مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
قالت مصادر فلسطينية إن فتى فلسطينياً قُتل وأصيب 3 فتيان آخرين بجروح خطرة الليلة الماضية بنيران قوة عسكرية إسرائيلية في مدخل مخيم الجلزون شمالي رام الله.
وأضافت هذه المصادر أن الفتى القتيل هو محمد محمود إبراهيم الحطاب (17 عاماً).
وذكرت مصادر مسؤولة في قيادة الجيش الإسرائيلي أن الفتيان الأربعة وصلوا بسيارتهم إلى مدخل مستوطنة بيت إيل وعندها ترجل 3 منهم وألقوا زجاجات حارقة. ورد أفراد القوة العسكرية التي كانت موجودة في المكان بإطلاق النار عليهم ورصدوا إصابتهم لكنهم فروا من مكان الحادث بسيارتهم. ولم يصب أي من الجنود بأذى.
وقالت هذه المصادر إن سلطات الجيش بدأت بالتحقيق في ملابسات الحادث.
أعلن البيت الأبيض الليلة الماضية أنه لم يتم التوصل إلى تفاهمات نهائية بين الإدارة الأميركية وإسرائيل حول مسألة البناء في مستوطنات يهودا والسامرة [الضفة الغربية] وإنما جرى الاتفاق على مبادئ عامة لتجاوز الخلافات في الآراء حول هذا الموضوع.
ووصف الناطق بلسان البيت الأبيض المحادثات التي جرت في واشنطن بين الطاقمين الإسرائيلي والأميركي بهذا الشأن بأنها جدية وبناءة.
وأضاف الناطق أن مبعوث الرئيس دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات أكد لرئيس الطاقم الإسرائيلي يوآف هوروفيتس قلق ترامب من التأثير السلبي للنشاطات الاستيطانية الإسرائيلية في المناطق [المحتلة] على احتمال التقدم في مسيرة السلام. وأكد هوروفيتس أن إسرائيل ستتبنى سياسة استيطانية تأخذ هذا القلق الأميركي في الاعتبار.
وأشار الناطق الأميركي إلى أن المحادثات تناولت أيضاً السبل الكفيلة بتحسين وضع الاقتصاد الفلسطيني في الضفة وبتوسيع إدخال المساعدات الإنسانية والاقتصادية إلى قطاع غزة.
وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو قال في تصريحات أدلى بها إلى مراسلي وسائل الإعلام الذين يرافقونه خلال زيارته الحالية في الصين أول من أمس (الأربعاء)، إنه تم إحراز تقدم في المحادثات التي يجريها رئيس طاقم ديوان رئاسة الحكومة يوآف هوروفيتس في واشنطن حول مسألة الاستيطان في يهودا والسامرة [الضفة الغربية]. وأكد نتنياهو أيضاً أن البناء في مستوطنات القدس الشرقية ليس جزءاً من هذه المحادثات.
شجب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بشدة الهجوم الإرهابي الذي وقع في لندن وأدى إلى وقوع 4 قتلى و29 جريحاً.
وقال نتنياهو في بيان صادر عن ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية الليلة الماضية، إن سكان إسرائيل كانوا بين الأوائل الذين واجهوا اعتداءات الدهس والطعن. وأكد ضرورة التكاتف مع الشعب البريطاني والعالم المتحضر بأسره في مواجهة الإرهاب الذي يمارسه الإسلام المتطرف.
وثق مركز "بتسيليم" [مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة] كيف قام جنود الجيش الإسرائيلي بجرّ طفل فلسطيني في الثامنة من عمره طوال أكثر من ساعة من بيت إلى بيت ضمن قيامهم بالبحث عن راشقي حجارة في الخليل.
وجاء في تقرير جديد صادر عن مركز "بتسيليم" أمس (الخميس)، أنه في ظهيرة يوم 19 آذار/ مارس الحالي ألقت مجموعة مؤلفة من 15 جندياً إسرائيلياً في الخليل القبض على الطفل سفيان أبو حتة (8 أعوام) الذي خرج من بيت جدّه حافي القدمين ليبحث عن لعبة ضاعت منه، وقام عدد من الجنود بجرّه إلى حارة الحريقة وهم يطالبونه بأن يؤشّر على أولاد كانوا رشقوا حجارة وقذفوا زجاجة حارقة نحو مستوطنة كريات أربع.
