مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
قالت قناة التلفزة الإسرائيلية 13، نقلاً عن دبلوماسيين أوروبيين أمس (الأحد)، إن الاتحاد الأوروبي وجّه في الأسابيع الأخيرة رسالة تحذير إلى رئيس حزب "أزرق أبيض" ورئيس الكنيست بني غانتس من مغبة قيام إسرائيل بضم مناطق في يهودا والسامرة [الضفة الغربية].
وأشارت قناة التلفزة إلى أن هذه الرسالة جاءت في ذروة المفاوضات التي يجريها غانتس مع رئيس الحكومة وحزب الليكود بنيامين نتنياهو الذي يؤيد الضم بشدة لتأليف حكومة إسرائيلية جديدة بينهما.
وأضافت أن مسؤولين من الاتحاد الأوروبي تحدثوا مع مستشارة الشؤون الخارجية لرئيس "أزرق أبيض" ميلودي سوخوروفيتش وأوضحوا لها أن الاتحاد الأوروبي يعارض بشدة أي خطوة ضم أحادية الجانب. كما تم التوضيح لها أن على غانتس أن يأخذ في عين الاعتبار أن خطوات الضم في الضفة الغربية سيكون لها تأثير سلبي للغاية على علاقة الاتحاد الأوروبي مع إسرائيل.
ونقلت قناة التلفزة نفسها عن الدبلوماسيين الأوروبيين قولهم إن سوخوروفيتش ردت بأن غانتس اضطر إلى التنازل عن موقفه بشأن الضم لأنه قرر الإصرار على أمور أُخرى في المفاوضات مع نتنياهو. وأشارت أيضاً إلى أن غانتس سيحاول التأثير في مسألة الضم من داخل الحكومة في حال تأليفها.
شارك نحو 2000 شخص في التظاهرة التي أقامتها حركة "الرايات السوداء" في ميدان رابين في وسط تل أبيب مساء أمس (الأحد) احتجاجاً على المساس بالديمقراطية.
وأقيمت التظاهرة ضمن إجراءات مشددة اتخذتها الشرطة الإسرائيلية وطالبت خلالها بتحديد أماكن وقوف المحتجين، حرصاً على المسافة المطلوبة بينهم في ظل انتشار فيروس كورونا، كما تم إلزام المشتركين بارتداء كمامات طبية.
ورفع المتظاهرون لافتات كُتبت عليها شعارات تحتج على المفاوضات لإقامة حكومة وحدة وطنية بين بنيامين نتنياهو وبني غانتس واعتبروها تمس بالديمقراطية.
وتحدث في التظاهرة أعضاء الكنيست يائير لبيد وموشيه يعلون من تحالف حزبي "يوجد مستقبل" و"تلم"، ويائير جولان من ميرتس، وأيمن عودة رئيس القائمة المشتركة، ووزير العدل السابق دان مريدور.
وهاجم لبيد رئيس الحكومة نتنياهو متهماً إياه بإلحاق الضرر بالديمقراطية في إسرائيل. كما هاجم شريكه السابق غانتس واتهمه بخداع تحالف "أزرق أبيض" المنحل والناخبين، من خلال الذهاب للجلوس في حكومة واحدة مع متهم بالتحايل وخيانة الأمانة.
وحذّر يعلون غانتس من الموافقة على قوانين غير ديمقراطية ودعاه إلى عدم الدخول إلى حكومة مع نتنياهو، والرجوع إلى تحالف "أزرق أبيض" السابق.
قام وزير الأمن الإسرائيلي الداخلي غلعاد إردان أمس (الأحد) بزيارة إلى قريتي دير الأسد والبعنة العربيتين في منطقة الشاغور [الجليل]، في ظل الإغلاق المفروض عليهما جرّاء انتشار فيروس كورونا فيهما.
وقال إردان في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام، إن الزيارة تهدف إلى الاطلاع عن كثب على استعدادات الشرطة لفرض تعليمات الطوارئ على القريتين، وأكد أن شهر رمضان القريب هو التحدي الأكبر الذي يقف أمام الشرطة لمنع ازدياد انتشار فيروس كورونا في المجتمع العربي خلاله.
