مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
نتنياهو يحذّر إيران: مَن يعتدي على إسرائيل سيتلقى ضربة ساحقة ومؤلمة للغاية
بينت: على إسرائيل أن تقوم بكل ما هو ممكن لضمان أن تبقى مناطق ج في الضفة الغربية جزءاً منها
وزارة الدفاع الإسرائيلية تعلن أنها على وشك تطوير منظومة حديثة لاعتراض الصواريخ بواسطة أشعة الليزر
تحالف "أزرق أبيض" يهدّد بإطلاق إجراءات لإقالة رئيس الكنيست إن لم يعمل على إقامة لجنة برلمانية تناقش طلب الحصانة الذي تقدم به نتنياهو
مقالات وتحليلات
المسؤولون في المؤسسة الأمنية يعتقدون أن احتمالات شن هجوم إيراني ضد إسرائيل في إثر اغتيال سليماني لا تزال ضئيلة
الهجوم الإيراني زود ترامب بمخرج للتهرب من التصعيد، ليس مؤكداً من أنه سيستخدمه
اغتيال سليماني وضع "حماس" أمام معضلة بين التسوية في غزة وتأييد إيران
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"معاريف"، 9/1/2020
نتنياهو يحذّر إيران: مَن يعتدي على إسرائيل سيتلقى ضربة ساحقة ومؤلمة للغاية

حذّر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إيران من مغبة الاعتداء على إسرائيل رداً على مقتل قائد "فيلق القدس" قاسم سليماني، وأكد أن مَن يعتدي عليها سيتلقى ضربة ساحقة ومؤلمة للغاية.

وأضاف نتنياهو في سياق كلمة ألقاها أمام مؤتمر عُقد على خلفية تصريحات وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بشأن شرعية المستوطنات في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] ونظمته مجموعة "منتدى كوهيلت" اليمينية في "مركز بيغن للتراث" في القدس أمس (الأربعاء)، بعد ساعات من قيام إيران بقصف قاعدتين أميركيتين في العراق الليلة قبل الماضية، أن إسرائيل تقف الى جانب الولايات المتحدة وهنأ الرئيس الأميركي ترامب على اغتيال سليماني.

وقال نتنياهو إن سليماني كان مسؤولاً عن مقتل العديد من الأبرياء وأضر باستقرار العديد من البلاد وزرع الخوف والبؤس في منطقة الشرق الأوسط، كما خطط لأشياء أسوأ بكثير، ولذا يجب تهنئة الرئيس ترامب على التصرف بسرعة وحزم ضد هذا الإرهابي. وأشار إلى أن زعماء آخرين في الشرق الأوسط يشاطرونه الرأي دعماً للعملية الأميركية التي قضت على سليماني. وقال إن المنطقة منقسمة بين الإسلاميين المتطرفين والقوى المعتدلة التي تقاتلها، وإسرائيل هي المرساة المستقرة في هذه المياه المضطربة.

وأكد نتنياهو أنه بفضل قوة إسرائيل تشهد علاقاتها مع العالم العربي والإسلامي تغيرات جذرية، مشيراً إلى أنه لم تبق دولة عربية أو إسلامية إلّا وعززت تقاربها معها.

من ناحية أُخرى، قال رئيس الحكومة إنه لن يسمح بإخلاء ولو مستوطنة واحدة في المناطق [المحتلة] في إطار خطة سياسية، وشدّد على أن الأراضي الواقعة غربي نهر الأردن ستبقى تحت سيطرة إسرائيل.

وأُفيد أن نتنياهو تحادث مع الرئيس الأميركي ترامب عدة مرات خلال الأيام القليلة الفائتة بشأن التوتر في المنطقة، وخصوصاً الملف الإيراني.

وتعهد ترامب مجدداً مساء أمس عدم السماح لإيران بامتلاك أسلحة نووية. وأكد في مؤتمر صحافي عقده في البيت الأبيض أنه ما دام رئيساً للولايات المتحدة لن تمتلك إيران السلاح النووي.

كما تطرق ترامب إلى الهجوم الصاروخي الباليستي الذي شنته إيران على قاعدتين عسكريتين أميركيتين في العراق الليلة قبل الماضية ردّاً على اغتيال سليماني، فقال إنه لم يسفر عن وقوع إصابات في الأرواح وأدى إلى وقوع أضرار مادية فقط.

