مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
مقتل مدنييْن سورييْن وإصابة 7 آخرين بينهم 6 جنود في غارات إسرائيلية بالقرب من حمص
رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست: "إسرائيل لن تسمح لإيران بحيازة سلاح نووي"
غانتس يبدأ زيارة في المغرب لتوقيع مذكرة تفاهم أمنية
قناة التلفزة الإسرائيلية 12: الشرطة الإسرائيلية رصدت في الآونة الأخيرة زيادة عالية جداً في محاولات تهريب أسلحة إلى داخل إسرائيل من جانب حزب الله
الكنيست الإسرائيلي صادق بالقراءة الأولى على مشروع قانون الحدّ من فترة ولاية رئيس الحكومة
مقالات وتحليلات
تقديرات في إسرائيل: إيران تستخدم المسيّرات للضغط في المسألة النووية
على إسرائيل ألّا تقع في فخ التطبيع مع سورية
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
موقع Ynet، 24/11/2021
مقتل مدنييْن سورييْن وإصابة 7 آخرين بينهم 6 جنود في غارات إسرائيلية بالقرب من حمص

نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" عن مصدر عسكري سوري قوله إن طائرات تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي شنّت حوالي الساعة 1:26 من فجر اليوم (الأربعاء) هجوماً جديداً من اتجاه شمال شرقي بيروت شمل إطلاق صواريخ في اتجاه بعض النقاط في المنطقة الوسطى بالقرب من حمص، وأشار إلى أن قوات الدفاع الجوي تصدّت للصواريخ وأسقطت معظمها.

وأكد المصدر نفسه أن الهجوم الإسرائيلي أدى إلى مقتل مدنيين اثنين وإصابة 7 أشخاص آخرين بجروح، بينهم 6 جنود، كما أدى إلى وقوع بعض الخسائر المادية.

ومنذ بداية الشهر الحالي نفّذ الجيش الإسرائيلي أكثر من مرة غارات على أهداف في سورية، والتي تؤكد وسائل إعلام أجنبية أنها أهداف تابعة لإيران ومجموعات موالية لها إلى جانب أهداف تابعة لحزب الله، كما أن بعض الغارات تستهدف شحنات أسلحة وصواريخ متطورة إلى حزب الله في لبنان. واعتاد الجيش الإسرائيلي التزام الصمت حيال الهجمات التي ينفّذها والأهداف التي يقصفها.

"معاريف"، 24/11/2021
رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست: "إسرائيل لن تسمح لإيران بحيازة سلاح نووي"

قال رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست عضو الكنيست رام بن باراك في حديث هذا الصباح مع محطة FM 103، إنه على الرغم من السياسة التي أعلنها وزير الخارجية يائير لبيد "لن نقوم بمفاجآت" إزاء الولايات المتحدة، "فإن لدى إسرائيل قدرات متنوعة للتحرك من دون الأميركيين، وسنستخدمها عند الحاجة؛ لن نسمح لإيران، أكبر مهاجم في الشرق الأوسط وربما في العالم، أن تكون لديها قدرة نووية".

وقال عضو الكنيست بن باراك إن لإسرائيل الحق في الرد على السلاح النووي الإيراني على الرغم من رغبة إدارة بايدن في العودة إلى الاتفاق النووي، وأضاف: "نحن لا نهدد أحداً، في إمكان الأميركيين أن يقرروا ما يشاؤون ونحن نقرر ما نشاء. نحن بالطبع نعترف ونقدّر العلاقة التي تجمعنا بالولايات المتحدة، لكن في نهاية الأمر نحن نعتبر الأمر تهديداً وجودياً، لذلك لا نستطيع القول للأميركيين ما يجب عليهم فعله. هم يريدون المضي نحو اتفاق ويعتقدون أن في إمكانهم التوصل إلى اتفاق جيد".

وتابع: "إذا توصلوا إلى اتفاق رائع يُرجع الإيرانيين إلى الوراء ويفرض رقابه عليهم، عندها أهلاً وسهلاً، لكن في الوضع الحالي نحن لا نعتقد أن هذا يمكن أن يحدث، لذلك قلنا للأميركيين إننا نحتفظ بحق التحرك".

