مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
"رفائيل" تعلن إنهاء تطوير نمط جديد لصاروخ جو - جو
وزارة الدفاع الإسرائيلية تعلن اختيار طائرة مروحية جديدة لسلاح الجو ستحل محل مروحيات "يسعور"
فرض طوق أمني شامل على الضفة الغربية وإغلاق المعابر مع قطاع غزة بسبب عيد المساخر
البدء بفرض حظر تجوال ليلي لمنع تفشّي فيروس كورونا
نتنياهو يجري اتصالاً هاتفياً بوليّ عهد البحرين ويؤكد أنه سيزور المنامة حالما تسمح الظروف الصحية بذلك
استطلاع "معاريف": 52 مقعداً لمعسكر الأحزاب المناهضة لاستمرار حكم نتنياهو و11 مقعداً لـ"يمينا" و9 مقاعد للقائمة المشتركة
مقالات وتحليلات
إسرائيل اختارت الحفاظ على الاستقرار في منطقة الحدود مع غزة لكنها تواصل مراقبة التعاظم المقلق لقوة حركة "حماس" التي لا تكف عن التخطيط للمواجهة المقبلة
بينما تهدد "حماس" بالفوز في الانتخابات في الضفة الغربية، تتوجه الأنظار في إسرائيل إلى أماكن أُخرى
مقابلة مع بنيامين نتنياهو: "أطوّر خياراً لمنع سلاح نووي إيراني بأي ثمن"
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"معاريف"، 26/2/2021
"رفائيل" تعلن إنهاء تطوير نمط جديد لصاروخ جو - جو

أعلنت سلطة تطوير الوسائل القتالية "رفائيل" أمس (الخميس) أنها أنهت تطوير نمط جديد لصاروخ جو- جو من طراز "I Derby ER" من خلال تجربة أُجريت في حقل التجارب "شديما" في جنوب إسرائيل هذا الأسبوع تم فيها إطلاق هذا الصاروخ.

 وأضافت "رفائيل" أن هذا النمط الجديد يصل إلى مدى 100 كيلومتر ويتميز بقدرته على إصابة عدد كبير من الأهداف في آن واحد بفضل جهاز الإنذار الإلكتروني - المغناطيسي في رأس الصاروخ الحربي، وكذلك يتميز بقدرته على إصابة الأهداف في ظلام الليل وفي أحوال جوية رديئة. كما يمكن تزويد طائرات متنوعة بهذا الصاروخ، وهو ما يزيد من قدراتها على خوض معارك جوية.

"يسرائيل هيوم"، 26/2/2021
وزارة الدفاع الإسرائيلية تعلن اختيار طائرة مروحية جديدة لسلاح الجو ستحل محل مروحيات "يسعور"

ذكر بيان صادر عن وزارة الدفاع الإسرائيلية أمس (الخميس) أن الوزارة اختارت الطائرة المروحية CH53K من إنتاج شركة "لوكهيد مارتن" لتكون طائرة نقل هجومية جديدة للجيش الإسرائيلي وكجزء من برنامج "تنوفا" [انطلاقة] المتعدد السنوات، وستحل المروحية الجديدة محل مروحيات "يسعور" التي يستخدمها سلاح الجو منذ أواخر ستينيات القرن الفائت.

وأضاف البيان أن القرار تم اتخاذه في نهاية عمل القيادة المهنية، والذي شمل رحلات جوية في جميع الطائرات المروحية المقترحة بالإضافة إلى فحص البدائل المتعددة من حيث الهندسة والتكنولوجيا والصيانة. وسيتم تقديم جميع التفصيلات، بما في ذلك عدد الطائرات المطلوبة، إلى اللجنة الوزارية لشؤون تجهيزات الجيش في أقرب وقت ممكن.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس إن قرار شراء مروحيات نقل جديدة للقوات الجوية بعد عقود يُعدّ خطوة مهمة في بناء قوة الجيش، وهو ضروري لتنفيذ مجموعة واسعة من المهمات العملانية الروتينية والقتالية، وأشار إلى أن المروحية الجديدة تتكيف مع الحاجات التشغيلية وتحديات ساحة المعركة المتغيرة.

