مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
وزير الدفاع الأميركي قام بزيارة مفاجئة قصيرة إلى إسرائيل عقد خلالها سلسلة اجتماعات لمناقشة موضوع ضمان تفوّقها العسكري إقليمياً
حكومة أبو ظبي تصادق على اتفاقية الإعفاء المتبادل من متطلبات تأشيرة الدخول بين الإمارات وإسرائيل
إسرائيل بدأت بإجراء اختبارات سريرية للقاح محلي ضد فيروس كورونا
استئناف التظاهرات المناهضة لنتنياهو للأسبوع الـ19 على التوالي
إصدار أول جواز سفر لأميركي وُلد في القدس أُدرج في جوازه أن إسرائيل هي مسقط رأسه
مقالات وتحليلات
على الرغم من استطلاعات الرأي الديمقراطيون قلقون: ترامب عوّدهم توقُّع الأسوأ
هل يدبّر ترامب صفقة مع سورية تتضمن تطبيع العلاقات مع إسرائيل؟
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"هآرتس"، 2/11/2020
وزير الدفاع الأميركي قام بزيارة مفاجئة قصيرة إلى إسرائيل عقد خلالها سلسلة اجتماعات لمناقشة موضوع ضمان تفوّقها العسكري إقليمياً

قام وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر في نهاية الأسبوع الفائت بزيارة مفاجئة قصيرة إلى إسرائيل عقد خلالها سلسلة اجتماعات لمناقشة موضوع ضمان تفوّقها العسكري إقليمياً في إثر توقيعها اتفاقات تطبيع مع دول عربية.

وذكرت مصادر سياسية إسرائيلية رفيعة المستوى أن زيارة إسبر استغرقت ساعتين، وأشارت إلى أنه جاء إلى إسرائيل من الهند.

وكان في استقبال وزير الدفاع الاميركي لدى وصوله إلى مطار بن غوريون في تل أبيب، وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس [رئيس "أزرق أبيض"]، إذ حضر عرضاً لمنظومة "القبة الحديدية" المضادة للصواريخ التي اشترت الولايات المتحدة بطاريتين منها.

وجاءت هذه الزيارة قبل أقل من 5 أيام من الانتخابات الرئاسية الأميركية، وبعد أسبوع من زيارة قام بها غانتس إلى واشنطن ناقش خلالها بيع معدات عسكرية متطورة، بما في ذلك طائرات مقاتلة أميركية من طراز إف-35، إلى دولة الإمارات العربية المتحدة التي توصلت إلى اتفاق لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.

وقال مصدر إسرائيلي مطلع طلب عدم الكشف عن اسمه إن غانتس وإسبر اعتمدا على المناقشات التي جرت في واشنطن الأسبوع الفائت لرفع مستوى التفوق العسكري النوعي لإسرائيل في إثر آخر التطورات في المنطقة.

وأضاف المصدر نفسه: "تم اتخاذ خطوة كبيرة إلى الأمام. ستكون لدى إسرائيل الأدوات التي تحتاج إليها لمواجهة القوى العدوانية المزعزعة للاستقرار، ولتصبح حليفاً أكثر فاعلية للولايات المتحدة."

وكانت إسرائيل أعلنت الأسبوع الفائت أنها لن تعارض قيام الولايات المتحدة ببيع طائرات إف-35 إلى الإمارات بعد أن صارت هذه الأخيرة ثالث دولة عربية تطبّع علاقاتها مع إسرائيل. وجاء هذا الإعلان ليعاكس سنوات من السياسات الإسرائيلية التي تعارض بيع طائرات مقاتلة إلى أيٍّ من حلفاء الولايات المتحدة الإقليميين، بما في ذلك مصر والأردن.

وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع غانتس في بيان مشترك صدر عنهما الأسبوع الفائت، إن واشنطن بصدد تحديث القدرة العسكرية لإسرائيل والحفاظ على التفوق العسكري النوعي لها.

في سياق متصل، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي التقى أيضاً وزير الدفاع الأميركي وقدم سلسلة من المطالب إلى الولايات المتحدة.

