مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
بينت: قد نضطر إلى الدخول في مواجهة مع لبنان أو غزة، ولن يحدث تقدّم إزاء الفلسطينيين
بينت تحدث للمرة الأولى مع رئيس حكومة هنغاريا فيكتور أوربان واتفقا على استمرار التواصل
المحكمة العليا ترفض للمرة الأولى إصدار أمر بتجميد هدم منزل أحد المتهمين الفلسطينيين
إصابة أكثر من 38 ألف شخص بالكورونا أمس في إسرائيل وتخوّف من المسّ بالجهوزية العملانية للجيش الإسرائيلي
مقالات وتحليلات
الأزمة في المنظومة الفلسطينية: بين الدعاية والواقع
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"يديعوت أحرونوت"، 10/1/2022
بينت: قد نضطر إلى الدخول في مواجهة مع لبنان أو غزة، ولن يحدث تقدّم إزاء الفلسطينيين

مثَل رئيس الحكومة نفتالي بينت للمرة الأولى هذا الصباح (الاثنين) أمام لجنة الدفاع والأمن منذ توليه منصبه. وقال في الجلسة التي كانت مغلقة، في معظمها، إن إسرائيل لن تكون جزءاً من الاتفاق النووي الذي سيُبرم بين إيران والدول الكبرى في فيينا، ولا تجد نفسها ملزمة به، وستواصل المحافظة على حرية عملها.

وقال بينت في الجزء المغلق من الجلسة إنه ليس من المستبعد أن تضطر إسرائيل إلى الدخول في مواجهة مع لبنان أو قطاع غزة، وأشار إلى أن النمو السريع في الاقتصاد يسمح لإسرائيل بالمحافظة على جهوزيتها لمواجهة هذه السيناريوهات، وفي المقابل، الاستثمار في تغيير استراتيجي في مواجهة إيران.

وذكر بينت أن التغيير الاستراتيجي لإسرائيل المتعلق بالتهديد الإيراني جارٍ، وهدفه إدارة معركة متعددة الأبعاد ضد "رأس الأخطبوط" (النظام الإيراني الموجود في طهران)، في موازاة عمليات ضد أذرعه في المنطقة. وادعى بينت أمام أعضاء اللجنة أنه على الرغم من اعتبار إيران قوة إقليمية كبرى، فإنها مليئة بنقاط الضعف وتضطر إلى استخدام قوة كبيرة إزاء مواطنيها، وتوظف موارد كبيرة في تحويل الأموال إلى أذرعها المتواجدين حول إسرائيل.

وعلّق على لقاء أعضاء من حكومته ورئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن، فقال إنه لا يخطط لتقدُّم العملية السياسية إزاء الفلسطينيين في هذا الوقت. وبحسب بينت، فإن المصلحة الإسرائيلية هي المحافظة على الاستقرار في الضفة الغربية وفي قطاع غزة. وأشار إلى أن إسرائيل تريد أيضاً منع تعاظُم القوة العسكرية لـ"حماس" وإعادة الأسرى والمفقودين.

وسأله أعضاء اللجنة عن جهوزية الجبهة الداخلية، فردّ قائلاً إن أحد الدروس التي استخلصها خلال جائحة الكورونا هو أهمية إعطاء المواطنين وسائل لبناء حصانة وجهوزية في أوقات الطوارىء. وجزء من هذه الجهوزية إيمانه بدفاع مجتمعي قوي، مثل تعزيز السلطات المحلية، من خلال زيادة تدخّلها وصلاحياتها.

ومما قاله بينت في الجلسة: "وضع إسرائيل الأمني جيد ويتجه نحو المزيد من القوة، مع وجود تحديات غير قليلة. الأهمية المركزية هذه السنة تتجلى في تحقيق استقرار النظام الإسرائيلي الذي كان يعاني حالة اضطراب منذ أعوام، الأمر الذي ألحق ضرراً خطِراً بالأمن الإسرائيلي القومي على جميع المستويات. لقد حققنا استقرار هذا النظام وأقرّينا الميزانية، اقتصاد إسرائيل في حالة نمو، وبواسطته نحصل على الكثير من المال الذي نوظفه  في تعزيز أمن الجيش الإسرائيلي وكل الأجهزة الأمنية. يمكنني أن أقول لكم إن  هذه القوة مهمة لوجودنا، وأنا فرح بها ومصرّ على إنجازها بسرعة".