وقالت والدة الطفل أماني أبو حتة في إفادة أدلت بها إلى مندوبة "بتسيليم"، إنها عندما خرجت من بيت والدها في ذلك اليوم لتستطلع ماذا جرى لابنها رأت أكثر من 15 جندياً يحيطون بسفيان وقام اثنان منهم بإمساكه من ذراعيه وجرّه في اتّجاه بوّابة كريات أربع. وكان بعض الجيران قد تجمّعوا في الشارع وحاولوا تخليص سفيان من أيدي الجنود.
وأضافت: "توجّهت إلى أحد الجنود وطالبته بإعادة ابني إليّ. فرفض وقال: إذا كنت تريدين أخذه، عليك إقناعه بأن يخبرنا بأسماء الأولاد الذين رشقوا الحجارة". وتابعت: "حاولت أن أُفهم الجندي أنّنا لا نسكن في الحيّ حيث جئنا لزيارة والدي، وأنّ الولد لا يعرف أسماء أولاد الحيّ، ولكن الجندي تجاهل أقوالي وجرّ الجنود سفيان تارةً إلى كريات أربع وتارة إلى الطريق الصاعدة نحو منطقة جبل جوهر. في هذه الأثناء كان سفيان يرتجف من الخوف ويحاول إقناع الجنود بأنه لا يعلم شيئاً لكن من دون جدوى. واستمر الجنود في سحبه حيث بدأوا يقتادونه نحو منازل في الحي، ومنها منزل محمد النهنوش. وعندما خرجوا من هناك بعد نحو 5 دقائق، كان سفيان يبكي. لم يعتقلوا أحداً من هذا المنزل. لا أدري إن كان الجنود قد ضربوا سفيان داخل ذلك المنزل أو ما الذي جرى هناك. كنت أشعر بخوف كبير وقلق على سفيان. أخذت في البكاء وكنت أركض خلف الجنود من مكان إلى مكان محاولةً تخليصه من أيديهم".
وأشار التقرير إلى أن الجنود جرّوا سفيان إلى شارع جبل جوهر، وهناك حاولت إحدى النساء سحبه من أيديهم. وفي هذه الأثناء تجمّعت نساء أخريات حول الجنود، وفي النهاية نجحن في تخليص سفيان وإعادته إلى أمه.
من ناحية أخرى أعلن قسم التحقيقات مع أفراد الشرطة أنه باشر التحقيق مع شرطي إسرائيلي للاشتباه فيه بالاعتداء ضرباً على سائق شاحنة فلسطيني في حي وادي الجوز في القدس الشرقية صباح أمس.
وجاء هذا التحقيق بعد أن تلقى القسم مقطع فيديو يظهر فيه رجل الشرطة وهو يعتدي ويشتم سائق الشاحنة. وقال سائق الشاحنة مازن الشويكي إنه كان يخشى من قيام الشرطي بإطلاق النار عليه وأشار إلى أن الاعتداء أتى عقب حادث اصطدام شاحنته بمركبة تعود للشرطي.
وطالب عضو الكنيست أحمد الطيبي من القائمة المشتركة، باعتقال الشرطي على الفور.
سمحت الرقابة العسكرية الإسرائيلية أمس (الخميس) بنشر نبأ قيام الشرطة الإسرائيلية بالتعاون مع مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي (FBI) باعتقال شاب في التاسعة عشرة من عمره من سكان مدينة أشكلون [جنوب إسرائيل] للاشتباه فيه بالاتصال بمؤسسات يهودية في الولايات المتحدة وتهديدها ببلاغات كاذبة حول وجود عبوات ناسفة فيها.
وكان التحقيق الذي أجرته السلطات الأميركية أشار إلى أن مصدر تلك البلاغات هو من إسرائيل، وباشرت وحدة السايبر في الشرطة الإسرائيلية التحقيق وتمكنت من اعتقال المشتبه به.
وذكر بيان صادر عن الناطق بلسان الشرطة الإسرائيلية أنه وُجدت في منزل الشاب المعتقل أجهزة حاسوب ووسائل أخرى عمل عبرها بحيث كان من الصعب على الشرطة العثور عليه.
وأضاف البيان أن المتهم صاحب جنسيتين إسرائيلية وأميركية، ويعيش في إسرائيل منذ سنوات كثيرة. ورفض الجيش الإسرائيلي تجنيده بعد أن اعتقد أنه غير ملائم.
