مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
المحققون الهنود مقتنعون بأن إيران وراء الهجوم بالقرب من السفارة الإسرائيلية في نيودلهي
قوة من الجيش الإسرائيلي تطلق النار على فلسطينيين بالقرب من بيت لحم
تقارير من لبنان: الجيش اللبناني يطلق النار على مسيّرة إسرائيلية
استطلاع للرأي: صعود حزب "يوجد مستقبل" إلى 20 مقعداً و"الليكود" يحافظ على 28 مقعداً
تقرير: بعد انتهاء زيارة البابا، تخوف من رد عسكري أميركي في العراق
مقالات وتحليلات
يجب تلقيح كل الفلسطينيين وليس الذين يعملون عندنا فقط
النموذج الإيراني وراء الهجوم على الباخرة الإسرائيلية
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"معاريف"، 8/1/2021
المحققون الهنود مقتنعون بأن إيران وراء الهجوم بالقرب من السفارة الإسرائيلية في نيودلهي

بعد أكثر من شهر على انفجار عبوة ناسفة بالقرب من السفارة الإسرائيلية في نيودلهي، توصل المحققون الهنود إلى خلاصة مفادها أن فيلق القدس الإيراني هو وراء الهجوم، لكن مواطناً هندياً هو الذي زرع العبوة.

في البداية اعتقدوا في الهند أن تنظيم الدولة الإسلامية هو المسؤول عن الهجوم،  لكن أجهزة محاربة الإرهاب توصلت إلى أن الهجوم هو جزء من صراع إيران ضد إسرائيل. وبما أن الهند هي دولة صديقة لإيران فإن العبوة كانت صغيرة وضررها محدود.

"يديعوت أحرونوت"، 8/3/2021
قوة من الجيش الإسرائيلي تطلق النار على فلسطينيين بالقرب من بيت لحم

أطلق الجنود الإسرائيليون النار مساء الإثنين على فلسطينيين قاما برشق الزجاجات المشتعلة على الطريق 60 في غوش عتسيون، الأمر الذي أدى إلى إصابتهما بجروح بليغة، بحسب مصادر فلسطينية.

قبل ذلك وقعت حادثتان أمنيتان في منطقة الضفة الغربية، الأولى في مزرعة أفرايم، حيث حاولت فلسطينية طعن امرأة كانت موجودة هناك بسكين مطبخ. وأوقفت قوات الأمن المرأة من دون إطلاق النار عليها. قبلها أحبطت قوة من الجيش محاولة طعن أُخرى في أثناء عملية اعتقال كانت تقوم بها في شمال شرق الضفة  في بلدة طوباس، عندما حاول فلسطيني طعن أحد الجنود، فأطلق قائد القوة النار عليه وأصابه بجروح.

"معاريف"، 9/3/2021
تقارير من لبنان: الجيش اللبناني يطلق النار على مسيّرة إسرائيلية

ذكرت تقارير نشرتها وسائل إعلامية لبنانية أن الجيش اللبناني أطلق النيران المضادة للطائرات على مسيّرة إسرائيلية كانت تحلق في أجواء منطقة ميس الجبل في الجنوب اللبناني من دون وقوع إصابات.

تجدر الإشارة إلى أن حزب الله أطلق قبل شهر صاروخاً على مسيّرة إسرائيلية من دون أن يصيبها، بحسب تقارير لبنانية. يومها ذكر بيان للجيش الإسرائيلي أن المسيّرة كانت في مهمة عادية في الأجواء اللبنانية، وأنها لم تُصَب بأذى وأكملت مهمتها.