وأضافت الصحيفة أن الولايات المتحدة وافقت على القائمة الإسرائيلية بأكملها وتتضمن سرباً جديداً من طائرات إف-35، وأحدث طائرات إف-15، وطائرات هليكوبتر من طراز في-22 قادرة على القيام بمهمات خاصة بعيدة المدى، وقنابل ذكية.

"معاريف"، 2/11/2020
حكومة أبو ظبي تصادق على اتفاقية الإعفاء المتبادل من متطلبات تأشيرة الدخول بين الإمارات وإسرائيل

صادقت الحكومة في الإمارات العربية المتحدة أمس (الأحد) على اتفاقية توصلت إليها مؤخراً مع إسرائيل بشأن الإعفاء المتبادل لمواطني البلدين من متطلبات تأشيرة الدخول.

وكان وفد إماراتي حكومي وقّع الاتفاقية خلال زيارة إلى إسرائيل يوم 20 تشرين الأول/أكتوبر الفائت ضمن اتفاقيات أُخرى لدعم التعاون بين البلدين في مجالات الاستثمار والسياحة والخدمات المصرفية والتكنولوجية.

وقال مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي للشؤون الثقافية والدبلوماسية العامة الإماراتي عمر غباش إن الاتفاقية تتيح لمواطني الإمارات إمكان السفر إلى إسرائيل من دون الحاجة إلى تأشيرة مسبقة ولمدة أقصاها 90 يوماً في كل زيارة. 

وأضاف غباش أن الاتفاقية تعكس رغبة الدولتين في تعزيز علاقتهما وفتح آفاق جديدة للتعاون في المنطقة، وأشار إلى أن الإعفاء المتبادل من التأشيرات المسبقة سيترك تأثيرات إيجابية متعددة في قطاعات السياحة والتجارة والاستثمار وغيرها، ويعزز أواصر التعاون المشترك بين الدولتين.

"يديعوت أحرونوت"، 2/11/2020
إسرائيل بدأت بإجراء اختبارات سريرية للقاح محلي ضد فيروس كورونا

بدأت إسرائيل أمس (الأحد) بإجراء الاختبارات السريرية للقاح محلي ضد فيروس كورونا، إذ تم تلقيح أول متطوعيْن في مستشفى "شيبا" في تل أبيب، وفي مستشفى "هداسا عين كارم" في القدس. وسيبقى الاثنان في المستشفى في الساعات الـ24 المقبلة ليتمكن الأطباء من مراقبتهما عن كثب.

وقام بتطوير هذا اللقاح، الذي أُطلق عليه اسم "بريلايف" [المركب من كلمة صحة باللغة العبرية - بريئوت وكلمة حياة باللغة الإنكليزية - لايف]، "المعهد الإسرائيلي للبحوث البيولوجية".

والتقى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع بني غانتس، ووزير الصحة يولي إدلشتاين، المتطوع الذي حصل على اللقاح في مستشفى "شيبا" بعد عملية التلقيح.

وقال نتنياهو إن الخروج الحقيقي من أزمة كورونا يتم عبر تطوير لقاحات، ولذا هذا اليوم مهم للغاية. وأضاف أن إسرائيل تعمل أيضاً مع شركات أدوية وبلاد أُخرى لاستيراد جرعات من لقاحات فيروس كورونا بمجرد الموافقة على أحد هذه اللقاحات للاستخدام العام، والمهم هو أنه سيتم جلب ما يكفي من اللقاحات لجميع سكان إسرائيل بطريقة أو بأُخرى، وعندها سيكون في الإمكان التحرر من الوباء.

وحذّر نتنياهو من أنه لن يكون هناك لقاح متوفر بصورة فورية، لكنه أكد أن في إمكانه رؤية الضوء في نهاية النفق.

