مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
دعا رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الأسرة الدولية إلى الاتحاد والعمل معاً ضد إيران ووصفها بأنها تهدد السلام والاستقرار في العالم.
وقال نتنياهو في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام خلال الاجتماع الذي عقده مع مستشار الأمن القومي الأميركي روبرت أوبراين في ديوان رئاسة الحكومة في القدس أمس (الأحد)، إنه لا يجوز التغاضي عن تهديدات طهران بإبادة دولة إسرائيل وعن مواصلتها تمويل المنظمات الإرهابية في المنطقة ومساعيها لإنتاج سلاح نووي، وأكد أنه إذا لم يتم كبحها فستقوم بإنتاج صواريخ بعيدة المدى عابرة للقارات تحمل رؤوساً نووية وستهدّد الولايات المتحدة وأوروبا وباقي أنحاء العالم أيضاً.
وشدّد نتنياهو على أن "اتفاقات أبراهام" أدت إلى اختراقات تاريخية نحو السلام مع 4 دول عربية وأن ذلك لم يكن ممكناً لولا مساهمة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وطاقمه.
وأوضح نتنياهو أن إدارة ترامب عرضت أول خطة واقعية لسلام إسرائيلي - فلسطيني، في إشارة إلى "صفقة القرن". وأشار إلى أنها الخطة الأولى من نوعها التي تنظر بجدية إلى المصالح القومية والأمنية الخاصة بإسرائيل فتأخذها بعين الاعتبار، ولذا فإنه يعتقد بأنها ستكون الخطة الوحيدة التي سيتم تطبيقها لاحقاً.
وتطرق أوبراين إلى اتفاق التطبيع الأخير مع المغرب فأكد أنه يفتح الباب أمام التعاون في مجالات واسعة من التجارة إلى السياحة، وسيؤدي ذلك إلى ازدهار اقتصادي لكل من المغرب وإسرائيل.
أرجأ رئيس الكنيست الإسرائيلي ياريف ليفين التصويت بالقراءة الأولى على مشروع قانون حل الكنيست الذي كان مقرراً اليوم (الاثنين) بعد مناقشته في لجنة الكنيست البرلمانية.
وقال مسؤولون في حزب أزرق أبيض إن الليكود يحاول وضع صعوبات أمام المصادقة على مشروع القانون هذا الذي تم في إطاره تحديد يوم 16 آذار/مارس المقبل موعداً للانتخابات القادمة.
وأشار هؤلاء المسؤولون إلى أن عملية التأجيل تأتي بهدف إلغاء البنود التي عارضها الليكود في مشروع القانون وبينها تقليص التمويل الذي تحصل عليه الأحزاب والحد من نشر الأخبار الكاذبة في مواقع التواصل الاجتماعي. وأعرب المسؤولون عن اعتقادهم بأن الليكود سيحاول جرّ الكنيست حتى يوم 23 من الشهر الحالي كي يتم حله بشكل تلقائي جراء عدم تمرير الميزانية ومن دون إقرار مشروع قانون حله.
في المقابل قال مسؤولون في حزب الليكود إنهم يفضلون أن يكون مشروع القانون وتاريخ الانتخابات المقبلة متفقاً عليهما بين جميع الأحزاب، وهو أمر لم يحدث إلى الآن.
وسئل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو خلال قيامه بزيارة إلى أحد مراكز التطعيم ضد فيروس كورونا في تل أبيب أمس (الأحد) إن كانت إسرائيل تتجه إلى انتخابات أُخرى، فقال: "نأمل أنه لا لكن إن فرضت انتخابات علينا سنذهب إليها".
وكانت قناة التلفزة الإسرائيلية 12 نقلت أول أمس (السبت) عن مسؤولين في الليكود قولهم: "لا توجد أي مشكلة مع الانتخابات. حسب المعطيات عندنا حتى آذار/مارس المقبل ستقضي لقاحات كورونا على غالبية الإصابات".