"معاريف"، 9/3/2021
استطلاع للرأي: صعود حزب "يوجد مستقبل" إلى 20 مقعداً و"الليكود" يحافظ على 28 مقعداً

بالاستناد إلى استطلاع أجراه معهد Panels Politics برئاسة مناحيم لازار، واصل حزب "يوجد مستقبل" صعوده ووصل إلى 20 مقعداًـ مع زيادة مقعد واحد مقارنة بالأسبوع الماضي. بينما حافظ "الليكود" على قوته مع 28 مقعداً، وبذلك تكون الفجوة التي تفصل بين  لبيد ونتنياهو هي الأدنى منذ بدء الحملة الانتخابية. كما سجل حزب "يمينا" تقدماً مع 12 مقعداً، بينما انخفضت مقاعد حزب "يوجد أمل" برئاسة جدعون ساعر إلى 11 مقعداً. كما انخفضت مقاعد كتلة الأحزاب الحريدية إلى 14 مقعداً، وصعد حزب "إسرائيل بيتنا" برئاسة أفيغدور ليبرمان من سبعة مقاعد إلى ثمانية. ومن بين الأحزاب التي سجلت تراجعاً القائمة المشتركة التي حصلت في الاستطلاع على 8 مقاعد فقط. وحصل حزب "أزرق أبيض" برئاسة بني غانتس على 8 مقاعد. ولا يزال على حافة نسبة الحسم حزب "الصهيونية اليهودية" برئاسة بتسلئيل سموتريتش، و"حركة ميرتس" برئاسة نيتسان هوروفيتس. وبقي تحت نسبة الحسم حزب "راعام" برئاسة منصور عباس وحزب يارون زليخا الاقتصادي.

وبحسب نتائج الاستطلاع، لا يزال بنيامين نتنياهو لا يملك أكثرية 61 مقعداً تسمح له بتأليف حكومة. كتلة اليمين والحريديم لديها 46 مقعداً، ومع حزب "يمينا" تصل إلى 58 مقعداً- في المقابل كتلة الأحزاب المعارضة لنتيناهو ما زالت تملك 62 مقعداً.

"مركز القدس للشؤون العامة والسياسية"، 8/3/2021
تقرير: بعد انتهاء زيارة البابا، تخوف من رد عسكري أميركي في العراق

يبدو  أن الرئيس الأميركي جو بايدن لا ينوي التراجع أمام الضغوطات الإيرانية الدبلوماسية والعسكرية في آن معاً. في نهاية الأسبوع الماضي مدد الرئيس الأميركي عاماً آخر "حالة الطوارىء الخاصة"  في الولايات المتحدة في مواجهة إيران بحجة أن الأخيرة لا تزال تشكل تهديداً استثنائياً للولايات المتحدة، وبسبب استمرار تأييدها لوكلائها في الشرق الأوسط. وصدر بيان بهذا الشأن عن الكونغرس. في مقابل ذلك، أعلن ناطقون رسميون بلسان الإدارة أن الولايات المتحدة تواصل فحص مَن يقف وراء الهجوم بالصواريخ على القاعدة الأميركية الجوية الكبيرة في "عين الأسد" في العراق في نهاية الأسبوع الماضي.

والتقدير أن ميليشيات "كتائب حزب الله" المدعومة من إيران هي التي نفّذت الهجوم رداً على القصف الأميركي لمعسكرات الميليشيات الموالية لإيران على الحدود العراقية-السورية.

وزير الدفاع الأميركي قال في 7 آذار/مارس إن الولايات المتحدة سترد على الهجوم على قاعدة "عين الأسد" في العراق في التوقيت الذي تختاره، وأنه يأمل بـ"أن تقوم إيران بالأمور بصورة صحيحة".

صور الأقمار الصناعية التي عرضتها محطة السي. أن. أن في 28 شباط/فبراير للمواقع التي قصفتها طائرات سلاح الجو الأميركي على الحدود السورية - العراقية لا تترك مجالاً للشك في أن الهجوم كان كبيراً. المواقع التي قُصفت تعود إلى تنظيمين مواليين لإيران هما "كتائب حزب الله" و"سيد الشهداء"، اللذين ينتميان إلى "الحشد الشعبي" المدعوم من إيران، وهما اللذان يتهمهما الأميركيون بالهجوم على أهداف أميركية في العراق بصورة دائمة.