ورافق إردان القائم بأعمال القائد العام للشرطة، وعقد كلاهما اجتماعاً مع رؤساء السلطات المحلية العربية في منطقة الشاغور بهدف ترتيب نشاطات مشتركة لمنع انتشار فيروس كورونا في أوساط السكان العرب خلال شهر رمضان.
وقال إردان إن الشرطة الإسرائيلية ستعمل بقوات معززة بالتعاون مع السلطات المحلية لفرض قوانين الطوارئ ومنع انتشار فيروس كورونا في البلدات العربية خلال شهر رمضان.
قال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس أمس (السبت) إنه أصدر أوامر إلى وزارة الخارجية تقضي بتقديم شكوى إلى مجلس الأمن الدولي بعد محاولة تخريب للسياج الحدودي الإسرائيلي مع لبنان مساء أول أمس (الجمعة)، نُسبت إلى حزب الله.
وأضاف كاتس في بيان صادر عنه أن إسرائيل تنظر بجدية كبيرة إلى محاولات اختراق السياج الحدودي، وتتوقع من الحكومة اللبنانية ممارسة مسؤوليتها ومنع مثل هذه التهديدات لأمن إسرائيل والمنطقة بأسرها.
وكان بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي ذكر أن دورية تابعة للجيش اكتشفت مساء أول أمس وجود 3 ثغرات في السياج الأمني في منطقة الحدود مع لبنان، فقامت باستدعاء قوات إلى المنطقة أطلقت 6 قنابل مضيئة في الأجواء.
وأضاف البيان أن طواقم الصيانة قامت بإصلاح الأضرار. وأشار إلى أنه سيتم التحقيق في هذا الحادث، وأكد أنه لم يحدث أي اختراق للأراضي الإسرائيلية.
وجاءت هذه الحادثة في إثر شن غارة جوية في الأراضي السورية يوم الأربعاء الفائت نُسبت إلى إسرائيل واستهدفت عناصر من حزب الله، كما أكدت تقارير نُشرت في وسائل إعلام أجنبية.
وذكر بعض هذه التقارير أن تلك الغارة الجوية استهدفت سيارة ركاب أقلت مصطفى مغنية، وهو نجل عماد مغنية، القيادي العسكري الكبير في حزب الله، والذي قُتل في حادث تفجير خلال عملية إسرائيلية - أميركية مشتركة قبل نحو 12 سنة، لكن مصطفى نجا من الهجوم مع أشخاص آخرين كانوا معه في السيارة.
وأشارت تلك التقارير إلى أن مصطفى مغنية هو قيادي كبير في حزب الله ويقوم بدور نشط في عمليات الحزب بصورة عامة، وفي جهوده الرامية إلى إنشاء وجود عسكري دائم له في هضبة الجولان على وجه الخصوص.
وذكر تقرير أذاعته قناة التلفزة الإسرائيلية "كان" [تابعة لهيئة البث الإسرائيلية الرسمية الجديدة] أنه نظراً إلى حقيقة أن صاروخاً ثانياً أصاب السيارة بعد فرار الركاب، يمكن الافتراض أن الهجوم لم يكن محاولة اغتيال، بل استهدف شحنة لها علاقة بمشروع زيادة دقة الصواريخ التابعة لحزب الله.
صادقت الحكومة الإسرائيلية خلال جلسة هاتفية الليلة الماضية على عدد من التسهيلات التي أعلنها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو مساء أمس (السبت) في سبيل الخروج تدريجياً من حالة الطوارئ المشددة المتبعة في إسرائيل بسبب تفشي فيروس كورونا.
وكان نتنياهو أعلن في بيان أدلى به مساء أمس أن نسبة الوفيات في إسرائيل تُعدّ من أقل النسب في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD. وأشار إلى أن النتائج التي تم تحقيقها تتيح المجال لتخفيف الإجراءات المشددة ورفع القيود تدريجياً عن المواطنين والمرافق الاقتصادية، ابتداء من اليوم (الأحد).
