مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
عقد وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكنازي أمس (الأربعاء) اجتماعاً مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في موسكو.
وناقش الوزيران العلاقات الثنائية بين البلدين وعدداً من القضايا الإقليمية.
وقال أشكنازي في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في ختام الاجتماع: "إن روسيا لاعب رئيسي في منطقة الشرق الأوسط وهي تؤدي دوراً مهماً جداً في الاستقرار الإقليمي. نحن نقدّر عالياً موقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الداعم لإسرائيل والتزامه العلني بأمنها. وجرت في السنوات الأخيرة حوارات مثمرة بين إسرائيل وروسيا على أساس المصالح المشتركة والتعاون في قضايا الأمن القومي، وأرى أهمية كبيرة في استمرار هذه الحوارات."
وتطرق أشكنازي إلى قرار المدعية العامة في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي القاضي بفتح تحقيق مع إسرائيل بشبهة ارتكاب جرائم حرب في المناطق [المحتلة]، فقال إن هذا القرار يشوّه القانون الدولي ويقوّض فرص استئناف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين.
من ناحيته أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف استعداد موسكو للعمل على تنشيط الحوار الإسرائيلي - الفلسطيني على أساس من المرجعية الدولية سعياً لتحقيق حل الدولتين الذي أكد أنه يأتي لمصلحة كلا الشعبين.
وأشار لافروف إلى أن روسيا تسعى للبحث عن تسوية في سورية ضمن صيغة موسعة بشرط تمسّك كل الأطراف بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 بشأن سورية.
أكدت الإمارات العربية المتحدة أمس (الأربعاء) أنها لن تكون طرفاً في الانتخابات الإسرائيلية التي ستجري يوم 23 آذار/مارس الحالي، وذلك على خلفية تقارير تحدثت عن زيارة مرتقبة يزمع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو القيام بها إلى أبو ظبي قبل أيام من الانتخابات وتهدف إلى دعم شعبيته.
وجاء هذا التأكيد على لسان مستشار رئيس دولة الإمارات أنور قرقاش، وهو وزير دولة سابق للشؤون الخارجية، والذي كتب في تغريدة نشرها في حسابه الخاص على موقع "تويتر": "من وجهة نظر دولة الإمارات، الهدف من الاتفاقات [اتفاقات التطبيع] هو توفير أساس استراتيجي قوي لتعزيز السلام والازدهار مع دولة إسرائيل وفي المنطقة الأوسع. لن تكون الإمارات طرفاً في أي عملية انتخابية داخلية في إسرائيل، لا الآن ولا في أي وقت."
وفي إثر ذلك نفى نتنياهو في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام أمس أنه سيقوم بزيارة إلى الإمارات قبل أيام من الانتخابات الإسرائيلية.
وكان كل من الإمارات والبحرين وقّع في منتصف أيلول/سبتمبر الفائت اتفاقين لتطبيع العلاقات مع إسرائيل برعاية أميركية، ولحق بهما كل من المغرب والسودان.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية في وقت سابق من هذا الشهر أن نتنياهو كان ينوي زيارة الإمارات قبل الانتخابات، وهو ما فسره مراقبون بأنه محاولة لتعزيز شعبيته في الانتخابات. ويوم الخميس الماضي أعلنت إسرائيل إلغاء زيارة رئيس الحكومة إلى الإمارات على خلفية صعوبات في التنسيق مع الأردن بشأن عبور مجالها الجوي، وبدأت وسائل الإعلام أمس تتحدث عن التخطيط لزيارة جديدة هذا الأسبوع.
ولم تؤكد الإمارات زيارة نتنياهو، لكنها أعلنت في سياق بيان صادر عن وكالة الأنباء الإماراتية يوم 11 آذار/مارس إجراء اتصال بين هاتفي بين رئيس الحكومة الإسرائيلية وولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان تخلله الاتفاق على إنشاء صندوق إماراتي بقيمة 10 مليارات دولار للاستثمار في إسرائيل.
قررت المحكمة الإسرائيلية العليا أمس (الأربعاء) رفع القيود المفروضة على تحديد عدد المسافرين الداخلين والخارجين في مطار بن غوريون، وأكدت أن لجنة الاستثناءات المرتبطة بما يخص المطعمين أو المتعافين غير دستورية. وبموجب ذلك من المتوقع أن يتم إلغاء هذه القيود مع انتهاء سريانها يوم السبت المقبل.