اعتمد تحرك الأميركيين على معلومات استخباراتية دقيقة من أجهزتهم الاستخباراتية ومعلومات وصلت إليهم من العراق. وحاول الرئيس الأميركي عدم شد الحبل أكثر من اللزوم في مواجهة إيران والتسبب بتصعيد كبير في العراق، حيث ينتشر جنود أميركيون. الجبهة الحقيقية للولايات المتحدة هي في العراق بمواجهة الميليشيات الموالية لإيران، وليس في سورية.

أدى القصف الأميركي على شرق سورية إلى مقتل 22 شخصاً، ويبدو أن الرئيس الأميركي أراد إرسال رسالة بواسطة الهجوم إلى الميليشيات الموالية لإيران في سورية لنقلها إلى إيران، وهي أنه مع الحوار السياسي، لكن الولايات المتحدة لا تزال تحتفظ بالخيار العسكري، ولن تقبل المسّ بمواطنيها أو جنودها.

الرسالة الردعية للرئيس بايدن عبر الهجوم في سورية كانت واضحة: كل مسّ بالأميركيين في العراق سيواجَه برد عسكري فوري. لكن إيران لا تنوي التخلي عن ميليشياتها التي ردت بالهجوم على قاعدة "عين الأسد" الأميركية في العراق. لذا يزداد التخوف في العراق من أن الرد الأميركي على الهجوم على قاعدة "عين الأسد" هو مسـألة وقت فقط. وفي رأي مسؤولين عراقيين، أن الرد تأجل بسبب الزيارة التاريخية التي قام بها البابا إلى العراق.

تواصل إيران هجماتها بواسطة الميليشيات الموالية لها على أهداف أميركية لسببين: الأول، مواصلة الانتقام من الولايات المتحدة لاغتيال قاسم سليماني، وتحقيق انسحاب الجنود الأميركيين من العراق وفقاً للقرار الذي اتخذه البرلمان العراقي قبل نحو عام. أمّا السبب الثاني فهو الضغط على إدارة بايدن لرفع العقوبات عن إيران والعودة إلى الاتفاق النووي من سنة 2015.

من جهتها الإدارة الأميركية ليست معنية بالتصعيد، لكن إذا لم ترد على الهجوم على "عين الأسد" سيفسَّر هذا بأنه علامة ضعف من طرف الرئيس بايدن الذي يحاول بناء الردع الأميركي.

من جهة أُخرى تنوي إيران مواصلة هجماتها على أهداف أميركية في العراق. وهذا قرار استراتيجي اتخذه المرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي، ويبدو أن على الرئيس الأميركي أن يقرر ما إذا كان سيدخل في اللعبة الإيرانية في العراق التي تهدف إلى استنزاف الولايات المتحدة  هناك.