"معاريف"، 26/2/2021
فرض طوق أمني شامل على الضفة الغربية وإغلاق المعابر مع قطاع غزة بسبب عيد المساخر

قال بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أنه بمناسبة عيد البوريم [المساخر] لدى الشعب اليهودي سيتم فرض طوق أمني شامل على الضفة الغربية وإغلاق المعابر مع قطاع غزة اعتباراً من منتصف الليلة الماضية وحتى منتصف ليلة الأحد – الاثنين المقبلة.

وأضاف البيان أن خلال فترة الطوق الأمني ستبقى المعابر التجارية مفتوحة، كما سيُسمح بعبور حالات إنسانية وطبية واستثنائية فقط بعد الحصول على موافقة منسق شؤون الحكومة الإسرائيلية في المناطق [المحتلة].

"يديعوت أحرونوت"، 26/2/2021
البدء بفرض حظر تجوال ليلي لمنع تفشّي فيروس كورونا

بدأ اعتباراً من مساء أمس (الخميس) سريان مفعول قرار الحكومة الإسرائيلية القاضي بفرض حظر تجوال ليلي لمنع تفشّي فيروس كورونا خلال عيد البوريم [المساخر]. وسيستمر حتى يوم الأحد المقبل، ابتداء من الساعة الثامنة مساء ولغاية الساعة الخامسة فجراً.

وسيُحظر على السكان الخروج من المنازل لمسافة أكثر من كيلومتر والانتقال من منزل إلى آخر والمشاركة في احتفالات. كما سيُحظر تجمهر أكثر من 10 أشخاص في مكان مغلق وأكثر من 20 شخصاً في الهواء الطلق، وستُقلص المواصلات العامة بـ50%.

يُذكر أن حظر التجوال الليلي يستثني التجمعات السكانية العربية.

"يسرائيل هيوم"، 26/2/2021
نتنياهو يجري اتصالاً هاتفياً بوليّ عهد البحرين ويؤكد أنه سيزور المنامة حالما تسمح الظروف الصحية بذلك

قال بيان صادر عن ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية إن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أجرى أمس (الخميس) اتصالاً هاتفياً بوليّ العهد ورئيس الحكومة البحرينية الأمير سلمان بن حمد آل خليفة أكد خلاله أنه سيزور المنامة حالما تسمح له الظروف الصحية بذلك، كما تم التطرّق إلى الاتفاق النووي الايراني.

وأشار البيان إلى أن ولي العهد البحريني قام مجدداً بدعوة نتنياهو إلى زيارة البحرين، واتفق الزعيمان على أن يقوم نتنياهو بزيارة إلى المملكة في أول فرصة عندما يتيح معدل الإصابات بفيروس كورونا ذلك. 

وأضاف البيان أن ولي العهد البحريني قال إنه يرغب في دراسة إمكان انضمام البحرين إلى الاستثمار في مصنع لإنتاج اللقاحات ضد كورونا تنوي إسرائيل إقامته. كما تم تأكيد أهمية مشاركة دول المنطقة في أي مفاوضات بشأن الملف النووي الإيراني، وأن تشمل هذه المفاوضات مواضيع أوسع لما في ذلك من دور مهم في ترسيخ أسس الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط. 

يُذكر أن نتنياهو قام في مطلع شباط/فبراير الحالي وللمرة الثالثة على التوالي بإلغاء زيارة سريعة لعدة ساعات كانت مقررة إلى كل من البحرين والإمارات العربية المتحدة، وذلك بسبب الحظر المفروض على الطيران نتيجة تفشّي فيروس كورونا.