وذكرت القناة أن الليكود وأزرق أبيض يبحثان تسوية من الممكن أن تحول دون حل الكنيست خلال الأسبوعين المقبلين. وتنص هذه التسوية على تمرير ميزانية لسنتين في بداية سنة 2021 المقبلة وتأجيل التناوب بين رئيس الحكومة الإسرائيليّة بنيامين نتنياهو ورئيس أزرق أبيض وزير الدفاع بني غانتس إلى أيار/مايو 2022.
قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إن إسرائيل تستطيع كما يبدو تبكير موعد التطعيم ضد فيروس كورونا وذلك وفقاً لاستعدادات صناديق المرضى وأكد أنه بدأ يرى نهاية الوباء.
وأكد نتنياهو في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام خلال زيارة قام بها إلى أحد مراكز التطعيم ضد الفيروس في تل أبيب أمس (الأحد)، وجوب التقيّد بالتدابير الاحترازية حتى ذلك الحين.
ورافق نتنياهو في هذه الزيارة وزير الصحة الإسرائيلي يولي إدلشتاين الذي أشار إلى أنه يمكن البدء بتطعيم الطواقم الطبية الأسبوع المقبل.
وأعلن أمس أن قيادة الجبهة الداخلية بدأت بالاستعداد للمساهمة في عملية التطعيم من خلال المساعدة في نقل وتوزيع اللقاح، وأن المدير العام لوزارة الصحة البروفيسور حيزي ليفي عقد مؤخراً اجتماعاً مع قائد الجبهة الداخلية اللواء أوري غوردون لبحث هذا الموضوع والإجراءات اللوجستية المتعلقة بهذا الشأن.
قال عضو الكنيست السابق جدعون ساعر الذي انشق عن حزب الليكود إنه لن ينضم إلى حكومة برئاسة بنيامين نتنياهو، وإن قيام دولة فلسطينية يشكل خطراً على إسرائيل.
وجاءت أقوال ساعر هذه في سياق مقابلات أجرتها معه قنوات التلفزة الإسرائيلية 12 و13 وكان 11 أمس (السبت) وأكد فيها أن انشقاقه عن الليكود هو تعبير عن عدم الثقة بنتنياهو وبما يفعله للدولة وحزب الليكود وأنه لم يفعل كل هذا من أجل تمديد ولاية هذا الأخير.
كما أعرب ساعر عن تأييده لضم مناطق واسعة من يهودا والسامرة [الضفة الغربية] إلى السيادة الإسرائيلية. وحول محاكمات نتنياهو قال ساعر إنه لا يعتقد أنها ملفقة.
وانشق ساعر عن الليكود يوم الثلاثاء الفائت، وأظهرت استطلاعات الرأي العام التي أجريت في إثر انشقاقه أنه سيحصل على ما بين 15 إلى 20 مقعداً لو أجريت انتخابات الكنيست الآن. ومن المرجح أن يرتفع عدد مقاعده البرلمانية إلى 22 مقعداً في حال انضم إليه الرئيس السابق لهيئة الأركان العامة غادي أيزنكوت، ورئيسة لجنة مكافحة كورونا في الكنيست عضو الكنيست يفعات شاشا - بيطون من الليكود.
ذكر بيان صادر عن وزارة الخارجية الإسرائيلية أمس (السبت) أن إسرائيل أقامت علاقات دبلوماسية كاملة مع بوتان وهي مملكة صغيرة ذات أغلبية بوذية تقع في جبال الهيمالايا المجاورة للهند والصين.
وأضاف البيان أن توقيع الاتفاق بهذا الشأن تم في نهاية الأسبوع الفائت في حفل أقيم في مقر إقامة سفير إسرائيل لدى الهند رون مالكا، مع سفير بوتان لدى الهند. وأشار إلى أن وزير الخارجية غابي أشكنازي تحدث مع وزير الخارجية البوتاني في بحر الأسبوع الفائت حيث اتفق الجانبان على موعد توقيع الاتفاق بالإضافة إلى خطة عمل مشتركة للتعاون في مجالات إدارة المياه والزراعة والصحة.
