مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
بينت: إسرائيل تخوض من ناحية فعلية حرباً باردة مع إيران خلال الأعوام الـ30 الأخيرة
رئيس القسم الاستراتيجي في الجيش لصحيفة بحرينية: إسرائيل تؤمن بالحل الدبلوماسي مع إيران، لكنها جاهزة لأي سيناريو في حال فشل الجهود الدبلوماسية
غانتس يقدّم إلى سكرتارية الحكومة مشروع قرار ينص على إقامة لجنة تحقيق رسمية لتقصّي الوقائع المرتبطة بملف شراء الغواصات والقطع البحرية
مجموعة قراصنة تابعة لإيران تعلن مهاجمة واختراق خوادم شركة إنترنت إسرائيلية
تقرير: الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ ووزارة الدفاع بدأتا تدريباً ضخماً هو الأول من نوعه سيستمر لمدة أسبوع ويحاكي حرباً واسعة النطاق مع حزب الله بالتزامن مع وقوع اضطرابات داخلية
مقالات وتحليلات
سياسة الحكومة الإسرائيلية الحالية حيال إيران تُعدّ بمثابة استمرار لسياسة عهد بنيامين نتنياهو
مَن هاجم بصاروخ أرض - أرض أراد عدم إحراج بوتين وعدم تعريض القاذفة الأميركية للخطر
السعودية ولبنان: يجب إطفاء النار الآن
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"معاريف"، 1/11/2021
بينت: إسرائيل تخوض من ناحية فعلية حرباً باردة مع إيران خلال الأعوام الـ30 الأخيرة

قال رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت إن إسرائيل تخوض من ناحية فعلية حرباً باردة مع إيران خلال الأعوام الـ30 الأخيرة.

وأكد بينت في سياق حديث أدلى به إلى صحيفة "تايمز" البريطانية أمس (الأحد)، أن إسرائيل ستعمل كل ما هو مطلوب لإحباط التهديد النووي الإيراني وأنها ستستخدم كافة طاقاتها وقدراتها التكنولوجية والاقتصادية لتستبق تلك الإيرانية. وأضاف أنه ليس سراً أن إيران موجودة حالياً في مرحلة متقدمة جداً من حيث قدرتها على تخصيب اليورانيوم كما أنها تقوم بنشاطات في دول مجاورة لإسرائيل لصرف النظر عن نشاطاتها في مجال التسلح النووي. واعتبر أن تضافُر القدرات العسكرية مع الضغوط الدبلوماسية والاقتصادية من شأنه أن يؤدي إلى إبطاء وتيرة تقدُّم طهران نحو السلاح النووي وفي نهاية المطاف قد يوقفه تماماً.

وتوجه بينت أمس برفقة وزيرتي شؤون البيئة والطاقة تمار زاندبرغ وكارين إلهرار إلى اسكتلندا للمشاركة في أعمال مؤتمر المناخ الدولي الذي يُعقد في مدينة غلاسكو. ومن المتوقع أن يعقد على هامش المؤتمر لقاءات سياسية مع عدد من زعماء الدول ومنها بريطانيا وفرنسا والهند والبحرين وكندا وأستراليا.

وقال بينت في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام قبيل مغادرته مطار بن غوريون الدولي، إن إسرائيل ستعلن خفض حجم الانبعاثات الكربونية إلى درجة صفر بحلول سنة 2050 والتوقف التدريجي عن استخدام الفحم الحجري خلال الأعوام الثلاثة المقبلة، وستحشد كافة قدراتها للمساهمة في احتواء ظاهرة الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية.

"معاريف"، 1/11/2021
رئيس القسم الاستراتيجي في الجيش لصحيفة بحرينية: إسرائيل تؤمن بالحل الدبلوماسي مع إيران، لكنها جاهزة لأي سيناريو في حال فشل الجهود الدبلوماسية

أكد رئيس القسم الاستراتيجي في الجيش الإسرائيلي المسؤول عن الملف الإيراني اللواء تال كالمان أن إسرائيل تؤمن بالحل الدبلوماسي مع إيران، لكنها في الوقت عينه جاهزة لأي سيناريو في حال فشل كافة الجهود الدبلوماسية. 