وأعرب غانتس عن تفاؤل حذر وأشار إلى الإجراءات المطولة التي يحتاج إليها اللقاح للمصادقة عليه، ودعا الإسرائيليين إلى الاستمرار في الامتثال لتعليمات وزارة الصحة. كما كرر دعوته إلى الإقرار السريع لميزانية عامة تغطي سنة 2021، وقال إن كل يوم آخر يمر من دون ميزانية يضع عبئاً اقتصادياً غير مبرَّر على البلد.

وقال إدلشتاين إن مجموعة ثانية من المتطوعين ستصل إلى المستشفيَيْن غداً (الثلاثاء) للحصول على اللقاح، وأشار إلى أنه من المتوقع أن تستمر المرحلة الأولى من التجربة السريرية مدة شهر تقريباً وسيشارك فيها نحو 80 متطوعاً تتراوح أعمارهم بين 18-55 عاماً. وستختبر المرحلة الثانية في كانون الأول/ ديسمبر المقبل ما يقارب 1000 متطوع تتراوح أعمارهم بين 18و85 عاماً في ثمانية مستشفيات في البلد، وسيُسمح لمتطوعين يعانون مشاكل صحية مسبقة بالمشاركة في التجربة. وفي حال استجابة هذه المجموعة الأكبر بصورة جيدة للقاح سيتم بعد ذلك إعطاء الحقن لنحو 30.000 شخص في نيسان/أبريل، أو أيار/مايو 2021. وإذا عمل اللقاح بطريقة جيدة ولم يكن هناك آثار جانبية كبيرة ستتم الموافقة عليه للاستخدام الكامل لعموم السكان.

وكانت وزارة الدفاع أعلنت في مطلع الأسبوع الفائت أنها ستبدأ في إنتاج لقاح محتمل لفيروس كورونا وتخطط لتوزيعه على الإسرائيليين إذا تمت المصادقة على استخدامه.

وقال مدير "معهد البحوث البيولوجية" الحكومي إن المعهد سينتج 15 مليون جرعة في المرحلة الأولى التي من المتوقع أن تكون جاهزة بحلول تموز/يوليو المقبل. وأشار إلى أن اللقاح تم اختباره بداية على حيوانات صغيرة وبعد ذلك على الخنازير.

"معاريف"، 1/11/2020
استئناف التظاهرات المناهضة لنتنياهو للأسبوع الـ19 على التوالي

استؤنفت مساء أمس (السبت) للأسبوع الـ19 على التوالي التظاهرات الأسبوعية ضد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو.

وشارك آلاف الإسرائيليين في هذه التظاهرات التي جرت في مناطق متفرقة من البلد.

وفي القدس انطلقت مسيرتان من "ميدان باريس" و"ميدان صهيون" والتقتا في شارع بلفور، حيث المقر الرسمي لرئيس الحكومة. وحمل المشاركون فيهما أعلاماً سوداء وشعارات تطالب نتنياهو بالاستقالة على خلفية تقديم لائحة اتهام ضده بشبهات فساد.

  تظاهرتان في تل أبيب وتظاهرة ثالثة أمام المنزل الخاص لنتنياهو في قيساريا [شمال إسرائيل]. 

"يسرائيل هيوم"، 1/11/2020
إصدار أول جواز سفر لأميركي وُلد في القدس أُدرج في جوازه أن إسرائيل هي مسقط رأسه

أعلنت السفارة الأميركية في إسرائيل أول أمس (الجمعة) إصدارها أول جواز سفر لأميركي وُلد في مدينة القدس أُدرج في جوازه أن إسرائيل هي مسقط رأسه. 

وأصدرت السفارة الجواز لمواطن أميركي (18 عاماً) وُلد في القدس وطالب والداه منذ ولادته بإدراج إسرائيل في جوازات السفر للأميركيين المولودين في المدينة.

وقام السفير الأميركي ديفيد فريدمان بتسليمه الجواز. 

وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أعلن في تغريدة نشرها في حسابه الخاص على موقع "تويتر" يوم الخميس الفائت، أنه يحق للأميركيين المولودين في مدينة القدس إدراج وتسجيل أن إسرائيل أو القدس مسقط رأسهم ومكان ولادتهم في جوازات سفرهم، في إشارة إلى الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل. 

