مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
قالت قناة التلفزة الإسرائيلية "كان" [تابعة لهيئة البث الرسمية الجديدة] إن التقديرات السائدة في قيادة الجيش الإسرائيلي تشير إلى أن أي احتكاك بين إيران والولايات المتحدة في الخليج أو في العراق سيؤدي إلى ردة فعل من حزب الله ضد إسرائيل، لكنها في الوقت عينه تؤكد أن قيام إسرائيل بشن ضربة استباقية ضد الحزب سيكون خطأ.
وأضافت قناة التلفزة نفسها أن الجيش الإسرائيلي رصد في الفترة الأخيرة ارتفاعاً في نشاطات حزب الله في منطقة الحدود، وهناك محاولات أكثر لاجتياز الحدود، وخصوصاً في المناطق التي لا تضم جداراً أمنياً فاصلاً. وأشارت إلى أن الجيش الإسرائيلي قام مؤخراً بنشر كمائن في منطقة الحدود مع لبنان ويجري نشاطات متعددة وأوسع من السنوات السابقة، كما رصد الجيش دوريات لحزب الله بالقرب من منطقة الحدود. وبالإضافة إلى ذلك، هناك ارتفاع في عمليات التهريب من لبنان إلى إسرائيل، حيث يحبط الجيش الإسرائيلي عمليات تهريب مخدرات أو سلاح من لبنان مرة كل يومين.
وأوضحت قناة التلفزة أيضاً أن تقديرات الجيش الإسرائيلي تشير إلى أنه في أي مواجهة عسكرية مقبلة سيسعى حزب الله لتحقيق إنجاز سريع في الساعات الأولى، وستكون الأداتان الهجوميتان للحزب إطلاق نار ضمن مدى رؤية المقاتلين، واستخدام المقاتلين أنفسهم الذين تقدّر أعدادهم بالآلاف. ووفقاً لهذه التقديرات، فإن خبرات حزب الله القتالية تطورت منذ تدخله العسكري في سورية بعد بدء الثورة في هذا البلد، وتتحول قدراته إلى هجومية بعد أن كانت دفاعية، واكتسب مقاتلو الحزب خبرات قتالية جديدة.
وأكدت قناة التلفزة أنه على الرغم من كل ما تقدم فإن الجيش الإسرائيلي يعتقد أن حزب الله مرتدع من احتمال شن حرب ضد إسرائيل لكونه منخرطاً في مؤسسات الدولة اللبنانية ولديه ما يمكن أن يخسره. كما يعتقد الجيش الإسرائيلي أن شن عملية عسكرية ضد الحزب في الوقت الحالي سيكون خطأ.
أعرب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو عن رضاه عن تأييد شركائه في الائتلاف الحكومي لمفاوضات سلام على أساس الخطة الأميركية التي طرحها الرئيس دونالد ترامب والمعروفة باسم "صفقة القرن"، وقال إنه مستعد لإجراء مفاوضات مع الفلسطينيين تستند إلى هذه الخطة.
وأضاف نتنياهو في سياق كلمة ألقاها حلال مراسم إحياء الذكرى السنوية الـ53 لتوحيد شطري مدينة القدس الليلة الماضية، أن الرئيس ترامب أكد له خلال زيارته إلى واشنطن في مطلع السنة الحالية أن القدس الموحدة ستبقى عاصمة إسرائيل.
وتكلم في المراسم التي أقيمت في موقع "جفعات هتحموشيت" [تلة الذخيرة] في القدس، رئيس الدولة الإسرائيلية رؤوفين ريفلين فأكد أن إسرائيل ستستمر في ربط أجزاء هذه المدينة وأطرافها بعضها ببعض، مشيراً إلى أن القدس تُعد القلب الجسدي والروحي لأبناء الشعب اليهودي.
تعرضت إسرائيل صباح أمس (الخميس) لهجوم سيبراني، إذ تم اختراق مئات المواقع الإلكترونية، من ضمنها مواقع تابعة لشركات كبرى ومجموعات سياسية ومنظمات وأفراد آخرين.
وجاء هذا الهجوم بعد أيام من هجوم إلكتروني تعرضت له أنظمة الكمبيوتر في ميناء إيراني ونُسب إلى إسرائيل.
وربط خبراء هذا الهجوم بمجموعة ناشطين تربطها علاقات بتركيا ودول في شمال أفريقيا وبقطاع غزة من دون إشارة إلى وجود علاقة تربطها مع إيران.