"هآرتس"، 9/1/2020
بينت: على إسرائيل أن تقوم بكل ما هو ممكن لضمان أن تبقى مناطق ج في الضفة الغربية جزءاً منها

قال وزير الدفاع الإسرائيلي نفتالي بينت إن مناطق ج في الضفة الغربية هي لإسرائيل، وأشار إلى أنه يتعين على الدولة أن تقوم بكل ما هو ممكن لضمان أن تبقى هذه المناطق جزءاً منها.

وأضاف بينت في سياق كلمة ألقاها أمام مؤتمر عُقد على خلفية تصريحات وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بشأن شرعية المستوطنات في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] نظمته مجموعة "منتدى كوهيلت" اليمينية في "مركز بيغن للتراث" في القدس أمس (الأربعاء)، أنه يسعى لزيادة عدد المستوطنين اليهود في الضفة الغربية إلى مليون مستوطن خلال عقد.

ورفض بينت الذي حضر المؤتمر بصحبة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو والسفير الأميركي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان، استخدام كلمة محتلة عند حديثه عن الضفة الغربية، وقال: "نحن لسنا محتلين في وطننا، نحن لسنا مثل البلجيكيين في الكونغو". 

ووصفت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان صادر عنها أمس تصريحات بينت بأنها عنصرية، وقالت إنها تعكس الطبيعة الاستعمارية التهويدية لخطة السلام الأميركية لحل النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني المعروفة باسم "صفقة القرن". 

وأكد البيان أن تصريحات بينت تشكل اعترافات إسرائيلية رسمية بالتورط في جريمة الاستيطان ومصادرة الأرض الفلسطينية.

يُذكر أن وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو أعلن في تشرين الثاني/نوفمبر الفائت أن الولايات المتحدة لم تعد تعتبر المستوطنات في الضفة الغربية غير قانونية.

"يديعوت أحرونوت"، 9/1/2020
وزارة الدفاع الإسرائيلية تعلن أنها على وشك تطوير منظومة حديثة لاعتراض الصواريخ بواسطة أشعة الليزر

أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية أمس (الأربعاء) أنها على وشك تطوير منظومة حديثة لاعتراض الصواريخ بواسطة أشعة الليزر.

وقال العميد يانيف روتم من وزارة الدفاع إن المنظومة الحديثة ستعترض قذائف هاون متوسطة المدى وقذائف صاروخية يصل مداها إلى 40 كم وطائرات من دون طيار وصواريخ مضادة للدبابات، بما في ذلك صواريخ متقدمة مثل صواريخ "كورنيت". كما أنها ستعترض صواريخ بعيدة المدى وصواريخ يتم إطلاقها من مسافة مئات الكيلومترات، أي من دول مثل سورية ولبنان.

وأضاف روتم أن هذه المنظومة الجديدة ستُحدث تغييراً استراتيجياً في قدرات الدفاع الجوي لإسرائيل، وستكون مكملة لمنظومة "القبة الحديدية" وليست بديلاً منها، وستعمل إلى جانبها.

وأشار روتم إلى أن اختبار المنظومة الحديثة سيبدأ في النصف الثاني من السنة الحالية لكي تصبح عملانية في مطلع السنة المقبلة.

"يديعوت أحرونوت"، 9/1/2020
تحالف "أزرق أبيض" يهدّد بإطلاق إجراءات لإقالة رئيس الكنيست إن لم يعمل على إقامة لجنة برلمانية تناقش طلب الحصانة الذي تقدم به نتنياهو

هدد تحالف "أزرق أبيض" أمس (الأربعاء) رئيس الكنيست يولي إدلشتاين بإطلاق إجراءات تهدف إلى إقالته من منصبه الأسبوع المقبل إن لم يعمل على إقامة لجنة برلمانية تناقش طلب الحصانة الذي تقدم به رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لتجنب المثول أمام المحاكمة بشبهة ارتكاب مخالفات فساد.

وقال رئيس التحالف عضو الكنيست بني غانتس إنه يجب على الكنيست الحالي أن يناقش طلب الحصانة الذي قدمه نتنياهو إلى رئيس الكنيست، وأشار إلى أنه يتعين على إدلشتاين أن يتحلى باتزان يخوله الفصل التام بين متطلبات منصبه الرسمي الذي يخدم مصلحة الجمهور العريض وكونه عضواً في حزب الليكود. 