وأضاف كالمان في سياق مقابلة أجرتها معه صحيفة "الأيام" البحرينية ونشرتها أمس (الأحد)، إلى أهمية إيجاد حوار مشترك على المستويين الاستراتيجي والعسكري بين البحرين وإسرائيل، مشيراً إلى أن هناك أهمية للتعاون بين البلدين في المجالات العسكرية بسبب وجود قضايا دفاعية مشتركة. وقال إن "اتفاقيات أبراهام" تشكل فرصة لنشوء شرق أوسط جديد لأنها تمهد الطريق لإقامة محور معتدل بين إسرائيل ودول أُخرى في المنطقة يمكن أن يقف في مقابل محور متطرف تترأسه إيران. وأضاف كالمان: "بفضل اتفاقيات أبراهام فإن إسرائيل محاطة اليوم بدول صديقة، وهذا يقدم لها فرصة للتعاون الاستخباراتي وللحرب المشتركة ضد الإرهاب كما يوفر لها عمقاً استراتيجياً".

وأشار كالمان إلى أن لبنان هو أقدم أداة استراتيجية لإيران في المنطقة، لكن هذه الأخيرة موجودة أيضاً في كل من سورية والعراق واليمن وغزة، وهي تطوّر قدراتها العسكرية وتقترب من إسرائيل عن طريق دول أُخرى، وهذا يُقلق إسرائيل وأيضاً دولاً أُخرى، ولذا تحولت إلى مشكلة إقليمية وعالمية.

"يديعوت أحرونوت"، 1/11/2021
غانتس يقدّم إلى سكرتارية الحكومة مشروع قرار ينص على إقامة لجنة تحقيق رسمية لتقصّي الوقائع المرتبطة بملف شراء الغواصات والقطع البحرية

قدم وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس إلى سكرتارية الحكومة أمس (الأحد) مشروع قرار ينص على إقامة لجنة تحقيق رسمية لتقصّي الوقائع المرتبطة بملف شراء الغواصات والقطع البحرية.

ووصف غانتس هذه الخطوة بأنها ضرورة وطنية من أجل قيام أجهزة الأمن ودولة إسرائيل باستخلاص العبر اللازمة من هذا الملف.

وذكرت مصادر مقربة من غانتس أنه اتفق مع رئيس الحكومة نفتالي بينت على أن يتم طرح مشروع القرار هذا على جدول أعمال الحكومة بعد مصادقة الكنيست بصورة نهائية على الميزانية العامة للدولة هذا الأسبوع.

وكان وزير العدل الإسرائيلي جدعون ساعر أكد في مطلع الشهر الفائت أنه يوافق على اقتراح غانتس إقامة لجنة تحقيق، وأشار إلى أن المستشار القانوني للحكومة شارك في بلورة موقف الوزارة من هذه القضية ومنحها الضوء الأخضر.

ورحبت الحركة من أجل نزاهة الحكم بخطوة غانتس واصفة إياها بأنها انتصار كبير للأمن القومي وفي الحرب ضد الفساد. وأضافت أن الكرة الآن في ملعب رئيس الحكومة، وأنها تتوقع منه أن يدفع قُدماً بإقامة لجنة تحقيق من دون أي تأخير.

يُذكر أن تحقيق الشرطة في قضية الغواصات، والتي تعرف باسم "القضية 3000"، شمل شخصيات رفيعة المستوى وأدى إلى تورُّط العديد من المقربين من رئيس الحكومة السابق بنيامين نتنياهو، لكن ليس هو نفسه، للاشتباه في أنهم تلقوا أموالاً غير مشروعة كجزء من خطة عامة ضخمة لشراء سفن وغواصات للبحرية الإسرائيلية بلغت مليارات الشواكل من شركة بناء السفن الألمانية تيسنكروب. ووصف البعض القضية بأنها أكبر فضيحة فساد أمنية في تاريخ إسرائيل.

"يسرائيل هيوم"، 31/10/2021
مجموعة قراصنة تابعة لإيران تعلن مهاجمة واختراق خوادم شركة إنترنت إسرائيلية

أعلنت مجموعة قراصنة "بلاك شادو" التابعة لإيران أمس السبت أنها هاجمت واخترقت خوادم شركة الإنترنت "سايبر سيرف" Cyberserve الإسرائيلية واخترقت البيانات الخاصة بعملاء الشركة وطالبت المستخدمين بدفع فدية لاسترداد المعلومات الخاصة بهم. 

وقالت المجموعة في رسالة لها: "مرحباً مرة أُخرى! لدينا أخبار لك. ربما لم تتمكن من الاتصال بالعديد من المواقع اليوم. لقد تضررت خوادم سايبر سيرف وعملائها من طرفنا. إذا كنتم تتساءلون ماذا عن المعلومات كما هي الحال في المرات السابقة، لدينا الكثير منها. وإذا كنتم لا تريدون منا تسريب المعلومات اتصلوا بنا في أقرب فرصة".

