مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إن واشنطن ملتزمة بالحفاظ على قدرة إسرائيل في كل ما يتعلق بالدفاع عن نفسها ضد إيران وأذرعها.
وجاءت أقوال أوستن هذه في سياق تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في مستهل الاجتماع الذي عقده في واشنطن مع رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت الذي يقوم بأول زيارة له إلى الولايات المتحدة.
وأضاف أوستن أن الولايات المتحدة ملتزمة أيضاً بتعزيز العلاقات الاستراتيجية مع إسرائيل وبالحفاظ على أمنها وحقها في الدفاع عن نفسها، وأشار إلى أن هذا كله ينعكس في المساعدات الأمنية التي تقدمها الإدارات الأميركية إلى إسرائيل، ومؤكداً أنه على مدى عقود أقامت إسرائيل والولايات المتحدة علاقة تقوم على الثقة والمصالح المشتركة، وأن هذه الأخيرة سوف تضمن الحماية المستمرة لأمن الإسرائيليين.
ومن المقرر أن يعقد بينت اجتماعاً مع الرئيس الأميركي جو بايدن في البيت الأبيض في الساعة السادسة من مساء اليوم (الخميس) بتوقيت إسرائيل، ومن المتوقع أن يتصدر الملف الإيراني مباحثاتهما.
قال رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت إنه لن يجري أي مفاوضات مع السلطة الفلسطينية كما أنه يعارض إقامة دولة فلسطينية، وشدّد على أن حكومته ستواصل توسيع المشروع الاستيطاني في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] وستستمر في شن الهجمات ضد إيران لكبح برنامجها النووي.
وأضاف بينت في سياق مقابلة أجرتها معه صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية لدى وصوله إلى الولايات المتحدة أمس (الأربعاء)، أنه يعارض العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران، ولمّح إلى أن إسرائيل ستواصل هجماتها السرية التي تستهدف البرنامج النووي الإيراني.
وقال بينت إنه ينوي أن يعرض على الرئيس الأميركي جو بايدن وكبار المسؤولين في الإدارة الأميركية رؤية استراتيجية جديدة بشأن إيران تشمل تعزيز العلاقات مع الدول العربية المعارضة لنفوذ طهران الإقليمي وطموحاتها النووية بما يقود إلى إقامة تحالف إقليمي مع هذه الدول العربية. وأوضح أن الرؤية الجديدة تتضمن استمرار القيود الدبلوماسية والاقتصادية ضد إيران والهجمات الإسرائيلية السرية على مصالحها ومنشآتها.
وتطرق بينت إلى الملف الفلسطيني فقال إنه سيعمل على توسيع المستوطنات القائمة في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] واستبعد احتمال التوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين تحت قيادته، ورفض إعلان تأييده للخطة الأميركية الرامية إلى إعادة فتح القنصلية الأميركية للفلسطينيين في القدس الشرقية. وأكد أن حكومته ستتبع السياسة الطويلة الأمد لتوسيع المستوطنات القائمة في الضفة الغربية، وأنه مستعد لخوض حرب أُخرى مع حركة "حماس" حتى لو كلفه ذلك خسارة دعم أعضاء الكنيست من راعم [القائمة العربية الموحدة]، واللازم لبقائه في رئاسة الحكومة.
واستبعد بينت التوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين وهو في منصبه كرئيس للحكومة ولا حتى في المستقبل المنظور مبرراً ذلك بمعارضته لأي سيادة فلسطينية، وبانقسام القيادة الفلسطينية، وشدّد على أنه يمكن معالجة معظم المشاكل الإقليمية، بما في ذلك النزاع مع الفلسطينيين من خلال الاقتصاد.
شارك آلاف الفلسطينيين أمس (الأربعاء) في التظاهرات التي دعت إليها الفصائل الفلسطينية بالقرب من السياج الحدودي مع إسرائيل في جنوب قطاع غزة في محيط مدينة خانيونس.
وذكر بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أن الجيش أصدر تحذيرات إلى المتظاهرين من مغبة الاقتراب من السياج الحدودي.
