مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
أعلنت ملاوي الواقعة في شرق أفريقيا أنها ستفتح سفارة لها في القدس في موعد أقصاه الصيف المقبل.
وجاء هذا الإعلان على لسان وزير خارجية ملاوي أيزنهاور مكاكا خلال الاجتماع الذي عقده مع وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكنازي في مقر وزارة الخارجية في القدس أمس (الثلاثاء).
ورحب أشكنازي بهذا الإعلان، وأشار إلى أن ملاوي ستكون أول دولة أفريقية تفتح سفارة في القدس وذلك يشكل دليلاً آخر على اتساع دائرة السلام والاعتراف بإسرائيل وعاصمتها القدس.
ووصل مكاكا صباح أمس إلى إسرائيل في أول زيارة له، وسيجتمع خلالها مع رجال أعمال ومتخصصين في مجالي التنمية والصحة.
وكان رئيس ملاوي لازاروس شاكويرا وهو أستاذ جامعي في علم اللاهوت ومؤمن إنجيلي، أعلن مؤخراً رغبته في فتح سفارة لبلاده في القدس.
ويبلغ عدد سكان هذه الدولة الأفريقية 21 مليون نسمة وهي تقيم علاقات مع إسرائيل منذ سنة 1964، وكانت واحدة من 3 دول أفريقية لم توقف علاقاتها مع إسرائيل خلال موجة قطع العلاقات بعد حرب يوم الغفران [حرب تشرين الأول/ أكتوبر 1973].
وتوجد حالياً سفارتان في القدس للولايات المتحدة وغواتيمالا، ومن المتوقع أن تقوم هندوراس حتى نهاية السنة بفتح سفارة لها في القدس، كما يُتوقع أن يقوم كل من صربيا وكوسوفو وجمهورية الدومينكان باتخاذ مثل هذه الخطوة.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب صرح خلال حملته الانتخابية بأن عشرات الدول ستقوم بنقل سفاراتها إلى القدس.
ذكر بيان صادر عن ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو اتصل هاتفياً بمستشار النمسا سباستيان كورتس أمس (الثلاثاء) واتفقا على تعميق التعاون الاستخباراتي بين البلدين في إثر الاعتداء الإرهابي الذي وقع في فيينا وتسبب بسقوط أربعة قتلى و22 جريحاً، والكشف عن أن مرتكبه هو متطرف إسلامي من أصل ألباني من المتعاطفين مع تنظيم "داعش" وكان معتقلاً لدى السلطات النمساوية ولكن تم الإفراج عنه مؤخراً.
وأضاف البيان أن المستشار النمساوي وصف الاعتداء بأنه هجوم إرهابي بغيض، وقال إنه لا يستبعد وجود دوافع معادية للسامية وراءه، نظراً إلى أن إطلاق النار وقع بالقرب من الكنيس اليهودي الرئيسي في فيينا وكان الكنيس مغلقاً عند وقوع الهجوم.
وتوالت ردات الفعل على الاعتداء.
ففي باريس زار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سفارة النمسا للإعراب عن تضامن بلاده معها وقال: إن الاعتداء كان موجهاً ضد أوروبا بأسرها وضد قيمها وطريقة حياتها وأكد وجوب عدم التنازل.
وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن الإسلام المتطرف يشكل عدواً مشتركاً للجميع ويجب التعاون في مكافحته.
وكتب الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تغريدة نشرها في حسابه الخاص على موقع "تويتر"، إن الولايات المتحدة تقف مع النمسا وفرنسا وكل أوروبا في الحرب ضد الإرهابيين، بمن فيهم الإرهابيون الإسلاميون المتطرفون.
وأكد رئيس الحكومة البريطانية بوريس جونسون وقوف بلاده مع النمسا ضد الإرهاب.
ووصف وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل الاعتداء بأنه عمل جبان من أعمال العنف والكراهية.