وعندما سُئل عمّا تستطيع إسرائيل القيام به فعلاً وحدها، أوضح بن باراك: "لا أريد الدخول في موضوع ماذا نستطيع أن نفعل. الكل يعلم بأن الإيرانيين يعرفون قدراتنا الاستخباراتية وهجماتنا؛ في اعتقادي، التوصل إلى اتفاق جيد هو الأمر الصحيح، لكن المشكلة هي لو توصلوا اليوم إلى اتفاق، ففي تقديري لن يكون اتفاقاً جيداً".

 وادّعى بن باراك، الذي شغل في الماضي منصب نائب رئيس الموساد، أن رئيس الحكومة نفتالي بينت أوضح للأميركيين أنه إذا لم يمنع الاتفاق الموقّع تقدُّم إيران من الناحية النووية، فإن إسرائيل ستعالج الموضوع، وأضاف: "نحن ندرك أهمية الحلف بين الطرفين؛ قلنا لهم لن نفاجئكم، نحن لا نهدد، بل سنفعل ما هو مطلوب".

ولدى سؤاله: هل رئيس الحكومة نفتالي بينت مؤهل لاتخاذ قرار بمهاجمة إيران، أجاب رئيس لجنة الخارجية والأمن: "هو رئيس حكومة شرعي مع مجلس وزاري مصغر. إذا اعتقد أننا وصلنا إلى نقطة لا مفر منها، فأنا مقتنع بأنه لن يكون الوحيد من هذا الرأي، والقرار سيُتخذ. لكنه سيُتخذ فقط عندما نعتقد أنه لا يوجد سبيل آخر. نعرف كيف تبدأ الحروب، لكن لا نعرف قط كيف تنتهي."

"يديعوت أحرونوت"، 24/11/2021
غانتس يبدأ زيارة في المغرب لتوقيع مذكرة تفاهم أمنية

توجه وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس أمس (الثلاثاء) إلى المغرب في أول زيارة من نوعها إلى المملكة.  

وسيلتقي غانتس في العاصمة الرباط كلاً من رئيس هيئة الأركان العامة للجيش المغربي ووزير الخارجية المغربي، وسيوقّع مذكرة تفاهُم أمنية. كما سيجتمع مع رؤساء الجالية اليهودية في المغرب.

وفي سياق متصل، أعلنت شركة الخطوط الجوية الملكية المغربية عن إطلاق خط جوي مباشر بين ‎الدار البيضاء وتل أبيب اعتباراً من الثاني عشر من كانون الأول/ديسمبر المقبل. وسيتم تسيير ثلاث رحلات أسبوعياً. وأوضحت الشركة في بيان صادر عنها، أن إطلاق هذا الخط يأتي استجابة لتطلعات الجالية المغربية المقيمة بإسرائيل، ويهدف كذلك إلى تمكين السياح ورجال الأعمال من السفر بين المغرب وإسرائيل مباشرة.

"معاريف"، 24/11/2021
الكنيست الإسرائيلي صادق بالقراءة الأولى على مشروع قانون الحدّ من فترة ولاية رئيس الحكومة

صادق الكنيست الإسرائيلي بالقراءة الأولى الليلة قبل الماضية على مشروع قانون قدمه وزير العدل جدعون ساعر للحد من فترة ولاية رئيس الحكومة.

وبموجب مشروع القانون، لن يتمكن عضو الكنيست الذي شغل منصب رئيس الحكومة مدة ثمانية أعوام، سواء أكانت متتالية أم لا، من أن يترشح مجدداً لهذا المنصب. وفي اليوم الذي تنتهي فيه فترة الأعوام الثمانية سيُنظر إلى الحكومة على أنها مستقيلة، ووفقاً لأحكام مشروع القانون، سيؤدي ذلك إلى البدء بإجراءات تأليف حكومة جديدة.

ولن يطبَّق القانون بأثر رجعي، بحيث سيُتاح لرئيس الحكومة السابق بنيامين نتنياهو إمكان الترشح لمنصب رئيس الحكومة، وحتى لفترة ثمانية أعوام أُخرى.

وقال وزير الخارجية ورئيس الحكومة البديل يائير لبيد [رئيس "يوجد مستقبل"] عقب المصادقة على مشروع القانون، إن "من غير الصحي للديمقراطية الإسرائيلية أن يخدم الشخص أكثر من ثمانية أعوام لأننا نرى ونستمع هذه الأيام في محاكمة رئيس الحكومة السابق نتنياهو إلى أين يؤدي الاستمرار في رئاسة الحكومة؛ إنه يؤدي إلى فساد، ونحن سنضع حداً لذلك الآن."

