مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا"، نقلاً عن مصدر عسكري سوري رفيع المستوى، أن طائرات تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي شنت بعد منتصف الليلة الماضية غارات على منطقة زاكية في ريف العاصمة دمشق، الأمر الذي أدى إلى وقوع بعض الخسائر المادية.
وكان الجيش السوري أعلن يوم 30 تشرين الأول/أكتوبر الفائت، على لسان مصدر عسكري تحدث إلى وكالة "سانا" الرسمية، إصابة جنديين بجروح ووقوع بعض الخسائر المادية جرّاء هجوم إسرائيلي في محيط العاصمة.
وشنت إسرائيل خلال الأعوام الفائتة مئات الغارات على سورية بحجة منع الفصائل المسلحة الموالية لإيران من التموضع في الأراضي السورية.
قال وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس إنه أجرى مكالمة هاتفية مع وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن ناقشا خلالها التنسيق المشترك بين الأجهزة الأمنية الإسرائيلية والأميركية وسبل العمل من أجل القضاء على التموضع العسكري الإيراني في منطقة الشرق الأوسط.
وأضاف غانتس في تغريدة نشرها في حسابه الخاص على موقع "تويتر" أمس (الثلاثاء): "تحدثت اليوم [أمس] مع وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، وناقشنا موضوع التنسيق بين الأجهزة الأمنية الإسرائيلية والأميركية للعمل على القضاء على التموضع الإيراني في المنطقة والإجراءات المطلوبة لكبح طموحات إيران النووية، واتفقنا على الاجتماع لاحقاً لمناقشة تعزيز التعاون الأمني بين البلدين وتوسيع الخطاب الاستراتيجي".
وكان غانتس شارك في وقت سابق أمس في مراسم وضع حجر الأساس لمصنع جديد لشركة "إلبيت" الأمنية الإسرائيلية في منطقة النقب [جنوب إسرائيل]، وألقى كلمة تطرق فيها إلى عملية المصادقة في الكنيست على الميزانية العامة للدولة، وأشار إلى أن الميزانية المخصصة للأمن ستمكن من الاستثمار في تطوير البرامج والأدوات التي توفر عدداً من إمكانات العمل أمام التهديدات ضد إسرائيل وعلى رأسها إيران.
وأضاف غانتس: "حين كنت رئيساً لهيئة الأركان العامة تعاملت مع الاستعداد لمواجهة البرنامج النووي الإيراني قبل توقيع الاتفاق السابق، وأنا أعرف جيداً التعقيدات والمخاطر، وكما كانت الحال في حينه فنحن ملتزمون بالحفاظ على إسرائيل قوية ومستقرة ومحصنة وضمان ألا تقوم إيران بتطوير تهديد وجودي لإسرائيل".
وأوضح غانتس أن المصنع الأمني الجديد الذي وضع حجر الأساس له يعبّر عن نظرة إسرائيل إزاء كل ما يرتبط بضرورات التحديث التكنولوجي للجيش الإسرائيلي والصناعات الأمنية، والتي تساعد الجيش الإسرائيلي في أن يصبح دقيقاً أكثر وأشدّ قوة وفتكاً، وقال: "إن كل هذه العناصر مطلوبة لنا، وخصوصاً في هذه الأيام التي يكثف فيها أعداؤنا قوتهم ويُلحقون الضرر باستقرار المنطقة".
عقد رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت أمس (الثلاثاء) أول اجتماع مع ولي العهد البحريني سلمان بن حمد آل خليفة على هامش مؤتمر المناخ المنعقد في غلاسكو في إسكتلندا.
وقبل ذلك التقى بينت رئيس الحكومة الهندية ناريندا مودي. وأفيدَ بأن هذا الأخير وجّه دعوة إلى رئيس الحكومة لزيارة الهند.
وكان بينت اجتمع، على هامش المؤتمر، بعدد من القادة والزعماء، منهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، واتفق الزعيمان على إنهاء الأزمة الدبلوماسية التي سببتها فضيحة آليات التنصت من إنتاج الشركة الإسرائيلية .NSO كما ألقى بينت كلمة أمام المؤتمر أول أمس (الاثنين) أكد فيها أنه سيتم حشد الطاقات الإسرائيلية في مجال الهاي تك لتطوير حلول لأزمة التغير المناخي، وأعلن وقف إسرائيل استخدام الفحم الحجري حتى سنة 2025 .