 

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 2/11/2020
على الرغم من استطلاعات الرأي الديمقراطيون قلقون: ترامب عوّدهم توقُّع الأسوأ
حيمي شاليف - محلل سياسي
  • ترافق المعركة الانتخابية الرئاسية في الولايات المتحدة مقارنات لا تنتهي بالمعركة السابقة التي جرت قبل 4 سنوات. وعلى الرغم من وجود ما يبرر أن ما نراه سبقت رؤيته، يمكن الإشارة على الأقل إلى فارقين بارزين. الأول والأهم هو أزمة الكورونا التي احتلت مركز الاهتمام، وتُلقي ظلاً كثيفاً على فرص دونالد ترامب بإعادة انتخابه لولاية ثانية، وأدت إلى تحوّل دراماتيكي في عملية الانتخابات، وهو ما دفع مئة مليون ناخب تقريباً إلى تجنب صناديق الاقتراع والإدلاء بأصواتهم إلكترونياً، أو عبر البريد.
  • الفارق الثاني هو أن المعركة الانتخابية في سنة 2016 والاستطلاعات النهائية أظهرتا أن ترامب يقلص الفجوات مقابل هيلاري كلينتون، وعلى الرغم من ذلك، فإن الديمقراطيين ظلوا مطمئنين، وظل الجمهوريون يائسين. في سنة 2020 تُظهر الاستطلاعات في أسبوع الانتخابات تقدماً قوياً وثابتاً لجو بايدن على ترامب، هو ضعفيْ أو ثلاثة أضعاف التقدم الذي سجلته كلينتون، على الرغم من أخطاء إحصائية محتملة. مع ذلك، إن الديمقراطيين منهارون عصبياً، وعلى ما يبدو، الجمهوريون على أحسن ما يرام.
  • الأرقام الجافة قاطعة. استطلاع شبكة NBC والوول ستريت جورنال الذي نُشر في الأمس أظهر تقدم بايدن بـ10% على ترامب، 52% - 42%. في العالم الطبيعي هذه فجوة لا يمكن إغلاقها في الساعات المتبقية. استطلاعات النيويورك تايمز والواشنطن بوست منحت بايدن تقدماً أقل بكثير، لكن مع ذلك هو متقدم في أغلبية الولايات الأساسية إن لم يكن فيها كلها. التايمز تعتقد أن بايدن متقدم في فلوريدا، والواشنطن بوست تمنح ترامب التقدم. للمرشح الديمقراطي طرق مختلفة ومتعددة للتوصل إلى 270 عضواً في مجلس الناخبين لانتخاب رئيس الولايات المتحدة (electors).
  • لكن الديمقراطيين يتخيلون في كوابيسهم كيف سيندفع ناخبو ترامب إلى صناديق الاقتراع، بينما يقرر الناخبون الديمقراطيون أن هذا ليس ضرورياً بسبب الاستطلاعات. هم يحلمون بكيف سيجتاز ترامب الجسر الضيق جداً الذي لا يزال مفتوحاً أمامه ويفوز بأربع سنوات أُخرى في البيت الأبيض. هم يتخيلون كيف سيفوز بنسب مئوية قليلة في الولايات نفسها التي فاز فيها قبل 4 سنوات، وعندما يصلون إلى بنسلفانيا، هناك بعون الله أو القدر أو الكرملين، سيفوز مجدداً بكل الأصوات.
  • يكفي التفكير في هذا السيناريو الذي لديه فرصة واحد من عشرة، بحسب المعلق الكبير نايث سيلفر، كي يشعروا بمرارة سوداء. لكن بخلاف مطلق مع الوضع قبل 4 سنوات، قلق الديمقراطيين لا يعتمد على نتائج الانتخابات وحدها. ليس أقل من ذلك يخافون من عملية  الانتخابات بحد ذاتها، ومن احتمالات حقيقية بأن يرفض ترامب قبول النتائج، وأن يحاول عملياً القيام بانقلاب.
  • الانتخابات قبل 4 سنوات كانت مملوءة بالتوتر والإهانات، لكن لم يخطر في بال أحد أنه من الممكن أن تنشب خلالها مواجهات عنيفة بين مؤيدي الديمقراطيين والموظفين الرسميين في صناديق الاقتراع و"المراقبين" الذين يرسلهم ترامب إلى الصناديق للتأكد من عدم حدوث "تزوير كثيف"، هو في أغلبيته من صنع خياله. لم يتحدث أحد قبل 4 سنوات عن ميليشيات بيضاء عنصرية ومسلحة أعلنت التعبئة العليا باتجاه الحسم، وعن استعدادها لإراقة الدماء لمنع أعداء ترامب من سرقة الصدارة.