ورفض مسؤولون في وزارة الصحة القرار واعتبروه بمثابة هجوم على صحة الجمهور.
وقال المنسق العام لشؤون مكافحة فيروس كورونا البروفيسور نحمان آش إن قرار المحكمة العليا يثير القلق من منطلق أنه يمكن أن يتيح دخول عدوى كبيرة وفيروسات متحورة خطرة إلى إسرائيل. كما أكد أن قرار المحكمة يمكن أن يقرب دولة إسرائيل إلى موجة عدوى عالية في الوقت الحالي.
من ناحية أُخرى صادق الكنيست الإسرائيلي بصورة نهائية أمس على مشروع قانون يلزم كل الإسرائيليين القادمين من الخارج ارتداء سوار إلكتروني بهدف ضمان التزامهم بقيود الحجر المنزلي. وبموجب القانون، فإن كل شخص يدخل إلى إسرائيل من أي دولة ويُطلب منه الدخول إلى الحجر الصحي، سيُجري فحص كورونا بعد فترة قصيرة من وصوله ويحصل على السوار ويتوجه إلى بيته، ومَن لا يوافق على أن تتم مرافقته خلال وجوده في الحجر الصحي من خلال السوار الإلكتروني سينتقل إلى حجر صحي في فندق.
وأشارت معطيات جديدة نشرتها وزارة الصحة الإسرائيلية أمس إلى أن عدد المطعّمين ضد فيروس كورونا والمتعافين من المرض يقارب ستة ملايين، وهو ما يشكل نحو ثلثيْ عدد سكان الدولة، ويعني ذلك أن إسرائيل قد تصبح خلال الفترة المقبلة قريبة من حالة "مناعة القطيع".
وقالت وزارة الصحة إنه في ضوء تحسّن الصورة الوبائية، ستستمر خطوات الخروج التدريجي من الإغلاق الصحي الأسبوع المقبل.
في المقابل لا تزال الصورة الوبائية في مناطق السلطة الفلسطينية خطرة، إذ بلغ العدد اليومي لحالات الإصابة الجديدة بفيروس كورونا نحو 2200 قياساً بأقل من 1500 في إسرائيل. كما قاربت حصيلة الوفيات اليومية 30 وفاة وهي مرتفعة مقارنة بحصيلة الوفيات في إسرائيل.
- لا بد من القول إنه على مدار السنتين ونصف السنة منذ انتخاب موشيه ليئون لمنصب رئيس بلدية القدس نجح في أن يفاجئ مرات كثيرة في كل ما يتعلق بموقفه حيال القدس الشرقية. وقد بدا أن ليئون متحرر من حاجة سلفه في هذا المنصب نير بركات إلى إثبات مواقفه اليمينية، ولذا بدأ العمل لمواجهة عدد من أشد المشاكل صعوبة في القدس الشرقية. وقبل سنة تجاوب مع النداء الذي أطلقناه في هذه الصحيفة لزيارة الفتى مالك عيسى الذي فقد إحدى عينيه برصاص أحد أفراد الشرطة. وفي الوقت الحالي يعمل على الدفع قدماً بخطة هيكلية جديدة في العيساوية لمواجهة مشكلة النقص في رخص البناء. وقبل شهر كان ليئون أول رئيس بلدية في القدس يقوم بزيارة كفر عقب خارج جدار الفصل، وأمس بدأت البلدية بأعمال إقامة مدينة رياضية جديدة في القرية.
- في ضوء هذا كله، خاب أملنا بقرار بلدية القدس التراجع عن التفاهمات بينها وبين سكان حيّ البستان في بلدة سلوان والدفع قدماً بخطة هدم الحيّ من أجل إقامة متنزه سياحي. وهي خطة بادر إليها رئيس البلدية السابق وتؤدي في حال تنفيذها إلى هدم عشرات المباني السكنية التي يقطن فيها مئات الأشخاص. وأقيمت هذه المباني، كما هي الحال في أجزاء كبيرة من القدس الشرقية، من دون رخص بناء، لأن الحصول على رخص بناء في الأحياء الفلسطينية في القدس مهمة مستحيلة بكل بساطة.