وكان موقعا السلطتين المحليتين في متسبيه رامون ورمات هشارون من بين المواقع التي تم اختراقها، وكذلك موقع سلسلة المقاهي والمتاجر "كوفيكس"، ومنظمة المستجيبين لحالات الطوارئ "إيحود هتسلاه"، والموقع الشخصي لعضو الكنيست عن حزب ميرتس نيتسان هوروفيتس. كما استهدف الهجوم مواقع إلكترونية تابعة لمنظمات يمينية مثل منظمة "ريغافيم".
وظهر على المواقع المتضررة مقطع فيديو لمدن إسرائيلية وهي تحترق ورسائل تهدد بتدمير الدولة اليهودية. وعلى الرغم من عدد المواقع الإلكترونية التي تم اختراقها في الهجوم، فإن خبراء أمن سيبراني قالوا إن حجم الهجوم كان صغيراً نسبياً، لأن جميع المواقع تعرضت للهجوم عبر نقطة وصول واحدة.
وعُرضت في المواقع المستهدفة عبارتا "استعدوا لمفاجأة كبيرة" و"بدأ العد العكسي لتدمير إسرائيل منذ مدة طويلة" باللغتين العبرية والإنكليزية. وبعد ذلك أظهر مقطع فيديو ما بدا كانفجارات في تل أبيب ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ينزف دماً وهو يسبح بعيداً عن المدينة المحترقة. وتظهر في مقطع الفيديو مدينة القدس أيضاً، حيث يظهر آلاف المصلين المسلمين في الحرم القدسي. وفي نهاية مقطع الفيديو تظهر عبارة باللغة العبرية تقول "إسرائيل لن تصمد في السنوات الـ25 المقبلة".
وقال بيان صادر عن هيئة السايبر الوطنية إن الهيئة تلقت تقارير عن عشرات المواقع الإسرائيلية التي تتعرض للهجوم. وأكدت أنه لم تلحق أضرار ببنى تحتية حكومية، وأنها فتحت تحقيقاً لتقصي وقائع الهجوم.
لكن تقارير ظهرت في وقت لاحق أشارت إلى أن أضراراً لحقت بمئات وربما بآلاف المواقع.
وجاء هذا الهجوم بعد أيام من هجوم إلكتروني على ميناء "الشهيد رجائي" أكبر ميناء في إيران والذي يقع بالقرب من مدينة بندر عباس. وتتهم إسرائيل إيران منذ فترة طويلة باستخدام الميناء لإرسال أسلحة إلى حركة "حماس" وحزب الله.
وذكرت وسائل إعلام أجنبية أن الهجوم على الميناء الإيراني جاء رداً على محاولة إيرانية لاختراق شبكة المياه الإسرائيلية في وقت سابق من الشهر الحالي.
ورفضت إسرائيل التعليق على الهجوم ضد الميناء الإيراني. لكن بعض وسائل الإعلام أفادت أن مسؤولين أمنيين إسرائيليين رفيعي المستوى أمروا يوم الثلاثاء الفائت الوكالات والمنشآت الحساسة برفع مستوى الحذر لديها والاستعداد لاحتمال هجوم إلكتروني انتقامي من جانب إيران.
قال رئيس الكنيست الجديد ياريف ليفين [الليكود] إنه يجب وضع حدود واضحة لجهاز القضاء الإسرائيلي.
وأضاف ليفين في سياق مقابلة مطولة أجرتها معه صحيفة "يديعوت أحرونوت" هذا الأسبوع، أنه لن يسمح بتجاوز حدود السلطة التشريعية [الكنيست]. وقال: "إن سهولة التدخل التي لا تحتمل في حرية عمل الكنيست، وإمكان إنزال أوامر على الكنيست كأنها في مرتبة أدنى قياساً بالسلطة القضائية، هما أمر لا يقبله العقل".
واكد ليفين أن على القضاة إعادة حساباتهم.
وأشار ليفين إلى أنه إذا ما تدخلت المحكمة العليا في مكانة رئيس الحكومة البديل ورئيس الحكومة، فإن هذا سيؤدي إلى انهيار الحكومة ويتسبب بالتوجه مباشرة إلى انتخابات جديدة.
