مختارات من الصحف العبرية
نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)
تعهّد رئيس جهاز الموساد دافيد بارنياع ألّا تمتلك إيران سلاحاً نووياً، لا في القريب العاجل ولا في المدى البعيد، وأكد أن الموساد سيبذل مع أجهزة الأمن الإسرائيلية الأُخرى كل جهد مستطاع لإحباط هذا التهديد وإبعاده عن دولة إسرائيل.
وأضاف بارنياع في سياق كلمة ألقاها خلال مراسم منح شهادات تقدير لمستخدمين متفوقين في الموساد أُقيمت أمس (الخميس)، أنه من الواضح للجميع أن لا حاجة لأي جهة كانت إلى يورانيوم مخصب بدرجة 60%، ولا إلى آلاف أجهزة الطرد المركزي، إلّا إذا كانت تنوي تصنيع سلاح نووي. وأشار إلى أنه فضلاً عن سعي طهران لامتلاك سلاح نووي، فإنها تسعى أيضاً للهيمنة على منطقة الشرق الأوسط عن طريق ممارسة الإرهاب، الذي تعمل إسرائيل يوماً بعد يوم على إحباطه في أنحاء العالم، وأكد أن طهران تشكل تهديداً مستمراً لاستقرار الشرق الأوسط.
ذكر بيان صادر عن ديوان وزارة الدفاع الإسرائيلية أمس (الخميس) أن وزير الدفاع بني غانتس سيتوجه إلى واشنطن الأسبوع المقبل لعقد سلسلة من الاجتماعات مع كبار المسؤولين الأميركيين وسط تصاعُد التوترات مع إيران.
وأضاف البيان أنه من المقرر أن يلتقي غانتس خلال زيارته هذه وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن ووزير الخارجية أنطوني بلينكن، بالإضافة إلى عقد سلسلة اجتماعات أُخرى تركز على القضايا الأمنية.
وأكد غانتس في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام أمس، أن إيران ستكون الموضوع الرئيسي في المحادثات التي سيجريها في الولايات المتحدة. وأضاف: "أنا ذاهب لدعم الجهود الدولية وأخطط للسماح للقدرة الإسرائيلية بضرب إيران".
كما تطرّق وزير الدفاع إلى الخيار العسكري فيما يتعلق بإيران وبرنامجها النووي، فأكد أن هذا الخيار يجب أن يكون وارداً دائماً. وقال غانتس: "مع أن الخيار العسكري هو آخر خيار نريد استخدامه إلا أنه ليس من حقنا ألّا نقوم بإعداد هذا الخيار".
دعا رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت الولايات المتحدة إلى الانسحاب فوراً من المحادثات المنعقدة في العاصمة النمساوية ڤيينا بشأن إعادة إحياء الاتفاق النووي المبرم مع إيران.
وجاءت دعوة بينت هذه في أثناء مكالمة هاتفية أجراها مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أمس (الخميس)، قال فيها رئيس الحكومة أيضاً إن طهران تبنّت سياسة الابتزاز النووي كتكتيك تفاوضي، وعليه يجب وقف الاتصالات معها على الفور وجباية ثمن منها على خروقاتها. ومن جانبه، أطلع بلينكن رئيس الحكومة على آخر تطورات هذه المحادثات.
وقال مصدر سياسي رفيع المستوى في القدس إن هذه المكالمة كانت مطولة وغير سهلة، وأشار إلى أن بينت أعرب خلالها أيضاً عن معارضته رفع العقوبات المفروضة على إيران.
وتعقيباً على دعوة بينت هذه، أكد ناطق حكومي رسمي في طهران أن الدول المشاركة في محادثات ڤيينا لن تتلقى الأوامر من ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية.
كما حذّر كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني مجموعة الدول الخمس الكبرى من مغبة سماحها لأي طرف خارج المفاوضات بالتأثير سلباً عليها.
قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن اليومين المقبلين سيبرهنان عمّا إذا كانت إيران جادة وصادقة في نياتها، وأشار إلى أن الخطوات الإيرانية الأخيرة لا تبعث على الأمل، لكن الفرصة ما زالت سانحة أمام طهران لتساهم في نجاح المحادثات المنعقدة في ڤيينا بشأن إعادة إحياء الاتفاق النووي الذي أُبرم سنة 2015.
