مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية أمس (الثلاثاء) أنها استكملت بنجاح سلسلة تجارب لاختبار منظومة "العصا السحرية" المضادة للصواريخ تم فيها دمج منظومة "القبة الحديدية" ومحاكاة التصدي لصواريخ بالستية وصواريخ أخرى أُطلقت في اتجاه إسرائيل.
وأضافت وزارة الدفاع أن سلسلة التجارب هذه جرت تحت إشراف شركة "رفائيل" لتطوير الوسائل القتالية الحديثة وبمشاركة أسلحة البر والجو والبحر في الجيش الإسرائيلي وبالتعاون مع وزارة الدفاع الأميركية، وأكدت أن هذا النجاح هو معلم مهم بشأن قدرة إسرائيل على حماية نفسها.
وأوضحت الوزارة أنه خلال هذه التجارب اختبرت قدرات الطبقات الثلاث لمنظومة الدفاع الصاروخية ضد مجموعة متنوعة من التهديدات الجوية، وخصوصاً إمكان أن تتواصل مع بعضها وأن تعترض بصورة متزامنة عدة أنواع من الأهداف، بما في ذلك صواريخ وطائرات من دون طيار، والأهم صواريخ "كروز". وأشارت إلى أنه جرى التركيز بصورة أساسية على اختبار قدرات نسخة جديدة من منظومة "العصا السحرية" المضادة للصواريخ متوسطة المدى والتي يجري تطويرها حالياً بالإضافة إلى اختبار القدرات الجديدة لمنظومة "القبة الحديدية".
وقال رئيس مديرية الدفاع الصاروخي في شركة "رفائيل" بني يونغمان إن أداء المنظومتين في الاختبار كان جيداً، إذ أسقطتا جميع التهديدات التي واجهتهما.
وأضاف يونغمان: "عندما تعمل منظومات الدفاع المتعددة الطبقات جميعها معاً تكون قادرة على التعامل مع عدد وأنواع مختلفة من التهديدات في الوقت نفسه وتوفر حماية أفضل لسكان إسرائيل."
وأشاد وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس الذي حضر سلسلة التجارب بالاختبار، وقال إن منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية توفر الحماية من مجموعة متنوعة من التهديدات.
وشكر غانتس الإدارة الأميركية ووزارة الدفاع الأميركية والكونغرس لدعمهم ودعم إسرائيل في تطوير هذه المنظومة والمساعدة في تعزيز التفوق الأمني والعسكري الإسرائيلي في منطقة الشرق الأوسط.
تجدر الإشارة إلى أن سلاح الجو الإسرائيلي يمتلك منظومات دفاع صاروخية متعددة الطبقات تهدف إلى حماية البلد من التهديدات الجوية. وتتشكل من منظومة "القبة الحديدية"، ومنظومة "العصا السحرية" المضادة للصواريخ المتوسطة المدى، ومنظومة "حيتس" المضادة للصواريخ البالستية الكبيرة، بالإضافة إلى منظومة "باتريوت" الأميركية الصنع المضادة للطائرات.
أعلنت رئيسة لجنة شؤون كورونا في الكنيست الإسرائيلي عضو الكنيست يفعات شاشا- بيتون من الليكود أمس (الثلاثاء) انضمامها إلى الحزب الجديد الذي أقامه عضو الكنيست السابق جدعون ساعر بعد إعلان انشقاقه عن الليكود وتقديم استقالته من الكنيست الأسبوع الفائت.
وجاء في بيان مشترك لساعر وبيتون أن الحزب الجديد الذي سيحمل اسم "تكفا حداشا" ["أمل جديد"] سيتحدى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في الانتخابات المقبلة التي قد تجري في آذار/مارس المقبل. وأكد البيان أن التحالف بين الاثنين سيكون مبنياً على القيم المشتركة وإدراك التحديات التي تواجه الدولة وضرورة إحداث التغيير.
وأضاف البيان أن ساعر سيترأس الحزب الجديد وسيكون مرشحاً لرئاسة الحكومة بينما ستكون بيتون نائب رئيس الحزب الجديد وستحتل المرتبة الثانية في قائمته. وأشار إلى أن بيتون ستشغل منصب رئيس الحكومة بالإنابة في الحكومة التي سيؤلفها ساعر، وستترأس المجلس الوزاري الاجتماعي الذي سيقود العمل في المجالات الاجتماعية، مع التركيز على التعليم والصحة والتشغيل والرفاهية. كما تم الاتفاق على أن يعمل الحزب الجديد على تعزيز التحركات لتغيير النظام الانتخابي بما في ذلك تحديد رئاسة الحكومة لـ8 سنوات.
