ضوء علاقات التعارف التي بناها مع جزء من اللاعبين في الطرف الثاني من الحدود.
•بدأت الاتصالات مع الجانب السوري من أجل تأسيس قناة تواصل وتعارف وثيقة مع لاعبين معتدلين ينشطون في هضبة الجولان، وبخاصة مع المجموعات التي تنتمي إلى دائرة الجيش السوري الحر ومجموعات مستقلة أخرى، وذلك على أساس قاعدة من المصلحة المشتركة التي تقضي بإضعاف قوات الإسلام الراديكالي، ومقاتلي حزب الله وفيلق القدس الإيراني في المنطقة. وبموازاة ذلك تطور الوعي بأهمية شبكة العلاقات التي بدأت تنشأ مع السكان المدنيين السوريين ومع قوات المتمردين التي تقاتل في المنطقة الجنوبية. ظاهرياً بدت إسرائيل في الأساس وكأنها "الطرف الذي يعطي" والذي يعمل على المساعدة الإنسانية والطبية، لكن نتيجة هذا النشاط حظيت إسرائيل بمنطقة حدود هادئة نسبياً، وبذلك حققت هدفها المركزي في إبعاد الحرب السورية عن حدودها الشمالية.
_________
ترجمه عن العبرية: رندة حيدر.
راجع الترجمة: أحمد خليفة.
"وحدة الاتصال بسورية"، "يديعوت أحرونوت" ، 29/5/2016 http://www.yediot.co.il/articles/0,7340,L4808991,00.html
للمزيد من المعلومات أنظر: "הגדר הטובה 2.0 פעולה ישראלית לנוכח המשבר בסוריה"
في آب/أغسطس 2012 نجح متمردون سوريون في طرد قوات الجيش السوري من "جبهة الخشب" في منطقة هضبة الجولان، وأعلنوا استقلال المنطقة. وفي شباط/فبراير 2013 أنشئ المجلس العسكري الأول في منطقة الجولان، وخلال تلك السنة رد الجيش الإسرائيلي للمرة الأولى على الجيش السوري بعد تساقط قذائف من جهته على الجنود الإسرائيليين في هضبة الجولان.
أحيكام موشيه ديفيد، "يعلون: حتى عدم التدخل في سورية له تأثير علينا"، موقع "يديعوت أحرونوت" الإلكتروني، 8/9/2013.
انظر التقرير المفصل في "سورية خريطة جديدة ولاعبون جدد: تحديات وفرص بالنسبة لإسرائيل"، نير بومس وأودي ديكل وأوفير وينتر، مذكرة 161، معهد دراسات الأمن القومي، آب/أغسطس 2016، تل أبيب.