وأضاف البيان أن قوات الجيش الإسرائيلي عملت على تفريق المتظاهرين من خلال إطلاق الرصاص وقنابل الغاز المسيل للدموع.
وأفادت وزارة الصحة في قطاع غزة بأن 14 فلسطينياً أصيبوا بجروح في اشتباكات مع القوات الإسرائيلية على طول منطقة الحدود، بينهم 5 أصيبوا بالرصاص الحي، كما أصيب شخصان آخران بالرصاص المطاطي، وأصيب 7 أشخاص بعد استنشاق الغاز المسيل للدموع.
وأشارت مصادر فلسطينية إلى أن عشرات المشتركين في التظاهرات اقتربوا عدة أمتار من السياج الحدودي وقاموا بإلقاء الحجارة في اتجاه الجنود الإسرائيليين الذين كانوا يطلقون الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع.
كما أطلق عدد من المتظاهرين قنابل صوتية في اتجاه دبابات إسرائيلية كانت متمركزة وراء تلال رملية.
وأكدت هذه المصادر نفسها أن قوات خاصة تابعة لحركة "حماس" في القطاع انتشرت على طول منطقة السياج الحدودي في محاولة لمنع المتظاهرين من الوصول إلى السياج.
وكانت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة أشارت إلى أن الهدف من هذه التظاهرات هو تجديد الرفض الشعبي للحصار والتهويد وتأكيد نصرة القدس والمسجد الأقصى.
أُقيمت في المقبرة الاسلامية في قرية شقيب السلام البدوية في النقب [جنوب إسرائيل] مساء أمس (الأربعاء) مراسم تشييع جثمان عضو الكنيست سعيد الخرومي من حزب راعم [القائمة العربية الموحدة] العضو في الائتلاف الحكومي.
وشارك في المراسم رئيس الكنيست ميكي ليفي، ووزيرا الرفاه الاجتماعي مئير كوهن والأمن الداخلي عومر بارليف. ومثّل الحكومة في المراسم وزير الاستخبارات إيلي أفيدار.
كما حضر مراسم الدفن، التي شارك فيها نحو 10.000 شخص، أعضاء الكنيست من راعم والقائمة المشتركة ورؤساء سلطات محلية من مختلف أنحاء إسرائيل.
وبعث رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت بتعازيه إلى عائلة الخرومي.
وأعرب رئيس الدولة الإسرائيلية يتسحاق هيرتسوغ عن حزنه الشديد لوفاة الخرومي.
وقال هيرتسوغ في تغريدة نشرها في حسابه الخاص على موقع "تويتر" إن الخرومي ابن النقب البار كان في مختلف مناصبه ممثلاً صادقاً للمجتمع البدوي في النقب.
وكان الخرومي توفي فجر أمس عن عمر يناهز 49 عاماً بعد تعرّضه لنوبة قلبية حادة. وبعد وفاته المفاجئة ستعود إلى الكنيست إيمان خطيب - ياسين، التي سبق أن شغلت هذا المنصب بعد انتخابات آذار/مارس 2020 وتصدرت العناوين في حينه لكونها أول عضو كنيست محجبة وأول امرأة من راعم يتم انتخابها للكنيست.
- قدّم وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس، ورئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي، خلال اليومين الأخيرين، إحاطات تتعلق بقضايا إيران ولبنان وقطاع غزة، شملت رسائل إلى الجيران فيما وراء الحدود وأكثر من ذلك.
- وبعد فترة نحو سنة ونصف السنة قام الإيرانيون خلالها بتسريع وتيرة برنامجهم النووي، تشير التقديرات في قيادة الجيش الإسرائيلي إلى أن طهران بطّأت هذه الوتيرة مؤخراً، وهي موجودة فيما يشبه "الزحف" في الأشهر الأخيرة.
- وقال كوخافي في محادثة مع مراسلي الشؤون العسكرية هذا الأسبوع: "إن تقدُّم البرنامج النووي الإيراني جعل الجيش الإسرائيلي يسرّع خططه العملانية لكبحه، وكانت الميزانية الأمنية التي صودق عليها مؤخراً معدّة لهذا الغرض. إن الجيش الإسرائيلي يعمل بصورة ممنهجة وبطرق متنوعة لتقليص نفوذ إيران في منطقة الشرق الأوسط."