"معاريف"، 26/2/2021
استطلاع "معاريف": 52 مقعداً لمعسكر الأحزاب المناهضة لاستمرار حكم نتنياهو و11 مقعداً لـ"يمينا" و9 مقاعد للقائمة المشتركة

أظهر استطلاع للرأي العام أجرته صحيفة "معاريف" بواسطة معهد "بانلز بوليتيكس" المتخصص في شؤون الاستطلاعات أمس (الخميس) أنه في حال إجراء الانتخابات العامة للكنيست الـ24 الآن سيحصل معسكر الأحزاب المناهضة لاستمرار حُكم رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، والمؤلف من أحزاب "يوجد مستقبل" و"أمل جديد" و"إسرائيل بيتنا" والعمل و"أزرق أبيض" وميرتس من دون القائمة المشتركة، على 52 مقعداً، وإذا ما انضم إليه تحالف "يمينا" هناك إمكان لتأليف حكومة يستند إلى تأييد 63 عضو كنيست، في حين أن معسكر الأحزاب الذي يدعم إقامة حكومة برئاسة نتنياهو، والمؤلف من أحزاب الليكود والصهيونية الدينية واليهود الحريديم [المتشددون دينياً] سيحصل على 48 مقعداً، وإذا ما انضم إليه تحالف "يمينا" سيصبح لديه 59 مقعداً، وهي غير كافية لتأليف حكومة.

ووفقاً للاستطلاع، تحصل قائمة حزب الليكود برئاسة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو على 29 مقعداً، وقائمة "يوجد مستقبل" برئاسة عضو الكنيست يائير لبيد على 17 مقعداً، وقائمة "أمل جديد" برئاسة جدعون ساعر المنشق عن حزب الليكود على 14 مقعداً، وقائمة "يمينا" برئاسة عضو الكنيست نفتالي بينت على 11 مقعداً.

وتحصل القائمة المشتركة على 9 مقاعد، وتحصل قائمة حزب شاس الحريدي على 8 مقاعد، ويحصل كل من قائمة حزب "إسرائيل بيتنا" برئاسة أفيغدور ليبرمان، وقائمة حزب يهدوت هتوراه الحريدي على 7 مقاعد، ويحصل كل من قائمة حزب العمل برئاسة عضو الكنيست ميراف ميخائيلي، وقائمة "أزرق أبيض" برئاسة وزير الدفاع ورئيس الحكومة البديل بني غانتس على 5 مقاعد، ويحصل كل من قائمة الصهيونية الدينية برئاسة عضو الكنيست بتسلئيل سموتريتش التي تضم "عوتسما يهوديت" [قوة يهودية] من أتباع الحاخام مئير كهانا، وقائمة حزب ميرتس على 4 مقاعد.

ولن تتمكن قائمة راعم [القائمة العربية الموحدة] برئاسة عضو الكنيست منصور عباس، وقائمة "الحزب الاقتصادي" برئاسة المحاسب العام السابق لوزارة المال يارون زليخا، من تجاوز نسبة الحسم (3.25%).

وشمل الاستطلاع عينة مؤلفة من 593 شخصاً يمثلون جميع فئات السكان البالغين في إسرائيل مع نسبة خطأ حدّها الأقصى 4.2%.

 

 