- وبعد أن أثارت خطة بركات عاصفة سياسية ودبلوماسية بدأت مفاوضات مستمرة بين السكان والبلدية للتوصل إلى خطة إخلاء - بناء تتيح إمكان إقامة حيّ جديد ومنظم إلى جانب المتنزه السياحي. ويجب أن نشير إلى أن السكان قاموا بكسر تابو اجتماعي وسياسي بمجرد موافقتهم على أن يناقشوا مع البلدية موضوع هدم بيوتهم بصورة اختيارية.
- ما حدث الآن وبعد سنوات من المفاوضات هو أن البلدية بلّغت المحكمة أنها تتنكر للتفاهمات وتريد أن تدفع قدماً بأوامر الهدم لنحو 70 مبنى في الحيّ. وجاء هذا التبليغ على خلفية تصاعُد عمليات الهدم في الأحياء الفلسطينية خلال الأسابيع الأخيرة.
على أصحاب القرار أن يفهموا أن أمر الهدم يهدم حياة السكان قبل أن تقوم الجرافات بهدم البيت بوقت طويل. ويتعين على ليئون أن يفهم هذا الأمر ويستدركه، ويعيد البلدية إلى طاولة المفاوضات لمصلحة سكان سلوان وسكان القدس عموماً. ولا شك في أن نجاح المفاوضات بشأن حيّ البستان وإقامة الحيّ الجديد بجانب المتنزه سيثبت أن مَن يجلس في مبنى بلدية القدس رئيس يريد فعلاً مصلحة مدينته وسكانها جميعاً.
- أحد الأمور التي فاجأتني قليلاً خلال زيارتي إلى جنوب أفريقيا، كان الخطاب الذي استخدمه آباء الأبرتهايد هناك. وقفت في متحف الأبرتهايد في جوهانسبورغ واستمعت إلى خطابات تعود إلى الخمسينيات والستينيات لزعماء بيض في جنوب أفريقيا صاغوا دولة الأبرتهايد وسياستها. مَن يسمع هذه الخطابات يكتشف أن في الإمكان تقريباً – ليس فعلاً بل تقريباً- استخدامها في درس عن التعددية الثقافية.
- يبدو كأن كل ما فعله الزعماء البيض في تلك السنوات هو المعالجة الجدية للفوارق الثقافية. كل ما دعوا إليه- من خلال الكلام والضغط- هو أن الله خلق البشر متساوين، لكنه خلقهم مختلفين. لكل عرق ثقافته وطريقته الخاصة لتحقيق إمكاناته. ثقافة البيض تختلف عن ثقافة السود، وثقافة هذه القبيلة تختلف عن ثقافة قبيلة أُخرى، لذا على كل قبيلة من هذه القبائل أن تسكن وحدها، وأن تحافظ على ثقافتها الخاصة وحتى لغتها، وعلى إرثها الخاص.
- كانت هذه هي الطريقة لسجن كل جماعة داخل عالمها، وكل هذا مدبج بالخطاب عن التعددية الثقافية. فقط عندما رفض المؤتمر الأفريقي برئاسة نيلسون مانديلا التقسيم القبلي وأصر على شعار جنوب أفريقيا ملك لكل مواطني جنوب أفريقيا، من دون تمييز بين اللون أو القبيلة، بدأ النضال الفعلي ضد الأبرتهايد.
- الأبرتهايد هو نظام فصل يتطلب وعياً بالوجود معاً وعلى حدة في آن واحد. أن نعيش الفصل من دون الوعي بأننا جزء من كيان سياسي - قانوني واحد، لا يخلق وعياً بالأبرتهايد على الإطلاق. الإسبان منفصلون عن الفرنسيين، لكنهم لا يشعرون بأنهم يعيشون تحت نظام أبرتهايد فرنسي.
- ليس كل فصل يولّد وعياً انفصالياً، بل فقط انفصالاً داخل نفس الوحدة – بمثابة خروج عن قاعدة ما كان يفترض أن يكون مشمولاً ضمن العام. إن الوعي العام، الـ"معاً"، هو شرط لوعي الاستثناء، الانفصال، والإقصاء.