و"سايبر سيرف" هي شركة استضافة لمواقع إنترنت توفر خوادم وتخزين بيانات لعدد كبير من الشركات التي تضررت بسبب هذا الهجوم ولا تزال معطلة، ومنها معاهد طبية، وجمعية مكافحة السرطان، وشركتا مواصلات عامة ومكاتب تعارف.

يُشار إلى أن المجموعة ذاتها كانت أعلنت في آذار/ مارس الفائت اختراق شركة تختص بتمويل السيارات، كما اخترقت في كانون الأول/ديسمبر الفائت شركة للتأمينات وطلبت فدية قدرها مليون دولار.

 

موقع Ynet، 1/11/2021
تقرير: الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ ووزارة الدفاع بدأتا تدريباً ضخماً هو الأول من نوعه سيستمر لمدة أسبوع ويحاكي حرباً واسعة النطاق مع حزب الله بالتزامن مع وقوع اضطرابات داخلية

بدأت الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ التابعة للجيش الإسرائيلي ووزارة الدفاع الإسرائيلية أمس (الأحد) تدريباً ضخماً هو الأول من نوعه سيستمر لمدة أسبوع ويحاكي حرباً واسعة النطاق مع حزب الله بالتزامن مع حدوث اضطرابات داخلية في إسرائيل.

وقالت مصادر عسكرية إسرائيلية رفيعة المستوى إن التدريب يهدف أساساً إلى معرفة مدى استفادة منظومات الاستجابة للطوارئ في إسرائيل، أي الجيش والشرطة وإدارة الإطفاء وخدمات الطوارئ الطبية، من دروس أيار/مايو الماضي، الذي شهد إطلاق كميات كبيرة من الصواريخ في اتجاه إسرائيل من طرف الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة على مدار 11 يوماً في إبان شن عملية "حارس الأسوار" العسكرية بموازاة وقوع اضطرابات كبيرة في المدن المختلطة في جميع أنحاء البلد.

وقال رئيس هيئة أركان قيادة الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي العميد إيتسيك بار في حديث مع الصحافيين قبل التدريب: "سنختبر ما تعلمناه واختبرناه على مستويات لم نتوقعها فيما يتعلق بالجبهة الداخلية".

وعلى عكس ما حدث في أيار/مايو الفائت عندما خاضت إسرائيل حرباً ضد حركة "حماس"، فإن التدريب الحالي سيحاكي مواجهة في لبنان وسورية مع حزب الله الأكثر قوة، والذي يمتلك 100.000 صاروخ وقذيفة ذات أبعاد متعددة، بالإضافة إلى كمية قليلة، لكنْ مهمة، من الصواريخ الدقيقة التوجيه، والتي قد تكون مشكلة رئيسية محتملة لإسرائيل. ويقدّر بعض المسؤولين العسكريين بأنها ثاني أخطر تهديد يواجه إسرائيل بعد السلاح النووي الإيراني.

وستحاكي المناورات التي ستجري في أثناء التدريب نتائج إطلاق وابل هائل من الصواريخ في اتجاه إسرائيل، بالاستناد إلى توقعات استخباراتية عسكرية فعلية، بما في ذلك هجمات أسلحة كيميائية وإصابات مباشرة في منشآت تخزين مواد كيميائية سامة داخل إسرائيل ومستشفيات مكتظة وانقطاع التيار الكهربائي على مستوى البلد كافة.

وقال مدير الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ العميد احتياط يورام لوردو للصحافيين: "لدينا وثيقة يمكن أن نشير إليها بشأن كيف ستبدو حرب متعددة الجبهات من حيث نطاقها وأهميتها. لذا فإن السيناريو الخاص بنا يعطينا درجة من الدقة بشأن الأحداث المحتملة، وكيف يمكننا توجيه التمرين وصقله حتى يكون فعالاً حقاً". وأضاف: "إن بعض الجوانب التي سنقوم بمحاكاتها في التدريب هي استخدام العدو لمواد مشوشة ومخدرة، وسنتحقق من ذلك خلال التدريب، ولا سيما القدرة على التعرف إليها، مع التركيز على إعطاء تعليمات واضحة ومركزة تنقذ أرواح السكان المدنيين".

وتشارك جميع الوزارات الحكومية وخدمات الطوارئ في التدريب، بما في ذلك الشرطة الإسرائيلية وخدمات الإطفاء والإنقاذ ونجمة داود الحمراء لخدمات الإسعاف وغيرها.

