مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
تحت جنح الظلام، الشرطة الإسرائيلية تخلي عائلة فلسطينية من منزلها في الشيخ جرّاح
وفد صحي من إندونيسيا قام بزيارة إسرائيل لمناقشة تدابير محاربة وباء كورونا
تحقيق جديد: الشرطة الإسرائيلية تستخدم برامج تجسس تابعة لشركة NSO عشرات المرات سنوياً للتجسس على مشتبه بهم في قضايا جنائية
مقالات وتحليلات
خطة لإقامة صندوق مشترك لإسرائيل والإمارات العربية المتحدة للاستثمار المتبادل في الهايتك
الهجوم على أبو ظبي: الأيدي هي أيدٍ إيرانية
رئيس الأركان السابق غادي أيزنكوت: أهم خطر تواجهه إسرائيل هو الانقسام الداخلي
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"هآرتس"، 20/1/2022
تحت جنح الظلام، الشرطة الإسرائيلية تخلي عائلة فلسطينية من منزلها في الشيخ جرّاح

ذكر بيان صادر عن الناطق بلسان الشرطة الإسرائيلية أن الشرطة قامت فجر أمس (الأربعاء) بهدم منزل عائلة صالحية الفلسطينية بعد إخلائها منه في حي الشيخ جرّاح في القدس الشرقية واعتقلت 18 فلسطينياً وناشطاً إسرائيلياً في المكان.

وهذه هي أول عملية إخلاء في حي الشيخ جرّاح منذ سنة 2017. وكانت المعركة ضد الإخلاء في هذا الحي في أيار/مايو الماضي عاملاً رئيسياً في تصاعد التوتر الذي تسبب باندلاع حرب قصيرة بين إسرائيل وحركة "حماس" في قطاع غزة، بالإضافة إلى اندلاع أعمال عنف وشغب في الضفة الغربية وبين صفوف السكان العرب في إسرائيل ولا سيما في المدن المختلطة. كما أن خطة الإخلاء أثارت إدانات شديدة من طرف الفلسطينيين ودبلوماسيين أوروبيين وأعضاء كنيست في اليسار الإسرائيلي. وأكد أهالي الحيّ أن الإخلاء جزء من محاولة أكبر من جانب إسرائيل لمحو الوجود الفلسطيني في القدس الشرقية.

وتعقيباً على عملية الإخلاء والهدم قال عضو الكنيست موشيه راز من حزب ميرتس إن الشرطة تصرفت مثل اللصوص حيث وصل أفرادها تحت جنح الظلام لإخلاء عائلة صالحية وقذفهم إلى الشارع في أجواء طقس شديد البرودة.

يذكر أن بلدية القدس أعلنت سنة 2017 نيتها مصادرة الأرض بحجة بناء مدرسة ما أثار معركة قضائية مع عائلة صالحية. وفي السنة الماضية قضت المحكمة المركزية في القدس لصالح البلدية لكن العائلة استمرت في الطعن في الإخلاء.

وكانت الشرطة حاولت إخلاء العائلة يوم الاثنين الماضي لكن العائلة تحصنت داخل منزلها، وهدّد رب العائلة محمد صالحية وهو يحمل عبوة بنزين على سطح المنزل بإضرام النار في نفسه وحرق المنزل معه. وقال صالحية في مقطع فيديو تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي: "لن نخرج من المنزل، إمّا الحياة وإمّا الموت. سوف أحرق نفسي بالبنزين". وتراجعت الشرطة في وقت لاحق لكن الطرفين لم يتوصلا إلى اتفاق نهائي.

 

"يسرائيل هيوم"، 20/1/2022
وفد صحي من إندونيسيا قام بزيارة إسرائيل لمناقشة تدابير محاربة وباء كورونا

قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي ["غالي تساهل"] أمس (الأربعاء) إن وفداً مؤلفاً من مسؤولين صحيين إندونيسيين قام مؤخراً بزيارة نادرة لإسرائيل على الرغم من عدم وجود علاقات دبلوماسية بين الدولتين.