- وأضاف بني غانتس في السياق الإيراني إن المسؤولين في إسرائيل يعتقدون أن "الطائرة المسيّرة التي هاجمت سفينة ’ميرسير ستريت’ أقلعت من إيران. ويمكن الافتراض أن هذا الهجوم تم بمصادقة المرشد الأعلى خامنئي. إنني لا ألغي إمكان أن نضطر إلى العمل في المستقبل من أجل ألا تتمكن إيران من امتلاك سلاح نووي." وجاءت أقوال غانتس هذه خلال اجتماع عقده مع أكثر من 60 سفيراً أجنبياً في إسرائيل. وكشف الوزير النقاب عن أن "إيران موجودة على بعد شهرين من مراكمة المادة المطلوبة لإنتاج قنبلة نووية، ولديها نية للقضاء على إسرائيل."
- ووفقاً للتقديرات وعلى خلفية المفاوضات الدائرة في العاصمة النمساوية ڤيينا للعودة إلى الاتفاق النووي مع إيران (JCPOA)، تحتفظ هذه الأخيرة بيورانيوم قامت بتخصيبه حتى الآن إلى نسبة 60%، لكنها لا تقوم بتسريع استمرار التخصيب.
- ومع ذلك فإن إسرائيل قلقة جداً من الاتفاق النووي الآخذ بالتبلور مع إيران. والخيار المفضل إلى الولايات المتحدة هو توقيع اتفاق مماثل للاتفاق الإشكالي الذي وُقِّع سنة 2015، وفي إطاره يستطيع الإيرانيون تخصيب يورانيوم من دون أي عائق، بدءاً من سنة 2031.
- ويشير مسؤولون في إسرائيل إلى أن الأميركيين يأخذون في الاعتبار الموقف الإسرائيلي. وبموازاة ذلك، وبفضل المصادقة على الميزانية الأمنية بحجم 58 مليار شيكل، يتم تسريع إعداد الخطط الرامية إلى مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية.
- ومن أجل مواجهة إيران تم تخصيص 1.5 مليار شيكل لهذه السنة و2 مليار شيكل للسنة المقبلة. وبصورة عامة يشعر الجيش الإسرائيلي بالقلق من تهديد الطائرات المسيّرة من دون طيار، ومن الصواريخ البحرية الموجودة ليس في إيران فقط إنما أيضاً في دول أُخرى مثل العراق واليمن. وبحسب التقديرات السائدة في إسرائيل، من المتوقع أن يتفاقم تهديد الطائرات المسيّرة والصواريخ البحرية، وإذا كانت موجودة بالمئات في الجبهة الشمالية الآن فمن المتوقع أن تصبح بالآلاف بعد عدة أعوام.
- كما أن هناك قلقاً في صفوف الجيش الإسرائيلي من المنظمات الفلسطينية في الجنوب اللبناني، والتي قامت في الفترة الأخيرة بإطلاق صواريخ في اتجاه الأراضي الإسرائيلية عدة مرات.
- أمّا فيما يتعلق بالجبهة الجنوبية [قطاع غزة] فإن الجيش الإسرائيلي يدرك أن اندلاع جولة قتالية واحدة كل عدة أعوام هو الواقع الذي سيظل قائماً في الأعوام القريبة، ويستعد الجيش كل الوقت للقيام بعملية عسكرية واسعة في القطاع عندما يلزم الأمر.
- تواجه إسرائيل تناقضاً حاداً وارتباكاً عميقاً حيال الواقع الحالي في قطاع غزة. في الأسبوع الماضي برز انطباع وسط كثيرين في إسرائيل بحدوث انعطافة في اتجاه تسوية في المنطقة، لكن سرعان ما حلت محل هذا الانطباع اشتباكات عنيفة بادرت إليها "حماس"، في مقدمها تجدُّد إطلاق البالونات الحارقة وأعمال الشغب في منطقة السياج الحدودي. هذا التناقض ناجم عن فجوة عميقة بين نظرة إسرائيل وبين نظرة "حماس" إلى الواقع، بالإضافة إلى استمرار الصعوبة التي تواجهها إسرائيل في فك ألغاز عالم ونوايا مسؤولي "حماس" الرفيعي المستوى.