قال المنسق العام لشؤون مكافحة فيروس كورونا روني غامزو إنه يقدّر أن يكون في مقابل كل مريض مثبت بأنه مُصاب بالفيروس عشرة آخرون يُشتبه بأنهم مصابون بالفيروس، لكنهم لم يخضعوا للفحص.
وجاءت أقوال غامزو هذه في سياق تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام أمس (الثلاثاء)، وذلك خلال جولة قام بها برفقة وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس في مقر وحدة "ألون" التابعة للجيش الإسرائيلي، والتي تم إنشاؤها في آب/ أغسطس الفائت لتعقّب مخالطي المصابين بالفيروس.
وحض غامزو الجمهور على التعاون مع الجهود التي تبذلها الدولة لقطع سلاسل العدوى. وقال: "إذا كان هناك 600 حالة مثبتة هذا الصباح، فإنني أقدّر أن هناك 10 أضعاف هذا العدد من الذين لا يخضعون للفحص حتى عندما يكون لديهم شك داخلي." وأضاف أن هؤلاء لا يعرّضون أنفسهم وعائلاتهم للخطر فحسب، بل أيضاً يعرّضون كل عملية الحد من المرض للخطر، ويمنعون خفض مؤشر العدوى.
وأكد غامزو أن الذين يتجنبون الخضوع للفحص يمنعون الحكومة أيضاً من تخفيف القيود المفروضة على المصالح التجارية ،ومن إعادة فتح كل الصفوف الدراسية.
من ناحية أُخرى أشاد غانتس بعملية تعقّب مخالطي المصابين بكورونا التي يقوم بها الجيش، واصفاً إياها بأنها واحدة من أفضل أنظمة قطع سلاسل العدوى في العالم.
وقال غانتس إنه في الوقت القصير منذ أن بدأت وحدة "ألون" عملها أصبح لديها قدرة على التحقيق في 4000 حالة يومياً، لكنه حذّر من أن النظام لن يعمل إلّا إذا تعاون الجمهور.
وقال غانتس إنه طلب تزويد السلطات المحلية بتفصيلات عن العائدين من خارج البلد حتى تتمكن من متابعة المطالبين بدخول الحجر الصحي. وأضاف أنه يعتزم أيضاً توسيع الإغلاق على "المدن الحمراء" التي ترتفع فيها معدلات الإصابة بالفيروس. وأكد أنه بهذه الطريقة يمكن العمل في بؤر العدوى من ناحية ومن ناحية أُخرى يُتاح إمكان فتح مزيد من الأماكن.
وجاءت تصريحات غامزو بعد يوم واحد من قيامه بتبليغ الحكومة أن معدلات الفحوصات آخذة في الانخفاض، حيث لا يرغب العديد من الإسرائيليين في إجراء فحوصات. وأشار إلى أن عدداً من البلدات لا تلبي الأهداف الموضوعة لعدد الفحوصات التي يجب إجراؤها في كل يوم. وحذر غامزو من أن عدد الفحوصات يجب أن يكون 30.000 على الأقل يومياً حتى يتمكن المسؤولون من الحصول على نظرة عامة جيدة بشأن الوضع.
وكانت إسرائيل نجحت في خفض معدلات الإصابات اليومية بفيروس كورونا بصورة حادة، من 8000 حالة في منتصف أيلول/سبتمبر الفائت إلى بضع مئات في أواخر تشرين الأول/أكتوبر الفائت، بعد أن فرضت إغلاقاً عاماً على مستوى البلاد بدأت بتخفيفه بالتدريج قبل أسبوعين.
رفضت المحكمة الإسرائيلية العليا في هيئتها الموسعة المؤلفة من 9 قضاة أمس (الثلاثاء) طلب الدولة تأجيل البت في موضوع إرجاء تطبيق قانون تجنيد اليهود الحريديم [المتشددون دينياً] والذي أُقر لإرضائهم، ويعفي تلامذة المدارس الدينية [ييشيفوت] من الخدمة العسكرية الإلزامية، وقررت إلغاء الإرجاء نهائياً بعد 3 أشهر ما لم يقم الكنيست بسن قانون جديد.