ومن بين هذه التسهيلات، ذكر نتنياهو إعادة نسبة العمال الذين يحق لهم الوجود في أماكن عملهم، من 15% إلى 30% من مجمل العمال في كل موقع عمل. كما يُسمح بإعادة فتح متاجر معينة مثل محال الكهرباء والأثاث والعديد من أنواع الحوانيت التي لا تزدحم بالزبائن عادة، لكن ليست تلك الواقعة في المراكز التجارية الكبيرة.
وأكد رئيس الحكومة أنه إذا ما تبين خلال الأسبوعين المقبلين أن هناك تحسناً في حصر حجم الوباء، سيتم اتخاذ تسهيلات إضافية، لكنه أكد في الوقت عينه أنه في حال ارتفاع وتيرة تفشي الفيروس خلال هذين الأسبوعين، ستتم العودة إلى العمل بالتدابير الاحترازية المشددة.
وأشار نتنياهو إلى أنه ما دام لم يتم تطوير لقاح ضد فيروس كورونا، فسيعيش السكان في واقع مغاير لما اعتادوا عليه حتى الآن.
- الإنجاز الاقتصادي الكبير في إسرائيل في العقد الأخير كان في معدل البطالة المنخفض، والذي هبط بصورة متواصلة ليصل إلى أدنى درجاته، 3.4% في شباط/ فبراير الماضي. بعد مرور شهر، ارتفعت البطالة إلى ذروة تاريخية، 26%، لتسجل أعلى ارتفاع عرفته إسرائيل، وتدوس على جهود سنوات من العمل.
- هذا المسار المذهل له علاقة بالآلية التي تسمح بدفع تعويضات بطالة للعاملين الذي مُنحوا إجازة من دون راتب. في دول عديدة اختيرت طريقة ثانية - التعويض على أرباب العمل بشرط أن يستمروا في تشغيل عمالهم. هنا زودت الحكومة أرباب العمل بقرار سهل: إعطاء العاملين إجازة من دون راتب، ويحصلون بذلك على تعويضات بطالة.
- على ما يبدو، النتيجة في الحالتين متشابهة: الدولة هي التي تدفع الأجر للعاطلين، وللذين مُنحوا إجازة من دون راتب. لكن عملياً، هناك فارق دراماتيكي بمصطلحات إحصائية. كل عامل في إجازة من دون راتب يسجَّل كـ"طالب عمل"، مما يزيد معدل البطالة ويرفعه إلى مستويات مخيفة. والسؤال الأساسي هو كم من الذين مُنحوا إجازة من دون راتب سيعودون إلى أماكن عملهم، والتقدير هو أن نحو 20% وحتى 30% منهم لن يعودوا، وسيبقون عاطلين عن العمل.
- هذا يعني أننا بحاجة إلى الكثير جداً من الوقت لنعود إلى إنجاز البطالة المنخفضة الذي سُجل هنا في السنوات الأخيرة. الإنجاز لم يكن عرضياً: لقد نبع من سلسلة خطوات جرى القيام بها في الاقتصاد خلال 15 عاماً. البداية كانت قاسية قليلاً، عندما قرر وزير المال بنيامين نتنياهو تقليص كل أنواع المخصصات وصاغ تعبير "مخصصات للعمل" هذا كان لمواجهة ركود ثقيل استمر ثلاث سنوات في فترة الانتفاضة الثانية. وهذا ما كلّف نتنياهو هزيمة في صناديق الاقتراع في سنة 2006 التي حصل فيها الليكود بزعامته على 12 مقعداً فقط، لكنه أيضاً حرّك تغييراً مهماً، ودفع بأشخاص إلى سوق العمل.
- في حكومة إيهود أولمرت، جرت خطوة إضافية، عندما طبقت ضريبة دخل سلبية- منحة قُدمت إلى من يعمل وراتبه ضئيل جداً. تقليص المخصصات كان العصا، والتقديمات للعمل كانت الجزرة. لاحقاً اتُّخذ قرار إضافي، ارتفاع مستمر في الحد الأدنى للأجور، والذي زاد من جدوى الخروج إلى العمل.