- منذ انتهاء عملية "حارس الأسوار" يعمل يحيى السنوار من أجل تحقيق هدف مركزي: إعادة الواقع الاستراتيجي في القطاع إلى ما كان عليه قبل 10 أيار/مايو عندما أطلقت "حماس" صلية صواريخها في اتجاه القدس، معلنةً بدء المعركة العسكرية. يومها انتهكت "حماس" قواعد التسوية التي كانت قائمة في قطاع غزة حتى ذلك الوقت، وكانت قلقة من إلغاء إسرائيل جزءاً من الخطوات المدنية التي سبقت العملية، وبدت معنية بالعودة إلى "التسوية القديمة"؛ بكلام آخر، هي تريد أن تثبت أنها نجحت في تغيير قواعد اللعبة في مواجهة إسرائيل من دون أن تدفع ثمناً باهظاً يهدد استقرار حكمها.
- يبدو أن السنوار يعمل انطلاقاً من منطق مفاده أن في الإمكان العودة إلى "التسوية القديمة" من دون الانجرار إلى معركة واسعة النطاق لا ترغب فيها "حماس" في هذه المرحلة. السنوار ليس راضياً عن الخطوات المدنية التي طبقتها إسرائيل حتى الآن، وعلى رأسها عدم تحويل المساعدة القطرية كاملة إلى قطاع غزة، وتوسيع حجم الواردات والصادرات منها، والسماح بمرور البضائع الغزية إلى إسرائيل (هذه الخطوات تساعد في ترسيخ استقرار حكم "حماس" والمحافظة على نفوذ قطر في قطاع غزة). تجدُّد الاحتكاكات في منطقة الحدود وإطلاق البالونات الحارقة يشكلان وسائل ضغط ناجعة في نظر السنوار الذي يعتبر أن ما يجري هو نوع من "معركة بين الحروب" لن تصل بالضرورة إلى مواجهة واسعة.
- من المحتمل أن تعكس خطوات "حماس" إدراكاً مفاده أن إسرائيل مشغولة حالياً بمشكلات أُخرى على رأسها الكورونا، والعقدة السياسية الداخلية، والتوترات في جبهة الشمال وفي مواجهة إيران، الأمر الذي يجعل من الصعب عليها تخصيص الانتباه والجهد للمواجهة في قطاع غزة، وبالتالي دفعها إلى العودة إلى "التسوية القديمة" في المنطقة. من المحتمل أن الطمس المستمر للخطوط الحمراء التي وضعتها إسرائيل عند الانتهاء من عملية "حارس الأسوار" يعزز التقدير أن إسرائيل سبق لها في الأشهر الأخيرة أن دفعت قدماً ببادرات مدنية مهمة حيال قطاع غزة على الرغم من عدم حدوث انعطافة في موضوع الأسرى والمفقودين، وأنها لا ترد بصرامة على كل خرق أمني (البالون الحارق مثل الصاروخ).
- سلوك السنوار ليس سلوكاً غير عقلاني وليس دليلاً على روحية مسيانية، أو على "انقطاع العلاقة بالواقع"، بحسب تقديرات يُزعم أنها تعود إلى جهات أمنية إسرائيلية. يعمل السنوار في ضوء اعتبارات ذكية وبواسطة أسلوب "التجربة والخطأ"، وهو مستعد لدفع ثمن معين مقابل الدفع قدماً بالأهداف الأيديولوجية الأساسية بالنسبة إليه. وبعد الخطوة الجريئة التي أقدم عليها في عملية "حارس الأسوار"، إذ بادرت "حماس" إلى بدء معركة ضد إسرائيل لأول مرة في تاريخها، وذلك بسبب حوادث في القدس، ومن دون احتكاك سابق في قطاع غزة، نراه يواصل فحص احتمالات تغيير قواعد اللعبة في مواجهة إسرائيل.
