مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
وزير الخارجية أشكنازي يلتقي نظيره الإماراتي في ألمانيا
ديفيد فريدمان: فوز بايدن يمكن أن يغيّر سياسة الولايات المتحدة حيال إيران نحو اتجاه خطِر
نتنياهو: بعد أسبوعين نقرر كيفية التخفيف من الإغلاق
انفجار صاروخ في أرض مفتوحة في أشكول والجيش يرد بقصف أهداف في قطاع غزة
رئيس أرمينيا يحتج على تزويد إسرائيل أذربيجان بالسلاح
مقالات وتحليلات
متى يسكت نتنياهو
حزب الله والحوثيون ودروس من حرب اليمن
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"معاريف"، 6/10/2020
وزير الخارجية أشكنازي يلتقي نظيره الإماراتي في ألمانيا

من المتوقع أن يلتقي وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكنازي نظيره الإماراتي عبد الله بن زايد اليوم (الثلاثاء) في ألمانيا، بعد أقل من شهر على توقيع اتفاق التطبيع بين الدولتين في البيت الأبيض. وكان وزير الخارجية الألماني قد شكرهما على اختيار برلين مكاناً لهذا "اللقاء التاريخي"، بحسب كلامه، وتعهد أن "يكون بلده مضيفاً جيداً للحوار بين الدولتين من أجل صوغ العلاقات المستقبلية." وأضاف الوزير الألماني: "اتفاق السلام الشجاع بين إسرائيل والإمارات شكّل أخباراً جيدة لم يعرفها الشرق الأوسط منذ وقت، وفي المقابل هو يشكل فرصة لإعادة تحريك الحوار بين إسرائيل والفلسطينيين." وتابع: "الشجاعة والثقة هما ما نحتاج إليه في عملية السلام في الشرق الأوسط. يجب استغلال هذه الفرصة، وألمانيا وأوروبا تريدان المساعدة."

"يديعوت أحرونوت"، 5/10/2020
ديفيد فريدمان: فوز بايدن يمكن أن يغيّر سياسة الولايات المتحدة حيال إيران نحو اتجاه خطِر

قال سفير الولايات المتحدة في إسرائيل ديفيد فريدمان في مقابلة أجراها معه موقع العين الإماراتي يوم السبت الماضي إن فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن بالرئاسة في الولايات المتحدة في انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر يمكن أن يغيّر سياسة الولايات المتحدة إزاء إيران بصورة تعرّض الدول الخليجية وإسرائيل للخطر. وأضاف فريدمان أن بايدن كان جزءاً من الإدارة الأميركية التي وقّعت الاتفاق النووي في سنة 2015. وقال إن العقوبات التي فرضتها إدارة ترامب على إيران ستنجح في نهاية المطاف في كبح عدائية إيران الإقليمية. وحذّر فريدمان من أنه إذا انتُخب بايدن في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، فإن سياسة الضغط الأقصى التي مارسها الرئيس دونالد ترامب على إيران قد لا تستمر.

"يديعوت أحرونوت"، 5/10/2020
نتنياهو: بعد أسبوعين نقرر كيفية التخفيف من الإغلاق

اجتمعت لجنة الكورونا مساء الاثنين من أجل التوصل إلى تفاهمات بشان استراتيجيا الخروج من الإغلاق ومراحله المتعددة. في بداية الجلسة تطرق نتنياهو إلى خرق الإغلاق من جانب الوزيرة غيلا غمليئيل قائلاً: "المطلوب منا جميعاً احترام القواعد. وفيما يتعلق بالوزيرة غمليئيل، أقترح انتظار نتائج التحقيق الذي تجريه الآن وزارة الصحة." وانتقد المواجهات التي جرت خلال تشييع الحاخام الأساسي من بطرسبورغ وكذلك استمرار التظاهرات ضده فقال: "أدعو الجمهور الحريدي والعلماني وكل مواطن إسرائيلي إلى التقيد بالقواعد. ونحن بحاجة إلى تعاون جميع مواطني إسرائيل وجميع زعماء الجمهور.