وقال العميد بار: "إن ما يشغلني بصفتي رئيس هيئة أركان قيادة الجبهة الداخلية أولاً هي مسألة الذخيرة الموجهة بدقة وتأثيرها في قدرتنا على العمل في كل ما يتعلق بالإنذارات بشأن نيران مقبلة. وثانياً، معدل إطلاق النار وقدرة حزب الله على شنّ قصف صاروخي هائل حقاً على مناطق جغرافية محددة، وتوجيه نيران نحو البلدات القريبة من الحدود. كما أننا نريد أن نرى كيفية تطبيق الدروس المستفادة من عملية ’حارس الأسوار’".

وفي إطار التدريب ستحاكي الوحدة الذرية والبيولوجية والكيميائية التابعة لقيادة الجبهة الداخلية في الجيش الردود على أي من الهجمات بالأسلحة الكيميائية على طول الحدود، وكذلك عمليات الانسكاب الكيميائية السامة من الصواريخ التي تضرب المصانع الإسرائيلية. وسيقوم أفراد عسكريون ومدنيون بمحاكاة عملية إخلاء جماعي للبلدات الشمالية رداً على إطلاق الصواريخ. وستعمل المستشفيات في شمال إسرائيل أيضاً على محاكاة تدفُّق أعداد كبيرة من الإصابات، وهو ما سيتطلب إرسال المرضى إلى مرافق في وسط البلد بواسطة سيارات إسعاف أو مروحيات. وسيُجري الجيش عدداً من اختبارات الغارات الجوية على وجه التحديد في أجزاء من البلد تم إجراء تغييرات مؤخراً في طريقة تلقّي التحذيرات الواردة فيها. وتجدر الإشارة هنا إلى أنه في محاولة لجعل نظام الإنذار المبكر أكثر فعالية، قام الجيش الإسرائيلي بتقسيم بعض المدن إلى مناطق تنبيه متعددة مع إطلاق صفارات إنذار، فقط في المناطق التي يقع فيها موقع الإصابة المقدّر.

وبالإضافة إلى الرد على الهجمات من خارج إسرائيل ستحاكي خدمات الطوارئ أيضاً وقوع اضطرابات في الداخل، وسيخصَّص اليوم الأول من التمرين لشرطة إسرائيل.

وستكون هذه هي أول مرة تقود فيها الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ تدريبات قطرية بالاشتراك مع قيادة الجبهة الداخلية في الجيش. وأُقيمت هذه الهيئة سنة 2007 في إثر حرب لبنان الثانية التي اندلعت سنة 2006، وكان الهدف منها العمل كهيئة رقابية لمختلف منظومات الاستجابة للطوارئ في البلد وتوجيهها في أوقات الأزمات.