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 9/3/2021
يجب تلقيح كل الفلسطينيين وليس الذين يعملون عندنا فقط
افتتاحية
  • في الأمس وبعد الكثير من التأجيل، بدأت عملية تلقيح العمال الفلسطينيين الذي يعملون بإذن في إسرائيل وفي المستوطنات. بحسب المخطط، 120 ألف عامل سيأخذون لقاحاً من إنتاج شركة موديرنا. مراكز التلقيح ستقام في الجانب الإسرائيلي من الحواجز، وسيشغلها طاقم طبي إسرائيلي بوجود ممثلين عن الإدارة المدنية وسلطة المعابر.
  • ما يجري هو خطوة مهمة ومباركة، يجب أن تكون الأولى في سلسلة خطوات تؤدي في نهاية الأمر إلى تلقيح كل السكان الفلسطينيين. يجب رفض المنطق القائل إن مسؤولية إسرائيل عن الفلسطينيين تنتهي عند الحاجز. فكم بالأحرى عندما تطالب حكومات إسرائيل بملكية الأراضي المحتلة بحد ذاتها.
  • لإسرائيل واجبات وبائية، أخلاقية وقانونية (مستمدة من واجبها كدولة "احتلال"، بحسب معاهدة جنيف) إزاء كل السكان الفلسطينيين في المناطق وليس فقط هؤلاء الذين يعملون لديها. أية محاولة للتهرب من هذا الواجب ستؤدي إلى استمرار تفشّي المرض داخل دولة إسرائيل. لكن ما لا يقل أهمية – أنها ستكون دليلاً على عدم المنطق وعدم الأخلاق في أساس نظام الاحتلال الذي تطبقه إسرائيل. إذا كانت إسرائيل هي التي تسيطر على المنطقة فهي بالتأكيد تسيطر على كل المعابر والمداخل، ومن واجبها الحرص على رفاه وسلامة كل من يعيش في هذه المنطقة. الفلسطينيون ليسوا فقط عمالاً في مواقع البناء وفي معاملنا الصناعية، هم أيضاً بشر من حقهم الحصول على الحماية من الوباء.
  • بدلاً من المتاجرة باللقاحات مع حكومات في العالم كي تنقل سفاراتها إلى القدس، يتعين على حكومة إسرائيل نقل كل فوائض اللقاحات اليومية إلى الفلسطينيين. ليس مقبولاً أن يفضل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو شراء تأييد دبلوماسي بواسطة ما تبقى من اللقاحات بدلاً من تلقيح الفلسطينيين.
  • يجب السعي لتعزيز التعاون الطبي مع السلطة الفلسطينية. وبالإضافة إلى تلقيح العمال يتعين على إسرائيل الحرص على الفور على نقل اللقاحات إلى جهات طبية فلسطينية، وإلى السكان الذين هم في خطر. لاحقاً عليها العمل بالتعاون مع السلطة الفلسطينية من أجل شراء مخزون من اللقاحات لكل السكان. كما يتعين على إسرائيل تسهيل انتقال اللقاحات إلى الضفة الغربية وغزة من دون الخضوع للمساومة الأمنية في مسألة الأسرى الإسرائيليين الأحياء والأموات.
  • ليس هذا أمراً صحيحاً يجب القيام به من كل النواحي فحسب، بل هو أيضاً مصلحة صحية إسرائيلية. وباء الكورونا لا يعبأ بالخط الأخضر. لذا فإن تلقيح المواطنين على أحد طرفيه وإهمال تلقيح ملايين الفلسطينيين الذي يسكنون في الطرف الثاني سيخرب مساعي اقتلاع الوباء. الطريق إلى وقف الوباء تمر بطريق تلقيح الفلسطينيين، وهي الطريق الوحيدة كي نكون بشراً.

 

