مختارات من الصحف العبرية

نشرة يومية يعدها جهاز متخصص يلخص أهم ما في الصحف الإسرائيلية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين تتناول مختلف الشؤون الداخلية الإسرائيلية وتركز بصورة خاصة على كل ما يهم المسؤول العربي في قضايا المنطقة كافة: فلسطين ومساعي التسوية وسورية ولبنان والعراق ومصر والثورات العربية والخليج العربي وإيران وتركيا الخ. ويصدر مع النشرة اليومية أكثر من مرة واحدة في الشهر ملحق يترجم أهم ما تنشره دوريات فكرية صادرة عن مراكز أبحاث إسرائيلية عن سياسات إسرائيل إزاء القضايا المذكورة أعلاه وشؤون إستراتيجية أخرى (متوفرة للمطالعة على نسق ملفات "بي دي أف" PDF)

أخبار وتصريحات
المستشار الألماني أولاف شولتس في إسرائيل
مقتل فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي في بيت لحم
تحليل إسرائيلي: الولايات المتحدة منزعجة من عدم إدانة نفتالي بينت لروسيا
مقالات وتحليلات
على إسرائيل أن ترفع صوتاً عالياً وواضحاً ضد العدوان الروسي وألّا تقف موقف المتفرج
فجأة، روسيا مهمة جداً بالنسبة إلينا
أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة
"يديعوت أحرونوت"، 2/3/2022
المستشار الألماني أولاف شولتس في إسرائيل

عقد رئيس الحكومة نفتالي بينت مؤتمراً صحافياً مشتركاً مع المستشار الألماني أولاف شولتس، الذي قام بزيارة إلى إسرائيل اليوم، قال في بدايته إنه أجرى محادثات طويلة مع المستشار شولتس بشأن الأزمة الأوكرانية، وأشار إلى أن "واجبنا اليوم كزعماء أن نبذل كل ما في وسعنا لوقف سفك الدماء والانتقال بأسرع وقت ممكن من ساحة القتال إلى غرف المفاوضات، لم يفُت الأوان للقيام بذلك". ومرة أُخرى اختار بينت عدم إدانة روسيا وقال: "تقف دولة إسرائيل إلى جانب الشعب الأوكراني، لقد أرسلنا إلى هناك مساعدات إنسانية كبيرة: فقد أقلعت 3 طائرات مع 100 طن من المساعدات، أغلبيتها مساعدات طبية، ونحن مصرّون على مواصلة ذلك وتقديم المزيد".

وكان شولتس وبينت قاما بزيارة إلى متحف ياد فيشام لضحايا المحرقة النازية. وقال شولتس بعد الزيارة: "المحرقة جريمة ضد الإنسانية - وهي جريمة جماعية لليهود، بدأت في ألمانيا وخطّط لها ونفّذها ألمان. من هنا تنبع مسؤولية كل حكومة ألمانية إزاء أمن دولة إسرائيل والدفاع عن الشعب اليهودي. لن ننسى أبداً ملايين الضحايا ومعاناتهم".

"هآرتس"، 2/3/2022
مقتل فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي في بيت لحم

قُتل فلسطيني من مخيم العروب للاجئين بعد ظهر الثلاثاء بالقرب من قرية بيت فجار في منطقة بيت لحم. وبالاستناد إلى وزارة الصحة الفلسطينية، القتيل هو عمر شفيق أبو عفيفة (19 عاماً).

وذكر الجيش الإسرائيلي أن الجنود شاهدوا أبو عفيفة وشخصاً آخر يقتربان من موقع عسكري بالقرب من مستوطنة مغدال عوز، وعندما رأوهما يلوذان بالفرار قاما بملاحقتهما لاعتقالهما وأطلقا النار، الأمر الذي أدى إلى مقتل أبو عفيفة.

وذكر شادي أبو عفيفة، ابن عم عمر، لـ"هآرتس"، أن عمر كان طالباً متفوقاً في الجامعة وخرج مع رفاق له في نزهة إلى منطقة مفتوحة تقع شرقي مخيم اللاجئين. وعدد كبير من الشبان يقوم بذلك يومياً. ويؤكد شادي أن عمر لم يقُم بأي شيء على الإطلاق، وأن ما جرى هو جريمة وحشية ارتُكبت بدم بارد. وما يزيد في المعاناة احتفاظ الإسرائيليين بجثمانه وعدم قولهم متى سيفرجون عنه.

