مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
"نيويورك تايمز": إسرائيل تبنت مؤخراً سياسة تحذير ناشطي حزب الله في سورية قبل استهداف قوافلهم لتجنب وقوع قتلى
رئيس الموساد: حالة وباء الكورونا في سلسلة من الدول العربية وإيران أسوأ مما يعترفون به
القدس ما زالت تتصدر قائمة التجمعات السكانية التي سُجلت فيها أكثر الإصابات بكورونا ودير الأسد تتصدر قائمة التجمعات السكانية العربية
مقالات وتحليلات
تموضع حزب الله في سورية ولا سيما بمحاذاة هضبة الجولان يثير قلق إسرائيل في الوقت الحالي أكثر من تموضع إيران
الكورونا ضربت في إيران ولا تزال تضرب في المنطقة
من يتحمل مسؤولية الاتفاق السياسي المعطوب بين نتنياهو وغانتس
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
موقع Ynet، 23/4/2020
"نيويورك تايمز": إسرائيل تبنت مؤخراً سياسة تحذير ناشطي حزب الله في سورية قبل استهداف قوافلهم لتجنب وقوع قتلى

ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية هذا الأسبوع، نقلاً عن مصادر إسرائيلية وشرق أوسطية، أن إسرائيل تبنت مؤخراً سياسة تحذير ناشطي حزب الله في سورية قبل استهداف قوافلهم.

وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل تقوم بذلك لتجنب وقوع قتلى والانجرار إلى حرب في لبنان، لكنها في الوقت عينه شددت على أن السياسة الإسرائيلية تجاه الإيرانيين في سورية ما زالت كما هي، وعلى أن إسرائيل لا تتردد في إلحاق الضرر بهم.

وتطرقت الصحيفة إلى الهجوم الذي استهدف سيارة لناشطي حزب الله في منطقة الحدود السورية - اللبنانية الأسبوع الفائت ونُسب إلى إسرائيل، فذكرت أن الصاروخ الأول الذي استهدف السيارة أخطأ هدفه قصداً حتى يُتاح لهؤلاء الناشطين إمكان الهروب مع إبقاء معداتهم داخل السيارة، لكن الخطة فشلت وعاد الناشطون إلى السيارة لأخذ معداتهم منها.

"يسرائيل هيوم"، 24/4/2020
رئيس الموساد: حالة وباء الكورونا في سلسلة من الدول العربية وإيران أسوأ مما يعترفون به

قال رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي يوسي كوهين إن لدى كل من لبنان والعراق وسورية معدلات إصابات عالية بفيروس كورونا، كما أن عدد الوفيات بالفيروس في إيران أكبر بكثير مما تم التبليغ عنه.

وأضاف كوهين خلال جلسة مغلقة مع كبار المسؤولين في وزارة الصحة الإسرائيلية أمس (الخميس)، أن حالة وباء الكورونا في سلسلة من الدول العربية أسوأ مما يعترفون به.

وعرض كوهين خلال الاجتماع الجهود التي قام بها جهاز الموساد لجلب معدات طبية منذ بداية تفشي فيروس كورونا، فأشار إلى أن هذه الجهود جلبت حتى الآن نحو 50 مليون كمامة طبية و260 جهاز تنفس إلى إسرائيل. وقال إنه على الرغم من جميع الاتصالات، تم إغلاق الأبواب في معظم دول العالم، لذلك قامت إسرائيل بنقل خطوط إنتاج إليها.

"معاريف"، 24/4/2020
القدس ما زالت تتصدر قائمة التجمعات السكانية التي سُجلت فيها أكثر الإصابات بكورونا ودير الأسد تتصدر قائمة التجمعات السكانية العربية

أفادت بيانات وزارة الصحة الإسرائيلية أمس (الخميس) أن مدينة القدس ما زالت تتصدر قائمة التجمعات السكانية التي سُجلت فيها أكثر الإصابات بفيروس كورونا، إذ بلغ عدد حاملي الفيروس فيها 3061 شخصاً، وتليها مدينة بني براك [وسط إسرائيل] التي تسكنها أغلبية من اليهود الحريديم [المتشددون دينياً] وتأكدت إصابة 2588 شخصاً من سكانها.

