مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
وزير الخارجية الأميركي لأشكنازي: إدارة بايدن تؤيد حل الدولتين
حزب سموتريتش يشترط مشاركته في الحكومة بمنع أولاد طالبي اللجوء من تعلُّم اللغة العبرية
تدمير سفينة مقابل شواطىء غزة: لمحة عن المواجهة المتوقعة بين إسرائيل و"حماس" في البحر
مقالات وتحليلات
العلاقات الأميركية - الإسرائيلية في قيد الاختبار
الأوروبيون لا يعبأون بما يحدث للفلسطينيين
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"هآرتس"، 22/2/2021
وزير الخارجية الأميركي لأشكنازي: إدارة بايدن تؤيد حل الدولتين

اتصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بنظيره الإسرائيلي غابي أشكنازي مساء الاثنين وبلّغه أن إدارة الرئيس جو بايدن تؤيد حل الدولتين. وبحسب بيان الخارجية الأميركية، شدد بلينكن على أن "إدارة بايدن تؤمن بأن حل الدولتين هو السبيل الأفضل لضمان مستقبل إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية إلى جانب دولة فلسطينية ديمقراطية وقابلة للحياة."

وبحسب البيان، تحدث الوزيران عن "تحديات أمنية إقليمية وعن أهمية استمرار التعاون في مواجهتها". وأوضح بلينكن أن الولايات المتحدة  تتطلع إلى مستقبل آمن ومزدهر لإسرائيل والفلسطينيين والشرق الأوسط كله. وأضاف أن الولايات المتحدة لا تزال تلتزم بمعارضتها لـ"خطوات أحادية الجانب وغير منطقية ضد إسرائيل في الساحة الدولية".

 وكان القائم بأعمال سفير الولايات المتحدة في الأمم المتحدة ريتشارد ميليس قد صرّح في الشهر الماضي بأن بايدن يؤيد حل الدولتين ويطلب من إسرائيل والفلسطينيين الامتناع من القيام بخطوات أحادية الجانب ستجعل من الصعب الوصول إلى هذا الحل. وأضاف أن بايدن ينوي استئناف العلاقات مع الفلسطينيين والمساعدة المالية المقدمة لهم، وإعادة فتح القنصلية الأميركية التي أغلقها دونالد ترامب.

في سياق آخر تحدثت صحيفة "يديعوت أحرونوت" (23/2/2021) عن الاجتماع الذي دعا إليه بنيامين نتنياهو لبلورة السياسة التي يجب اتباعها إزاء الأميركيين في كل ما له علاقة بالاتفاق النووي الإيراني. وشارك في الاجتماع وزير الدفاع بني غانتس، ووزير الخارجية غابي أشكنازي، ورئيس الموساد  يوسي كوهين، وسفير إسرائيل في الأمم المتحدة جلعاد إردان، ورئيس مجلس الأمن القومي مئير بن شبات.

خلال الاجتماع أعرب نتنياهو عن تشاؤمه حيال إسراع إدارة بايدن إلى اتفاق مع إيران، مشيراً إلى صعوبة تأثير إسرائيل عليها. بينما أعرب وزيرا الدفاع والخارجية عن نظرة أكثر تفاؤلاً، وتحدثا عن اعتقادهما أن في إمكان إسرائيل التأثير في الإدارة الأميركية من خلال الحوار الذكي.

وعُرضت خلال الاجتماع وجهتا نظر إزاء الاتصالات مع الإدارة الأميركية. فقد أيّد غانتس وأشكنازي التعاون مع الأميركيين وانتهاج توجّه شفاف. بينما كان نتنياهو يفكر بصورة مختلفة.

وتم الاتفاق خلال الاجتماع على أن تنقل الأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية إلى الإدارة الأميركية المعلومات التي لديها عن الانتهاكات الإيرانية للاتفاق النووي. كما جرى البحث في تعيين رئيس مجلس الأمن القومي مئير بن شبات موفداً خاصاً للمحادثات مع الإدارة، على الرغم من الانتقادات بأنه لا يناسب المنصب ولا يتحدث الإنكليزية بطلاقة.

