مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
طائرات سلاح الجو الإسرائيلي تشن غارات على عدة أهداف في سورية
بيان مشترك لنتنياهو ومبعوث ترامب يؤكد إحراز تقدّم في مسألة البناء في المستوطنات
غارات إسرائيلية على قطاع غزة رداً على إطلاق قذيفة صاروخية
نتنياهو وكحلون يتفقان على موعد بدء عمل هيئة البث العام الجديدة وتمرير قانون يفرض رقابة على وسائل الإعلام
التوصل إلى صفقة ادّعاء مع عضو الكنيست غطاس تقضي بسجنه سنتين
ليبرمان يعلن الصندوق القومي الفلسطيني "منظمة إرهابية"
جمعية إسرائيلية للدفاع عن حرية الحركة: توسيع مقلق للتقييدات المشددة أصلاً التي تفرضها إسرائيل على تنقل الأشخاص والبضائع من قطاع غزة وإليه
منح "جائزة إسرائيل" لمدير جمعية "إلعاد" الاستيطانية التي تعمل على تهويد القدس الشرقية
مقالات وتحليلات
من يدير الجيش الإسرائيلي؟
الشرق الأوسط الجديد وفقاً لبوتين
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
موقع NRG، 17/3/2017
طائرات سلاح الجو الإسرائيلي تشن غارات على عدة أهداف في سورية

قال بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إن طائرات تابعة لسلاح الجو شنت الليلة الماضية غارات على عدة أهداف في سورية. 

وأضاف البيان أن المضادات الأرضية السورية أطلقت عدة صواريخ باتجاه مقاتلات من سلاح الجو حيث قامت الدفاعات الجوية باعتراض أحد هذه الصواريخ. وأكد البيان أن طائرات سلاح الجو عادت إلى قواعدها بسلام.

 

وأشار البيان إلى أنه نتيجة لهذه النشاطات العسكرية دوّت صفارات الإنذار ولا سيما في منطقتي غور الأردن والقدس.

 

"معاريف"، 17/3/2017
بيان مشترك لنتنياهو ومبعوث ترامب يؤكد إحراز تقدّم في مسألة البناء في المستوطنات

عقد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في ديوان رئاسة الحكومة في القدس مساء أمس (الخميس) جلسة عمل مع المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات هي الثانية لهما خلال الزيارة التي يقوم بها غرينبلات حالياً إلى إسرائيل ومناطق السلطة الفلسطينية.

واستمر اللقاء بين نتنياهو وغرينبلات نحو ثلاث ساعات. وجاء في بيان مشترك صدر في الختام أنه تم بحث السبل الكفيلة بتحقيق السلام الدائم بين إسرائيل والفلسطينيين بشكل يضمن أمن إسرائيل، كما تم بحث الخطوات اللازمة للدفع قدماً بالاقتصاد الفلسطيني. 

وأكد البيان أنه أحرز خلال اللقاء تقدم في ما يتعلق بمسألة البناء في مستوطنات المناطق [المحتلة]. 

وقبل هذا اللقاء قال نتنياهو في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في مستهل الاجتماع الذي عقدته الحكومة الإسرائيلية أمس، أنه يجري حواراً معمقاً مع الإدارة الأميركية برئاسة دونالد ترامب بغية التوصل إلى سياسة متفق عليها للبناء في المستوطنات. 

وأكد رئيس الحكومة أنه سيفي بما كان تعهد به بشأن إقامة مستوطنة بديلة لبؤرة "عمونه" الاستيطانية التي أقيمت على أراض فلسطينية خاصة بالقرب من رام الله وتم إخلاؤها بناء على قرار صادر عن المحكمة الإسرائيلية العليا. 

وأجرى غرينبلات أمس محادثات مع قادة المستوطنين في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] بينهم رئيس "المجلس الإقليمي السامرة" يوسي داغان ورئيس "المجلس الإقليمي إفرات" عوديد رفيفي. 

وعبر قادة المستوطنين خلال المحادثات عن قلقهم من طلب الرئيس ترامب كبح أعمال البناء في المستوطنات، لكنهم في الوقت عينه أعربوا عن رضاهم من المحادثات وأكدوا أن الإدارة الأميركية السابقة لم تبادر إلى عقد محادثات كهذه معهم.

كما عقد غرينبلات اجتماعاً مع رئيس تحالف "المعسكر الصهيوني" زعيم المعارضة عضو الكنيست يتسحاق هيرتسوغ.

