مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
أوضحت المستشارة القانونية لرئيس الدولة اليوم (الثلاثاء) لحزب الليكود أن زعيم حزب يمينا نفتالي بينت يمكنه تولّي رئاسة الحكومة أولاً على الرغم من أن يائير لبيد هو الذي حصل على التفويض من رئيس الدولة.
جاء هذا رداً على الطلب الذي قدمه محامي حزب الليكود إلى رئاسة الدولة وطالب فيه بتوضيح ما إذا كان من حق عضو الكنيست يائير لبيد إعطاء رئاسة الحكومة أولاً إلى نفتالي بينت، بحسب قانون أساس الحكومة في حكومة مناوبة.
المستشارة القانونية للرئاسة ردت بالاستناد إلى قانون أساس الحكومة، البند 13 المتعلق بحكومة مناوبة، والذي أُقرّ في السنة الماضية بقيادة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو خلال البحث في رئاسة حكومة المناوبة مع بني غانتس.
في المقابل ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" حدوث تقدم في الاتصالات لتأليف حكومة تغيير، ومن المتوقع أن يجتمع اليوم كلّ من لبيد وبينت وجدعون ساعر لتذليل العقبات التي لا تزال تعترض عملية التأليف. ومن بين هذه العقبات توزيع الصلاحيات بين حزب يوجد مستقبل وحزب العمل، وتعيين ميراف ميخائيلي إلى جانب ساعر في لجنة اختيار القضاة. وكانت أييليت شاكيد (حزب يمينا) قد اشترطت مشاركتها في الحكومة بعدم وجود ميخائيلي في اللجنة، وأن يكون وزيرا يمينا عضوين في اللجنة. لكن لبيد رفض هذا الطلب. وتجدر الإشارة إلى أن شاكيد، التي تولت وزارة العدل، تُعتبر هي المسؤولة عن تعيين قضاة محافظين. في المقابل، من المتوقع ألّا توافق ميخائيلي على مثل هذه التعيينات مستقبلاً. ولقد تحولت لجنة تعيين القضاة في الأعوام الأخيرة إلى محور للصراعات بين أحزاب الوسط - اليسار وأحزاب اليمين في إسرائيل.
صرّح زعيم "حماس" في غزة يحيى السنوار اليوم (الاثنين) بأنه توجد "فرصة حقيقية الآن لإحراز تقدّم في موضوع تبادل الأسرى مع المحتل الإسرائيلي"، وأعرب عن استعداد الحركة لإجراء محادثات غير مباشرة مع إسرائيل في هذا الشأن.
أتت هذه التصريحات في أعقاب اللقاءات مع رئيس الاستخبارات المصرية عباس كامل في قطاع غزة، الذي وصل إليه كامل عبر معبر إيرز بعد اجتماع عقده مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو.
وتحدث السنوار عن الاستعداد للدخول في مفاوضات عاجلة وسريعة لإنهاء الصفقة، ولمّح إلى أن عدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيُطلَب من إسرائيل إطلاق سراحهم هو 1111 أسيراً في مقابل إعادة جثمانيْ غولدين وشاوول، والمفقودَين المدنيين أبراهام منغيستو وهشام السيد.
وكان نائب رئيس "حماس" في غزة خليل الحية رفض الربط بين جهود إعادة بناء القطاع وصفقة تبادل الأسرى قائلاً إن الموضوعين غير مرتبطين ببعضهما البعض.
لكن المعلق العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت" (1/6/2021) نقل عن مصادر أمنية إسرائيلية أنه من غير الممكن أن توافق إسرائيل على المطالب الجديدة للسنوار، وذلك على الرغم من إصرارها على السماح بإعادة إعمار القطاع. وثمة شك أيضاً في أن تكون الحكومة الجديدة، إذا تألفت، مستعدة لدفع الثمن الذي تطالب به "حماس".