"معاريف"، 2/3/2022
تحليل إسرائيلي: الولايات المتحدة منزعجة من عدم إدانة نفتالي بينت لروسيا

أجرت محطة أف أم 103 حديثاً مع الصحافي بارك رابيد حلل فيه الموقف الإسرائيلي من الأزمة الأوكرانية. ومما قاله إنه لاحظ في حديثه مع مسؤولين رفيعي المستوى في الإدارة الأميركية انزعاجهم من عدم إدانة رئيس الحكومة نفتالي بينت للغزو الروسي. وفي رأيه، أن رئيس الحكومة ووزير الخارجية يحاولان أن يسوّقا للجمهور الإسرائيلي وللمنظومة السياسية الإسرائيلية أن كل شي على ما يرام، وأنه لا توجد مشكلة مع السياسة الإسرائيلية حيال الأزمة الأوكرانية، وهذا أمر غير صحيح.  وأضاف: "لن يكون أمام إسرائيل خيار آخر عندما يجري إخراج روسيا من نظام السويفت، فالمصارف الإسرائيلية لن تستطيع تحويل أموال إلى البنوك الروسية. حكومة إسرائيل تخدع نفسها عندما تعتقد أن وضعنا في الولايات المتحدة إزاء المسألة الأوكرانية هو على ما يرام. هذا ليس صحيحاً."

ونبّه رابيد من تداعيات فرض عقوبات دولية على رجال الأعمال الروس، قائلاً: "بالتأكيد للروس في إسرائيل وجود مادي وتجاري ومالي، وفي الاستثمارات، ويوجد عدد كبير من كبار المتمولين الروس. وخلال وقت قصير، سيتلقى موظفو وزارة المال الإسرائيلية اتصالات من نظرائهم الأميركيين، وسيطلبون منهم الحصول على معلومات عن المتمولين الروس الذين يعملون هنا، وعن الأرصدة التي يملكونها. 

وتجدر الإشارة إلى أن وزير الخارجية يائير لبيد حذّر الوزراء في جلسة الحكومة قبل أيام من إمكانية أن يطلب منهم رجال أعمال روس مساعدتهم لدى الأميركيين، ونصح الوزراء بأن يطلبوا من هؤلاء التحدث مع وزارة الخارجية في هذا الشأن.