- لهذا السبب يمكن أن نفهم سبب تأخُّر الوعي بالأبرتهايد لدى الفلسطينيين في المناطق [المحتلة]، ولماذا لم تنشأ هناك حركة مناهضة للأبرتهايد. أيضاً ليس لدى الإسرائيلي العادي مثل هذا الوعي. ليس لدى الفلسطينيين واليهود الإسرائيليين وعي مشترك ضمن إطار سياسي واحد، وجماعة واحدة، تجري داخلهما عملية الفصل.
- بيْد أن السبب الأساسي لعدم تحدُّث الفلسطينيين بلغة الأبرتهايد، وأيضاً عدم تفكير الإسرائيليين في هذه المصطلحات هو أن الفلسطينيين أنفسهم داخل المناطق يطالبون بالفصل - على صورة دولة فلسطينية وحق تقرير المصير. الفصل ليس مطلباً إسرائيلياً فقط، بل هو أيضاً مطلب فلسطيني. لهذا السبب أيضاً لا يشعر الإسرائيليون بأنهم مسؤولون إزاء الفلسطينيين في المناطق، وهم يرون أنه وضع موقت، ويعتقدون أن الفلسطينيين على طريق دولتهم المستقلة.
- النضال ضد الأبرتهايد يتطلب تخيلاً سياسياً يتمحور على ما هو أساسي وداخل دولة واحدة، ويتمسك بخطاب الحقوق، ويشدد على الحقوق الفردية. مثل هذا النضال يتطلب أيضاً نوعاً من خيال سياسي يحاول صوغ نوع من "نحن" سياسية، ويتطلب تفكيراً في الآخر وحواراً معه. بمساعدة الفلسطينيين، وبمساعدة السلطة الفلسطينية التي تنتج صورة دولة مع أعلام وسفارات ونشيد وطني وحق تقرير المصير - لا يدرك الخيال السياسي أن ما يجري هو أبرتهايد.
- القصة لا تنتهي هنا. هذا يجري أيضاً في داخل إسرائيل، وهكذا يجب أن نفهم خوض الحركة الإسلامية الانتخابات تحت شعار هو مزيج من السياسة المحافظة الاجتماعية والثقافية من جهة، ومن جهة أُخرى تساهُل ومصالحة إزاء دولة إسرائيل بصورة غير مسبوقة. تريد الحركة الإسلامية الوصول إلى ترتيب مع الدولة، بحيث لا تتدخل الحركة في الشؤون السياسية لليهود في إسرائيل - لا في المحاكم ولا في المستوطنات، ولا في المسألة الفلسطينية، ولا في حرية الصحافة وحقوق المواطن- في المقابل تطالب لنفسها باستقلال ثقافي ذاتي. هي تقول لا تتدخلوا فيما يحدث عندنا من الناحية الثقافية، ولن نتدخل في سياستكم. وربما أكثر من هذا: سنضمن لكم هدوءاً مصطنعاً في السياسة ونسيطر على مجتمعنا.
- تبدو الحركة الإسلامية كأنها تتبنى منطق الأقليات ("أهل الذمة" في العربية). في الحركة يعرفون أنه لن يكون هناك مساواة حقيقية ويقبلون ذلك. كل ما يطلبونه علاقة غير قاسية من جانب الحكم، وقدراً من العطف والمنطق. انسوا مفهوم دولة لكل مواطنيها، أو النقاش بشأن طابع الدولة أو خطاب الحقوق.
- في المقابل، الحركة الإسلامية تدفع قدماً، بإصرار وثبات، بشعارات تطالب بالمحافظة على الدين والثقافة وتقدم القائمة كقائمة عربية صرفة. هذا خطاب هوية بامتياز، يقلل من شأن السياسة ويمجّد الثقافة، ويقلل من المواطنية ويعظّم الهوية. أنتم اليهود الإسرائيليون هنا وحدكم، ونحن هناك. اتركونا وحدنا.