وتعقيباً على ذلك وصفت وزيرة المواصلات ميري ريغف خطوة بيتون بأنها وصمة عار وطالبتها بالاستقالة من الكنيست وإعادة مقعدها إلى الليكود.
قال وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي أمير أوحانا مساء أمس (الثلاثاء) إنه قرر أن يوصي لجنة غولدبِرغ للتعيينات الرفيعة في جهاز الدولة بتعيين قائد حرس الحدود اللواء كوبي شبتاي في منصب القائد العام الجديد للشرطة الإسرائيلية الذي بقي شاغراً منذ فترة طويلة.
وأضاف أوحانا أنه أوصى كذلك بتعيين اللواء كيتي بيري قائدة لمصلحة السجون الإسرائيلية.
أفادت مصادر سياسية رفيعة المستوى في القدس أمس (الثلاثاء) أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو قرر تعيين نائب رئيس جهاز الموساد الملقب بـ"د" في منصب الرئيس المقبل لهذا الجهاز خلفاً لرئيسه الحالي يوسي كوهين.
ونقلت هذه المصادر عن نتنياهو قوله إن "د" شخصية مهمة في جهاز الموساد وتجربته متنوعة. وأشارت إلى أن التعيين موجود حالياً في لجنة غولدبرغ للنظر فيه، وهي اللجنة الاستشارية للتعيينات الرفيعة في جهاز الدولة.
وأشارت مصادر مسؤولة في جهاز الموساد إلى أن "د" خدم في الماضي في دورية هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي ["سييرت متكال"] قبل أن ينضم إلى الموساد، ويُعتبر مقرباً جداً من رئيس الموساد الحالي يوسي كوهين الذي سيستبدله في حزيران/يونيو 2021. وسيتم الكشف عن هويته فقط بعد مصادقة اللجنة على تعيينه.
يُذكر أن كوهين كان شريكاً في الاتصالات التي أدت إلى التوصل إلى اتفاقات سلام مع 4 دول عربية خلال الأشهر الأخيرة برعاية الولايات المتحدة، وهي الإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان والمغرب.
وقبل شهر كُشف النقاب عن أن كوهين ونتنياهو قاما معاً بزيارة سرية إلى السعودية بمشاركة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، عقدا خلالها اجتماعاً مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في مدينة نيوم على شاطئ البحر الأحمر.
أظهر استطلاع للرأي العام في إسرائيل أجرته قناة التلفزة الإسرائيلية 12 أمس (الثلاثاء) أنه في حال إجراء الانتخابات العامة للكنيست الـ24 الآن، ستحصل قائمة الحزب الجديد بقيادة جدعون ساعر المنشق عن حزب الليكود، والذي انضمت إليه عضو الكنيست يفعات شاشا- بيتون من الليكود أمس، على 21 مقعداً، وتحصل قائمة حزب الليكود برئاسة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو على 27 مقعداً، وقائمة تحالف "يوجد مستقبل- تلم" بزعامة عضو الكنيست يائير لبيد على 14 مقعداً، بينما تتراجع قائمة "يمينا" بزعامة عضو الكنيست نفتالي بينت المكونة من حزب اليمين الجديد برئاسة بينت، وحزب الاتحاد القومي برئاسة بتسلئيل سموتريش، إلى 13 مقعداً بعد أن كانت حصلت على 22 مقعداً في الاستطلاعات السابقة.
وتحصل القائمة المشتركة على 11 مقعداً، ويحصل كل من قائمتي حزبي اليهود الحريديم [المتشددون دينياً] شاس ويهدوت هتوراه الحريدية على 8 مقاعد، وكل من قائمة "إسرائيل بيتنا" برئاسة عضو الكنيست أفيغدور ليبرمان، وقائمة حزب ميرتس، وقائمة حزب أزرق أبيض بزعامة وزير الدفاع ورئيس الحكومة البديل بني غانتس على 6 مقاعد.