رفضت العائلات الفلسطينية المهددة بإخلاء بيوتها في حي الشيخ جرّاح في مدينة القدس الشرقية أمس (الثلاثاء) مقترح المحكمة الإسرائيلية العليا السماح لها بتأجيل الإخلاء أكثر من عقد.
وقال أحد سكان الحي المهددين بالإخلاء "إن العدالة الإسرائيلية تتحايل على التزامها بإصدار قرار نهائي وتجعلنا نختار بين نزع الملكية والخضوع لصفقة غير عادلة"، مؤكداً أنه لن يتم "السماح لإسرائيل بتقديم نفسها كقوة عادلة على حسابنا".
وتخوض عشرات العائلات الفلسطينية في حي الشيخ جرّاح منذ تسعينيات القرن العشرين الفائت صراعاً على ملكية الأرض مع شركة "نحلات شمعون" الاستيطانية في أروقة المحاكم الإسرائيلية، حيث تطالب هذه الشركة بإجلاء العائلات الفلسطينية من منازلها بحجة أنها تقيم على أرض كانت مملوكة ليهود قبل سنة 1948.
ورفضت العائلات عدة تسويات عرضتها المحاكم الإسرائيلية في السابق، بينها عدم إجلاء أفراد العائلات من منازلهم واعتبارهم في المرحلة الحالية مستأجرين محميين في مقابل دفع إيجار سنوي في حين يتم الاعتراف مبدئياً بـ"نحلات شمعون" بأنها مالكة الأرض التي بُنيت عليها هذه المنازل.
قال وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي عومر بارليف إنه حدد تفكيك عدة عائلات إجرام كهدف للشرطة الإسرائيلية خلال العام المقبل.
وأضاف بارليف خلال مؤتمر لوسائل الإعلام الإسرائيلية عُقد في مدينة إيلات [جنوب إسرائيل] أمس (الثلاثاء)، أن الشرطة ملتزمة بمحاربة العنف والجريمة في المجتمع العربي، لافتاً إلى جزء من نشاطاتها على مدى الساعات الـ48 الماضية في الطيبة وكفر قاسم وجلجولية وقرى عربية أُخرى، حيث تم البحث عن وسائل قتالية وتنفيذ 23 اعتقالاً.
وقال بارليف إن دحر الجريمة في المجتمع العربي تُعد مهمة أصعب من تفكيك عصابات الإجرام في المجتمع اليهودي، إذ إن هناك ولاء أكبر للعائلة، كما أن تجنيد عملاء للشرطة يُعد أمراً أصعب بكثير. وأكد أن موضوع الجريمة في المجتمع العربي أُهمل منذ أعوام طويلة حتى باتت تتوغل في المجتمع اليهودي أيضاً.
شارك آلاف الأشخاص مساء أمس (الثلاثاء) في تظاهرة نظمتها أحزاب اليمين في إسرائيل في ميدان "مسرح هبيما" وسط مدينة تل أبيب، احتجاجاً على سياسة الحكومة الإسرائيلية برئاسة نفتالي بينت، وعلى المصادقة المتوقعة على الميزانية العامة للدولة.
وبرزت مشاركة عدد من أعضاء الكنيست من الأحزاب اليمينية الذين قاموا بمهاجمة الحكومة ووصفها بأنها معادية للصهيونية وشريكة لأسوأ أعداء إسرائيل، ووصف رئيس الحكومة نفتالي بينت بأنه سارق ومحتال.
وشنّ عضو الكنيست الدرزي فطين مُلّا، من الليكود، هجوماً حاداً على رئيس راعم [القائمة العربية الموحدة] عضو الكنيست منصور عباس، وقال إنه يساعد في قتل الجنود الإسرائيليين. وأضاف: "لن نخضع للإرهاب، ولا لليسار، ولا لمنصور عباس الذي يأخذ الأموال ويقتل جنودنا".
أعلن كل من وزارة الدفاع الألمانية ووزارة الدفاع الإسرائيلية في بيان صادر عنهما أمس (الثلاثاء) اختتام سلسلة تجارب ناجحة لمنظومة "معطف الريح" الدفاعية (TROPHY) على دبابة "ليوبارد" الألمانية.