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"يديعوت أحرونوت"، 31/10/2021
سياسة الحكومة الإسرائيلية الحالية حيال إيران تُعدّ بمثابة استمرار لسياسة عهد بنيامين نتنياهو
عوفر شيلح - محلل عسكري ورئيس سابق للجنة الخارجية والأمن في الكنيست
  • طالعنا مؤخراً في صدر الصفحة الأولى من صحيفة "هآرتس" نبأ يبشربأن "إسرائيل حددت هدفاً جديداً في إيران" هو جودة حياة الطبقة العليا، وذلك نقلاً عن مصدر سياسي رفيع المستوى. وارتبط النبأ بأنباء عن هجمة سيبرانية ضربت كل محطات الوقود في إيران، ونُسبت إلى إسرائيل بحق أو بغير حق لا أدري. ووفقاً لمنطق المصدر السياسي نفسه، فإن الطوابير على الوقود ستدفع تلك الطبقة من السكان إلى الضغط على النظام كي يتراجع عن البرنامج النووي، وهكذا يأتي الخلاص لصهيون.
  • لم يحظَ النبأ بأي صدى جماهيري نظراً إلى حقيقة أنه ليس هناك أي نقاش حقيقي حين يصل الأمر إلى إيران. لكن لا بد من ملاحظة أن في مجرد هذا النبأ كل عناصر السخافة الإسرائيلية المتواصلة حيال الموضوع الإيراني، وحيال المواضيع الأمنية عموماً، وفي مقدمها نزعة القوة تحت غطاء الحكمة والذكاء، والتبجح بأنه "مسموح لنا" بأن نفعل كل ما نشاء، وغرور الإدمان على عمليات تكتيكية وابتكارات تكنولوجية، في حين أن الوضع الاستراتيجي آخذ بالتدهور. بهذا المفهوم تبدو الحكومة الإسرائيلية الحالية أنها استمرار لعهد بنيامين نتنياهو، والنتيجة واضحة: إيران هي التي ستقرر إذا ما ستعود إلى المفاوضات مع الولايات المتحدة التي تكاد أن تستجديها للعودة والحديث ومتى، وإيران هي التي ستقرر ما إذا ستكون لها قنبلة نووية ومتى، ولا شك في أن هذه القنبلة ستكون بمثابة تهديد وجودي لإسرائيل.
  • دعونا نبدأ من انعدام الجدوى. لماذا يفترض أحد ما بأنه سيكون هناك "ضغط من الطبقة العليا"؟ فالجمهور الإسرائيلي لا يقل دلالاً عن النخبة الإيرانية، لكن إذا ما شلّت أي عملية سايبر ذكية من إيرانيين أو فلسطينيين آلة قهوة في شمالي تل أبيب فهل سيكون هناك احتجاج ضد سياسة إسرائيل في المناطق [المحتلة]؟ أعتقد أن مثل هذا النوع من الضغط الذي يتماثل علناً مع جهة خارجية معادية يدفع الناس إلى التكاتف معاً، وخصوصاً في إيران، الدولة ذات الإحساس التاريخي والعزة الوطنية وذات النظام ذي العينين المفتوحتين واليد الثقيلة. إن عقوبات [الرئيس الأميركي السابق] دونالد ترامب لم تُخضع إيران فلماذا يعتقد أحد ما أن طوابير الوقود ستفعل هذا؟
  • لنواصل التبجح: أي دولة أُخرى في العالم تسمح لنفسها بسلوك كهذا، بل وتتباهى به في تسريبات إلى الصحافة؟ تلك الدولة التي تهاجم كل مَن تريده في أرجاء الشرق الأوسط باسم التهديد الوجودي لها (وكل شيء عندنا نعتبره تهديداً وجودياً)، بل إن لهذا اسماً لامعاً - المعركة بين الحروب. أنا مع استخدام القوة عند الحاجة، لكن أمراً كهذا لا يحقق شيئاً بهذه الطريقة، بل يعطي أعداءنا الرخصة للرد بقوة بل والتقدم نحو إنجاز حقيقي تماماً مثلما حدث في أثناء عملية "حارس الأسوار" التي سجلت فيها حركة "حماس" نجاحات هائلة على صعيدي السياسة والوعي في حين أننا قمنا بإسقاط مبانٍ وأبراج، واهمين أنفسنا بأن هذا يوجِد "خريطة ألم".
  • هذا ما يحدث أيضاً في الموضوع الإيراني: نتباهى بهجمات جوية، وبالسايبر وعمليات التصفية، وفي هذه الأثناء يتموضع الإيرانيون في سورية من خلال مساعدات مدنية وعقد مزيد من الارتباطات، ويعقدون اتفاقيات مع الصين وروسيا لتخفيف حدة ضرر العقوبات، ويقتربون حتى من أعدائهم الألداء في السعودية، ويسيرون نحو النووي، بينما يبدو أن إسرائيل أصبحت غير ذات صلة.