وأظهرت المعطيات أيضاً أن قرية دير الأسد العربية في منطقة الشاغور [الجليل] تتصدر قائمة التجمعات السكانية العربية من حيث الإصابات بالفيروس، حيث بلغ عدد المصابين فيها 132 تعافى ثلاثة منهم، وتليها مدينة أم الفحم في المثلث، حيث بلغ عدد المصابين 72، ومدينة رهط في النقب [جنوب إسرائيل]، حيث بلغ عدد المصابين 47. 

ووفقاً للمعطيات، انخفضت نسبة الوفيات في إسرائيل بين الحالات التي انتهت إمّا بالشفاء وإمّا بالوفاة إلى 3% مقارنة بـ 20% عالمياً، وتعافى من الوباء منذ انتشاره 5334 شخصاً.

وأكدت وزارة الصحة أن هذه المعطيات تُعتبر مؤشراً إيجابياً يدل على بدء انحسار تفشي الفيروس.

من ناحية أُخرى، أعلنت وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية أمس أن الطواقم الإدارية ستعود إلى عملها اعتباراً من الأسبوع المقبل من أجل الاستعداد لاستئناف العملية التعليمية في المدارس تدريجياً.

وعرض وزير الدفاع الإسرائيلي نفتالي بينت أمس خطة لعودة الحياة إلى مجراها الطبيعي بالتدريج. وتنص الخطة على استئناف النشاطات في المرافق الاقتصادية، ما عدا دور السينما والفعاليات الرياضية والتجمعات الكبيرة.

وقال بينت إن في الإمكان إعادة فتح حضانات الأطفال والصفوف الابتدائية، من الأول وحتى الثالث، والصفوف الثانوية من العاشر حتى الثاني عشر، وإقامة حفلات زفاف بمشاركة 50 شخصاً.

وأعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية الليلة الماضية ارتفاع الوفيات جرّاء فيروس كورونا إلى 192، بواقع 3 وفيات جديدة في غضون الساعات الـ24 الأخيرة. وبلغت حصيلة الإصابات الاجمالية 14803، بواقع 305 إصابات جديدة، وبلغ عدد الإصابات الحرجة 139، وعدد الحالات التي تتلقى تنفساً اصطناعياً كاملاً 109 حالات.

وقالت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة إنه سُجلت أمس 6 إصابات جديدة بفيروس كورونا في مناطق السلطة الفلسطينية، وبذا ارتفع مجموع الإصابات في هذه المناطق إلى 480 إصابة، توفي منهم 4 أشخاص.

 

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"معاريف"، 24/4/2020
تموضع حزب الله في سورية ولا سيما بمحاذاة هضبة الجولان يثير قلق إسرائيل في الوقت الحالي أكثر من تموضع إيران
طال ليف - رام - محلل عسكري

 