وقال البيان إن هذه التجارب نفّذتها وزارة الدفاع الألمانية بتعاون وثيق مع وزارة الدفاع الإسرائيلية، وبدعم من شركة "رفائيل" الإسرائيلية لتطوير الوسائل القتالية وشركة KMW الألمانية، وشملت سيناريوهات إطلاق نار صعبة. وأضاف أنه خلال سلسلة التجارب تم رصد أكثر من 90% من الاعتراضات الناجحة، وأيضاً العثور بدقة على مصدر إطلاق النار، وهو ما يثبت نجاح دمج منظومة "معطف الريح" في الدبابة الألمانية.
وكانت ألمانيا وإسرائيل وقّعتا في شباط/فبراير الفائت صفقة G2G التي شملت دمج وتوفير المنظومة الدفاعية "معطف الريح" من إنتاج شركة "رفائيل" الإسرائيلية لدبابات من طراز "ليوبارد 2" تابعة للجيش الألماني.
و"معطف الريح" هي منظومة دفاعية فعالة من الأكثر تطوراً في العالم وتوفر دفاعات لجميع الدبابات وناقلات الجنود المدرعة، ولديها قدرة على مواجهة جميع التهديدات في الميدان. وهذه المنظومة يستخدمها الجيش الإسرائيلي منذ عدة أعوام، وهي مركّبة حالياً في كافة الدبابات من طراز "ميركافا 4" وناقلات الجنود. وأثبتت المنظومة كفاءتها خلال نشاطات عملانية كثيرة ونجحت في اعتراض صواريخ مضادة للدبابات إلى جانب الحفاظ على حياة المقاتلين.
- في 31 تشرين الأول/أكتوبر تطرّق الرئيس الأميركي جو بايدن إلى خطر المسيّرات الإيرانية في خطاب ألقاه في قمة G20، معلناً أن الولايات المتحدة ستردّ على العمليات الإيرانية التي تتعارض مع مصالح واشنطن، بما فيها الهجمات التي تنفَّذ بواسطة المسيّرات. قصد بايدن في كلامه الهجوم الإيراني المفاجىء بواسطة المسيّرات على قاعدة التنف في 20 تشرين الأول/أكتوبر.
- يوجد في قاعدة التنف، الواقعة في الأراضي السورية على المثلث الحدودي بين الأردن والعراق وسورية، نحو 400 جندي ومدني أميركي. وهذه أول مرة تهاجم إيران هذه القاعدة منذ إقامتها لمحاربة داعش. وبالاستناد إلى مصادر سورية، نفّذت الهجوم 5 مسيّرات تابعة للميليشيات الموالية لإيران في المنطقة، 3 مسيّرات أتت من سورية و2 من العراق، وهو ما يدل على تنسيق وثيق وعالي المستوى بين الميليشيات الموالية لإيران في استخدام هذا السلاح الجديد. لم تقع إصابات نتيجة الهجوم، لكن الأضرار كانت جسيمة.
- في 31 تشرين الأول/أكتوبر تحدثت وكالة الأنباء الفارسية "تنسيم" عن هجوم آخر بالصواريخ على قاعدة أميركية في سورية.
- تحولت المسيّرات، أو كما يسميها الجيش الإسرائيلي الطائرات من دون طيار، إلى سلاح خطِر جداً في الشرق الأوسط، طوّره الإيرانيون وهو يحقق نتائج مذهلة في الحرب التي يخوضها الحوثيون الموالون لإيران في اليمن ضد السعودية، كما زود الإيرانيون الميليشيات الموالية لهم في العراق وسورية، وكذلك حزب الله في لبنان، بهذا السلاح، وأيضاً "حماس" والجهاد الإسلامي في قطاع غزة.
- في الأشهر الأخيرة هاجمت هذه المسيّرات أهدافاً في الأردن أطلقتها ميليشيات موالية لإيران في جنوب سورية، كما جرت أيضاً محاولات تسلُّل لهذه المسيّرات إلى المجال الجوي الإسرائيلي اعترضها سلاح الجو الإسرائيلي.