أوقفت الشرطة بالتعاون من الشاباك 17 مشتبهاً به في كفرقانا بسب مشاركتهم في حوادث العنف التي وقعت قبل أسبوعين، وذلك في إطار عملية نفذتها بعنوان "قانون ونظام". وقد جرى التحقيق مع الموقوفين وإحالة عدد منهم على المحاكمة وتمديد فترة اعتقالهم.
قبل أسبوعين اعتقل الشاباك نائب رئيس الجناح الشمالي في الحركة الإسلامية الشيخ كمال الخطيب بتهمة التحريض والدعوة إلى العصيان. الأمر الذي أدى إلى نشوب أعمال شغب عنيفة قام بها شباب كفرقانا، مثل رشق الحجارة وإشعال الإطارات، فردّت القوى الأمنية بإطلاق النار لتفريق المتظاهرين، وهو ما أدى إلى إصابة شخص بجروح بليغة ومواطن آخر بجروح طفيفة.
- نأمل بأن يتمكن رئيس حزب يمينا نفتالي بينت من تأليف حكومة مع رئيس يوجد مستقبل يائير لبيد، وإنهاء 12 عاماً من حكم بنيامين نتنياهو. في خطابه مساء الأول من أمس، رداً على كلام بينت عن أن خطته هي "وقف الجنون"، قدّم نتنياهو نموذجاً إضافياً من هذا "الجنون"، ولماذا أصبح وقف هذا الجنون ضرورياً.
- كعادته في سنوات حكمه المدمر، استخدم نتنياهو اليسار كمرادف للخطر على أمن إسرائيل ومستقبل الدولة"، ومرة أُخرى أهان المواطنين العرب (حكومة تعتمد على أصوات معادية للصهيونية)، ومرة أُخرى شوّه مصطلحات، مثل "حكومة علاجية" (هل مليونا ناخب هم مرضى؟ أي حقد، وأي غطرسة).
- إذا نجح تأليف حكومة بينت - لبيد فستكون حكومة يمينية وليست حكومة يسارية، لكنها ستكون حكومة مسؤولة عن الإدارة اليومية لشؤون الدولة، بما فيها مصلحة الجمهور. هذا بعكس مجموعة الأشخاص الذين عيّنهم المتهم جنائياً من دون أن يأخذ في الاعتبار عدم أهليتهم لهذه المهمة ما داموا يخضعون لإرادته ويُظهرون ولاءهم الكامل له.
- تركيبة "حكومة التغيير" هي أفضل دليل على الوضع الصعب لإسرائيل تحت حكم نتنياهو. وحده شخص مكروه بهذا العمق قادر على الجمع بين أشخاص من كل الطيف السياسي كان من الصعب في الأيام العادية إيجاد قاسم مشترك بينهم. وفقط شخص تآكلت صدقيته إلى هذا الحد قادر على دفع خصومه إلى وضع خلافاتهم جانباً والتعالي على التوترات السياسية والاقتصادية والدبلوماسية والاجتماعية والعمل معاً. وحده الإدراك المشترك أن نتنياهو يدمر أسس الحياة المشتركة في إسرائيل نجح في جمع شخص من الوسط، مثل يائير لبيد، مع الأمين العام السابق لمجلس يهودا والسامرة (بينت)؛ وبين شخص يميني من أتباع جابوتنسكي، مثل جدعون ساعر، مع ممثلة حزب العمل (ميراف ميخائيلي)، ورئيس ميرتس (نيتسان هوروفيتس)، ورئيس الأركان السابق (بني غانتس)، مع رئيس القائمة المشتركة أيمن عودة ورئيس راعام منصور عباس.
- أيضاً حقيقة أن المكلف تأليف الحكومة الذي يترأس حزباً من 17 نائباً مستعد أن يتولّى رئاسة الحكومة في العامين الأولين رئيس حزب نال 7 مقاعد، هي دليل على الرغبة الشديدة في تغيير النموذج. العملية المعقدة والخطرة لتأليف الائتلاف الحكومي تجري كلها تحت افتراض واحد: الحاجة الماسة إلى تغيير الشخص الخطر الذي يتسبب بضرر كبير للدولة.