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"معاريف"، 26/2/2021
إسرائيل اختارت الحفاظ على الاستقرار في منطقة الحدود مع غزة لكنها تواصل مراقبة التعاظم المقلق لقوة حركة "حماس" التي لا تكف عن التخطيط للمواجهة المقبلة
طال ليف - رام - محلل عسكري
  • يمكن القول إن أموراً كثيرة تغيرت في منطقة الحدود مع قطاع غزة خلال السنة الأخيرة، وليس فقط العائق الأمني الذي أقامته إسرائيل. وثمة أمور تتغير في غزة نفسها أيضاً. ومن السابق لأوانه التحدث عن استقرار أمني طويل الأمد، إذ يُحتمل في أي لحظة أن تندلع مواجهة عسكرية وتتطور بسرعة كبيرة. ومع ذلك يبدو أن السنة الأخيرة أوجدت أساساً أوسع لمثل هذا الاستقرار، وذلك بفضل مصالح اقتصادية، ووباء كورونا، وبفضل القطريين الذين يسخون بأموالهم، وبفضل إسرائيل التي تتيح تدفق هذه الأموال لأغراض إنسانية.
  • طوال الشهرين الفائتين لم يُطلق صاروخ واحد من قطاع غزة. ومع أن ذلك لا يشكل شهادة ضمان بعدم حدوث تصعيد في المستقبل، إلّا إنه يعكس واقعاً حالياً يبدو مستمراً منذ أشهر طويلة، تلتقي فيه مصالح إسرائيل وحركة "حماس" في مفترق الرغبة المشتركة في الحفاظ على الهدوء وعدم التدهور إلى التصعيد.
  • إن مَن يقود هذا الخط في غزة هو قائد "حماس" يحيى السنوار. ويمكن القول إن مكانته المركزية مستقرة. وفي إسرائيل تشير التقديرات السائدة إلى أنه في الوقت الحالي هناك احتمال كبير بأن يستمر الهدوء النسبي. ويجب أن نشير إلى أن هذا الهدوء لم يستتب من قبيل المصادفة، بل هو نتاج عمل أشخاص كثيرين من وراء الكواليس، وهم من المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، ومن مصر، وقطر، و"حماس". يُضاف إلى ذلك أن العلاقة غير المباشرة بين إسرائيل و"حماس" لم تكن أبداً بمثل ما هي عليه الآن، وتكاد تقترب من أن تكون علاقة شبه مباشرة.
  • لكن من المعروف أن في منطقتنا ما من شيء يكون بالمجان. ويدركون في إسرائيل أن ثمن الهدوء الذي يحظى به سكان المستوطنات في منطقة غلاف غزة بعد سنوات طويلة من عدم الاستقرار، يتم دفعه بعملة استمرار تعاظُم قوة "حماس" التي تستغل هذه الفترة إلى الحد الأقصى، ولا تكتفي بما هي عليه.
  • تسببت جولات التصعيد خلال السنوات الأخيرة بإلحاق أضرار بأسلحة نوعية لدى "حماس". ولا شك في أن فترة الهدوء تقيّد إلى حد كبير قدرة الجيش الإسرائيلي على القيام بعمليات، وفي هذه الأثناء يعملون في "حماس" على تطوير قدرات الصواريخ، وتدريب المقاتلين، وحفر الأنفاق. كذلك يتم استثمار موارد في القدرات العسكرية البحرية، وحادثة تدمير سفينة قبالة شواطئ غزة هذا الأسبوع زودتنا بمعلومة بسيطة بشأن محاولات "حماس" الرامية إلى تعاظُم قوتها في هذا المجال. والبيان الموجز الذي وصف فيه الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي تدمير تلك السفينة التي اقتربت من قوات سلاح البحر لا يعكس الصورة الكاملة.
  • يمكن التقدير أن "حماس" لم تتطلع هذا الأسبوع إلى تنفيذ عملية عسكرية بحرية. وفي صفوف الجيش الإسرائيلي تعاملوا مع سفينة "حماس" باعتبارها تهديداً محتملاً. وما أتاح لإسرائيل إمكان تدمير السفينة هو تجاوزها الحد المسموح به، وجرى ذلك بهدوء ومن دون ردة فعل من جانب "حماس"، وفي ظل تغطية إعلامية محدودة.
  • في مقابل معضلة الخيار بين تعاظُم قوة "حماس" وسائر المنظمات "الإرهابية" [في قطاع غزة] وبين الهدوء الأمني، تختار إسرائيل الحفاظ على الاستقرار، لكنها في الوقت عينه تواصل مراقبة التعاظُم المقلق لقوة "حماس" التي لا تكف للحظة عن التخطيط للمواجهة العسكرية المقبلة.