  • اتسم الأسبوع الأخير بعودة تدريجية إلى الأوضاع الأمنية المألوفة المعروفة لنا خلال السنوات القليلة الفائتة. وبعد هدوء نسبي ساد في إثر تفشي فيروس كورونا، ونشوء فرص جديدة للتعاون مع دول من المنطقة، برزت مرة أُخرى التحديات القديمة.
  • ويتجه معظم الاهتمام لدى قيادة الجيش الإسرائيلي في الأيام الأخيرة نحو الجبهة الشمالية. فردّاً على عملية هجومية نُسبت إلى إسرائيل في سورية، قام مقاتلو حزب الله يوم السبت الفائت بعملية مثلثة في السياج الأمني الحدودي. وانطوت الرسالة التي أراد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله توجيهها من خلال تلك العملية، على مقولة فحواها أنه حتى في هذه الأيام الصعبة التي تمر على لبنان، لن يتردد في الرد على أي مس بالحزب، ولو بثمن حدوث تصعيد.
  • ومثلما حدث في واقعة إطلاق النار في اتجاه سيارة إسعاف عسكرية في مستوطنة "أفيفيم" في أيلول/سبتمبر الفائت، يوضح نصر الله أن أي ردة فعل من جانبه يمكن أن تحدث على طول منطقة الحدود الشمالية [مع لبنان]، وليس فقط في منطقة هار دوف [مزارع شبعا] كما كان في الماضي.
  • في إسرائيل يشعر المسؤولون بالقلق من كون حزب الله يحاول أن يبلور معادلة رد جديدة أشد حدة، ويعتقد قادة الجيش الإسرائيلي أنه لا يجوز السماح بذلك. ومع ذلك لا يمكن التغاضي عن رسالة بشأن عملية تبعد خطوة واحدة عن التسلل إلى الأراضي الإسرائيلية وارتكاب عملية مسلحة نوعية في 3 مناطق مختلفة. ولا شك في أن نصر الله وجّه تهديده إلى البطن الرخوة للجيش الإسرائيلي واستغل نقاط ضعف عملانية، كما استخدم مناطق هي في منأى عن المراقبة وكثيفة الأشجار أتاحت للمقاتلين أن يبقوا متخفين طوال الطريق نحو السياج الحدودي. وتبقى النقطة الإيجابية الوحيدة من ناحية إسرائيل هي أن قوات الجيش هرعت إلى مكان العملية خلال 3 إلى 4 دقائق وتصرفت كما لو أن هناك عملية تسلل إلى الأراضي الإسرائيلية.
  • ومثلما أن حزب الله ينقل رسائل إلى إسرائيل، فإن هذه الأخيرة تنقل رسائل إليه أيضاً. وجاء آخر هذه الرسائل من خلال عملية الهجوم ضد سيارة تابعة لحزب الله في منطقة الحدود بين سورية ولبنان قبل نحو 10 أيام، والتي نُسبت إلى إسرائيل. ولم تنفذ هذه العملية بهدف تصفية مقاتلي حزب الله الذين كانوا داخل السيارة. ويمكن الافتراض أنه لو كان داخل السيارة مقاتلون تابعون للحرس الثوري الإيراني لكانوا لقوا مصرعهم. والصاروخ الأول الذي أُطلق في اتجاه السيارة لم يُصب الهدف، ولم يكن ذلك من قبيل المصادفة. وفي السنوات الأخيرة تمتنع إسرائيل من تصفية ناشطي حزب الله في الأراضي السورية. وسيتغير هذا القرار فقط في حال وجود حاجة إلى كبح عملية عسكرية متدحرجة، أو القضاء على بنية تحتية إرهابية. وهذا ما حدث مثلاً في كانون الثاني/يناير 2015، عندما قامت إسرائيل، وفقاً لوسائل إعلام أجنبية، بتصفية نجل عماد مغنية، أحد الناشطين المهمين في الحزب.
