مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
أظهر استطلاع للرأي العام أجرته قناة التلفزة الإسرائيلية 12 مساء أمس (الأحد) أنه في حال إجراء الانتخابات العامة للكنيست الـ24 الآن ستحصل قائمة الحزب الجديد "أمل جديد - وحدة لإسرائيل" بقيادة جدعون ساعر المنشق عن حزب الليكود والذي انضم إليه الوزير زئيف إلكين وعضوتا كنيست من الليكود الأسبوع الفائت، على 19 مقعداً، وهو نفس عدد المقاعد الذي حصلت عليه في الاستطلاعات السابقة، وتحصل قائمة حزب الليكود برئاسة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو على 28 مقعداً، وقائمة تحالف "يوجد مستقبل - تلم" برئاسة عضو الكنيست يائير لبيد على 16 مقعداً، وقائمة "يمينا" برئاسة عضو الكنيست نفتالي بينت المكونة من حزب اليمين الجديد برئاسة بينت، وحزب الاتحاد القومي برئاسة بتسلئيل سموتريش، على 13 مقعداً.
وتحصل القائمة المشتركة على 11 مقعداً، ويحصل كل من قائمة حزب شاس وقائمة حزب يهدوت هتوراه لليهود الحريديم [المتشددون دينياً] على 8 مقاعد، وقائمة حزب "إسرائيل بيتنا" بزعامة أفيغدور ليبرمان على 7 مقاعد، ويحصل كل من قائمة أزرق أبيض بزعامة وزير الدفاع ورئيس الحكومة البديل بني غانتس، وقائمة حزب ميرتس على 5 مقاعد.
ولن تتمكن قوائم أحزاب العمل والبيت اليهودي و"غيشر" و"عوتسما يهوديت" [قوة يهودية] من أتباع الحاخام مئير كهانا من تجاوز نسبة الحسم (3.25%).
وفي حال إقامة قائمة جديدة تضمّ رئيس بلديّة تل أبيب رون خولدائي، ووزير العدل آفي نيسانكورن [أزرق أبيض]، وحزب العمل، ستحصل على 7 مقاعد، وذلك على حساب قائمتي ميرتس وتحالف "يوجد مستقبل - تلم".
وكان وزير شؤون المياه والتعليم العالي زئيف إلكين من الليكود أعلن مساء الأربعاء الفائت استقالته من الحكومة وانشقاقه عن الحزب وانضمامه إلى الحزب الجديد الذي أقامه القيادي السابق في الليكود والمنشق عن الحزب أيضاً جدعون ساعر والذي أطلق عليه اسم "أمل جديد - وحدة لإسرائيل."
وهاجم إلكين نتنياهو بشدة واتهمه بتدمير الليكود وترسيخ نهج عبادة الشخصية وتغليب الاعتبارات الشخصية على القومية مؤكداً أنه لا يمكنه المطالبة بالتصويت لمن توقف عن الإيمان به.
وقبل إعلان إلكين بساعات أعلنت عضو الكنيست شارين هاسكل من الليكود انضمامها إلى حزب ساعر بعد يوم من إعلان عضو الكنيست ميخال شير من الليكود انضمامها إلى هذا الحزب الجديد أيضاً. وجاء انشقاق شير وهاسكل بعد انشقاق عضو الكنيست من حزب الليكود يفعات شاشا - بيتون رئيسة لجنة كورونا في الكنيست، وإعلان عضوي الكنيست عن حزب "ديرخ إيرتس" يوعاز هندل وتسفي هاوزر عن انضمامهم إلى ساعر أيضاً.
وتعقيباً على خطوة إلكين قال حزب الليكود في بيان صادر عنه إن وزير شؤون المياه انتقل من كديما إلى الليكود ومن الليكود إلى حزب ساعر لأنه ببساطة لم يدخل المراكز العشرة الأولى في الليكود ولم يحصل على المنصب الذي أراده. وأكد البيان أن حزب ساعر هو مخيم لاجئين للمنشقين الذين فشلوا في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية في الليكود.
