مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
دعا وزير الدفاع الإسرائيلي ورئيس الحكومة البديل بني غانتس [رئيس أزرق أبيض] أمس (الخميس) رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى مطالبة وزارة المال بالبدء بالتحضير لإعداد ميزانية 2021. وأكد غانتس أن أي فشل في المصادقة على الميزانية يعني تفضيل الاعتبارات الشخصية على مصلحة المواطنين الإسرائيليين.
وقال غانتس في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام، إن حالة الطوارئ لا تترك أي خيار أمام وزارة المال سوى أن تبدأ فوراً بالتحضير لميزانية سنة 2021.
وتعقيباً على دعوة غانتس هذه، قال حزب الليكود في بيان صادر عنه إن قادة أزرق أبيض يواصلون الانخراط في سياسات تافهة لصرف النظر عن حزبهم المفكك بينما يحارب رئيس الحكومة للانتصار على فيروس كورونا. وأضاف البيان: "سنكون سعداء إذا ما نجح غانتس في حل مشاكله الداخلية لكن ليس من خلال الخلاف الذي سيقود إسرائيل إلى الانتخابات."
وأشار البيان إلى أن حزب الليكود ملتزم بالاتفاق الذي تم التوصل إليه مع أزرق أبيض، والذي ينص على تمرير ميزانية عامة لسنة 2020 خلال كانون الأول/ديسمبر المقبل مع المضي قدماً في إعداد ميزانية عامة لسنة 2021، وأكد أن هذه هي الطريقة لتحقيق الاستقرار في الاقتصاد الإسرائيلي.
رفضت المحكمة الإسرائيلية العليا أمس (الخميس) طلب عقد جلسة استماع أُخرى لإعادة النظر في قرار عدم هدم منزل الفلسطيني نظمي أبو بكر (49 عاماً) الذي قتل جندياً إسرائيلياً بعد أن ألقى حجراً في اتجاهه من سطح منزله في قرية يعبد بالقرب من جنين في منتصف أيار/مايو الفائت.
وقالت رئيسة المحكمة العليا القاضية إستير حيوت إن إلغاء أمر الهدم جاء لأن زوجة أبو بكر وأولاده ليس لهم أي علاقة بأفعال الجاني.
وتعقيباً على ذلك، قال رئيس تحالف "يمينا" عضو الكنيست نفتالي بينت إن قرار المحكمة العليا يقوّض قدرة الجيش الإسرائيلي على ردع "الإرهابيين" المستقبليين عن قتل الإسرائيليين، ويُضعف المعركة العادلة والفعالة ضد "الإرهاب".
قال بيان صادر عن ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية أمس (الخميس) إن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو سيعرض اتفاق السلام بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة على الحكومة للموافقة عليه يوم الاثنين المقبل، وذلك قبل عرضه على الكنيست للمصادقة عليه.
ويتضمن الاتفاق مع الإمارات الذي وُقِّع في واشنطن برعاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم 15 أيلول/سبتمبر الفائت، العديد من البنود التي تتناول التعاون بين الجانبين في العديد من المجالات، بما في ذلك افتتاح السفارات وتعزيز السياحة، لكن لا توجد تفصيلات بشأن كيفية تنفيذ الاتفاق والجدول الزمني الذي سيتم تنفيذه، وتم ذكر القضية الفلسطينية بصورة هامشية نسبياً في الوثيقة، ومن دون التزامات صريحة، وجاء في الاتفاق في هذا الشأن أن "الدولتين ملتزمتان بالعمل معاً للتوصل إلى حل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني من خلال مفاوضات تلبي التطلعات والحاجات المشروعة للشعبين."
وذكرت مصادر مسؤولة في ديوان رئاسة الحكومة أن اتفاق إعلان تأييد السلام بين إسرائيل والبحرين الذي وُقِّع في واشنطن في اليوم نفسه لن يُعرض على الحكومة للموافقة عليه، وربما فقط بعد التفاوض على الاتفاق الكامل بين الدولتين سيتم عرضه.
وقّعت إسرائيل والأردن أمس (الخميس) اتفاقية تسمح برحلات جوية عبر المجال الجوي للبلدين.