وأضافت الإذاعة أن الهدف من هذه الزيارة هو مناقشة استراتيجيات بشأن محاربة فيروس كورونا، وأشارت إلى أن مسؤولي الصحة الإندونيسيين التقوا مسؤولين إسرائيليين في محاولة لتعلم كيفية التعامل مع فيروس كورونا.

ولم تحدد الإذاعة موعد الزيارة واكتفت بالقول إنها كانت في الأسابيع الأخيرة.

وأوضحت الإذاعة أن الزيارة كانت جزءاً من الجهود التي تقوم بها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لتوطيد العلاقات بين البلدين أملاً منها في توسيع "اتفاقيات أبراهام" التي أدت إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل وعدد من الدول العربية. كما أوضحت أنه لا توجد علاقات دبلوماسية رسمية بين إسرائيل وإندونيسيا لكن منذ عدة أعوام هناك مبادرات عبر قنوات خلفية لإقامة علاقات كهذه.

ورفضت وزارة الخارجية الإسرائيلية التعقيب على هذا النبأ، غير أن مصادر مسؤولة في الوزارة أكدت أن إسرائيل تؤمن بالتعاون الدولي في كل ما يتعلق بمكافحة فيروس كورونا ومستعدة لتبادل المعلومات والخبرات بهذا الشأن.

 

"هآرتس"، 20/1/2022
تحقيق جديد: الشرطة الإسرائيلية تستخدم برامج تجسس تابعة لشركة NSO عشرات المرات سنوياً للتجسس على مشتبه بهم في قضايا جنائية

ما زال التحقيق الذي نشره ملحق "كالكاليست" الاقتصادي التابع لصحيفة "يديعوت أحرونوت" أول أمس (الثلاثاء) وكشف النقاب عن أن الشرطة الإسرائيلية تستخدم برنامج التجسس "بيغاسوس" التابع لشركة السايبر الإسرائيلية الهجومية  NSOلاختراق هواتف خليوية للسكان المدنيين بمن في ذلك أشخاص غير متورطين في قضايا جنائية من دون استصدار أمر من المحكمة وفي إطار عملية تحقيق غير معلنة، يثير ردات فعل مختلفة.

فقد ذكرت صحيفة "هآرتس" أن تحقيقاً داخلياً في جهاز الشرطة الإسرائيلية أظهر أن الشرطة تستخدم برامج تجسس تابعة لشركة NSO عشرات المرات سنوياً للتجسس على مشتبه بهم في قضايا جنائية. وتعقيباً على ذلك قالت مصادر مسؤولة في الشرطة إنها تحصل على موافقة قضائية عند إقدامها على أي إجراء من هذا القبيل.

وذكرت الصحيفة أنه من المتوقع أن تُعرض نتائج هذا التحقيق الداخلي لدى الشرطة على كل من المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية، ووزير الأمن الداخلي.

ووفقاً للصحيفة دأبت الشرطة في الأعوام الأخيرة على تقديم آلاف طلبات التنصت على المكالمات الهاتفية سنوياً إلاّ إن ادعاءات الشرطة تشير إلى أنه يتم استخدام برنامج NSO في عدد صغير نسبياً من هذه الحالات.

ونقلت الصحيفة عن مصدر رفيع المستوى في الشرطة أن الشرطة استخدمت البرنامج في الأشهر الأخيرة في حالتين: الأولى، قضية قتل في المجتمع العربي جرى فك رموزها من طريق التنصت على مكالمات هاتفية. والثانية، قضية فساد في سلطة محلية ما زالت قيد التحقيق وتتضمن شبهات بتلقي رشوة.

وادعت مصادر مسؤولة في الشرطة أن الشرطة تستخدم مثل هذه الوسائل التكنولوجية لأغراض التنصت فقط وليس لاستخراج وسحب المعلومات من الهواتف الخليوية وهي سمة يتمتع بها برنامج "بيغاسوس" الذي يتيح لمشغله إمكان السيطرة الكاملة على جهاز المستهدف بما في ذلك الميكروفون والكاميرا بالإضافة إلى إمكانية الدخول إلى الملفات المحذوفة.