 

"هآرتس"، 10/1/2022
بينت تحدث للمرة الأولى مع رئيس حكومة هنغاريا فيكتور أوربان واتفقا على استمرار التواصل

ذكر بيان صادر عن رئيس الحكومة نفتالي بينت أنه أجرى محادثة يوم الإثنين مع رئيس الحكومة الهنغارية فيكتور أوربان، هي الأولى من نوعها، شكره فيها على تأييد هنغاريا القوي لإسرائيل في المحافل الدولية، واتفق الإثنان على استمرار التواصل والتعاون بين الدولتين.

يُعتبر أوربان من الرموز القومية في الاتحاد الأوروبي. ومنذ انتخابه في منصبه للمرة الثانية في سنة 2010، بدأ هجوماً قانونياً لفرض قيود على المجتمع المدني ووسائل الإعلام وجهاز القضاء.

المحادثة بين بينت وأوربان جرت بطلب من الهنغاريين، وبالتنسيق مع مجلس الأمن القومي ووزارة الخارجية. كما شارك وزير الخارجية يائير لبيد في تنسيق هذه المحادثة من خلال محادثات أجراها في الأشهر الأخيرة مع نظيره الهنغاري. وينوي لبيد القيام بزيارة رسمية إلى هنغاريا حدد موعدها مرتين، لكنها أُجِّلت بسبب الكورونا.

"هآرتس"، 11/1/2022
المحكمة العليا ترفض للمرة الأولى إصدار أمر بتجميد هدم منزل أحد المتهمين الفلسطينيين

بضغط من أطراف في اليمين، رفضت المحكمة  العليا للمرة الأولى إصدار أمر بتجميد هدم منزل أحد المتهمين الفلسطينيين، خوفاً من المسّ بالعائلات الثكلى، وللحؤول دون حدوث احتكاكات بالحكومة. اتُّخذ القرار رداً على طلب التماس قدمته زوجة الفلسطيني الذي نفّذ هجوماً في المدينة القديمة في القدس. القاضي نوعم سولبرغ قرر عدم إصدار أمر التجميد، لكن على الرغم من ذلك،  فإنه جرى التوضيح أن تقديم الالتماس هو بحد ذاته يجمد الهدم.

 وكانت تقدمت بطلب الالتماس زوجة الفلسطيني فادي أبو شهيدم، من مخيم شعفاط للاجئين في القدس الشرقية، والذي أطلق النار على إلياهو كاي وقتله في تشرين الأول/نوفمبر الماضي.

وقالت مديرة مركز هاموكاد للدفاع عن الفرد، والذي يقدم محاموه الأغلبية الساحقة من الالتماسات ضد هدم منازل فلسطينيين متهمين بالقيام بهجمات، إنه من الصعب التخلص من الانطباع بوجود قضاة تهمهم انتقادات اليمين أكثر مما تهمهم لاقانونية هدم منزل عائلة بريئة. في القضية المقصودة، من المستغرب أن تتخوف المحكمة من إصدار أمر يعرقل الهدم موقتاً.

"هآرتس"، 11/1/2022
إصابة أكثر من 38 ألف شخص بالكورونا أمس في إسرائيل وتخوّف من المسّ بالجهوزية العملانية للجيش الإسرائيلي

أعلنت وزارة الصحة في إسرائيل أن عدد الإصابات بالكورونا وصل يوم أمس إلى 37.887، حالة 247 منهم خطرة، وبينهم 59 موصولون بجهاز تنفسي. وسجّل الأسبوع الماضي عشر وفيات بالكورونا، وهو ما يرفع العدد الإجمالي للوفيات جرّاء الكورونا في إسرائيل إلى 8271.

وذكر المراسل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت" (11/1/2022) يوسي يهوشواع أن هناك تخوفاً من أن تتسبب الموجة الخامسة من الكورونا بالمسّ بالجهوزية العملانية للجيش الإسرائيلي، بينما وصل عدد الجنود المصابين بالكورونا إلى أكثر من 5000، بالإضافة إلى آلاف الخاضعين للحجر.