- كل ذلك معاً أوجد برنامج السياسة الاقتصادية التي نُفذت منذ ذلك الحين وحتى اليوم، والتي تشجع الخروج إلى العمل، وليست كريمة إزاء من لا يعمل. نمو الاقتصاد في الأساس في مجالات الهاي - تك، والاتصالات، والمال والخدمات الخاصة والعامة أوجدت الكثير من الوظائف في العقدين الأخيرين بصورة مباشرة وغير مباشرة. وقد نمت حول هذه المجالات حلقات عمل إضافية في المطاعم والمواصلات، ومقدمي الكثير من الخدمات، وهذا ما رفع الاقتصاد إلى الذروة في معدل المشاركين في سوق العمل، والبطالة المنخفضة.
- جرى هذا على الرغم من أن الجهود الحكومية لإشراك نوعين من السكان - الرجال المتدينين والنساء العربيات - في سوق العمل، أثمرت نتائج متوسطة. لكن في حالات أُخرى (مثل نساء حريديات ورجال عرب)، وبالنسبة إلى باقي السكان، شاهدنا نجاحاً مذهلاً. أحد المؤشرات التي رافقت عملية الانخفاض المستمر في البطالة كان في نوعية الوظائف التي نشأت: هل هي وظائف مجزية ودائمة، أو وظائف موقتة وهشة؟ شكّل هذا مادة كبيرة للنقاشات الأكاديمية، لكن للإجابة عن السؤال كان المطلوب صدمة اقتصادية. لم يقدّر أحد أن تأتي صدمة بهذه القوة والعنف، وأن تصل إلى مئات الآلاف من الوظائف، حتى تلك التي كانت تبدو لنا مستقرة ومضمونة، وتجعلها تتبدد بين ليلة وضحاها.
- كل يوم يمر من دون أن يعمل فيه الاقتصاد بكامل طاقته، يزيد الخطر على وظائف كثيرة - من كل الأنواع، وفي الكثير من الفروع. يجري هذا بينما مئات آلاف الأعمال الخاصة متوقفة عن العمل جرّاء الأزمة، ولم تدخل بعد في إحصائيات البطالة. الإنجاز الهائل في العقد الآخير في خطر كبير، ويمكن أن يتحول إلى أكبر فشل تحدثه أزمة الكورونا. الضغط الذي تمارسه القيادة الاقتصادية على رئيس الحكومة لفتح الاقتصاد في أسرع وقت ممكن - له علاقة مباشرة بهذا التخوف.
- أزمة الكورونا دفعت وكلاء إيران العنيفين في شتى أنحاء الشرق الأوسط إلى تخفيض نشاطهم، لكنهم لم يوقفوا عملياتهم بصورة مطلقة. يواصل عناصر الحرس الثوري الإيراني محاولاتهم لإقامة جبهة ضد إسرائيل في سورية، وتواصل الميليشيات الشيعية العراقية إطلاق صواريخ على الجنود الأميركيين في العراق، ويواصل حزب الله نشاطه في الجولان السوري ضمن ما يُطلق عليه اسم "ملف الجولان"، الذي في إطاره يقيم بنية تحتية إرهابية معادية لإسرائيل في القرى المتاخمة للحدود.
- هذا النشاط لحزب الله هو الذي أدى، على ما يبدو، هذا الأسبوع إلى التوتر في الساحة الإسرائيلية - اللبنانية. حادثتان وقعتا في مكانين مختلفين من لبنان - بعيدين عن بعضهما البعض - رفعتا مستوى التوتر. ظاهرياً، لا علاقة بينهما، لكن من المحتمل جداً أن الحادثة الأولى التي وقعت في منتصف الأسبوع كانت جزءاً من المعركة السرية - المعركة بين الحروب - التي بواسطتها تقوم إسرائيل بإحباط مبادرات حزب الله الإرهابية في سورية. الحادثة الثانية التي وقعت في الأمس كانت، على ما يبدو، رداً من حزب الله.