من ناحية أُخرى كشفت قناة التلفزة الإسرائيلية 12 أن شركة NSO زودت جهاز الشرطة ببرنامج تجسس على غرار برنامج "بيغاسوس" يتيح لها إمكان الالتفاف على القانون الإسرائيلي الذي لا يسمح لأجهزة إنفاذ القانون بالتنصت على متهمين بقضايا جنائية. وأضافت القناة أن الشرطة تحقق في هذه الأثناء في جميع الحالات التي استخدمت فيها برامج التجسس التابعة لـNSO، كما أنها تعمل للتأكد مما إذا كانت أي عمليات تجسس باستخدام البرنامج تم إجراؤها وفقاً لقانون التنصت على المكالمات الهاتفية والذي يتطلب استصدار أمر بهذا الشأن من رئيس محكمة مركزية أو من نائبه.

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"يديعوت أحرونوت"، 20/1/2022
خطة لإقامة صندوق مشترك لإسرائيل والإمارات العربية المتحدة للاستثمار المتبادل في الهايتك
إيتمار آيخنر - مراسل سياسي
  • من المتوقع أن تُعرض على الحكومة الإسرائيلية خلال اجتماعها الأسبوعي الذي سيعقد يوم الأحد المقبل خطة لإقامة صندوق مشترك لكل من إسرائيل والإمارات العربية المتحدة للاستثمار المتبادل في الهايتك بحجم نحو 300 مليون شيكل [نحو 97 مليون دولار].
  • ويدور الحديث حول صندوق أبحاث وتطوير صناعي ثنائي القومية مع الإمارات العربية المتحدة سيقدّم الدعم المالي لطلبات نشاط مشترك بين شركات إسرائيلية وشركات إماراتية. وعلى غرار صناديق دولية أخرى سيوفر الصندوق حافزاً مالياً للشركات الإسرائيلية، كونه سيستثمر أساساً في إيجاد منتجات تكنولوجية جديدة أو في تحسين مستوى منتجات تكنولوجية قائمة وكذلك في تقديم مساعدات تهدف إلى العثور على شركاء تكنولوجيين أجانب.
  • وسيتيح الصندوق إمكان الوصول إلى موارد دولية وإلى معارف وتكنولوجيات وبُنى تحتية جديدة لم تكن قائمة في إسرائيل. ومن المقرر أن تخصص كل دولة ميزانية بقيمة 15 مليون شيكل سنوياً لمدة 10 أعوام.
  • ووقف وراء الجهود التي بُذلت لإقامة هذا الصندوق كل من وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد، ووزيرة الابتكار والعلوم والتكنولوجيا أوريت فركش هكوهين [كلاهما من حزب "يوجد مستقبل"].
  • وقال الوزير لبيد في هذا الخصوص: "إن إسرائيل والإمارات العربية المتحدة تتشاركان في الرغبة في تطوير تكنولوجيا متقدمة تحسّن جودة حياة الإنسان والبيئة والاقتصاد. وسيكون هذا الصندوق بمثابة محرك للدفع قدماً بكل هذه الغايات في القطاع الخاص من خلال تشجيع الشركات على أن تعمل معاً من أجل تطوير وإنتاج وتسويق منتجات تكنولوجية جديدة ومبتكرة على المستويين الإقليمي والعالمي".
  • أمّا الوزيرة فركش هكوهين فأكدت أن الصندوق سيبني جسراً يسهّل على الإمارات العربية المتحدة سبيل الاستثمار في التكنولوجيا الإسرائيلية.

 