من ناحية أخرى أعلن رئيس تحالف "يمينا" نفتالي بينت أنه سينافس على رئاسة الحكومة في الانتخابات المقبلة.
وقال بينت في بيان متلفز إن الحكومة التي سيعمل على إقامتها ستكون مهمتها الرئيسية محاربة فيروس كورونا، وأكد أنه سيدعو رؤساء جميع الأحزاب الذين يؤيدون الدولة الديمقراطية ويوافقون على وضع جميع الخلافات جانباً للعمل معه، وشدّد على أنه عندما يجوع الإنسان فالسياسة يجب ألاّ تكون في مركز الاهتمام.
دخلت إسرائيل منذ الساعة الخامسة من عصر أمس (الأحد) إغلاقاً صحياً شاملاً هو الثالث منذ بدء تفشي فيروس كورونا.
وسيدوم الإغلاق أسبوعين على الأقل، وسط توقعات بأن يتم تمديده ليستمر ثلاثة أو أربعة أسابيع.
وبموجب الإغلاق يُحظر الخروج من المنازل لمسافة أكثر من كيلومتر واحد ما عدا إلى أماكن العمل الحيوية أو لتلقي علاج طبي أو تلقي اللقاح ضد كورونا أو لممارسة الرياضة والتظاهر والمشاركة في جنازة أو حفل زفاف. ويسمح لعشرة أشخاص على الأكثر بالتجمهر في منطقة مسقوفة ولعشرين شخصاً على الأكثر في العراء.
وستغلق جميع المصالح التجارية ما عدا تلك الحيوية أبوابها. وسيتم تقليص المواصلات العامة وإغلاق الجزر الخضراء في إيلات وفنادق البحر الميت.
ورجح مصرف إسرائيل المركزي أن تبلغ التكلفة المباشرة لهذا الإغلاق نحو 2.5 مليار شيكل أسبوعياً.
وقررت لجنة التربية والتعليم في الكنيست أمس، إلغاء القرار الذي يقضي بإعادة تلاميذ صفوف الخوامس حتى العواشر إلى التعليم عن بعد أثناء فترة الإغلاق واستمرار دوام التلامذة في المدارس.
وكانت جهات في الجهاز الصحي حذرت في نهاية الأسبوع الفائت من أنه كلما زاد عدد التلامذة في المدارس ستزداد نسبة الإصابة بالفيروس وبالتالي يتضاعف احتمال أن يستغرق الإغلاق فترة أطول.
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده مستعدة للحوار مع الجميع شريطة احترام سيادتها وحقوقها، وأكد أن بلاده تفتح قلبها وذراعيها لكل من يرغب في المضي معها نحو المستقبل.
وجاءت أقوال أردوغان هذه خلال مشاركته عبر اتصال مرئي من إستانبول في مراسم تدشين نفق على الطريق الواصل بين ولايتي أنقرة وقونية أول أمس (السبت)، وأشار فيها أيضاً إلى أن الجميع بات يدرك مع تفشي فيروس كورونا العام الحالي، مدى أهمية المشاريع والخدمات التي أنشأتها حكوماته على مدى السنوات الـ18 الأخيرة. كما أشار إلى أن تركيا ليست لديها أي مشاكل أو قضايا عصيّة على الحل مع أوروبا أو الولايات المتحدة أو روسيا أو الصين أو أي دولة في المنطقة.
ولفت أردوغان إلى أن العالم يمر بمرحلة تشهد تحولات اقتصادية وسياسية عميقة في ظل وباء كورونا، في الوقت الذي تتمتع فيه تركيا بالجاهزية من حيث البنى التحتية وسياسياً واقتصادياً لهذا التحول التاريخي.
وأعرب أردوغان عن أمله في تجاوز الاقتصاد التركي الصعوبات التي خلفها وباء كورونا في أقرب وقت، مشدداً على عزمه في تسريع الإصلاحات وإفشال ثلاثي الشر المؤلف من الفائدة وأسعار الصرف والتضخم، وإنشاء نظام قائم على الإنتاج والتوظيف.