- تواجه إسرائيل اليوم معضلة استراتيجية صعبة في قطاع غزة. فإذا أرادت أن ترسخ هدوءاً مثل الذي كان موجوداً قبل عملية "حارس الأسوار"، يتعين عليها أن تقبل شروط السنوار والعودة إلى مسار "التسوية القديمة"، ومعناها الموافقة على تحويل كل المساعدة القطرية وزيادة كبيرة في أذونات التنقل والتجارة من القطاع وإليه. كل ذلك من دون إحراز تقدُّم في المفاوضات في موضوع الأسرى والمفقودين الذي كان شرطاً أساسياً بعد عملية "حارس الأسوار"، للدفع قدماً بخطوات مدنية واسعة النطاق.
- إن مغزى العودة إلى "التسوية القديمة" هو المسّ بقوة الردع الإسرائيلية. في هذا الإطار تتعزز إمكانية تبنّي قيادة "حماس" تقديراً مفاده أن في الإمكان العودة إلى القيام بخطوات استفزازية في المستقبل، سواء كان جرّاء تطورات خارج قطاع غزة، مثلاً في القدس، أو في الضفة الغربية، أو في المجتمع العربي داخل إسرائيل، من دون أن تدفع الحركة ثمناً باهظاً.
- الخيار الثاني أمام إسرائيل هو معركة إضافية واسعة النطاق يمكن بواسطتها إعادة صوغ قواعد اللعبة مع "حماس". إذا وصلت إسرائيل إلى خلاصة أن هذه الخطوة ضرورية، فمن الأفضل أن تشمل هذه المعركة جواباً على ثلاث فجوات استراتيجية برزت خلال عملية "حارس الأسوار": أخذ زمام المبادرة الهجومية؛ توجيه ضربة قاسية إلى قيادة "حماس"؛ وصيغة صارمة لشروط التسوية في اليوم التالي من دون انسحابات ومرونة كما جرى في الأشهر الأخيرة، والإصرار على أن شروط الدفع قدماً بخطوات مدنية مهمة هي تقديم تنازلات في موضوع الأسرى والمفقودين.
- بين هذين البديلين المتناقضين لا يوجد بدائل وسطية قابلة للتطبيق. استمرار الوضع الحالي معناه استمرار الاحتكاكات ولو بقوة مختلفة يمكن أن تفاجئنا "حماس" خلالها وتبادر إلى معركة ضد إسرائيل. ثمة احتمال ضئيل لأن تقرر "حماس" إبداء مرونة في مواقفها – في الأساس منع الاحتكاكات العنيفة وقبول الواقع المدني القائم والاستجابة إلى الضغط المصري والقطري عليها. صحيح أن مصر أغلقت معبر رفح كخطوة عقابية على سلوك "حماس"، لكن ليس من الواضح الآن ما إذا كانت ستنجح في إجبار "حماس" على منع الاحتكاكات العنيفة بصورة كاملة ودائمة في القطاع.
- الواقع المعقد في قطاع غزة يثبت مرة أُخرى أن عملية "حارس الأسوار" لم تنتهِ فعلاً، بل بقيت كقصة مفتوحة ولم تغير أساس قواعد اللعبة بين إسرائيل و"حماس". بناء على ذلك يتعين على إسرائيل الاستعداد لمواجهة معركة إضافية، ومن المحتمل في الأمد قريب. إذا أحسنت إسرائيل قراءة نوايا "حماس" وامتنعت من إسقاط منطقها على خصمها وأخذت مبادرة هجومية بدلاً من الانجرار إلى تبادُل ضربات مرهقة، فإن هذا سيعزز فرص بلورة "تسوية جديدة" عند انتهاء المعركة المقبلة.
- من دون الهزيمة في أفغانستان، زيارة رئيس الحكومة نفتالي بينت إلى واشنطن هي زيارة مهمة جداً على عدة مستويات: على المستوى الشخصي والثنائي والدولي. مبدئياً، لا حاجة إلى إثقال المفاوضات بموضوعات لا ضرورة لها، بل اختيار الأهم منها وإبقاء الموضوعات الأُخرى لطواقم مجلس الأمن القومي ووزارة الخارجية. الأرضية ملائمة لحدوث تقارُب بين بايدن وبينت، بالطبع إذا لم يدخلا في نقاشات سياسية من شأنها أن تعرقل ذلك.