مقالات وتحليلات
من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
"N12"، 1/3/2022
على إسرائيل أن ترفع صوتاً عالياً وواضحاً ضد العدوان الروسي وألّا تقف موقف المتفرج
عاموس يادلين، مدير سابق لمعهد دراسات الأمن القومي وزميل في مركز بلفور في جامعة هارفارد - أودي أفينطال محاضر في جامعة ريخمان
  • في بعض الأحيان، تواجه الدول صراعاً بين القيم والمصالح. وعلى ما يبدو، الأزمة العالمية بين روسيا والغرب وضعت إسرائيل أمام معضلة، بين الحاجة إلى المحافظة على مصالحها في مواجهة موسكو، وبين واجبها الأخلاقي بالوقوف إلى جانب العالم الغربي - الديمقراطي الذي يتوحد ضد عدوان الرئيس بوتين ودوسه على المعايير الدولية.
  • من الناحية الأخلاقية، ما من شك في الطرف الذي يجب أن تقف إسرائيل إلى جانبه. فمكانها الطبيعي هو مع الغرب والولايات المتحدة، كونها دولة تتباهى بطابعها الديمقراطي النابض، وبسيادة القانون وحقوق الإنسان وحرية الصحافة. من ناحية مصالحها، إسرائيل مضطرة إلى الاستمرار في الوقوف إلى جانب حليفتها الأساسية، وأحياناً الوحيدة، الولايات المتحدة الأميركية.
  • لماذا والحال هذه تتردد إسرائيل؟ لاعتبارات استراتيجية - أمنية، وعلى رأسها الحاجة إلى ضمان حرية العمل في سورية. وذلك لمنع إيران من بناء "آلة حرب" في الأراضي السورية كما فعلت في لبنان، واستخدام هذه الأراضي لنقل منظومات السلاح والعتاد إلى حزب الله، وخصوصاً قدرات هجومية دقيقة. والمقصود حاجة استراتيجية حيوية لأمن إسرائيل لا يمكن الاستخفاف بها. مع ذلك، يكشف فحص معمق لميزان المصالح العام أن مسألة حرية عمل الجيش الإسرائيلي في سورية تتضاءل في مواجهة مصالح استراتيجية أهم بكثير.
  • على رأس هذه المصالح هناك "العلاقات الخاصة" مع الولايات المتحدة. فبينما يواجه الرئيس بايدن أكبر اختبار يواجهه الغرب في العقود الأخيرة ويحاول منع مواجهة عالميه خطِرة، ذات أبعاد نووية وإمكانية التدهور نحو حرب عالمية، يتعين على إسرائيل التركيز على الأساسي والوقوف إلى جانب الولايات المتحدة.
  • من المهم أن نتذكر أن إسرائيل تتمتع منذ عشرات الأعوام بدعم سياسي واقتصادي وتكنولوجي أميركي، ودعم لجوانب جوهرية لأمنها القومي: الحصول على دعم سياسي، كانت ستواجه من دونه عزلة دولية، وضمانات ومساعدة في بناء القوة لمواجهة تهديدات خطِرة على أمنها، وضمان تفوقها العسكري والنوعي وغيره.
  • تحافظ الولايات المتحدة على تفوق إسرائيل العسكري الذي يُعتبر رصيداً استراتيجياً من الدرجة الأولى ويؤمن استقراراً إقليمياً. إن قوة إسرائيل وتفوقها النوعي في المنطقة، بالإضافة إلى الحلف القوي مع الولايات المتحدة، هي التي ترسخ صورة ردعها في بيئة معادية، ومحافظتها على ذلك أعواماً طويلة، هي التي تشجع الدول العربية، بالتدريج، على الاعتراف بأنها "هنا كي تبقى". وهذا الاعتراف هو مكوّن مركزي في قرار هذه الدول إقامة علاقات معها والسعي للسلام.
  • من الأمثلة الراهنة لإمكانية المسّ بالجهوزية العسكرية لإسرائيل هو "رزمة" المساعدة الإضافية لإسرائيل، والتي تبلغ قيمتها مليار دولار، من أجل استكمال مخزون المنظومة الاعتراضية للقبة الحديدية بعد عملية "حارس الأسوار". فقد تعرقلت الموافقة على الرزمة المطروحة الآن على مجلس الشيوخ الأميركي، ويمكن أن تُزال إذا أثارت السياسة الإسرائيلية حيال الأزمة الأوكرانية انتقادات ضدها في الكونغرس.