وقال هيرتسوغ بعد الاجتماع إنه حصل لديه انطباع من عمق الالتزام الذي أبداه غرينبلات باسم الرئيس ترامب بضرورة التوصل إلى تسوية بين إسرائيل والفلسطينيين ومن حجم الاتصالات التي يجريها مع جميع الجهات المعنية في طرفي النزاع.

وشدد هيرتسوغ على وجوب بذل المساعي من أجل التوصل إلى اتفاق. وأضاف أنه بالرغم من إخفاقات الماضي فإنه يرحب بمعاودة جهود إدارة ترامب للتوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين.

في المقابل قال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي إن الحديث عن العودة للمفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ما يزال مبكراً.

 

وتوقع المالكي في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في رام الله أمس، أن تتم زيارة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى واشنطن للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب في غضون شهرين.

 

"يديعوت أحرونوت"، 17/3/2017
غارات إسرائيلية على قطاع غزة رداً على إطلاق قذيفة صاروخية

شنّت طائرات تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي بعد منتصف الليلة قبل الماضية غارات على أهداف للجناح العسكري لحركة "حماس" في قطاع غزة. ولم يبلغ عن وقوع إصابات.

وذكر بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أن هذه الغارات جاءت رداً على إطلاق قذيفة صاروخية من القطاع باتجاه الأراضي الإسرائيلية قبل ذلك بساعات. وسقطت القذيفة في منطقة مفتوحة من دون أن تقع إصابات أو أضرار.

 

وقالت مصادر فلسطينية إن 3 خطوط كهرباء تعطلت عن العمل نتيجة الغارات الجوية الإسرائيلية، وتسبّب ذلك بانقطاع التيار الكهربائي عن مناطق واسعة في شمال القطاع.

 

"يسرائيل هيوم"، 17/3/2017
نتنياهو وكحلون يتفقان على موعد بدء عمل هيئة البث العام الجديدة وتمرير قانون يفرض رقابة على وسائل الإعلام

قـرّر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزير المال موشيه كحلون أمس (الخميس) أن يبدأ عمل هيئة البث الإسرائيلي العام الجديدة في الموعد المقرر يوم 30 نيسان/ أبريل المقبل. 

وجاء هذا القرار بعد أن دعا نتنياهو أول من أمس (الأربعاء) كحلون إلى إرجاء إغلاق سلطة البث الحالية بنصف سنة إضافية بهدف التوصل إلى حل متفق عليه للهيئة الجديدة.

كما اتفق نتنياهو وكحلون على تمرير قانون ينص على فرض رقابة على وسائل الإعلام في إسرائيل يُعيّن بموجبه وزير الاتصال مجلساً خاصاً تناط به مهمة مراقبة وسائل الإعلام الإلكترونية في إسرائيل بما في ذلك قناتا التلفزة الثانية والعاشرة.

 

وكان مسؤولون في وزارة المال هاجموا بشدة رئيس الحكومة بسبب دعوته إلى إرجاء انطلاق عمل هيئة البث الجديدة، وأكدوا أن إصراره على هذا المطلب من شأنه أن يؤدي إلى أزمة بينه وبين كحلون.

 

"معاريف"، 17/3/2017
التوصل إلى صفقة ادّعاء مع عضو الكنيست غطاس تقضي بسجنه سنتين

أعلنت النيابة الإسرائيلية العامة الليلة الماضية أنه تم التوصل إلى صفقة ادعاء مع عضو الكنيست باسل غطاس من حزب بلد [التجمع الوطني الديمقراطي] في القائمة المشتركة حول قضية قيامه بتهريب هواتف نقالة إلى سجينين فلسطينيين أمنيين في سجن كتسيعوت [جنوب إسرائيل]. 

وبموجب هذه الصفقة سيقضي غطاس محكومية سنتين من السجن الفعلي وسيتنحى عن منصبه كعضو كنيست.

وأوضحت النيابة العامة أن لائحة الاتهام بحق غطاس التي ستقدم إلى المحكمة الأسبوع المقبل ستشمل تهمة ارتكاب جريمة بموجب القانون الخاص بمحاربة الإرهاب.

وأصدر غطاس بياناً جاء فيه أنه يتحمل كامل المسؤولية عن فعلته وأن كل ما قام به كان شخصياً ونابعاً من مواقفه الإنسانية والضميرية والأخلاقية تجاه السجناء الفلسطينيين. 