ومن المتوقع أن تقصّر هذه الاتفاقية بصورة كبيرة أوقات الرحلات بين دول الخليج وآسيا والشرق الأقصى بالإضافة إلى أوروبا وأميركا الشمالية، كما أنها تساهم في توفير الوقود وقد تقلل من سعر الرحلات الجوية.
وتم توقيع هذه الاتفاقية بعد مفاوضات بدأت قبل عدة سنوات بين سلطات الطيران المدني وسلطات المطارات في إسرائيل والأردن، لكن تم تسريعها واستكمالها بعد توقيع اتفاق السلام مع الإمارات العربية المتحدة والسماح للرحلات الجوية بين إسرائيل والإمارات بعبور مجال المملكة العربية السعودية الجوي، حيث يخفّض القرار ساعات الطيران بين البلدين في الشرق الأوسط بعدة ساعات. كما تم توقيع الاتفاقية بفضل التعاون والتنسيق مع منظمة النقل الجوي الأوروبية EUROCONTROL وهيئات الطيران ذات الصلة في إسرائيل.
وتعني الاتفاقية أنه ابتداء من اليوم (الجمعة) ستتمكن رحلات طيران الإمارات والبحرين وكذلك بقية العالم من التحليق فوق المجال الجوي الإسرائيلي إلى وجهات في أوروبا وأميركا الشمالية.
وقالت وزيرة المواصلات الإسرائيلية ميري ريغف: "مرة أُخرى نكسر حدوداً جديدة، وهذه المرة في الجو. بفضل هذه الاتفاقية تندمج دولة إسرائيل بصورة متزايدة في الحيز، ونحن نفتح طرقاً جديدة للنقل والتعاون الاقتصادي والسياسي مع الدول التي تشترك معنا في حدود ومصالح مماثلة وتشاركنا رؤية السلام الإقليمي. آمل أن نتمكن قريباً من إعلان المزيد من مثل هذه التطورات."
قرر المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغّر لشؤون كورونا أمس (الخميس) تمديد قيود الإغلاق المفروضة على أماكن العمل حتى يوم 14 تشرين الأول/أكتوبر الحالي لمنع انتشار الفيروس.
وقال المنسق العام لشؤون مكافحة كورونا البروفيسور روني غامزو إن الإغلاق سيستمر حتى يوم الخميس المقبل لكن في حال استمرار انخفاض عدد الإصابات فسيوصي بأن يبدأ معظم المناطق بالخروج من الإغلاق تدريجياً في نهاية الأسبوع المقبل.
وقال المدير العام لوزارة الصحة الإسرائيلية البروفيسور حيزي ليفي في سياق مؤتمر صحافي عقده أمس، إن النظام الطبي في إسرائيل لا يواجه خطر الانهيار في ظل تفشي فيروس كورونا، وشدّد على أن الخروج من الإغلاق الحالي سيكون تدريجياً أكثر بكثير من الإغلاق السابق.
وأعلنت وزارة المواصلات الإسرائيلية أنه ابتداء من يوم الأحد المقبل ستُستأنف حركة جميع خطوط الحافلات العامة في كل أنحاء إسرائيل بصورة شبه كاملة بعد أن كانت معطلة بسبب الإغلاق التام.
من ناحية أُخرى قالت وزارة الصحة الإسرائيلية في بيان صادر عنها أمس، إنها أجرت مسحاً متعلقاً بتفشي فيروس كورونا في الفترة من تموز/يوليو إلى أيلول/سبتمبر أظهر أن 5.5% من الإسرائيليين تعرضوا للإصابة بالفيروس. كما أظهر المسح أن الرجال أكثر عرضة للإصابة بالفيروس من النساء (4.9% مقابل 3.1%)، في حين أن 8.1% من الأطفال لديهم أجسام مضادة.
وأعلنت وزارة الصحة أنه خلال الساعات الـ24 الماضية تم تسجيل 27 حالة وفاة بفيروس كورونا في إسرائيل لترتفع حصيلة الوفيات إلى 1864 حالة، وتم تسجيل 4134 إصابة جديدة بعد إجراء 49.112 اختباراً أمس، وبذا ترتفع حصيلة الإصابات إلى 284.705 إصابات، بينها 61.466 إصابة نشطة.