  • إن المعادلة بين إسرائيل وحزب الله واضحة: أي إصابات في صفوف أحد الجانبين ستؤدي إلى تصعيد فوري للأوضاع في الجبهة الشمالية. وأثبت الجانبان أكثر من مرة أنهما غير معنيين بمثل هذا التصعيد، وعلى الرغم من ذلك فإن التصعيد يمكن أن يحدث. ونظراً إلى أن عملية الهجوم على سيارة حزب الله كانت ذات أهمية، فإن ردة فعل الحزب كانت متوقعة.
  • ازداد التوتر في مقابل حزب الله في الشهور الأخيرة، حتى قبل وصول فيروس كورونا إلى المنطقة. ففي إثر اغتيال قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني من طرف الأميركيين في العراق، بات نصر الله الشخصية الأهم بالنسبة إلى المحور الشيعي في كل ما يتعلق بالصلة بين إيران وحزب الله.
  • وإلى جانب إقامة بنية تحتية إرهابية تعتمد على مرتزقة لبنانيين، يعمل حزب الله على إقامة بنية تحتية عسكرية مهمة ذات قدرة على العمل من الأراضي السورية إلى جانب الجبهة اللبنانية. بالإضافة إلى ذلك، يستمر الحزب في محاولة التقدم إلى الأمام في كل ما يتعلق بمشروع الصواريخ الدقيقة.
  • ولا شك في أن تموضع حزب الله في سورية، ولا سيما بمحاذاة منطقة الحدود في هضبة الجولان، يثير قلق إسرائيل في الوقت الحالي أكثر من تموضع إيران في سورية، ويقف موضوع منع تعاظم قوة الحزب في رأس أولويات الجيش الإسرائيلي.
  • وثمة من يعتقد في إسرائيل أن الضائقة الاقتصادية والصعوبات الماثلة أمام نظام الحكم في لبنان تشكل فرصة لممارسة ضغط عسكري أكبر على حزب الله. ولا بد من الإشارة إلى أن الأوضاع الاقتصادية في لبنان كانت سيئة للغاية حتى قبل تفشي فيروس كورونا.
  • وتشير التقديرات السائدة في إسرائيل إلى أنه في حال تفاقُم الأوضاع الاقتصادية في لبنان، ستتسع حملة الاحتجاج الاجتماعية في بلد الأرز، وسيخرج السكان مرة أُخرى إلى الشوارع وتندلع تظاهرات عنيفة. وعلى خلفية ذلك، يبدو أن نصر الله معنيّ بأن يوضح أنه لا يخشى من وقوع مواجهة مع إسرائيل. ورسائله في هذا الشأن غير موجهة إلى إسرائيل فقط، بل أيضاً إلى سكان لبنان، وإلى أعدائه.
"يديعوت أحرونوت"، 22/4/2020
الكورونا ضربت في إيران ولا تزال تضرب في المنطقة
رون بن يشاي - محلل عسكري