  • الانتخابات قبل 4 سنوات جرت، بحسب التعريف، في عهد ما قبل ترامب، عندما كانت الحياة تسير على الأقل وفق التقاليد والقواعد. قبل 4 سنوات لم يخطر في بال أحد أن الرئيس شخصياً سينشر تخيّلات عن أعمال احتيال ورشى كثيفة في الاقتراع عبر البريد، وسيشكك في موثوقية العملية الديمقراطية، وحتى سيهدد بعدم الاعتراف بالنتائج. من خلال الاعتماد على المساعدة التي سيحصل عليها كما يبدو من المحكمة العليا التي عيّنها شخصياً. بهذا المعنى، غداً ستجري الانتخابات في كوكب تغير وجهه فيها من النقيض إلى النقيض خلال السنوات الأربع الأخيرة. حالياً نحن نعيش في فترة ليس من المستبعد أن يخطط رئيس الولايات المتحدة لانقلاب.
  • المتفائلون يعتقدون أن ترامب في نهاية المطاف يحضّر لنفسه ذريعة إذا خسر. صحيح أن الرجل غير مستعد للاعتراف بأخطاء أو فشل بأي ثمن، وسيتذمر من أنهم سرقوا منه الفوز إلى أن يخلي منصبه في كانون الثاني/يناير القادم. هم يقولون إن ترامب ينبح بصوت عال، لكنه عموماً لا يعض. وإذا شئتم حدوث انتقال منتظم للمنصب من ترامب إلى بايدن، يجب ببساطة المحافظة على كرامة الأول، وهزّ الرأس موافقةً عندما يدّعي حدوث مخالفات.
  • الأكثر واقعية يدعون أن تهديدات ترامب برفض نتائج الانتخابات ليست مجرد مناورة للزعامة، بل نابعة من إيمان مطلق بنيات خصومه الخبيثة. ويضيفون أن ترامب هو بطل العالم في إلقاء أخطائه على الآخرين. هو يعلم بأن لو كان لديه الإمكان لنظّم بنفسه تزويراً كبيراً يساعده على إعادة انتخابه، وليس أكيداً من أنه لا يحاول ذلك الآن.
  • طبعاً ترامب لن يتحرك قيد أنملة إذا اتضح، كما يتخوف الديمقراطيون، أنه قادر على الفوز بصورة شرعية. هو سيستخدم سلاح يوم الحساب فقط إذا شعر بأنه يخسر، لكن بفوارق ضئيلة جداً. ترامب يعلم جيداً بأنه إذا حقق بايدن تقدماً كبيراً كافياً وواضحاً، فإنه سيخسر تأييد كثيرين من كبار مسؤولي حزبه. حتى قضاة المحكمة العليا مع كل إرادتهم الحسنة، وعلى الرغم من كونهم يدينون لترامب بتعيينهم، فإنهم لن يسارعوا إلى إعطاء الصلاحية لخطوة تتعارض بصورة واضحة مع نتائج فرز الأصوات، ولما يُتوقع أن يكون عليه موقف الرأي العام تجاه الموضوع.
  • الافتراض هو إذا حقق بايدن نصراً ساحقاً وقاطعاً، لن يجرؤ ترامب على الاعتراض على النتائج، لكن مع ترامب من الصعب معرفة كل شيء. ومع أن كل اهتمام المعلقين توجّه في المعركة الانتخابية حول احتمال أن يحقق ترامب فوزاً ساحقاً على الرغم من استطلاعات الرأي ضده، الحقيقة هي أن فرصه تحقيقه مفاجأة أقل من فرص بايدن بإلحاق هزيمة مؤلمة بالجمهوريين، وربما تاريخية، ستُفقدهم السيطرة على مجلس الشيوخ.
  • بالاستناد إلى توقعات نيث سيلفر، فرصة ترامب بالفوز في الانتخابات هي نحو 10%. في المقابل، هناك فرصة بنحو 35% لفوز بايدن على ترامب بفارق أكثر من 200 عضو في مجلس الناخبين لانتخاب الرئيس. الديمقراطيون يصلّون، على الرغم من كونهم لا يزالون خائفين من تجدد صدمة 2016،  من أجل أن يفوزوا في هذه الفوضى بانتصار يحقق أحلى أحلامهم.
"هآرتس"، 1/11/2020
هل يدبّر ترامب صفقة مع سورية تتضمن تطبيع العلاقات مع إسرائيل؟
تسفي برئيل - محلل سياسي