 

"هآرتس"، 23/2/2021
حزب سموتريتش يشترط مشاركته في الحكومة بمنع أولاد طالبي اللجوء من تعلُّم اللغة العبرية

نشر حزب الصهيونية الدينية برئاسة بتسلئيل سموتريتش في الأمس خطة لمعالجة مشكلة طالبي اللجوء المقيمين بإسرائيل، اشترط تحقيقها كجزء من شروط انضمامه إلى الحكومة المقبلة. وتقترح الخطة عدم تطبيق قانون التعليم الإلزامي على أولاد طالبي اللجوء ومنعهم من تعلّم اللغة العبرية "لمنع توطينهم وإعدادهم للعودة إلى أوطانهم". ويطالب الحزب بإرسال أولاد طالبي اللجوء الذين يحمل أهاليهم أذونات إقامة للتعلم في مدارس دولية باللغة الإنكليزية أو بلغتهم الأم.

وهاجم الحزب الخطة الحالية للحكومة في موضوع طالبي اللجوء وأعلن أنه سيطالب بإقرار قانون يقضي بإبعاد طالبي اللجوء والمقيمين بإسرائيل بصورة غير شرعية. ورأى الحزب أن تسلُّل المئات من طالبي اللجوء وسكنهم في أحياء كثيرة يمس بصورة كبيرة بالإحساس بالأمن لدى السكان الإسرائيليين، ويغيّر نمط حياتهم بصورة كبيرة.

تجدر الإشارة إلى أن حزب سموتريتش وحزب إيتمار بن غفير وقّعا مع الليكود قبل أسبوعين اتفاقاً بشأن فائض الأصوات. وكان الاثنان قد توحدا في لائحة مشتركة لخوض انتخابات الكنيست الـ24 بضغط من رئيس الحكومة نتنياهو.

"معاريف"، 22/2/2021
تدمير سفينة مقابل شواطىء غزة: لمحة عن المواجهة المتوقعة بين إسرائيل و"حماس" في البحر

الحادثة التي وقعت يوم الإثنين، والتي أغرق خلالها سلاح البحر الإسرائيلي سفينة مقابل شاطىء خان يونس في قطاع غزة هي حادثة مثيرة للاهتمام وخارجة عن المألوف. في هذه المرحلة يبدو أن للطرفين مصلحة في أن تبقى الحادثة بعيدة عن الضجة. في الأشهر الأخيرة  بذلت "حماس" جهوداً كبيرة جداً لتطوير قدراتها العسكرية البحرية وقدراتها العسكرية، ولا سيما ما يتعلق بتطوير قدراتها القتالية تحت الماء من خلال وحدة كوماندوس بحري يمكنه تنفيذ مهمات تسلُّل إلى الأراضي الإسرائيلية كما حدث سابقاً خلال عملية "الجرف الصامد" عندما تسللت وحدة كوماندوس من البحر إلى منطقة زيكيم واشتبكت مع الجيش الإسرائيلي. والاهتمام بتطوير القدرات البحرية يأتي على خلفية إغلاق الحدود البرية بين غزة وإسرائيل إغلاقاً محكماًـ  وهو ما أضر كثيراً بمشروع أنفاق التسلل إلى إسرائيل.

في السنوات الأخيرة أدركت"حماس" أن عليها الاستثمار في قنوات للتسلل من البحر كجزء من خطة واسعة لدى نشوب حرب مع إسرائيل، وذلك  ضمن إطار موازين القوى غير المتناظرة بين الجيش الإسرائيلي وبين التنظيمات المسلحة في قطاع غزة، إذ تتطلع "حماس" إلى تطوير قدرة تستطيع بواسطتها القيام بهجمات تلحق أذى كبيراً بالوعي في إسرائيل.

في هذه الأثناء، سيطرة "حماس" على المجال البحري هي تقريباً مطلقة، مثلما هي سيطرتها في البر، لكن سيطرتها البحرية أكبر بمرات كثيرة. تراقب "حماس" كل ما يجري، من حدود الصيد إلى عمليات معادية ضد إسرائيل. كل سفينة تعمل في هذا المجال هي عرضة لرقابة شديدة من طرفها.