 

"هآرتس"، 26/2/2021
بينما تهدد "حماس" بالفوز في الانتخابات في الضفة الغربية، تتوجه الأنظار في إسرائيل إلى أماكن أُخرى
عاموس هرئيل - محلل عسكري
  • بين الانتخابات القريبة للكنيست والكورونا والتحذيرات من تقدُّم المشروع النووي الإيراني، إسرائيل تقريباً لا تخصص انتباهاً لما يجري تحت أنفها في الساحة الفلسطينية. السياسيون الإسرائيليون مشغولون جداً. وحتى عندما يُسأل عن ذلك مسؤولون كبار في الجيش، جزء منهم يميل إلى التقليل من أهمية الموضوع. يقال إن الفلسطينيين مشغولون بالأذى الصحي والاقتصادي للكورونا، وبالإعداد للانتخابات التي وافقت عليها فجأة السلطة و"حماس"، والتي يجب أن تجري في أيار/مايو المقبل. وفي القائمة الحالية لمخاوف المؤسسة الأمنية هم موجودون في مكان متدنٍّ نسبياً.
  • من الممكن أن يتضح أن هذا التأويل مغلوط وقصير النظر بصورة خاصة. بعض الذين يعالجون الموضوع يرونه بصورة مختلفة- هم يذكّرون بالمرات التي اعتقدت فيها إسرائيل أن لا شيء خارج عن المألوف يهددها من المناطق الخاضعة لسيطرتها المباشرة أو غير المباشرة. هذا كان التفكير عشية نشوب الانتفاضة الأولى في كانون الأول/ديسمبر 1987 ("الفلسطينيون قلقون في الأساس من مشكلات تحصيل رزقهم")، أيضاً عشية الانتخابات الوحيدة التي جرت للبرلمان الفلسطيني في كانون الثاني/يناير 2006، عندما فاجأت "حماس" السلطة الفلسطينية والاستخبارات الإسرائيلية بفوزها. الأزمة التي نشبت لاحقاً بين "حماس" وبين "فتح" سرّعت سيطرة "حماس"بالقوة على قطاع غزة بعد نحو عام ونصف العام.
  • بعد أكثر من عشر سنوات من اتصالات المصالحة وتقارير مغلوطة لا نهاية لها بشأن حدوث انعطافة، يبدو هذه المرة أن رئيس السلطة الفلسطينية ينوي جدياً الذهاب إلى انتخابات. يبدو أن محمود عباس (أبو مازن) وصل إلى خلاصة أن إجراء الانتخابات هو السبيل الصحيح للفت انتباه الإدارة الأميركية الجديدة. لكن في إسرائيل يزداد التخوف من فوز "حماس" في الانتخابات. في القطاع لن يكون هناك طرف يزعزع تأييدها، في الضفة الغربية سيتدفق الناخبون نحو "حماس" في ضوء الضعف والفساد اللذين تُتهم بهما قيادة السلطة. جزء من عناصر الاستخبارات الإسرائيلية يرون في ذلك خطراً لا يُحتمل، يمكن أن يتدهور لاحقاً إلى اشتباك عسكري بين "حماس" وإسرائيل.
  • يرى بعض كبار مسؤولي "حماس"، بينهم المبعَدان من الضفة الغربية، صالح العاروري وخالد مشعل، في السيطرة السريعة على الضفة الغربية قبل أو بعد نزول عباس عن المنصة، خطوة حاسمة في تطور الحركة. في حوار مع المجتمع الدولي، ترفض قيادة "حماس" قبول الشروط الأربعة للجنة الرباعية، وبينها الاعتراف العلني بإسرائيل. مسؤولون إسرائيليون كبار تحدثوا في الأشهر الأخيرة مع عباس وحذروه من فوز "حماس"، واقترحوا عليه إيجاد طريقة لتجميد التحضيرات الانتخابية خوفاً من خسارته. وسألوه: "هل هذا هو الإرث الذي تريد أن تتركه بعدك؟"