ولن تتمكن قوائم أحزاب العمل و"البيت اليهودي" و"غيشر" و"عوتسما يهوديت" [قوة يهودية] من أتباع الحاخام مئير كهانا من تجاوز نسبة الحسم (3.25%).
وفحص الاستطلاع إمكان خوض رئيس بلدية تل أبيب رون خولدائي الانتخابات ضمن حزب جديد بينما ينضم الرئيس السابق لهيئة الأركان العامة غادي أيزنكوت إلى حزب ساعر الجديد. وفي هذه الحالة تحصل قائمة حزب خولدائي على 4 مقاعد، بينما يرتفع تمثيل حزب ساعر إلى 22 مقعداً، وتتراجع قائمة تحالف "يوجد مستقبل- تلم" إلى 12 مقعداً، ويتراجع كل من قائمة حزب ميرتس، وحزب أزرق أبيض، وحزب "إسرائيل بيتنا" إلى 5 مقاعد. ولا يؤثر حزب خولدائي الجديد وانضمام أيزنكوت إلى ساعر في قائمة الليكود (27 مقعداً) وقائمة "يمينا" (13 مقعداً) وقائمتي شاس ويهدوت هتوراه (8 مقاعد لكل منهما).
كما فحص الاستطلاع إمكان انضمام أيزنكوت إلى قائمة تحالف "يمينا" برئاسة بينت وخوض خولدائي الانتخابات بقائمة مستقلة، وفي هذه الحالة تحصل قائمة الليكود على 28 مقعداً، بينما تحصل قائمة حزب ساعر على 17 مقعداً، ولا تتأثر قائمة تحالف "يمينا" وتحافظ على مقاعدها الـ13.
في المقابل تحصل قائمة تحالف "يوجد مستقبل- تلم" على 13 مقعداً، وقائمة حزب خولدائي على 4 مقاعد، بينما لا تتأثر سائر القوائم الانتخابية: القائمة المشتركة - 11؛ شاس - 8؛ يهدوت هتوراه - 8؛ أزرق أبيض - 6؛ ميرتس - 6؛ "إسرائيل بيتنا" - 6.
من ناحية أُخرى أظهر الاستطلاع أن 33% من الإسرائيليين ما زالوا يعتقدون أن نتنياهو هو الشخص الأنسب لشغل منصب رئيس الحكومة، وقال 18% منهم إن ساعر هو الأنسب، وقال 9% إن بينت هو الأنسب، و8% إن لبيد هو الأنسب، فيما قال 7% إن غانتس هو الأنسب. ورأى 18% منهم أن أياً من الأسماء المطروحة غير مناسب للمنصب.
- في الفترة الأخيرة ارتفع عدد الفلسطينيين من سكان المناطق المحتلة الذين خسروا حياتهم أو جُرحوا بنيران القوات الإسرائيلية. فقط في نهاية الأسبوع الماضي مات متأثراً بجراحه عبد الناصر حلاوة (56 عاماً) من سكان نابلس، الذي يعاني من ضعف في السمع والكلام، بعد تعرّضه لإطلاق نار في آب/أغسطس على حاجز قلندية من حراس إسرائيليين. قبل أسبوع من الحادثة قُتل بنيران قوات الأمن علي أبو عليا ابن الثالثة عشرة من العمر من قرية المغير، الذي أُصيب بطلقة معدنية مغطاة بالمطاط خلال تظاهرة ضد بؤرة استيطانية. في أيار/مايو قُتل إياد الحلاق (32عاماً) الذي يعاني من مرض التوحد عندما كان في طريقه من البيت إلى المدرسة المخصصة لذوي الحاجات الخاصة.
- هذه الحوادث الثلاث، مثلها مثل حوادث مشابهة كثيرة أُخرى، استُقبلت في إسرائيل بلامبالاة نسبية. من بين القلائل الذي قرروا متابعة ما حدث، الأغلبية أعطت وزناً كبيراً للإعاقة التي يعانيها حلاق من بين الضحايا، أو إلى عمره الشاب، لكن في معظم المناطق التي شهدت الحديث الإسرائيلي السائد، ظل الناس غير مبالين.