السفينة التي جرى تدميرها اليوم تعود إلى "حماس" التي قررت الآن المحافظة على الصمت، وخصوصاً أن الحادث لم يسفر عن وقوع إصابات في الأرواح. في المقابل اكتفت إسرائيل ببيان مقتضب وروتيني عن الحادث قال فيه الجيش أنه تم "القضاء على خطر محتمل"، من دون إعطاء تفصيلات.

كانت الأشهر الأخيرة هي الأكثر هدوءاً في القطاع في السنوات الأخيرة. الصاروخ الأخير الذي أُطلق على غلاف غزة كان قبل شهرين. وليس هذا صدفة، لـ"حماس" الآن مصالح أُخرى، بينها تحسين الوضع الاقتصادي ومواجهة أزمة الكورونا. الهدوء السائد في غزة جعل تحرك إسرائيل ضد تعاظم القوة العسكرية للحركة محدوداً جداً. تستغل "حماس" جيداً هذا الأمر لمصلحتها من خلال التدريبات وحفر تحصينات داخل القطاع، وصولاً إلى نشاطات مقلقة، مثل تطوير وسائل قتالية صاروخية متقدمة، ومحاولة التقدم أيضاً في مجال الصواريخ الدقيقة، والمسيّرات، وأيضاً في الساحة البحرية. أكثر من مرة يلاحظون في إسرائيل مسيّرات تحلق فوق قطاع غزة. وعموماً لا يقوم الجيش الإسرائيلي بإسقاطها ما دامت لم تخرق الأراضي الإسرائيلية براً وبحراً.

تعلم "حماس" بأن أي  خرق من هذا النوع تستغله إسرائيل لضرب تعاظُم قوتها العسكرية، لكن  عدد الحوادث من هذا النوع قليل جداً. في السنوات الأخيرة تجنبت "حماس"  تقديم أسباب إلى إسرائيل لإسقاط مسيّرة تطلقها فوق غزة.

وما تجدر الإشارة إليه أن أهمية  الحادثة التي وقعت اليوم في البحر مقابل خان يونس ليست في دلالتها العسكرية المباشرة بل في أنها تشكل نموذجاً للتحديات الأمنية التي ستواجهها إسرائيل في البحر في السنوات المقبلة.

 

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
معهد هرتسليا، 18/2/2021
العلاقات الأميركية - الإسرائيلية في قيد الاختبار
باحثون في معهد هرتسليا للسياسات والاستراتيجيا بإشراف مدير المعهد عاموس جلعاد
  • مع تبدّل الإدارة الأميركية في واشنطن، تمر العلاقات الإسرائيلية - الأميركية باختبار، وذلك على خلفية توترات مع الإدارة الجديدة بشأن قضايا خارجية محددة، والتآكل الكبير في مكانة إسرائيل كموضع إجماع بين الحزبين الكبيرين في الولايات المتحدة، وبصفتها الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط.
  • منذ دخول الرئيس بايدن إلى البيت الأبيض تعقدت العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل. والحديث الهاتفي بين الرئيس بايدن ورئيس الحكومة نتنياهو لا يغير شيئاً.
  • احتمال نشوء توترات واحتكاكات بين إسرائيل والولايات المتحدة يتمحور حول ثلاث قضايا مركزية: إيران، والساحة الفلسطينية، والمنافسة مع الدول العظمى (الصين وروسيا).