"يديعوت أحرونوت"، 5/10/2020
انفجار صاروخ في أرض مفتوحة في أشكول والجيش يرد بقصف أهداف في قطاع غزة

سقط صاروخ أُطلق من قطاع غزة في أرض مفتوحة تابعة للمجلس الإقليمي في أشكول من دون أن يوقع إصابات أو أضراراً. وذكر الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أن طائرات سلاح الجو الإسرائيلي قصفت مواقع عسكرية تابعة لحركة "حماس" في جنوب قطاع غزة.

وهذا أول صاروخ يُطلق منذ ثلاثة أسابيع، حين أُطلق 13 صاروخاً من غزة في اتجاه إسرائيل خلال حفل توقيع الاتفاقات بين إسرائيل والإمارات والبحرين في حديقة البيت الأبيض، وهو ما أدى إلى إصابة 13 شخصاً بجروح.

من جهة أُخرى ألقت الشرطة الإسرائيلية القبض على فلسطيني كان يقترب من جندي وشرطي بالقرب من غوش عتسيون وهو يحمل سكيناً بحجة أنه كان ينوي القيام بهجوم. والشاب البالغ من العمر 19 عاماً هو من سكان الخليل.

"يديعوت أحرونوت"، 5/10/2020
رئيس أرمينيا يحتج على تزويد إسرائيل أذربيجان بالسلاح

اتصل الرئيس الأرميني أرمين سركيسيان برئيس الدولة الإسرائيلية رؤوفين ريفلين معبّراً عن قلقه إزاء تزوّد أذربيجان بالسلاح الإسرائيلي الذي يُستخدم في المواجهات الدائرة بين أرمينيا وأذربيجان في إقليم ناغورني كاراباخ. ووصف الرئيس الأرميني ما يجري بـ"المأساة الكبرى" ووضع الرئيس الإسرائيلي في صورة المستجدات والدور الذي تؤديه تركيا  في دعم أذربيجان. وأعرب ريفلين عن أسفه للحرب في القوقاز وللضحايا الذين سقطوا، وأضاف أن لإسرائيل علاقات مع أذربيجان منذ سنوات طويلة، وأن التعاون بين البلدين ليس موجهاً ضد أي طرف من الأطراف. كما أعرب ريفلين عن أمله بأن تعيد يريفان سفيرها قريباً إلى إسرائيل، بعد استدعائه إلى بلاده احتجاجاً على استمرار شحن السلاح الإسرائيلي إلى أذربيجان في ذروة المعارك. ويبدو أن الهدف من اتصال الرئيس الأرميني  بالرئيس الإسرائيلي هو نقل رسالة احتجاج إلى إسرائيل من جهة، ومن جهة أُخرى التوضيح أن أرمينيا لا تريد المس بعلاقاتها مع إسرائيل، وترغب في الحوار معها.

ومن المعروف أن إسرائيل هي من أكبر الدول المصدرة للسلاح إلى أذربيجان. وبالاستناد إلى معهد دراسات السلام في استوكهولم، فإن إسرائيل زودت الجيش في أذربيجان خلال السنوات الخمس الأخيرة بسلاح تفوق قيمته 740 مليون دولار، وهو ما يجعلها تتقدم على روسيا. وفي رأي رئيس معهد القدس للدراسات الاستراتيجية والأمنية أفرايام عنبار، "أذربيجان دولة مهمة بالنسبة إلى إسرائيل. ويجب أن نحرص على احترام العقود التي وقّعناها مع هذا البلد. وليست مسؤوليتنا أين يُستخدم هذا السلاح."

بالإضافة إلى ذلك تستورد إسرائيل من أذربيجان جزءاً كبيراً من نفطها، ويُعتبر هذا البلد من أكبر مستوردي منتوجات الصناعة الأمنية في إسرائيل، ولا سيما المسيّرات. في رأي غاليا ليندنستراوس، الباحثة في معهد دراسات الأمن القومي، أنه بعد تطبيع العلاقات بين إسرائيل ودولة الإمارات المنتجة للنفط، والتي ترغب في استيراد منتوجاتها التكنولوجية العسكرية فإن في إمكان إسرائيل إعادة النظر في بيعها السلاح إلى أذربيجان.