وكان نتنياهو قدّم قبل أسبوع طلباً للحصول على حصانة برلمانية بعد تقديم لوائح اتهام ضده بشبهات فساد من طرف المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية. وقال نتنياهو إن طلبه يهدف إلى تجميد الإجراءات القضائية ضده موقتاً ولا يمكن اعتباره بمثابة تهرب من المحاكمة. 

يُذكر أن طلب الحصانة الذي قدمه نتنياهو تسبّب بتجميد الإجراءات القضائية المتعلقة بلوائح الاتهام التي قدمها ضده المستشار القانوني للحكومة، وبسبب عدم إقامة لجنة كنيست تبحث قضية الحصانة فإن مناقشة طلبه يمكن أن تؤجَّل إلى ما بعد الانتخابات المقبلة التي ستجري يوم 2 آذار/مارس المقبل، وهو ما تعمل أحزاب المعارضة لمنعه من خلال السعي لإقامة لجنة في الكنيست الحالي لمناقشة الطلب.

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"معاريف"، 9/1/2020
المسؤولون في المؤسسة الأمنية يعتقدون أن احتمالات شن هجوم إيراني ضد إسرائيل في إثر اغتيال سليماني لا تزال ضئيلة
طال ليف - رام - محلل عسكري
  • اختار الإيرانيون ردة فعل محدودة ومنضبطة للانتقام من عملية اغتيال قائد "فيلق القدس" قاسم سليماني، إلى درجة أن أوساطاً في الولايات المتحدة ادّعت أن طهران امتنعت عمداً من قتل أميركيين كي لا تتسبب بأي تصعيد إضافي في منطقة الشرق الأوسط.
  • وعلى الرغم من ذلك لم تمنع ردة الفعل هذه الإيرانيين من التباهي بنتائج الحادث، وهو ما قدرته مصادر مسؤولة في إسرائيل أيضاً بأنه محاولة إيرانية لإغلاق ملف الاغتيال ولو بصورة موقتة.
  • وازدادت في واشنطن كذلك أمس (الأربعاء) الإشارات التي تشي بأن الولايات المتحدة قد تكون تفضل هي الأُخرى في هذه المرحلة عدم الرد على عملية قصف قاعدتين عسكريتين أميركيتين في العراق بالصواريخ الإيرانية. وصرّح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن أضرار القصف ضئيلة جداً، وأن القوات الأميركية جاهزة لأي سيناريو، وهو ما يمكن اعتباره بمثابة قرار بعدم التصعيد في المرحلة الحالية. ومع ذلك يجب الحذر من أي تنبؤات فيما يتعلق بقرارات رئيس الولايات المتحدة.
  • ويبدو أن الأمر الأهم من ناحية طهران هو أن تمرّر في إثر اغتيال سليماني رسالة فحواها أنها لا تخشى من مهاجمة الولايات المتحدة مباشرة، وأن تقف وراء الهجوم على نحو علني.
  • ويمكن القول إن التقديرات في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أشارت أيضاً إلى أن إيران ستبادر إلى ردة فعل انتقامية، وإلى أن السيناريو المنطقي هو أن تقوم بإطلاق صواريخ بشكل محدود ضد أهداف أميركية وليس ضد إسرائيل، كما حدث الليلة قبل الماضية.
  • ولا يزال المسؤولون في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية يعتقدون أن احتمالات شن هجوم إيراني ضد إسرائيل ضئيلة. ومع ذلك سيتم الحفاظ على مستوى جهوزية عالية، ولا سيما في سلاح الجو وأجهزة الاستخبارات.

وثمة معضلة أُخرى تواجه إسرائيل في ظل هذه الأوضاع الأمنية المتوترة والهشة، ترتبط بالنشاطات والهجمات ضد استمرار التموضع العسكري الإيراني في سورية. ويبدو في هذه المرحلة أن إسرائيل تتخذ أقصى درجات الحذر في هذا الشأن من منطلق الفهم بأن أي عملية عسكرية في المنطقة يمكن أن تنطوي على دلالة خطرة للغاية. ومن الملاحظ أنه في الفترة الأخيرة لم ترِد أي تقارير عن هجمات منسوبة إلى إسرائيل في سورية أو في العراق.      