وأشار غطاس إلى أن صفقة الادعاء تشمل لائحة اتهام مختلفة بصورة جوهرية عن تلك التي قدمها المستشار القانوني للحكومة إلى الكنيست يوم 4 كانون الثاني/ يناير 2017 حيث أزيلت منها البنود الأمنية الخطرة التي وجهت إليه من دون وجه حق وتضمنت تهماً تتعلق بالمساس بأمن الدولة ودعم الإرهاب.

ومن المتوقع أن يعقد غطاس مؤتمراً صحافياً في الناصرة اليوم (الجمعة).

وأبدى وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي غلعاد إردان [الليكود] استغرابه من اكتفاء النيابة العامة بعقوبة مخففة.

 

وأعرب إردان في بيان صادر عنه أمس، عن أمله أن تفرض المحكمة على غطاس عقوبة أشد بكثير من العقوبة الواردة في صفقة الادعاء.

 

"يسرائيل هيوم"، 17/3/2017
ليبرمان يعلن الصندوق القومي الفلسطيني "منظمة إرهابية"

أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان [رئيس "إسرائيل بيتنا"] أن الصندوق القومي الفلسطيني "منظمة إرهابية" بسبب الدعم الذي يقدمه هذا الصندوق إلى عناصر تمارس نشاطات "إرهابية" ضد إسرائيل.

وجاء في بيان أصدره ديوان وزير الدفاع أمس (الخميس)، أن الصندوق القومي يستخدم لنقل عشرات ملايين الشيكلات شهرياً إلى السجناء الأمنيين المسجونين في إسرائيل وأبناء عائلاتهم. كما يستخدم هذا الصندوق لدعم أبناء عائلات نشطاء "إرهابيين" قتلوا أو جرحوا خلال ارتكابهم أعمالاً "إرهابية".

 

وقالت مصادر مسؤولة في وزارة الدفاع إنه في إثر هذا الإعلان ستتخذ السلطات الإسرائيلية الإجراءات اللازمة داخل البلد وخارجه لمصادرة أملاك وأموال تابعة لهذا الصندوق.

 

"هآرتس"، 17/3/2017
جمعية إسرائيلية للدفاع عن حرية الحركة: توسيع مقلق للتقييدات المشددة أصلاً التي تفرضها إسرائيل على تنقل الأشخاص والبضائع من قطاع غزة وإليه

قالت جمعية "ﭼيشاه - مسلك" [مركز للدفاع عن حرية الحركة] إن المعطيات الجديدة التي وصلت إليها تؤكد أن هناك توسيعاً مقلقاً للتقييدات المشددة أصلاً التي تفرضها إسرائيل على تنقل الأشخاص والبضائع من قطاع غزة وإليه.

وأشارت الجمعية في بيان صادر عنها أمس (الخميس)، إلى أنه في شهر شباط/ فبراير الفائت سجل عبر معبر "إيرز" [بيت حانون] عدد حالات الخروج الأدنى منذ نهاية عملية "الجرف الصامد" العسكرية التي قام الجيش الإسرائيلي بشنها في قطاع غزة في صيف 2014. وقالت إن هذا المعبر يشكل بوابة سكان قطاع غزة إلى إسرائيل وإلى الضفة الغربية وعن طريقها إلى دول الخارج. 

وسجلت خلال ذلك الشهر 7,301 حالة خروج تشكل انخفاضاً بنسبة 40% مقارنة مع المعدل الشهري لسنة 2016 الذي بلغ 12,150 حالة خروج شهرياً، وانخفاضاً بنسبة 50% مقارنة مع شهر شباط/ فبراير 2016 حيث سجلت 14,155 حالة خروج. 

وأضاف البيان أن معطيات شهر شباط/ فبراير الفائت تشكل استمراراً لظاهرة متكررة في الأشهر الأخيرة، حيث انخفض عدد حالات الخروج خلال كانون الثاني/ يناير 2017 أيضاً بنسبة 44% مقارنة مع هذا الشهر من السنة الفائتة، وبنسبة 30% مقارنة مع المعدل الشهري لسنة 2016. وأشار إلى أن الانخفاض الأبرز في حالات الخروج كان في أوساط التجار وحتى كبار التجار. 