وأكد أردوغان أن محاولات ثني تركيا عن طريقها باستخدام مجموعات هامشية أو المعارضة أو تفعيل آليات التوجيه الخارجية لم تعد ممكنة، مؤكدا إحباط بلاده كافة الأزمات المصطنعة والعوائق ومحاولات الانقلاب.
وكان أردوغان أكد في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام بعد صلاة يوم الجمعة الفائت، أن تركيا تتطلع إلى إقامة علاقات أفضل مع إسرائيل، وفي الوقت عينه انتقد السياسة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين ووصفها بأنها غير مقبولة وخط أحمر بالنسبة لأنقرة. وأضاف أن المحادثات على المستوى الاستخباراتي استؤنفت بين الجانبين.
وأشار أردوغان إلى أن تركيا لديها مشاكل مع شخصيات على أعلى مستوى في إسرائيل مؤكداً أن العلاقات من الممكن أن تكون مختلفة تماماً لو لم تكن تلك المشاكل موجودة.
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس (الأحد) إن الهجمة الصاروخية التي قامت بها إسرائيل ضد الأراضي السورية ليلة الخميس - الجمعة الفائتة أسفرت عن مقتل ستة مقاتلين موالين لإيران يقاتلون إلى جانب قوات الرئيس بشار الأسد.
وأضاف المرصد أن الصواريخ أطلقت من فوق الأراضي اللبنانية واستهدفت مواقع خاضعة لسيطرة مسلحين مدعومين من إيران في منطقة مصياف في محافظة حماة، وتسببت بتدمير مستودعات ومراكز لتصنيع صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى تابعة للميليشيات الإيرانية في منطقة البحوث العلمية في ريف مصياف.
وكانت وكالة الأنباء السورية "سانا" أفادت أن الدفاعات الجوية السورية اعترضت صواريخ أطلقتها إسرائيل فجر يوم الجمعة الفائت واستهدفت منطقة مصياف.
وطالب بيان صادر عن وزارة الخارجية السورية أعضاء مجلس الأمن بالخروج عن حالة الصمت التي يدخلون فيها عندما يتعلق الأمر بإسرائيل، وشدّد على أن استمرار مثل هذه الاعتداءات مرفوض ولن يمرّ دون عواقب.
وأكد بيان الخارجية السورية أن استمرار إسرائيل في نهجها العدواني الخطر ما كان ليتم لولا الدعم اللامحدود والمستمر والضوء الأخضر الذي تعطيه لها بشكل خاص الإدارة الأميركية ولولا الحصانة من المساءلة التي توفرها لها مع دول أخرى في مجلس الأمن.
قال بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إن طائرات سلاح الجو قامت الليلة قبل الماضية بشن غارات ضد أهداف تابعة لحركة "حماس" في قطاع غزة رداً على إطلاق قذيفتين صاروخيتين في اتجاه مدينة أشكلون مساء أول أمس (الجمعة).
وأوضح البيان أن منظومة "القبة الحديدية" تمكنت من اعتراض القذيفتين وإسقاطهما، من دون وقوع إصابات بشرية أو أضرار مادية كبيرة.
وأضاف البيان أن الغارات استهدفت منشأة لإنتاج القذائف الصاروخية وبنية تحت أرضية وموقعاً عسكرياً تابعاً لـ"حماس". وأكد البيان أن الجيش يعتبر "حماس" مسؤولة عما يجري في القطاع وما ينطلق منه وتتحمل تبعات أي أعمال عدائية ضد سكان إسرائيل.
وقالت مصادر فلسطينية في القطاع إن الغارات الإسرائيلية أسفرت عن إصابة شخصين بجروح طفيفة كما أدت إلى إلحاق أضرار مادية وإلى انقطاع التيار الكهربائي عن مناطق واسعة من مدينة غزة.
قال بيان صادر عن ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية أمس (الأحد) إن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أجرى أول أمس (الجمعة) أول اتصال هاتفي مع العاهل المغربي الملك محمد السادس ووجه له خلاله دعوة رسمية لزيارة إسرائيل.