- كل هذا صحيح، لكن حتى إذا وُلدت حكومة جديدة، فمتوسط العمر المتوقع لها ليس واضحاً. ومن غير المستبعد أنه من دون "الصمغ" [المقصود نتنياهو] الذي يجمع بين أجزائها سيكون من الصعب عليها البقاء في قيد الحياة . لكن أمر الساعة هو استبدال نتنياهو الآن، ونأمل بأن ينجح رجلا الساعة "لبيد وبينت" في ذلك.
- نتائج القصف الجوي في عملية "حارس الأسوار" تطرح مجدداً السؤال الاستراتيجي الكبير: هل من الممكن الانتصار وتحقيق أهداف أساسية في المعركة بواسطة القصف الجوي فقط ؟
- كوني من الذين كان لهم دور مركزي في التخطيط لعمليات القصف الاستراتيجي على مصر خلال حرب الاستنزاف (1969-1970)، وعلى سورية خلال حرب يوم الغفران [حرب تشرين الأول/أكتوبر] (1973)، سأحاول توضيح المسألة. من المعروف التقدير أن القصف المنهجي الجوي الكثيف للحلفاء لألمانيا [خلال الحرب العالمية الثانية] لم يشكل جزءاً مركزياً من النصر. وليس قبل انتقال الحلفاء إلى عمليات قصف أكثر دقة استهدفت شبكة السكك الحديدية كهدف عسكري مركزي. أدى ذلك حينها إلى فرض قيود شديدة على القدرة على التنقل، وعلى حرية العمل العسكرية للألمان. وكذلك إلى عملية خنق استراتيجي. مع ذلك جرى القضاء على آلة الحرب الألمانية، في الأساس بواسطة الهجمات البرية للاتحاد السوفياتي وحلفائه.
- في حرب فيتنام ألقى الأميركيون أطناناً من القنابل توازي كل ما أُلقيَ خلال الحرب العالمية الثانية، وعلى الرغم من ذلك فإنهم لم ينتصروا على جيش فيتنام الشمالية. فقط عندما ألقى الأميركيون من الجو ألغاماً بحرية على ميناء هاي فونع وتسببوا بوقف العمل فيه، وفي المقابل قصفوا ودمروا الجسور والسدود في حقول الأرز وتسببوا بطوفان مناطق واسعة، حدثت انعطافة في الحرب. وذلك لأن هذه الخطوات حدّت بصورة كبيرة من الحركة وقيدت تحرك قوات الفيتكونع، وأدت في نهاية الأمر إلى اتفاق باريس. في فيتنام أيضاً أدى القصف الجوي إلى النتائج المرجوة عندما كان موجهاً نحو خنق استراتيجي.
- في حرب الاستنزاف ضد مصر قصف سلاح الجو الإسرائيلي العمق المصري، بهدف فرض وقف إطلاق النار على جبهة القناة. وعلى الرغم من أن عمليات القصف هذه لم تكن قصفاً استراتيجياً إلّا إنها كانت مؤلمة جداً بالنسبة إلى مصر، لكنها لم تؤد إلى وقف إطلاق النار في القناة. مع ذلك تركت الصدمة القاسية جرّاء القصف في العمق بصماتها على القيادة المصرية، التي لم تشن حرب يوم الغفران قبل أن تتزود بالسلاح الملائم لشن هجمات في عمق إسرائيل.
- أيضاً القصف الاستراتيجي في سورية خلال حرب يوم الغفران لم يؤد إلى النتيجة المرجوة، سواء لأنه كان محدوداً في حجمه أو لأنه لم يؤلم القيادة السورية.