"معهد القدس للشؤون العامة والسياسة"، 19/1/2022
الهجوم على أبو ظبي: الأيدي هي أيدٍ إيرانية
يوني بن مناحيم - محلل عسكري
  • تقوم الاستخبارات الإسرائيلية بتحليل الهجوم الدقيق بالمسيرات الذي نفذه المتمردون الحوثيون في اليمن في 17 كانون الثاني/يناير على منطقة المصفح الصناعية ومطار أبو ظبي الدولي. وما جرى هو عملية عسكرية معدّة جيداً يسميها الحوثيون "عاصفة اليمن" وهم فخورون بها. وقد قُتل جرّاء الهجوم 3 أشخاص وجُرح ستة كما احترقت 3 صهاريج للوقود. ورداً على الهجوم شنّت طائرات التحالف بقيادة السعودية غارات على أهداف للحوثيين في اليمن أدت بحسب الحوثيين إلى مقتل 12 شخصاً في صنعاء بينهم نساء وأطفال.
  • ويدّعي الحوثيون أنهم نفذوا هجومهم بواسطة صواريخ باليستية من نوع "القدس 2" و"ذوالفقار" وعدد كبير من المسيرات من نوع "صماد 3". وقد وجّه زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي تهديداً مباشراً إلى الدول والشركات التي تعمل في الإمارات بينها إسرائيل والشركات الإسرائيلية جاء فيه: "يجب على كل الدول والشركات التي لها استثمارات في الإمارات عدم التعامل معها كدولة آمنة".
  • هجوم الحوثيين على منشآت اقتصادية في الإمارات هو استمرار للتصعيد بعد أن قاموا قبل أسبوعين باحتجاز سفينة إماراتية في البحر الأحمر وما زالوا يحتفظون بها. وكان الحوثيون قد رفضوا طلب الأمم المتحدة الإفراج عن السفينة وادعوا أنها "محملة بالسلاح".
  • وكان قد سبق الهجوم الأخير على أبو ظبي تهديد مباشر أطلقه الحوثيون بالتصعيد بعد أن حقّق التحالف العربي بقيادة السعودية والذي تشارك فيه الإمارات تقدماً على الأرض في محافظتي البيضاء وشبوه محققين إنجازات على حساب الحوثيين.
  • وتقول مصادر في الخليج إن الوضع في اليمن وصل إلى "مرحلة حساسة" في ضوء تقدم قوات التحالف العربي والهجمات المكثفة لطائرات التحالف على معاقل المتمردين الحوثيين، وتشير إلى توقيف عدد من الزوارق التي تهرّب السلاح والعتاد من إيران إلى الحوثيين مؤخراً.

إيران مسؤولة عن الهجوم

  • التقديرات في إسرائيل تشير إلى أن فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني هو الذي يقف وراء الهجوم، مثلما وقف وراء الهجوم بالمسيرات والصواريخ الباليستية على منشآت النفط التابعة لشركة "أرامكو" في السعودية في 14 أيلول/سبتمبر 2019.
  • ولا يمكن استبعاد احتمال أن تكون إيران هي التي نفذت الهجوم، إذ طورت مؤخراً سفناً كثيرة يمكن استخدامها لإطلاق المسيرات، كما يمكنها إطلاق هذه المسيرات من الجزر الإماراتية التي تسيطر عليها [3 جزر استراتيجية تقع شرقي الخليج وهي موضع خلاف بين الإمارات وإيران التي تسيطر على الجزر منذ سنة 1971].
  • وفي تقدير مصدر أمني إسرائيلي أنه إذا كان الحوثيون هم الذين نفذوا الهجوم فعلاً فإن هذا لا يمكن أن يحدث من دون الحصول على "ضوء أخضر" من إيران، في ضوء الحوار السياسي الدائر مؤخراً بين إيران والإمارات. وفي تقديره أن الغرض من الهجوم هو الضغط على الإمارات كي تنسحب من التحالف العربي بقيادة السعودية، أو على الأقل تخفيف الضغط على المتمردين الحوثيين.

......

  • الإيرانيون أو الحوثيون وجهوا ضربة إلى "نقطة ضعف" الإمارات، فالإمارات دولة صغيرة تعتمد على تجارة النفط والاستثمارات الأجنبية والسياحة، وسيكون من الصعب جداً عليها تحمل هجمات على أهدافها الاقتصادية. والغرض من هجوم الحوثيين هو نقل رسالة للإمارات للتخفيف من الهجمات على اليمن، والتأكيد أن في إمكانهم ضرب أهداف أكبر مثل برج خليفة في دبي.

...