- قانون القومية، الذي يفصل ويفرّق ويؤسس تفوقاً يهودياً واضحاً تفوح منه رائحة الأبرتهايد، يحظى اليوم بنظيره العربي. لم يعد الفصل مطلب الدولة اليهودية، بل هو مطلب حقيقي للجمهور العربي (جزء منه). أنتم وحدكم ونحن وحدنا. مع مثل هذا الوعي لعالم مؤلف من قبائل متعددة، لن تبرز قط حركة معادية للأبرتهايد. برنامج كهذا وسياسة هويات من هذا النوع يحجبان ملامح الفصل العنصري للقانون ويعطيان انطباعاً بأن الأمور تجري كالمعتاد، ويقدمان هدية مجانية لسياسة الفصل الإسرائيلية.
- بعد وقت قصير على نشوب التمرد في درعا جنوبي سورية قبل عشر سنوات، تنبأت الاستخبارات الغربية بسقوط الرئيس بشار الأسد من منصبه خلال وقت قصير. بعض كبار المسؤولين في إسرائيل أعطاه بضعة أسابيع لا أكثر كي يحزم حقائبه ويذهب إلى طهران لقضاء بقية حياته. بعد مرور 10 سنوات على هذه التنبؤات لا يزال الأسد بيننا حياً يُرزق.
- يمكن استخلاص العديد من الدروس مما يسمى الربيع العربي السوري. ما حدث هنا هو إخفاق استخباراتي بسبب التقدير غير الصحيح للوضع. الاستخبارات التي تحلل الوضع، بالاستناد إلى التطورات على الأرض، تنحو نحو تضييع التقدير الدقيق. استخبارات تحلل التيارات الموجودة تحت الأرض تميل إلى فهم أفضل للواقع.
- فشلُ الرئيس أوباما في إظهار قوة وإصرار على مواجهة استخدام الأسد السلاح الكيميائي، بحسب شهادات وتقارير عديدة، فتح الباب واسعاً أمام دخول روسيا إلى الساحة السورية. كانت موسكو تتطلع دائماً إلى الوصول إلى "المياه الدافئة" في البحر المتوسط، ورأت أن الطريق أصبحت معبدة أمامها. ويسود الانطباع أنها لا تنوي المغادرة في وقت قريب.
- قررت إسرائيل البقاء على مسافة مما يجري لدى جارتها لكن ليس لوقت طويل. الحاجة الإنسانية دفعتها إلى تقديم المساعدة الطبية لمن يحتاج إليها من السوريين الذين حاربوا الأسد. درس آخر هو تعاظُم قوة حزب الله في لبنان وتمركُز إيران في سورية. الأمر الذي أدى إلى مواجهة عسكرية مباشرة مع سورية وإيران وحزب الله.
- درس مهم آخر هو أن المجتمع الدولي يرى أن الأسد هو الحل وليس المشكلة، وقبِل واقع أن المطالبة برحيله ليست واقعية. بعد مرور عشر سنوات على الثورة ونحن إزاء وضع أسوأ مما كان عليه. الحل لا يبدو في الأفق، وازداد إمكان الأعمال العدائية.
- يسيطر الأسد على ثلثيْ مساحة بلاده بعد أن هزم أعداءه بمساعدة حزب الله وإيران والروس. هو مدين لهم، ولا حل للأزمة الدموية من دونهم. نحو 20% من الحدود البرية والبحرية تسيطر عليها أطراف أجنبية. على الرغم من ذلك، سيطرة الأسد على سائر أنحاء سورية تسمح له بالصمود فترة طويلة. لقد نشأت مناطق نفوذ أمر واقع، واستقرار أمر واقع، ووجود أجنبي في سورية كأمر واقع، وعدم حل للأزمة كأمر واقع.
- وبخلاف كل اللاعبين الآخرين، لإسرائيل اعتبارات خاصة. وباستثناء الروس، اللاعبون في سورية كلهم مُعادون لإسرائيل. لذا يجب أن تتصرف بطريقة خاصة، وليس فقط من خلال الهجمات العسكرية، ففي الإمكان أيضاً استخدام الدبلوماسية عبر قنوات صامتة. وموسكو هي الأفضل في هذا المجال. فهي لا تريد إيران، أو حزب الله، أو تركيا في سورية. هي تريد أن تكون وحدها هناك. من المدهش رؤية مدى تطابُق المصلحة الروسية مع المصلحة الإسرائيلية. الخط الساخن بين القدس وموسكو موجود، دعونا نستخدمه.