من جهة أُخرى ارتفعت الأعلام الأرمينية هذا الأسبوع من النوافذ والشرفات في حي الأرمن في القدس القديمة تعاطفاً مع أرمينيا.  

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 6/10/2020
متى يسكت نتنياهو
افتتاحية
  • رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لم يدِن في الأمس مشاركة 2000 من الحسيديم [طائفة من المتدينين الحريديم] في جنازة كبير الحاخامين من بطرسبورغ في أشدود؛ وهو لم يدِن حقيقة أن الحسيديم تشاجروا مع قوات الشرطة خلال الجنازة، كما لم يدِن حقيقة رفض مئات الحسيديم إخلاء المكان. لم يتطرق نتنياهو إلى ذلك على الرغم من أن الشرطة أقامت حواجز لتفريق الحسيديم إلى زمر، وقد وصل المئات منهم بصورة لم تسمح بالمحافظة على التباعد الاجتماعي؛ ولم يتطرق إلى حقيقة إعطائه الموافقة على إقامة مثل هذه الجنازة الجماعية في أثناء إغلاق مفروض بإحكام على بقية المواطنين.
  • نتنياهو لم يدِن حقيقة أن وزيرة في حكومته، غيلا غمليئيل، أُصيبت بالكورونا وحاولت التهرب من التحقيق الوبائي في وزارة الصحة؛ ولم يدِن محاولتها تضليل محققي وزارة الصحة عندما قالت لهم إنها أُصيبت بالعدوى من سائقها؛ هو لم يطالب باستقالتها لأنها، بخلاف الأوامر التي تمنع الانتقال من مدينة إلى أُخرى، انتقلت خلال الإغلاق من تل أبيب إلى طبرية، وصلّت في داخل مبنى الكنيست.
  • يتعرض مواطنو إسرائيل يومياً لهذه الازدواجية: رئيس الحكومة الذي يحرّض بصورة عنيفة وغير مسؤولة ضد المتظاهرين، ويحاول التضييق أكثر فأكثر على خطوات الإسرائيليين، كفرض أمور دراماتيكية، مثل عدم الابتعاد مسافة 200 متر عن المنزل، وإغلاق الأعمال الصغيرة، ووقف نظام التعليم لفترة طويلة، لكنه في المقابل يسمح لآلاف الحريديم بالاستخفاف بقيود الإغلاق، والتباعد الاجتماعي، والانتهاك بصورة صارخة القواعد التي يلتزم بها كل مواطن، والآن يسمح لوزيرة في حكومته بالبقاء في منصبها على الرغم من أنها كذبت على سلطات الدولة المسؤولة عن صحة الجمهور.
  • مرة أُخرى ينكشف نتنياهو في كامل ضعفه كزعيم في وقت الأزمة. هو محاصَر سياسياً من قبل الحريديم الذين من دونهم سيضطر إلى التخلي عن كرسي رئيس الحكومة، لذلك هو غير قادر على أن يفرض عليهم الانصياع للقواعد، وهو معتمد على مستشاريه المقربين، الذين يشكل جزء منهم ذراعه في التحريض الرقمي ضد خصومه السياسيين، وهو يجد صعوبة في الطلب من وزيرة مثل غمليئيل الاستقالة، إذ كيف يمكن أن يطلب منها هذا بينما هو نفسه يرفض القيام بذلك على الرغم من وجود ثلاثة اتهامات موجهة ضده.

مواطنو إسرائيل يرزحون تحت إغلاق يمس بمورد رزقهم وحقوقهم الأكثر أساسية نتيجة وباء عالمي. في إحدى أكثر الفترات صعوبة في حياة الدولة، هم يستحقون زعيماً يمكنهم أن يثقوا به، وزعامة تكون قراراتها موضوعية غير مرتبطة بمصالح سياسية ضيقة. نتنياهو وحكومته لا يستوفيان هذه المعايير. 