  • من الصعب تخيُّل الدبابات الإسرائيلية تعود إلى شوارع رام الله لتعطيل نتائج التصويت الديمقراطي. ونأمل بألّا تفعل إسرائيل ما فعله الاتحاد السوفياتي الذي غزا الدول المجاورة له في الخمسينيات أو في الستينيات - ويمكن الافتراض بالتأكيد أن المؤسسة الديمقراطية في الولايات المتحدة لن تسمح لها بخطوة كهذه.
  • الطريقة التي ستتعامل بها إدارة بايدن مع الانتخابات في المناطق تتعلق بصورة غير مباشرة أيضاً بعلاقتها بالسعودية. بعد قصة الغرام بين الرئيس دونالد ترامب والعائلة المالكة في الرياض، وصلت أزمان أُخرى. الديمقراطيون الذين انتقدوا في الماضي قتل الصحافي جمال خاشقجي على يدي رجال ولي العهد محمد بن سلمان، دانوا مؤخرا قتل المدنيين في الحرب العقيمة التي تخوضها السعودية في اليمن، وأخرجوا المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران من لائحة التنظيمات الإرهابية.
  • مع كل ذلك، من المحتمل أن تولّد مجموعة ظروف نافذة فرص للسعوديين لتحسين علاقاتهم مع الإدارة وتحسين مكانتهم الإقليمية. محمد بن سلمان الذي حافظ على البقاء وراء الكواليس، كان القوة المحركة لاتفاقات التطبيع بين إسرائيل والإمارات والبحرين. لقد أيّد أيضاً "صفقة القرن" لترامب في المسار الفلسطيني، والتي انتهت بالفشل كما هو متوقع. ربما حان الوقت بالنسبة إلى الرياض لإحياء المبادرة السعودية التي قدمها ولي العهد آنذاك عبد الله في سنة 2002 وتبنتها الجامعة العربية. خطوة كهذه مترافقة مع تطبيع بين السعودية وإسرائيل واستئناف جوهري للمفاوضات الإسرائيلية-الفلسطينية يمكن أن تعيد خلط الأوراق في الشرق الأوسط (بالإضافة إلى أنها ستدفع الإيرانيين إلى الجنون).
  • فيما يتعلق بإيران، أخيراً جرى في إسرائيل هذا الأسبوع نقاش استراتيجي بطلب من وزير الدفاع بني غانتس. استجاب رئيس الحكومة لضغوط غانتس، وجمع القيادتين السياسية والأمنية لفحص عميق للتغييرات التي حدثت مؤخراً، وعلى رأسها توجُّه بايدن إلى الانضمام إلى صيغة محدّثة للاتفاق النووي مع طهران. في الفترة المقبلة من المفترض أن يُستأنف الحوار الاستراتيجي بين إسرائيل والإدارة الجديدة، وعلى رأسه المسألة الإيرانية.
  • يواصل نتنياهو إنتاج خط مواجهة. يقول إن على القيادة الإسرائيلية واجباً تاريخياً بأن توضح للعالم مدى فظاعة الاتفاق المعدل. غانتس ووزير الخارجية غابي أشكنازي، يعتقدان أن من واجب إسرائيل العمل مع الأميركيين ومحاولة التأثير في مواقفهم قبل توقيع الاتفاق. هذا الخلاف لن يُحسم قريباً. نتنياهو لن يسمح بحوار جدي قبل انتخابات الكنيست، أي بعد أقل من شهر. ثمة شك في أن أحداً سيتحرك بعدها ما دام هناك حكومة موقتة. في هذه الأثناء، على ما يبدو سيبدأ الأميركيون الحديث مباشرة مع الإيرانيين.