وأضاف البيان أن الزعيمين قاما خلال الاتصال الهاتفي بتهنئة بعضهما البعض على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وعلى توقيع اتفاقيات التعاون المشترك مع الولايات المتحدة وعلى اتفاقيات التعاون بين البلدين وتحديد الإجراءات والآليات لتطبيق تلك الاتفاقيات. وأشاد نتنياهو ومحمد السادس بالروابط الوطيدة والحارة القائمة بين يهود المغرب والمواطنين الإسرائيليين المتحدرين من أصول مغربية.
كما شكر نتنياهو ملك المغرب على استضافة مستشاره لشؤون الأمن القومي مئير بن شبات.
وكان وفد أميركي - إسرائيلي مشترك قام يوم الثلاثاء الفائت بزيارة إلى الرباط على متن أول رحلة طيران مباشرة من مطار بن غوريون عقب استئناف العلاقات الدبلوماسية. وترأس هذا الوفد كبير مستشاري الرئيس الأميركي دونالد ترامب وصهره جاريد كوشنير، وضم كلاً من مبعوث الرئيس الأميركي إلى منطقة الشرق الأوسط آفي بيركوفيتش، ورئيس صندوق الدعم التابع للبيت الأبيض آدم بولير، ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي مئير بن شبات.
وقام بن شبات بالنيابة عن نتنياهو بتوجيه دعوة إلى العاهل المغربي لزيارة إسرائيل.
تجددت مساء أمس (السبت) تظاهرات الحراك الاحتجاجي ضد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو على خلفية تقديم لوائح اتهام ضده بشبهة ارتكاب مخالفات فساد وأداء حكومته في مواجهة الأزمتين الصحية والاقتصادية المترتبتين على تفشي فيروس كورونا، وذلك للأسبوع الـ27 على التوالي.
وذكر بيان صادر عن الناطق بلسان الشرطة الإسرائيلية أن الشرطة قامت باعتقال 3 متظاهرين بالقرب من المقر الرسمي لرئيس الحكومة في شارع بلفور في القدس بعد أن سدوا مدخل الشارع. وتظاهر قبالة المقر نحو 100 شخص حاملين شعلات نارية مما استلزم استدعاء فرق من سلطة الإطفاء إلى المكان، كما اندلعت مواجهات بين المتظاهرين وقوات من الشرطة لدى محاولتها إجلائهم من الشارع.
ونظمت مساء أمس تظاهرات قبالة منزل رئيس الحكومة الخاص في قيسارية [شمال إسرائيل] وفي عدد كبير من مفترقات الطرق والجسور في أنحاء مختلفة من البلد.
وقال منظمو هذه التظاهرات إنها أثبتت حيويتها في الحفاظ على الديمقراطية في الدولة وكان لها دور كبير في إسقاط الحكومة الحالية في الكنيست والتوجه إلى انتخابات عامة جديدة.
- "نحن معنيون بتحسين علاقاتنا مع إسرائيل"، قال الرئيس التركي طيب رجب أردوغان يوم الجمعة الأخير، وأضاف: "إذا لم تحدث مشاكل مع القيادة في إسرائيل، بإمكان العلاقات بيننا أن تكون مختلفة تماماً". قد يبدو هذا التصريح صحيحاً في الاتجاه الآخر أيضاً. إذا لم تحدث مشاكل مع أردوغان، ستبدو علاقاتنا مع تركيا بصورة أخرى. المشاكل التي يقصدها أردوغان هي، بشكل أساسي، "سياسة إسرائيل تجاه الفلسطينيين"، فـ"إجراءاتها الوحشية ضد الفلسطينيين غير مقبولة"، كما قال. هنا، أيضاً، كان بإمكان إسرائيل الادعاء بأن إجراءات تركيا الوحشية ضد الأكراد "غير مقبولة". بالإمكان الاستمرار في تبادل الاتهامات إلى ما لا نهاية، من خلال المقارنة بين سياسات كلا النظامين تجاه الأقليات لديهما. لكنّ العلاقات بين الدول تقوم على المصالح، على الخرائط الجيو سياسية المتغيرة، وعلى استغلال الفرص.