- في عملية "حارس الأسوار" كان القصف الجوي للقطاع هو الأساس في القتال. وقد ألقى سلاح الجو بمئات الأطنان من الذخيرة الدقيقة على قرابة 1500 هدف لـ"حماس" والجهاد الإسلامي طوال 11 يوماً من القتال في مساحة من الأرض صغيرة للغاية. لقد حقق القصف إنجازات مهمة. ومع ذلك فإن هذا القصف بالإضافة إلى بطاريات القبة الحديدية لم ينجحا في منع مسارين جوهريين لتحقيق الحسم: لم يمنعا إطلاق 4300 صاروخ وقذيفة، ولم يدفعا التنظيمات المسلحة إلى المطالبة بوقف إطلاق النار.
- من هنا الاستنتاج أن من الصعب تحقيق انتصار واضح في الحرب بواسطة القصف الجوي وحده. ومع ذلك، في إمكانه تحقيق نتائج تساوي انتصاراً إذا تسبب بخسائر وأضرار وثمن باهظ لا يمكن تحمّله.
- فيما يتعلق بالعملية في غزة، لا بد من قول أمرين: الأول، على الرغم من العمل الرائع الذي قام به الجيش الإسرائيلي والشاباك وسلاح الجو إلّا أنه من المحتمل عدم وجود أهداف كافية هناك لتحقيق خنق استراتيجي للتنظيمات المسلحة يمكن أن يؤدي إلى نتائج حاسمة. لذا، يجب تحديد المزيد من الأهداف التي يمكن أن تحقق ذلك (وهذا موضوع يستحق مناقشة منفصلة).
- ثانياً، من المحتمل أنه من السابق لأوانه الحكم على نتائج القصف الجوي في العملية وتداعياتها، وما إذا كانت ستؤدي إلى لجم التنظيمات المسلحة لأعوام عديدة كما فعل تأثير عقيدة "الضاحية" [القصف الشديد للضاحية الجنوبية في بيروت معقل حزب الله]، وكذلك بعد عملية الجرف الصامد.
- يخطىء مَن يعتقد أن المعركة الأخيرة بين إسرائيل و"حماس" والجهاد الإسلامي كانت معركة محدودة جغرافياً ضمن ساحة قتال صغيرة الحجم. مَن يتأمل سير الحرب خلال الأيام الـ11 لا يمكنه إلّا أن يرى فيها تجربة عامة لِما ينتظر إسرائيل في الجبهة الشمالية.
- النطاق الغزاوي لم يكن سوى حقل تجارب لإيران وحزب الله اللذين تعرّفا من خلاله على قوة إسرائيل واختراقها الاستخباراتي وقدرتها الاعتراضية، وكذلك على حدود قوتها كما برزت في الحرص غير المنطقي على عدم المسّ بالمراكز السكانية، خوفاً من ردة فعل العالم واتهامها بجرائم ضد الإنسانية. كما تعرّفا على ارتباطها بالولايات المتحدة، وعلى التآكل الذي اعترى مكانتها لدى الرأي العام العالمي، وفي الأساس وسط الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة، حزب الرئيس الأميركي جو بايدن.
- نحن نحب أن نتذكر القول المنسوب إلى زعيم حزب الله حسن نصر الله الذي قال بعد حرب لبنان الثانية إنه لو كان يعلم حجم الدمار الذي تسبب به قراره تحدي إسرائيل لما كان بدأ هذه الحرب على الإطلاق. ونحن ندّعي المرة تلو الأُخرى أن مجرد عدم مبادرة حزب الله إلى القيام بأي عملية عسكرية في مواجهة إسرائيل وتردّده في القيام بذلك في المستقبل المنظور نابع من الردع الإسرائيلي إزاءه.
- وفي الواقع، منذ سنة 2014 بدأ حزب الله جهداً لزيادة قوته بصورة غير مسبوقة، بتمويل وتوجيه من الإيرانيين، وجمع ترسانة صاروخية تتعدى الـ 140 ألف صاروخ، جزء منها دقيق جداً. لقد حلّل حزب الله المعارك في مواجهة الجيش الإسرائيلي وتبنى عقيدة قتالية تتلاءم مع الواقع الجديد. كما نشر الحزب علناً خطته للسيطرة على الجليل بواسطة وحدات النخبة، فرقة الرضوان، وعمل على بناء شبكة أنفاق هجومية وتحصينات تحت الأرض، عُثر على جزء صغير منها فقط على الحدود مع لبنان قبل عامين، وجرى تحييده بواسطة الجيش الإسرائيلي.