 

"يسرائيل هَيوم"، 25/2/2021
مقابلة مع بنيامين نتنياهو: "أطوّر خياراً لمنع سلاح نووي إيراني بأي ثمن"
بوعاز بسموت، وأمنون لورد - معلقان سياسيان

[نشرت صحيفة "يسرائيل اليوم" في ملحقها الأسبوعي مقابلة أجرتها مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو،  نقتطف أهم ما جاء فيها]

  • هناك انطباع أننا سننتقل بسرعة من جدول عمل وبائي إلى جدول عمل شتاء سياسي، وعلى رأسه العودة السريعة إلى الاتفاق النووي. وهناك عودة إلى الحديث عن حل الدولتين لشعبين.

"أعتقد أن الانتخابات المقبلة هي على مَن سيكون رئيس الحكومة المقبلة، أنا أو يائير لبيد. اسألوا أي مواطن، مَن وقف بحزم في مواجهة ضغوطات الإدارات الأميركية، كان هناك إدارات أرادت إعادتنا إلى خطوط 1967، والتسبب بخطر كبير لنا. لبيد قال إن الحل بالنسبة إليه هو اقتلاع 100 ألف يهودي، وتقديم تنازلات وانسحابات تعرّض أمننا للخطر. الأميركيون يعرفون احترام موقفنا الصارم من الناحية السياسية أيضاً في موضوع إيران."

"هناك سؤال، مَن سيقف في مواجهة إيران، أنا أم لبيد؟ مَن يقود معارضة عالمية ضد السلاح النووي الإيراني، أنا أم لبيد الذي أيّد هذا الاتفاق مع رفاقه؟ ولا يقتصر هذا على هذه الصعد فقط. مَن سيدفع باقتصادنا إلى الأمام؟ أنا الذي حققت الثورة الاقتصادية في إسرائيل وأخرجتها للتو من أزمة اقتصادية كبيرة، أم لبيد الذي كان أفشل وزير للمال؟ مَن جلب وسيجلب ملايين اللقاحات؟

  • لكن المشكلة ليست في خلافاتك مع غانتس ولبيد أو اليسار، بل في الخلاف مع بايدن ورجاله.

"لقد أثبتت أنني قادر على المحافظة على المصالح الحيوية لدولة إسرائيل في مواجهة الضغوطات التي لم يواجهها رئيس حكومة."

  • لكن لا يزال هناك اتفاق، مليء بالفجوات، لكنه اتفاق.

"المعارضة التي قدتها في خطابي أمام الكونغرس أدت إلى أن الرأي العام في الولايات المتحدة استمر في رؤية إيران عنصراً معادياً، وهذا ما يجري اليوم أيضاً، لذلك عندما تغيرت الإدارة خرجوا من الاتفاق. لكنني لا أقول إن الصراع ضد السلاح النووي الإيراني انتهى؛ على العكس هو لا يزال مستمراً. حصول إيران على قنبلة نووية يشكل تهديداً وجودياً  لإسرائيل. النضال من أجل منع حدوث ذلك هو الهدف الأول لرئيس الحكومة المقبل. مَن سيفعل ذلك - لبيد مع شركائه جدعون ساعر وبينت؟ أم أنا الذي قدت النضال العالمي وما زلت أقوده؟ ما دمت رئيساً للحكومة لن يكون لإيران سلاح نووي. سأفعل كل ما هو مطلوب لمنع ذلك، وقلت ذلك للرئيس بايدن. مع اتفاق أو من دون اتفاق".

  • هل يعني هذا أن الحل الأخير الذي بقي لنا في الوضع الحالي هو حل عسكري؟

"لماذا؟ عملنا بطرق كثيرة ولن أدخل في تفصيلات كل ما فعلناه بضغوطات سياسية، أيضاً خلال فترة أوباما. وقمنا بعمليات استخباراتية، الدخول المفاجىء إلى الأرشيف النووي ونشر هذه المادة التي تُظهر مشاريع إيران وانتهاكاتها للحصول على سلاح نووي، وطرق أُخرى لن أتطرق إليها حالياً."

  • على افتراض أننا سنضطر إلى أن نكون أكثر فعالية، هل تبدُّل الحكم في الولايات المتحدة قرّب المنطقة من الحرب؟

"أقول إن العودة إلى الاتفاق النووي السابق هو خطأ فادح. قبل كل شيء لأننا لسنا في سنة 2015، وإيران مضت قدماً بواسطة الاتفاق الذي أُعطيَ لها لتطوير أجهزة طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم بسرعة كبيرة جداً، بالإضافة إلى خرقها الاتفاق. إيران في سنة 2021 ليست إيران في سنة 2015. العودة إلى اتفاق  يفتح لها الطريق إلى ترسانة نووية سيكون خطأ كبيراً سيشكل تهديداً لنا وأيضاً للمنطقة، ونتيجة ذلك دول كثيرة في الشرق الأوسط ستتحول إلى دول نووية. هذا تطور خطِر في تاريخ الإنسانية وسأفعل كل ما في استطاعتي لمنعه."