إيران

  • التحدي: تواصل إدارة بايدن الحديث عن نيتها العودة إلى الاتفاق النووي ورفع العقوبات منذ اللحظة التي تعود فيها إيران إلى التقيد بالاتفاق. وتحذّر الإدارة من أنه إذا واصلت إيران انتهاكاتها للاتفاق فيمكن أن تصل إلى مسافة "أسابيع" من مراكمة مواد مخصبة لصنع قنبلة، وأن الإدارة تعطي أولوية للدفع قدماً بحل لهذه المشكلة. من جهة أُخرى، رئيس الحكومة والمسؤولون الكبار في إسرائيل يواصلون انتقاداتهم العنيفة والعلنية لسياسة الإدارة الأميركية، وتقوم وسائل الإعلام الأميركية بتسريب "مطالب" إسرائيلية غير واقعية، مثل وقف كل عمليات تخصيب اليورانيوم في إيران، وإنهاء الوجود الإيراني في ساحات المنطقة. بالإضافة إلى تلميح إسرائيل للإدارة الأميركية إلى أنها تدرس بدائل عسكرية.
  • ترى واشنطن في الانتقادات الإسرائيلية استفزازاً. الرئيس بايدن وأفراد الطاقم الذي عيّنه هم الذين هندسوا الاتفاق النووي، وهم يؤمنون به ويرون في العودة إليه حلاً في المدى المنظور يتيح لهم مواجهة مشكلات أكثر إلحاحاً مطروحة على سلّم الأولويات القومية للولايات المتحدة. بالإضافة إلى ذلك هم يحملون معهم آثاراً عميقة للخطوات الإسرائيلية التي سعت لإحباط الاتفاق النووي مع إيران خلال فترة الرئيس باراك أوباما. بناء على ذلك، إذا شعرت الإدارة بأن إسرائيل تتعامل مع المفاوضات بنهج مواجهة، ومع حديث استفزازي في "الغرف المغلقة" ومواقف غير عملية كعادتها، فإن التوترات في موضوع إيران يمكن أن تلقي بظلها على مجمل العلاقات بين الدولتين الحليفتين، ويمكن أن تؤثر سلباً في مكانة إسرائيل وأمنها في المنطقة.

الرد:

  • يجري تصوير المسألة الإيرانية كموضوع مركزي ومُلح من شأنه أن يبلور علاقة إسرائيل بالإدارة الجديدة في واشنطن. من أجل منع وقوع هذه المواجهة، المطلوب من المنظومة الإسرائيلية أن تتحرك من وراء الكواليس، وأن تتخلى عن الدبلوماسية العلنية التهديدية، وعن عرض مواقفها بصورة مسبقة، وأحياناً من خلال وسائل الإعلام.
  • كما يتعين على إسرائيل العمل من أجل إقامة حوار صامت وحميم على قاعدة اتفاق مشترك لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي، ومن خلال ترسيخ قنوات تعاون استخباراتية وأمنية وعملانية بين الدولتين وتعزيزها، ومن أجل بناء الثقة بالتعامل مع الإدارة يتعين على إسرائيل تقديم مواقف بنّاءة والامتناع من التهديد باستخدام بدائل عسكرية في الفترة الحالية.
  • في المقابل، وكجزء من المواجهة مع التحديات التي تطرحها إيران ومساعيها لبناء قوة وكلائها وتمركزها عسكرياً في ساحات المنطقة، على إسرائيل أن تقدم خطة تسلُّح منظمة لزيادة قوة الجيش الإسرائيلي خلال السنوات المقبلة، بالاستناد إلى ميزانية متفق عليها والاعتماد بصورة أساسية على مساعدة أميركية مستقبلية.

الساحة الفلسطينية

التحدي:

  • تعبّر إدارة بايدن عن تأييدها لاتفاقات التطبيع وتشجع توسيعها، لكنها توضح أن هذه الاتفاقات لا تشكل بديلاً من اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين، بل يجب أن تساعد على الدفع به قدماً. بايدن شخصياً يؤمن بأن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لإحراز تقدم بين إسرائيل والفلسطينيين. لذا تحذّر الإدارة من القيام بخطوات أحادية الجانب على الأرض تضر بفرص إقامة دولة فلسطينية، بما في ذلك الرد هذا الأسبوع على اقتراح الصندوق الدائم لإسرائيل [هكيرن هكييمت ليسرائيل] بشأن شراء أراض في الضفة الغربية. ومن المعقول أيضاً أن تزداد حساسية الإدارة تجاه النواحي الإنسانية وحقوق الإنسان في الساحة الفلسطينية.
  • ومن المتوقع أن يؤدي استمرار إسرائيل في رفضها لحل الدولتين وتوسيع البناء في المستوطنات، وخصوصاً شرعنة بؤر استيطانية غير قانونية و"الضم الزاحف"، إلى إثارة خلافات بينها وبين إدارة بايدن، وربما سيجعل من الصعب على هذه الأخيرة تأييد مواقف إسرائيل في محكمة الجنايات الدولية في لاهاي. وبهذه الطريقة يمكن أن تتحول خطوات المحكمة الدولية إلى سيف مسلط فوق رأس إسرائيل. في ظل سياسة أميركية نقدية من المتوقع ازدياد التوترات أيضاً بين إسرائيل وبين دول ذات وزن في المنطقة، تحديداً مصر والأردن، اللتين تُظهران استياءهما المتزايد من السياسة الإسرائيلية في الساحة الفلسطينية.

الرد:

  • يتعين على إسرائيل أن تعيد أفق حل الدولتين إلى جدول الأعمال، بالتنسيق مع إدارة بايدن؛ وتسخير عملية التطبيع من أجل توجيه الاهتمام إلى السلطة الفلسطينية بدلاً من تنحيتها جانباً. هذه الخطوات بالإضافة إلى استئناف الاتصالات بين واشنطن والسلطة الفلسطينية والمساعدة الأميركية للفلسطينيين، يمكن أن تكبح توجُّه إضعاف السلطة الفلسطينية كمنظومة حكم وعملية تقرّبها من حركة "حماس". في هذه الظروف تستطيع إسرائيل منع وقوع احتكاك محتمل بالإدارة الأميركية أيضاً في موضوع الانتخابات الفلسطينية.
  • يجب على إسرائيل التركيز على حوار مفتوح وشفاف مع الإدارة الأميركية لمنع تكرار الفشل في الانتخابات الفلسطينية الأولى التي زادت من قوة "حماس" ويمكن حالياً أن تزيدها قوة. في ميزان الفرص والمخاطر يجب على إسرائيل الامتناع من اتخاذ موقف في التوقيت الحالي من مسألة الانتخابات الفلسطينية، لكن عليها أن تمنع بأي ثمن إمكان سيطرة "حماس" من خلالها، أو بناء بنية تحتية معادية لها في الضفة الغربية، كخطوة أولى للسيطرة على الحركة الوطنية الفلسطينية، التي من المحتمل أن يكون لها تداعيات خطرة على أمن الدولة. إذا جرى حوار شفاف ونوعي مع الولايات المتحدة من المحتمل أن توافق على الأقل على تأجيل الانتخابات من أجل إعداد الأرضية للمحافظة على القوى الإيجابية في الساحة الفلسطينية.

الصين، روسيا والتنافس بين القوى العظمى

التحدي:

  • تُظهر الولايات المتحدة حساسية كبيرة حيال مسألة المنافسة بين القوى العظمى. وترى إدارة بايدن، مثل سابقتها، في الصين أخطر تهديد للأمن الوطني الأميركي في الفترة الحالية. المنافسة والتوترات بين الولايات المتحدة والصين بلغت ذرى جديدة مع أزمة الكورونا. تتخوف الولايات المتحدة من أن تستغل الصين، التي كانت أول من تعافى من الأزمة، الضعف الداخلي للدول والشركات من أجل القيام باستثمارات تهدف إلى السيطرة على بنى تحتية استراتيجية وأرصدة حساسة من الناحية الأمنية والتكنولوجية.
  • لقد لمّحت إدارة ترامب أكثر من مرة لإسرائيل إلى أنها قلقة من سلوكها إزاء الاستثمارات الصينية في مجالات البنى التحتية الوطنية والتكنولوجية. وحذّرت الإدارة من وجود فجوات في عملية الرقابة على تسلل الصين إلى صناعة الهاي - تك وشراء تكنولوجيا مزدوجة الاستخدام "تعرّض الولايات المتحدة للخطر". ومؤخراً تصاعد القلق الأميركي من التسلل الصيني إلى إسرائيل، وبرز مجدداً في العناوين الأولى للصحف على خلفية تدخّل شركة صينية في أعمال توسعة ميناء حيفا.
  • تُظهر الولايات المتحدة حساسية كبيرة أيضاً إزاء موضوع روسيا، على خلفية التوترات الحادة بين الدولتين، والتي وصلت إلى ذروتها مؤخراً في تدخُّل روسيا في الانتخابات في الولايات المتحدة، والهجوم السيبراني الواسع وغير المسبوق ضد وكالات الإدارة الأميركية، والتنديد الأميركي بسياسة الكرملين بعد اعتقال الناشط المعارض ألكسي نافالني وقمع التظاهرات التي حدثت احتجاجاً على ذلك. في هذه الظروف من المتوقع ازدياد حساسية الإدارة الجديدة حيال علاقات إسرائيل مع روسيا، والتي وصفها بايدن نفسه بأنها تشكل تهديداً خطِراً.