ورداً على سؤال عمّا سيفعل إذا ما نظرت المحكمة في الاتفاق الائتلافي، قال ليفين: "آمل جدا بأن يدرك القضاة بعد أن يقرأوا هذه المقابلة أن ما كان لن يكون. أنا لا أريد صداماً بين السلطتين، ولا أحد يستفيد من ذلك. وآمل بأن يعيدوا التفكير، لكنني أقول بصورة واضحة إنه إذا تعين علينا أن نحرس كرامة ومكانة الكنيست، فسنفعل ذلك بحزم ودون خوف."
يشار إلى أنه من المتوقع أن تنظر المحكمة العليا في طلبات التماس ضد الاتفاق الائتلافي بين رئيس الحكومة وزعيم الليكود بنيامين نتنياهو ورئيس أزرق أبيض بني غانتس، والذي يسمح لنتنياهو بحمل صفة رئيس الحكومة البديل كي لا يستقيل من الحكومة بعد أن يتنحى عن منصبه لمصلحة غانتس في إطار التناوب على رئاسة الحكومة بعد سنة ونصف السنة. ولمّح قضاة المحكمة العليا إلى أنهم قد يتطرقوا إلى ذلك مستقبلاً.
- سيسجل شهر أيار/مايو الحالي بأنه الشهر الذي بدأت فيه حرب من نوع جديد بين إسرائيل وإيران في مجال السايبر. والرصاصات الأولى لهذه الحرب انطلقت مع الهجوم الإيراني على شبكة المياه الإسرائيلية وردة الفعل المنسوبة إلى إسرائيل ضد الميناء البحري الإيراني [ميناء "الشهيد رجائي" بالقرب من بندر عباس]، وهي تؤكد أن هذه الحرب التي كانت قرصانية في الماضي تحولت في الوقت الحالي إلى حرب شرعية بكل المقاييس.
- في هذه الحرب لا توجد جبهة قتالية مع مقاتلين أفراد. والجبهة التي يدور فيها القتال بين الجانبين هي الجبهة الداخلية، وكل البنى التحتية التي تحيط بنا وتقدم لنا خدمات ستكون مستهدفة خلالها. ووفقاً لكل المؤشرات، فهذه الحرب لا تزال في بدايتها ومن الآن فصاعداً ستتصاعد أكثر فأكثر.
- صحيح أن المواجهة في المجال السيبراني بين إسرائيل وإيران لم تبدأ الآن، لكنها في معظمها لم تتم ضد أهداف مدنية، وكانت متركزة في مجال جمع معلومات استخباراتية عن أهداف عسكرية. كما لا بد من أن نشير إلى أن مهاجمة أهداف مدنية، كما حدث في الهجوم على شبكة المياه الإسرائيلية، يمكن أن تهدد بالخطر حياة البشر. فمثلاً من شأن هجوم سيبراني يؤدي إلى اصطدام قطارين بعضهما ببعض أن يكون قاتلاً أكثر من أي صاروخ بالستي.
- وعلى الرغم من أن إسرائيل تمتلك قدرات كبيرة في مجال السايبر، وتُعتبر من الدول الأكثر حماية في العالم، فضلاً عن أن قدراتها الهجومية في هذا المجال تقترب من قدرات دول السايبر الأربع العظمى: الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا، بينما تُعتبر إيران متخلفة عنها كثيراً، سواء من حيث الحماية أو الهجوم، فإنه لا يجوز الاستخفاف بهذه الأخيرة. وخلافاً لتطوير الطائرات المقاتلة، فإن تطوير أسلحة السايبر لا يحتاج إلى موارد هائلة. وإيران لا تنقصها العقول لذلك ولا ينقصها الصبر وطول البال.
- ولا يُعتبر الهجوم السيبراني الذي تعرضت له مواقع متعددة في إسرائيل أمس (الخميس) نموذجاً لقدرات إيران الحقيقية في هذا الشأن. فهذا الهجوم تم من خلال استغلال ضعف قائم في أحد أنظمة الكمبيوتر، والذي تستخدمه مواقع إسرائيلية كثيرة.
- إجمالاً يمكننا القول إننا ندخل من الآن في شكل جديد من الحرب، وهي حرب تختلف قواعدها عن قواعد الحرب المعروفة لنا حتى الآن. كما أنه ليس هناك أي أهمية للجغرافيا في وقائع الحرب السيبرانية. وفي إمكان إيران أن تهاجمنا بواسطة مقاول يعمل في كازاخستان أو بواسطة عناصر تابعة لها تعمل في فنزويلا.