  • ثمة مصلحة استراتيجية حيوية أُخرى لإسرائيل، هي مكانتها الدولية الإيجابية. أحد الأرصدة المركزية في هذا السياق في واشنطن وفي عواصم مهمة في أوروبا هو صورتها، أي "الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط". فالسياسة المترددة بشأن الأزمة الأوكرانية يمكن أن تؤدي إلى تصدُّع هذه الصورة وتنعكس سلباً على علاقات إسرائيل الخارجية.
  • في مواجهة هذه الاعتبارات المهمة، هناك قدرة روسيا على التأثير في حرية العمل في سورية. لكن التخوف من تحديات الخطوات الروسية يثبت أن روسيا ليست حليفة لإسرائيل، بل على العكس، هي عدو أكثر مما هي صديقة.
  • على المستوى الاستراتيجي، تريد روسيا استعادة مجدها القديم والتمركز في الشرق الأوسط بعد أن أُبعدت عن المنطقة في أواسط السبعينيات. وذلك على حساب الهيمنة الأميركية في المنطقة التي تُعتبر مصلحة إسرائيلية بديهية. على هذه الخلفية، يمكن أن نفهم علاقة روسيا ودعمها الأساسي لإيران ومواقفها، بما في ذلك في جولات المفاوضات في المسألة النووية في العقود الأخيرة.
  • تبيع روسيا أعداء إسرائيل في المنطقة منظومات سلاح متطورة جداً، مثل صواريخ كورنيت المضادة للدبابات، وصواريخ بر - بحر استراتيجية، ومنظومات دفاع جوية متطورة من طراز أس-300، وطائرات سوخوي، وغيرها. ضعف الرقابة الروسية على المستخدمين النهائيين لهذا السلاح وغضّ نظر موسكو سمحا بـ"انزلاق" جزء من هذه المنظومات إلى تنظيمات إرهابية، مثل حزب الله و"حماس" اللذين استخدماها بشكل فتاك ضد إسرائيل.
  • في المنظومة الدولية، أيّد التصويت الروسي في مجلس الأمن الدولي القرارات المعادية لإسرائيل، والتي قدمها أعداؤها.
  • فيما يتعلق بتهديد حرية العمل في سورية؟ صحيح أن روسيا لم تمنع إسرائيل من العمل ضد الوجود العسكري الإيراني في سورية، على الرغم من أن وجودها هناك فرض قيوداً معينة. مع ذلك، في الوقت عينه، تسمح روسيا لإيران وأذرعتها بنقل قدرات عسكرية بأحجام كبيرة، والتمركز في مناطق قريبة من إسرائيل. والمقصود "أسلوب عمل" معروف جداً في روسيا - التعاون مع الأطراف المتصارعة كي تخلق أداة تأثير في مواجهتها وترسيخ مكانة قوية.
  • وقوف إسرائيل الواضح مع المعسكر الغربي في الأزمة الأوكرانية لن يؤدي بالضرورة إلى إلحاق الأذى مباشرة بحُرية العمل في سورية. أولاً، الروس "مشغولون" بالحرب في أوكرانيا، وبالمواجهة الدولية. ثانياً، في ضوء المنافسة مع إيران على الموارد والنفوذ في سورية، لروسيا مصلحة عميقة بألّا تصبح إيران أكثر قوة في سورية. بالإضافة إلى ذلك، الروس "سيفكرون أكثر من مرة" إذا أرادوا تهديد طائرات إسرائيلية والمخاطرة بعمليات دفاعية ضد الطائرات الإسرائيلية التي ستحيد المنظومات الروسية.
  • في الخلاصة، لا يوجد تناقض بين قيم إسرائيل ومصالحها. وبشأن حرية العمل في سورية، تسمح الظروف لإسرائيل بإدارة حكيمة للمخاطر؛ وفي جميع الأحوال، المسألة لا توازي المصالح المهمة التي تفرض على إسرائيل أن تبقى حليفة مخلصة للولايات المتحدة، والمحافظة على مكانتها الدولية في المعسكر الغربي - الديمقراطي. في ظل هذه الأوضاع، يجب على إسرائيل رفع صوتها بصورة واضحة وقاطعة، وانتهاج سياسة تقف فيها إلى جانب الغرب والولايات المتحدة، علناً، والانضمام إلى الإدانات في المنظمات الدولية وتشجيعها، وشجب العدوان والغزو من دون تردد، والتعبير عن الأمل بحلّ النزاعات بوسائل سياسية.