الرد:

  • يتعين على إسرائيل العمل بصورة تضمن أن تراعي سياستها في مجال الرقابة والموافقة على استثمارات صينية في البنى التحتية وفي التكنولوجيا، المعايير الأميركية، ولا تؤدي إلى أزمة خطِرة في العلاقات مع الولايات المتحدة كما حدث في الماضي.
  • المطلوب من إسرائيل التنسيق الكامل والشفاف مع الولايات المتحدة في كل ما يتعلق بعلاقتها بالصين، كي تستطيع الإدارة الأميركية أن تدرك أن نشاطات الصين في البلد وعلاقات إسرائيل مع روسيا لا تعرّض مصالح الولايات المتحدة للخطر. بالإضافة إلى ذلك، على إسرائيل أن تعرف مدى الحساسية الأميركية إزاء العلاقات المتينة لإسرائيل مع روسيا.
  • في الخلاصة، بناء الثقة، وعلاقات عمل وثيقة، والتنسيق مع إدارة بايدن، وترميم مكانة إسرائيل في الولايات المتحدة كموضع إجماع بين الحزبين الكبيرين، هي مصالح إسرائيلية من الدرجة الأولى، وخصوصاً على خلفية التحديات المتعددة الأبعاد، وغير المسبوقة، التي تواجهها إسرائيل في مرحلة الكورونا. ليس هناك بديل للولايات المتحدة من الحلف الاستراتيجي الكبير والمهم مع إسرائيل، ويجب عدم التعريض للخطر المصالح المشتركة والتعاون السياسي والأمني والاستخباراتي غير المسبوق بين الدولتين اللتين لديهما في نهاية المطاف نظرة مشتركة إلى العالم وقيم مشتركة.

 