- إلى هذه اللامبالاة الكاسحة أضيف بعدٌ جديد عبثي هو تضخيم "اتفاقات السلام" مع الإمارات، والبحرين، والسودان، والمغرب وبوتان. هذا التعبير "سلام" الذي يضخه بنيامين نتنياهو ورجاله، هو كذبة تنطوي على أثمان باهظة للدولة. لكن مع رجل كذب كثيراً في السنوات الأخيرة لا يمكن أن نتوقع منه فجأة أن يقول الحقيقة عندما يتعلق ذلك بالدبلوماسية الخارجية لإسرائيل.
- الحقيقة هي أننا لم نكن مع أي من هذه الدول في حالة نزاع حقيقي - بالتأكيد ليس بصورة مباشرة. وبشكل أو بآخر أقامت إسرائيل مع كل واحدة منها علاقات من أنواع مختلفة قبل ذلك أيضاً.
- تطبيع العلاقات مع دول عربية وإسلامية له نواح إيجابية. ولا شك في أن لهذه الخطوات أهمية اقتصادية، وثقافية، ودبلوماسية بالنسبة إلى إسرائيل، ويمكن أن نستفيد منها بصورة لا بأس بها. لكن احتفالات التوقيع والرحلات إلى دبي هي في الأساس لتحويل الانتباه- هي لتحويل الرأي العام في إسرائيل عن الحقيقة في المناطق.
- ومهما كان التطبيع مع الدول العربية المختلفة إيجابياً، فهو مرتبط أيضاً بتطبيع الاحتلال، والضم الزاحف وآليات السيطرة الصارمة والعنيفة التي تفرض إسرائيل بواسطتها سيطرتها على الفلسطينيين في المناطق المحتلة، والتي أفقدت عبد الناصر حلاوة، وعلي أبو عليا، وإياد الحلاق، وآخرون، حياتهم.
- في النهاية، إذا قررت دول إسلامية مهمة تفكيك الترتيب الدبلوماسي الذي يقول إن إقامة العلاقات مع إسرائيل يمكن أن تحدث فقط بعد إنهاء الاحتلال، وقررت التخلي عملياً عن الفلسطينيين، ماذا يُفترض أن يقول مواطنو إسرائيل الذين علمّوهم طوال حياتهم أن الفلسطينيين أعداء لهم؟
- دورنا كمواطنين ألّا تغرينا ألاعيب شخص يرزح تحت ثلاث لوائح اتهام خطرة، وأن نصدق أننا "أنصار سلام"، فقط لأنه يقول لنا ذلك. ليست هذه المحاولة الأولى له لتضليل الجمهور. ويجب أن نسأل أنفسنا أولاً – ما هو السلام؟
- هل السلام هو إمكان التسوق في محلات غوتشي في دبي، أم ربما السلام هو التعهد، والمعرفة بأنه لن يخسر الأبرياء حياتهم بسبب سعي إسرائيل للسيطرة هنا وإلى الأبد بأي ثمن؟ ربما السلام هو السعي الدؤوب لإنهاء المواجهات مع الشعب الوحيد الذي لدينا فعلاً نزاعات معه، والذي احتللناه بعنف منذ أكثر من 53 عاماً؟
- ما دام الحكم في إسرائيل ومَن يقف على رأسه لا يتقيدان بقواعد الديمقراطية والمساواة، والخير والعقل، فإن على كل مواطنات ومواطني إسرائيل محاربة اللامبالاة ورفع الصوت عالياً والمطالبة بأنه إذا كنا نستخدم مصطلح "سلام" بهذه الصورة الشائعة فإنه يتعين علينا على الأقل التوقف عن القتل بالرصاص الحي أبرياء لم يشكلوا قط خطراً أمنياً.