- تحولت المسيّرات إلى مصدر قلق كبير للولايات المتحدة وإسرائيل. بدأ هذا خلال ولاية الرئيس ترامب في أعقاب الهجوم الإيراني على منشآت النفط التابعة لشركة أرامكو في السعودية في 14 أيلول/سبتمبر 2019. أعلن يومها الحوثيون في اليمن، رسمياً، مسؤوليتهم عن الهجوم، لكن مصادر استخباراتية إسرائيلية تقدّر أن إيران هي التي أطلقت الصواريخ الباليستية والمسيّرات المفخخة التي استُخدمت في الهجوم، واستطاعت إصابة الأهداف بدقة كبيرة والتسبب بضرر جسيم.
- الإيرانيون يستخدمون المتمردين الحوثيين في اليمن من أجل إطلاق المسيّرات الانتحارية على سفن غربية تعبر طرق الملاحة الدولية في خليج عُمان والبحر الأحمر. ويبدو أن سفينة "مرسر ستريت" تعرضت لهجوم في 29 تموز/يوليو في خليج عُمان بواسطة مسيّرات إيرانية انطلقت من اليمن، حيث أقامت إيران قاعدة كبيرة للمسيّرات الانتحارية.
- في 12 أيلول/سبتمبر كشف وزير الدفاع بني غانتس أن إيران تُعد نشطاء لإطلاق المسيّرات من قاعدة "قاشان" الموجودة شمالي مدينة أصفهان في إيران. وتُعتبر هذه القاعدة الحجر الأساس في منظومة تصدير السلاح الإيراني في المنطقة، والمقصود سلاح فتاك ودقيق، مثل صاروخ باليتسي أو طائرة قادرة على اجتياز آلاف الكيلومترات. ويصنع الإيرانيون المسيّرات ويصدّرونها إلى وكلائهم الذين يعملون بالتنسيق معهم وبقيادة سلاح الجو في الحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس، قال غانتس.
- وبالاستناد إلى مصادر أمنية رفيعة المستوى، إسرائيل شجعت إدارة بايدن على اتخاذ خطوات ضد رؤساء منظومة المسيّرات الإيرانية بعد الهجوم على سفينة "مرسر ستريت".
- في 29 تشرين الأول/أكتوبر فرضت الولايات المتحدة عقوبات على شركتين إيرانيتين و4 شخصيات مدنية إيرانية لها علاقة بالمسيّرات، وبين الأسماء التي فُرضت عليها عقوبات، سعيد أرجاني رئيس منظومة المسيّرات في سلاح الجو التابع للحرس الثوري الإيراني... لكن الولايات المتحدة امتنعت من فرض عقوبات على "رأس الحية" المسؤول عن استخدام المسيّرات، أي قائد سلاح الجو في الحرس الثوري الجنرال أمير حاجي زاده...
- من المحتمل أن إدارة بايدن لا تريد التصعيد أكثر ضد إيران، بل إبقاء الفرصة لعودة الأخيرة إلى المحادثات النووية في ڤيينا، لذلك لم تفرض عقوبات على أمير حاجي زاده. لكن بالنسبة إلى إسرائيل، فإن حاجي زاده هدف شرعي يجب المسّ به في التوقيت الملائم.
إلى أين تتجه الأمور؟
- المسيّرات الإيرانية ستُشغل الشرق الأوسط وإسرائيل والولايات المتحدة وقتاً طويلاً. وقد تحولت إلى سلاح إيراني - شيعي خطِر وفعال يهدد كل الدول السنّية في الشرق الأوسط.
- لقد سبق أن تعهدت الولايات المتحدة أمام العاهل الأردني الملك عبد الله بتزويده بأجهزة إنذار ودفاع ضد المسيّرات من إنتاج إيراني، وجزء من هذا العتاد، الذي أصبح متاحاً بعد الانسحاب الأميركي من أفغانستان، سيُنقل إلى الأردن لهذا الغرض.
- في إطار العلاقات الاستراتيجية بين إسرائيل والولايات المتحدة جرى البحث عدة مرات في خطر المسيّرات الإيرانية، كما طُرح الموضوع أيضاً في لقاء رئيس الحكومة والرئيس بايدن في البيت الأبيض. وفي الواقع، تغيّر المسيّرات الإيرانية وجه القتال الجوي في الشرق الأوسط، وسيكون لها دور مهم في أية معركة عسكرية مستقبلية تخوضها إيران ووكلاؤها ضد إسرائيل.