وذكر البيان أنه كانت لإسرائيل اتصالات سرية مع بوتان في السنوات الأخيرة تضمنت زيارات من طرف وفود من إسرائيل إلى عاصمة بوتان تيمفو وزيارات مسؤولين بوتانيين إلى إسرائيل.
وقال أشكنازي في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام أمس، إن دائرة الاعتراف بإسرائيل آخذة بالنمو والاتساع وإن إقامة علاقات مع مملكة بوتان ستكون بمثابة علامة بارزة أخرى في تعميق العلاقات الإسرائيلية مع آسيا.
ورحب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بهذا التطور واصفاً إياه بأنه ثمرة إضافية لاتفاقيات السلام. وأضاف أن إسرائيل على اتصال مع دول أخرى تريد إقامة علاقات معها.
ولم يكن عدم وجود علاقات بين إسرائيل وبوتان مرتبطاً بالصراع مع الفلسطينيين بل نتيجة لسياسات بوتان الانعزالية.
ويبلغ عدد سكان هذه المملكة النائية نحو 771.000 ألف نسمة وبدأت بالسماح للسائحين الأجانب بدخول أراضيها فقط في سنة 1970 وتمت قوننة البث التلفزيوني والإنترنت فيها سنة 1999.
شهد مجمع تدريب فريق بيتار القدس لكرة القدم أول أمس (الجمعة) تظاهرتين متنافستين في إثر قيام الأمير حمد بن خليفة آل نهيان من الإمارات العربية المتحدة بشراء نصف أسهم نادي الفريق.
وضمت التظاهرة الأولى عشرات من أعضاء جماعة "لا فاميليا" التي تضم مشجعين للفريق من اليمين المتطرف احتجوا فيها على الصفقة وعلى قيام مالك النادي موشيه حوغيغ بتوقيعها. وضمت التظاهرة الثانية عشرات مؤيدي الفريق الداعمين لمالك النادي والصفقة المبرمة مع الأمير الإماراتي.
وقام أفراد من الشرطة الإسرائيلية بالفصل بين الجانبين. كما وصل مالك النادي نفسه إلى مكان التظاهرة الثانية وتحدث مع بعض المؤيدين.
وقال مالك النادي إنه قدم في نهاية الأسبوع الفائت شكوى إلى الشرطة ضد جماعة "لا فاميليا" بعد تلقيه تهديدات ضده وضد وأسرته. وأضاف حوغيغ في بيان صادر عنه: "لست خائفاً ولن أخاف. لكنني لن أسمح لمثل هذه التهديدات بأن تمر دون إجابة. سأقاتل بكل ما لدي ضد أولئك الذين يعتقدون أنهم يستطيعون تهديد زوجتي وأولادي".
وكان فريق بيتار القدس أعلن يوم الاثنين الفائت أن الشيخ حمد بن خليفة اشترى 50% من أسهم النادي وسوف يستثمر مبلغ 300 مليون شيكل في الفريق خلال العقد المقبل. ويشتهر بيتار القدس بأنه ملاذ للعنصريين الكارهين للعرب وأبرزهم منظمون في جماعة "لا فاميليا".
وقال الشريكان الجديدان حوغيغ وبن خليفة في مؤتمر صحافي عقد عبر الإنترنت في دبي يوم الثلاثاء الفائت، إنهما مصممان على إظهار أن بإمكان اليهود والعرب التعاون والقيام بأمور رائعة معاً، وأن الرياضة هي مكان جيد للبدء بهذه المهمة.
كما أعلن خلال المؤتمر الصحافي أن نجل بن خليفة محمد سيتولى منصب نائب رئيس مجلس إدارة فريق بيتار القدس وسيكون مسؤولاً عن الجوانب المهنية للفريق.
- في صيف 2018 أعاد نظام الأسد سيطرته على جنوب سورية بعد التوصل بوساطة روسية إلى اتفاقات "مصالحة" بينه وبين المتمردين. وتعهدت روسيا أيضاً للولايات المتحدة وإسرائيل والأردن بأنه مقابل عدم التدخل من جانبهم، ستعمل على إبعاد القوات الإيرانية عن المنطقة. وبعكس طرد السكان من مناطق أُخرى إلى شمال سورية بعد اتفاقات الاستسلام، فإن أغلبية سكان الجنوب الذين انضموا في السابق إلى تنظيمات المتمردين لم يطردوا إلى إدلب في الشمال، بل جرى تجنيدهم ضمن قوات أمن محلية تابعة للنظام مقابل تعهد النظام بعدم الانتقام منهم وتحقيق الاستقرار.