  • لا شك في أن إيران نووية تُعَد تهديداً غير مسبوق لإسرائيل، سواء لأننا "دولة يمكن القضاء عليها بقنبلة واحدة"، على حد قول الرئيس الإيراني السابق رافسنجاني، أو لأن هذا سيغيّر وجه منطقة الشرق الأوسط. وينبغي عمل كل شيء كي لا يحدث هذا. لكن في الوقت عينه ينبغي القول إنه بعد أعوام من العمل السري والعمل السياسي العاقل من وراء الكواليس، ومن التبجُّح الإسرائيلي في الأعوام الأخيرة، ومن انعدام التفكير (كما في الضغط على الولايات المتحدة للانسحاب من الاتفاق النووي)، والإدمان على ابتكارات ذات نزعة قوة، فإن كل ذلك يساعد إيران على الاقتراب من القنبلة.
  • ولعل هناك تفسيراً آخر كانت بدايته في عهد نتنياهو ويتواصل في العهد الحالي، وفحواه أن كل شيء مُعدّ للاستهلاك الداخلي. فلقد امتطى نتنياهو حصان الترهيب الإيراني على مدى عهده كله. ومنذ تسلُّم نفتالي بينت مهمات منصبه كرئيس للحكومة وهو ينثر أقوالاً بأن الجيش في واقع الأمر لم يكن جاهزاً لهجوم إيران (وهو بالطبع سيُعده وسيكون جاهزاً للهجوم)، وفي هذا الجانب تأتي تسريبات عن طرق عمل جديدة ولامعة. ومع كل يوم تتواصل فيه هذه السخافة قد تكون إيران تواقة فعلاً إلى الوقود، لكنها تواصل التقدّم الحثيث نحو أهدافها.
"يديعوت أحرونوت"، 30/10/2021
مَن هاجم بصاروخ أرض - أرض أراد عدم إحراج بوتين وعدم تعريض القاذفة الأميركية للخطر
رون بن يشاي - محلل عسكري
  • المكان الذي وقع فيه الهجوم فجر اليوم في سورية هو بلدة الديماس الواقعة على بعد 20 كيلومتراً غربي دمشق على طريق دمشق - بيروت. بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، يوجد غربي البلدة مخازن تابعة للجيش السوري وحزب الله، تحتوي على سلاح كان من المفترض أن يصل إلى حزب الله في لبنان. من الجهة الثانية تقع البلدة على بعد أقل من 20 كيلومتراً غربي المعبر الحدودي البري الأساسي بين سورية ولبنان بالقرب من جديدة يابوس، ومن هناك تتوجه الطريق نحو سهل البقاع في لبنان، وصولاً إلى العاصمة اللبنانية.
  • هذه التفاصيل مهمة لأن هذه المنطقة الواقعة غربي دمشق هي التي يجري فيها الجزء الأساسي من عمليات تهريب السلاح الآتي من إيران إلى سورية، ومن هناك تنتقل إلى لبنان في شاحنات ومركبات مموّهة عبر الطريق الرئيسي، وإذا كانت الشحنة صغيرة فتُنقَل عبر الطرق الفرعية. تُستخدم هذه المنطقة الجبلية منذ عدة أعوام كممر للتهريب من أجل تعاظُم قوة حزب الله العسكرية.
  • وسائل الإعلام السورية أشارت إلى أن الهجوم جرى بصاروخ أرض - أرض أُطلق من منطقة الجولان. يمكن الافتراض أن هذه المعلومة صحيحة إلى حد ما لسبب بسيط هو أن لدى السوريين والروس في هذه المنطقة منظومة كثيفة جداً من الرادارات وبطاريات الصواريخ أرض - جو المُعدّة لاعتراض الصواريخ. وبالفعل يدّعي السوريون أنهم اعترضوا عدة صواريخ أُطلقت في الماضي في اتجاه المنطقة الجبلية غربي الديماس. الرادارات بالطبع كشفت نوع السلاح ومن أي جهة أُطلق...
  • من دون التطرق إلى هوية المهاجم هذه المرة، من المعروف أن إسرائيل وسلاح الجو الإسرائيلي يفضلان مهاجمة أهداف في سورية خلال ساعات الليل. وأيضاً تُشَن الهجمات عموماً في الأراضي السورية لأن الهجمات على لبنان يمكن أن تشكل ذريعة لحزب الله للقيام بهجمات صاروخية ضد إسرائيل كما هدد زعيم الحزب حسن نصر الله أكثر من مرة...
  • في سورية، إذا لم تعلن إسرائيل مسؤوليتها فإن الهجمات تمر عموماً من دون رد، وبغض النظر عن المهاجم، سواء كان إسرائيل أم أطرافاً أُخرى. هذا هو سبب عدم إعلان الأميركيين عموماً مسؤوليتهم عندما يهاجمون أهدافاً في الأراضي السورية.