  • هل الضغوطات يمكن أن تقضي فعلاً على اتفاقات السلام بيننا وبين الإمارات والمغرب؟

"على العكس - هي ستقوّي الاتفاقات، لأن كل الدول التي تتخوف من انهيار أنظمتها على يد النشاط التآمري لإيران وعدوانيتها، تعتبرنا مدماكاً أساسياً في الدفاع عنها بسبب الإصرار الذي أقوده في معارضة إيران. إدراك هذه الدول أن إسرائيل هي حليف حيوي لها هو مكون أساسي، بالإضافة إلى القدرة التكنولوجية والاقتصادية التي تثير الدهشة هناك. لقد ألغيتُ الفيتو الفلسطيني الذي كان موجوداً، والذي منعنا من اختراق هذا المجال وتحقيق مصالحنا الاقتصادية والأمنية أيضاً - مع دول عربية. وهذا الأمر لا عودة عنه."

  • سيدي رئيس الحكومة أنا أرى الأمر بصورة مخالفة. نظراً إلى أن إيران تهدد أيضاً الإمارات والسعودية، ولهذه الدول علاقات مع إيران ونحن لا توجد علاقات لنا معها، فإن إدارة مثل إدارة بايدن يمكنها أن تدفعهم إلى التقرب من إيران والابتعاد عنا.

"القاعدة السائدة في الساحة السياسية هي عقيدة جابوتنسكي. إذا كان الطرف الآخر يضغط عليك في اتجاه سلبي بالنسبة إليك، عليك الضغط في الاتجاه المعاكس لموازنته. هذا جهد لا نهاية له. أنا أقوم بالضغوطات المعاكسة، أيضاً من خلال ترابط المصالح مع الدول العربية، وأيضاً من خلال معارضة الاتصالات بين إيران والإدارة الأميركية، وأيضاً في مواجهة الرأي العام الأميركي والعالمي. حتى اليوم نجحنا في جهود ضخمة لمنع إيران من الحصول على هذا التسلح وتجاوز الخطوط الحمراء التي وضعتها حينها. لا أقول إن الجهد توقف. السؤال الذي يجب طرحه - مَن سيستمر فيه؟"

  • خضت معركتك الانتخابية الأولى قبل 25 عاماً. ما الفارق بين حينئذ واليوم؟

"الفارق الكبير هو أن اليوم ليس لدينا معركة، اليوم لدينا أفعال. اليوم يرى الناخبون ماذا يحدث، وهذا لا علاقة له بالشعارات وأفلام الدعاية. هذا هو الفارق في هذه الحملة الانتخابية."

  • ربما التغيير الكبير هو علاقتك بالجمهور العربي؟

"تغيير كبير وتاريخي."

  • كنت تقول عنهم عموماً "الجمهور غير اليهودي"، والآن تقول عنهم "المجتمع العربي".

"أقول عنهم أيضاً عرب. فحصت كم وظّفنا في الجمهور العربي. ورأيت أن هناك صراعاً بين التقدم وبين ظلامية الإسلام المتطرف. أردت دائماً أن أرى العرب يختارون التقدم والاندماج في دولة إسرائيل. فحصت كم وظّفنا منذ سنة 2011 حتى اليوم - هذا ليس فقط 15 مليار شيكل لسد الفجوات، بل 21 مليار شيكل، أعطينا المليارات للبدو في الشمال والجنوب. وللجمهور الدرزي لزيادة الأمن وخطة العمل."

"هذه الدولة القومية للشعب اليهودي، لكن يجب أن يكون فيها مساواة في الحقوق والفرص لكل مواطن، وهذه أيضاً عقيدة جابوتنسكي. الفارق الكبير أن اليوم فتح الجمهور العربي عينيه. قلت لهم: لا تصوتوا للقائمة المشتركة، لأنها لا تمثلكم. إنها تتطرف في خطابها. وتجركم إلى طريق مسدود يقود إلى الاشتباك مع الصهيونية وتأييد الإرهاب. إنها تجركم إلى سردية منظمة التحرير الفلسطينية و"حماس".