وأكد الوزير الأميركي في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام أمس (الخميس)، أن واشنطن لن تسمح لطهران بالمماطلة والتسويف في المحادثات، من جهة، ولن تسمح لها بتحقيق التقدم في برنامجها النووي، من جهة أُخرى.
كما تطرّق بلينكن إلى المكالمة الهاتفية التي أجراها أمس مع رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت ووصفها بأنها كانت شاملة. وكان بينت دعا الإدارة الأميركية خلال هذه المكالمة إلى الانسحاب من محادثات ڤيينا على الفور.
من ناحية أُخرى، قال كبير المفاوضين الإيرانيين في محادثات ڤيينا علي باقري كني إن وفد بلاده سلّم ممثلي الدول الأوروبية العظمى الثلاث اقتراحين بشأن إلغاء الحظر المفروض عليها، وبشأن الإجراءات النووية التي اتخذتها طهران، مشيراً إلى أنه تم الرد خلال المباحثات على شبهات وتساؤلات طرحها الطرف الآخر.
وفي طهران هدّد قائد فيلق القدس في الحرس الثوري إسماعيل قآني الولايات المتحدة بكسر أسنانها في حال إقدام إدارة الرئيس جو بايدن على اتخاذ خطوات معادية تجاه إيران، وأكد أن الأيام التي كانت فيها واشنطن تسرح وتمرح ولّت إلى غير رجعة.
قرّر رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت ووزير الصحة نيتسان هوروفيتس أمس (الخميس) عدم تمديد استخدام إجراء تعقُّب جهاز الأمن العام ["الشاباك"] لمصابي ڤيروس كورونا، والذي كان من المقرر أن ينتهي في منتصف الليلة الماضية.
وكان قرار الحكومة الإسرائيلية يوم الأحد الماضي استخدام إجراء تعقُّب جهاز "الشاباك" لمصابي كورونا واجه رفضاً حقوقياً واسعاً.
وفي وقت سابق أمس رفضت المحكمة الإسرائيلية العليا طلب التماس قدّمته عدة منظمات حقوقية ضد قرار الحكومة الإسرائيلية تكليف جهاز "الشاباك"، وفقاً لأنظمة الطوارئ، مراقبة تحركات ومخالطات أشخاص مرضى، أو حتى مشتبه بإصابتهم بمتحور ڤيروس كورونا الجديد "أوميكرون".
وقالت هيئة القضاة في المحكمة العليا، بالإجماع، أنه لم يتم الإثبات أن قرار استخدام إجراء تعقُّب "الشاباك" يمسّ الحق في الخصوصية بشكل يبرر رفضه. وأشارت إلى أن متحور "أوميكرون" تسبب بنشوء حالة من عدم اليقين في كل ما يرتبط بقدرته على الالتفاف على الحماية اللقاحية، مع ما يعنيه ذلك من مخاطر انتشار العدوى، وهذا فضلاً عن أن فترة سريان أنظمة الطوارئ بهذا الخصوص هي لخمسة أيام فقط.
وأكدت هيئة القضاة ضرورة سنّ قانون بهذا الشأن بدلاً من أنظمة الطوارئ.
وكتبت هيئة القضاة: "لا شك في أن استخدام إجراء التعقُّب يثير تخوفات كثيرة. لكن في الوقت نفسه يجب التذكير بأن وباء كورونا وضع تحديات لا سابق لها أمام الدولة الديمقراطية. ونحن نرى أن واجب الدولة فيما يخص حماية حياة المواطنين هو الماثل في صلب إدارة السلطة لمواجهة الوباء".
- هذه الأيام تبدو هذياناً بالنسبة إلينا كيهود وكإسرائيليين. إيران الدولة التي تشكل محور الشر العالمي تسخر من العالم من جديد. من الصعب أن نقف موقف المتفرج حيال السعي المهذب من طرف الولايات المتحدة وأوروبا للتوصل إلى اتفاق مع إيران، حتى لو كان الثمن تعريض إسرائيل لخطر وجودي.