"هآرتس"، 9/1/2020
الهجوم الإيراني زود ترامب بمخرج للتهرب من التصعيد، ليس مؤكداً من أنه سيستخدمه
حيمي شاليف - محلل سياسي
  • دونالد ترامب يشبه الولد المشاكس في الصف والذي يلقي خطاباً في احتفال في مدرسته، والمجتمع الدولي هو أساتذته ورفاقه الذين يتنفسون الصعداء عندما يفاجئهم بمحاضرة منظمة وعاقلة إلى حد ما. في الأمس في واشنطن كان هناك إجماع واسع على أن الهجوم الصاروخي الإيراني الذي لم يوقع إصابات وفّر لترامب مخرجاً لتفادي مواجهة عسكرية لا يرغب فيها، لكن نظراً إلى أننا نتحدث عن ترامب، يجب أن ننتظر حتى نهاية خطابه إلى الأمة للتأكد من أنه مقتنع بذلك.
  • غني عن القول إنه حتى عندما يحقق ترامب التوقعات، فإنه يفعل ذلك على طريقته. لقد وقف في المؤتمر الصحافي في البيت الأبيض وإلى جانبه جماعة متجهّمة من الوزراء والجنرالات، بينهم نائبه مايك بنس، والذين بدوا وكأنهم طغمة عسكرية (Junta) في أميركا الجنوبية.
  • يجب أن نعترف بأن خطاب الأمس كان نوعاً من اللحظات التي يجب أن نشكر الله على أن ترامب هو الرئيس وليس أوباما. لو كان أوباما هو الرئيس الذي تجاهل الاستفزاز الإيراني الواضح الذي تجاوز خطاً أحمر وضعه ترامب ضد الهجوم على جنود أميركيين في العراق قبل ساعات معدودة، ولم يتطرق إلى وقاحة تجرؤ الإيرانيين على إطلاق صواريخ باليستية لأول مرة على الجيش الأميركي، لكان اليمين في الدولة صنّفه كعضو في تنظيم الإخوان المسلمين ووصفه بأنه انهزامي.
  • في الخلاصة، صحيح حتى الآن أن ترامب يستطيع أن يسجل لنفسه إنجازاً حسناً، ويستطيع العالم أن يتنفس الصعداء على الأقل في الوقت الحاضر. لقد ضربت الولايات المتحدة ركناً أساسياً للنظام الإيراني وخرجت سالمة.
  • وإيران أظهرت أنها لا تخاف من النار - ولا تخاف من رئيس أهوج مثل ترامب - وأنها مستعدة لتحطيم كل القواعد قبل أن تفكر في الخضوع. ادّعى الإيرانيون أنهم قاموا بضربة ساحقة، وتحدثت تقارير، على طريقة "صوت العرب" من القاهرة [التي كانت تضخم خسائر إسرائيل في حرب حزيران 1967]، عن سقوط عشرات القتلى. ترامب لم يُعِر هذه التقارير أي أهمية، والطرفان خرجا راضيين. 
  • سواء أكان الإيرانيون يمتلكون صواريخ دقيقة إلى حد أنهم يستطيعوا أن يكونوا واثقين بأنها لن تصيب أحداً، أم أن إلهة الحظ هي التي حمت الأميركيين، لأنها لم تكن مقتنعة بأن ساعة الحرب قد حانت، فإن رد طهران المدروس سمح لكل الأطراف بالنزول عن الشجرة العالية التي صعدوا إليها. إذا صدق منتقدو ترامب الذين يدّعون أن اغتيال سليماني كان خطوة متسرعة أوقعت الرئيس في ورطة كبيرة، فإن الإيرانيين هم الذين زودوه بحبل الخلاص، على الأقل حتى الآن.
  • أراد ترامب أن يمسك بالعصا من طرفيها. من جهة، أعلن عن زيادة حدة العقوبات واستمرار سياسة "الضغط الأقصى" على طهران، على الرغم من حقيقة أنها حققت حتى الآن نتائج معاكسة وجعلت إيران أكثر عدائية مما كانت عليه. ومن جهة ثانية، دعا ترامب آيات الله إلى طاولة المفاوضات للتوصل إلى اتفاق نووي جديد، على الرغم من أن إلغاء الاتفاق السابق في أيار/مايو 2018 هو الذي دفع الدولتين إلى الصدام. في القدس، من دون شك تسارع النبض عندما أسرف ترامب في مديح صفقته. مؤيدو ترامب ومنتقدوه متفقون على أن الاتفاق الذي وقّعه أوباما كان الأرضية للمواجهة الحالية.
