مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إنه في حال قيام حزب الله بمحاولة مهاجمة إسرائيل فستُسدّد هذه الأخيرة إليه وإلى لبنان ضربة عسكرية ساحقة.
وجاءت أقوال نتنياهو هذه في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في مستهل الاجتماع الذي عقدته الحكومة الإسرائيلية أمس (الأحد)، وذلك تعقيباً على تهديدات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله التي أطلقها في سياق خطاب متلفز ألقاه في مناسبة ذكرى مرور 13 عاماً على حرب لبنان الثانية [2006] يوم الجمعة الفائت، وتحدث فيه عن قدرة الحزب على ضرب أماكن متعددة في إسرائيل يمكن أن تصل حتى إلى إيلات وفي أي وقت.
وأضاف نتنياهو أنه على عكس نصر الله، لا يرغب في تقديم تفاصيل بشأن خطط إسرائيل. وأشار إلى أنه يكفي التذكير بأن نصر الله حفر أنفاقاً إرهابية على مدار سنوات وقامت إسرائيل بتدميرها خلال أيام معدودة.
وكان نصر الله استبعد إمكان قيام إسرائيل بشن حرب ضد لبنان بسبب قوة الردع التي يمتلكها حزب الله.
وشدد نصر الله على أن لدى حزب الله عدداً كبيراً من الصواريخ، بينها كثير من الصواريخ الدقيقة التي لم تكن بحيازته سنة 2006، وكشف أنه يمتلك أيضاً أنواعاً متعددة من الطائرات من دون طيار.
وخلال خطابه أخرج نصر الله خريطة وبدأ يشرح مدى صواريخ حزب الله، وقال: "مرة قلنا إننا نستطيع أن نصيب أهدافاً حتى حيفا. اليوم يمكننا القول إنه إذا كانت لإسرائيل أهداف في إيلات فنحن قادرون على الوصول إليها واستهدافها. كل إسرائيل موجودة تحت مدى صواريخنا".
وأشار نصر الله إلى أماكن مهمة واستراتيجية في إسرائيل يمكن لهذه الصواريخ استهدافها مثل مطار بن غوريون الدولي، والبورصة في رمات غان، والمكاتب الحكومية.
وكرر نصر الله تهديده بضرب مخازن الأمونيا في ميناء حيفا مشيراً إلى أن حزب الله لا يحتاج إلى سلاح نووي بل يكفي أن يطلق صاروخاً واحداً في اتجاه مخزن الأمونيا في حيفا كي يتسبب بسقوط عشرات آلاف القتلى والجرحى.
ذكر بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أن طائرتين مقاتلتين جديدتين من طراز "إف 35" [الشبح] هبطتا أمس (الأحد) في قاعدة "نفاتيم" التابعة لسلاح الجو، وستنضمان إلى سرب طائرات "أدير" التي سبق أن أعلن جهوزيتها العملانية في كانون الأول/ديسمبر 2017.
وأضاف البيان أن مواصلة استيعاب هذه الطائرات ضمن نشاط سلاح الجو تُعتبر مؤشراً آخر إلى التعاون العسكري الوثيق والطويل الأمد بين إسرائيل والولايات المتحدة. وأشار إلى أن سلاح الجو الإسرائيلي هو أول سلاح جو أجنبي يقوم بتفعيل هذه الطائرات بشكل عملاني.
وأكد البيان أن وجود سرب طائرات "إف 35" يزيد من قدرات سلاح الجو العملانية والاستراتيجية ويضمن تفوقه في كل مهماته وعلى رأسها حماية أجواء إسرائيل وأمنها.
قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إن الأمر الإيجابي الوحيد الذي نجم عن الاتفاق النووي المُبرم مع إيران سنة 2015 هو حدوث تقارب قوي ومتواصل بين إسرائيل وبين دول عربية رئيسية في منطقة الشرق الأوسط.