 

موقع قناة التلفزة الإسرائيلية 12، 24/11/2021 https://www.n12.co.il/
قناة التلفزة الإسرائيلية 12: الشرطة الإسرائيلية رصدت في الآونة الأخيرة زيادة عالية جداً في محاولات تهريب أسلحة إلى داخل إسرائيل من جانب حزب الله

ذكرت قناة التلفزة الإسرائيلية 12 مساء أمس (الثلاثاء) أن الشرطة الإسرائيلية رصدت في الآونة الأخيرة زيادة عالية جداً في محاولات تهريب الأسلحة إلى داخل إسرائيل من جانب حزب الله، وأشارت إلى أن الحزب معني، على ما يبدو، بتسليح السكان العرب في إسرائيل، وذلك من أجل المشاركة في أحداث متطرفة على غرار ما حدث في أثناء عملية "حارس الأسوار" العسكرية التي شنها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة في أيار/مايو الفائت.

وأضافت قناة التلفزة أن الوحدة المركزية في الشرطة الإسرائيلية في منطقة الشمال أصبحت ترصد منذ الأحداث العنيفة التي وقعت خلال عملية "حارس الاسوار" أن حزب الله وضع لنفسه هدفاً هو إغراق إسرائيل بأسلحة نوعية. كما تم تسجيل محاولات كثيرة لتهريب أسلحة من الأردن ولبنان، والافتراض السائد لدى الشرطة هو أن هناك الكثير من الوسائل القتالية التي نجحت في اختراق حدود دولة إسرائيل. 

ونقلت قناة التلفزة عن مصادر في الشرطة الإسرائيلية قولها إن السلاح الذي يُهرَّب هو لمصلحة المنظمات الإجرامية في المجتمع العربي، لكن الهدف المبطن لحزب الله من تهريبه هو أنه يمكن استخدامه لتنفيذ عمليات مسلحة على خلفية قومية في حال وقوع مواجهات واشتباكات. 

وقال رئيس قسم الاستخبارات في الوحدة المركزية للشرطة الإسرائيلية في منطقة الشمال لقناة التلفزة: "إن 95% من عمليات التهريب من لبنان هي ذات أهداف مسبقة. وأراد حزب الله في الماضي تسميم دولة إسرائيل وإدخال المخدرات بهدف تسميم شبيبتنا، واليوم استبدل استراتيجيته من خلال إدخال أكبر كمية ممكنة من الأسلحة إلى العرب في إسرائيل. ففي حوادث ’حارس الأسوار’ رأى الحساسية فيما يتعلق بالحرم القدسي وهو يعرف أنه في اليوم الذي تنفجر فيه الأحداث سيكون لدى العرب في إسرائيل أسلحة كافية لاستخدامها واستغلالها وقت الحاجة لنشاطات إرهابية."