رئيس الأركان أفيف كوخافي أجرى أمس تقديراً للوضع من أجل المحافظة على استمرارية العمل في الجيش، مع التركيز على الوحدات العملانية والخاصة، مثل الدفاع الجوي والغواصات ومنشآت حيوية. وتقرر الطلب من وزارة الصحة تقصير مدة الحجر إلى خمسة أيام على الأقل في وظائف معينة، بما يتلاءم مع الحاجة، وخصوصاً الطواقم الطبية في الجيش. وطلب رئيس الأركان من قيادة الجبهة الداخلية مساعدة الاقتصاد الإسرائيلي ووزارة الصحة والجهاز التعليمي بقدر المستطاع.

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"تسوميت الشرق الأوسط"، 6/1/2022
الأزمة في المنظومة الفلسطينية: بين الدعاية والواقع
هرئيل حوريف - باحث في مركز دايان لدراسات الشرق الأوسط وأفريقيا
  • المنظومة الفلسطينية بدت في السنة الأخيرة كمحرك يوشك على الانفجار، ويتدفق المزيد من الوقود إلى داخله على صورة احتكاكات بين الحركات السياسية، ومشكلات حكم في السلطة الفلسطينية، وتظاهرات، واشتباكات عشائرية. يرى العديد من الفلسطينيين في الأزمة تعبيراً عن أزمات اجتماعية وسياسية أساسية مستمرة في المجتمع. آخرون، في الأساس مراقبون خارجيون في إسرائيل، يفسرون الأحداث بأنها تعبير عن ازدياد التأييد لـ"حماس" وتدهور خطِر في وضع السلطة الفلسطينية التي تسيطر عليها حركة "فتح". وبينما يتعلق نقاش المشكلات الأساسية بمسائل مؤلمة وحقيقية، فإن ادعاء زيادة التأييد لـ"حماس" ليس بالضرورة مطابقاً للواقع. هذا هو بالتحديد السبب الذي يدفع حركة "حماس" إلى خلق وعي مخالف، من خلال تكثيف العمليات العسكرية ودعاية مناسبة تستعرض نجاحها وتأييدها الشعبي. أيضاً ادعاء التدهور السريع للسلطة مبالَغ فيه. صحيح أن تأييد "فتح" ضعف، لكن السلطة ليست كما ادعى أحد المعلقين، مؤخراً، أنها في "حالة سقوط حر إلى الهاوية". التوترات بين "فتح" و"حماس" هي نتيجة الجمود والمراوحة، وليست نتيجة تغيّرات جوهرية في موازين القوى. لكن هذا لا يجعل الواقع أكثر استقراراً، بل يخلق حالة من عدم اليقين تدفع الطرفين إلى العدائية- السلطة بسبب خوفها من خسارة مكانتها، و"حماس" بسبب خيبة الأمل إزاء صعوبة تعزيز مكانتها في الضفة خصوصاً، وفي المنظومة الفلسطينية عموماً.
  • في نيسان/أبريل 2021، أعلن رئيس السلطة الفلسطينية وحركة "فتح" محمود عباس إلغاء الانتخابات البرلمانية التي كان يجب إجراؤها في أيار/مايو للمرة الأولى منذ 15 عاماً. من الصعب القول إن الإعلان فاجأ العديد من المراقبين الذين توقعوا أن يتصرف أبو مازن بهذه الطريقة لمنع إضعاف حركة "فتح". وبالاستناد إلى بحث أجراه المركز الفلسطيني للأبحاث السياسية والاستطلاعات في آذار/مارس 2021، حصلت "حماس" على 27% من الأصوات في مقابل 24% حصلت عليها "فتح". من المهم الإشارة إلى ظهور قائمتين من صفوف "فتح" (قائمة دحلان وقائمة البرغوثي- القدوة) بالإضافة إلى القائمة الرسمية، الأمر الذي كشف الانقسام المستمر في الحركة. مع ذلك، إن المجهول الأكبر الذي يُقلق الحركات المؤسِّسة عموماً، كان وسيبقى كتلة الناخبين التي لا تنتمي إلى أيّ منها. ويتراوح حجم هذه الكتلة بين 49% و66% من الناخبين. هذا الحجم دليل على تنوّع كبير من الناحية الاجتماعية، لكن الأبرز فيه هو المكون من جيل الشباب الذين لا يؤمنون بالنظام السياسي والاجتماعي التقليدي، ويقومون بأغلبية التحركات على الأرض، من التظاهرات ضد السلطة، وصولاً إلى هجمات الأفراد ضد إسرائيل.