"مكور ريشون"، 7/3/2021
النموذج الإيراني وراء الهجوم على الباخرة الإسرائيلية
عمير رابوبورت - محلل عسكري
  • حدث هذا يوم الجمعة قبل أسبوع، بالقرب من ساحل عُمان في الخليج الفارسي: سُمع انفجاران من جانبي الباخرة "هليوس راي". لكن الوقائع واضحة. منذ ذلك الحين فصاعداً برزت تقديرات وتبصرات لا بأس بها بشأن الساحة البحرية الأكثر احتداماً في العالم، وأيضاً بشأن حرب إيرانية - إسرائيلية ترتفع درجة درجة، إلى حد طرح السؤال هل إسرائيل غارقة  في نظرية عمل غير صحيحة.
  • الاحتمال الأول المطروح أن الهجوم هو فقط حلقة من سلسلة طويلة من الهجمات في الخليج الفارسي في البحر والبر، شملت أهدافاً، مثل حقل النفط المركزي في السعودية الذي توقف نصفه عن العمل جرّاء هجوم إيراني عنيف في أيلول/سبتمبر قبل عام ونصف العام. قبل ذلك بوقت قليل، في صيف 2019، تعرضت عدة سفن تجارية لانفجار ألغام بحرية وألغام أُلصقتها قوة كوماندوس تابعة للحرس الثوري الإيراني عبر زوارق سريعة جرى توثيق عملياتها بواسطة سلاح البحرية الأميركي.
  • لدى كل طرف في المنطقة المتوترة أسباب لمهاجمة الطرف الآخر من حين إلى آخر، وخصوصاً الجمهورية الإسلامية التي تسعى لاستخدام الضغط لتخفيف عبء العقوبات عنها قليلاً. لكن عندما اتضح أن الباخرة تعود إلى رجل الأعمال الإسرائيلي رامي أونغار، طُرح فوراً احتمال أن يكون الهجوم الإيراني وُجِّه علناً ضد هدف إسرائيلي. فهل هذا صحيح؟
  • لدى حدوث الهجوم كانت السفينة ترفع علم جزر الباهامس، وكانت في طريقها إلى سنغافورة بعد أن أنزلت سيارات أوروبية في مرافىء عُمان والسعودية والبحرين. الهجوم على جانب السفينة كان فوق سطح الماء، وعلى ما يبدو كان مقصوداً للحؤول دون غرقها وحدوث رد عنيف.
  • رست الباخرة لإجراء التصليحات في مرفأ دبي، وهناك جرى التحقيق قي ظروف الانفجار بمشاركة عناصر أمنية إسرائيلية. وقد سارعت مصادر إسرائيلية إلى توجيه الاتهام إلى إيران، ربما رداً على اغتيال أبي المشروع النووي الإيراني د. محسن فخري زادة قبل 5 أشهر. أونغار نفسه الذي يبلغ السابعة والسبعين من العمر قدّر أن الهجوم على الباخرة لا علاقة له بأن مالكها تاجر إسرائيلي، بل هو رد إيراني على الهجمات الأميركية في سورية والعراق قبل ليلة من ذلك.
  • لكن هل عرف الإيرانيون فعلاً أنهم هاجموا سفينة يملكها إسرائيلي؟ العميد في الاحتياط د. إيل بانكس، الذي خدم سابقاً في سلاح البحر وهو خبير في الأمن البحري، كتب مقالاً في "إسرائيل ديفنس" قائلاً إن السفن التي تبحر ملزَمة بإرسال رسائل بانتظام تحدد هويتها بصورة أوتوماتيكية وعلنية، بحسب قانون التأمين العالمي؛ وقد أرسلت أجهزة الباخرة معلومات عن هويتها ومكانها ومسارها وهدفها وغيره. سلاح البحر في الحرس الثوري الإيراني تابع الرسائل التي أرسلتها الباخرة، وعلى ما يبدو قرر مهاجمتها بعيداً عن الساحل الإيراني كي تبقى العملية سرية. ومع ذلك لا يعني هذا أن الإيرانيين تحققوا بالضرورة من هوية الباخرة لتحديد هوية صاحبها.
  • هل من المحتمل أن لإسرائيل دافعاً "للتطوع" والإعلان أن ما جرى هو هجوم عليها؟ منذ تشرين الثاني/نوفمبر هناك توقعات لحدوث هجوم انتقامي رداً على اغتيال فخري زادة، والذي تنسبه إيران إلى إسرائيل. بحسب سيناريو أُخذ في الحسبان أيضاً، إذا اعترف الإيرانيون بأنهم فعلاً هاجموا هدفاً إسرائيلياً عن قصد، فإن الهجوم الذي لم يوقع إصابات بالأرواح، يمكنه أن يغلق جزءاً من الحساب المفتوح.