- كما أن أدوات الحرب السيبرانية لا تغيّر أدوات الحرب القتالية التقليدية بل تُضاف إليها. ولذا يجري الاستعداد في إسرائيل لردة فعل إيرانية أكثر حدة، إلى جانب الاستعداد لردة الفعل المضادة من ناحية إسرائيل. ويمكن أن توجع هذه الحرب الإيرانيين أكثر منا، لكن من المهم جداً أن ندرك أن هذه الحرب أصبحت هنا وهي ستبقى معنا.
- جو بايدن الذي سيصبح المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة إذا لم يحدث خلل غير متوقع، قدّم هذا الأسبوع نموذجاً لكيفية إمكان أن تتهاوى أمور متوقعة بصورة أكيدة كعاصفة رعدية في يوم صاف. تصريحه هذا الأسبوع ضد نوايا بنيامين نتنياهو بشأن الضم ينسجم مع موقف الحزب الديمقراطي، ويُظهر وجهة نظر بلده التقليدية حتى كانون الثاني/يناير 2017، تاريخ تسلُّم دونالد ترامب منصبه.
- لهجة بايدن الحادة في الحوار مع متبرعين يهود يمكن أن تكون بمثابة جرس إنذار للنقاش المتعب حتى الآن بشأن التداعيات المتوقعة لخطط الضم، بغض النظر عن نوعها - فقط غور الأردن، ليس الغور فقط، مستوطنة واحدة أو مستوطنتان، وكل ما بينهما. بعكس الشعور بالسعادة القصوى الذي يشيعه مؤيدو نتنياهو، لن يكون الضم نسخة مكررة عن انتقال السفارة، والاعتراف بالسيادة الإسرائيلية في هضبة الجولان، وأيضاً التخلي عن اتفاق السلام مع إيران وتداعياته على ساحات أُخرى.
- ضم مناطق في الضفة الغربية هو حدث من حجم أكبر تماماً. هذه المرة لن ينتهي بالتغامز بين نتنياهو وترامب، ولن ينتهي باحتجاجات ضعيفة، لأن العالم مشغول بأمور أُخرى. لقد أوضح بايدن فعلاً أنه لن يقلص المساعدة لإسرائيل حتى لو قامت بالضم، لكن التوضيح بحد ذاته يعبّر عمّا يريده.
- يُعتبر الضم القضاء على حل الدولتين، واستفزازاً يمكن أن يؤدي إلى العنف وانهيار السلطة الفلسطينية، وعبوة ناسفة للسلام مع الأردن، وتحدياً للاتحاد الأوروبي. تصريح بايدن يوضح أن إسرائيل تغامر أيضاً على صعيد العلاقات مع الولايات المتحدة. وهذه الأمور صحيحة أضعاف الأضعاف، ليس فقط لأن الضم سيأتي في ذروة المعركة الانتخابية الأميركية، بل لأنه يشكل جزءاً لا يتجزأ منها. "الخطر"، بحسب كلام منسوب إلى السفير رون دريمر، هو أن يُنتخب بايدن.
- كلام بايدن لا يشكل فقط تحذيراً بشأن توجهه المستقبلي، بل الغرض منه أيضاً تحذير نتنياهو - وبصورة لا تقل عن ذلك بني غانتس وغابي أشكنازي - من الضرر الذي يمكن أن يحدث لإسرائيل هنا والآن. بايدن وضع خطاً أحمر: في نظر الديمقراطيين، الضم سيُنظر إليه كمحاولة خادعة من نتنياهو لاستغلال ما يمكن أن يكون الأشهر الأخيرة لترامب في منصبه. تماهي إسرائيل مع أكثر رئيس مكروه في التاريخ لن يُنسى أبداً.
- لا يزال بايدن يتذكر الاستفزاز العلني الذي تعرض له بواسطة وزير الداخلية إيلي يشاي، في آذار/مارس 2010، عندما استغل نتنياهو زيارته إلى إسرائيل لإعلان بناء 1600 وحدة سكنية جديدة في القدس الشرقية. بنظرة إلى الوراء، كانت الحادثة مقدمة لسنوات من التوتر والمواجهات بين نتنياهو وإدارة أوباما كلها.