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"هآرتس"، 24/11/2021
تقديرات في إسرائيل: إيران تستخدم المسيّرات للضغط في المسألة النووية
يهونتان ليس - محلل سياسي
  • تقوم إيران بالهجوم على أهداف في الخليج الفارسي بواسطة طائرات من دون طيار كوسيلة ضغط تهدف إلى الدفع قدماً بمصالح لها علاقة ببرنامجها النووي، هذا هو تقدير مصادر رسمية إسرائيلية. بحسب هذه التقديرات، بالإضافة إلى صراعها للسيطرة على المنطقة، تستعين إيران بالهجمات للضغط على المجتمع الدولي كي يتساهل معها في مطالبه. وأكثر من مرة عُثر على علاقة بين توقيت هجوم على أهداف مدنية وبين خطوات أرادت إيران الحصول عليها في تلك الفترة من الولايات المتحدة والدول الكبرى.
  • بحسب المعلومات، لا تقوم إيران بهذه الهجمات بنفسها، بل تستعين بتنظيمات إرهابية في دول المنطقة، حيث أقامت قواعد مخصصة للمسيّرات. والمقصود هجمات محدودة تنطلق من قواعد بعيدة عن أراضيها تسمح لها بالتحرك من دون الانجرار إلى رد عسكري ضدها وطمس حجم تورُّطها بها.
  • بحسب التقديرات، تحاذر إيران من الهجوم مباشرة على أهداف أميركية، خطوة يمكن أن تؤدي إلى نتائج عكسية بالنسبة إليها وتجعل موقف الولايات المتحدة أكثر تصلباً حيالها. بدلاً من ذلك، تضرب إيران أمن الملاحة في الخليج، متوقعةً أن تضغط دول المنطقة على المجتمع الدولي للتصالح مع إيران والتساهل في مطالبه منها.
  • في تشرين الأول/أكتوبر الماضي فرض وزير المال الأميركي عقوبات على شركات وشخصيات لها علاقة بمنظومة المسيّرات الإيرانية. المعلومات التي نقلها عناصر الاستخبارات الإسرائيلية إلى نظرائهم في الولايات المتحدة أشارت إلى الاستخدام الواسع للمسيّرات في العام الأخير، وكذلك إلى أشخاص رفيعي المستوى لهم علاقة بذلك. العقوبات الأميركية فرضت على 4 شخصيات: العميد سعيد أغاجاني قائد وحدة المسيّرات في الحرس الثوري الإيراني، والمسؤول عن الهجوم على سفينة "مرسر ستريت" في خليج عُمان في تموز/يوليو، والذي أدى إلى مقتل شخصين من طاقم الباخرة؛ محمد إبراهيم طهراني الذي ساعد الشركة الإيرانية Kimia Part Sivan على استيراد مكونات لتحسين منظومة المسيّرات؛ وعبد الله محرابي، وهو مسؤول كبير في الحرس الثوري وصاحب شركة Oje Pavraz Mado Nafar، الذي زود الطائرات من دون طيار بالمحركات، ومدير الشركة يوسف أبو طالبي.
  • ومُنع وصول هذه الشخصيات الأربع إلى أرصدتهم في الولايات المتحدة، كما مُنع المواطنون الأميركيون من عقد صفقات مع الشركتين.
  • وزير الخارجية يائير لبيد بحث في أيلول/سبتمبر مع مسؤولين رفيعي المستوى من البحرين مسألة التعاون في مواجهة منظومة المسيّرات. كما تطرّق نفتالي بينت علناً إلى الموضوع في الخطاب الذي ألقاه أمام الجمعية العمومية في الأمم المتحدة حين قال: "هذه السنة بدأت إيران باستخدام وحدة إرهابية جديدة فتاكة - أسراب من المسيّرات الفتاكة المزودة بالذخيرة، والقادرة على الهجوم في أي مكان وزمان." وأضاف أن طهران نفّذت هجمات بواسطة المسيّرات ضد أهداف في الشرق الأوسط، وأنها "تنوي تغطية سماء الشرق الأوسط بهذه القوة الفتاكة".

 