ووفقاً للبيان لدى الشرطة شك بأن هذا الشاب مسؤول عن عشرات البلاغات في الأشهر الأخيرة حول وجود متفجرات في مؤسسات يهودية في الولايات المتحدة الأميركية، ومن بينها تحذيرات لـ 16 مؤسّسة يهودية في 9 ولايات في أميركا في كانون الثاني/ يناير الفائت. كما تعتقد الشرطة أن المتهم مسؤول أيضاً عن إعلان حول وجود قنبلة في طائرة تابعة لشركة Delta الأميركية في نهاية كانون الثاني/ يناير الفائت، والذي أدى إلى أن تعطل الشركة رحلاتها الجوية وإلى إعادة الطائرة إلى الأرض بعد أن حلقت جواً.
وقال البيان إنه في الأشهر القليلة الفائتة وصل أكثر من 100 تهديد يتعلق بمؤسسات يهودية في الولايات المتحدة، وأكد أن الشرطة لا تنسب جميع هذه التهديدات إلى المتهم، وأن مكتب التحقيقات الفدرالي (FBI) ما يزال يجري تحقيقات للعثور على متهمين آخرين.
صادق مجلس الشيوخ الأميركي الليلة الماضية على تعيين ديفيد فريدمان في منصب سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل.
وأيد 52 سيناتوراً هذا التعيين فيما عارضه 46.
ويعتبر فريدمان من أشد مؤيدي نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، فضلاً عن تأييده الاستيطان الإسرائيلي في المناطق [المحتلة].
وأكد عدد من أعضاء مجلس الشيوخ من الحزب الديمقراطي الذين صوتوا ضد تعيين فريدمان أن نهجه هذا ينطوي على مخاطر أمنية في منطقة مضطربة.
عاد رئيس الدولة الإسرائيلية رؤوفين ريفلين أمس (الخميس) إلى إسرائيل بعد اختتام زيارة رسمية في الفيتنام استمرت أسبوعاً عقد خلالها اجتماعات مع الرئيس الفيتنامي وكبار المسؤولين الحكوميين.
ورافق رئيس الدولة في هذه الزيارة وفد اقتصادي وأمني كبير.
وقالت مصادر سياسية رفيعة في القدس إن مستوى التعاون بين إسرائيل والفيتنام في الآونة الأخيرة آخذ في التطوّر في شتى المجالات ولا سيما في المجالين الأمني والعسكري.
وأشارت هذه المصادر إلى أن إسرائيل تقوم بتدريب القوى البشرية الفيتنامية على استخدام تقنيات عسكرية متقدمة، فيما تقوم شركات صناعية عسكرية إسرائيلية بتزويد الفيتنام بمنتجات وتقنيات عسكرية متطورة.
ودعا ريفلين في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام لدى وصوله إلى إسرائيل، إلى تعميق التعاون مع الفيتنام في قطاع الزراعة. وقال إنه في حال جرى الاستفادة من التقدم التكنولوجي الإسرائيلي في المجال الزراعي سيصبح الجانبان قادرين معاً على توفير الطعام للملايين في العالم.
أكدت مصادر مسؤولة في قيادة الجيش الإسرائيلي أن رئيس هيئة الأركان العامة الجنرال غادي أيزنكوت عقد أول من أمس (الأربعاء) اجتماعاً مع 16 حاخاماً استمر نحو 3 ساعات تناول التوتر الذي يسود بين المتدينين والجيش الإسرائيلي في الآونة الأخيرة والذي وصل إلى ذروته في المواجهة بين أفيغدور ليبرمان وزير الدفاع ويغئال ليفينشطاين الحاخام الرئيسي في المدرسة الدينية التحضيرية للخدمة العسكرية في مستوطنة عيلي بالقرب من رام الله، بعد أن عارض هذا الأخير خدمة الفتيات في الوحدات القتالية في الجيش الإسرائيلي إلى جانب الشبان في إثر إصدار الجيش الإسرائيلي أمراً خاصاً يُسمى "أمر الخدمة المشتركة".
وعلمت صحيفة "يديعوت أحرونوت" من مصادر مسؤولة أنه عقب هذا الاجتماع قرر أيزنكوت أنه بدءاً من الصيف القريب سيجري فصل تام بين الجنديات والجنود في ثكنات الجيش الإسرائيلي.
وقال أيزنكوت للحاخامين إن الجنديات المقاتلات من الكتائب المختلطة سيُكملن خدمتهن في ثكنات أخرى.
•بعد مرور أكثر من ست سنوات دموية، ونحو نصف مليون قتيل (أغلبيتهم من المدنيين) وملايين اللاجئين والنازحين، كثرت في الفترة الأخيرة المؤشرات الدالة على انتهاء الحرب الأهلية في سورية - حرب بدأت كانتفاضة مدنية، وتطورت إلى حرب تنظيمات جهادية، لتتحول في ما بعد إلى حرب بين متنافسين على الهيمنة الإقليمية تشارك فيها أطراف من القوى المسيطرة في الشرق الأوسط وقوى عظمى عالمية.