  • يعتقد منتقدو الرئيس أن قراره الانسحاب من الاتفاق حشر طهران في الزاوية، وجعلها أكثر تطرفاً في عملياتها في المنطقة، وأدى في نهاية المطاف إلى تجديد محاولة الحصول على سلاح نووي. يعتقد مؤيدوه، وبينهم بنيامين نتنياهو، كما ادّعى ترامب في الأمس، أن توقيع الاتفاق وليس التخلي عنه هو الذي شجع إيران على تعميق عدوانها الإقليمي. وبحسب قولهم، قدّم الاتفاق لها أموالاً طائلة لتمويل مؤامراتها - بينها الحصول على صواريخ قصيرة المدى كتلك التي أُطلقت على القواعد في العراق، بينها مواقع للجنود الأميركيين.
  • يمكن القول إن خطاب ترامب رسم في الأمس نهاية بداية المواجهة الأميركية - الإيرانية المحتدمة، لكن ليس بالضرورة بداية النهاية. الرأي العام الإيراني، الذي ذُعر من اغتيال سليماني، والذي توحد بغضب في مواجهة الإدارة الأميركية، يمكن أن يكشف الفجوة الكبيرة بين تصريحات آيات الله المتغطرسة بشأن الضربة الكبيرة التي تلقاها الأميركيون، وبين بيان البنتاغون عن عدم وقوع إصابات، والجمهور الإيراني يمكن أن يطالب بتفسيرات.
  • كما أوضح خامنئي في الأمس، لا تعتبر طهران إطلاق الصواريخ نهاية الأمر. وخطتها التنكيد على حياة الجنود الأميركيين المنتشرين في العراق بواسطة الميليشيات الشيعية التي تحت تصرفها، لا تزال قائمة وتنطوي على مواجهة مستقبلية شبه أكيدة. لم تتراجع إيران عن تخليها عن القيود التي بقيت من الاتفاق النووي، وإذا سرّعت مشروعها النووي فعلياً، فإنها قد تدفع إلى رد عسكري كثيف من جانب الولايات المتحدة. أيضاً التهديدات العلنية التي جاءت أول من أمس من الحرس الثوري إزاء حلفاء الولايات المتحدة في الخليج الفارسي لا تنبىء بالخير وتفتح الباب أمام إساءات فهم خطرة.
  • تلك هي نقاط الخلاف المعروفة، لكن يجب أن نضيف إليها كل الاستفزازات الشخصية التي تبدو غير مهمة، لكن يمكن أن يتعامل معها ترامب كذريعة للحرب. يكفي أن يسخر خامنئي من ترامب على تويتر، أو يسخر منه أحد الديمقراطيين على فايسبوك، كي يشعل غضبه ويدفعه إلى الانتقام. مع ترامب لا يمكن أبداً أن نعرف. لذلك، حتى بعد التهدئة أمس، فإن الطريق لا تزال طويلة كي نستطيع النوم بهدوء.
"هآرتس"، 7/1/2020
اغتيال سليماني وضع "حماس" أمام معضلة بين التسوية في غزة وتأييد إيران
جاكي خوري - مراسل سياسي
  • وقع زعماء "حماس" في معضلة في نهاية الأسبوع، في أعقاب اغتيال الولايات المتحدة قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني. جاء الاغتيال في وقت حساس بالنسبة إلى الحركة التي تُجري في هذه الأيام اتصالات مع إسرائيل لتطبيق تسوية في غزة. قرار رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية الذهاب إلى طهران للمشاركة في تشييع سليماني، يمكن أن يؤدي إلى ردات فعل غير متوقعة من جانب مصر وإسرائيل.