- الهمس الذي نسمعه في أوروبا بشأن إعطاء فرصة لإيران لاستنفاد المفاوضات، والغموض الأميركي إزاء إسرائيل في كل ما يتعلق بهذه النقطة، يشكل جرس إنذار للقدس. رفع العقوبات سيؤدي إلى تدفُّق المليارات إلى صندوق الحرس الثوري من أجل الانتقال إلى دولة نووية، وما لا يقل خطورة هو أنه سيشجع على القيام بعملية عسكرية متعددة الجبهات ضد إسرائيل.
- الحرب المقبلة التي ستنشب من الشمال لن تكون حرب لبنان الثالثة، بل حرب إيران الأولى. الإيرانيون يخططون لمهاجمة إسرائيل من ست جبهات: لبنان، وسورية، وغزة، والضفة الغربية، ومن خلال جبهة يشارك فيها جزء من العرب في إسرائيل، وصواريخ بعيدة المدى من إيران واليمن. وهذه الحرب ستكون حرباً تقليدية، لكنها غير بسيطة أبداً.
- حتى الآن نجحت إيران في إقامة محور شرّ إقليمي بواسطة أطواق من الفرق المسلحة حول دولة إسرائيل. وتخلق طهران قتالاً مريحاً بالنسبة إليها، بعيداً عن حدودها. هناك مئات الآلاف من الصواريخ الإيرانية منتشرة على الحدود القريبة من إسرائيل، وهي تُستخدم من وقت إلى آخر بما يتلاءم مع مصالح طهران. نموذج العمل الإيراني هو بناء منظومة أمنية على غرار حزب الله والجهاد الإسلامي والتنظيمات الأُخرى.
- لذلك، حان الوقت لتغيير المعادلة. كل صاروخ يُطلَق من لبنان، العنوان هو طهران. انتهت أيام حصانة الإيرانيين ويجب عليهم أن يدفعوا الثمن، داخلياً في طهران، وفي كل مكان آخر.
- لذلك، المحادثات اليوم في ڤيينا لا تحكي كل قصة إيران. ليس المقصود سلاحاً نووياً هنا أو هناك، بل المقصود دولة متعطشة إلى السيطرة على العالم من خلال محو ثقافة الغرب. ومع الأسف، الغرب هو آخر مَن يفهم ذلك.
- أنا بصفتي الشخصية والرسمية، وكمواطن إسرائيلي، لا يمكن أن أقف موقف المتفرج. سأذهب غداً إلى الولايات المتحدة، وسأحاول إيقاظ واشنطن. سأقوم بحملة دعائية سألتقي خلالها نواباً في مجلس النواب والشيوخ وقادة رأي وصحافيين. كل واحد منا يجب أن يجنّد كل ما لديه للتأثير. الفرصة توشك على النفاد بسرعة.
- عندما يُطلب من ضباط رفيعي المستوى في الجيش الدفاع عن عمل أو عن تقصير ما في الجيش، هم يسارعون إلى التذكير بأن الجيش هو المؤسسة التي تحظى بالكثير من الاحترام في إسرائيل. وهذا صحيح فعلاً، ففي كل استفتاء يُسأل فيه الجمهور عن مدى ثقته بمختلف المؤسسات يأتي الجيش في المرتبة الأولى، قبل رئيس الدولة وجهاز القضاء، وقبل الحكومة والكنيست ووسائل الإعلام بكثير.
- وهذه الصورة لا تشكل مفاجأة، المفاجأة لو كان الأمر مختلفاً، وذلك لأسباب واضحة وهي: إن الجيش الإسرائيلي هو جيش الدفاع عن الدولة التي تعيش في صراع أمني منذ قيامها؛ هو جيش الشعب، نحن الذين خدمنا فيه، وأولادنا من بعدنا. ونحن الذين نعطيه معظم الموارد بكل معنى الكلمة: الميزانية وشرعية العمل، ونقدّر خدماته. التشكيك في قدرته أو في صدقية أعماله يوازي تقريباً التشكيك في صدقية حياتنا ومستقبلنا.