  • على الرغم من الكتلة الكبيرة المؤلفة من الذين لا ينتمون إلى أي جهة والتأييد غير الكافي، فإن "حماس" توقعت أن الانتخابات ستعزز مكانتها. وهي كانت، على سبيل المثال، تأمل بالحصول على ثمرة جهودها المستمرة، من خلال دعاية مموهة على وسائل التواصل الاجتماعي طرحت مطالب العديد من الشباب على جدول أعمالها من دون أن يشعر هؤلاء بأنهم يؤيدون فعلاً أجندة "حماس". تتضمن هذه المطالب وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل، ومحاربة الفساد، والدفع قدماً بالوحدة الفلسطينية، ومغادرة عباس مركز الرئاسة فوراً. لكن ما إن ألغى عباس الانتخابات حتى توجهت "حماس" نحو استراتيجيا أضافت إلى "القوة الناعمة"، التي تجندها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، "قوة خشنة" سعت، بواسطتها، لتقويض السلطة على الأرض من خلال الحجة الفعالة، القدس. واستغلت "حماس" الاحتكاكات في بوابة نابلس بين الشباب وبين الشرطة الإسرائيلية، وصبّت الزيت على النار في قضية إجلاء [المستأجرين] في حي الشبخ جرّاح، وقامت بحملة دعائية ناجحة طلبت من [المستأجرين] رفض أي تسوية. وبادر نشطاؤها إلى استفزازات برشق مصلّين في حائط البُراق بالحجارة التي جرى جمعها في وقت سابق، الأمر الذي أدى إلى اقتحام الحرم القدسي في رمضان. استغلت "حماس" تراكُم هذه الأحداث لتوجيه إنذار إلى إسرائيل أطلقت في نهايته 160 صاروخاً على القدس وعلى مدن الجنوب، وهو ما أدى إلى اندلاع عملية "حارس الأسوار". أطلقت "حماس" على العملية اسم "معركة سيف القدس"، كأن القدس هي مركز اهتمامها وليس تقويض السلطة.
  • مع نهاية العملية، تحسّن التأييد لـ"حماس" موقتاً. وتجلى هذا الأمر علناً في التظاهرات التي نقلتها وسائل إعلام موجّهة وغير موجّهة، سُمعت خلالها هتافات مؤيدة للحركة وضد عباس. كما حققت "حماس" إنجازات بارزة وسط الرأي العام الغربي عندما تبنّت وسائل الإعلام الغربية السرديات التي نشرتها "حماس"، بمساعدة دول وتنظيمات فلسطينية وإسلامية. من بين هذه السرديات برزت حجة أن الاحتكاكات في القدس هي سبب المواجهات، والكلام التضليلي بأن الاضطرابات في المدن المختلطة في إسرائيل هي نتيجة جرائم الكراهية والتنكيل من طرف اليهود ضد العرب، وقمع الشرطة الوحشي للتظاهرات السلمية.
  • لكن على الرغم من انطباع تزعزُع التوازن في المنظومة الفلسطينية السياسية، فإن الوضع على الأرض، وكما تكشفه أرقام الاستطلاعات، يقدم خلاصة مختلفة. بالاستناد إلى استطلاع المركز الفلسطيني للأبحاث والاستطلاعات PCSR، عاد التأييد لـ"حماس" إلى أحجام متواضعة، وحتى إنه تقلص قليلاً، من 27% في آذار/مارس، إلى 25% في أيلول/سبتمبر. كذلك، تآكل وضع "فتح" قليلاً وتراجع، من 24% في آذار/مارس، إلى 22 % في سبتمبر/أيلول. بالنسبة إلى "فتح"، تتمحور المشكلة في التأييد المتدني لعباس، والذي تراوح في السنة الأخيرة بين 9% و24.5%. وتدل شعبية مروان البرغوثي (22%-33.5%)، عضو "فتح" المعتقل في إسرائيل، والذي يأتي في مقدمة المرشحين للرئاسة، على أن المشكلة بالنسبة إلى الجمهور هي عباس بحد ذاته أكثر من "فتح" كحركة. مع ذلك، لم يحصل أي مرشح على الأغلبية المطلقة، في المقابل تواصل الكتلة، التي لا تؤيد أي مرشح من مرشحي الحركة، في الازدياد وتتراوح بين 45%-55%.