 

  • في الأسابيع الأخيرة يُلاحظ ارتفاع في عدد التقارير من سورية ولبنان عن عمليات منسوبة إلى إسرائيل ضد بنى تحتية وعناصر تشغّلها إيران في هاتين الدولتين. من المعقول الافتراض أن هذا الارتفاع ليس صدفة، ويعكس ارتفاعاً في المواجهات التي تحدث على الأرض.
  • مر شهران على التقرير عن الإصابة الأولى بالكورونا في إيران. من الواضح اليوم وجود عشرات الآلاف من المصابين والمرضى وأكثر من 15 ألف وفاة، والضائقة الصحية هناك صعبة. وقد تسبب الوباء أيضاً بضرر شديد للاقتصاد الإيراني الذي كان يعاني جرّاء تدهور خطير. لكن النظام الإيراني مستقر ولا يلوح خطر على بقائه، ويواصل نشاطه التآمري في شتى أنحاء الشرق الأوسط، واستفزازاته ضد الولايات المتحدة.
  • هذا هو الاستنتاج الذي توصل إليه الخبراء في ندوة مسجلة على الفيديو أجراها معهد أبحاث الأمن القومي يوم الإثنين الماضي. أجمع الخبراء على أن المواطنين في إيران والنظام يعانيان من ضائقة صعبة، ربما هي الأصعب منذ سيطرة آيات الله على إيران في سنة 1979. الاقتصاد أصيب بضربة قوية جرّاء العقوبات الأميركية التي تمنع إيران من تصدير معظم النفط الذي تستخرجه، ومن جرّاء انخفاض أسعار النفط في السوق العالمية التي تُفرغ أكثر فأكثر صندوق وزارة المال من الدولارات.
  • عشرات آلاف المرضى والمتوفين بوباء الكورونا الذي تأخر النظام في كشفه واستخف به في بدايته؛ الضربة القوية التي تلقتها مكانة النظام في أعقاب اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني؛ والضربة التي لحقت بثقة المواطنين الإيرانيين بالنظام جرّاء إسقاط الطائرة الأوكرانية التي حاول الحرس الثوري إخفاءها - كل هذا كان من المفروض على الأقل أن يُضعف أو يزعزع استقرار النظام، وأن يدفع الناس إلى الخروج إلى الشوارع كما جرى في السنوات الماضية. لكن الخبراء يشيرون إلى أن الغضب ضد النظام مكبوت، في أغلبيته، وهناك مؤشرات واضحة إلى أنه موجّه في الأساس ضد الولايات المتحدة.
  • تسلسل الأمور منذ وصول وباء الكورونا إلى إيران أدى بصورة منافية للمنطق أيضاً إلى تعزيز المؤسسة الأمنية في إيران، والتي طالبت منذ البداية باتخاذ إجراءات صارمة لفرض التباعد الاجتماعي والحجر للحؤول دون تفشي الوباء. الذين ضعفوا هم الرئيس روحاني وجماعته من الإصلاحيين الذين استخفوا بالوباء لدى انتشاره، وسخروا من إجراءات التباعد التي اتُّخذت في بقية الدول.
  • هناك عاملان يزيدان من حصانة نظام آيات الله واستقراره في هذه الأيام على الرغم من الضربات القاسية التي تعرض لها: في المجال الاقتصادي، بعد عشرات السنوات من العقوبات الأميركية والدولية، تعلمت إيران تطوير قطاعات اقتصادية لا تعتمد على النفط، وهي تصدّر سلعاً من إنتاجها إلى العراق وتركيا وسورية بوتيرة متزايدة. بالإضافة إلى ذلك، لاحظ الخبراء أن الطبقة الوسطى في إيران تتخوف من الخروج إلى الشوارع بسبب الوباء.
  • نتيجة هذا كله، تزايدت كما يبدو الثقة بالنفس لدى آيات الله والمحافظين، وعلى رأسهم الخامنئي، وبعد فترة قصيرة من تهدئة النشاط التآمري في شتى أنحاء الشرق الأوسط، عاد النظام الإيراني إلى سلوكه السابق في كل الجبهات.
  • فيما يتعلق بالمجالات التآمرية التي تتعلق بنا، تواصل إيران العمل على الجبهات الأربع التي كانت تنشط فيها قبل اغتيال سليماني، وقبل أن تضربها الكورونا:
  • الأولى، إرسال سلاح دقيق، في الأساس صواريخ أرض - أرض دقيقة، إلى سورية وإقامة قواعد في أنحاء سورية من خلال الميليشيات الشيعية التي ستطلق هذه الصواريخ الدقيقة على إسرائيل عندما يحين الوقت. هذا الجهد هو جزء من خطة التمركز الإيراني في سورية، والتي يواصلها الشخص الذي حل محل سليماني إسماعيل قاآني.