 

  • قبل نحو ثلاثة أسابيع وقف تركي محمود البوسعيدي أمام الرئيس السوري بشار الأسد، مقدّماً أوراق اعتماده سفيراً لسلطنة عمان في سورية. البوسعيدي هو أول سفير خليجي يعيَّن في دمشق بعد طرد سورية من الجامعة العربية في تشرين الثاني/نوفمبر 2011. قبل نحو عامين خرقت دولة اتحاد الإمارات الحصار الدبلوماسي على سورية عندما أعادت فتح سفارتها هناك، وانضمت إليها البحرين أيضاً.
  • بدا حينها أن سورية على وشك العودة إلى الحضن العربي - عندما طُرح احتمال أن تعيد الجامعة العربية النظر في عضوية سورية فيها، وصرّح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بأنه يؤيد الجيش السوري الوطني، وهو مستعد لإرسال شحنات سلاح لدعم الحرب التي يخوضها النظام ضد المتمردين. مؤخراً أكد الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط أن عودة سورية إلى الجامعة العربية "غير مطروحة على الطاولة"، لكن الظروف قد تتغير لأن سورية تحظى حالياً باهتمام متزايد، في الأساس بسبب تحولها إلى مركز خصومات سياسية لعدة دول. روسيا مهتمة كثيراً بحصول نظام الأسد على شرعية عربية، كي تستطيع سورية أيضاً أن تكون مجدداً عضواً في المجتمع الدولي والحصول على هبات ومساعدات من مؤسسات مالية دولية ضرورية لإعادة إعمارها.
  • تتطابق المصلحة الروسية مع مصلحة السعودية والإمارات اللتين تريدان لجم نفوذ إيران، والأهم من ذلك وضع جدار دفاعي في وجه التدخل التركي في سورية خصوصاً وفي الشرق الأوسط عموماً. استولت تركيا على مناطق في الأراضي السورية وتخوض هناك حرباً ضد المتمردين الأكراد، وهي تعتبر الأسد زعيماً غير شرعي. تشعر تركيا بالقلق، في الأساس من أن حصول سورية على شرعية عربية، بالإضافة إلى دعم روسي، سيفرضان عليها الخروج منها.
  • تستطيع تركيا الاعتماد على دعم دونالد ترامب. وعلى الرغم من أن واشنطن هي حليفة استراتيجية للأكراد، فإن ترامب لم يحرك أصبعاً لإجبار تركيا على الخروج من المحافظات الكردية التي احتلتها. تدخُّل الولايات المتحدة الأساسي في سورية يتلخص في فرض عقوبات شديدة القسوة على النظام. على سبيل المثال العقوبات التي فُرضت في حزيران/يونيو، ضمن "قانون قيصر"، الذي يفرض عقوبات على أي شركة أو دولة أو شخص يقيم علاقات من أي نوع كان مع نظام الأسد، باستثناء النشاطات الإنسانية.