وأضاف نتنياهو في سياق كلمة ألقاها أمام طلاب كلية الأمن القومي الإسرائيلي مساء أمس (الأحد)، أن ما يتبين الآن هو أنه كان على حق في كفاحه من أجل صدّ هذا الاتفاق النووي. وكرّر أن هذا الاتفاق لا يمهد الطريق أمام إيران لامتلاك ترسانة نووية فحسب، إنما يعطيها أيضاً مئات المليارات من الدولارات التي لن تُصرف داخل إيران بل على إقامة الإمبراطورية الإيرانية وتهديد كثير من الدول المجاورة لها.
قالت وزارة الصحة الفلسطينية إن 55 فلسطينياً أصيبوا برصاص الجيش الإسرائيلي خلال مواجهات اندلعت في إطار تظاهرات الجمعة الـ66 من "مسيرات العودة وكسر الحصار" التي جرت في منطقة الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل أول أمس (الجمعة) تحت شعار "لا تفاوض لا صلح لا اعتراف بالكيان".
وذكرت "الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار" أن أكثر من 5000 فلسطيني شاركوا في فعاليات الجمعة الـ66، والتي جاءت في إطار رفض نتائج مؤتمر البحرين وإعلان فشله وموته، وفي إطار مقاومة "صفقة القرن" والتطبيع.
وفي وقت لاحق من يوم أول أمس أعلن بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي سقوط قذيفتين أُطلقتا من قطاع غزة في منطقة مفتوحة في المجلس الإقليمي أشكول من دون وقوع أي إصابات أو أضرار. وكان الجيش الإسرائيلي قام بتعزيز منظومة "القبة الحديدية" في المنطقة الجنوبية بموازاة رفع حالة التأهب إلى الحدود القصوى وذلك في إثر تهديدات أطلقها قياديون في حركة "حماس" للانتقام من مقتل الناشط في كتائب القسام الجناح العسكري للحركة محمود أحمد صبري الأدهم (28 عاماً) بنيران الجيش الإسرائيلي يوم الخميس الفائت، وأعلن الجيش أن حادثة مقتله نجمت عن سوء فهم.
وتتزامن هذه الأحداث كلها مع وصول وفد أمني مصري رفيع المستوى برئاسة وكيل جهاز المخابرات المصرية العامة اللواء أيمن بديع إلى قطاع غزة لمناقشة التهدئة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية والمصالحة الفلسطينية.
وأفادت مصادر سياسية رفيعة المستوى في القدس أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أكد للوفد الأمني المصري التزام حكومته بحالة الهدوء طالما التزمت بها "حماس" وسائر الفصائل في قطاع غزة، وأشار إلى أن عملية قتل الأدهم لم تكن مقصودة.
وقال نتنياهو إن الجيش ينتظر منه ضوءاً أخضر لتنفيذ عملية عسكرية في غزة ستؤلم "حماس" إذا لم تلتزم بالتهدئة. وأضاف أن عمليات تصفية رموز الإرهاب في غزة لم ولن تتوقف وستكون جزءاً من أي عملية عسكرية إسرائيلية في غزة.
أكد رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق إيهود باراك رئيس حزب "إسرائيل ديمقراطية" في نهاية الأسبوع الفائت أنه كانت بينه وبين الثري الأميركي جيفري إبستاين شراكة تجارية حتى أواخر سنة 2015.
ودِينَ إبستاين سنة 2008 بإدارة شبكة جنسية لدعارة القاصرات وحُكم عليه بالسجن 13 شهراً، وقُدمت ضده مؤخراً لائحة اتهام تتضمن تهم إقامة علاقات جنسية مع عشرات القاصرات في ضائقة.
وتبين أن باراك قام سنة 2015 بتأسيس شركة فرعية في إسرائيل باسم "سام إي. بي 2015" للاستثمار في شركة هايتك كان اسمها حينذاك "ريبورتي" واليوم اسمها "كارباين"، وطورت برامج خدمات فيديو وتحديد مواقع جغرافية لخدمات الطوارئ. وجاء جزء كبير من الأموال التي استُخدمت من جانب شركة "سام" لشراء أسهم "ريبورتي" من إبستاين.