- الثقة بالجيش لا تنبع، طبعاً، من فحص جذري لعملياته. وفي الواقع، عندما تسأل الجمهور عن نتائج العمليات العسكرية، عملية "حارس الأسوار" على سبيل المثال، فإن تقديره متوسط جداً، لكن تبرير ذلك أن الجيش نفّذ ما طُلب منه، وأن المستوى السياسي هو المذنب. وكوني عالجت هذا الموضوع منذ عشرات الأعوام، أستطيع القول إن الجمهور الإسرائيلي يتهرب من نقاش حقيقي لقدرة الجيش وعملياته، مقارنة بالموارد التي توظَّف فيه والتحديات الحقيقية التي يواجهها. وتظهر المسألة كسؤال الأم عن ابنها.
- لكن عندما نفحص الصورة في العمق نكتشف تصدعات. فقد أظهرت استطلاعات متعددة أن الثقة بالجيش ليست هي فقط التي تراجعت - بعد أن اتضح ضلوع الجيش في مسائل الكورونا المتعددة، انخفضت نسبة الثقة بالجيش 10%، بحسب المعهد الإسرائيلي للديمقراطية- بل إن هذه الثقة أيضاً محصورة فقط في الأداء العملاني للجيش، المجال الذي نخاف من المس به. عندما نسأل عن أمور أخرى، من الصعب التصديق أن الجمهور يعتقد أن الجيش هو مؤسسة ناجعة، وأنه فعلاً يلتزم بالقيم، ويكيّف نفسه مع حاجات المرحلة، لكن من جهة أُخرى، يعتقد الجمهور أن عملياته ناجحة.
- أعتقد أن هناك علاقة واضحة بين الأمور، فالجمهور لم يصدق، بصورة خاصة، الكلام عن "نصر ساحق" في عملية "حارس الأسوار"، والكتابات الدعائية عن "الحرب الرقمية الأولى"، وتضخيم الضربة الاستراتيجية التي وُجهت إلى "حماس" في "تفجير المترو"، الذي سرعان ما تبين أنه لم يؤدّ إلى مقتل أحد تقريباً. لكن الجمهور لا يترجم هذه المواقف من خلال التعبير عن عدم ثقته بالقدرات العملانية للجيش، لكنه يعبّر عن شكوكه عندما نسأله ما إذا كان الجيش ناجعاً وملائماً لعصرنا.
- الرقم المهم الذي كشفه الاستطلاع الأخير لمعهد الديمقراطية هو أن أغلبية الجمهور اليهودي تؤيد إلغاء الخدمة الإلزامية ونموذج "جيش الشعب"، والانتقال إلى جيش متطوعين - مرتزقة، وهو ما يُطلق عليه عموماً "جيش محترف". وهذا الرقم مهم بالنسبة إلى إسرائيل لأن الجيش، منذ أيام بن غوريون، هو بوتقة الصهر ورمزها الأبرز، وهذا الرقم مثير للدهشة بالنسبة إلى الجيش بحد ذاته، لأنه إذا كان نموذج الخدمة فيه قد عفا عنه الزمن، فما معنى ذلك بالنسبة إلى قدراته. مَن لا يفهم أن هذا الرقم والأرقام الأُخرى التي تظهر في كل استطلاع هي تعبير عن أزمة، فإنه يدفن رأسه في الرمل.
- عميرام ليفين من الذين يحق لهم توجيه انتقادات قاسية إلى الجيش. ليس فقط لأنه كان قائداً لفرقة سييرت متكال، وقائد كتيبة مدرعة في حرب لبنان الأولى (1982)، وقائد المنطقة الشمالية في الأعوام التي شهدت ذروة الحرب ضد حزب الله، وكان أيضاً نائباً لرئيس الموساد؛ وليس فقط لأنه جُرح 4 مرات، وأصابته نيران العدو والنيران الخفية في حروب الجنرالات. ليفين هو قائد نادر، وأهميته الأصلية لا تكمن في تشكيلِه وحدة النخبة في الجيش الإسرائيلي، بل في الأساس في توجيه جيل كامل من القادة الذين كبروا معه في أيام "الحرب من دون إشارة" [المقصود المواجهات بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله في الحزام الأمني في لبنان]....