ولفت البيان إلى أنه في مقابلات أجرتها جمعية "ﭼيشاه - مسلك" مع ممثلين عن قطاعات صناعية بارزة في قطاع غزة، برزت شكاوى حول الظروف غير الملائمة لنقل البضائع وأوقات الانتظار الطويلة في معبر كرم أبو سالم، وهو المعبر الوحيد لنقل البضائع إلى الضفة الغربية وإلى إسرائيل. كما أشار التجار إلى تقييدات شديدة على دخول مواد ومعدات ضرورية لإنعاش الاقتصاد والصناعة بحجة أن إسرائيل تخشى أن تكون لها "استخدامات عسكرية". 

 

وأكد البيان أنه "بدلاً من بذل جهود لضمان ظروف حياة أفضل لسكان المنطقة بمن في ذلك سكان غزة وسكان إسرائيل، تتخذ إسرائيل بشكل يثير الاستغراب والقلق خطوات من شأنها أن تدفع المنطقة إلى جولات جديدة وعبثية من العمليات العسكرية".

 

"هآرتس"، 17/3/2017
منح "جائزة إسرائيل" لمدير جمعية "إلعاد" الاستيطانية التي تعمل على تهويد القدس الشرقية

أعلن وزير التربية والتعليم الإسرائيلي نفتالي بينت [رئيس "البيت اليهودي"] أمس (الخميس) منح "جائزة إسرائيل" إلى دافيد بئيري مدير عام جمعية "إلعاد" الاستيطانية التي تعمل على تهويد القدس الشرقية. وسيحصل بئيري على هذه الجائزة التي تعتبر الأرفع التي تمنحها إسرائيل، ضمن فئة "مشروع حياة". وتنشط جمعية "إلعاد" في مجال الاستيلاء على عقارات فلسطينية في البلدة القديمة في القدس الشرقية ولا سيما في بلدة سلوان لإقامة المشروع الاستيطاني الكبير المُسمى "مدينة داود".

 

وجاء في بيان لجنة الجائزة أنها قررت منحها إلى بئيري "بسبب عطائه للدولة من طريق إقامة مشروعه الفردي الذي تحول إلى مشروع وطني وهو مدينة داود". وقال البيان إن هذه الجائزة تُمنح له في مناسبة مرور 50 سنة على توحيد القدس، ونظراً إلى كونه من بادر وأقام وقاد ويقود هذا النشاط المبارك الذي حوّل مدينة داود إلى موقع تراثي وتربوي وسياحي وطني ودولي من الدرجة الأولى. وأكد البيان أن "مدينة داود" هي "النواة التاريخية التي نمت منها القدس بصفتها قلب الشعب اليهودي".

 

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 17/3/2017
من يدير الجيش الإسرائيلي؟
افتتاحية

•إن دعوة حاخامين من التيار المركزي في الصهيونية الدينية الشبان والشابات من المتدينيين  إلى عدم الانضمام للوحدات القتالية المختلطة في الجيش حتى يتم إجراء ترتيبات للفصل بين الرجال والنساء تطرح السؤال التالي: من يدير الجيش الإسرائيلي؟

•إن الطريقة الصحيحة لبلورة سياسة تتعلق بالقوة البشرية في الجيش، بما في ذلك ترتيبات الخدمة المشتركة بين النساء والرجال، هي من خلال توجيه سياسي من قبل الحكومة وتشريع الكنيست. هذا ما يجري في الديمقراطيات، لكنه لا يجري عندنا. في إسرائيل توجد منذ سنوات ممارسة معيبة، إذ يجري الجيش بصورة عامة مفاوضات بعيداً عن أنظار الجمهور مع الحاخامين الذين يترأسون يشيفوت هَهِسْدير [المدارس الدينية التابعة للتيار الديني الصهيوني]، والمعاهد الدينية للاعداد العسكري. وهؤلاء يشترطون توجيه تلامذتهم نحو الخدمة في الوحدات القتالية بموافقة الجيش على وضع ترتيبات للخدمة العسكرية تتلاءم مع تفسيرات الهلاخاه [الشريعة اليهودية]. وفي كل مرة يتردد الجيش في الاستجابة إلى مطالبهم، يهدد الحاخامون بتوجيه تلامذتهم نحو الخدمة في أطر ليست قتالية في الجيش مثل وحدات حريدية أو وحدات غير قتالية.