  • تشعر المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بقلق شديد جرّاء الهجوم على الإمارات، فالمسافة التي تفصل بين اليمن والإمارات هي 1500 كيلومتر، وهي تقريباً المسافة عينها بين اليمن ومدينة إيلات، والمسيّرات التي هاجمت الإمارات كانت من نوع "صماد 3" التي يمكن أن تصل إلى 1700 كيلومتر. وسبق إن هدد المتمردون الحوثيون إسرائيل عدة مرات وأعلنوا أن لديهم "بنك أهداف" يشمل مدناً مركزية في إسرائيل.
  • بالاستناد إلى مصادر خليجية طلبت الإمارات من إدارة بايدن في أعقاب هجوم الحوثيين إعادة الحوثيين إلى قائمة التنظيمات الإرهابية بعد أن رفعت الإدارة الأميركية التنظيم عن اللائحة قبل عامٍ خوفاً من أن يلحق الأمر ضرراَ بالوضع الإنساني في اليمن. والسؤال المطروح هل تريد الإدارة الأميركية تصعيد المواجهة مع الحوثيين ومع إيران بينما المفاوضات بشأن الاتفاق النووي في فيينا لا تزال مستمرة؟

 

"معاريف"، 20/1/2022
رئيس الأركان السابق غادي أيزنكوت: أهم خطر تواجهه إسرائيل هو الانقسام الداخلي
بن كسبيت - محلل سياسي

[أجرى المراسل السياسي لصحيفة "معاريف" مقابلة مع رئيس الأركان السابق غادي أيزنكوت هي الأولى من نوعها منذ انتهاء توليه منصبه تناولت عدداً من القضايا، وننقل هنا مقتطفات منها]