- ينظر ليفين إلى الجيش ويرى مؤسسة تجد صعوبة في التوفيق بين الطريقة التي ترى فيها نفسها وبين ما يظهر فعلاً في المرآة ويبرز من حين إلى آخر في ساحة القتال أو في استطلاعات الرأي. وهذا ليس ذنب الجيش وحده، بل هو نتيجة أعوام كثيرة جداً لسياسيين شعروا بأنهم ضعفاء وليس لديهم شعبية مقارنة بالمؤسسة العسكرية، وجزء منهم لا يتعمق فيها، بل يكتفي بكليشيهات، مثل "أفضل سلاح جو في العالم"، أو "الجيش الأكثر أخلاقية في العالم"، ولا يقوم هؤلاء بإجراء تقديرات ولا نقاشات لمسائل عميقة تتعلق بالجيش.
- انظروا بأي سهولة وسرعة اتُّخذت مؤخراً قرارات بالمليارات لها أهمية كبيرة في موضوع تقاعُد الجيش النظامي ورواتب الجنود النظاميين [مؤخراً اتُّخذ قرار بزيادة هذه الرواتب 50%]. انظروا إلى الحرج الذي يشعر به الجيش في موضوع قواته البرية، التي هي أساس القوة العسكرية إجمالاً التي يتحدثون عنها منذ عشرين عاماً من دون أن يحدث شيء.
- يجب أن نتحدث عن الجيش. قبل 23 عاماً عُيّن شاوول موفاز قائداً للجيش، وكان من أفضل رؤساء الأركان. ولدى تسلُّمه منصبه قال موفاز: "آمل أن أكون رئيس أركان السلام"، وخلال عامين وجد نفسه غارقاً في الحرب. في أي سيناريو معقول، حتى لو كان جريئاً سياسياً، سيبقى الصراع وإسرائيل بحاجة إلى جيش...
- يجب أن نتحدث عن الجيش، لأن الحكومات والمجالس الوزارية لن تصلح الوضع. ليس لديهم الشجاعة ولا المعرفة. عندما كنت رئيساً للجنة المتفرعة من لجنة الخارجية والأمن في الكنيست لشؤون العقيدة الأمنية وبناء القوة، قدمنا تقريراً من 70 صفحة عن خطة رئاسة الأركان المتعددة السنوات "جدعون". وجرى وضعه بتعاون وثيق بين اللجنة وبين الجيش وبموافقة رئيس الأركان آنذاك غادي أيزنكوت. في الجيش قرأوه بإمعان، ونائب رئيس الأركان آنذاك أفيف كوخافي الذي أصبح رئيساً للأركان اليوم شكّل طواقم لتحقيقه. عضو واحد من المجلس الوزاري المصغر طلب مني مناقشته هو يوآف غالانت، وهو اليوم رئيس المعارضة، وأشك في أن الآخرين، بينهم رئيس الحكومة الحالي، قرأوه.
- أغلبية الجمهور الإسرائيلي مع انتهاج موقف هجومي حيال تعاظُم القوة العسكرية لحزب الله، والتمركز الإيراني في سورية، واستفزازات "حماس". هذه المواقف يمكن أن تؤدي إلى حرب، فمنذ 40 عاماً لم تنشب حرب هنا بقرار، بل دائماً نتيجة تدهور لم يرغب فيه أحد الطرفين. وإذا حدثت حرب هنا في الشمال، فإنها ستكون مختلفة عن تلك التي نعرفها.
- دولة إسرائيل والجيش الإسرائيلي بصورة خاصة يجب أن يكونا مستعدين لهذه الحرب. يواجه الجيش في الأعوام المقبلة تحديات ضخمة في اليد العاملة، وفي توزيع الموارد وإعداد خطط فعلية ومهمة في مواجهة التحديات القريبة والبعيدة. وهو غير قادر على القيام بذلك إذا لم نتحدث كلنا عنها. إذا واصلنا القول انطلاقاً من الخوف، وليس انطلاقاً من معرفة أن كل شيء سيكون بخير، وأن القيادة تدرك ماذا تفعل، فيُعتبر ذلك جريمة بحق الجيش وبحق أنفسنا.