ويعني قرار المحكمة العليا هذا أنه ابتداء من شباط/فبراير المقبل سيكون اليهود الحريديم ملزَمين بالتجند للجيش الإسرائيلي بالتساوي وفقاً للقانون القائم اليوم.
وكانت الدولة قدمت قبل عدة أشهر طلباً إلى المحكمة العليا بتأجيل موعد تطبيق قرار المحكمة بشأن قانون التجنيد حتى منتصف شهر كانون الأول/ديسمبر المقبل. وعلّل رئيس الحكومة البديل بني غانتس طلب التأجيل بأن الحكومة الجديدة لم تجد الوقت الكافي لمناقشة القضية.
وكان حزب الليكود اتفق مع أحزاب اليهود الحريديم على مسار يتجاوز المحكمة العليا من خلال تعديل قانوني أعده الجيش والمؤسسة الأمنية ويتيح إعفاء الشبان الحريديم من الخدمة العسكرية.
- الانتخابات الأميركية لها تداعيات كبيرة على دولة إسرائيل – ويمكن أيضاً أن تكون مصيرية. نائب الرئيس السابق جو بايدن الذي عرفته جيداً، هو شخص مؤيد لإسرائيل بصورة واضحة وملتزم بالحلف الاستراتيجي بيننا وبين الولايات المتحدة.
- كذلك السيناتور كاميلا هاريس، التي عملت معها أيضاً، هي مؤيدة لإسرائيل. هي وبايدن كانا المرشحيْن الديمقراطييْن الوحيديْن اللذين عارضا ممارسة ضغط أميركي على إسرائيل من خلال تقليص المساعدة الأميركية.
- مع ذلك، فإن إدارة بايدن يمكن أن تشكل مستقبلاً تحدياً كبيراً لإسرائيل بسبب خلافات في الرأي إزاء موضوعيْن جوهريين. الأول، المسار السياسي الذي ستتخلى الإدارة من خلاله عن خطة القرن لترامب، وتعود إلى مخطط أوباما وكلينتون - أي حل الدولتين على أساس حدود 1967، والقدس الشرقية هي عاصمة فلسطين.
- الإدارة ستفتح مجدداً السفارة الفلسطينية في واشنطن، التي أغلقها ترامب، وكذلك القنصلية الأميركية في القدس الشرقية، التي استُخدمت قبل ترامب كسفارة أميركية للفلسطينيين. كما ستجدد الإدارة المساعدة الأميركية للأونروا ومؤسسات فلسطينية أُخرى أوقفها ترامب. وستعود الإدارة إلى معارضة البناء الإسرائيلي في الضفة الغربية، وستصبح "القدس الموحدة" في نظرها "عائقاً للسلام".
- وفي الواقع فإن الأكثر إشكاليةً في نظرنا هو نيّة بايدن المعلنة في انضمام الولايات المتحدة مجدداً إلى الاتفاق النووي مع إيران ورفع العقوبات. هذا الأمر سينقذ النظام الإيراني من انهيار اقتصادي ويساعده على العودة إلى احتلال أجزاء كبيرة في الشرق الأوسط واستخدامها كمواقع متقدمة ضد إسرائيل. المقصود تهديد استراتيجي حقيقي.
- بخلاف ذلك، إذا انتُخب الرئيس ترامب وحظي بولاية ثانية فإنه بالتأكيد سيواصل سياسته التي تُعتبر أكثر سياسة مؤيدة لإسرائيل حصلنا عليها من رئيس أميركي منذ قيام الدولة. المقصود ليس فقط بادرات طيّبة رمزية، مثل نقل السفارة الأميركية إلى القدس، والاعتراف الأميركي بسيادة إسرائيل في هضبة الجولان، بل أيضاً خطوات جوهرية من نوع الوقوف بقوة إلى جانبنا في الأمم المتحدة وفي كل المؤسسات الدولية.