 

مجلة "معراخوت" العدد 488، آب/أغسطس، 2020
حزب الله والحوثيون ودروس من حرب اليمن
د. شاوول شاي - محاضر في مركز هرتسليا للدراسات الاستراتيجية المتعدد المجالات، شغل سابقاً منصب نائب رئيس مجلس الأمن القومي
  • المعركة الدائرة في اليمن هي جزء من الصراع الإقليمي على الهيمنة في الشرق الأوسط بين إيران وحلفائها وبين الائتلاف العربي - السني بقيادة السعودية. انتصار الحوثيين في الحرب سيمنح طهران سيطرة على معبري المياه الاستراتيجيين في مضائق هرمز ومضائق باب المندب، وسيتيح محاصرة السعودية من جانب حلفاء إيران، العراق من الشمال، واليمن من الجنوب الواقع تحت سيطرة الحوثيين.
  • العلاقات بين حزب الله وبين المتمردين الحوثيين في اليمن قائمة منذ نحو عشر سنوات وتحولت إلى استراتيجية بدءاً من سنة 2014 مع بداية هجوم الحوثيين واحتلالهم العاصمة صنعاء وتوسيع سيطرتهم على أجزاء عديدة من الدولة.
  • في آذار/مارس 2015 دخلت السعودية على رأس ائتلاف ضم عشر دول (أغلبيتها عربية - سنية) الحرب ضد الحوثيين، التي بدأت كعملية "عاصفة الحزم" في محاولة لاستعادة الرئيس الشرعي عبد ربه هادي السيطرة على الدولة. منذ ذلك الحين تدور في اليمن معركة دموية، وبسبب المساعدة التي تقدمها إيران إلى الحوثيين لم ينجح الائتلاف السعودي في حسم الحرب.
  • تجلى تدخُّل حزب الله، حليف إيران، في حرب اليمن بالاستشارة والتدريب وتهريب السلاح وغيره، والعلاقات الوثيقة بين الحزب والحوثيين تسمح للطرفين بالتعلم واستخلاص الدروس من التجارب العملانية للآخر.
  • يفحص هذا المقال ما يستطيع الحوثيون تعلّمه من تجارب حزب الله العملانية، وفي الأساس ما يمكن أن يتعلمه حزب الله من الحرب في اليمن، وكيف يمكن للمعلومات والخبرة اللتين جمعهما الحزب في هذه الساحة أن تتجليا في معركة مستقبلية ضد إسرائيل.

ماذا يستطيع الحوثيون تعلُّمه من حزب الله؟

  • تنظيم حزب الله كان ولا يزال الخصم الأساسي لإسرائيل منذ 40 عاماً تقريباً: منذ أن كانت إسرائيل موجودة في الحزام الأمني بعد حرب لبنان الأولى خلال السنوات 1982-2000؛ مروراً بحرب لبنان الثانية 2006، وإلى اليوم. التجربة الغنية المتعددة السنوات لحزب الله في القتال غير المتناسب ضد عدو يتفوق عليه تكنولوجياً وجوياً، برزت من خلال استخدامه الكثيف لمنظومة القذائف والصواريخ - السلاح الأساسي الذي كان لدى الحزب ضد إسرائيل طوال سنوات، وخصوصاً خلال حرب لبنان الثانية.
  • اضطر حزب الله أيضاً إلى القتال ضد قوات الجيش الإسرائيلي البرية، معتمداً على قدرته الدفاعية في المناطق المبنية، ومن خلال الصواريخ المضادة للمدرعات (صواريخ كورنيت)، واستخدام واسع للعبوات الناسفة والألغام لكبح حركة القوات الإسرائيلية. كما استخدم حزب الله وسائل متقدمة، مثل صواريخ بر - بحر، عندما ضرب سفينة سلاح البحر الإسرائيلي "حانيت" في 14 تموز/يوليو 2006، ومسيّرات من نوع أبابيل.
  • بالإضافة إلى ذلك حصل الحزب على تجربة عسكرية غنية في الحرب التي بدأت في سورية في سنة 2011، والتي قاتل فيها إلى جانب قوات الأسد، وإيران، وميليشيات شيعية، وروسيا. في سورية أصبح الحزب خبيراً في خوض معركة ضمن أطر عسكرية نظامية ومنظمة، مع مساعدة جوية ومدفعية. أغلب القتال في سورية دار في مناطق مبنية، سواء في مهمات دفاعية أو في عمليات احتلال واستيلاء على أرض مبنية من يد الخصم. في اليمن يدور قتال بري، في الأساس في مناطق مبنية، وبسبب التشابه الكبير في سمات القتال، فإن معلومات حزب الله وتجربته يمكن أن تفيدا المتمردين.