•بدأت الانعطافة في الحرب في أيلول/سبتمبر 2015 عندما قرر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التدخل عسكرياً في سورية، بهدف المحافظة على نظام بشار الأسد. ووصلت النجاحات في ساحة القتال التي حققها الائتلاف المؤيد للأسد بقيادة روسيا ومشاركة إيران ومجموعة من الوكلاء (proxies) بينهم حزب الله، إلى ذروتها بعد سقوط مدينة حلب الشمالية المركزية في كانون الأول/ديسمبر 2016. وبذلك استُكمل الجهد الأساسي للمحافظة على نظام الأسد العمود الفقري لسورية، حيث توجد أغلبية السكان ومراكز السلطة. وفي أعقاب ذلك بُذل جهد دبلوماسي بقيادة روسيا من أجل التوصل إلى تسوية تشمل وقف إطلاق نار ثابتاً ووضع مبادئ للمرحلة الانتقالية في الطريق إلى بلورة وجه سورية والنظام في المستقبل.
•وتحت غطاء النقاشات بشأن المرحلة الانتقالية والنظام المستقبلي في سورية، استمر التغير في موازين القوى الداخلية، وفي قوة ونفوذ اللاعبين الخارجيين المنخرطين في القتال. وتحت غطاء وقف إطلاق النار والمحادثات في أستانه وفي جنيف، تساعد روسيا وإيران قوات الأسد على توسيع سيطرتها في مناطق مختلفة في سورية: في شرقي حلب، وفي غلاف دمشق، ومنطقة حمص (حيث جرى التوصل إلى اتفاق على إخلاء مجموعات من المتمردين). وهناك مؤشرات تشير إلى أن حزب الله بحماية إيران يعمل على إحداث تغيير ديمغرافي خاصة في المناطق المتاخمة للحدود بين سورية ولبنان، من أجل بلورة بيئة ديمغرافية مريحة أكثر في "اليوم التالي" للحرب.
•وفي موازاة ذلك، يقترب الانتصار على تنظيم "الدولة الإسلامية" في شرق سورية وتحرير المناطق الواقعة تحت سيطرته. ومنذ تولي الرئيس دونالد ترامب مهماته، تعمل الولايات المتحدة جاهدة لإلحاق الهزيمة بتنظيم "الدولة الإسلامية". وتقوم القيادة المركزية الأميركية بالإعداد لهجوم لتحرير الرقة، عاصمة داعش في سورية. وازداد عدد القوات الأميركية العاملة في شرق "سورية بمئات من المظليين بالإضافة إلى نحو 500 جندي من القوات الخاصة العاملين في المنطقة. وتقوم "قوات سورية الديمقراطية (SDF) بمحاصرة الرقة. وقد تشكلت هذه القوات برعاية أميركية، وهي تضم مقاتلي الميليشيا الكردية YPG بالإضافة إلى مقاتلين عرب سنّة، وهؤلاء هم الشركاء الأساسيون للولايات المتحدة في المعركة البرية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" في سورية. ويجري هذا كله مع سعي قوات الجيش السوري التابعة للأسد للوصول إلى الرقة من ناحية الغرب.
•وفي ضوء إدراك إسرائيل انتهاء مرحلة أساسية من القتال في الحرب الأهلية في سورية كانت خلالها تراقب من بعيد من دون أن "تذرف دمعة" أسف على سفك الدماء المتبادل بين أعدائها، وإدراكها أن معركة جديدة بدأت من أجل بلورة وجه سورية السياسي، التقى رئيس الحكومة نتنياهو الرئيس بوتين. وقد ركز الاجتماع على التشديد على استياء إسرائيل من الهيمنة الإيرانية في سورية ومن البقاء المتوقع لقواتها ووكلائها في سورية في إطار التسوية المستقبلية. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد أعادت إسرائيل ترسيم خطوطها الحمراء، ومن أهمها منع انتشار قوات إيران ووكلائها في جنوب سورية بالقرب من حدودها. ويبدو أن هذا هو خلفية الهجوم الجوي الذي نُفذ في الأسبوع الماضي في عمق سورية ضد مخزن يستخدمه حزب الله أو القوات التابعة لإيران. وتدل المحاولة السورية لاعتراض الطائرات المهاجمة بواسطة صاروخ أرض - جو من طراز “S.A.5” على نوعية الأهداف التي هوجمت وعلى تغيير كامل في قواعد اللعبة: لم تعد سورية مستعدة للتعرض لهجمات إسرائيلية من دون الرد عليها. لقد كان الهدف من استدعاء السفير الإسرائيلي في موسكو إلى محادثة توضيحية التلميح لإسرائيل باستياء روسيا من توسع العمليات العسكرية الإسرائيلية في عمق سورية.