  • جهد آخر أكثر تهديداً، هو نقل وسائل قتال دقيقة إلى حزب الله في لبنان. المقصود في الأساس أجهزة من أجل تطوير أكثر من دقة مئة ألف صاروخ وقذيفة لدى الحزب.
  • الجهد الثالث الذي يقوم به الحرس الثوري بقيادة قاآني هو إقامة قاعدة كبيرة اسمها "الإمام علي" في منطقة المعبر الحدودي بين العراق وسورية، هذا المعسكر موجود في العراق ليس بعيداً عن مدينة القائم العراقية، لكنه يقع في الجانب السوري من الحدود، بالقرب من بلدة البوكمال السورية. الفائدة الأساسية لهذا المعسكر، من وجهة النظر الإيرانية، هي وجوده في الوسط الجغرافي لممر المواصلات الذي يربط بين طهران ودمشق، مروراً بالعراق، وبُعده مسافة نحو 800 كيلومتر عن حدود إسرائيل. لهذا السبب، هو يُعتبر قاعدة لوجستية خلفية وقاعدة خروج للميليشيات أكثر أمناً من أماكن أُخرى في سورية قريبة من الحدود مع إسرائيل ويمكن مهاجمتها، ليس فقط بالطائرات، بل أيضاً بواسطة صواريخ أرض - أرض.
  • الجهد الرابع، هو ملف الجولان الذي يديره حزب الله من الأراضي السورية ضد إسرائيل. المقصود منظومة لتنفيذ هجمات وأعمال قنص وعبوات وإطلاق صواريخ، وربما أيضاً تسلُل من الجولان السوري نحو المستوطنات الحدودية في الجولان الإسرائيلي.
  • بين كل هذا، في إسرائيل يشعرون بالقلق بصفة خاصة من مجالين للنشاط الإيراني: الأول، التخوف من "زحف" إيران تحت غطاء الوباء نحو سلاح نووي، وعندما يحين الوقت، تقفز بسرعة نحوه من دون أن يكون في الإمكان لجمها. من المعروف أن إيران تُراكم حالياً كميات كبيرة من اليورانيوم المخصب بدرجة منخفضة في أجهزة طرد مركزية متطورة، كما تعمل على تطوير جهاز تفجير، مستغلة قلة انتباه الرأي العام العالمي بسبب الكورونا. هناك قرار في إسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا بتشديد الملاحقة الاستخباراتية كي لا نفاجأ.
  • المجال الآخر الذي يقلق إسرائيل هو السلاح الدقيق، في الأساس صواريخ أرض - أرض تحاول إيران نقلها إلى عناصرها في سورية، وإلى حزب الله في لبنان. هذان النشاطان يصر الجيش الإسرائيلي على إحباطهما من خلال عمليات إحباط منهجية ومخطَّط لها، يجري تنفيذها ضمن إطار المعركة بين الحروب.
  • في هذا الشأن، يمكن التقدير بأن الجيش الإسرائيلي ليس وحده، وهناك جهات استراتيجية أُخرى في المنطقة لديها مصلحة مشابهة لإسرائيل في إحباط التمركز الإيراني في أجزاء متعددة من سورية، وبالقرب من الحدود مع العراق.
  • في إسرائيل توجد اليوم أغلبية بين متخذي القرارات تقول إنه يجب زيادة عمليات الإحباط ضد إيران ووكلائها في سورية ولبنان، وذلك لوضع إيران أمام معضلة: دفع ثمن متزايد مع الوقت بخسائر بشرية وموارد جرّاء التمركز في سورية وتعزيز قوة حزب الله في لبنان، أو تقرير خفض نشاطاتها في هاتين الساحتين وتوفير مواردها.
  • من المهم الإشارة إلى أن الروس، وحتى نظام بشار الأسد، يبديان مؤخراً استياءهما الواضح من العمليات الإيرانية في داخل سورية، والتي تستفز إسرائيل وتعرقل جهود بوتين والأسد في التوصل إلى تسوية سياسية وتهدئة تسمح بإعادة بناء سورية.
  • في الجيش الإسرائيلي على الأقل يدركون أن تكثيف المعركة بين الحروب يمكن أن يؤدي إلى تصعيد في الساحة الشمالية، وربما أيضاً في غزة. مثل هذا التصعيد غير مرغوب فيه، وخصوصاً في الفترة التي تواجه فيها إسرائيل وباء الكورونا، لكن يعتقدون في القدس، وأيضاً في واشنطن، أنه من الجدير ويجب زيادة الضغط على إيران بهدف رفع جباية الثمن الذي تدفعه إلى حد كبير جداً، ولإجبارها على التخفيف من نشاطاتها التآمرية، على الأقل في هذه الفترة. يقولون في إسرائيل إن الفرصة تبرر المخاطرة، والمعلومات التي تأتي من الأرض، تقريباً يومياً، تدل على أنهم لا يتحدثون فقط.