"N12"، 21/11/2021
على إسرائيل ألّا تقع في فخ التطبيع مع سورية
د. كرميت فالنسي - خبيرة في موضوع سورية في معهد الأمن القومي
  • يبدو أن الأسد أصبح يجلس مرتاحاً على كرسي الرئاسة، بعد عقد من حرب أهلية شرسة ونبذ العالم العربي. ففي الأشهر الأخيرة أطلقت دول المنطقة سلسلة خطوات وزيارات هدفها إعادة الرئيس السوري إلى حضن العالم العربي، مثل زيارة وزير الخارجية الإماراتي إلى دمشق، وفتح البحرين سفارة لها في العاصمة السورية، وحديث العاهل الأردني الملك عبد الله عن استئناف العلاقات الاقتصادية، والتحرُّك الإقليمي للدفع قدماً بصفقة نقل الغاز المصري من الأردن عبر سورية إلى لبنان، وكذلك الدعوات المتزايدة إلى عودة سورية إلى الجامعة العربية التي أُبعدت منها في بداية الحرب الأهلية.
  • على الرغم من أن دول المنطقة امتنعت من البحث علناً وبالتفصيل في التنازلات المطلوبة من سورية، فإنه من الواضح للجميع أن المنتظر هو الحد من التدخل الإيراني في أراضيها من دون الحديث عن فك التحالف مع إيران. مؤخراً، كشفت صحيفة الشرق الأوسط عن خطة أردنية تقترح على الدول العربية تطبيع علاقاتها مع الأسد، وتشمل فتح ممثليات وزيادة التجارة والاستثمارات الاقتصادية لإعادة إعمار الدولة المدمرة. كما تضمنت الخطة في مرحلة متقدمة انسحاب القوات الأجنبية من سورية، باستثناء القوات الروسية بالطبع.
  • الخطوات الأخيرة في المنطقة ناجمة عن مزيج من فشل خطة "الضغط الأقصى" على الأسد من أجل إحداث تغيير سياسي في سورية، بل على العكس زيادة الوعي بأن الأسد موجود وسيبقى، ولا بديل منه؛ والتراجع المستمر في التأثير الأميركي في المنطقة، بالإضافة إلى تعاظُم مكانة روسيا حليفة الأسد؛ وأخيراً، اعتبار دول المنطقة إيران عدواً مشتركاً يجب إضعافه.
  • هناك من يدّعي أنه بتشجيع وضغط بسيط من روسيا، سيبدأ الأسد بالتفكير في أن حل مجمل مشكلات بلده يمكن أن يأتي من الدول السنية، وليس من شريكته الطبيعية إيران. هذا الإدراك يمكن أن يقرّبه من الدول السنية العربية، ومن الولايات المتحدة، وفي المستقبل من إسرائيل.
  • وعلى الرغم من أن التطبيع بين سورية وإسرائيل ليس مطروحاً الآن، فإن التحرك الإقليمي يفرض على إسرائيل إعادة تقييم سياستها حيال سورية. اتفاق إقليمي واسع (متعدد الأطراف) يمكن أن يحوّل إسرائيل إلى شريكة صامتة تقبل قواعد اللعبة؛ أي الاعتراف بالأسد، والتعهد بالامتناع من استخدام القوة لزعزعة مكانته والمس بالسيادة السورية، وذلك مقابل انفصال سورية عن المحور الشيعي وإخراج إيران ووكلائها من أراضيها.
  • لكن على الرغم من التسوية التي تهب على المنطقة، فإنه يتعين على إسرائيل التصرف بمسؤولية وعدم التسرع في الانجراف مع تيار التطبيع نحو الاعتراف مجدداً بالرئيس السوري. الأسد هو الذي سمح بتمركز إيراني بعيد الأجل في سورية، وهو الذي خلق التهديد الأمني المباشر والأخطر على إسرائيل من الحدود الشمالية. عائلة الأسد مدينة حتى أجل طويل لإيران، ولا سيما بعد الاستثمار الإيراني غير المسبوق في إنقاذ الأسد من المصير الذي واجهه زعماء آخرون سقطوا في ثورة الربيع العربي.
  • من هنا، فإن النظرة الإقليمية مضللة - والاعتراف بالأسد لا يضمن قطع علاقته بإيران. ولا يمكن التسرع في الاستنتاج، بحسب التقارير الأخيرة بشأن قرار الأسد تنحية قائد فيلق القدس الإيراني في سورية (الذي يبدو أنه كان مخطَّطاً أن ينهي خدمته قبل بضعة أشهر)، بأن ذلك يدل على تغيير في سياسة سورية إزاء إيران كما يرغب كثيرون في الاعتقاد.
  • وفي الواقع، بعد أعوام من التعلم من الروس ومن الإيرانيين يبدو أن الأسد حسّن قدراته السياسية على المناورة بين اللاعبين من أصحاب المصالح المتنافسة، والامتناع من التزامات مفصلة وعلنية بصورة تسمح له اليوم بالسير بين النقاط، بين العالم السني وبين إيران. علاوة على ذلك، حتى لو غيّر الأسد جلده وأصبح مهتماً بطرد الإيرانيين، فإن أعواماً طويلة من التمركز الإيراني العميق، ومن التسلل إلى الـ DNA السوري، وإلى الجيش والمجتمع والثقافة، ستجعل من الصعب كثيراً إخراجهم من سورية.
  • بالنسبة إلى مسألة الاعتراف بالأسد، من الأفضل أن تترجم إسرائيل إنجاز التطبيع لبلورة جبهة موحدة وفاعلة مع الدول السنية ضد تآمر إيران التي تُعتبر تهديداً مشتركاً. وعلى الرغم من هذا كله، إذا فكرت إسرائيل في الانضمام إلى التسوية الإقليمية المطروحة حيال سورية، فإن من الأفضل أن تفعل هذا بصورة واعية، وأن تضع لائحة مطالب واضحة بشأن طبيعة وحجم تقليص وجود إيران ووكلائها في سورية. بالإضافة إلى ذلك، ضمان القدرة على رصد ومتابعة التغييرات على الأرض والمحافظة على حرية التحرك الإسرائيلي في الجو. إلى أن يحدث هذا، يبدو أن إسرائيل ستبقى اللاعب الوحيد في المنطقة، الذي يعمل باستمرار وبقوة ضد إيران بصورة قد تؤدي إلى تقليص وجودها العسكري، لكن ليس نفوذها.