وأوضحت وزارة الصحة أن هناك 863 حالة إصابة خطرة، تم ربط 241 حالة منها بأجهزة التنفس الاصطناعي.
أظهر استطلاع للرأي العام أجرته صحيفة "معاريف" بواسطة معهد "بانلز بوليتيكس" المتخصص في شؤون الاستطلاعات هذا الأسبوع أنه في حال إجراء الانتخابات العامة للكنيست الـ24 الآن ستتراجع قوة حزب الليكود برئاسة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ويحصل على 27 مقعداً، في حين أن قوته وصلت إلى أكثر من 40 مقعداً خلال ذروة الموجة الأولى من تفشي فيروس كورونا.
كما أظهر الاستطلاع ازدياداً كبيراً في قوة قائمة "يمينا" بزعامة عضو الكنيست نفتالي بينت، المكونة من تحالف حزب اليمين الجديد برئاسة بينت، وحزب الاتحاد القومي برئاسة بتسلئيل سموتريش، والممثلة في الكنيست الحالي بـ5 مقاعد، وستحصل على 22 مقعداً.
ووفقاً للاستطلاع، سيحصل تحالف "يوجد مستقبل- تلم" بزعامة عضو الكنيست يائير لبيد على 16 مقعداً، وتحصل القائمة المشتركة على 15 مقعداً، وقائمة حزب أزرق أبيض بزعامة وزير الدفاع ورئيس الحكومة البديل بني غانتس على 10 مقاعد، وقائمة حزب "إسرائيل بيتنا" بزعامة عضو الكنيست أفيغدور ليبرمان على 9 مقاعد.
وتحصل قائمة حزب شاس لليهود الحريديم [المتشددون دينياً] على 9 مقاعد، وقائمة حزب يهدوت هتوراه الحريدي على 7 مقاعد، وقائمة حزب ميرتس على 5 مقاعد.
ولن تتمكن قوائم أحزاب العمل و"البيت اليهودي" و"غيشر" و"ديرخ إيرتس" و"عوتسما يهوديت" [قوة يهودية] من أتباع الحاخام مئير كهانا من تجاوز نسبة الحسم (3.25%).
وشمل الاستطلاع عينة مؤلفة من 515 شخصاً يمثلون جميع فئات السكان البالغين في إسرائيل مع نسبة خطأ حدّها الأقصى 4.4%.
- بعد سقوط حكومة نتنياهو الثالثة التي أُقيمت في سنة 2013، والتي سقطت على حراب تحالف الأخوة بين نفتالي بينت ويائير لبيد، صمم نتنياهو على عدم التخلي أبداً عن شركائه الحريديم. هم في المقابل لم يتخلوا عنه. لم يكن هذا التحالف مصلحياً بل كان يعكس مشاعر صادقة- منذ وقت غير قليل كان نتنياهو شخصية تتمتع بشعبية كبيرة في الوسط الحريدي. هذا التأييد اقترن بتدنٍّ كبير للثقة بسلطات إنفاذ القانون، وبرواية "المضطهد" الرومانسية المنسوبة إليه، وبشعور يميني عنصري أحبَّ تهجُّم نتنياهو على العرب.
- تحالُف نتنياهو الصلب مع الحريديم ينقلب عليه في هذه الأيام. رفضُه فرض إغلاقات محلية رغبة منه في إرضاء البلدات الحريدية الحمراء، وعدم قدرة الدولة على فرض التعليمات على أجزاء معينة من المجتمع الحريدي، يحوّل الحريديم إلى جمهور مكروه في إسرائيل، يحمل وصمة نشر الكورونا وخطر انهيار المنظومة الصحية.
- على هذه الخلفية يمكن فهم التطرف كتصريح مدير مستشفى ميعاني هيشوعاه البروفيسور موتي رافيد، الذي أدى في النهاية إلى استقالته، والذي قال فيه "لا أفهم ما هي العلاقة بين الإيمان واليهودية والدين وبين ما يفعلونه [يقصد الحريديم]... توجد هنا معارضة من نوع، أنا و لا أحد، لقد تربّوا على الحصول على كل شيء وعدم إعطاء شيء طوال سنوات، وهذا أحد الردود." يعكس كلام رافيد غيظاً عاماً، ينساب إلى الجمهور اليميني الذي يتميز جزء منه بالتعاطف مع الدين والحريديم.