•خدم هذا الأسلوب الثيو قراطي حتى الآن بصورة جدية الحاخامين.  وأمر الخدمة المشتركة الذي جرت بلورته مؤخراً [القرار الذي أصدره رئيس الأركان السنة الماضية لتنظيم الخدمة المشتركة بين الشبان والشابات، والذي يعفي الجنود المتدينين من القيام بمهمة الحراسة مع جنديات ومن التنقل معهن في المركبات، ومن الخضوع للتدريب على يد نساء. ولا يشمل القرار الجنود الحريديم الذين يخدمون في وحدات مستقلة مخصصة للذكور فقط] أوجد قاعدة للمس بمكانة النساء في الجيش بإسم مبادىء الهلاخاه. لكن هذا الأمر لم يرض الحاخامين، حتى المعتدلين بينهم، وللمرة الأولى تدعو حاخامات نساء الشبان والشابات إلى الامتناع عن الخدمة في وحدات قتالية مختلطة، حتى لو كانت احتياجات الجيش تفرض ذلك.

•لقد أوضح الحاخامون أنهم حتى الآن "لم يجدوا الحلول بشأن كيف يمكن تطبيق الفصل المطلوب". بكلام آخر يقولون: نحن من يجب أن يعطي الجيش الموافقة على أن تطبيق أمر الخدمة المشتركة يتطابق مع تفسيرنا للهلاخاه. وإلى حين صدور هذه الموافقة، سيجري توجيه الشباب الذين يتعلمون في مدارسنا إلى خدمة أخرى، من خلال استخدام تأثيرنا عليهم. 

•إن هذه النظرة هي عملياً بمثابة تحدّ لمبادىء السيطرة في الجيش في مجتمع ديمقراطي. لذا يجدر بوزير الدفاع أن يجد وقتاً لقطع هذه الصلة بين الحاخامين وبين الجيش، التي هي أكثر أهمية من خطابات الحاخام لفينشتاين. 

 

"هآرتس"، 17/3/2017
الشرق الأوسط الجديد وفقاً لبوتين
عاموس هرئيل - مراسل عسكري

•الذكرى السنوية السادسة لنشوب الحرب الأهلية السورية جرى إحياؤها هذا الأسبوع في سورية بسلسلة من المذابح والقصف المتبادل، وكانت ذروتها هجوماً منسقاً بعمليات انتحارية استهدفت وسط العاصمة دمشق. بيد أن وقوع عشرات القتلى في قلب منطقة يسيطر عليها النظام لا يغير ما يبدو أنه أصبح أكيداً: هذه هي السنة التي جرى فيها إنقاذ الطاغية بشار الأسد من الهزيمة، فالتدخل الروسي الذي بدأ في أيلول/سبتمبر 2015 من خلال إرسال بضع عشرات من الطائرات الحربية إلى سورية، غيّر تماماً وجه الحرب. وفي نهاية 2016 حقق النظام إنجازه الأكبر- إخضاع المتمردين في مدينة حلب. وعلى الرغم من أن القتال ما يزال مستمراً في أنحاء الدولة، يبدو أن حكم الأسد ليس معرضاً حالياً لخطر الانهيار الفوري.

•لقد أصبحت سورية ملعباً كبيراً تتنافس فيه الدول العظمى، والدول المجاورة، وطوائف وعشائر، بينما مئات الآلاف من المدنيين السوريين يُذبحون، ويتحول ملايين منهم إلى نازحين في بلدهم أو إلى لاجئين خارج حدود الدولة. وقد تخطى تأثير الحرب حدود سورية نفسها، فموجة اللاجئين من الشرق الأوسط، بالإضافة إلى بضع هجمات إرهابية دموية، غيرت الواقع السياسي الداخلي في أوروبا، وأثرت بطريقة غير مباشرة على الجو الذي أدى إلى نتائج مفاجئة في انتخابات الولايات المتحدة.

•لقد استند نجاح المحور الشيعي بقيادة إيران في دعم نظام الأسد في نهاية المطاف إلى القوة الجوية الفتاكة التي استخدمها الروس. وقد استفاد من ذلك كل من طهران وموسكو: عادت روسيا لتفرض واقعاً دولياً بوصفها دولة عظمى. وبخلاف الادعاءات التي صدرت عن دول عربية حيال الولايات المتحدة خلال فترة حكم أوباما، أثبتت روسيا أنها لا تتخلى عن حلفائها، ونصّبت نفسها قائدة لعملية سياسية هدفها التوصل إلى وقف لإطلاق النار في سورية، وامتلكت نقاط قوة ستكون لها انعكاسات على ساحة الاشتباك الأساسية لها مع واشنطن في شرق أوروبا - كما استخدمت سورية حقل تجارب لتسويق منظومات السلاح الحديثة من إنتاجها.