•تتعامل روسيا مع إسرائيل كقوة عظمى إقليمية تستطيع أن تؤثر في مجمل التطورات في الساحة السورية. ولدى روسيا مصلحة واضحة في تنسيق خطواتها في المنطقة مع إسرائيل والحؤول دون وقوع احتكاك عسكري معها، ويوجد بين الطرفين [الروسي والإسرائيلي] تنسيق أمني في أجواء سورية أثبت فعاليته، كما أن هناك معرفة روسية باهتمام إسرائيل بمنع تمركز قوات تابعة لإيران بالقرب من حدودها، وتعرف أيضاً حساسية إسرائيل حيال وجود إيران في سورية كلها، وهي لا تعارض التنسيق الاستراتيجي مع إسرائيل بشأن كل ما يتعلق بمستقبل سورية.
•تلمح إيران إلى أنها لا تتخوف من المطالبة الإسرائيلية بمنع تمركز قوات مرتبطة بها في منطقة الحدود بين إسرائيل وسورية، وقد نقلت قوات من ميليشيا شيعية وحزب الله إلى درعا من أجل القتال إلى جانب قوات الأسد سعياً للسيطرة من جديد على هذه المدينة الجنوبية. وأعلن الإيرانيون تشكيل قوة جديدة في إطار الميليشيا الشيعية العراقية حزب الله - النجباء التي تقاتل في سورية تحت قيادة إيرانية. وقال الناطق بلسان القوة إنها لن تغادر سورية إلى أن يجري طرد آخر إرهابي من أراضيها، وبالإضافة إلى القوة التي تقاتل في سورية، شكلت إيران وحدة نخبة لتحرير هضبة الجولان.
•تشعر إسرائيل، التي هي في الحقيقة لم تمد ذراعها إلى المستنقع السوري، أنها لا تملك تأثيراً في التسويات التي تجري بلورتها حالياً في موسكو وفي طهران، وفي أستانه وجنيف. ومن أجل عرض مخاوف إسرائيل وخطوطها الحمراء بحدة أكبر، احتاج رئيس الحكومة نتنياهو إلى لقاء هو الرابع مع الرئيس بوتين منذ العام 2015. وفي وقت قريب من ذلك زار موسكو أيضاً الرئيس التركي أردوغان. ومن الصعب افتراض أنه لم يتحدث مع بوتين في هذه المسائل أيضاً. ومن المتوقع أن تشهد موسكو قريباً زيارة الرئيس الإيراني روحاني. ستحاول موسكو تهدئة مخاوف جميع هؤلاء اللاعبين وستنقل إليهم رسائل سرية كوسيطة. في هذه المعركة تلعب الولايات المتحدة دوراً ثانوياً، ولا تقف في مقدمة المنصة، وما زالت تحافظ في هذه الأثناء على عدم الكشف عن أوراقها.
•إن وجود إسرائيل في معركة جديدة، حيث ستكون أكثر نشاطاً وأقل سرية، جرى التعبير عنه في كلام رئيس الحكومة نتنياهو لدى تطرقه إلى الهجوم الإسرائيلي الأخير حين قال: "إن سياستنا شديدة الثبات. عندما نكتشف محاولات لتهريب سلاح متطور إلى حزب الله، فلدينا الاستخبارات ولدينا الاستعداد العسكري ونحن نعمل على منع ذلك. هذا ما كان وهذا سيكون. أستطيع التحدث عن إصرارنا، وهو متين، والدليل على ذلك ما نفعله. وعلى كل شخص أن يأخذ هذا في حسابه. الجميع". يعبر هذا الكلام عن قرار إسرائيل زيادة تدخلها في ما يحاك لسورية في ضوء التقدير بأن موازين القوى تتغير في غير مصلحتها. والسؤال الكبير هو إلى متى سيكون في إمكان إسرائيل الإصرار على المحافظة على الخطوط الحمراء التي وضعتها لمنع تعاظم قوة حزب الله ووكلاء آخرين لإيران في سورية من دون زعزعة علاقاتها الخاصة مع موسكو، ومن دون التسبب بتصعيد واسع في الجبهة الشمالية؟.