- كراهية الحريديم التي تغلي هنا تذكّر بكراهية العرب، وسوف تأخذ بالازدياد كلما صارت أرقام المرض أخطر، وكلما اتضح دور القطاع الحريدي في صورة تفشّي المرض بصورة عامة، وفي الاستحواذ على موارد المنظومة الطبية. حتى أن المؤيدين المخلصين لنتنياهو يسمحون لأنفسهم بالغضب من الحريديم، الأمر الذي لم يكن يخطر في بال أحد قبل بضعة أسابيع.
- اتهام المجتمع الحريدي كله أمر مروع، لأنه إلى جانب التيارات الحسيدية المتطرفة والمنغلقة، التي تقيم مناسبات عامة وتقوم بخروقات مثيرة للحيرة، هناك كثيرون يحاولون التقيد بالتعليمات في ظروف سكن وحياة صعبة. في تقدير جهات في المجتمع الحريدي المقصود نحو نصف السكان. مَنْ تجوّل في بني براك في فترة الإغلاق كان في إمكانه أن يرى عائلات بأكملها ترتدي الكمامات، بمن فيهم الأولاد، مشهد لا نراه في شوارع تل ابيب، والمحافظة الصارمة على التباعد الاجتماعي في المحلات، وفي الصناديق الصحية، والصيدليات وغيرها.
- لكن مَنْ يراهم ويسمعهم؟ الفشل الحريدي وفشل نتنياهو وممثلي الجمهور الحريدي منذ بداية الأزمة لا يترك لهم أي فرصة. هم أسرى في فخ المرض نتيجة السلوك المشين لهذه المدرسة الحسيدية أو تلك، والمجتمع الحريدي بأكمله مفصول عن المجتمع الإسرائيلي مثل قطعة جليد انفصلت عن جبل الجليد.
- على هذه الخلفية يبرز أيضاً فشل زعامة أعضاء الكنيست الحريديم. إذا كان لا يوجد أحد في المجتمع الحريدي يصغي اليهم بل يصغي فقط إلى حاخامين معينين؛ وإذا كانوا لا ينجحون في إقناع جزء كبير من ناخبيهم بالسياسة الصارمة التي انتهجها رئيس الحكومة- حليفهم الأكثر إخلاصاً- إذاً ما الفائدة من وجودهم؟
- تعديل قانون الكورونا، بالتحديد، الذي هدف إلى فرض قيود على التظاهرات وليس على الصلوات، عزز الشعور المعادي للحريديم. المتظاهرون ضد نتنياهو لا يزالون يثيرون غضب الليكوديين، والاعتداءات العنيفة ضدهم تحدث بصورة مروعة يومياً. لكن منذ تعديل القانون، تراجع الحديث المسموم بشأن التظاهرات قليلاً، والحريديم هم حالياً موضع الكراهية كلها. هكذا حوّل نتنياهو بيديه حلفاءه إلى أعداء للشعب.
- مؤخراً تدور معارك بين جيش أذربيجان وقوات أرمنية انفصالية في منطقة نوغورني قره باخ المتنازَع عليها. تقع المنطقة فعلاً في أذربيجان وتشكل جيباً، لكنها فعلياً قائمة بصورة مستقلة ويسيطر عليها انفصاليون من الأرمن. نشبت المعارك بعد ادعاء كل طرف تعرُّضه لقصف مدفعي من الجهة الثانية. ليست هذه أول مرة تتقاتل فيها الدولتان على هذه الأرض. بعد تفكك الاتحاد السوفياتي وقعت حرب بين الدولتين من 1991 وحتى 1994. منذ تلك الفترة هذه المنطقة واقعة فعلياً تحت سيطرة أرمينيا. بعد سنوات من ذلك اندلعت معارك أُخرى بين الدولتين.