- منذ ولاية الرئيس ترامب شُكِّلت مجموعة عمل إسرائيلية – أميركية مشتركة لفحص سبل معالجة خطر المسيّرات الإيرانية وتواصل هذه المجموعة عملها خلال ولاية بايدن أيضاً.
- وتقترح إسرائيل انضمام الدول العربية المهددة بالمسيّرات الإيرانية، مثل السعودية والأردن، إلى التعاون مع الولايات المتحدة في هذا الموضوع.
- لدى دولة إسرائيل وممثليها الرسميين مشكلة لا يعلمون بوجودها. في واشنطن وموسكو وبروكسل، وفي مقر الأمم المتحدة في نيويورك، استُقبلَت حكومة التغيير في إسرائيل بحسب الفهم الطبيعي لمصطلح "تغيير". وهذا الفهم هو الذي أدى إلى موجة الاحتجاجات والإدانات على الساحة الدولية التي توجَّه إلى إسرائيل في هذه الأيام بعد قرارها بناء آلاف الوحدات السكنية الجديدة في المستوطنات.
- على ما يبدو، لا يوجد في إسرائيل وعي كاف للصورة الإيجابية لحكومة التغيير في العالم. لا يهتم مَن في العواصم التي ذكرناها سابقاً قط أن يمثل نفتالي بينت 6 مقاعد فقط. ولا أحد يتابع تصريحات أييليت شاكيد، ولا يقرأ أحد التفسيرات المختلفة لسلوك بني غانتس ونيتسان هوروفيتس. المهم بالنسبة إلى زعماء دول مركزية معنية بوضع السلام والأمن في العالم هو أنه يوجد في إسرائيل حكومة جديدة يمكن، في تقديرهم، أن تشكل عاملاً يدفع قدماً بالاستقرار في العالم.
- في أحاديث مع سفراء سابقين ودبلوماسيين رفيعي المستوى في نيويورك برزت تقديرات إيجابية إزاء فرص صمود حكومة التغيير. تُظهر هذه الأحاديث إلى أي حد تهتم أوروبا بوجود حكومة في إسرائيل لا علاقة لها بالإدارة الأميركية السابقة لدونالد ترامب. وهذه التقديرات كانت أيضاً سبباً للاستقبال الحار الذي حصل عليه رئيس الحكومة خلال زيارته إلى واشنطن وموسكو.
- إلى جانب هذا، هناك إجماع دولي على معارضة الاستيطان وليس من اليوم. هذه المعارضة ظهرت منذ كان رونالد ريغان رئيساً. ومنذ ذلك الحين أصبحت جزءاً لا يتجزأ من السياسة الأميركية الخارجية. أيضاً روسيا تعارض المستوطنات بشدة، والبيان الذي أصدرته لإدانة البناء فيها كان عنيفاً للغايةَ بسبب العلاقة القريبة التي تربط موسكو بالنظام في إيران.
- قرار البناء في المستوطنات اتُّخذ في توقيت إشكالي للغاية. واشنطن والأوروبيون غاضبون جداً من إيران بسبب وضعها العقبات على طريق استئناف مفاوضات الاتفاق النووي. وتجلى الإحباط حيال سلوك إيران في قمة العشرين التي انتهت الآن.
- الآن تحولت إسرائيل إلى هدف للانتقادات الدولية وانزلقت إلى وضع يمكن أن يؤدي إلى تآكل مكانتها كدولة مركزية تعارض تحوُّل إيران إلى دولة نووية، ويضعف حججها ضد اتفاق نووي جديد مع إيران.
- في إسرائيل، الكل مشغول بالتقديرات إزاء صمود الحكومة بعد إقرار الميزانية. في واشنطن وموسكو وبروكسل، وفي مركز الأمم المتحدة في نيويورك، هناك قلق أكثر على مكانة إسرائيل كدولة حيوية من أجل الدفع قدماً بالاستقرار الإقليمي. قرار البناء في المستوطنات لم يساعد على ضمان هذه المكانة. يجب أن يفهموا في القدس أنهم محبوبون في الساحة الدولية أكثر مما يعتقدون، ويجب عليهم ألّا يفسدوا ذلك.