 

"هآرتس"، 2/3/2022
فجأة، روسيا مهمة جداً بالنسبة إلينا
تسفي برئيل - محلل سياسي
  • بحذر مبالَغ فيه، تسير إسرائيل على خيط رفيع وحاد ومميت، يمتد بين القدس وموسكو، ويهدد بخنقها. وهي لفّته بيديها حول عنقها عندما عقدت "حلفاً عسكرياً" مع روسيا، ومنذ ذلك الحين، سمحت لها هذه الأخيرة بمهاجمة سورية كما لو كانت ملعباً خاصاً بها.
  • تُعتبر حرية العمل هذه في إسرائيل ذات أهمية عسكرية عليا، لأنها تسعى لمنع حزب الله من الحصول على سلاح وعتاد عسكري متطور يأتي من إيران، عبر دمشق، إلى بيروت. من دون تنسيق وثيق مع الكرملين ومع قيادة سلاح الجو الروسي الموجودة في قاعدة حميميم في محافظة اللاذقية، لا تستطيع طائراتنا إحباط مسار السلاح هذا. في ضوء ذلك، وُضعت الفرضية القائلة إن العلاقات الجيدة مع روسيا هي شرط ضروري لتنفيذ هذا التكتيك الهجومي، على الرغم من عدم وضوح مدى نجاعته في لجم تسلُّح حزب الله، وخصوصاً في ضوء التقديرات الاستخباراتية بأن لدى الحزب أكثر من 130 ألف صاروخ موجّه نحو إسرائيل.
  • كما أمِلت إسرائيل بأن الهجمات على أهداف إيرانية في سورية تسرّع في خروج القوات الإيرانية والموالية لإيران التي تقاتل إلى جانب الأسد، وتحبط تمركزها بالقرب من حدود إسرائيل. هذه التبريرات ترسخت بصورة عميقة في الوعي الإسرائيلي، إلى حد أنه لم يجرِ أي نقاش عام لها، كما لو أن هذا الترتيب موجود دائماً، وسيظل موجوداً إلى ما لا نهاية، شرط أن تستمر إسرائيل في إرضاء روسيا.
  • السؤال الأساسي هو: لماذا لا تهاجم إسرائيل وتدمر قواعد صواريخ حزب الله المنصوبة في داخل لبنان؟ وإذا كانت هذه الصواريخ والتخوف من تحويلها إلى صواريخ دقيقة تشكل التهديد المركزي بالنسبة إلينا، فيجب أن يكون لبنان على جدول الأهداف. التفسير السائد هو بسبب توازن الردع القائم بين إسرائيل وحزب الله، بحيث يؤدي كل قصف إسرائيلي في اتجاه لبنان إلى رد تلقائي عليه، الأمر الذي يعرّض حياة المواطنين الإسرائيليين للخطر - في المقابل، تدمير صواريخ في الأراضي السورية لا يجر رداً مشابهاً حتى الآن.
  • هذا التبرير جميل، لكنه ينطوي على مفارقة من الصعب حلّها: وفقاً لهذه الحجة، تسعى إسرائيل لتكريس توازن الرعب بينها وبين حزب الله إلى الأبد، ولا تريد منع تعاظُم قوته. كأن هناك توازياً بين الجيش الإسرائيلي وبين حزب الله - إذا خرقه الحزب سيتعاظم تهديده لنا.
  • هذه المعادلة المشبوهة هي التي منحت روسيا موقعها الراعي لأمن إسرائيل، وهي تطالب اليوم بثمن سياسي مرتفع. لقد اضطرت إسرائيل إلى التهرب من المجتمع الدولي الذي يقاطع روسيا ويفرض عليها عقوبات. الآن، ينظر هذا المجتمع إليها كبلد منافق لا يتجرأ في لحظة الحقيقة على إدانة الغزو الروسي بصورة صريحة.
  • يمكننا أن نسأل مَن هي إسرائيل كي تقدم مواعظ أخلاقية لروسيا. فهي بحد ذاتها دولة احتلال تسيء بصورة منهجية إلى الرعايا الواقعين تحت سيطرتها. من المثير للاهتمام في هذا السياق المقارنة بتركيا التي على الرغم من احتلالها شرق قبرص وسيطرتها اليوم على عدة مناطق في سورية، فإن هذا لم يمنعها من إدانة الغزو بشدة، والتفكير في إغلاق مضيقيْ البوسفور والدردنيل في وجه السفن الحربية الروسية، وتوقيع رسالة مجلس الأمن ضد روسيا. هذا الموقف يعرّضها لخطر أكبر من الخطر الذي يمكن أن تتعرض له إسرائيل لو وقفت موقفاً مشابهاً.
  • إسرائيل تعطي أهمية كبيرة لسماح روسيا لها بالتحليق في الأجواء السورية - ويبدو هذا، في نظرها، أهم من عضويتها في المجتمع الدولي، والتزامها الدفاع عن وجودها، ومنع إيران من الحصول على سلاح نووي. حتى الآن، لم نسمع تعهدات مشابهة من موسكو. وفعلياً، تعتمد إسرائيل في موقفها على أنهم سيسامحونها على كل شيء لأنها الضحية الأبدية، حتى مقارنةً بأوكرانيا. وهي تؤمن بأن في إمكانها في المستقبل القريب تجنيد التأييد في مواجهة إيران من دون تذكيرها بأنها سكتت عندما احتُلت أوكرانيا على يد القوات الحليفة لها.