- بالإضافة إلى الصراع على الأرض، المواجهة بين أذربيجان وأرمينيا لها أبعاد دينية- تعود إلى بداية القرن الثامن عشر. تاريخياً مثلت أرمينيا المسيحية الأرثوذكسية بينما مثلت أذربيجان الإسلام. وكان من الطبيعي أن تتقاتل الدولتان العظميان التاريخيتان، الإمبراطورية الروسية- التي مثلت المسيحية الأرثوذكسية الشرقية- والسلطنة العثمانية، التي مثلت الإسلام العالمي- على النفوذ في هذه المناطق، وأن يدافع كل منهما عن حلفائه (روسيا دافعت عن أرمينيا، وتركيا عن أذربيجان). يظهر هذا البعد الديني في هذه الأيام أيضاً، عندما سارع الرئيس التركي أردوغان، الذي يحاول أن يجعل من دولته ومن شعبه زعيمي العالم الإسلامي، إلى إعلان أنه سيساعد أذربيجان. وفعلاً نقلت تركيا مئات المرتزقة السوريين من ساحة القتال في إدلب السورية إلى منطقة المعارك بهدف مساعدة القوات الأذرية.
- في المقابل، اكتفت روسيا حتى الآن بتصريحات دبلوماسية حيادية، لكن السنوات الأخيرة دلت على أنها تعرف كيف تستغل جيداً الأزمات في دول الاتحاد السوفياتي سابقاً من أجل تعميق نفوذها في هذه الدول، على سبيل المثال السيطرة الروسية على شبه جزيرة القرم في سنة 2014، والتدخل الروسي في الحرب الأهلية في أوكرانيا. وما دامت المواجهة العسكرية المباشرة بين أذربيجان وأرمينيا مستمرة، ستزداد فرص وقوع مواجهة بين القوى العظمى.
- بالنسبة إلى إسرائيل، المواجهة بين أذربيجان وأرمينيا تتطلب حذراً دبلوماسياً شديداً، وسياسة مسؤولة حذرة جداً. وهذه مهمة معقدة جداً، والدليل على ذلك عندما أعلن وزير خارجية أرمينيا استدعاء سفير بلاده في إسرائيل (سفارة أرمينيا في إسرائيل فُتحت قبل أسابيع معدودة) للتشاور، احتجاجاً على صفقات السلاح الإسرائيلي لأذربيجان. من ناحية أُخرى لإسرائيل علاقات دبلوماسية مع أرمينيا، وهناك تضامن بين الدولتين في موضوعات عديدة، بينها الإبادة التي تعرّض لها الشعب الأرمني على يد الأتراك (التي تُذكر إلى جانب المحرقة)، وحقيقة أن الدولتين محاطتان بدول إسلامية معادية. علاوة على ذلك، تقربت إسرائيل من أرمينيا في السنوات الأخيرة على خلفية التدهور في العلاقات بينها وبين تركيا نتيجة سياسة أردوغان المعادية لإسرائيل. في السنوات الأخيرة تتردد إسرائيل في الاعتراف بالمجزرة الأرمنية رداً على سياسة أردوغان- خطوة بالتأكيد ستؤدي إلى المزيد من تدهور العلاقات مع تركيا.
- من ناحية ثانية؛ يوجد بين إسرائيل وأذربيجان علاقات مهمة في نظر إسرائيل.ولإسرائيل مصلحة أمنية في المحافظة على العلاقات مع الأذريين، قبل كل شيء، لأن أذربيجان جارة لإيران، وهذا واقع يعزز الردع في مواجهة طهران؛ ثانياً، بسبب بيع السلاح من إسرائيل إلى الأذريين؛ ثالثاً، لأن أذربيجان تشكل مصدراً مهماً للطاقة تشتري منه إسرائيل النفط. الهدف الإسرائيلي يجب أن يكون المناورة بين الاعتبارات المتناقضة وإرضاء الطرفين. على سبيل المثال، تستطيع إسرائيل العمل من وراء الكواليس إزاء الدولتين وأن تحاول التوصل إلى تفاهمات بشأن تأجيل تزويد أذربيجان بالسلاح خلال فترة القتال. مثل هذا الوضع سيحظى بالتأكيد برضا أرمينيا وأذربيجان. حسناً تفعل القدس إذا حافظت على حيادها، وألّا يغريها الرد بصورة أحادية على أحد الطرفين في المواجهة الحالية.