- تدل التلميحات على رغبة أميركية في إضفاء طابع حار على الاجتماع. على هذا الصعيد، من المهم إنشاء آلية تواصُل بين الزعيمين من دون وسطاء. نوع من خط أحمر شخصي، يشعر كل طرف بالارتياح لاستخدامه متى يشاء. وهناك حاجة إلى تعميق أكبر للمصالح القائمة لأنها ضمانة لاستمرار العلاقة الخاصة بين الدولتين. وبصفته ابن عائلة من سان فرانسيسكو، في إمكان بينت استغلال الجانب العاطفي كي يأسر قلب رئيس الولايات المتحدة.
- على مستوى العلاقات الثنائية، يجب على بينت الدفع قدماً بثلاثة مبادىء أساسية: شفافية، وتعاون، وسلام، وعليه أيضاً أن يجعل الرئيس الأميركي يشعر بأن هناك شفافية كاملة بينهما وبين الدولتين. من دون عمليات من وراء الظهر، وبكلام آخر: عليه أن يرمم الانطباع السيئ الذي كان موجوداً خلال ولاية باراك أوباما وعندما كان بايدن نائباً لأوباما.
- ويجب أن يكون التعاون كاملاً وعلنياً بين الاثنين، والتأكد من أن أي طرف لن يفاجىء الطرف الآخر. من الأفضل عدم الاتفاق على موضوعات معينة، لكن من دون فرض الفيتو. يتعين على إسرائيل المحافظة على حرية العمل العسكري بمعرفة الولايات المتحدة وبالتنسيق معها. الشرق الأوسط مليء بالمفاجآت وعلى إسرائيل الدفاع عن نفسها من أي سوء.
- بايدن سيقدّر ألاّ يُشر بينت إلى الهزيمة في أفغانستان، الأمر الذي سيجعله يحظى بنقاط إيجابية. فيما يتعلق بالسلام، يجب على بينت حث بايدن على إبداء المزيد من النشاط فيما يتعلق بالسلام بين إسرائيل والدول العربية. يجب ألا تبقى اتفاقات أبراهام من دون تطوير أو استمرارية. هذا الإطار سيسمح بتوسيع دائرة الدول العربية، وللولايات المتحدة دور خاص في ذلك.
- على الصعيد الدولي، هناك 3 موضوعات يجب أن تكون مطروحة على جدول الأعمال، قبل كل شيء الصين. يجب على بينت أن يشرح لبايدن أن لإسرائيل علاقات جيدة مع الصين، لكنها خارج اللعبة بين واشنطن وبيجين. الموضوع مشحون ويُقلق الولايات المتحدة، وإبداء رئيس الحكومة حساسيته إزاء الموضوع سيجعله يفوز بنقاط لمصلحته.
- المشكلة الفلسطينية مهمة أيضاً. بصفته شخصاً يمينياً، يجب على بينت أن يقول للرئيس إنه مع الدفع قدماً بحل مع الفلسطينيين، وأن يعبّر عن استعداده للعودة إلى طاولة المحادثات. وإزاء الوضع الحالي يمكن التوضيح للرئيس الأميركي أن الوقت ليس ملائماً للتوصل إلى اتفاق دائم، بل إلى اتفاقات موقتة تراكمية تفيد الفلسطينيين وتخلق جواً خالياً من الشكوك المتبادلة.
- الموضوع الأخير: إيران. وجهة نظرنا يجب أن تكون بناءة. لا جدوى من إظهار معارضتنا لما يجري في محادثات ڤيينا، فالأميركيون يعرفون ذلك. ويبدو أن هذه المحادثات ستتوقف بسبب السلوك الإيراني العدائي. مناقشة المستقبل وتوثيق التعاون في هذه المسألة وتوضيح موقفنا في هذه المرحلة كافيان في الاجتماع الأول الذي ستأتي بعده اجتماعات أُخرى بالتأكيد.