- يشعر أردوغان، مثلما تشعر إسرائيل أيضاً، بأن الولايات المتحدة قد تبدأ بممارسة ضغوط فور دخول الرئيس المنتخَب، جو بايدن، إلى البيت الأبيض. ثمة لدى كلا الطرفين ما يثير الخشية والتخوف. فقد تلقت تركيا وجبة أولى من العقوبات من جانب الرئيس المنتهية ولايته بالذات، دونالد ترامب، الذي فرض قيوداً على رؤساء الصناعات العسكرية التركية، بالإضافة إلى طرد تركيا من مشروع بناء طائرات إف ـ 16. لكن هذه كلها، على ما يبدو، لن تكون كافية للكونغرس الذي أقر قانون العقوبات ضد تركيا، ولا لبايدن الذي تعهد لناخبيه بأنه، على عكس ترامب، سوف "يعرف كيف يتعامل مع أردوغان".
- تركيا التي تبنت قبل خمس سنوات سياسة خارجية تقوم على مبدأ "صِفر مشاكل مع الجيران"، متورطة في علاقات قاسية ومتوترة مع غالبية دول الشرق الأوسط. فقد فرضت المملكة السعودية عليها مقاطعة غير رسمية سببت هبوطاً بنحو 16% من حجم التبادل التجاري بين الدولتين منذ تشرين الأول/أكتوبر الأخير. أمّا الإمارات العربية المتحدة فقد عرّفت تركيا بأنها "التهديد الأخطر في المنطقة، أكثر من إيران حتى". وبين تركيا ومصر ليس ثمة أي اتصال منذ صعود عبد الفتاح السيسي إلى الحكم.
- صرّح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، مؤخراً، بأن "روسيا لا تعتبر تركيا حليفة استراتيجية"، وإنما فقط "شريكة ودّية"، بينما تعرضت هذه الصداقة أيضاً إلى هزة قوية في أعقاب الحرب في ناغورنو كاراباخ. ومع النظام السوري، قطعت تركيا علاقاتها منذ السنة الأولى للتمرد المدني، بينما تعتبرها واشنطن مصدر تهديد سبّب أضراراً لحلف شمال الأطلسي [الناتو] بامتلاكها منظومات الصواريخ الروسية المضادة للطائرات، إضافة إلى استيلائها على مناطق في الأراضي السورية واعتدائها على الأقلية الكردية، فيما يدرس الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات عليها بسبب أعمال التنقيب عن الغاز والنفط التي تجريها في شرق البحر المتوسط، في مناطق تدعي كل من اليونان وقبرص السيادة عليها.
- بالرغم من تصريحاته المتعجرفة والمستهزئة بالتهديدات بفرض عقوبات على تركيا، فإن أردوغان ليس غير مبالٍ حيال الحصار السياسي الذي يضيق ويصبح أكثر إحكاماً حوله باستمرار، بل يحاول فتح مسارات جديدة يمكنه من خلالها تغيير صورة بلاده. إنه يقيم علاقة مباشرة مع ملك السعودية، سلمان، وليس مع ولي العهد، محمد بن سلمان، الذي يعتبره المتهم المباشر بقتل الصحافي جمال خاشقجي. وقد نجح في دفع السعودية إلى الإعلان رسمياً بأن ليس ثمة أية مقاطعة وصرح وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، لوكالة "رويترز" بأن "العلاقات بين السعودية وتركيا ممتازة ورائعة".
- في الوقت ذاته، وفي خطوة مفاجئة، سمحت تركيا لشركة النفط السعودية "أرامكو" بأن تقيم على أراضيها مصنعاً لإنتاج المنتجات النفطية. فيما يتعلق بالاتحاد الأوروبي، أطلق أردوغان تصريحًا متفائلاً قال فيه إنه "يأمل بفتح صفحة جديدة في علاقات تركيا والاتحاد الأوروبي ومع الولايات المتحدة في سنة 2021". وفي إطار هذا الانقلاب الدبلوماسي، من المتوقع أن تفوز إسرائيل بحصة من الكعكة التركية. فهي ستحظى قريباً بسفير تركي جديد، أوفوك أولوطاش، قد أقرّ تعيينه لكنه ينتظر تذكرة الطيران. كما تعتزم شركة الملاحة التركية "مجموعة يلدريم" التنافس في المناقصة لامتلاك ميناء حيفا.