- على الرغم من ذلك، في ظروف مختلفة، ربما كان من المحتمل أن ينتهج بايدن خطاً معتدلاً أكثر، بالتأكيد في أثناء ظهوره أمام متبرعين يهود يزعجهم، بحسب الشريط الذي صوّر الحدث، العداء للسامية في الولايات المتحدة وحركة الـBDS أكثر من مصير الغور وكتل المستوطنات. لكن حزب بايدن الديمقراطي ينزاح بثبات وحسم نحو اليسار، أولاً، بسبب معارضته لترامب وسياساته، وفي ظل الأزمة الاقتصادية التي نشأت نتيجة وباء الكورونا.
- علاوة على ذلك: نائب الرئيس السابق يقوم حالياً بمغازلة خائبي الأمل والغاضبين من أنصار خصمه بيرني ساندرز من الجناح اليساري للحزب، وهؤلاء أقل ما يمكن القول عنهم إنهم ليسوا من مؤيدي المستوطنات، وليسوا من مؤيدي نتنياهو، وجزء منهم لا يؤيد إسرائيل نفسها. من المحتمل أن تكون هذه مهمة مستحيلة: ثمة شك في أن يستطيع بايدن الذي وراءه رقم قياسي من عشرات سنوات التأييد المستمر لإسرائيل استرضاء الراديكاليين الديمقراطيين على الأقل في هذا الموضوع. رد العديد منهم بغضب على البرنامج اليهودي - الإسرائيلي الذي نشره بايدن بعد ظهوره، والذي أنّب فيه الفلسطينيين وتباهى بتأييده لإسرائيل، واكتفى بدعوة عامة ضد "خطوات أحادية الطرف". في نظر اليسار الراديكالي، بايدن هو "ديمقراطي أيباك"، بكلام آخر، متعاون مع الاحتلال.
- إسرائيل لم تكن أبداً على رأس جدول أولويات الناخب اليهودي - الأميركي، فكم بالأحرى عندما يكون الرئيس الحالي يثير معارضة واسعة وسط اليهود الأميركيين ويُعتبر خطراً حقيقياً على ازدهارهم وأمنهم. في المقابل، لدى بايدن ماض غني ورقم قياسي في تأييد إسرائيل. هو يعكس بصدق مواقف يهود أميركا في معظم الموضوعات المطروحة على جدول الأعمال، بما فيها الهجرة، وسلطة القانون، وحرية التعبير، والفصل بين الدين والدولة. الانطباع الذي نخرج به من شريط ظهوره أمام اليهود، أن بايدن يفهم يهود أميركا، ويشعر معهم بالراحة، ويتحدث بلغتهم، وبصورة كبيرة يشاطرهم مخاوفهم وقلقهم.
- نال ترامب 24% من أصوات اليهود في الانتخابات الماضية: ثمة شك في أن ينال أكثر في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل. تأييده القاطع لإسرائيل لا يوازي في نظر اليهود الأضرار الخطيرة التي تسبب بها للولايات المتحدة داخلياً - بعد معالجته الفاشلة لوباء الكورونا - وما يعتبرونه عداء له حيال يهود أميركا أنفسهم. السيناريو الأسوأ بالنسبة إليهم أن يمنحوا بايدن أصواتهم بكثافة، كعادتهم، ولكن يفوز ترامب وينتقم منهم.
- حتى الآن، استطلاعات الرأي تدل على شيء مختلف. التوجه، خصوصاً في الأسابيع الأخيرة التي ازدادت فيها حدة سلوك ترامب وتصرفاته في ضوء الانتقادات التي وُجهت إليه في موضوع معالجته الوباء، هي قاطعة على الرغم من استثناءات هنا وهناك. استطلاع شركة رسموسان التي تميل لصالح ترامب، أظهر هذا الأسبوع تقدّم بايدن بخمسة في المئة على المستوى القُطري. استطلاع شركة أُخرى هي كوينيبياك [Quinnipiac] الذي أجراه خبراء، أظهر تقدم بايدن بنحو 11%. في ولاية جورجيا التي لم يصوت فيها أحد لمصلحة ديمقراطي منذ جون كيندي - تقدّم بايدن على ترامب بـ1%.