"هآرتس"، 23/2/2021
الأوروبيون لا يعبأون بما يحدث للفلسطينيين
عميرة هاس - محللة شؤون المناطق الفلسطينية المحتلة
  • مرة أُخرى يظهر تخاذل الاتحاد الأوروبي بكل عيوبه: فهو يحسن في التصدق على الفلسطينيين وفي إعطاء المواعظ في موضوع سلطة القانون. لكنه يفشل سياسياً في وقف خطة إسرائيل بشأن تجميع الفلسطينيين في محميات في الضفة الغربية وإخلاء معظم الأرض لليهود. أين سيكون الاتحاد الأوروبي عندما سيصبح مؤيدو إيتمار بن غفير الكاهاني وبتسلئيل سموتريتش المتحمس لفكرة الترانسفير أكثر قوة، كما من المعقول أن يحدث في ضوء مواقف الشباب الحريدي والمتدين ضد العرب؟ ماذا سيفعل الاتحاد الأوروبي عندما يحقق هؤلاء تهديداتهم بطرد الفلسطينيين "غير الأوفياء لإسرائيل" إلى خارج حدود أرض إسرائيل الكاملة؟ هل سيرسل منظماته الإغاثية لتوزيع الخيام على الفلسطينيين وتعليمهم شروط النظافة في حياة الصحراء؟
  • في الأمس للمرة الخامسة هذه السنة، والسادسة منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2020، هدمت وصادرت قوات الإدارة المدنية والجيش الإسرائيلي مباني في خربة الحمصة شمالي غور الأردن. هذه المرة غنموا 12 خيمة سكنية، و3 خيام تستخدم للأغنام، و4 حظائر، وصادروا أربعة صهاريج لنقل المياه، وأربعة خزانات مياه. تطالب إسرائيل باقتلاع سكان خربة الحمصة من المنطقة ونقلهم إلى منطقة أُخرى تخصصها هي لهم. والهدف السماح للجيش الإسرائيلي بالتدرب، لكن كما هو واضح من تجربة 73 عاماً، فإن الهدف هو إخلاء المزيد من الأراضي من أجل اليهود، وفي هذه الحالة بالذات من أجل مستوطنات يهودية تقع خربة الحمصة بينها. معظم المباني التي هُدمت هي مساعدات قدمتها دول أوروبية قام ممثلوها بزيارة المكان 3 مرات.
  • ممثلية الاتحاد الأوروبي في القدس قالت إن ما جرى هو اقتلاع بالقوة، يتعارض مع القانون الدولي: مثل الذي جرى ويخطَّط له في جنوبي الضفة الغربية. وهذه العمليات تنفَّذ يومياً بواسطة الأذرع المخصصة للجيش الإسرائيلي والإدارة المدنية- بؤر استيطانية كثيرة على صورة مزارع أبقار، لكنها مسلحة تقف وراءها حركة "أمانا". مدير الحركة زئيف حفار اعترف في الأول من أمس بما هو واضح منذ وقت طويل لنشطاء حركة تعايش وحركة مراقبة الحواجز "واتش محسوم": بالنسبة إلى نهب الأراضي الفلسطينية والدفع قدماً بخطة الطرد فإن هذه المزارع أكثر فعالية من البناء في المستوطنات (هاجر سيزيف، "هآرتس" 22/2).
  • خطة المحميات الإسرائيلية معروفة وتتعارض مع السياسة الأوروبية الرسمية، وهي تطبق خلال السنوات العشر الأخيرة علناً من دون خجل. الفشل الأوروبي في لجمها لا يعود إلى مشكلة الكورونا وضعف داخلي أو خلافات في الرأي بين هنغاريا وفرنسا. بل يدل في الأساس على عدم اكتراث أوروبا، التي لا يزال استعمارها في القرن التاسع عشر حياً بين نهر الأردن والبحر المتوسط. وبعكس إسرائيل، المكانة الدولية للفلسطينيين ضعيفة جداً ولا تقف وراءهم قوة عظمى أو قوة اقتصادية ذات تأثير.
  • صحيح أن الإسرائيليين الذين يعيشون في شمالي تل أبيب، أو في ديمونا أو مشمار هعيمك، لا يهمهم أن جيشهم وأقاربهم وأصدقاءهم وهم أنفسهم ينفذون خطة ترانسفير صغيرة. كي تعرفوا ذلك، شاهدوا القنوات الإخبارية وافحصوا ما الأكثر انتشاراً في التدوينات والتغريدات، تروا العدد القليل من الإسرائيليين الذين يقفون إلى جانب الفلسطينيين في مواجهة مفترسيهم. من أجل هذا يوجد قانون دولي، وشرعة حقوق الإنسان، وأبحاث تاريخية واعتذارات أوروبية عن جرائم الماضي: منع حدوث كوارث إضافية من صنع البشر والسياسة والمصالح الاقتصادية.
  • وحدها عقوبات سياسية واقتصادية مؤلمة تفرضها أوروبا ستعلّم الجمهور اليهودي-الإسرائيلي أنه لا يستطيع الاستفادة من أمرين: الحصول منها على تأييد غير مشروط بصفته "ضحية استغلال جماعي لا نهاية له" لمشروع الطرد والإبادة الجماعية، الذي حدث في الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي، وأيضاً هندسة مشروع طرد ونهب أملاك الفلسطينيين المستمر والمتواصل.