  • لكن تبين أن البيت الأبيض نفسه يقيم علاقات مع سورية. بالاستناد إلى معلّقين في "الوول ستريت جورنال" أرسل ترامب في آذار/مارس رسالة إلى الأسد، اقترح فيها إجراء مفاوضات لإطلاق سراح مواطنيْن أميركيين، هما أوستين تايس، صحافي مستقل اختفى في سورية في سنة 2012، ومجيد كملماز الذي اعتُقل على حاجز سوري في سنة 2017، ومنذ ذلك الحين مسجون في سورية. قبل بضعة أسابيع أرسل ترامب إلى دمشق كبير مستشاريه لشؤون محاربة الإرهاب كاش باتل لإجراء محادثات لإعادتهما، لكن يبدو أن العملية لم تثمر نتائج. فقد اشترط الأسد لإطلاق سراحهما خروج القوات الأميركية من سورية ورفع العقوبات المفروضة عليها.
  • لكن حدوث المفاوضات بحد ذاته يثير تكهنات وتقديرات بشأن نيات ترامب فيما يتعلق بسورية. "هل سورية في الطريق إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل في مقابل رفع العقوبات عنها؟" تساءل معلّقون عرب، و"هل المفاوضات على إطلاق المعتقلين الأميركيين هو الطلقة الأولى على طريق صفقة كبيرة يخطط لها ترامب". وازدادت التكهنات مع تعيين السفير العماني في دمشق، الذي من المحتمل أنه جرى بمباركة سعودية، وكاستمرار لعملية توثيق العلاقات بين الإمارات والأسد، بحسب معلّقين سوريين.
  • الأسد نفسه سارع إلى سكب مياه باردة على فرص التطبيع مع إسرائيل. فقد أوضح في مقابلة أجراها معه التلفزيون الروسي في بداية تشرين الأول/أكتوبر أن "التطبيع سيكون فقط في مقابل المناطق التي احتلتها إسرائيل من سورية"، وتابع: "في هذا الوقت سورية لا تجري مفاوضات مع إسرائيل." كان هذا توضيحاً قصيراً بصورة خاصة، حيث أن الأسد لم يتطرق قط إلى المشكلة الفلسطينية، ولا إلى الشروط التي حددتها المبادرة العربية للسلام، التي دعت إسرائيل إلى الانسحاب من كل المناطق التي احتلتها، وليس فقط من هضبة الجولان. وبالمناسبة، الأسد أيضاً لم يُدِن بصورة رسمية اتفاق التطبيع بين إسرائيل والإمارات، واكتفى ببيان انتقادي أصدره حزب البعث، ولم يُسمع أي تطرق رسمي إلى المفاوضات التي يجريها لبنان وإسرائيل على ترسيم الحدود البحرية بينهما.
  • ثمة شك في أن هذه الإشارات والتلميحات ستثمر في وقت قريب اتصالات مباشرة أو غير رسمية بين إسرائيل وسورية. وحتى لو تحقق الكابوس وانتُخب ترامب مرة أُخرى، وفي جعبته اقتراح صفقة جديدة مع إيران، فإن انسحاباً إسرائيلياً من هضبة الجولان ليس وارداً في الحسبان. وخصوصاً ليس بعد أن اعترف ترامب نفسه بسيادة إسرائيل عليها، وإزاء الإجماع الإسرائيلي الكاسح الذي لا يترك مجالاً لمفاوضات على انسحاب.
  • إذا انتُخب جو بايدن من غير المتوقع أن يغيّر البنية التحتية التي رسمها ترامب في سورية؛ لن يطالب بانسحاب إسرائيلي، وثمة شك في أنه سيلغي العقوبات المفروضة عليها. نقطة التحول من الممكن أن تحدث هذه المرة من الدول العربية تحديداً إذا قررت استئناف علاقاتها مع سورية.