وأشار باراك إلى أن كل نشاطاته في هذه الشركة كانت بصفته مواطناً خاصاً وليس كوزير أو رئيس للحكومة، وجميعها كانت قانونية وتم تبليغ السلطات عنها ودفع الضرائب المترتبة عليها.
وجاء تأكيد باراك هذا رداً على قيام رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بالمطالبة بالتحقيق مع باراك فوراً على خلفية شراكته مع إبستاين.
- على خلفية تصاعُد التوتر في الخليج الفارسي والخطوات الإيرانية للانسحاب من الاتفاق النووي مع الدول العظمى، جرى الحديث هذا الأسبوع عن إمكان إعلان الولايات المتحدة وإسرائيل قيام "حلف دفاع استراتيجي". الموضوع ليس جديداً وسبق أن طُرح عدة مرات خلال التاريخ المشترك للدولتين، وخصوصاً في الحالات التي كان فيها الرئيس الأميركي يحاول إقناع رئيس حكومة إسرائيل بتقديم تنازلات في إطار مفاوضات سياسية جرت برعاية البيت الأبيض.
- من الواضح أن نتنياهو وترامب يتحادثان في هذه الأيام - بما فيه هذا الأسبوع عبر مكالمة هاتفية - عن فعل تصريحي من المفروض أن يساعد نتنياهو في المعركة الانتخابية الحالية، ويبرهن للجمهور حجم تأثيره في الرئيس الأميركي، والتأييد الاستراتيجي الذي تقدمه الولايات المتحدة إلى إسرائيل.
- هذه المرة ترامب لا يعطي فقط، بل أيضاً يحصل على مساعدة لإعادة انتخابه لولاية ثانية. ما يتحدث عنه الاثنان ونشرته "معاريف" ليس حلفاً دفاعياً رسمياً بين الولايات المتحدة وإسرائيل، مستقراً في وثيقة يتعهد فيها الطرفان بالمساعدة عسكرياً في حال حدوث تهديد خطر على سيادة وأمن وحياة مواطني إحدى الدولتين أو كليهما، مثل الحلف الموجود بين الولايات المتحدة والدول الأوروبية الأعضاء في حلف شمالي الأطلسي، وبين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.
- بحسب المؤشرات كلها يتحدث الاثنان عن إصدار بيان يكرس الوضع القائم، تقدم فيه الإدارة الأميركية، كل إدارة، لإسرائيل هبة أمنية سنوية تتعاون ضمن إطارها المنظومات الأمنية وأجهزة الاستخبارات والجيشان في الولايات المتحدة وإسرائيل، ويجري تبادل وثيق للمعلومات بصورة يومية، بالإضافة إلى مناورات مشتركة يقوم بها الجيشان، في الأساس للاستعداد عندما تحتاج إسرائيل إلى مساعدة أميركية لاعتراض الصواريخ والقذائف، ومساعدة لوجستية عاجلة في وقت الحرب.
- في الفعل التصريحي الذي لا يُعَدّ حلفاً ملزماً، يجري الحديث بلغة غامضة عن "التزام" الولايات المتحدة بمساعدة إسرائيل في حال تعرضها لتهديد نووي وصاروخي إيراني، وكذلك عن الوضع الذي تواجه فيه إسرائيل خلال الحرب نقصاً لوجستياً أو نقصاً في الأسلحة الجوية الدقيقة، وأيضاً في العتاد ومنصات اعتراض الصواريخ.
- فعلياً، المقصود هو تعهد علني من جانب الولايات المتحدة بتقديم مساعدة محددة إلى إسرائيل لمواجهة تهديدين أساسيين تتعرض لهما: سلاح نووي وسلاح صاروخي منحني المسار. مثل هذا التعهد العلني سبق أن أعطاه الرئيس بوش الأب في التسعينيات، عندما هدد صدام حسين بصورة غير مباشرة باستخدام سلاح نووي ضد إسرائيل، قبل حرب الخليج الأولى "[هدد صدام] بإحراق إسرائيل". يومها قال الرئيس بوش إن كل هجوم بسلاح غير تقليدي على إسرائيل سيُعتبر هجوماً على الولايات المتحدة.