- أردوغان الذي شن هجوماً على الإمارات العربية المتحدة حين وقعت على اتفاقية التطبيع مع إسرائيل، بدا أكثر تسامحاً حيال إقامة العلاقات بين إسرائيل والمغرب. "من حق أي دولة أن تقيم علاقات دبلوماسية مع من تشاء"، قال وزير خارجيته، مولود تشاووش أوغلو، وهو يُصدر الآن تغريدات لطيفة بشأن استعداده لإصلاح العلاقات بين تركيا وإسرائيل، فيما يؤكد أن ثمة تعاوناً وثيقاً بينهما في مجال الاستخبارات. بذلك، أكد أردوغان، بصورة غير مباشرة، صحة التقارير عن زيارة رئيس جهاز المخابرات الوطنية التركي، هاكان فيدان، إلى إسرائيل واجتماعه برئيس الموساد الإسرائيلي، يوسي كوهين.
- لكن إذا كانت تصريحات أردوغان تبدو، حتى قبل سنوات قليلة، بمثابة بشرى سياسية تلزم إسرائيل بالتعجيل في قطف ثمارها، فإن الخارطة الجيو سياسية الجديدة تملي رداً أكثر حذراً. فقد وجدت إسرائيل نفسها، بحركة استدارية تاريخية، في وضع يتعين عليها فيه التشاور مع صديقاتها الجديدات، وخاصة دولة الإمارات العربية المتحدة، لكن مع السعودية ومصر أيضاً، بغية تنسيق المواقف معها بشأن العلاقة مع تركيا. كانت الفرضية الأساس لدى هذه الدول أن ما يربط بينها وبين إسرائيل ليس المصلحة الإستراتيجية المتمثلة في لجم إيران فحسب، وإنما أيضاً الرؤية المشتركة بينهما بشأن العلاقات مع تركيا. وكما مع الدول العربية، كذلك أيضاً علاقات إسرائيل مع اليونان وقبرص، ثم مع الاتحاد الأوروبي كذلك، لن تكون بمعزل عن علاقاتها مع تركيا.
- هل يمكن لإسرائيل أن تبقى عضواً في "منتدى غاز الشرق الأوسط"، والذي يضم في عضويته كلاً من مصر، الأردن، فلسطين، اليونان وقبرص، ثم دولة الإمارات العربية المتحدة مؤخراً، بينما هي توثق علاقاتها مع تركيا؟ أليس من شأن منظومة الأدوات المدمجة، العربية ـ الإسرائيلية، أن ترغم إسرائيل على اختيار محور ولائها؟ هذه الحيرة لم تكن واردة في الحسبان خلال رئاسة ترامب للولايات المتحدة، إلا أن إسرائيل مضطرة الآن إلى تقصي السياسة التي سوف تعتمدها إدارة الرئيس بايدن حيال تركيا، قبل أن تسارع إلى منح أردوغان شهادة الشرعية. هذا في الوقت الذي لا يمكنها أن تكون، هي نفسها، واثقة بأن مثل هذه الشهادة ستحظى بالاعتراف والقبول لدى الرئيس الأميركي الجديد.
- الرياح الجديدة التي تهب من القصر الرئاسي الفخم، الذي بناه أردوغان لنفسه في أنقرة، ليست مقطوعة عن الأزمة الاقتصادية العميقة التي تتخبط فيها تركيا منذ أكثر من سنتين. السياحة المنهارة، الأسعار المرتفعة جداً، الاستثمارات الخارجية المتراجعة، البطالة المتفشية وجائحة كورونا الآن - كلها تحتم على تركيا البحث عن مصادر تمويل إضافية أخرى، وخصوصاً الاستثمارات التي يمكنها أن توفر فرصاً وأماكن عمل لملايين العاطلين عن العمل.