ماذا يستطيع حزب الله أن يتعلم من تجربة اليمن؟

  • تستخدم إيران ساحة القتال في اليمن كحقل تجارب لفحص وسائل وأساليب القتال، وفي عدة مجالات مركزية يستطيع حزب الله أن يتعلم من التجربة التي تراكمت في الحرب:
  • الساحة البحرية. خلال سنوات الحرب قام الحوثيون باستخدام مجموعة وسائل قتال بحرية ضد القوات البحرية لائتلاف السعودية وضد أهداف بحرية مدنية، معظمها زودتهم به إيران. واستخدموا صواريخ بر - بحر من طراز C-802، شبيهة بتلك التي استخدمها حزب الله ضد سلاح البحر الإسرائيلي في سنة 2006، لضرب سفن سعودية وإماراتية، وحاولوا ضرب سفن أميركية. إدارة أوباما ردت بالهجوم على مواقع الرادارات التي ساعدت في إطلاق الصواريخ، ودمرتها بواسطة سلاح البحرية الأميركي.
  • بالإضافة إلى ذلك استخدم الحوثيون سفناً محملة بمواد ناسفة تُشغَّل عن بعد، لمهاجمة سفن عسكرية تابعة للائتلاف السعودي ومنشآت موانىء ونفط على شواطىء سعودية. كما استخدموا على نطاق واسع ألغاماً بحرية قبالة سواحل اليمن في البحر الأحمر، وقد أصيبت سفن مدنية أيضاً بهذه الألغام.
  • استخدام مسيّرات. مكوّن مهم في عقيدة القتال غير المتناسب لإيران هو منظومة المسيّرات، وطُبِّقت هذه العقيدة أيضاً من جانب المتمردين الحوثيين بموافقة رعاتهم في طهران.
  • يستخدم الحوثيون المسيّرات بصورة كبيرة لجمع معلومات استخباراتية، كما يستخدمون مسيّرات مسلحة زودتهم بها إيران، وبعضها يجري تركيبه في اليمن من أجل الهجمات الانتحارية. الإيرانيون زودوا الحوثيين بمعلومات وعتاد ومساعدة خبراء من أجل إقامة خطوط إنتاج في منطقة صعدا، المعقل الرئيسي للحوثيين في اليمن، وكذلك في منطقة صنعاء. هاجم السعوديون عدة مرات أهدافاً استُخدمت لإنتاج وتخزين المسيّرات، لكن نجاح هذه الهجمات محدود حتى الآن.
  • استخدام المسيّرات ضد أهداف تابعة للائتلاف في اليمن وفي عمق الأراضي السعودية هو تقريباً يومي. وبهدف التغلب على قدرة كشف واعتراض الطائرات القتالية السعودية طوّر الحوثيون تكتيكاً من خلال استخدام عدد كبير من المسيّرات (أحياناً عشر) في آن واحد.
  • استخدم الحوثيون أيضاً مسيّرات انتحارية لمهاجمة بطاريات صواريخ باتريوت للائتلاف. حتى الآن، معروف عن ثلاث هجمات كهذه: اثنتان في أراضي اليمن، وهجمة واحدة في أراضي السعودية، بالقرب من نجران. نتائج الهجمات غير معروفة.