- في يوم الأربعاء، تعرضت سيارة لبنانية للقصف في بلدة جديدة - يابوس الموجودة على المعبر الحدودي الأكبر والرئيسي بين سورية ولبنان، على طريق بيروت- دمشق. وذكرت وسائل الإعلام العربية أن ركاب السيارة كانوا قائداً كبيراً في حزب الله وثلاثة من رجاله. بحسب وسائل الإعلام العربية واللبنانية لم يصابوا، لأن الصاروخ الأول الذي أطلقته، على ما يبدو، مسيّرة إسرائيلية أخطأ السيارة، وهرب ركابها قبل أن يدمرها الصاروخ الثاني.
- الحادثة الثانية وقعت ليل أمس على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية، في منطقة كيبوتسي المنارة والمالكية. وبحسب بيان الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، التُقطت إشارة إنذار من السياج الممتد على طول الحدود بين إسرائيل ولبنان، ونشأ شك في حدوث محاولة تسلل. بعد مرور وقت ليس طويلاً، وبعد فحص قام به الجيش، استُبعد احتمال التسلل، لكن اكتُشفت ثلاث فتحات خطيرة في السياج جرت، على ما يبدو عن قصد، في ثلاثة أماكن مختلفة.
- الإشارات بشأن حدوث مسّ بالسياج جرت في أوقات متقاربة جداً. بعد مرور ساعتين ونصف الساعة تقربياً، أصدر الناطق باسم الجيش بياناً جاء فيه: "هذا حادث خطير للغاية... نحن نعتبر الحكومة اللبنانية مسؤولة عمّا يجري في أراضيها."
- تحميل الحكومة اللبنانية المسؤولية بسبب حادث لا يبدو أنه عرّض سكان الجليل الأعلى لخطر خاص، أو الجنود، هو مؤشر واضح إلى تقدير الجيش بأن تخريب السياج نُفذ عن قصد من جانب طرف معادٍ ومهني. وبحسب المؤشرات، مَن نفّذ هذه الفتحات في السياج هو ثلاث خلايا من عناصر حزب الله عملت في وقت واحد، في ثلاثة أماكن مختلفة، بسرعة ومهارة، وهربت بسرعة.
- إذا كانت فعلاً حادثة الأمس رداً على إطلاق الصواريخ يوم الأربعاء، فإن المقصود إشارات حذرة ومدروسة، هدفها تبادل رسائل بين حزب الله وإسرائيل، من دون التسبب بتصعيد. هناك مصلحة لإسرائيل ولحزب الله أيضاً بالامتناع من حدوث اشتباكات، وخصوصاً في فترة أزمة الكورونا. لكن في الوقت عينه، يريد الطرفان الدفاع عن مصالحهما.
- فيما يلي تسلسل الأحداث - كما جرى نشرها في الأسبوع الماضي: في يوم الأربعاء، كان قائداً كبيراً في حزب الله مع ثلاثة من رجاله في سيارة عبرت الأراضي اللبنانية إلى سورية عن طريق معبر جديدة يابوس، وكان في حوزتهم عتاد شخصي وعتاد حربي. ويمكن التقدير أن الأربعة لهم علاقة بإقامة بنية تحتية إرهابية تُسمى "ملف الجولان"، وهذا هو سبب ذهابهم من لبنان إلى سورية.
- هوية المسؤول الكبير من حزب الله ليست معروفة بصورة أكيدة: صحيفة "القدس العربي" ادّعت أن المقصود هو شخص يسمى "أبو عماد"، لكن قناة "العربية" السعودية قالت إنه مصطفى مغنية، ابن القائد العسكري الأسطوري لحزب الله عماد مغنية الذي اغتيل في سنة 2008. على ما يبدو، مصطفى مغنية ضالع في "ملف الجولان"، وربما هو يديره تماماً كما فعل شقيقه الأصغر جهاد مغنية الذي اغتيل في مطلع سنة 2015، بينما كان يقود عمليات في سورية من قبل حزب الله على طول الحدود.
- على أي حال، من الواضح أن الهدف في السيارة اللبنانية كان قائداً كبيراً في حزب الله، له علاقة بتنظيم عمليات ضد إسرائيل من الأراضي السورية.