- عندما نشبت الحرب أرسل الرئيس بوش بطاريات باتريوت إلى إسرائيل مع طواقمها للدفاع عنها في مواجهة صواريخ غراد المطورة (صاروخ "الحسين") التي أطلقها صدام حسين. وبالمناسبة، الرئيس الأميركي قام بهذه الخطوة من أجل منع عملية عسكرية إسرائيلية ضد العراق، كان يمكن أن تفكك التحالف العربي الذي أقامه ضد صدام حسين، أكثر منه لمساعدة إسرائيل.
- بالإضافة إلى ذلك، تخزن الولايات المتحدة عتاداً عسكرياً وسلاحاً للقوات المسلحة للولايات المتحدة لاستخدامه في حال اضطرت إلى العمل بسرعة في الشرق الأوسط. وهذا السلاح مخزّن في إسرائيل بحسب مذكرة تفاهم وقّعتها الدولتان، وهو موضوع في تصرف إسرائيل عند الحاجة.
- يبدو أن المقصود هنا أيضاً مأسسة ما يحدث الآن أصلاً، أي مساعدة الولايات المتحدة بمعلومات استخباراتية ضد إيران وضد داعش، وتقديم معلومات من أجل الدفاع عن الأنظمة الحليفة للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، ومختلف أنواع التعاون التكنولوجي واللوجستي عند الضرورة: على سبيل المثال معالجة سريعة وإنقاذ جنود أميركيين جرحى، واستخدام قواعد سلاح الجو وغير ذلك.
- الإعلان بشأن الموضوع النووي - إذا جاء من البيت الأبيض - من المفترض أن يردع إيران وأن يكون بمثابة التزام ضبابي من الولايات المتحدة، مثل الذي قدمه الرئيس بوش الأب في سنة 1991، ووعد فيه بنشر مظلة نووية فوق إسرائيل. لكن يجب ألّا ننسى أن الرئيس الأميركي اليوم هو (صاحب التغريدات) دونالد ترامب.
- بالاستناد إلى كل المؤشرات، من المهم التشديد على أن الرئيس الأميركي ورئيس الحكومة الإسرائيلية لا يتحدثان عن حلف دفاعي حقيقي، بل عن فعل تصريحي لا يغيّر شيئاً على الأرض أو في الوضع السياسي - الأمني. على ما يبدو سيكون هذا الأمر خطوة رمزية تشبه نقل السفارة الأميركية إلى القدس.
- بناء على ذلك، لا فائدة من الحديث عن حسنات أو سيئات حلف دفاعي مع الولايات المتحدة. وإذا وافق ترامب ونتنياهو على إعلان أمني فإن هذا لن يحد من حرية التحرك العملاني للجيش الإسرائيلي، ولن يفرض على حكومة إسرائيل التنسيق مسبقاً مع الولايات المتحدة في كل عملية عسكرية، ولا يفرض على الجيش إرسال جنوده للقتال إلى جانب الأميركيين في أفغانستان، وفي أماكن أُخرى في العالم كما يفعل جنود دول حلف شمال الأطلسي.
- كما ذكرنا، التأثير الحقيقي لمثل هذا الإعلان سيكون في تعزيز فرص إعادة انتخاب نتنياهو، الذي ستتأكد مواهبه كسياسي عالمي وتتعزز من جديد، كما ستعزز فرص ترامب في إعادة انتخابه رئيساً للولايات المتحدة بمساعدة الإنجيليين من مؤيدي إسرائيل الذين يشكلون مكوناً مهماً في قاعدة الدعم السياسي له.
- بينما يضيّع اليسار الوقت وربما الفرصة الأخيرة من أجل وقف تدهور إسرائيل نحو الفوضى، يعلن رئيس حزب اليمين المتشدد الذي عينه نتنياهو وزيراً للتعليم أنه لا يؤيد فقط التشهير الشخصي والنفسي بالمثليين، بل أيضاً يؤيد نظام أبارتهايد علني ضد الفلسطينيين (والعرب؟). منذ وقت طويل لم يشهد الجمهور تناقضاً مرعباً إلى هذا الحد بين الثرثرة والغطرسة العبثية لليسار الذي يوشك على الانقراض، وبين الجنون الديني والأيديولوجي لمجموعة صغيرة من المتطرفين تسيطر على حياتنا كلّنا، وفقط لأن نتنياهو الذي يريد التهرب من القانون يقدم لها مفاتيح الدولة.