- منذ ذلك الحين، وعلى الرغم من السيطرة الشكلية للنظام على المنطقة، ثلاث محافظات في جنوب سورية تخضع فعلياً لسيطرة وتأثير قوى مختلفة: 1- محافظة درعا، التي يسكنها نحو مليون شخص أغلبيتهم من السنّة، خاضعة لسيطرة شخصيات محلية كانت تنتمي في الماضي إلى المعارضة لنظام الأسد وهي اليوم تحظى بقدر من الحكم الذاتي في إدارة الحياة اليومية؛ هذه الأطراف مدعومة من قبل قوات الفيلق الخامس، وفي الأساس اللواء الثامن، الذي شكله الروس كإطار خاص ضمن نظام قوات الجيش السوري. في هذه المحافظة هناك وجود محدود لأطراف تابعه لنظام الأسد، تُدعم بحسب الظروف بقوات اضافية مثلاً من خلال نشر وحدات من الفرقة الرابعة. كما تعمل في المنطقة ميليشيات دفاع محلية مدعومة ومدربة من قبل إيران، إلى جانبها وحدات من اللواء 313 الذي أُقيم كإطار خاص في الجيش السوري بتأثير وسيطرة إيرانية ويتنافس مع الفيلق الخامس الذي أُقيم بتأثير روسي؛ 2- محافظة القنيطرة الواقعة في الغرب ويبلغ عدد سكانها 90 ألف نسمة تقريباً في الأساس من السنة، ويبرز فيها وجود النظام وحزب الله؛ 3- محافظة السويداء في الشرق، وعدد سكانها نحو نصف مليون نسمة، أغلبيتهم من الدروز، وهي خاضعة لسيطرة أطراف درزية محلية (بينها قوات الكرامة). ورغم الهيمنة الدرزية يبرز في هذه المحافظة وجود متزايد لأطراف موالية لإيران، في الأساس قوات الدفاع المحلية. يستعين نظام الأسد بميليشيات مدعومة من قبل إيران من أجل خلق انقسام داخل الطائفة الدرزية لقمع تطلعها نحو حكم ذاتي في محافظة السويداء وجبل الدروز.
المنافسة الروسية - الإيرانية
- الدينامية السائدة في جنوب سورية في الأشهر الأخيرة وازدياد المواجهات بين أطراف خاضعة لتأثير إيران وبين تلك التي تعتمد على روسيا، هما دليل على اشتداد المنافسة على الهيمنة بين روسيا وإيران كتعبير عن مصالح متناقضة في المنطقة، على الرغم من شراكتهما في الائتلاف المؤيد للأسد.
- تسعى إيران إلى ترسيخ سورية كفرع لها، من خلال تغلغل عميق ومتعدد النطاقات إلى المنظومات السورية - الأمن، الاقتصاد، التعليم، المجتمع، والدين - وبهذه الطريقة تسيطر إيران على بنى تحتية حيوية، وتدعم ميليشيات موالية لها، وتتدخل في بناء الجيش السوري وتقود تغييراً إيديولوجياً وديمغرافياً. بالإضافة إلى ذلك ترسّخ إيران وجودها في محافظات جنوب سورية بالقرب من الحدود مع إسرائيل، لبلورة جبهة احتكاك ومواجهة إضافية مع إسرائيل بواسطة وكلائها. يرشي الإيرانيون أطرافاً محلية ويثيرون توترات داخلية، للمس بالنسيج الاجتماعي ولشراء ولاء مجموعات محلية، وفي الوقت عينه ينشرون إيديولوجيا النظام الإيراني.