- إذا ما أُقِرَّت العقوبات الأميركية التي تشمل حظراً على بيع السلاح التركي الذي يشمل مكوّنات أميركية، إضافة إلى القيود على التجارة مع أوروبا، خلال قمة الاتحاد الأوروبي المزمع عقدها في آذار/مارس القادم، فسيكون الأمر بمثابة ضربة قاصمة للاقتصاد التركي، مما سيقلل أيضاً فرص تركيا في الحصول على قروض مالية من مؤسسات تمويلية دولية.
قد يحبط "منتدى غاز الشرق الأوسط" مخطط تركيا لتصبح مركزاً إقليمياً لتسويق الغاز في أوروبا وقد يخربط توقعاتها بشأن عوائدها من نقل الغاز، ثم من تسويق الغاز الذي ستعثر عليه في البحر الأبيض المتوسط، لاحقاً. صحيح أن تركيا اكتشفت حقلاً هائلاً من الغاز في البحر الأسود، إلا إنها تحتاج إلى فترة طويلة من الزمن حتى تصبح قادرة على البدء بإنتاجه وتسويقه. حتى ذلك الحين، ستواصل الاعتماد على الغاز الذي تستورده من روسيا. سوف تحتاج تركيا إلى بذل جهود كبيرة لترميم علاقاتها مع جاراتها، مع الولايات المتحدة ومع أوروبا، قبل أن تتمكن من الانتقال من مكانة الدولة المشتبه بها إلى مكانة الدولة العظمى الإقليمية الرائدة.
- في خريف 1942، في إثر الانتصار البريطاني في معركة العلمين، قال وينستون تشرتشل، معبود بنيامين نتنياهو، الكلمات الشهيرة التالية: "هذه ليست النهاية. ولا حتى بداية النهاية. لكنها ربما نهاية البداية". واليوم، بعد 78 سنة، يمكن برأيي وصف حكم نتنياهو بالكلمات ذاتها.
- الخطوة الجسورة التي أقدم عليها جدعون ساعر، ثم الخطوة الأكثر جسارة التي أقدم عليها زئيف إلكين، تشكلان خطوتين مصيريتين في طريق إسرائيل الطويلة نحو نهاية عهد نتنياهو. الشخص الذي لم يتردد في الزج بإسرائيل في معركة انتخابية رابعة، من "غرفة قيادة الحرب" في "بلفور" [الشارع الذي يقع فيه مقر رئيس الحكومة الإسرائيلية في مدينة القدس] سوف ينهيها، على الأرجح كما يبدو، في حوض السباحة في قيسارية [المدينة التي يقع فيها منزل بنيامين نتنياهو الشخصي] لم يعد السؤال الآن "هل"، ولا حتى "كيف". السؤال الآن هو "متى" لا غير.
- لستُ ممن يتنبؤون بالمستقبل، لكنني أعتقد بأنّ ثمة احتمالاً كبيراً لأن يحدث لدينا أمران مهمان، قريباً: 1. أن يبلغ حكم نتنياهو نهايته في الانتخابات القريبة؛ 2. أن تكون الطريق إلى هناك صعبة، باهظة الثمن، غرائزية، قبيحة وهدّامة، أكثر حتى من كل ما مرّ علينا خلال السنتين الأخيرتين. لم تكن مبالغ المراهنات أكثر من هذه في أي وقت مضى. نتنياهو يحارب الآن ليس للحفاظ على سلطته وحكمه فقط، وإنما من أجل حريته أيضاً. وفي هذه الحرب، كل الوسائل متاحة ومشروعة. الإغلاق الثالث، الذي يعتقد معظم خبراء وباء كورونا بأنه غير ضروري، بل زائد عن الحاجة ويحمل أضراراً جسيمة، وكذلك استمرار الفلتان الفوضوي في إدارة الاقتصاد، هما جزء واحد فقط من الثمن الباهظ جداً الذي تدفعه دولة إسرائيل الآن في المعركة التي يشنها نتنياهو على الوعي. وستستمر هذه المعركة، بقوة أكبر، حتى لحظة إغلاق صناديق الاقتراع. لماذا؟ لأن الجمهور في إسرائيل أشبه بشخص خضع لعملية قلع "ضرس العقل" قبل دقائق قليلة: الفعل نفسه قد تمّ ولا رجعة عنه. لكن حقنة التخدير لا تزال فعالة، ولهذا فهو لا يشعر بالألم بعد. لقد تحطم الاقتصاد الإسرائيلي بسبب الإدارة البيبيّة [نسبة إلى "بيبي" - بنيامين نتنياهو] والشعبوية الفاشلة لأزمة جائحة كورونا. إلاّ إن المدفوعات السخية لقاء "العطل بدون أجور" والهبات للمصالح التجارية تمنعنا من الشعور بالألم وبالنقص اللذين ينتظراننا، بكامل قوّتهما، في فترة ما بعد الانتخابات.