- خلال أربع سنوات من ولاية ترامب - ولأول مرة في التاريخ - لم تسجَّل أي إدانة أميركية لأي عمليات عسكرية أو سياسية إسرائيلية. مع ذلك الرئيس ترامب لم يُخفِ نيته الدخول في مفاوضات مع إيران. إذا انتُخب ثانية، يتعين على إسرائيل أن تكون مستعدة أيضاً لمثل هذا الاحتمال.
- لا يغيّر في الأمر مَن سيفوز، يجب على إسرائيل أن تعرض علناً مصالحها وتوقعاتها من أي اتفاق جديد بين الولايات المتحدة وإيران. لم نفعل هذا في سنة 2015 في أثناء إعداد الاتفاق، الأمر الذي سمح لأوباما بالادعاء بمكر أنه لا يوجد اتفاق جيد بما فيه الكفاية لإسرائيل.
- أيضاً إذا حظي ترامب بولاية ثانية، من المفيد جداً لإسرائيل أن تدرس عدم تكرار تفويت الفرصة في الولاية الأولى، و"أن تعالج" "حماس" وحزب الله، وربما أيضاً إيران، بينما تحظى إسرائيل بكل الدعم العسكري والسياسي والقانوني.
- في هذا السياق، من المهم أن نسأل ماذا سيكون مصير اتفاقات السلام الحديثة العهد بيننا وبين الدول العربية. ثمة شك في أن بايدن سيوظف فيها، مثلما فعلت إدارة ترامب - هذا الأمر سيكون حاسماً في موضوع السودان الذي يحتاج كثيراً إلى مساعدة أميركية. من جهة أُخرى، انضمام الولايات المتحدة مجدداً إلى اتفاق نووي مع إيران، سيجبر دولاً عربية كثيرة على الدخول في حلف استراتيجي علني مع إسرائيل ضد إيران. على ما يبدو سنضطر إلى أن نكون أكثر مرونة، وأن نذهب نحو الدول العربية التي لا تحصل على حوافز أميركية، واحتضان دول عربية بحاجة إلينا في موضوع إيران.
لا يغيّر [في مجريات الأمور] مَن سيفوز، سيضطر الرئيس إلى معالجة أزمات اقتصادية واجتماعية وسياسية داخل الولايات المتحدة. وستواصل الولايات المتحدة عملية الانسحاب الأميركي من المسائل الخارجية، وستواصل خطواتها الانفصالية. وسنضطر نحن الإسرائيليون إلى الوقوف على أقدامنا والمحافظة على مصالحنا الحيوية كدولة قوية وذات سيادة، يمكننا أن نفعل ذلك.
- ليس مهماً مَن سيُنتخَب رئيساً للولايات المتحدة. فقد ثبت بالملموس أن الوهم القائل إن رئيساً أميركياً يقدر على حل النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني، لا أساس له من الصحة. سواء جيمي كارتر، الذي نجح في إحلال السلام بين إسرائيل ومصر، أو بيل كلينتون الذي منح اتفاقات أوسلو والاتفاق مع الأردن رعايته، ما كان في إمكانهما صنع السلام لو لم يكن في مقابلهما رئيسا حكومة إسرائيلية وافقا على التنازل عن مناطق [محتلة]، وأعطيا هذه الخطوات الرؤيا المطلوبة، وفهما التداعيات التاريخية للفرصة المتاحة أمامهما.
- تحديداً قبل 30 عاماً، مع انتهاء مؤتمر مدريد، صاغ وزير الخارجية الأميركي جايمس بيكر العبارة التي استخدمتها كل الإدارات الأميركية من أجل إحداث المعجزة: "لا نستطيع أن نرغب في السلام أكثر منكم." هو قصد الفلسطينيين والإسرائيليين، لكن في الأساس رئيس الحكومة آنذاك يتسحاق شامير.