ساحة محتدمة

  • وزيرة شؤون الدفاع عن البيئة غيلا غمليئيل تحدثت في مؤتمر صحافي عقدته يوم الأربعاء عن التقدم في التحقيق في تلوث شواطىء إسرائيل بالقطران: بالاستناد إلى الوزيرة، عثرت التحقيقات بمساعدة أجهزة رصد إلكترونية وأقمار صناعية وغيرها على السفينة التي تسرب منها النفط الخام على طول الشاطىء، وهي ناقلة النفط أمرليد التي استُخدمت لنقل النفط من ميناء جزيرة خرج في إيران إلى سورية.
  • المؤسسة الأمنية انتقدت الوزيرة وكذّبت أن يكون تسرُّب النفط هجوماً إرهابياً بيئياً مقصوداً. وعلى أي حال فإن الحادثة تقدم نموذجاً آخر لاحتدام الساحة البحرية في كل العالم.
  • سجلت السنوات الأخيرة زيادة كبيرة في بيع الغواصات والبواخر والسلاح البحري الهجومي والدفاعي. يقول ران كريل المدير العام للتسويق الدولي في منظومات ألبيت [للصناعة العسكرية] "يمكن أن يكون لهذا علاقة بالتوتر في آسيا بشأن بحر الصين الجنوبي، أو بالإحصاءات التي تدل على زيادة كبيرة في عدد الغواصات التي تبحر في العالم. على أي حال هناك ضجيج غير طبيعي بشأن كل ما له علاقة بالقتال تحت الماء. وهذه زيادة دراماتيكية لم نر مثيلاً لها خلال سنوات". هناك أربع قوات معادية - الصين، روسيا، كوريا الشمالية، إيران - مسؤولة عن 47% من قوة أسطول الغواصات العالمي.
  • ويتابع كريل: "لا أستطيع الإشارة إلى حادثة معينة، لكن الروس أعلنوا استثمارات ضخمة جداً في الغواصات، وهذا ما جعل الولايات المتحدة تشعر بالضغط قليلاً. منذ سنوات يبني الصينيون أرصدة ويحاصرون الهند، ووقعت عدة احتكاكات في الخليج الفارسي، من بين أمور أُخرى مع الأميركيين. وهذا من دون أن نتحدث عن كوريا االشمالية والصين واليابان - منطقة محتدمة بعمليات بحرية ومواجهات لا تنتهي."

النموذج الإيراني

  • في هذه الأثناء من المهم الانتباه إلى أن تبادل الضربات المتواصل بين إسرائيل وإيران (سواء قصد الإيرانيون مهاجمة هدف إسرائيلي أم لا) ناجم عن افتراضين أساسيين لإسرائيل، ليس في إمكان أحد الاعتراض عليهما حالياً. الافتراض الأول هو أن على إسرائيل أن تبذل كل ما في استطاعتها كي تمنع إيران من شراء قدرة هجومية نووية. والافتراض الثاني هو أن أي اتفاق نووي بين إيران والدول العظمى سيكون سيئاً بالنسبة إلى إسرائيل.
  • هذه هي مقاربة عمل إسرائيل إزاء إيران في سورية ولبنان، علناً وسراً، في الساحة العسكرية وفي الساحة الدبلوماسية. لكن بخلاف الانطباع الموحد الذي يبدو للخارج، يمكن الاعتراض على هاتين الفرضيتين الأساسيتين. من المحتمل أن يتمكن الإيرانيون من تكبيدنا ثمناً باهظاً، مقارنة بهذا الثمن، من الأفضل لإسرائيل قبول إيران نووية؛ وإذا كانت التقارير بشأن وجود سلاح نووي لدى إسرائيل صحيحة - يمكن أن ننتقل إلى عهد "الردع النووي المتبادل" كما كان قائماً بين الاتحاد السوفياتي سابقاً والولايات المتحدة طوال عشرات السنوات.
  • من المحتمل أيضاً أن السبيل الأفضل لعرقلة المشروع النووي الإيراني هو تحديداً الاتفاق أو مزيج من "فترة اتفاق" و"فترة ضغط"، وليس ضغطاً اقتصادياً لا يتوقف من دون أي اتفاق. مثل هذا الضغط يدفع الإيرانيين إلى تسريع مشروعهم النووي السري، لكن هناك مَن يعترض على النظرية حالياً فقط في داخل المؤسستين الأمنية والسياسية.