- مع ذلك، تجدر الإشارة إلى أنه على الرغم من إصرار إيران على مواصلة سيطرتها في سورية، فإن سياسة "الضغط الأقصى" الأميركية التي تمارس عليها، والهجمات الإسرائيلية، وأيضاً المنافسة في مواجهة روسيا، تبطىء من وتيرة التمركز وتجبر طهران على تغيير طريقة انتشارها في جنوب سورية. في الماضي عملت في المنطقة ميليشيات شيعية جاءت من خارج سورية، لكن يعتمد الإيرانيون اليوم على أطراف محلية - قوات الدفاع عن الوطن وميليشيات دفاع محلية تقوم إيران بتجنيدها وتسليحها وتدريبها، وعلى وحدات الجيش السوري الخاضعة لتأثيرها (من بينها الفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد)؛ وفي الأساس على حزب الله. هناك هيئتان مركزيتان تابعتان لحزب الله تعملان اليوم في الجنوب: قيادة الجنوب، التي تضم ضباطاً من حزب الله كمستشارين ومراقبين في صفوف الجيش السوري، ووحدة ملف الجولان بقيادة مباشرة من قيادة الحزب، وهي التي تشكل خلايا إرهابية من سوريين محليين. وبالإضافة إلى ذلك، حزب الله شريك في النشاط الإيراني في الجنوب، الخارج عن البعد العسكري. يشمل ذلك - تشغيل شبكة تهريب مخدرات، وشراء أراض، وتقديم خدمات وسلع أساسية، بهدف توسيع نفوذ الحزب وتجنيد رأي عام محلي مؤيد له.
- في المقابل، تسعى روسيا إلى تحقيق الاستقرار في جنوب سورية، ويظهر الجيش الروسي تحركه وتواجده في المنطقة ويجري اتصالات مع أطراف تابعة لمختلف القوى. عموماً تريد روسيا تحقيق الاستقرار في سورية، من خلال المحافظة على النظام المركزي برئاسة الأسد، لترجمة نجاحها العسكري في الحرب الأهلية إلى إنجاز سياسي، ومكاسب اقتصادية ونفوذ مستمر في هذه الدولة وفي الشرق الأوسط عموماً. على الرغم من أن محافظات الجنوب تابعة رسمياً إلى النظام في دمشق، يبدو أن روسيا ما تزال تفحص صيغة فدرالية لسلطة محلية، تنسجم مع النموذج الروسي الذي يظهر في مسودة الدستور الذي اقترحته روسيا على دمشق في مطلع 2016، والذي يستند إلى مبدأ "توزيع القوة".
- في الوقت عينه روسيا معنية بالمحافظة على علاقات سويّة مع إسرائيل وبالمحافظة على التعاون الاستراتيجي الذي جرى بلورته بينهما في الساحة السورية. بناء على ذلك، هي تبدي استعدادها لتحقيق التعهد للولايات المتحدة وإسرائيل، بإبعاد الوجود والنفوذ الإيرانيين إلى مسافة 80 كيلومتراً عن الحدود مع إسرائيل.
- تعدد اللاعبين في جنوب سورية والمنافسة على النفوذ بين روسيا وإيران يؤديان إلى توزيع دينامي للتأثير في المنطقة. السكان المحليون يفضلون الانضمام إلى من يبدو كالطرف الأقوى، وفي الأساس لمن يدفع ويقدم مساعدة أمنية ومدنية. وعلى الرغم من الإصرار الإيراني على تعميق سيطرته في المنطقة، فإن إيران مضطرة إلى التخفيف من نشاطها فيها بسبب قيود مالية وأيضاً نتيجة خطوات الكبح التي تقوم بها روسيا. لكن للروس أنفسهم قدرة محدودة فقط على تقليص التمركز الإيراني في المنطقة، ناهيك عن إخراج إيران ووكلائها منها. نظام الأسد تبنى عملياً "الحياد السلبي" في ما يتعلق بالمنافسة بين روسيا وإيران، وهو يسمح بالصراعات المحلية بين مختلف اللاعبين لمنع تمركز عنصر مهيمن واحد في المنطقة، ويتركهم يسحقون بعضهما البعض، وأيضاً في ضوء الحقيقة أنه في الوقت الحالي لا يتصدر جنوب سورية جدول أعماله.