"هآرتس"، 24/4/2020
من يتحمل مسؤولية الاتفاق السياسي المعطوب بين نتنياهو وغانتس
إيهود باراك - رئيس حكومة وعضو كنيست سابق
  • لم يسبق أن حدث أمر كهذا. لا في إسرائيل ولا في أي دولة ديمقراطية متقدمة. اتفاق سياسي عفن ومعطوب يضعف الكنيست تحت غطاء الكورونا، ويزعزع أسس النظام، ويُخضع المحكمة العليا لسلطة حكومة الغرض الواضح لوجودها ليست الكورونا ولا الطوارىء، بل منح الحصانة لمتهم بأي وضع وبأي ثمن.
  • قائمة جزئية كلها في خدمة المتهم: إذا مُنع المتهم من تولي رئاسة الحكومة -ستذهب إسرائيل إلى انتخابات. وسيُلغى عملياً قانون درعي - بنحاسي الذي ينص على استقالة وزير أو رئيس حكومة متهم بالرشوة وما شاكل ذلك. في لجنة اختيار القضاة ستعيَّن ممثلة المتهم، بدلاً من ممثل للمعارضة. وأخيراً وليس آخراً - "القانون النرويجي"، و50 وزيراً ونائب وزير، بينما في الشارع مليون عاطل عن العمل.
  • الاتفاق يكشف انهياراً نفسياً وسياسياً وأخلاقياً لبني غانتس وغابي أشكنازي. خيانة فاضحة لثقة الناخبين ونتيجة ملموسة بائسة. مع دعم المحكمة العليا، وبينما كل ما تبقى عمله كان تشريع "قانون المتهم" الذي جوهره: شخص متهم جنائياً لا يستطيع مستقبلاً تأليف حكومة - كل شيء انهار بطريقة بقيت غير مفهومة بالنسبة إلي. من هنا يبرز احتمال بأن جزءاً من الصورة مصدره اعتبارات لا يمكننا رؤيتها، ومفادها إنقاذ المتهم من رعب المحاكمة.
  • لا يقولوا لكم إنه لم يكن هناك خيار. نتنياهو كان يهدد بمسدس فارغ. مجرد سن القانون كان سيضعفه بصورة دراماتيكية، وسيوضح عدم إجراء انتخابات رابعة، ويفتح احتمالات، بينها تمديد طارىء مدة ستة أشهر للحكومة الانتقالية، ومن المحتمل أيضاً انتفاضة الليكود على زعامة المتهم الذي انتهى زمانه.
  • أيضاً إن كان لا مفر من عودة نتنياهو إلى مناقشة حكومة وحدة، فإن الحكومة حينها ستكون حكومة وحدة بين متساوين في القوة مع 33 مقعداً لأزرق أبيض وقوة سياسية أيضاً لغانتس. رئيسا أركان الجيش السابقان اللذان قادا خلال 3 معارك انتخابية لمعسكر "نتنياهو عد إلى المنزل"، يجدان نفسيهما يتوّجان المتهم ويتعاونان معه في إسقاط سلطة القانون. هذا جنون النظام. مَن كان يعتقد قبل سنة أن غانتس سيمنح المتهم حق الفيتو على تعيين المستشار القانوني للحكومة والنائب العام، والمفوض العام للشرطة، ومحققي وقضاة المحكمة العليا؟
  • كثيرون ساهموا في هذه الأزمة. المستشار القانوني للحكومة أفيحاي مندلبليت الذي قدم لائحة اتهام "بقلب مثقل لكن مطمئن" وصمت بعد ذلك. ماذا بشأن التحقيق بقضية الأسهم والعلاقة مع ابن عم نتنياهو [المليونير نتان ميليكوفسكي] الذي سيتقادم بعد نصف سنة؟ وتقارير نتنياهو الكاذبة لمراقب الدولة؟ واختراق الهاتف الجوال لخصومه، ودور رافي فايتسمان [المتورط في عملية اختراق هاتف غانتس].
  • أيضاً للمحكمة الإسرائيلية العليا دور في الأزمة. عشية الانتخابات الثالثة، رفضت التدخل في مسألة هل يحق لمتهم بالرشوة تأليف حكومة، بحجة أنها مسألة نظرية. ما الذي يمكن أن يكون ملموساً أكثر؟ ملايين يتوجهون إلى صناديق الاقتراع والمحكمة العليا غير مستعدة للرد عن هذا السؤال البسيط؟ مَن لم يتجرّأ حينها، هل سيتجرأ اليوم؟
  • يا لها من سخرية: ابن مؤرخ محاكم التفتيش وابن ناج من المحرقة يوقعان في ذكرى المحرقة وثيقة مخزية سيذكرها التاريخ كعار، ومع احتمال كبير أيضاً بألاّ تتحقق.
  • الكرة اليوم في ملعب غانتس والمحكمة العليا. إذا لم يُتخذ قرار حاسم هناك، فإن شعلة النضال لإنقاذ إسرائيل التي أحببناها ستنتقل إلى أيدي المواطنين.