  • الهجوم وقع خلال النهار، وهو ما يدل على أن المهاجم يريد إيقاف الشحنة التي من المفترض أن تصل إلى لبنان بسرعة، وقبل وصولها إلى منطقة الحدود. ومن المحتمل أن تكون المعلومات عن الشحنة وخروجها وصلت قبل وقت قصير من الهجوم، وعلى الرغم من رغبة المهاجم في الامتناع من التسبب بوقوع إصابات، فإنه لم ينتظر مجيء الليل وهاجم خلال النهار.
  • من المحتمل التقدير أيضاً أن الهجوم جرى من خلال صاروخ أرض - أرض كي لا يشكل تحدياً لمنظومة الدفاع الجوي الكثيفة المنشورة حول دمشق. الأمر الذي يمكن أن يُحرج الروس الذين يساعدون السوريين في استخدام هذه البطاريات المضادة للطائرات التي زودوهم بها. استخدام صواريخ أرض - أرض دقيقة وقصيرة المدى نسبياً (بين 70 إلى 300 كيلومتر) يجعل من الصعب جداً على بطاريات الدفاع الجوي السورية التعرف إليها ويحرم منظومة الدفاع الجوي الوقت الذي تحتاج إليه لاعتراض هذه الصواريخ. عندما تقلع طائرة حتى عندما تكون في المجال الإسرائيلي يمكن اكتشافها قبل أن تطلق ذخيرتها، وهذا يعطي منظومة الدفاع الجوي السورية - الروسية وقتاً أطول لاعتراضها.
  • إن نجاح إسرائيل في ضرب أهداف داخل الأراضي السورية، على الرغم من كونها محمية بواسطة منظومة دفاعات جوية جديدة من إنتاج الصناعة العسكرية الروسية، مضر بسمعة الصادرات العسكرية الروسية والصادرات الأمنية الروسية التي تشكل مصدر دخل مهم للاقتصاد الروسي. ومن المعقول أن يكون هذا الموضوع قد طُرح مؤخراً في محادثات بين أطراف روسية وإسرائيلية، وربما في المحادثات بين الرئيس فلاديمير بوتين ورئيس الحكومة نفتالي بينت. الهجوم بواسطة صاروخ أرض - أرض دقيق وقصير المدى لا يُحرج الروس بالطريقة نفسها.
  • بالإضافة إلى هذا الاعتبار، هناك اعتبار آخر لاستخدام صاروخ أرض - أرض من طرف المهاجم. مؤخراً ذكرت جهات في سلاح الجو الإسرائيلي أن الإيرانيين نجحوا في أن ينقلوا إلى سورية بطاريات صواريخ للدفاع الجوي من إنتاجهم توازي في جودتها الصواريخ الروسية. كما نجح الإيرانيون في أن ينقلوا إلى منظومة الدفاع الجوي السورية أساليب تسمح لها بالرد بسرعة أكبر على الهجمات المنسوبة إلى سلاح الجو الإسرائيلي. من المحتمل أن هذا الاعتبار كان وراء استخدام صاروخ أرض - أرض من طرف المهاجم.
  • هناك على ما يبدو سبب إضافي. فبعد ساعات على الهجوم، أعلن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أن قاذفة من سلاح الجو الأميركي من طراز بي-1 مرت في أجواء إسرائيل وتوجهت شرقاً نحو المحيط الفارسي، ورافقتها طائرات حربية إسرائيلية من طراز أف-15. وعلى ما يبدو كانت الطائرة الأميركية في الأجواء الإسرائيلية في الوقت الذي وقع فيه الهجوم في سورية، والذي ينسبه النظام في دمشق إلى إسرائيل.
  • من المفترض أن يكون إرسال القاذفة الأميركية إلى الشرق الأوسط من طرف الإدارة الأميركية إشارة تحذير إلى إيران كي تمتنع من المناورة وتأجيل مفاوضات العودة إلى الاتفاق النووي. خلال ولاية دونالد ترامب أُرسلت عدة مرات قاذفات حربية أميركية من الولايات المتحدة إلى الخليج الفارسي كإشارة تحذير للإيرانيين من عواقب عمليات ضد الولايات المتحدة وجنودها في الشرق الأوسط، وضد الاستمرار في تخصيب اليورانيوم الذي تقوم به إيران.
  • بالاستناد إلى القادمين من سورية، من السابق لأوانه تقدير ما الذي تعرّض للهجوم بالضبط وما إذا كانت الضربة دقيقة. لكن من الممكن التقدير أن الهدف كان عتاداً من أجل مشروع الصواريخ الدقيقة لحزب الله، أو بطاريات صواريخ أرض – جو شديدة السرعة تحاول إيران إيصالها إلى حزب الله. في كل الأحوال، من الواضح أن هناك مَن أراد منع وصول ذخيرة ووسائل قتالية إلى حزب الله، وعلى ما يبدو نجح في ذلك، على الأقل جزئياً.