- من الصعب أن نقرر ما هو الأسوأ: قلة حياء وجهل رافي بيرتس، الذي لا يتوانى عن القول إن مجموعة كبيرة من المواطنين المتساوين في الحقوق، يجب إعادة تعليمهم من جديد، لأنهم لا يتصرفون وفق القواعد المتعارف عليها؛ أو الشر والجهل اللذان يظهرهما بإعلانه أنه يجب السيطرة نهائياً على الفلسطينيين وعلى أراضيهم، من خلال تطبيق الأبارتهايد وحرمانهم من الحقوق الأساسية للمواطنة.
- في النهاية، فإن هذين الموقفين، إزاء المثليين والفلسطينيين، لا يختلفان كثيراً عن النظرة التمييزية والمهينة لهذه المجموعة المتطرفة اليمينية إزاء النساء أيضاً. الكل يدخل في تلك السياسة الاستعلائية القائمة على فهم نرجسي ومشوه للعالم: نحن المسيطرون، لذا من الواضح أن صورة العالم كما نراها هي الوحيدة الممكنة. ليس هذا لأننا أشرار وجهال وحمقى للغاية، ولأن الـ 250 عاماً الأخيرة، منذ تأسيس الديمقراطيات الحديثة، مرت فوق رأسنا، لأن اليِشفيوت [المدارس الدينية] لم تعلمنا شيئاً، بل لأن الواقع كما يبدو لنا هو الواقع الموضوعي الوحيد. نحن لسنا فقط حاخامين، بل أيضاً طيارين ومبرمجين نتحدث بصورة جيدة ونبتسم بلطف. كيف يمكن ألّا يفهم الآخرون أننا على حق؟ سنحاول أن نعلمهم بصبر. لكن في جميع الأحوال يجب ألّا تخطئوا، نحن المسيطرون، وسنفعل بالتالي كل ما يتطلبه ذلك.
- من الواضح لكل إنسان مُنصف أن هذه المجموعة الخطرة التي تمثل اليوم المجتمع المتدين - الصهيوني، والتي كانت سابقاً عاقلة تماماً، هي مجموعة واهمة وعابرة نجحت في السيطرة على أشخاص منصفين يتطلعون إلى أن يكونوا حقاً إسرائيليين صادقين. لقد حدثت هذه الإصابة كما هو معروف بسبب الحماسة لفكرة أرض إسرائيل الكاملة التي وضعت المجتمع الديني - القومي كله في ورطة قانونية، مشاعرية وعقلية من دون حل. يجب على الجمهور اليميني الديني أن يحاسب نفسه كيف سمح لأقلية حريدية متطرفة بأن تسيطر على حياته وحياة أولاده. في المقابل يجب على الجمهور في الطرف الثاني من الخريطة السياسية أن يحاسب نفسه على الضرر الخطر الذي حدث جرّاء سيطرة اليسار الراديكالي على وعيه السياسي والاجتماعي.
- بيْد أن محاسبة الطرفين لنفسيهما هي الآن أمر ثانوي. الأمر الجوهري والأكثر إلحاحاً هو الحاجة إلى أن نفهم أنه إذا لم يتحرك اليسار فوراً ويوحد حزبيه الصغيرين (أو أحزابه الثلاثة، إذا صمد إيهود باراك) لإنقاذ كل صوت محتمل، فإن النتيجة قد تكون كارثة لم نشهد مثلها. الفاشلون الدائمون في اليسار الذين يؤمنون أنهم هذه المرة أيضاً سيجتازون نسبة الحسم، يمكن أن يتركوا نتنياهو في الحكم. والنتيجة المخيفة ستكون سيطرة الحريديم والكاهانيين على إسرائيل كلها - وسيطرة الأبارتهايد. هل يدركون في اليسار الصهيوني ما الموجود هنا في كفتّي الميزان؟