  • الاتصالات التي تجري بين إسرائيل و"حماس" في الأسابيع الأخيرة، بواسطة عناصر من الاستخبارات المصرية، وموفد الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط نيكولاي ملادنوف، تتضمن تقديم تسهيلات إلى سكان القطاع، والدفع قدماً بمشاريع مدنية. لكن من ناحية عسكرية – استراتيجية، التأثير الإيراني في "حماس" والجهاد الإسلامي هو دراماتيكي - طهران تحوّل أموالاً إلى الأذرع العسكرية في التنظيمين، ومسؤولون كبار كثيرون يقيمون في دمشق وبيروت بحماية الاستخبارات السورية أو حزب الله. لذلك لم تكن مشاركة هنية والأمين العام للجهاد الإسلامي زياد النخالة في جنازة سليماني مفاجئة، لكنها ستختبر بحسب نتائجها - في الأساس من جانب مصر.
  • هنية موجود في الخارج منذ أكثر من شهر، بعد حصوله على الضوء الأخضر من مصر للقيام بجولة على بعض الدول العربية والإسلامية. ولقد وصل إلى طهران برفقة هيئة المكتب السياسي لـ"حماس". مصادر في "حماس" تحدثت إلى صحيفة "هآرتس" أشارت إلى أن الزيارة تقررت كما يبدو على خلفية الاغتيال، ولم تستبعد إمكان أن يكون هنية بلّغ القاهرة نيته السفر، من العاصمة القطرية الدوحة التي كان يزورها في الأيام الأخيرة، إلى طهران.
  • "النظرة المصرية لا تتطابق بالضرورة مع الرؤية الإسرائيلية، لأن زيارة كهذه لن ينجم عنها رد فعل سلبي تجاه مصر"، قالت هذه المصادر، وشددت على أن "زيارة هنية إلى تركيا وقطر هي أكثر خطورة بالنسبة إلى مصر من زيارته إلى إيران". وبحسب كلامهم: "لا يوجد أي سبب يدعو مصر إلى عدم ضبط النفس أو التجاهل، ما دامت "حماس" تحافظ على الخط الموضوع، وعلى الاتفاقات مع القاهرة".
  • بحسب مصادر في "حماس"، دخلت الاتصالات من أجل ترسيخ التهدئة بين مصر والحركة في مراحل متقدمة: في السنة الأخيرة دفع الطرفان قدماً بخطوات ذات طابع أمني واستخباراتي، وكذلك اتفقا على العمل في معبر رفح، بما في ذلك دخول بضائع بكميات كبيرة، وهم معنيون بمواصلة القيام بذلك. وبحسب المصادر، زعيم "حماس" في القطاع يحيى السنوار هو الذي يقود المفاوضات من جانب الحركة.
  • تقول المصادر: "المعضلة ليست بسيطة، لسبب واحد أساسي، هو أن 'حماس' التي تعتبر نفسها حركة مقاومة شعبية، لا تستطيع التخلي عن إيران وحزب الله من الناحية العسكرية الاستراتيجية، لكن من ناحية ثانية، تتحمل 'حماس' المسؤولية المدنية عن أكثر من مليوني مواطن، منذ أكثر من عشر سنوات، ومصر هي دعامة أساسية، من دونها لا تستطيع الحركة السيطرة عملياً"، وفي رأيهم، الاتجاه هو نحو "السير بين النقاط والمحافظة على توازن صارم، والدليل على ذلك، أنهم في 'حماس' وفي الجهاد الإسلامي عبّروا عن غضبهم، ودانوا الاغتيال - لكن لم يخطر في بال أحد منهم الرد عسكرياً".
  • مصدر مصري مقرب من السلطة ومن الاستخبارات أكد في حديث مع الصحيفة التقديرات بأن مصر لن ترد على زيارة طهران رسمياً، ولن تتخذ فوراً خطوات ملموسة ضد هنية وقيادة "حماس". مع ذلك، أضاف أن رئيس المكتب السياسي سيضطر إلى الانتظار وقتاً طويلاً حتى يُسمح له بالعودة إلى القطاع، أو الخروج منه مستقبلاً.
  • يقول المصدر المصري: "يوجد هنا مشكلة معقدة: من جهة، هناك المسألة الإعلامية العلنية - زعيم 'حماس' يصل إلى طهران، ويمدح سليماني ويهاجم الولايات المتحدة وإسرائيل - ومن جهة ثانية، هناك العمليات على الأرض للمحافظة على التهدئة وعلى التسوية ومنع حدوث انهيار في القطاع بوساطة مصرية ودولية. عملياً، في 'حماس' هم معنيون بتسوية في مقابل تسهيلات، وفي مصر يدركون ذلك، ولن يعملوا على كسر هذه الصيغة".