 

"يسرائيل اليوم"، 1/11/2021
السعودية ولبنان: يجب إطفاء النار الآن
يتسحاق لفانون - سفير سابق
  • التوتر بين لبنان ودول الخليج، وعلى رأسها السعودية، يتعاظم بصورة غير متوقعة. الخلفية لذلك هو الكلام المسيء لوزير الإعلام جورج قرداحي الذي قال فيه إن الحوثيين المدعومين من إيران هم في حالة الدفاع عن النفس في مواجهة عدوانية السعودية والإمارات.
  • وعلى الرغم من أن هذا الكلام سُجّل في قناة الجزيرة قبل تعيينه وزيراً في الحكومة اللبنانية الجديدة للرئيس ميقاتي، فإنه بُثَّ بعد تعيينه وتسبب بغضب سعودي على ما اعتبرته السعودية إساءة من طرف لبنان. الرد السعودي كان حاداً وغير متناسب من حيث الحجم، وهو دليل على أن الأزمة بين السعودية ولبنان هي أكبر بكثير من رد على كلام الوزير.
  • تعتبر السعودية أن مصدر مشكلات لبنان هو حزب الله الذي يدمر كل شيء جيد فيه. وفي رد مفاجىء طرد السعوديون السفير اللبناني واستدعوا سفيرهم في بيروت للتشاور، وأوقفوا دخول الصادرات اللبنانية إلى بلدهم. البحرين والكويت والإمارات حذت حذو السعودية واستدعت سفراءها للتشاور. وهذه الخطوة الاحتجاجية تشكل أعلى درجات الاحتجاج في العالم الدبلوماسي. بالإضافة إلى ذلك، يشكل وقف الصادرات من لبنان ضربة حقيقية لكل طبقات الشعب اللبناني.
  • لقد ضربت السعودية ضربتها من دون رحمة لأنها شعرت بأنها تعرضت للخيانة من الدولة التي أيدتها وساعدت في إعادة إعمارها سياسياً واقتصادياً. وهي التي تأذت أكثر من أي طرف آخر من الإهانة التي وجهها الوزير اللبناني. الردود الحادة لدول الخليج أثرت بصورة كبيرة في كل الطوائف في لبنان، والتي ردت بعنف على كلام قرداحي وطالبته بالاستقالة الفورية.
  • الرؤساء السابقون للحكومة – هيئة سنية ذات تأثير سياسي لا بأس به في الساحة الداخلية اللبنانية المعارضة لحزب الله - أصدروا بياناً رأوا فيه أن قرداحي ألحق الضرر بعلاقات لبنان بالعالم العربي ويجب عليه أن يرحل...
  • حتى الآن يرفض قرداحي الاستقالة، وهو الذي يُعتبر أيقونة في عالم الإعلام العربي، ومن المحتمل أن يكون هذا السبب وراء شعوره بأنه محصّن إزاء الذين يطالبونه بالاستقالة. هناك احتمال آخر هو أن تسقط حكومة ميقاتي إذا استقال قرداحي، وتدخل بيروت في دوامة سياسية لم تخرج منها إلّا قبل وقت قليل.
  • القوى السياسية التي يمكن أن تقود حل الأزمة، مثل رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والمعسكر المسيحي، يحافظون حتى الآن على صمت غير مفهوم. علاوة على ذلك، هناك انطباع بأن الولايات المتحدة ترد بفتور على غضب السعودية، وتكتفي بفرض عقوبات على شخصيات لبنانية لها علاقة بحزب الله.
  • تدرك إيران أنه حتى الآن لا توجد قوة سياسية قوية بما فيه الكفاية قادرة على كبح طموحاتها للهيمنة على هذا البلد. حتى لو استقال قرداحي، فإن الغيمة فوق رأس لبنان لن تزول بسرعة، لأن السعوديين والإماراتيين يطمحون إلى حدوث تغيير راديكالي في لبنان يؤدي إلى وقف التدخل الإيراني ولجم حزب الله.
  • ظاهرياً، تبدو الولايات المتحدة ضائعة في الدوامة الشرق – الأوسطية، بينما تحارب ليبيا من أجل مستقبلها، تبدو أميركا غير موجودة في الصورة؛ كذلك في القضية الفلسطينية، ليس لدى البيت الأبيض أجندة حقيقية لخطة عمل فعلية. في سورية، حل الحرب لا يبدو في الأفق وتردُّد أميركا يستغله أعداؤها بفعالية.
  • لبنان مهم من أجل استقرار المنطقة بصورة لا تقل عن ليبيا وعن سورية. ويتعين على واشنطن أن تجمع أصدقاءها، وأن تبلور خطة عمل كي يعبر لبنان إلى وضع الحياد، بعيداً عن النزاعات الإقليمية.
  • هناك أمر آخر غير متوقع ويتطلب شجاعة سياسية، ربما يجب أن تفكر فيه إسرائيل: ميقاتي الذي في ضائقة طلب مساعدة دول المنطقة لحل الأزمة مع السعودية. من الواضح أنه يتوجه بكلامه إلى الدول العربية، لكن هل تستطيع إسرائيل أن تساعد؟ لإسرائيل علاقات مع السعودية وهي مهتمة باستقرار لبنان. يجب عليها المساعدة فقط.