- ترامب خرق هذه القاعدة بصورة ثابتة وحازمة. فقد أراد السلام أكثر بكثير من إسرائيل. صفقة القرن تحولت إلى هاجس شخصي، وإلى اختبار كبير لمهارته في إبرام الصفقات التي تباهى بها، حتى بدا أن سبب وجوده كرئيس مطروح على المحك إذا لم ينجح في تحقيقها.
- مبدع كعادته، حاول ترامب حل النزاع بأسلوب وصفه رئيس الأركان أفيف كوخافي بأنه "هندسة عكسية"، أي إعادة تنظيم تركيبة المدن بواسطة سلسلة عمليات مايكرو- تكتيكية. لكن بدلاً من "تراكيب مدينية" انكب ترامب على "تركيب الشرق الأوسط". الصيغة الأساسية للدبلوماسية الإسرائيلية - الفلسطينية القائلة مناطق مقابل سلام، وتلك التي وحدت الدول العربية حول مبدأ "أولاً انسحاب من كل المناطق ومن بعده تطبيع" قوضها من أساسها. هذان النموذجان انقلبا رأساً على عقب.
- بدلاً منهما أنشأ ترامب نوعاً من مفاوضات غير متناظرة، وألغى مظهر الوسيط الأميركي النزيه، وهذه صورة كاذبة حافظت الولايات المتحدة عليها دائماً. قرر أن تكون إسرائيل قبل كل شيء، ومن بعدها إذا بقي متسع من الوقت ورغبة، يأتي أيضاً الفلسطينيون.
- انفصل عن الفلسطينيين من خلال صفعة اقتصادية مجلجلة، وقدم إلى نتنياهو رزمة هدايا شملت الاعتراف بالسيادة في الجولان والقدس كعاصمة لإسرائيل، وموافقة على الضم "خاضعة للتفاوض". حقق التطبيع بين إسرائيل والإمارات والبحرين وقريباً مع السودان أيضاً، وقبل كل هؤلاء - انسحب من الاتفاق النووي مع إيران. الآن سنرى إن كان الفلسطينيون سيأتون إلى الطاولة.
- النتيجة معروفة. إسرائيل حظيت بالسلام مع ثلاث دول عربية بالإضافة إلى مصر والأردن، إنجاز كبير ومهم بحد ذاته، لكن كالعادة في الشرق الأوسط، هنا أيضاً لم ينجح ترامب في حل النزاع الحقيقي. الهندسة العكسية فشلت. لم تنجح هذه السياسة في اختراق الجدار الفلسطيني وتغيير نظام العالم. لقد أبقى ترامب إسرائيل والفلسطينيين من دون أفق سياسي، ومن دون فرص للانفصال عن الضفة الغربية والقطاع، ومع احتلال فرض ويفرض طابع الدولة وقوانينها وثقافتها.
- لكن إرث ترامب سيظل موجوداً. حتى لو أصبح جو بايدن الرئيس المقبل للولايات المتحدة، الترامبية ستبقى موجودة في إسرائيل ما دام نتنياهو يتولى منصب رئاسة الحكومة. صحيح أن سياسة ترامب هي منتوج قابل للاندثار وليس هناك قرارات لا عودة عنها - ترامب نفسه أثبت ذلك. لكن في حالة إسرائيل يمكن القول بصراحة إن ترامب لم يخلق التبدل الذي حوّل إسرائيل من دولة ديمقراطية أخلاقية إلى حد ما، مضطربة أحياناً، حساسة لمكانتها في العالم، إلى دولة عنصرية، متعجرفة، معتدة بنفسها، مستبدة إزاء مواطنيها كما إزاء الفلسطينيين. إنه نتاج محلي قبِل به ترامب وهو يتمدد. إسرائيل لن تصبح يتيمة إذا ذهب ترامب. سيبقى لديها نتنياهو، القالب الأصلي الذي لا يتآكل.