دلالات وتوصيات لإسرائيل
- منذ بداية الحرب الأهلية في سورية، اختارت إسرائيل سياسة التفرج عن بعد وعدم التدخل في الصراع على السيطرة على جنوب سورية. ذلك إلى جانب عمليات عسكرية علنية وسرية ضد تهديدات ملموسة في المنطقة. مع عودة نظام الأسد إلى جنوب سورية ألغت إسرائيل مشروع "الجوار الطيب" الذي كان الهدف منه تقديم مساعدة إنسانية في الأساس لسكان البلدات القريبة من الحدود في هضبة الجولان، مقابل الاستقرار ومنع عمليات إرهابية ضد إسرائيل.
- سياسة عدم التدخل هذه التي بلورتها إسرائيل في بداية الحرب الأهلية في سورية، باستثناء هجمات لإحباط الإرهاب ونقل السلاح المتقدم من إيران عبر سورية إلى حزب الله، سمحت لإيران في أثناء قتالها إلى جانب نظام الأسد باستغلال الفرصة لبناء بنى تحتية وقدرات عسكرية ضد إسرائيل والتمركز في سورية مع مرور الوقت وتحريك جبهة قتال إضافية ضد إسرائيل إلى جانب الجبهة اللبنانية في أوقات الحرب أو التصعيد. عندما اتضحت صورة الوضع لإسرائيل أصبح مطلوباً منها بلورة رد عسكري ضد التمركز الإيراني، وفي موازاة ذلك علقت آمالها على روسيا لإخراج الوجود العسكري الإيراني من سورية، وصياغة نظام مستقبلي يكون مريحاً لإسرائيل، لكن موسكو لم تقم بالمهمة.
- السياسة الإسرائيلية في جنوب سورية هي بمثابة "نسخة مكررة" عن سياسة عدم التدخل عينها، التي عملياً تسمح للمحور الإيراني - الشيعي أن يبني في جنوب سورية مواقع عسكرية وخلايا إرهابية ستوجه ضد إسرائيل.
- من أجل منع إيران من خلق حدود إرهاب واحتكاك كبير في هضبة الجولان بواسطة وكلائها، يتعين على إسرائيل استغلال الضعف الحالي للمحور الإيراني - الشيعي الذي يضم نظام الأسد، وآليات التنسيق مع الجيش الروسي كفرصة لانتهاج سياسة أكثر فعالية في جنوب سورية، والمس بالوكلاء الإيرانيين، بينهم قوات حزب الله. في المقابل، يتعين على إسرائيل تقوية قوات محلية سنية أو درزية، وإقامة علاقات مع سكان محليين معارضين للنظام بواسطة تقديم مساعدة إنسانية مثل غذاء ووقود وخدمات صحية – تسمح بنشوء "جزيرة تأثير إسرائيلية" وبهذه الطريقة عرقلة
- مشروع التمركز الإيراني في منطقة جنوب سورية.
- استئناف العلاقات مع المغرب مهم لسببين. الأول واضح: اتفاق إضافي بين إسرائيل ودولة عربية يقرّب رؤيا شرق أوسط يستطيع فيه أبناء طوائف مختلفة العيش بسلام وانسجام. والسبب الثاني له دلالة أكبر لرجال القانون الدوليين، لكن له تداعيات تتخطى شكليات القانون.
- إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن في الإمكان تحقيق سلام واستقرار مع بقاء الصحراء الغربية ضمن حدود المغرب كأراض تتمتع بحكم ذاتي لكن غير مستقلة، لا يشكل فقط تغييراً للموقف الأميركي إزاء سعي السكان المحليين لإقامة دولة، بل أيضاً يوجد إمكان تداعيات واسعة على التسويات النهائية بين إسرائيل والفلسطينيين.
- في مقابلة أجرتها "يديعوت أحرونوت" مع رئيسة محافظة كلميم في المغرب، قالت مباركة بوعيده إنه لا يمكن مقارنة الحالة المغربية - الصحراوية بالحالة الإسرائيلية - الفلسطينية، لكن مع ذلك يوجد خطوط تشابه بينهما.