  • هذا الجمود أدى إلى الإحباط في صفوف "حماس"، لعدم نجاحها في تغيير الوضع في الضفة، وأيضاً في غزة، بسبب عدم إحراز تقدُّم في مساعي التسوية مع إسرائيل. بناء على ذلك، فهي تتمسك بالتحدي الموجّه ضد إسرائيل والسلطة أيضاً، بواسطة حلفائها من الجهاد الإسلامي وجبهات اليسار. من بين الأساليب التي تنتهجها الحركة، والتي تطبع نشاطها في وسائل التواصل الاجتماعي، التركيزعلى تأجيج الشارع الفلسطيني للمشاركة في التظاهرات التي لا تنتمي إليها، سياسياً، أغلبية المشاركين فيها. رئيس المركز الفلسطيني للأبحاث والاستطلاعات خليل الشقاقي يقدّر عدد نشطاء الحركة في هذه التظاهرات، التي حدث أغلبها بعد وفاة الناشط المعارض نزار بنات في حزيران/يونيو، أنه لا يتعدى ربع مجموع المشاركين في التظاهرات. في الوقت عينه، تكثف "حماس" جهودها لتنفيذ هجمات ضد إسرائيل، بينما يدعو معلّقون متعاطفون معها الفلسطينيين إلى التوحد ضد السلطة الفلسطينية ومحاربتها بالقوة عينها التي يحاربون فيها إسرائيل.
  • ...... وكأن التوترات السياسية لا تكفي، وقعت هذا الصيف اشتباكات عشائرية، وخصوصاً في الخليل، التي شهدت ازدياداً في أعمال الثأر بين عشيرة الجعبري وعشيرة العويني. تجدر الإشارة إلى أن وقف إطلاق النار، الذي يعلنه وسطاء الصلح من وقت إلى آخر، لا يصمد، ويستأنف شباب العائلات هجماتهم على بعضهم البعض. تدل هذه الظاهرة على التآكل في هرمية السلطة والمؤسسات الاجتماعية التقليدية وسط الفلسطينيين...
  • في الختام، من المبالغة القول إن السلطة تسير على طريق الانهيار. لا تزال هناك أسئلة جوهرية مطروحة، وعلى رأسها القدرة على إبقاء الاستقرار بعد مرحلة عباس. لكن هذه المسائل لا علاقة لها، بالضرورة، بالوضع الحالي، بل هي مشكلات بنيوية مستمرة، مثل عدم إعداد زعامة جديدة من الجيل الذي تخرّج من الجامعات في السبعينيات. الأدق القول إن وضع السلطة و"فتح" يتآكل بصورة بطيئة، أيضاً وضع "حماس" لم ينجح في توسيع دائرة التأييد لها. الحركتان مهددتان، كما ذكرنا، من كتلة غير المنتَمين التي يُتوقع أن يكون تهديدها كبيراً، سواء لـ"فتح" أو لـ"حماس"، في ضوء الوجود الواسع للشباب في المجال العام وفي وسائل التواصل الاجتماعي التي تشكل ساحة تأثير وتنظيم من الدرجة الأولى. من الصعب القول إن هذه الظاهرة المعادية للمؤسسات ستتحول في نهاية الأمر إلى قوة سياسية منظمة. حتى لو لم ينجح الأمر، فستزداد الفجوة بين الحركات القديمة الموجودة وغير المرغوب فيها، وبين الخيار السياسي الجديد المرغوب فيه وغير المتوفر. ربما، حينئذ، سينشأ وضع خطِر يتمثل في غياب تمثيل واضح لكتلة حاسمة في الجمهور الفلسطيني، الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى بروز حالة من الإحباط تنتج منها  زيادة العلل والمشكلات القائمة.