- نتنياهو يرى أنه ملزم بأن يحرف أنظارنا وعقولنا عن الضرس المقلوع، مهما كلف الثمن، حتى الانتهاء من الانتخابات وإغلاق صناديق الاقتراع؛ ولا أحد يجيد القيام بهذا مثله أو أفضل منه. ولهذا من المتوقع أن يستمر مهرجان نعم للإغلاق ـ لا للإغلاق، نعم للتطعيم/ لا للتطعيم، ثم حملة التحريض، حتى موعد بدء محاكمته في كانون الثاني/يناير أو في شباط/فبراير. وهذه هي البداية فقط.
- عليكم أن تشدوا أحزمة المقاعد، لأن العرض على وشك أن يبدأ. ها هو يبدأ، سيداتي وسادتي، الرجاء الانتباه. سيقفز الأرانب من قبّعة الساحر وتتراكض على المسرح إلى أن يبدأ فرز أصوات الناخبين.
- لكنّ سعادة كبيرة، كما كتب يهودا عميحاي، تختبئ خلف هذا كله. كنتُ دائماً، وسأكون إلى الأبد، متفائلاً بلا قيود أو حدود. أؤمن بأن ثمة فترة جديدة أفضل، أفضل بكثير، بانتظارنا هنا بعد انتهاء هذا العرض المبهر، المذهل والقاسي الذي سنظل نشاهده حتى ما بعد الانتخابات القريبة.
- ما الذي يجعلني واثقاً بهذا؟
- أنا لستُ واثقاً على الإطلاق. هذا أولاً. وبالرغم من سلسلة الأخطاء الفظة والمستهجنة التي ارتكبها خلال الأسابيع الأخيرة، لا يزال نتنياهو هو السياسي الأكثر دهاءً والأكثر تجربة في الحلبة السياسية - الحزبية في إسرائيل وكل شيء ما زال وارداً وممكناً. وثانياً، ثمة إشارة مجرَّبة تلمِّح لي، ولنا جميعاً، بأن عهد نتنياهو على وشك الانتهاء. لهذه العلامة علاقة بالفئران لا بالأرانب. هذه الإشارة تدعى زئيف إلكين.
- إلكين، في رأيي، هو سياسي مفوَّه، حكيم، متروٍّ، حازم ولا يترك أي أثر. حتى قبل أيام معدودة، كان صوتاً صافياً آخر في جوقة مرددي رسائل السلطان من "بلفور". وعلى عكس جدعون ساعر، الذي يتحدى نتنياهو من الداخل [من داخل "الليكود"] منذ بضع سنوات ولم يتردد في منافسته ودفع الثمن، فإن إلكين قد ربط مصيره بمصير الزعيم وقاعدته الشعبية. وها هو يخرج، فجأة على حين غرّة. أرأيتم؟ حسن أنكم رأيتم؛ لأن هذه هي الإشارة.
- لا أعرف كيف يمكن أن أقول ما سأكتب هنا الآن بطريقة أكثر لُطفاً. ولهذا سأكتبه كما هو في الأصل. في رأيي، نحن موجودون الآن عشية الإبحار الأخير الذي ستنطلق فيه سفينة حُكم نتنياهو. والآن بالذات، قبل أن تنطلق في رحلتها، هذا ما يحصل أمام أعيننا: الفئران تهجر، على وجه السرعة، هذه السفينة الآيلة إلى الغرق والتي ستصبح غواصة.