•هذا الأسبوع جرى الحديث عن إرسال طواقم كوماندوس روسية إلى غربي مصر لتقديم المساعدة إلى جيش الجنرال حفتر الذي يناضل من أجل السيطرة على ليبيا. وتكذيبات الطرفين المعنيين لم تكن مقنعة. تمدّ موسكو ذراعها العسكرية الطويلة إلى أماكن يمكن أن تخدم مصالحها، وبالنسبة  إلى ليبيا يبدو أن هناك ثلاثة أسباب: الرغبة في موطئ قدم لها طريق تزويد النفط الليبي لأوروبا؛ وتوقع أن يسمح حفتر للسفن الروسية بالرسو في مرافئ ليبيا؛ بالإضافة إلى تصفية حساب مع حلف شمال الأطلسي، الذي في رأي موسكو، أنه خدعها في قضية القصف الذي أدى إلى إسقاط نظام القذافي في 2011.

•كما أنه من المتوقع أن تربح إيران من الهجوم المتواصل الذي تقوده الولايات المتحدة من أجل احتلال مدينة الموصل شمال العراق وتحريرها من قبضة تنظيم داعش. وسيتيح طرد مقاتلي داعش من المدينة تواصلاً برياً للنفوذ الإيراني- الشيعي من طهران مروراً بالموصل حتى دمشق وصولاً إلى سهل البقاع وإلى بيروت. ويبدو أن الخطوات التي جرى الحديث عنها في الأسابيع الأخيرة - محاولة إقامة مرفأ إيراني في منطقة طرطوس في اللاذقية في سورية، وبناء مصنع لإنتاج الصواريخ لحزب الله في لبنان – هي جزء من خطة كبرى: فالمقصود ليس الترابط البري فقط بل تأسيس قوس نفوذ شيعي يمتد من الشاطئ الشرقي للبحر المتوسط في الشمال ويصل إلى اليمن في الجنوب. والآن انتقلت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية التي طوال سنوات شددت على التهديد النووي الإيراني (بتشجيع قوي من جانب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو)، إلى الحديث عن "إيران في المنطقة" كمصدر أساسي للقلق.

•تتحدث إسرائيل عن هذه المخاطر. فقد كشف نتنياهو خطة المرفأ الإيراني أثناء زيارته للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الأسبوع الماضي. لقد بحث الإيرانيون مع الأسد استئجار أرض لمدة 50 عاماً بحجم الأرض التي حصل عليها الروس كمرفأ في مدينة طرطوس. والخبر عن نقل مصانع للسلاح الإيراني في الفترة الأخيرة إلى لبنان ووضعها في خدمة حزب الله نشرته صحيفة كويتية.

•هاتان الخطوتان مثيرتان للقلق. كما أن وجوداً إيرانياً على شاطئ البحر الأبيض المتوسط يقلق أيضاً دول الاتحاد الأوربي. وسيقلص نقل خطوط إنتاج الصواريخ إلى لبنان اعتماد حزب الله على شحنات تهريب السلاح التي تعرضت أكثر من مرة إلى قصف غامض على طرق سورية. وما تحتاج إليه إسرائيل الآن للرد، هو وضع سياسة متبلورة مع سلم أولويات واضح من أجل كبح الخطوات الإيرانية المقبلة. 

•لقد وضع نتنياهو لنفسه هدفاً طموحاً جداً هو القضاء على البرنامج النووي الإيراني وعارض اتفاق فيينا، لذلك فهو لا يسمح لنفسه بالتباهي بأن الاتفاق من شأنه عرقلة الخطر النووي لأكثر من عقد. وفي الحقيقة، إن تهديدات إسرائيل بشن هجوم عسكري على المنشآت النووية، بالإضافة إلى تحديد قنوات ممكنة لفرض عقوبات ضد النظام في طهران، ساهما في قيام تحرك أميركي ودولي لفرض العقوبات - وساعدا في فرض تسوية اتفاق فيينا على الإيرانيين. والآن يتعين على نتنياهو المناورة في حقل لا يقل تعقيداً، بين التدخل المتزايد لروسيا في المنطقة وإدارة ترامب التي لا تزال تتلمس طريقها.