  • بالإضافة إلى ذلك استخدم الحوثيون تكتيك الهجوم الذي يجمع بين مسيّرات وصواريخ باليستية، أو صواريخ كورنيت، ضد أهداف في عمق الأراضي السعودية والإمارات. ونفّذوا في عدد من المرات "اغتيالات موضعية" ضد ضباط كبار في الجيش اليمني.
  • أول استخدام لحزب الله للمسيّرات ضد إسرائيل كان من أجل الحصول على معلومات قبل حرب لبنان الثانية. خلال هذه الحرب أرسل حزب الله مسيّرات انتحارية من نوع أبابيل في اتجاه أراضي إسرائيل، لكن جرى اعتراضها ولم توقع أضراراً.
  • مجال استخدام المسيّرات في اليمن يمنح حزب الله معلومات محدثة وعظيمة الأهمية، يمكن أن يطبقها في مواجهة مستقبلية في لبنان، أو في جبهة هضبة الجولان.
  • دفاع جوي. يحارب الحوثيون في ساحة يملك فيها الائتلاف السعودي تفوقاً جوياً مطلقاً شبيهاً بوضع حزب الله في الساحة اللبنانية. في سنة 2014 سيطر الحوثيون على أغلبية منظومات الدفاع الجوي التي كانت لدى الجيش اليمني (منظومات سوفياتية من طراز SA-2,3,4، وصواريخ كتف من نوع SA-7)، وفوجئوا عندما اكتشفوا أن جزءاً منها غير قابل للاستخدام، وجزءاً آخر ضربته ودمرته طائرات التحالف في مراحل سابقة للحرب.
  • من أجل مواجهة هجمات سلاح الجو للائتلاف نفّذ الحوثيون، بمساعدة إيرانية، تحويل صواريخ جو - جو السوفياتية الصنع، والتي استخدمتها في الأساس طائرات ميغ-29 لدى الجيش اليمني، إلى صواريخ أرض - جو نُصبت على شاحنات خفيفة. الاستخدام العملاني الأول جرى في 17 تموز/يوليو 2017، حين أُطلق صاروخ نحو طائرة أف-15 سعودية، الطائرة لم تُصب. لاحقاً زود الإيرانيون الحوثيين بصاروخ مضاد للطائرات متقدم من إنتاجهم سمّوه "صياد –C2"... يُحسب للحوثيين خلال السنوات الأربع أنهم نجحوا في إسقاط عدة طائرات حربية وطوافات تابعة للائتلاف وكذلك عشرات المسيّرات.
  • لكن لم تكن المسيّرات فقط من "ضحايا" الدفاع الجوي في اليمن. ففي 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2019 ادعى الحوثيون أنهم نجحوا في إسقاط مروحية أباتشي سعودية بالقرب من الحدود بين اليمن والسعودية بواسطة صاروخ أرض - جو، وأن طيارَيْها قُتلا.