  • ما يقلق غادي أيزنكوت رئيس الأركان الـ 13 للجيش الإسرائيلي أكثر من أي خطر خارجي هو التماسك الاجتماعي والداخلي في دولة إسرائيل. فهو يقول: "أعتقد أن التصدع في المجتمع الإسرائيلي وتبادل الاتهامات وتراجع وجود الدولة وانخفاض الثقة في مؤسساتها وفي المحاكم، وتوسع الجريمة - كلها أمور تشكل أكبر تهديد لمستقبل الدولة".
  • أكثر من "حماس" ومن إيران وحزب الله؟
  • "أنا لا أستخف بالتهديدات الخارجية، وقد واجهتها طوال حياتي. الحصانة الوطنية في المجتمع الإسرائيلي هي المكون الأكثر أهمية في الأمن القومي. سمعت اليوم أن امرأة في الـ73 من عمرها زارت نتان زهافي [صحافي في "معاريف"] وقالت له: أنا من عمر الدولة وأشعر بالقلق على مستقبلها. أعتقد أن الحصانة الوطنية تشكل 51٪ من الأمن القومي. الناس تشعر بالقلق لا بسبب التهديد الإيراني، وإنما بسبب الضعف الداخلي، وتفكك التماسك الداخلي، وعدم المساواة، والاحتكاك بين القطاعات، وعدم استيعاب جماهير كاملة في المجتمع. يجب أن نفهم ألاّ وجود لأمن قومي من دون تضامن داخلي، ولا وجود لتضامن داخلي من دون أمن قومي. عقيدة بن- غوريون بشأن بوتقة الصهر في خطر".
  • "عندما تجندتُ في الجيش الإسرائيلي سنة 1978، بلغت نسبة المجندين في الجيش 88٪ من الذين عليهم تأدية الخدمة الإلزامية (من اليهود والدروز). عندما تجّند ابني الأصغر في الجيش في تموز/يوليو 2015، بلغت نسبة المجندين 67٪. هناك ظاهرة أُخرى: وسط هؤلاء المجندين يزداد أكثر فأكثر عدد الذين يريدون القيام بخدمتهم في الوحدة 8200 السيبرانية أو في وحدات تكنولوجية، بينما يتراجع الاستعداد للذهاب إلى وحدات قتالية، والتعرض للقتل والمخاطرة. يجب أن نحرص على أن يكون ثمة مساواة في الفرص بين الشباب من كريات شمونة وطبرية وحتسور وأوفيك. لقد ولدتُ في طبرية وترعرتُ في إيلات وتوليتُ قيادة الجيش. أرى أرقام الذين يخدمون في الوحدات التكنولوجية المتقدمة، وأريد أن أرى تمثيلاً متساوياً وشاملاً. أنا مؤمن بذلك".
  • ينتقد أيزنكوت الوضع إزاء الفلسطينيين، ويقول: "الدولة الثنائية القومية هي نهاية الرؤية الصهيونية. ليس المطلوب أن تكون عبقرياً كبيراً كي تدرك معنى اختلاط ملايين الفلسطينيين بنا، زائد الوضع المعقد حيال العرب في إسرائيل، والذين اتخذنا بشأنهم قرارات معينة طوال 75 عاماً أدت إلى وصول الوضع إلى ما هو عليه حالياً".
  • ويقترح أيزنكوت حلاً للطريق المسدود مع الفلسطينيين: "نحن في نهاية أيام أبو مازن، ويمكننا أن نقترح عملية موقتة لمدة ثلاث أو خمس سنوات لتحسين الواقع والبدء ببناء جسر لتخفيف حدة العداء وتعزيز الثقة. وهي عبارة عن مبادرة مشتركة تشمل إسرائيل والفلسطينيين ومصر والأردن والولايات المتحدة ودول الخليج وغيرها. يجب تغيير الواقع لأنه هو الذي يؤدي إلى رؤية الدولة الواحدة ويدمر الحلم الصهيوني".
  • من أصعب الحوادث التي وقعت خلال ولايته كانت قضية الجندي أليؤر أزريا [وهو الجندي الذي أطلق النار على الفلسطيني عبد الفتاح الشريف وقتله على الرغم من أن الأخير كان جريحاً ولا يشكل خطراً]. يعترف أيزنكوت أن طريقة التعامل مع الجمهور كان يجب أن تكون أفضل: "من المحتمل أن الطريقة التي عرف من خلالها الجمهور بالحادثة كانت غير صحيحة، واليوم كنت سأتصرف بطريقة مغايرة". الانتقاد الكبير الذي يوجهه أيزنكوت هو ضد المستوى السياسي، ويقول: "إذا كان لدي خيبة أمل كبيرة فهي من متخذي القرارات في المستوى السياسي. في داخل الجيش لم يكن ثمة مشكلة، وكان هناك إجماع واسع جداً على أن ما جرى لم يكن مهنياً ولا أخلاقياً ولا قانونياً ويجب معالجته بالطريقة التي عولج بها. في المقابل هناك جزء من السياسيين اتخذوا موقفاً ودعموا تصرف أزريا غير المقبول، ومنحوه شرعية، وأنا هنا لا أتحدث عن وزير الدفاع يعلون وعن الوزير شتاينتس اللذين اتخذا موقفاً جريئاً جداً". وتابع: "في أثناء معالجتنا قضية أرزيا قامت مجموعة من الشباب بتأليب الرأي العام. وأرسلوا إلي بودكاست مع جونتان أورليخ [المسؤول عن الإعلام لدى نتنياهو] يتباهى فيه كيف قلب الرأي العام ضد رئيس الأركان ووزير الدفاع. ابن رئيس الحكومة [بنيامين نتنياهو] وبعض الشباب قادوا هجوماً على وسائل التواصل الاجتماعي ضد رئيس الأركان وهذا أمر مرفوض".
  • ربما هم على حق؟ وربما القواعد تفرض عدم بقاء فلسطيني نفذ هجوماً على قيد الحياة؟ مع احترامي لنقاء السلاح هنا تدور حرب ضد الإرهاب من يأتي ليقتلك من حقك أن تقتله.
  • "هذا كلام فارغ بالمطلق. لا أشعر بأن هناك ضرورة كي أشرح ما حدث. الناس تعلم أن الجيش هو جيش حازم يحارب الإرهاب ويحبط الهجمات ويكبح انتفاضة ثالثة بفضل هذا الإصرار، وهو أيضاً جيش حكيم وأخلاقي، استخدم في الجنوب قوة كبيرة لمنع مسيرات العودة، ويقف في الشمال ضد أقوى لاعب في الشرق الأوسط الذي هو إيران. هذه هي الحقيقة. لم أشهد قط حادثة واحدة تردد فيها الجيش الإسرائيلي".