- لكن حتى يحين موعد الانتخابات، أمور كثيرة يمكن أن تحدث في واشنطن. إلى حد بعيد، بايدن هو بني غانتس في المعركة الانتخابية الأميركية: قوته في أنه "ليس ترامب"، لكن هذا ليس بالضرورة كافياً. ديمقراطيون كثيرون يتخوفون من تعرّض بايدن الذي يبلغ الـ78 من العمر لعثرة مميتة في لحظة حرجة، الأمر الذي يحوّل اختياره لمن اختارها كمرشحة لنائب الرئيس إلى مصيري أكثر من العادة. يجب ألّا ننسى أنه يقف في مواجهة أحد أكثر السياسيين حدة وشراسة في تاريخ الولايات المتحدة، خبير في تشويه السمعة، وبطل في التضليل، وخبير عالمي في الحيل القذرة، ولن يتوانى عن القيام بأي عمل لإيذاء خصمه.
- على الرغم من ذلك، الموقف الذي يتخذه بايدن يجب أن يفرض على حكومة إسرائيلية عقلانية أن تحسب جيداً خطواتها وتفكر في الفائدة الرمزية والوطنية التي ستجنيها من الضم في مقابل الضرر الذي يمكن أن يسببه للعلاقات مع الرئيس الأميركي المقبل. لكن بسبب الواقع المصلحي، وبسبب حقيقة أن نتنياهو مدين لترامب وليس لديه خيار سوى أن يرد له الدين، من المعقول الافتراض أن ما سيحدث هو العكس.
- أظهر استطلاع أجراه معهد القدس للاستراتيجيا والأمن أن أغلبية الجمهور الإسرائيلي تؤيد خطوة فرض القانون الإسرائيلي على غور الأردن والمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية.
- بحسب الاستطلاع، 42% من الذين شاركوا فيه يؤيدون فرض السيادة الإسرائيلية على غور الأردن، و27% يعارضونها، بينما 31% لا رأي لهم في الموضوع.
- تُظهر الأرقام أن معارضة فرض السيادة تأتي من الجهة اليسارية من الخريطة السياسية. ويُظهر توزع الآراء عدم وجود معارضين للخطوة وسط ناخبي حزب يمينا وشاس وقوة يهودية. بينما يوجد 10% من المعارضين بين ناخبي الليكود.
- شمل الاستطلاع سكان إسرائيل من عمر 18 سنة فما فوق، والذين يمثلون نموذجاً للجمهور في الدولة. وتبرز هذه الأرقام في ورقة عمل وضعها معهد القدس للاستراتيجيا والأمن وتعالج تقديرات وتوصيات وأساليب عمل لتطبيق خطة ترامب للسلام على مراحل. الوثيقة وضعها رئيس المعهد إفرايم عنبار ونائبه اللواء في الاحتياط د. عيران لارمان، ويدعوان فيها حكومة إسرائيل إلى البدء بفرض القانون الإسرائيلي على غور الأردن ومناطق ذات أهمية أمنية بارزة في غلاف القدس، مثل معاليه أدوميم وغوش عتسيون.
- كتب الباحثان في الورقة: " تثبت نتائج الاستطلاع بصورة قاطعة أن مناطق المستوطنات هي موضع إجماع وطني في إسرائيل. في ضوء ذلك، وعلى خلفية الأهمية الأمنية والتاريخية لهذه المناطق، يجب على حكومة الوحدة الوطنية استغلال الفرصة والموافقة على خطة ترامب بكل بنودها، بما فيها إجراء مفاوضات لإقامة دولة فلسطينية. إن خطة ترامب هي المسار الأكثر واقعية للتقدم والبديل العملي من النفق المسدود الحالي، من هنا تأتي الأهمية الأساسية في وضع الأسس لتطبيقها بالتدريج."
- في موازاة ذلك، يقترح د. لارمان والبروفسور عنبار اتخاذ خطوات مثل الاستثمار في بنى تحتية تثبت للطرف الفلسطيني وجود "أفق سياسي" وأرباح ملموسة نتيجة الخروج من الجمود السياسي الحالي. وبحسب كلامهما، يجب الدفع قدماً بخطة ترامب وفرض القانون الإسرائيلي من خلال حوار غير علني مع مصر والأردن وتكثيف الاتصالات بالدول الأساسية والمؤثرة في المجتمع الدولي، لتقليص الأضرار الدبلوماسية. كما يجب الاستعداد أيضاً لإمكان حدوث عمليات عنف أو "شعبية" بمبادرة من السلطة الفلسطينية.