الدلالات بالنسبة إلى إسرائيل

  • بالإضافة إلى المعلومات والتجربة التي راكمها حزب الله خلال القتال في اليمن، تراكمت تهديدات مباشرة لإسرائيل ومصالحها من جانب الحوثيين والإيرانيين في ساحة البحر الأحمر. في 28 تشرين الأول/أكتوبر التقى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في مكتبه في القدس وزير الخزانة الأميركي، وقال له: "إيران نصبت صواريخها في اليمن من أجل مهاجمة إسرائيل. إيران تسعى حالياً للتوصل إلى سلاح دقيق قادر على ضرب أي هدف في الشرق الأوسط بدقة توازي خمسة إلى عشرة أمتار [...] الإيرانيون يطورون الصواريخ في إيران، ويريدون نصبها في العراق وسورية وتحويل الترسانة الصاروخية في لبنان، المؤلفة من 130 ألف صاروخ تقليدي، إلى سلاح موجّه ودقيق. هم يتطلعون إلى تطوير ذلك السلاح وبدأوا بإدخاله إلى اليمن بهدف ضرب إسرائيل أيضاً من هناك."
  • في 9 تشرين الثاني/نوفمبر ألقى زعيم الحوثيين في اليمن عبد الملك الحوثي خطاباً بمناسبة عيد المولد النبوي، أرسل فيه لأول مرة تهديداً مباشراً لإسرائيل. في الخطاب الذي بثته قناة "المسيرة" التابعة للمتمردين الحوثيين، كذّب الحوثي مزاعم نتنياهو بأن إيران بدأت بتزويد اليمن بصواريخ دقيقة، وهدد بمهاجمة إسرائيل إذا هاجمت اليمن: "شعبنا لن يتردد في إعلان الجهاد ضد العدو الإسرائيلي وتوجيه ضربات قاسية ضد الأهداف الحساسة في كيان العدو، إذا قام بأعمال حمقاء ضد شعبنا. عداؤنا لإسرائيل هو موقف مبدئي، وإنساني وأخلاقي وواجب ديني."
  • في 14 تشرين الثاني/نوفمبر تعرضت منشآت النفط السعودية لهجوم بـ25 مسيّرة وصواريخ بحرية. وكانت النتيجة توقّف نصف صناعة النفط السعودية عن العمل. أعلن المتمردون الحوثيون مسؤوليتهم عن الهجوم، لكن التحقيق في الحادث يُظهر أنه نُفِّذ من إيران وليس من الأراضي اليمنية.
  • كان هذا أهم هجوم بالمسيّرات والصواريخ البحرية جرى حتى ذلك الوقت على مسافة تتجاوز الألف كيلومتر، ومن خلال الدمج الناجح بين منظومتين من السلاح. تسبب الهجوم بأضرارهائلة في منظومة الدفاع الجوي السعودية التي فشلت فشلاً ذريعاً في الكشف عن الصواريخ والمسيّرات المهاجِمة واعتراضها.
  • يجب التعامل بجدية مع التهديد الحوثي، وليس من المستبعد أن يستخدم الإيرانيون المتمردين الحوثيين لضرب أهداف إسرائيلية بواسطة إطلاق صواريخ بعيدة المدى على إسرائيل، أو بواسطة ضرب سفن إسرائيلية، أو سفن أجنبية في طريقها إلى إسرائيل في منطقة مضيق باب المندب وفي البحر الأحمر.

خلاصة

  • المعركة على الهيمنة في الشرق الأوسط، من منظور القتال في اليمن، يمكن أن تجر إسرائيل إلى داخل قلب المعركة رغماً عن إرادتها. التدخل الإيراني في الحرب في اليمن تجلى على عدة صعد:
  • مساعدة عسكرية، اقتصادية، سياسية، ودعائية للمتمردين الحوثيين، تُنقل مباشرة من إيران، أو بواسطة حلفائها، مثل حزب الله.
  • تعتبر إيران الحوثيين حلفاء يمكن استخدامهم في إطار المعركة المتعددة الساحات التي تخوضها، وبناء على ذلك، يتيح الحوثيون لإيران زيادة الضغط على السعودية من خلالهم.
  • الحرب في اليمن تتيح لإيران استخدامها كحقل تجارب لفحص منظومات سلاح ومفاهيم عملانية جديدة.
  • حزب الله والحوثيون في اليمن هما جزء من الائتلاف الداعم لإيران، وللتنظيمين أعداء مشتركون وعلاقات وثيقة مستمرة منذ نحو 10 سنوات. التعاون العسكري بين التنظيمين منذ سنة 2014 يساعد الطرفين كثيراً، ويحسّن قدراتهما العملانية. الحرب في اليمن تتيح لحزب الله التعلم من تجارب الحوثيين والإيرانيين في مجالات استخدام المسيّرات والصواريخ البحرية، والصواريخ الباليستية البعيدة المدى، وسفن بحرية غير آهلة تُشغَّل عن بعد، وغير ذلك.
  • على الرغم من وجود فروق كبيرة بين الحرب في اليمن وبين ساحات القتال المتوقعة في الشمال بين إسرائيل وحزب الله، يتعين على إسرائيل أن تتابع عن كثب التطورات في ساحة القتال في اليمن من أجل استباق محاولات إيران وحزب الله تطبيق ما تعلّماه في هذه الساحة على جبهتيْ هضبة الجولان ولبنان، والقضاء على هذه المحاولات.