- الصحراء الغربية والضفة الغربية على حد سواء هما منطقتان محتلتان تعتبرهما الدولة المحتلة كأراض موضع خلاف. أيضاً البوليساريو، حركة سكان الصحراء الغربية، ومنظمة التحرير الفلسطينية جرى الاعتراف بهما من قبل الأمم المتحدة في السبعينيات كممثلَين حصريين لشعبيهما. في الحالتين اختارت إدارة ترامب تغيير الموقف التقليدي للولايات المتحدة القائم على قواعد ومبادىء دولية كما يفسرها رجال القانون والمحاكم الدولية، إلى قضية مرنة وبراغماتية.
- القانون الدولي يؤمن بالدول. ويرى أن التطلعات الوطنية للشعوب لا يمكن أن تتحقق إلاّ من خلال إطار دولة مستقلة. لكن السنوات الأخيرة أشارت إلى أن قيام دول جديدة ليس بالضرورة خطوة تساهم في سلام إقليمي واستقرار. لا كوسوفو ولا جنوب السودان نجحتا في أن تكونا دولتين جديدتين مزدهرتين.
- الكيان الأخير الذي حظي بالاستقلال هو تيمور الشرقية، هي أيضاً لم تحقق نجاحاً بارزاً. العنف الذي نشب في السنوات التي أعقبت اعطاء الاستقلال دفعت لاعبين إقليميين مثل أستراليا إلى إرسال قواتهم إلى هناك، وطرحت على الطاولة مسألة هل الدولة المستقلة هي بالضرروة الحل الموصى به من قبل المجتمع الدولي.
- بالاستناد إلى أحداث الأسبوع الماضي، يبدو أن هذا ليس صحيحاً حيال الصحراء الغربية وضمناً ربما ليس حيال الفلسطينيين. في إطار تغيير السياسة التي يطبقها ترامب في أيامه الأخيرة في البيت الأبيض، تنقل الولايات المتحدة رسالة جديدة مفادها أن المهم في مسألة مستقبل منطقة محتلة ليس فقط تطبيق القانون الدولي الذي يدعو قوة محتلة إلى الانسحاب من الأراضي التي تحتلها، بل أيضاً هل يمكن لمثل هذا الانسحاب أن يساهم في الاستقرار الإقليمي.
- موقف كهذا يمكن أن تكون له تداعيات مهمة على الطريقة التي سترى فيها الولايات المتحدة فرص حل شامل للنزاع الإسرائيلي – العربي. رسمياً تدعو خطة ترامب إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة، لكن إذا كان قيام دولة مستقلة لم يعد قيمة مقدسة، يبقى أن ننتظر لنرى إذا كانت الإدارة الأميركية المستقبلية ستستمر في تمسكها بدولة فلسطينية عندما تقتنع - بالاستناد إلى سابقة غزة - بأن انسحاباً كاملاً من الضفة الغربية لا يمكن أن يؤدي إلى دولة قابلة للحياة من ناحية اقتصادية وسياسية.
- في مثل هذه الحالة، يمكن أن يحل محل رؤيا الشرق الأوسط بسهولة رؤيا اقتصادية مشابهة لتلك التي دعا إليها شمعون بيرس على أساس العلاقات بين كيانات ليست بالضرورة دول (حكم ذاتي). ليس صدفة إعلان الولايات المتحدة أن فتح قنصلية في الصحراء الغربية سيتركز على الشؤون الاقتصادية. وليس صدفة أن "صفقة القرن" سبقتها خطة اقتصادية للفلسطينيين. بهذا المعنى، تغير السياسة الأميركية إزاء الصحراء الغربية ينبىء بتغير محتمل أيضاً في عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
- بالمناسبة، تعبير "حل عادل ودائم" الذي استخدمه ترامب في إعلانه بشأن الصحراء الغربية، يشبه الصيغ التي تضمنتها القرارات الدولية بشأن حل النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين، هذا أيضاً، ربما ليس صدفة.