- كما طوّر حزب الله ذراعاً من المسيّرات والوحدات البحرية التي من المفترض أن تضرب منصات الغاز الإسرائيلية الواقعة جنوب غرب الشواطىء اللبنانية. بالإضافة إلى كونه الذراع التنفيذية لإيران في المنطقة، راكمت وحداته القتالية خبرة عملانية قيّمة في المعارك في سورية والعراق واليمن.
- ... من وجهة نظر فلسطينية، أثبتت الحرب في غزة أن "الشيطان الإسرائيلي" ليس مخيفاً كما كان في الماضي. وفي الحقيقة الانتصار العسكري الأخير لإسرائيل كان في سنة 1982 [الغزو الإسرائيلي للبنان]، لكن اضطررنا في نهاية الأمر إلى الانسحاب من الجنوب اللبناني تحت ضغط حزب الله العسكري. حرب 2006 اعتُبرت انتصاراً لحزب الله على إسرائيل، أمّا عملية الجرف الصامد في سنة 2014 فقد أظهرت إلى أي حد امتنعت إسرائيل من المبادرة إلى دخول بري كثيف إلى قطاع غزة.
- السياسة الإسرائيلية "فرّق تسُد" بين غزة والسلطة الفلسطينية ارتدّت سلباً على إسرائيل. وأدى إضعاف السلطة الفلسطينية في نهاية الأمر إلى ازدياد قوة "حماس" وتحوّلها إلى العنصر المهيمن في مواجهة إسرائيل.
ضعف ضبط النفس
- لقد استوعبت "حماس" أن التقدير في إسرائيل حتى اللحظة الأخيرة هو أن "حماس" ليست معنية بمواجهة عسكرية ضد إسرائيل، وأنها مرتدعة، بالإضافة إلى الاستمرار في القول إن إسرائيل غير معنية بالقيام بعملية برية في غزة لإسقاط "حماس"، وأنها بفضل "القبة الحديدية" تستطيع الاكتفاء بعملية من خارج القطاع. هذا الكلام أدى في المنظور الفلسطيني إلى تجذر ضعف لإسرائيل، وعدم رغبتها في إدخال قواتها إلى غزة خوفاً من وقوع خسائر في الأرواح، والسيطرة على مليوني فلسطيني آخر.
- هذه الاستنتاجات التقطتها طهران وحزب الله لأن التشابه مع الوضع في لبنان بديهي. لكن بعيداً عن كل ما قيل، الضعف الإسرائيلي لم يلمسه الجمهور الفلسطيني فقط، بل أيضاً حزب الله وإيران اللذان يتعلمان من سلوك إسرائيل خلال أيام القتال الـ11، وكل هذا لا يبشر بالخير بالنسبة إلى إسرائيل.
- يجب أن تكون الحرب في غزة جرس إنذار مهماً يدفعنا إلى إعادة التفكير في سلوكنا إزاء أعدائنا في العالم العربي. والوضع الناشىء يحتم علينا القيام بتغيير جذري في ردود إسرائيل: يجب التخلي منذ الآن عن ضبط النفس الذي يُعتبر مصدر كل شر.
- استمرار سياسة ضبط النفس هذه مع التردد في استخدام القوة يمكن أن يشجع إيران وحزب الله على مواصلة التخطيط لمفاجأة إسرائيل في الساحات الأُخرى إذا استنتجا أن إسرائيل ستعمل على منع وقوع أي مواجهة جبهوية مع حزب الله، وستمتنع من القيام بأي عملية برية يمكن أن تؤدي إلى وقوع خسائر في الأرواح، وأن تعرّض الجبهة الداخلية لضربات قاسية.