- يُظهر شريط الفيديو أن ركاب الجيب غادروه قبل دقيقة من القصف. وبحسب وسائل الإعلام العربية، هم تمكنوا من ذلك، لأن المسيّرة أخطأت الهدف في الصاروخ الأول الذي أطلقته. وبعد نحو دقيقة، عاد الركاب الأربعة إلى الجيب وأخرجوا أغراضهم من داخله وهربوا، وبعد مرور نحو 20 ثانية، أصاب الصاروخ الثاني السيارة.
- من خلال الفيديو، ومما هو معروف عن تنفيذ المسيّرات للهجمات، يمكن الاستنتاج بوضوح أن المسيّرة أخطأت عن قصد الهدف بالصاروخ الأول، لإعطاء ركاب الجيب فرصة الخروج قبل الهجوم (من نوع "الدق على السيارة"). مرت ثوان طويلة- طويلة بصورة غير منطقية- بين الصاروخ الأول والثاني، وهو ما يسمح بالتقدير أن مَن أطلق الصواريخ قصد إعطاء ركاب السيارة فرصة للهرب.
- إذا كانت المسيّرة إسرائيلية فعلاً، يمكننا أن نفهم السبب. الهدف كان التلميح إلى حزب الله بأن الجيش يعرف إلى أين كان مسؤوله الكبير ورجاله ذاهبين، وأنه لن يسمح بحدوث ذلك، تماماً مثلما هاجمت إسرائيل خلية قناصين من حزب الله أُرسلت لمهاجمة الجنود الإسرائيليين بالقرب من قرية الخضر السورية في مطلع آذار/مارس.
- لكن بحسب قواعد اللعبة التي وُضعت في السنوات الأخيرة في الساحة الشمالية، كان من الواضح لمتخذي القرارات في إسرائيل أن اغتيال ناشط وقائد في حزب الله، سيؤدي إلى تصعيد خطير. وكان من الواضح أن حزب الله سيرد، وهذا يتعارض مع مصلحة إسرائيل في الوقت الحالي الذي تواجه خلاله، مثل لبنان أيضاً، وباء الكورونا. لذا من الممكن أن إسرائيل فضلت أن تُرسل إشارة، وألاّ تغتال المسؤول الكبير في حزب الله ورجاله جسدياً.
- كما ذكرنا، لم يبق الحزب مديناً، وبدوره، ردّ بإشارات على الرسالة الإسرائيلية. نشرُ الفيديو يوم الجمعة هدفه شرح سبب التخريب على السياج الحدودي الإسرائيلي قبل ساعات من ذلك.
- حزب الله أرسل إلينا رسالة مفادها أننا لن نسكت على مهاجمتكم الجيب، وعلى الرسالة التي تضمنتها، وعلى الخطر الذي تعرضت له حياة رجالنا، لكن سنرد بصورة مدروسة. أنتم تهددوننا بشأن عمليات حزب الله في الجولان من دون أن تقتلوا عناصرنا، ونحن سنمس بالسياج الحدودي من دون التسلل عبره وتنفيذ هجوم. ضرر في الأملاك انتقاماً لضرر في الأملاك. إشارة تحذيرية رداً على إشارة تحذيرية.
- من الممكن التقدير لو أن المسؤول الكبير في حزب الله في الجيب اغتيل، لكان حزب الله رد بصورة مختلفة، كما فعل في أيلول/سبتمبر الماضي، عندما أطلق صاروخاً على سيارة إسعاف عسكرية إسرائيلية بالقرب من الحدود اللبنانية، لكنه لم يتمكن من قتل ركابها.
- يمكن أن نفهم أن القاعدة القديمة، العين بالعين، لا تزال تطبّق في الشرق الأوسط كما في الماضي، لكن في زمن الكورونا، فإنها تجري بصورة أكثر حذراً وأكثر حكمة.
- الاستراتيجيا الإسرائيلية هي مواصلة المعركة بين الحروب في سورية كلما دعت الحاجة، لذلك هي تتواصل، لكن بكثافة أقل مقارنة بالفترة التي سبقت تفشي الوباء. يشدد مصدر أمني كبير على أن عمليات انتقامية تكتيكية كهذه وغيرها، كما شهدت الحدود اللبنانية في الأمس، لن تغيّر استراتيجيا الجيش الإسرائيلي.