- شيئاً فشيئاً يسود شعور بعدم الارتياح والقلق، ليس بسبب فيروس الكورونا، لأن اللقاح وصل إلى هنا وبعد وقت قليل سنكون كلنا أصحاء وسعداء. المدارس مملوءة بالطلاب، والأغاني الوطنية تصدح من مكبرات الصوت، وفي عيد البورييم سنعود مرة أُخرى إلى الكمامات القديمة، ونستعد كالعادة لانتخابات. المشكلة هي كل هذه الدول العربية التي تطرق بابنا طالبة صداقتنا، كأننا قادرون على أن نزودهم بالبلسم والعلاج لمشكلاتهم السياسية والعسكرية. الأردن، ومصر، والسودان، والمغرب، والإمارات والبحرين؛ ومَن يعلم من سيدق بابنا غداً، عُمان؟ السعودية؟ ربما أندونيسيا أو باكستان؟
- ست دول من مجموع 22 دولة عربية هذه ليست حقاً الغالبية، لكن لم يعد في الإمكان الادعاء بعد الآن أن إسرائيل دولة صغيرة محاطة بالأعداء. بقينا مع تهديدات لبنان، وسورية، وإيران، بينهم إيران فقط تُعتبر عدواً وجودياً. دولة تخسر بهذه الطريقة أعداءها هي دولة هويتها في خطر. العلامات الأولى للانهيار تظهر في التوجيهات والتوصيات التي تعطى إلى الإسرائيليين الذين يذهبون لقضاء الأعياد في دبي والمغرب أو البحرين. كونوا مهذبين، احترموا الثقافة المحلية، تعلموا القواعد. فجأة لم يعد العرب عبوة ناسفة تنتطر لتنفجر أمام وجوهنا، بل أصحاب ثقافة وبشر. مَن كان يصدق.
- صحيح أن لدينا مع المغاربة تاريخ وثقافة مشتركة. لكن المفاجأة الكبرى كانت الجماعة في دبي الذين كانوا فعلاً رائعين، يا له من استقبال ويا له من حسن ضيافة، تماماً كعائلة، وهم حتى يتحدثون الإنكليزية. فجأة يجب التمييز بين العرب والفلسطينيين. هؤلاء أصدقاء حميمون وأولئك مخربون. فريق كرة القدم بيتار المقدسي والرمز الوطني للعنصرية اليهودية، بعناه باسم السلام، لم يبق مكان شاغر في زوم في مؤتمرات رجال الأعمال المشتركة؛ ومن أجل شراء مرفأ حيفا تتنافس شركات من الإمارات، ومن تركيا، وبعد وقت قليل نبدأ برحلة إلى مصر للتنزه، ومن هناك نتجه نحو السودان، ونقطع من هناك إلى أثيوبيا، ومن هناك إلى تنزانيا.
- أين اختفت البارانويا الإسرائيلية، تحديداً بينما الدولة ترزح تحت خطر داخلي خطير للغاية؟ الهوية الإسرائيلية التي بُنيت على أسس الحصار والحرب الدائمة ستكون مضطرة إلى أن تجد لها أصناماً جديدة. السياسة الإسرائيلية التي تمجد رؤساء الأركان وتجعلهم قادة لنا، يمكن أن تجد نفسها من دون ذخيرة. عندما يكون السلام مع الدول العربية ليس حلماً يسارياً واهماً بل هو تحفة سياسية من صنع زعيم الجناح اليميني، تتطلب التهديدات الاستراتيجية مراجعة جديدة وثورة في الوعي. لكن من الصعب تحطيم جدار الفصل الذي أعطى الإسرائيليين الإحساس بأنهم يعيشون داخل القفص المحكم الذي نمت فيه القومية اليهودية والوطنية والتضامن الأمني. في الواقع الخوف على سلامة الدولة اليهودية بدأنا نسمعه من زوايا متعددة. يتحدثون عن أنه بعد شراء فريق بيتار المقدسي ستبدأ حملة شراء عربية للعقارات في الأحياء الفخمة في تل أبيب وفي القدس، وعن استثمارات في الصناعات الاستراتيجية، سيجلس في مجالس إدارتها لابسو العباءات البيضاء والكوفيات، وعن إقامة مصانع سيعمل فيها العرب فقط، وعن مغنيات ومغنين إسرائيليين سيلائمون أعمالهم وفق ذوق المنطقة، ويمكن أن تشتري أعمالهم أيضاً شركات إنتاج عربية. مواطنون مغاربة سيُغرقون سوق العمل، سيكف السودانيون عن أن ينقلوا إلينا مرض السرطان، وسيتحولون إلى سياح شرعيين، وفي الأساس وزارة التربية ستطلب إعداد برامج تعليم جديدة تفرض على الطلاب اليهود تعلم مبادىء الإسلام، واللغة العربية ستصبح إلزامية لإيجاد أماكن عمل للجيل الشاب.
- لحسن الحظ بقي لنا الفلسطينيون في المناطق والفلسطينيون الإسرائيليون. لكن لا تعتمدوا عليهم طويلاً. فهم في النهاية عرب، والموضة العربية هي صنع السلام مع إسرائيل. يا له من خوف.